My First impression TK

Von REVEN_TK

37.3K 1.5K 2.1K

عندما يُخطئُ المرءُ بأخذِ انطباعٍ أوّلي عن أحدهِم سيجدُ صعوبةً في فَهمِهِ والتعامُلِ معه.. فماذا سيحدث إن كان... Mehr

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15

16

2.2K 93 171
Von REVEN_TK











يجلسُ في سيارتِه السوداء أمام منزِل جونغكوك مُنتظِرًا خروج الضيف  من هناك منذُ حوالي أربعِ ساعات


أخرجَ هاتفَهُ ناوِيًا إرسال رسالةٍ لصديقِه وأثناءَ ذلك فُتِحَ بابُ المنزل مُعلِنًا خروج الضيف السعيد الذي غادرَ مُلوِحًا لجونغكوك ولجدتِهِ بابتسامةٍ واسِعة


وفي هذه اللحظة أُلتُقِطَت لهم صورًا من الجالِسِ في سيارتِه
صورًا  تُثبِتُ إدانة جونغكوك أمامَ من طلبَ مِنه مُراقبته


{ لنلتقي في منزلك بعد ساعة }
أرسل الرسالةَ ثم غادرَ المكان بعد انتهاء مهمته


قرأ تايهيونغ رسالة جين مُتنهِدًا بضيقٍ؛ فقد فهِمَ بأن الأمرَ مُتعلِقٌ بجونغكوك؛ فبعد حادِثة دورة المياة هو طلبَ من صديقهِ مراقبةَ جونغكوك ليعرِفَ إن كان يُخفي أمرًا ما


تركَ هاتفهُ بجانِبه مُتنهِدًا مرةً أُخرى ثم عاد لقراءةِ ما كتبهُ البارِحة في مُذكراتِه التي بين يديه


' إنه اليوم الثالث بدونِ جونغكوك..
لا أعلمُ متى إعتدتُ على تواجُدِهِ بجابني ولكني حقًا أفتقِدُه..
يدي تأبى ترك هاتفي بالرغمِ من إخباري لها بأن لا جدوى من تمسكها به هو لن يتصل.. جونغكوك لا يتصلُ بي أصلا '


" تايهيونغ هل أدخل؟ "
سمعَ صوت جيمين فأغلقَ مُذكراته سريعًا وخبأها تحت وسادته قبل سماحِه له بالدخول


" كيف حالك اليوم؟ "
سأل مَن يمسحُ على وجههِ مُحاوِلًا إخفاءَ إرهاقه قبل اجابته
بـ " بخير، متى جئت؟ "


" لتوِّي، لقد اتصل بي جين وطلب مني المجيء "
أومئ تايهيونغ " لقد اتصل بي أيضًا " ثم نهضَ قائلًا
" هل والداي في المنزِل؟ "


" يبدو بأن أحدهم لم يُفارِق غرفتهُ "
قلَّبَ المقصود عيناه ثم هربَ قائلًا
" سأستحم قبل وصولِ جين إلى اللقاء في الأسفل "


أنهى تايهيونغ استحمامه ثم نزلَ إلى غرفةِ الجلوس وإذا بجين يتحدثُ بهمسٍ مع جيمين، وبمُجرَّدِ تلاقي أعيُنهم سكتَ فورًا وإعتدلَ بجلستِه مُبتَعِدًا عن المُستمِعِ بصمت


تجاهلَ تايهيونغ ذلك؛ لاعتِقادِه بأنه أمرٌ خاصٌ بينهما ثم جلسَ بجانِب جيمين الذي ينظُرُ لا يزال ينظُرُ إلى جين بصمت


" إذًا.. أين البقية؟ "
تسائل تايهيونغ مُستغرِبًا تغيُّبَ أصدقاءِه فأجابه صديقه بكلمةٍ واحدةٍ مُختصَرة " مشغولون "


بعد أن لاحظ تايهيونغ اختصار جين للاجابة لاحظ توتُر جيمين بجانِبه وحينها لم يستطع الإنتظار بسؤاله أكثر
" حسنًا ماذا وجدت؟ "


لحظاتٍ من تبادل النظرات الصامته بين جيمين وجين
أقلقتِ المُنتظِر أكثر " هل الأمر سيء لهذه الدرجة؟ "


" أخبرني جيمين بأن المنزل فارغ لذا.. "
أخرجَ زجاجة نبيذٍ من كيسٍ بجانِبه ثم نظر لصاحِبِ المنزل
" نحتاج إلى كؤوس.. إن كنت لا تُمانع طبًعا "


أحضر تايهيونغ الكؤوس ثم جلسَ مُنتظِرًا حديث جين الذي يسكُبُ النبيذ بصمت فقال " ألن تتحدث؟ "
مدَّ جين الكأس للذي ينظُرُ إليه بترقُّب فأومئ قائلًا
" سأتحدث خُذه! "


أمسكَ تايهيونغ بالكأسِ وشربهُ دُفعةً واحدةً ثم ضربَ به على الطاوِلة وعاد بنظرِهِ إلى صديقه قائلًا " أسمعُك "


" كان جونغكوك في منزِلِهِ طوال الليل.. "
أومئ تايهيونغ ثم أمسكَ بزجاجةِ النبيذ وسكبَ لنفسه كأسًا آخر
قبل سماعِه لـ " مع بوقوم "


توقَّفت يد تايهيونغ ثم نظر للمُتحدِث " أمُتأكدٌ من ذلك؟ "
أومئ جين فعُقِدَ لسان السائل


صمت لثوانٍ يُراجِعُ ما قاله صديقه ثم عاد لسؤاله
" هل رأيتهما بعينيك؟ " أومئ جين مجددًا
" لا.. لا يمكن.. لابد بأنك لم ترى جيدًا "
لم يُصدِق تايهيونغ ذلك وحاول تكذيب الأمر وإيجادَ عُذرٍ لجونغكوك أمام أصدقاءه


