{ ســـيـــف ممــــلكة نارميــ...

By kimyouri600

9.7K 499 147

{كيم تايهيونغ}{يوري} في قصة غريبة و حزينة حملت في طياتها عشق لشابين يافعين وقفت. ظروف الحياة امامهم بكل قوته... More

{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }
{ kim taehyung & Youri }.
{ kim taehyung & Youri }.

{ kim taehyung & Youri }

530 28 3
By kimyouri600

إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب كما تجودون بالمال.
يشق الحب طريقه من سبل تخاف الثعالب الماكرة الصيد فيها.
لأن المكر ليس من صفات الحب النبيل الصادق
المشاعر التي تغسله العيون بدموعها تظل طاهرًة وجميلة وخالدة

قرية تينور ، او كما تعرف بقرية الجواهر القرمزية ، مدينة صغيرة جميلة تعرضت لدمار على مرار السنين بفضل الحروب و الصراعات التي أجبرت معظم سكانها على الهرب و ترك منازلهم الشبه محطمة بينما بقي بعظهم من المحبين لأصولهم و المتمسكين بأملاك أسلافهم ، رمموا منازلهم و صنعوا سلالم سفلية لنزول الى القبو الذي يحميهم من أي قصف أو سطو من قطاع الطرق
بعد سنوات من الهجر و العزلة التي عاشتها القرية الجميلة المحاطة بغابة المعروفة بكثرة حيواناتها المفترسة و العادية و أسماك بحيراتها كانت أرض كالجنة لولا الحروب
بدأ السكان و المهاجرين من قرى اخرى يأتونها ليستقروا و يعيدون بنائها و تربية أجيال أخرى وسطها

تنهدت يوري أخيرا ترتاح حالما أخبرها حبيبها أنهم وصلوا ، لم تخبره بكمية تعبها حتى لاتزيد من قلقه لكنه كان واضح للغاية
جسدها الصغير ليس قويا كفاية كجسده عاتب نفسه على جعلها تعاني هكذا و أقسم على توفير الراحة لها
حدق بتلك الأعين الرمادية الجميلة رغم توقفهم في عدة اماكن مختلفة لراحة إلا انها كانت خائفة من قطاع الطرق و خصوصا المرتزقة
الأن سترتاح جيدا هما في قرية ستكون قريتهم مستقبلا و قرية اطفالهم

سار رفقتها حاملين أغراضهم القليلة الى غاية سوق القرية ، وسط نظرات بعض التجار لهم و الساكنين فقد بدا أنهما ليسا من هذه المنطقة لكن لم يدم ذالك طويلا فالعديد من المهاجرين يأتون يوميا ، سار مشابك كف حبيبته بقوة إلى أهم مكان و هو دار الرب في القرية أي الكنيسة
قابلا القس الذي كان المسؤول عن القرار الأخير في تقديم منازل للعائلات
لو كانا مجرد شابين بدون علاقة رسمية لرفض فورا
حدق بهما جيدا و بالوثيقة الرسمية التي تحمل إسميهما و شعار كنيسة قرية لينر
سألهما بعض الأسئلة حول علاقتهما و سبب مجيئهما و أهم سؤال إذا كان زواجهما قد تم بالمعنى الفعلي
تلونت وجنتيها إثر كلامه الذي أخجلها معناه
راقبت رد حبيبها الذي كان إجابي و استغربت من كذبه ، بينما فهم القس من خجلها ان الأمر قد حدث فعلا و هما زوجان رسميا و جسديا

قدم له القرار الذي يخص الموافقة و أخبره عن المنازل المتبقية من دون أصحابها و من دون رعاية ، شكره بأدب ينحني رفقة زوجته
حملا اغراضهما و خرجا بدٱ السير لي الطرقات الطينية
ترددت يوري قبل ان تردف بهمس نحو حبيبها الذي ينظر هنا و هناك للمنازل و سكان

" تاي لماذا كذبت على القس "

" ماذا تقصدين ؟ "

" قلت ان زواجنا قد تم "

" حسنا انا لم أكذب هو سيتم أليس كذالك ؟ "

" نعم لكن .. "

تنهد يتوقف عن السير ناظرا نحوها بأعين عاشقة

" يوري لو علم ان زواجنا ناقص لرفض توقيع على موافقته ، تلك الموافقة التي تسمح لنا بالحصول على منزل في القرية "

تنهد رادف بنبرة جادة

" أحيانا نضحى بمبادئنا لضرورة الملحة "

كان على علم واسع عن كيفية سير الأمور في هذا العالم و براءة حبيبته مكانها ليس هنا ، فقط معه .

