لا أتذكر حقا كيف مرّت هذه السنوات سريعا بل هذا العقد أبدا سوى أن الحياة كانت لطيفة جدا لدرجة أننا تركنا العديد من الذكريات الجميلة و الناعمة على قلوبنا
هذه هي النهاية التي وصلنا لها جميعا إلا أن ذكرنا لن ينعدم بل سيتجدد في كل عقد، في كل لهيب شمعة، في ضحكات الأطفال، بين أوراق الكتب و بين عتبات المستقبل، لقد غادرنا و لم يغادر معنا الأمل مخلفين خلفنا المستقبل الجديد و الأوجه الجديدة الخاصة بهذه المرحلة الجديدة ليأخذو نصيبا من هاذين العالمين و من هذه الحياة
بعد ما أن توحد عالم البشر و الخوارق إنسجم الجميع أكثر ذي قبل و قد طرأت العديد من الأحداث التي مثلت مأساة كبيرة لكل شخص و لكنها تبقى الحلقة التي لا مفر منها أبدا، فلا مهرب منها
خلال تلك الفترة إحتضر كلا من مؤسسي السلام، لم يقدر الجميع على تصديق خبر موت صاحبة المعجزة و رفيقها إلا أنها كانت الحقيقة التي لا يوجد بها أي زيف
تلك كانت النهاية، فمهما كانت ذروة الحياة المحددة لكليهما ماتا بفخر و رفعة، كانت جثتيهما تحتضنان كلا الأخر محيطين بالحب الموجه من الجميع بالرغم من الحزن العميق بقلوب الممالك المحيطة
الأزقة تردد ضحكات روزالين الشابة تذكيرا كيوم قدومها للعاصمة، مكتب أندرو يخلو من وجوده و كذلك قلوب ألاف الذئاب التي تشعر بالأسى و التحطم لموتهما، الروحين العظيمن و الملهمان لألاف الأشخاص إلا أنهما لا يشعران بالندم على الأيام التي مرت أمامهما
ليسا الوحيدين بهذا العالمين من كانا وافيين لهذا الحب بل ألاف الأشخاص مثلهم لكنهما حررا مشاعر العديد، تقبلا إختلاف شخصياتهما و كبرا معا لحد الساعة التي ودعا فيها الجميع بسلام
لا يستطيع أبنائهم إخفاء الألم بأرواحهم إلا أنهم إستمروا في العيش من إجل تلك اللحظات السعيدة التي يكنونها بعقولهم على ذلك المنوال تجاه أبنائهم و زوجاتهم فكأن الزوجين المشهورين لم يغادرا العالمين أبدا بل أحياء في قلوب أحباءهم
تولي جميعهم حكم ممالكم بعدل و إنصاف كما كان والدهم، أحبوا أبناءهم كما كانت تفعل والدتهم، تلك هي الحياة و ذلك هو المصير
قد كبر الأحفاد كثيرا و وصلوا لعمر المراهقة الذي يخول لهم المضي قدما لخوض تجاربهم الخاصة بهم ببعض من خصال جديهم و جمال أسلافهم
في ذلك العقد أسست فالنتينا مدرسة عريقة بين كلا الخطين تربط العالمين لتوحيد العلاقات أكثر، مدرسة تجمع بين البشر و الكائنات الخارقة لتنافس بنزاهة و سلم، حتى أصبحت أحد المدارس الشهيرة و إحدى مقصد الأمراء و نبلاء البشر إليها و هو ما سيجمع كلا العالمين أكثر عن ذي قبل و تبدأ المتعة و الحكايت الشيقة من جديد
طريق الصلة بين عالم البشر و عالم الخوارق لم ينتهي بين مدرسة العالمين
حسنا اليوم سأنتقل أخيرا لهاته المدرسة التي لطالما حلمت بإرتيادها منذ صغري، متشوقة لتكوين الكثير من الصداقات و الإستمتاع بالدراسة
وضعت أغراضي في الحقيبة، و أخذت معي الحقائب الأخري لسيارة الأجرى
وصلت إلى أبواب المدرسة الحديدية، المدرسة عريقة جدا و قديمة الأثر جدا، كبيرة و فسيحة كل ما زادت وطأت قدماي بداخلهما، قادتني السيدة رويس لغرفتي الخاصة
وضعت الحقيبة على الأرضية و شكرتها من كل قلبي
الغرفة صغيرة قليلا مقارنة بالمنزل هناك و لكنها رائعة بالنسبة لي، جيدة لدراسة، سحبت نفسي لنافذة أطل من شرفتها على ساحة المدرسة، العديد من الطلاب يسيرون بها، هناك مصاصي دماء و مستذئبين أيضا، أنا متحمسة جدا، هناك أيضا سحرة، واو كم أن هذا رائع