" أعتذِرُ لإحزانِك ولكن.. "
مدَّ جين هاتفه ليُريَ تايهيونغ الصورة التي إلتقطها لهم أمام باب منزل جونغكوك، وسُرعان ما صُفِعت أعذاره بعد رؤيته للصورة

نظرَ تايهيونغ إلى الصورة بتركيزٍعلَّهُ يجدُ ثغرةً لتكذيبها
ظلَّ ينظُرُ إليها لدقائقَ مُتأمِلًا ابتسامة بوقوم وتلويح جونغكوك له، استمرَّ بتأمُلِه للصورة إلى أن أصبحت عيناهُ تنظُرُ بعتابٍ بدلًا من التركيز


" إنها ليست المرة الأولى تايهيونغ "
تحدث جين فامتدت يد جيمين سريعًا وأمسَكت بيدِه مُهسهِسًا بإسمه لإسكاته ولكن جين طبطب على يده مُكمِلًا لتايهيونغ الذي ينظُرُ نحوه دون فهم


" أنا رأيتهما معًا من قبل "
أطلقَ تايهيونغ ضحكةً ساخِرة ثم أمسك بزجاجة النبيذ وارتشف مِنها مُشيرًا بإصبعِهِ لصديقه ليُكمِل


" سبقَ ورأيت بوقوم يقوم بإيصالِهِ إلى منزلِه بعد الجامعة
كانا يتحدثان معًا ثم ربَّتَ بوقوم على شعرِ جونغكـ.. "
توقفَ جين عن سردِ ما حدث حين رآى تايهيونغ يشربُ بشراهَةٍ أثناء الاستماع إليه


أغمضَ تايهيونغ عيناهُ لشِدةِ المرارةِ ثم أشارَ مجددًا بإصبعِهِ
ليُكمِلَ جين حديثه " في ذلك اليوم بوقوم..
أخذَ مصاصةً من فمِ جونغكوك.. ووضعها في فمه "  


" لِما لم تُخبرني من قبل؟ "
" لهذا "  أشار على وجهِ السائل مُكمِلًا
" لم أرغب بإحزانك قبل التأكُدِ مما يفعله "
أومئ تايهيونغ وجلسَ على الأرض مُقترِبًا من الطاوِلة أمامه ثم إتكئ عليها وأغمضَ عيناهُ بيدِه


يُحاوِلُ استيعاب ما يحدُث ولكن عقلهُ لا يُساعِده بل هو لأولِ مرةٍ يتعاونُ مع قلبِهِ ليُحاوِلان تكذيب ما يحدث وإباحة جونغكوك من هذه الإتهامات، ولكن عيناه كانت الطرف الأقوى هذه المرة وألجمتهُما بتذكيرِها لهما بالصور التي رأتها


" هل هذا كل شي؟ "
سأل  تايهيونغ جين الذي جلسَ بجانِبهِ على الأرض ثم فتحَ زجاجةً أُخرى قبل اجابته " لا.. أنا قمتُ بتهديدِه بك"
أبعدَ تايهيونغ يدهُ من على عينه التي توسَّعت بعد سماعه ما فعله


" ماذا فعلت! "
اعتدلَ تايهيونغ بجلستِهِ ليُقابِل جين
" أعتذِر ولكني لن أراه مع بوقوم للمرة الثانية وأقفُ صامِتًا
ليستغِل صديقي أكثر! "

" زِدت الأمرَ تعقيدًا جين "
" بل العكس، فلقد تبيَّنَ وجهه الحقيقي أمامك بعد تجاهُلِه لك لأربعةِ أيامٍ واستقباله بوقوم في منزِله "
أمسكَ تايهيونغ بالزجاجة التي بين يديه مُتجرِعًا منها


إلتزم تايهيونغ الصمت بينما يتجرَّعُ سُمها المُر وينظُرُ للفراغ بعقلٍ صامِت و قلبٍ مُنكِر وعينان تأبى محو الصورة من أمامه


" لقد قبِلتُ طلبك لي لمراقبتِه خشيةً من ظُلمِه ولكن الحقيقة واضِحة تايهيونغ أنا لم أظلِمه.. وأعتذر لذلك "
مسحَ جين على ظهرِ تايهيونغ كإعتذارٍ لإحزانِه بالحقيقة


رجفة شفاهه مُعلِنةً بدأ شهقاتِه فكتمها فورًا بفوَّهةِ الزجاجة وأخذ يمتصُ ما بداخِلها بشراهةٍ مُحاوِلًا ابتلاع غصته مع ابتلاعه لما بداخلها


آنهى زجاجته ثم استقام ناويًا أخذ أُخرى تحت أنظارِ صديقاه اللذان إلتزما الصمت احترامًا لمشاعِره ولكنهما تدخلا حين أمسكَ بالزجاجة الأُخرى " تايهيونغ كفاك شُربًا اليوم "
تحدثَ جيمين مُمسِكًا بيد تايهيونغ الذي نظرَ إليه بصمت


تجمّعت الدموع في عينَيه بينما يُكررُ ما حدث في عقلِه حتى ثقُلَ عليه حزنَه وطفرَ الدَمعُ من عينَيه ما إن أنهى سؤاله
" كيف يفعلُ هذا بي؟ "


احتضنهُ جين سريعًا مُخبئًا وجهه الباكي في صدرِه قائلًا
" إبكي تايهيونغ.. إبكي أكثر وأفرِغ ما بقلبِك "
تحدثَ مُثبِتًا رأسهُ على صدرِه


تمسَّك تايهيونغ بجين صارِخًا صرخةً يُفرغُ بها خيبة قلبه المُتألِم
ثم جثى على الأرض وبدأ يبكي بحُرقةٍ كتمها أيام


ينوحُ بينَ يدَي جين الذي يحاوِلُ تمالك نفسه أمامه دموع صديقه التي لم يرَوها من قبل، ولم يرَوها الليلة إلا لثُقلِ حُزنِهِ


ظلَّ يبكي بين يدَي جين الحاضِنه ويدَي جيمين التي تمسحُ على ظهره إلى أن هدأ الباكي بين أيديهم ثم رفعَ رأسه مادًا يدهُ نحو الزجاجة مُطالِبًا جيمين بإحضارِها