ابتلعت يوري ريقها إثر نبرته الجادة تعلم أنه يمقت الكذب و يكرهه كان يعلمها الأمور السيئة و الجيدة و اخبرها كم ان الكذب صفة مذمومة سيئة في نفوس البشر لذالك ذهلت من كذبه

اومأت له تكمل سيرها رفقته ، تفقدوا العديد من المنازل المهجورة بعضها كان سيئا للغاية من ناحية البناء و بعضهم اتخدت منه الحيوانات حظيرة لها

إختار حبيبها اخر منزل تفقدوه كان منعزلا قليلا في الغابة فالمنازل الجيدة المتواجدة وسط القرية كلها بمالكيها
ابتسمت يوري حين رأت المنزل البسيط ، هنا ستكمل كل حياتها مع زوجها حبيبها

" يحتاج الى بعض التصليحات لكن يبدو احسن من السابقين "

اومأت له تنظر الى الحظيرة الصغيرة بجوار المنزل و البئر المغلق
بدى المنزل لطيف المنظر من الخارج و كما قال زوجها إنه بحاجة لقليل من التصليحات و سيكون مناسب لكلاهما

" هل ندخل لنرتاح قليلا انت متعب "

وافق رغم تفكيره بالكثير ، أولا تصليحات المنزل ثم العمل و التأقلم مع الناس هنا
تنهد بقلة حيلة لديه عمل كثير
رفع نظراته نحو المتحمسة و السعيدة بجواره ، ارتفع منسوب سعادته ليبادله الإبتسامة بخفة

دلفا معا الى ذالك المنزل الخشبي ، سعلت يوري إثر الغبار الذي خرج مع فتحهما للباب اخد حبيبها قماش يضعه على فمها و اخر له
قبل الراحة عليهما على الأقل تجهيز المنزل داخليا
...

بدأت بتصليحات رفقته ، كان لديهما سرير واحد و طاولة بها كرسي خشبي مثين و مكان لطبخ رفقة مدفأة منطفئة
رغم صغر المنزل و قله الأشياء إلا انهما كانا سعيدين للغاية
اخرجت الأغطية و الوسادتين تغسلهما من مياه البئر ، بينما صنع لها تاي حبلين حتى تكون قادرة على وضع الغسيل عليهما
حرص على منعها من مساعدته في الأمور الصعبة ، رفض ان تتعب جسدها الصغير و هي رفقته
قال لها أنه الرجل و هذه أعمال تخصه أما عن الأعمال النسائية كالطبخ و الكنس فهي لها ، اومأت له لحظتها تنهي ما بدأت فيه

سحب السرير الخشبي و جره الى منطقة أخرى بعيدا عن النافذة المكسورة التي يدخل من خلالها البرد و الغبار ، نظف المدفأة من الداخل

كانت مدفأة الفحم و ليس الخشب مما جعله يزفر بغضب
الفحم شيء نادر للغاية في عصره فقط الاغنياء من يستعملونه كونه يبعث حرارة كبيرة بينما الفقراء لجؤوا للخشب الرخيص

سيحتاج على الأقل سنة ليغيرها الي مدفأة خشب بسيطة بمعنى اخر سيكون فصل الشتاء قاسيا عليهما هذه السنة

تنهد يكمل عمله و لا يجعل من جميلته تنتبه الى غضبه , اغلق الفجوات التي تسمح بدخول المطر و البرد ببعض الخشب المتواجد في المنزل
كان متعب للغاية لذالك لم يذهب الى الغابة و احضار البعض ربما غدا سيفعل