خرجت من الغرفة بسرعة لتعرف على أصدقاء جدد و الإستكشاف في أنحاء المدرسة
غرفة الطعام مكتضة بجميع أنواع المخلوقات الخارقة و البشر، لم أرى هذا من قبل بحياتي أبدا، أنا سعيدة لهذا التلاحم و الألفة
” مرحبا يا فتاة “
إستدرت للخلف لأجد أني كنت أعيق طريق أحدهم لذلك إبتعدت و تأسفت منه، لقد كان أحد مصاصي الدماء الذي وقفت أمامه، عيناه ذهبيتان و لامعتان، بشرته شديدة البياض و أنيابه بارزة إلا أن ملامحه لطيفة بإبتسامته البراقة
” أنا أسفة “
” لا عليكي، هل أنت الطالبة الجديدة؟ “
” أأجل، أدعى سيريا “
” مرحبا بك، أنا هيلي، يسعدني أن نصبح أصدقاء “
” أصدقاء، لم أتوقع أن يحدث هذا بسرعة، إنه من دواعي سروري“
” إذن تعالي لتعرف على بقية مجموعة“
” مجموعة! “
” أصدقائي، إنهم لطفاء، أصدقائي هم أصدقائك، نحن هنا للمساعدة كل ما أمكنة ذلك “
” حسنا، شكرا لك كثيرا “
سرت من خلفه نحو الطاولة التي يقبع بها أصدقائه، أشعر بالحماس و الإمتنان لصدره الرحب، هذا أول صديق لي أكونه بهذه المدرسة
قامت مجموعته بتحيتي، إنها مجموعة من خمست أفراد زد عليهم هيلي ليصبحوا ست أفراد، جميعهم مصاصي دماء لم أرى بوسامتهم من قبل، عرفني جميعهم عن نفسه
سولون يمتلك عينان مختلفتا اللون، إنها الهيكتروكوميا، عينه اليمني زرقاء أما الأخري حمراء اللون و شعره الطويل أزرق اللون بأطرافه النهائيه، طويل و لكنه ليس من كثيري الحديث أو المحب لتكوين الصداقات
شون يملك شعرا مجعدا و أقصرهم طاقة إلا أنه أكثرهم حيوية، كلانا بنفس الصف، سعدت أننا بنفس المستوى
نوا شعره ناري مثل عيناه، لطيف و مبتسم إلا أن طباعه تصبح حادة في بعض الأحيان، لكني ممتنة لإستعداده لمساعدتي هنا على التأقلم
جايكاي و جاي صديقان مقربان جدا لا يبتعدان أبدا، كلاهما إنطوائيين و لكنهما رائعين، لا يقلان وسامة عن البقية، سمعت أنهما من فريق كرة القدم
” و أنا أدعى سيريا، بشرية، إنتقلت هذا اليوم، سررت بمعرفتكم جميعا و شكرا لكم كثيرا “
هيلي” هذا من دواعي سرورنا “
أراد الجميع الخروج و التنزه معي بالرغم من أن سولون لم يعجب بالأمر و أنا أيضا تحججت من أنه يتوقع علي الإنتهاء من أوراق الإنتقال لذلك تفهموا الأمر و ذهبوا لغرفهم بعد ما أن عرفوني على أرجاء المدرسة
عدت لغرفتي و إستلقيت على السرير، أشعر بالحماس يتغلغل بداخلي و بالتشويق للغد الذي أريد عيشه بهاته المدرسة، وجنتاي محمرتان من الحماس
غيرت ملابسي و لم أدرك كيف حل الليل بسرعة هكذا، أتممت وضع ملابسي بالغرفة و رتبت الكتب خاصتي و وضعت السلسلة المفضلة عندي على الرف بجانب السرير، إنها سلسلة الممالك التى لن أكل أبدا عن قرائتها، جميع حكايات أبطالنا بهاته الأوراق الذين لن ننساهم أبدا
أغلقت المصباح و إستلقيت لنوم، غدا يبدأ الدوام بالنسبة لي، على حسب ما سمعته فإن النظام الدراسي هنا رائع، أعني بذلك الرحلات الإستكشافية و طريقة التدريس و الخبرات و المهارات التي تمنحها لطلاب إلا أنه و بالرغم من ذلك فإن هذا النظام يفرض عليك وقتا معينا أن لا يتجاوزه الطالب لكن أهم شيء هو أن لا يعتدي كل شخص على الأخر
كم أن هذا رائع جدا و مسالم، أنا مستعدة للغد بطاقات إجابية و عالية جدا، وضعت الغطاء على رأسي و نمت بعمق