أخذها من جيمين بينما يُعلِقُ نظرهُ على الفراغِ أمامه واحتضنَها بينَ شفتيهِ مُمتصًا منها بشراهةٍ وكأن حُرقَتها تُطفِئُ حُرقَةَ قلبِه


" لا تفعل تايهيونغ هو لا يستحِقُ حُزنك حتى "
تحدثَ جيمين بينما يمسحُ على ظهرِهِ مُحاوِلًا مواساة من أطلقَ ضحكةً ساخِرةً


" أنا أخبرته بأن يُفكِرَ بأمرِ علاقتنا! "
أشار بيدِهِ نحو الطابق العلوي بينما لا يزال نظرهُ مُعلِقٌ على الفراغِ أمامه " كنت هناك لأربعِ أيام..
أربعةُ أيامٍ أنتظِرُ جاوبًا منه كالأحمق! "


" أدعو الرب بأن لا يُفارِقني قبل نومي و أستيقِظُ باحِثًا عن هاتفي علَّهُ اتصل بي أو أرسلَ رسالةً حتى "


نظرَ إلى جين مُكمِلًا حديثه  " جعلتُك تُراقِبُه خوفًا من أن يؤذيه بوقوم دون عِلمي وأتضحَ بأني المُتأذي هنا "


أخذَ جين الزجاجة من بين يدَيه مُناوِلًا إياها لجيمين ثم أمسك بيدَي الحزين قائلًا " أقسمُ لك بأني سأنتقِمُ لك منهم جميعًا "


سحبَ تايهيونغ يداهُ ونفى برأسِه ثم نهض ماسِحًا دموعه بعنف
" سأفعلُها بنفسي "


توَجَّهَ تايهيونغ إلى البابِ وبدأ بإرتداءِ حذاءه تحت أنظار جين الذي لم يُعجَب كثيرًا بفكرتِه " هل حقًا سنذهب الآن؟ أنت ثمِل!"


نفى تايهيونغ برأسِه قائلًا " لن نذهب، بل سأذهب "


" سنأتي معك، فقد يَكيدونَ لك كمينًا "
جلسَ جيمين ليرتدي حذاءه بجانِبه ولكن تايهيونغ أمسكَ بيده
" قلت سأذهبُ بمُفردي جيمين "


" ولكن تايهيونـ.."  قاطعه تايهيونغ
" أُريدُ التحدُّثَ مع جونغكوك قبل أن أختنِقَ بأسئلتي "


" طلبتُ لك سيارةَ أُجرة ستُصِلُكَ إلى منزِلِه "
قاطع جين حديثهما فابتسمَ تايهيونغ له ثم أومئ ماسِحًا على ذراعِه كشُكرٍ لتفهُمِه قبل ذهابه


ثم غادرَ تايهيونغ منزِلَهُ مُتوجِهًا إلى منزلِ جونغكوك




..

























يجلسُ جونغكوك في شُرفةِ غُرفتِهِ مُتأمِلًا ضوء القمر الوَحيد في السماءِ المُظلِمة، هو تُرِكَ وحيدًا هناك لا يوجدُ حوله نَجمٌ واحدٌ ليُؤنِس وحشتهُ الكئيبة،وبالرغم من ذلك هو لا يزال يُضيء ليُنيرَ عتمَة الأرض.


' رُبما هو لا يُضيء ليُنير الأرض بل يتظاهرُ بذلك لكي لا تَرى النجوم حاجتهُ إلى نجمةٍ بجانِبه؟ '
وجدَ جونغكوك نفسهُ يُشبِّهُ القمرَ به؛ فهو أيضًا يتظاهرُ بالقوةِ والبرودِ لكي لا يَرى الآخرين مدى رهافةَ شخصيتهِ وإحتياجِهِ إليهم..


يأتي يومٌ ويجدُ بأنه مُحاطٌ بالكثيرِ من البشرِ والأصدقاءِ حولَه
ثم يأتي يومٌ آخر ويغيبونَ عنه ليُذكِرُهُ بمدى وحدَتِهِ
كالقمرِ تمامًا.. يومًا نرى النجوم تُحاوِطُه من جميعِ الاتجاهات
ويومًا نجِدُهُ وحيدًا في الظلام الدامِس


قاطعَ سكُونه صوتُ جرسِ الباب المتواصِل والطرق القوي كمن يوَدُ كسر الباب واقتحام المنزل؛ فركضَ باتجاه الباب


صارخ بـ " قادم"
ليتَوقَّف الطارِق عن الطرق ولكنه لم يتوقف بل إزادت قوة ضربه إلى أن فتح الباب بغضب " ماللعنـ.. تايهيونغ؟ "
ابتعَدَت حاجباهُ المعقودةِ عن بعضهما مُتفاجِئةً من الطارِق


" أجل تايهيونغ.. هل كنت تنتظِرُ شخصًا آخر؟ "
لم يستمِع إلى إجابةٍ من الواقِف فصاحَ بصوتٍ جهور
" أجبني! "


انتفضَ جسد جونغكوك ثم تقدَّمَ بسرعةٍ وأسكتَ فمهُ بيدِه
" إخفض صوتك أنا أمامك! "
أبعدَ تايهيونغ يده عن فمه بتقزُز " أبعد يدك عني "


" هل أنت ثمل؟ "
تسائلَ جونغكوك بعد أن فاحت رائحةُ نبيذٍ حين اقترب منه


" هل تنتظرُ بوقوم؟ "
عقدَ جونغكوك حاجباه ثم نفى برأسِه
صرخ الغاضب بـ " لا تكذب " أثناء دفعِه له


توقَّف جونغكوك لثوانٍ ثم أمسكَ بذراعِ الغاضب قائلًا
" تعال معي "
أغلقَ باب المنزِل ثم جرَّهُ خلفَهُ إلى غرفتِه


يجُرُهُ مُتجاهِلًا تذمُراته ومقاومته الضعيفة بسبب الثمالة
إلى أن وصلا الغرفة فأغلقَ بابها ثم نظر نحوه مُتسائلًا
" لماذا سأنتظِرُه؟ "


