وعندما وقعتُ فالظلامِ أنت من إنتشلتني ، من تلكَ العتمة .
__غَيمة رماديّـة
- أعيد بناء نفسي من الداخل، أنا الغريبُ وأنا المسافرُ، وأنا العائد، وأنا المستمر مع نفسي حتى النهاية.
- جلال الدين الرومي
________________
في عام 1990
إنتشرت جرائم القتل العشوائية في أرجاء مدينه لندن ، ولكن كانت تلك الجرائم منظمة بطريقةٍ ما حيث بعد كل جريمة ،
يتم كتابه حرف من حروف الأبجدية الإنجليزية بجوار الضحيه ،
تم قتل حوالي سبعة عشر رجل ، والغريب أن جميعهم من فئة الأغنياء ، ورواد الأعمال .
بدأت الأدلة تتجه إلي عائلة "هاير" حيث أن جميع التهم وجهت إليهم .
كانت تلك الطفلة تمشي بمرحٍ في الشوارع عائدة في طريق المنزل ، لتتفاجيء من نظرات الجميع نحوها ، كأنهم يخبرونها ألا تعود للمنزل ،
بدأ القلق يتسرب إلي قلبها ، وبدأت ملامح وجهها الجميلة في العبوس ، هاهي تقترب من باب المنزل ، لتفتح الباب لتتفاجيء من ، الدماء في كل مكان والديها مشنوقان أمام ناظريها !
تحولت نظرات الطفلة البريئة لنظرات مرعبة، الكآبة غطت عينيها، الدموع تهبط من عينيها بدون توقف ، كيف تحولت حياة الفتاة الصغيرة من حياة سعيدة .. إلي جحيم !
_______________
✿✿✿✿✿
نعود للحاضر
وسرعان ما تغيرت ملامح نالين وبدأ قلبها بالخفقان وشعرت أن شيئًا ما سيء علي وشك الحدوث ،
وسرعان ما تأكدت من شعورها هذا عندما بدأ بعض الرجال الملثمين بالدخول واحدًا تلو الآخر حاملاً معه سلاح من العيار الثقيل وإلتفو حولهم مصوبين الأسلحه في إتجاههم
_ إلرفعو أيديكم عاليًا وأيضا،
آنسه "باران هاير " أنتِ رهن الإعتقال بتهمة القتل .
نظرت نالين بإستغراب إلي باران
_لحظة !! هل أنت من عائلة" هاير" ؟ مستحيل!!
تحولت نظرات باران إلي نظرات حادة ، وإستغلت غفلة قوات الأمن عنها وباغتت الذي كان خلفها ،وأخذت من السلاح
_توقف وإلا قتلنا صديقتك ،وتلك الطفلة
لقد رفع أحدهم سلاحة في جبهة نالين ،وأمسك أحدهم رين
لم يكن أمام باران خيارٌ آخر سوي ترك سلاحها أرضاً ورفع يديها
_حسنا أستسلم ، دعهما وشأنهما من فضلك ، ليس لهما أي علاقة بي .
سرعان ما أمسكت بها رجلان من الأمن، ووضعو يديها خلف ظهرها مكبلين إيها بالأصفاد ،
ظلت نالين تشاهد ما يحدث وقلبها يعتصر ألمًا ، ولم تستطع إمساك نفسها وركضت لتحتضنها ، وبدأت بالبكاء ،
همست باران ببعض الكلمات داخل أذنيها ، وسرعان ما أبعدها رجال الأمن وهمو بالمغادرة .
وفي لحظات عادت الأمور إلي طبيعتها ، ظلت نالين تشاهد خيالات صديقتها التي غادرت إلي السجن أمام عينيها . أمسك أحدهم يد نالين ، لقد تلك اليد الحنونة يد رين تلك الطفلة اللطيفة ،
نظرت إليها نالين بعطف وحزن في آن واحد
_لنعد للمنزل يا صغيرتي .
وأمسكت يد رين وسارا عائدين إلي جراش السيارات لركوب سيارتهم ،
وبينما نالين تسير في الروقان ، يأتي شخصٌ ما من خلفها ويخدرها ، ثم يخدر رين .
....
أستيقظ كل من نالين ورين ليجدو أنفسهم داخل بيتٍ خشبي قديم ، ولكنه مرتب بطريقة جميلة ، تدعو للراحة النفسية ، لتنتفض من مكانها بسرعة في محاولة لإستيعاب أين هيا ،
لتجد أمامها شاب وسيم ذو شعر بني يميل إلى السواد وعيون قرمزية واسعه ، ووجهه بيضاوي يميل إلى الإستطالة قليلاً
_عذرا من أنت؟ ولماذا أنا هنا ؟
_أنا آلان يا آنسة نالين ، لا يوجد داعي للقلق أنت بأمان تام هنا .
نظرت إليه نالين بحنق ، فقد ظنته خاطفًا أو شيئًا من هذا القبيل ويحاول التلاعب بأعصابها ، لتسمع صوتًا مألوفا يقول لها
_كعادتك دائما يا نالين ، مملة ولا تجيدين المرح مطلقاً. لا تقلق هذا صديقي منذ أيام الطفولة .
_دلير!! ........... ولكن أين إختفيت ثم لماذا أحضرتني إلي هنا بهذه الطريقة ؟ كان بإمكانك إخباري وحسب !