رفعَ تايهيونغ حاجباه بتعجُّب " تسألُني أنا؟ "
" أجل فلماذا سأنتظِرُه! "
تحدَثَ بثقةٍ أغضبت تايهيونغ أكثر فتقدَّمَ مُحذِرًا إياه
" إياك والكِذب جونغكوك فأنا أعلم بكل شيء "


أومئ جونغكوك فاهِمًا ما مُشكلة المُنفعِل
" أخبرك جين بما رآه صحيح؟ الأمر ليس كما يبدو.."
انتفضَ جسدهُ بعد مُقاطعةِ الصارخ
" كيف إذًا؟ هل ترى أحمقًا أمامك؟ "


ابتلعَ جونغكوك ريقه مادًا يدهُ في الفراغ بينهما
" إهدأ لنستطيع التفاهم "
أوئ تايهيونغ ثم اقتربَ ماسِحًا الفراغ بينهما
" كيف كانت زيارته الليلة؟ "


" هل تُراقبُني؟ "
تسائل جونغكوك عاقِدًا حاجباه أمام مَن ضحكَ ضِحكةَ السُخرية ثم نظرَ للفراغِ حابسًا شفتاهُه بين أسنانِه مُحاوِلًا إسكاتها


" تايهيونغ هل تُراقِبُني؟ "
إعادة جونغكوك لسؤالِه إستفزت الغاضب أكثر فأمئ مُقترِبًا
" أجل فعلت.. ورأيت كل شيء "


" تايهيونغ أنا لا أعلمُ كيف وجد عنوانـ.."
صرَّ على أسنانِه ما إن قُطِعَ مُجددًا
" كفاك قذارةً يا هذا! ألم تسأم من دور الضحية هذا؟
أخبرتك بأني أعلم كل شيء فتحدث بصدق! "


" أُخبِرُكَ بالصدق فتُقاطِعُتي! "
تحدثَ جونغكوك بانفعالٍ ليَرُدَ الآخر بصراخ
" لا تكذب "
فعاوَدَ جونغكوك الصراخ بـ " لا أكذِب! "


" استيقظتُ من نومي وإذا به في منزلـ.. "
ضحِكَ تايهيونغ وابتعدَ عن المُتحدِث
" لم تعلم بأنه في منزلك ولكنك ودّعتهُ بشكلٍ جيد
كما لم تكُن تعلم بأنها دورة مياة الرجال وحُشِرت معه "


" ما دخل هذا الآن؟ "
عادَ تايهيونغ ليقِفَ أمامه "ماذا؟ ألم يكن هذا مع الشخص ذاته؟
لا يزال هناك أمرُ هذه أيضًا "
ربَّتَ على شعرِه قاصِدًا تربيت بوقوم له
" لم تكن تعلمُ بها أيضًا صحيح؟ "


" لن أتحدث إن كنت لن تستمِع "
جمعَ جونغكوك يداهُ أمام صدرِه ينظُرُ لمن أومئ بصمت
ثم اقترب منه قائلًا " أُريدُ جواب سؤالٍ واحد "


" بكم اشتراك؟ "

دوى صوت صفعةٍ حُطَّت على وجنةِ السائل ليلتفَّ وجهه للجهةِ الأُخرى من قوتها


" اللعنة عليك "
دفعهُ ثم تقدَّمَ ودفعهُ مُجددًا " أيها الوغد الحقير "
ظلَّ يُكرِرُ فعلتهُ وهو يُردِدُ الشتائم على مَن يعود للخلف بسبب دفعاته دون رد


أمسكَ تايهيونغ بيده صارِخًا بوجهه
" ماذا؟ هل آلمتك الكلمة؟ ألست هكذا فعلًا؟ "
رفعَ يدهُ جونغكوك ليصفعهُ مُجددًا لولا إمساك المُتحدث لها


سحبَ جونغكوك يدهُ من بين يديه قائلًا
" إن كانت جيسو تدفعُ لك هذا لا يعني بأني أنت "
ثم فتحَ باب غُرفته مُشيرًا له بالخروج


تقدم تايهيونغ وأغلقَ الباب مُمسِكًا بذراعِ جونغكوك
" لن أخرُجَ قبل أن أعرف ماذا يُريد بوقوم "


" اللعنة عليك وعلى بوقوم "
سحبَ جونغكوك ذراعه بقوة فأمسكهُ تايهيونغ وضربَ به الحائط
ثم ثبَّتهُ قائلًا " تحدث "

صرخ جونغكوك أمام وجهه " لستُ معه لأتحدث "
فصرخ الآخر بوجهه " لا تكذب "


دفعهُ جونغكوك بقوةٍ ليبتعِدَ عنه ثم ركلَ طرف السرير بجانِبهِ صارِخًا بأعلى صوته بـ " لست اكذب " أثناء إمساكه بغطاء السرير وسحبه له راميًا إياهُ على الأرض


فقدَ أعصابه وبدأ يُحطِمُ ما يُمكِنُ تحطيمه في غرفته أثناء صراخه وإلقاء الشتائم على بوقوم وعلى الواقف ينظُرُ إلى تصرُفاتهِ بذعرٍ من أن يؤذي نفسه


إقتربَ تايهيونغ مِنه وأمسكَ بذراعِه التي تحمِلُ وساداته
فدفعهُ جونغكوك راميًا الوسائد عليه صارِخًا
" لا تلمسني أيها اللعين "


تجاهلهُ تايهيونغ حديثه واقتربَ مجددًا أثناءَ استدارته مُحتضِنًا إياه من الخلف قائلًا " توقف جونغكوك "


" اتركني "
لم يعُد صوته يَقوى على الصُراخ فتخبَّطَ بين يدَي تايهيونغ مُحاوِلًا الفرار منه


" كفى جونغكوك إهدأ.. أنا أعتذِر "
أحكمَ تايهيونغ احتضان المُتخبط ثم حاولَ تهدأته باعتذاره بعد أن أوصَلَهُ لهذه الحالة بمُرِ كلماته


جلسَ جونغكوك بتعبٍ على الأرض بينما لا يزال بين يدي تايهيونغ الذي جلسَ خلفه ولم يترُكه


يجلسان على وضعيتهما منذ دقائق
لا يُسمعُ في الغرفة سوى أصوات تنفسهما الهادئ في حين أن تايهيونغ يمسحُ على ذراعِ جونغكوك الذي لم تعُد أعصابه تِساعِده على مقاومة ذراعه وإبعادها عنه


" أعتذِرُ على كلمتي "
تحدثَ تايهيونغ مُبتعِدًا عن الهادئ الذي ينظُرُ أمامه


جلسَ بجانِبِه مُنتظِرًا عتابهُ على كلمتِهِ ولكن الهادئ فضّلَ سؤاله مُعلِقًا نظرهُ على السريرِ أمامه " لماذا لا تُصدقني تايهيونغ؟
أنا أُخبِرُك بالحقيقة ولكنك لا تُصدقني "


إلتزمَ تايهيونغ الصمت فأكمل جونغكوك حديثه
" لو كنتُ معه لما ابتعدتُ عنك لأيامٍ لنهدأ
ولجئتُك مُعتذِرًا لإكمال خطته "


نظرَ لتايهيونغ الذي لم يُبدي أيَّ ردةِ فعلٍ تُذكر فسأله
" لا تُصدقني صحيح؟ "
نظرَ له تايهيونغ ثم عاد لينظُرَ للفراغ أمامه دون إجابته


استقامَ جونغكوك قائلًا " إنتظِرني للحظة "
ثم غادرَ الغرفة تارِكاً وراءه من ثم تأفف بحيرةٍ من أمره


شدَّ خصلات شعرهُ بقوةٍ ليكتُمَ غضبهُ مما يحدث، هو يُريدُ تصديقهُ ولكنه لم يسمع تبريرًا يشفي شكّه به


أراد الاستسلام ومغادرةِ المنزل ولكن قدمهُ تأبى الوقوف مُطيعةً صوت قلبِه الذي يُخبره بأن ينتظِر


عادَ جونغكوك حامِلًا بيده مجموعةَ أوراقٍ وضعها أمام الجالس ثم فرَّقها باحِثًا بينها عن ورقةٍ أثناء قوله " هذه أوراق جدتي،
هي تكتبُ إسماء وصِفات مَن في حياتها خوفًا من نسيانِها "
عقدَ تايهيونغ حاجباه جاهِلًا ما يفعله الآخر


وجدَ جونغكوك الوَرقة التي يبحثُ عنها ثم بدأ بقراءتها
" تايهيونغ هو صديقُ جونغكوك في الجامعة والفتى الذي يُعجِبُه، هو فتى وسيم وطيِّب ويهتم بحفيدي كثيرًا "
وضع الورقة بجانِبِ المُستمِع ثم عاد للبحث بين الأوراق


أمسكَ بورقةٍ أُخرى ليقرأها " بوقوم هو فتى في الجامعة يكرههُ حفيدي جونغكوك، وهو متنمرٌ يسبِبُ المشاكِل ويُعادي تايهيونغ وأصدقاءه "
قرأها بنفسٍ واحد ثم نظرَ إلى تايهيونغ بجانِبه


" إن كُنت معه هل كانت جدتي ستكتُبُ هذا؟ "
سأل تايهيونغ الذي مسحَ على وجهه المُرهق من الحيرة


" لا ألعبُ دور الضحية تايهيونغ أنا فعلًا هو
أنا لا أفعلُ شيئًا ولكني أجِدُ نفسي داخِل أمرٍ ما بطريقةٍ ما "
نظرَ تايهيونغ أخيرًا للمُتحدِث الذي تنهَّدَ ثم أكمل
" في اليوم الأول لي بدونك هو تبِعني خارج الجامعة "


" خِفتُ كثيرًا منه ولم أعلم ماذا كان يُريد مني،
حينها تقّربَ مني وتمنى أن تتذكرني جدتي حين عودتي "
ابتسمَ بحُزنٍ ثم نظرَ إلى يده مُكملًا
" ربَّت على شعري وابتعدت عنه ثم أخذ مصاصتي
التي كنت فرِحًا بها لأنها منك "


نظرَ إلى تايهيونغ قائلًا " أعتقِدُ بأن جين رآنا حينها "
فأومئ تايهيونغ مُأكِدًا إعتِقاده


" إذًا ماذا كان يفعلُ هنا؟ " سألهُ تايهيونغ ناظِرًا نحوه


" أخبرتُك بأني استيقظت ووجدته.. كان يجلسُ بين جدتي ووالدتي؛ فلم استطع مُحادثته ومعرفة سبب قدومه "
نظرَ إلى تايهيونغ الذي لم يبدو مُقتنِعًا بكلامِه
" رُبما لن تُصدقني ولكني أُقسم بأن هذا ما حدث "


دلَّك تايهيونغ رأسهُ مُغمِضًا عيناهُ بألمٍ بينما يُحاوِلُ اسكات عقلِه
الذي يُفكِرُ بكلِ حرفٍ قيل له من الجميع، يتداخل صوت جونغكوك مع صوت جين في عقلِهِ ويُشارِكُهما الحديث صوت بوقوم ليُزيدَ ألمهُ ألمًا


فتحَ عيناهُ ووجدَ الغرفةَ فارغة
تلفَّتَ باحِثًا عن جونغكوك ولكنه لم يكُن في الغرفة


وقبلَ استقامته عاد جونغكوك حامِلًا بيدِهِ كأس ماءٍ وحبة مُسكنٍ وضعها أمام تايهيونغ ثم بدأ بترتيبِ غرفته بصمت


ابتلعَ تايهيونغ الحبة ثم استقامَ مُساعِدًا جونغكوك في الترتيب بدون حديثٍ بينهما إلى أن إنتهوا