_حسنا سأخبركِ ....
✿✿✿✿✿
باران
باران تعني المطر الشديد ، ولكن في هذا العصر باران سوف تعني الدموع الغزيرة ، تلك الفتاة التي لاقت الويل بسبب أصول عائلتها ، أو ربما بسبب تلك التهم التي ألقيت عليهم بدون مبرر واضح ، ولم لا في هذا العالم الظلام هو المنتشر ، الخصال القبيحة هيا التي تغلب الجيد ، ولكن هذا لا يدوم للأبد الحقيقة ستظهر عاجلاً أم آجلاً ،
في أعماق ذلك السجن اللعين ، الذي يشبه المقابر أو بالآحري هو مقبرة للأحياء من البشر ، الجدران متصدعه ، العناكب والحشرات تملأ المكان ، القذارة في كل مكان ، جلست باران داخل تلك القضبان الحديدية التي يتسلل إليها ضوء القمر من تلك الشرفة الصغيرة فيه ، واضعة قدميها بمحازاة صدرها
كوضع الجنين تمامًا ، ربما هي طفلة صغيرة خائفة ، هي لا تدي ما الذنب الذي إرتكبته لتلاقي كل تلك الآلام ، ذنبها الوحيد أنها ولدت في هذا العالم القاسي ، الذي يحكمه الأقوياء فقط ، الجشع والطمع ، إنه مجتمع الطبقات حيث الغني هو السيد والفقير هو العبد ، تلك هي قوانين هذا العالم.
سمعت صوت أقدام آتية في اتجاهها .
أحدهم يضحك ضحكه خبيثة ملؤها الحقد .
_انظرو من لدينا هو "باران هاير"بشحمها ولحمها ، أو تدرين يا عزيزتي قضيت وقتًا طويلاً في تلفيق تهمة لكِ ، بالنهاية أنت قاتلة يا عزيزتي .
سمعت باران تلك الكلمات التي ترددت في أذنها "أنت قاتلة"وتوسعت حدقات عيونها ، ونظرة نظرة يرتعب لها أي شخص كان ،
ولكنها سرعان ما بدأت بالبكاء ، إلا أنها بدأت تتذكر كلمات نالين لها ، وبدأت تستعيد شتات نفسها وبدأت تتفوه بتلك الكلمات بحرقة وعلامات الإرهاق بادية علي وجهها ، حتي أنها تتنفس بصعوبة بالغة
_سوف تدفع الثمن يا هذا !! ثم أي جريمة قد لفقتها لي ؟
_لا تتحامقي ، ألا تعرفين مع من تتعاملين ، أردف هذه الكلمات وهو ينظر لها نظرات إحتقار ويحرك حاجبيه ،
أنا بريار بن الحاكم يا عزيزتي .
_أيها الحقير ، أنت شقيق رين ؟!كيف أبَي لكَ فعل ذلك بشقيقتك يا هذا !!
_حسنًا هذا شيء لن تعلميه أبدًا ، وقت المصالح لا يوجد ما يعرف بالأخوة .
وأيضاً هل تذكرين ماضيكِ عندما قتلت ذلك الرجل العجوز هو وزوجته ؟ هذه هي التهمه التي ألصقتها بكِ ،
الشرطة وقتها لم تعلم من القاتل ولكنني زورت أوراق القضيه بالكامل يا عزيزتي .
_*مستحيل كيف علم بالأمر ، الشخص الوحيد الذي يعلم هو نالين ؟!!!!*
كيف لك أن تعرف ذلك !؟
_ببساطة يا عزيزتي أخبرني ..
وفجأءة يظهر ذلك الشخص من خلف بريار .. إنه
_مستحيل ..!! أنت
_نعم يا عزيزتي أنه أنا دلير بشحمه ولحمه ، لماذا تتفاجئين ؟!
_دلير.. لا لا يمكن أخبرني أن هذا حلم .. ربما كابوس .وبدأت الدموع تغرق عيونها ، ولم لا وهذا الشخص الذي أحبت ، لقد خانها رفاق الطريق .. !
✿✿✿✿✿
الحقيقة واضحةٌ جلية ، أنت فقط الذي أغميت علي عينيك ، ذلك ما لم يكن يراه ديفوار ، بكل تأكيد فهو يري أن ما يفعله هو الصواب وأنه مصرح له فعل ما يريد ، طالما أنه يملك السلطة والنفوذ لهذا .
ولكن دائما ما يقتل الخونه بعضهم البعض ، إلا أن هذه المرة مختلفه تماما ،
في ذلك المختبر الذي يعج برائحة الدماء ، كان ديفوار يقوم ببعض التجارب علي عينات الدم المتبقيه من دم نالين ورين ..
بدأت ملامح الخبث تظهر علي وجهه وهو يراقب عينات الدم تلك ، لطالما كان يحلم بصنع ذلك السم سم يجعل أي شخص يتجرعه يموت بدون أي أثر او بالأصح "جريمة كاملة"
تعالت ضحكاته الخبيثة في المكان وهو يحرك يديه التي تحمل السم وينظر إليه بشغف شديد
_لقد حانت اللحظة أخيرًا ، صنعتُ السم .
✿✿✿✿✿
.. يتبعُ
أتمني رأيكم فالبارت يسكاكر 💚💚💚🙉
أعتقد أن الأحداث ولعت وكده 😂💛💛💛💛