ينظُران إلى أنحاء الغرفة بصمتٍ مريبٍ لا ينوي مُفارقتهُما، توّجهَ جونغكوك نحو الخزانة مُخرِجًا منها وسادةً وغطاءً وضعهما على السرير بصمت

جلسَ جونغكوك على طرف السرير يسترِقُ النظرَ إلى من يقِفُ مكانه عاضًا شفتاهُ بتوتر قبل قوله " إذًا سأذهب "
نظرَ نحوه جونغكوك بنظرةٍ لم يفهمها فبرَّرَ له فورًا
" سنتحدثُ غدًا؛ أنا مُتعبٌ الآن "


" أنت ثمِل، يُمكِنُكَ النوم هنا إن أردت "
تحدثَ جونغكوك ثم تمدَّدَ مُتلحِفًا بلِحافِه قبل سماع إجابة الآخر
وكأنه لا يهتم لذلك في حينِ أنه قد جهَّزَ وسادتهُ بجانِبه


هو استلقى ولم يُعطي مجالًا لتايهيونغ لمُجادلته ولم يُصِله إلى باب المنزل حتى ففهِمَ تايهيونغ تصرُفاتِ الآخر واقترب جالِسًا على السرير مُراقِبًا ظهر المُستلقي


تمدد تايهيونغ بهدوء وظلَّ ينظُرُ إلى ظهرِ المُستلقي بجانِبه مُحاوِلًا إسكاتَ عقله بمراقبتِه له إلى نامَ دون أن يشعُر



..





















فتحَ جونغكوك عيناهُ بصُعُوبةٍ
فلم ينم البارحة بسبب تفكيرِهِ وتأمُلِه لمَن نام مُبكِرًا


استدارَ ناظِرًا للجهةِ الأُخرى من السرير فوجدَ تايهيونغ يجلِسُ هناك وينظُرُ لبابِ الغُرفةِ بشُرُودٍ يدُلُ على استيقاظِهِ مُنذُ مدة


استقامَ جونغكوك وذهبَ لغسلِ وجهه مُتجاهِلًا الذي راقبهُ ما إن نهضَ من السرير


" هل نتحدث الآن؟ "
سألهُ تايهيونغ ما إن عاد للغرفةِ فأغلقَ جونغكوك بابها وجلسَ على طرفِ السرير المُقابِل


" أنا أسف جونغكوك، أعلمُ بأني ضايقتُكَ البارحة كثيرًا، لقد كنتُ غاضِبًا مما يحدُث ولم أكن بكامِل وعيي.. اعتذِر "
نظرَ للمُستمِع بعد أن أنهى كلماته ليراهُ ينظُرُ إليه


" لا أُريدُ اعتذارًا منك، أُريدُك أن تُصدقني فقط "
قطعَ تايهيونغ التواصل البصر بينهما فأومئ جونغكوك فاهِمًا بأنه لا يزال شاكًا به


تنهدَ تايهيونغ مُبرِرًا " جونغكوك في كلِ مرةٍ أُصدِقُكَ بها
يظهرُ بوقوم بعدها بالقُربِ منك!
تُخبرني بأنك لست معه وإذا به يعلمُ بكل تفاصيلِ حياتك
حتى بمرضِ جدتك!
تُخبرنُي بأنك لست معه وإذا به يزورُ منزلك!
تُخبرني بأنك لست معه ثم تُحشرُ معه! "


" إن كنتُ معه هل كان سيُرسِلُ أصدقاءه لضربي؟
ألا تذكر؟ كنت تبكي لأنك لم تستطع حمايتي! "
استقامَ تايهيونغ وجلسَ أمام جونغكوك


أمسكَ بيدِه وتحدثَ وهو ينظُرُ إلى عينيه
" أتذكر جونغكوك.. أتذكر ولذلك أنا أجلِسُ معك الآن وأستمِعُ لتبريرك حتى أني أُجبرُكَ أحيانًا على ذلك لأني أُريدُ الاستمِعُ إليك،
أنا أُريدُ تصديقك جونغكوك "


" قلبي يُخبِرُني بأنك بريء فلا تخذله أرجوك "
أغمضَ الراجي عيناهُ سانِدًا جبينه على جبينِ المُستمِع
" لا تفعل هذا بي أتوسلُ إليك "


ابتلع جونغكوك غصَّته ثم أمسكَ بوجنَتَي الراجي وأبعدهُ عنه لينظُرَ إلى عينيه أثناء قوله " لم ولن أخذلك.. وسأُثبِتُ لك "


" هل أستطيع مُعانقتك؟ً "
تسائل تايهيونغ فأومئ له جونغكوك ثم اقتربَ مُعانِقًا إياه عناقَ حاجةٍ لبعضِهما


تنهدَ جونغكوك بثِقلِ ما يشعُرُ به بسبب عدم تصديق الآخر له وفي الوقتِ ذاته هو يُعطيه الحق فلو رآه مُختليًا بشخصٍ لقطّعهُ هو ومَن معه دون الإستماعِ إليه


أخرجهُ من شُرُده صوت تايهيونغ بجانِبِ أُذنه
" أعتذِرُ مرةً أُخرى عما فعلته البارحة، لقد بالغت "
إكتفى جونغكوك بالإيماءِ له


قاطَعَ لحظتهم صوت جدة جونغكوك مُنادِيةً إياه
" كوكي استيقظ تايهيونغ هنا "
فابتعدَ تايهيونغ عنه مُبتسِمًا " يبدو بأنها كشفَت أمري "


" هيّا إذًا "
استقامَ جونغكوك ثم خطى خطواته بتعرُجٍ أمام مَن عقدَ حاجباه ثم أمسكَ بيدِه مُتسائلًا " لماذا تعرُج؟ "


نطرَ جونغكوك للسرير ثم لتايهيونغ ليومِئ فاهِمًا قصده
" أعتذِرُ لذلك أيضًا "
قلَّبَ جونغكوك عيناه ثم تخطاهُ قائلًا
" هيا جذتي تنتظرنا "



سارَ تايهيونغ خلف جونغكوك إلى أن وصلا إلى غرفةِ الجلوس


وبمُجرَّدِ وصولِهم توَّقف جونغكوك أمام الباب ينظُرُ بغضبٍ لمَن بالداخِل


فاقتربَ تايهيونغ ليرى
وإذا ببوقوم يجلسُ برفقةِ جدة جونغكوك


" كوكي أُنظُر مَن يوجدُ هنا "
تحدَّثت جدتهُ مُشيرةً إلى بوقوم بجانِبها الذي ابتسمَ رافِعًا حاجباهُ لتايهيونغ الذي يُبادِله النظر بحقد


" آتى تايهيونغ ليطمئن عليك "
أكملت الجدة حديثها مُبتسمةً بسعادةٍ ظنًّا منها بأن مَن بجانِبها هو تايهيونغ الذي يُحدِثُها جونغكوك عنه



قطعَ تايهيونغ نظرهُ ببوقوم ووجَّهَهُ بتفاجُئٍ نحو الجدة التي تُشيرُ إلى بوقوم بجانِبها مُنادِيةً إياهُ بإسمه


" جدتي ألم أُخبِركِ بأن تايهيونغ سافرَ في عُطلة؟ "
تحدثَ جونغكوك بلُطفٍ مُحاوِلًا تذكيرَ جدته التي ابتَسمت
" أجل، وها قد عاد لأجلك "


نظرَ تايهيونغ للواقِف بجانِبه والذي بادلهُ النظرَ هامِسًا بحُزن
" لهذا لم استطع التحدُّثَ معه البارِحة "
ظلَّ المُتفاجئ ينظُرُ إلى جونغكوك مُحاوِلًا استيعاب ما يحدث


" هيّا جونغكوك فلتُرَحِب به! "
غمزت له مُبتسِمةً في نهايةِ حديثِها لمعرفَتِها بأنهُ يفتقِدُ  'تايهيونغ'


" جدتي.. "
" جونغكوك لقد اشتقتُ إليك "
قطعَ بوقوم حديثهُ واقِفًا ثم فتحَ ذراعاهُ مُقترِبًا منه


عاد جونغكوك خطوةً إلى الخلف ثم رفعَ حاجباهُ مُحذِرًا بوقوم بعينَيه ولكنه لم يُعِر لتهديدِه أيُّ اهتمامٍ واحتضنَهُ بجانِبِ تايهيونغ


" سأُنهيك "
همسَ له تايهيونغ فنظَرَ بوقوم إليه بابتسامةٍ ثم شدَّ بعناقِ جونغكوك وأصدرَ همهمة إستمتاع


صرَّ تايهيونغ على أسنانِه وهو يُراقِبُ عناقهم مُحاوِلًا تمالك غضبِه أمام الجدة التي تنظُرُ نحوهم بابتسامة كبيرة


فصلَ تايهيونغ عِناقهما ثم فتحَ ذراعهُ مُتحدِثًا بابتسامةٍ مُبتَذلة
" اشتقت إليك يا لعين "
واحتضنهُ ضاغِطًا على صدرهِ بقوة


" أُقسمِ لك بأنك ستندم "
هدَّدهُ تايهيونغ بهمسٍ وضغطَ على صدرِهِ أكثر كاتِمًا نَفَسَ مَن يُحاوِل الابتعاد عنه


تركهُ تايهيونغ بابتسامةٍ مُزيفةٍ فبادلهُ بوقوم إياها
" إفعل ما بوسعك "
طبطب على ذراعِه ثم أمسكَ بيدِ جونغكوك وسحبهُ خلفه ليعودَ بجانِب الجدة


ولكن جونغكوك سحبَ يدهُ قائلًا " سأُساعِدُ أمي "
ثم استدارَ باتجاه الباب وأمسكَ بيد تايهيونغ ساحِبًا إياه خلفه


تحدثَ جونغكوك بتوترٍ ما إن ابتعدا عن بابِ غرفةِ الجلوس
" هي تعتقِدُ بأنه أنت أقسم بأني أخبرتهـ.."
قاطعهُ تايهيونغ مُطبطبًا على ذراعه لفهمه سبب توتُره قائلًا
" أعلم أعلم لقد فهمت الأمر "


" لا تُظهِر أمامها بأنها مُخطئةٌ أرجوك؛ هي تعتقِدُ بأنها تتذكرنا فلا تجرحها " مسحَ تايهيونغ على وجهه بعُنفٍ فأكملَ
" دع الأمر لي أنا سأُخبِرُها فور مغادرته، أعِدُك "
أومئ تايهيونغ مُتنهِدًا بقلةِ حيله


ثم سمِعا صوت والدة جونغكوك تُنادي
" هيّا المائدة جاهِزة "
فذهبا لتناولِ الإفطار معًا


جلسَ الجميع حول طاوِلة الطعام
جونغكوك يُقَلِّبُ الطعام في صحنِه بينما تايهيونغ يُراقِبُ الجدة التي تسألُ عن أونو للمرة الرابعة منذُ أن اجتمعوا حول الطاوِلة


" جونغكوك هل أنت بخير؟ "
تسائلت والدته بعد أن لاحظت بأنه لم يأكُل فاكتفى الابن بالإيماءِ بابتسامة كإجابةٍ على سؤالِها


اقتربَ تايهيونغ هامِسًا له  " لماذا لا تأكُل؟ "
نظرَ جونغكوك إلى جدته ثم إلى بوقوم
وعاد بنظرِهِ إلى تايهيونغ الذي أومئ فاهِمًا الإجابة


قطعَ تايهيونغ قطعةَ خُبزٍ ثم وضعَ بداخِلها بعض البيض ومدَّ يدهُ لتُصبِح أمام فمِ جونغكوك " إفتحَ فمك "
نظرَ جونغكوك له بتفاجُئٍ من تصرُفاتهم أمام عائلته


هزَّ تايهيونغ يدهُ ففتحَ جونغكوك فمه آكِلًا ما بيدِه بتوتُرٍ جعلَ قِطعةَ بيضٍ تسقُطُ على يدِ تايهيونغ الممدودةِ أسفل فمِ جونغكوك، ابتسمَ تايهيونغ ثم أكلَ ما سقطَ من فمِ المُتوتر


" هيّا تناول إفطارك "
تحدثَ تايهيونغ مُحاوِلًا إخفاءَ إبتسامتِهِ أمام الأعيُنِ المفتوحة على وسعها بتفاجُئ


بعد مُدة أنهى الجميع طعامَهم ثم انتقلوا إلى غرفةِ الجلوس بعد أن تساعدوا في رفعِ سُفرةِ الإفطار وغسل الأطباق


جلسَ تايهيونغ يجانِبِ جونغكوك بينما بجلِسُ بوقوم في الجهةِ المُقابِلة بين والدة جونغكوك وجدته


" هل تعلم والدتك مَن هو بوقوم؟ "
سألَ تايهيونغ الجالِس بجانِبه بهمسٍ فنفى برأسه
" اللعين أخبرها بأنهُ صديقي قبل مجيئي، ثم إني لا أُخبِرُها تفاصيل يومي ولذلك هي لا تعلم مَن هو بوقوم أصلًا "
تجنًَّبَ تايهيونغ النظرَ إلى المُتحدِث بغضب


هزَّ جونغكوك قدمهُ لتصطدم بقدمِ تايهيونغ جاذِبًا نظره إليه
" ساُخبرُها بأننا تشاجرنا كصديقين وانتهت علاقتي به
وحينها لن تستقبِلَهُ مُجددًا لا تقلق "


" مالذي أصابك جونغكوك؟ "
تسائلَ بوقوم مُقاطِعًا حديثهم بابتسامةِ خُبثٍ خفية
" أعني.. رأيتُك تعرُج، هل أصابك مكروه؟ "


" اصطدمتُ بحافةِ السرير "
اجابهُ مُختصِرًا الإجابة فهَمهمَ له بوقوم
ثم أشار إلى الجالسِ بجانِبه قائلًا " ظننتُ بأنه قسى عليك "


إعتدلَ تايهيونغ بجلستِه كتحذيرٍ لمَن يبتسمُ له ثم نظرَ إلى والدة جونغكوك لتتسِع ابتسامتهُ بعد أن تأكد بأنها فهِمت إيحاءاته من  نظرتِها للجالسَين أمامها


" أعني أخبرتُ تايهيونغ بأن ساقك تؤلمُك وتحتاج إلى تدليكٍ بعد تدليكي لها، ولذلك دلّكها لك.. بعُنفٍ.. أعتقِد "
أوحى لجونغكوك بحديثِه على أن تايهيونغ لم يلمِسهُ حُبًا بل بسببِ شكِّهِ به بعد كلماتِ بوقوم له


نظرَ جونغكوك للجالِسِ بجانِبه ليفهمَ من ملامحَ وجهه بأن فهمه للحديث صحيح، ثم نظرَ إلى والدته التي تنظُرُ نحو تايهيونغ بغضبٍ مكتوم


" لم يلمسها، أنا اصطدم بحافةِ السرير فعلًا "
تحدَّثَ جونغكوك مُدافِعًا عن مَن يجلِسُ بجانِبهِ بابتسامةِ نصرٍ استَبقتِ الأحداث ومَحتَ ابتسامةَ بوقوم الذي فشلَت خُطته قبل تنفيذِها هذه المرة


شكَّت والدة جونغكوك في الجوِ المشحون في الغرفة بسبب تبادُلِ نظَراتِ والإيحاءاتِ فيها، فاستقامَت مُقترِبةً من ابنها
" دعني أرى ساقك جونغكوك "


" جديًّا أمي؟ "
أومئت والدتهُ مُشيرةً له على ساقِهِ فرفعَ جونغكوك بنطالَهُ لتظهرَ ساقه المُزرقّة بسبب ركلاتِه البارحة للسرير


" هل أنت صديقُ كوكي؟ "
تسائلت الجدة مُقاطِعةً اللحظات المشحونة فنظرَ تايهيونغ إليها وأومئ مُجيبًا إياها بابتسامَة " أجل أنا صديقُه "


" ما إسمك؟ "
تلاشت ابتسامةُ تايهيونغ ثم نظرَ إلى جونغكوك بحيرةٍ مما سيُجيب


" هل ينسى الإنسانُ إسمه؟ "
ضحكَت بعد سؤالِها في حينِ أن جميع الأعيُن في الغرفةِ توجهة إليها بحُزن


" جدتي هل تناولتي دواءك؟ "
تسائل جونغكوك مُحاوِلًا تغيير موضوع اسم تايهيونغ ولكن دون فائدة   " سأتناولُه بعد التعرُّفِ على صديقك الوسيم "


" لا تخجل.. ما إسمك ابني؟ "
تسائلت بابتسامةٍ حنونةٍ لتُطمئنَ تايهيونغ الذي فتوجَهت أنظارُ جميع مَن في الغرفة إليه مُنتظِرين إجابته


وقبل إجابتِه
أجابها الجالِس بجانِبها مُعلِقًا نظرَهُ على تايهيونغ أمامه


" بوقوم.. إسمه بوقوم جدتي "


....



























___________________


3838 كلمة✨✨


تعبت على البارت
أتمنى عجبكم ويكون مفهوم وما فيه اخطاء 🩵

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

564K 28.8K 53
فتاة بسيطه الحال شاء القدر ليغير حالها وتهب الرياح بما لاتشتهي السفن.. وينتهي بها في مطبات ضيقه ويصعب الخروج منهاا... فتعاني وتعاني لتخرج ع واقع...
242K 7.5K 53
هالروايه فيها احداث تدور بين عايلتين عايله ال فلاح وعايله ال سند يجمعهم حبهم لبعض وتربطهم في بعض وحبهم ل احفادهم فيها مخيم للعايله وديره روايتنا تت...
132K 3.4K 30
لا تبالغ بـ المحبه وتصدمك الظروف ولا تعمّق بـ المشاعر وخلك واقعي . - حساب الانستا : 8rewei44