*******************

كانا في فصل الخريف لذالك عليه تجهيز المنزل لمقاومة فصل الشتاء أما عن يوري ، نظفت المنزل بتلك المكنسة التي وجدتها و رتبت السرير
لحسن حظها كانت الشمس حاضرة حين تركت غسيلها على الحبلين ابتسمت براحة نفسية لا تعلم سببها

ناما يومها على معدتهما من شدة التعب ، قرر زوجها النوم على الأرض فوق بعض الأفرشة و ترك لها السرير تنام عليه
رغم العلاقة الرسمية و المقدسة بينهما إلا ان الخجل لايزال مسيطرا على كلاهما

من جهة يوري لا يمكنها قول شيء أو البدأ بأي خطوة فهي بريئة لا تعرف ماذا تفعل هي حتى لا تستطيع التغزل به كما يفعل

أما عن تايهيونغ كان مترددا ، يحبها و يعشقها ، جسده يريدها لكن الأمر مخجل للغاية
أن يراها عارية أمر محرج له ، أن يكون فاقد لحيائه ليس من تصرفاته المعهودة

ربما لو ثمل سيفعل ما يريده قلبه لكن هكذا واعي لا يستطيع !

انهما في عصر جزء منه فاسق و الجزء الاخر شديد الحرج و هو تربى وسط الجزء الثاني

.
.
.

دخل بعد ان رتب الحضيرة الخلفية الفارغة لم يكن بها حيوانات كانت عبارة عن بعض القش منشور و أرضية خصبة
عدل الغطاء و دلو البئر حتى تستطيع يوري القصيرة فتحه بمعصميها النحيلين دون ان تتعب
ابتسمت له بسعادة حين دخل منزلهما الجديد ، لحد الان مرت اربعة ايام فقط على عيشهما به

" مارأيك إنه جميل الان لقد نظفته و كنست كل الغبار و جعلت سرير هناك في منطقة دافئة "

قالت حاملة تلك المكنسة بعد ان رتبت منزلهما الصغير اومأ لها يبادلها إبتسامتها اللطيفة ، توردت وجنتيها حين أطالت أعينه العسلية النظر إليها بلمعان تعرفه
كان هيام و حب
نبض قلبها بقوة جعلها تقبض على عصى المكنسة

" انا ... انا سأعد الغداء بتلك الخضروات المتبقية لنا سأعد لك حساء لذيذ "

قالت بثلعثم تسير بإتجاه مكان الطبخ راقبها تسير مرتدية فستانها البسيط و شعرها مسدول بطريقة فاتنة

اقترب من السرير و جلس يريح اطرافه المتعبة ، فكر ان نقوده شارفت على الإنتهاء و عليه العمل
كانت لديه فكرة زارته حين كان في الجهة الخلفية للمنزل ارضيتها خصبة لذالك قرر الزراعة و بيع منتوجاته كما علمه القس الذي بقيا عنده
أول شيء سيشتري البذور و يغرسها

رفع نظراته الشاردة نحو زوجته التي تطبخ ، كانت تطبخ في الميتم ألذ حساء و تحضر له ليتذوق من بعضه
كان يسعد بفعلتها حين يجلسان في الغابة و يتشاركان الطعام فأحيانا كان يعمل لمدة طويلة تجعله غير قادر على ذهاب للمنزل و الأكل لذالك يبقى جائعا
و يوري حلت مشكلته بتقاسمها طعامها القليل معه إنها تحبه و هو لن يفرط بها أبدا

،...

بالفعل بدأ الزراعة ، كان محظوظ حين لمح بعض الحيوانات في الغابة المظلمة الكثيفة تأكل من شيء على الأرض ، تتبعها ليجدها خضروات ناضجة نوعا ما كان هناك من زرعها و غادر أو شخص رمى بذور ما أكل و ذهب لتنتج منها هذه الارض ألذ الخضروات
لم تكن بالنسبة الكبيرة جدا لكنها تكفي ليبيعها و يكسب منها نقودا تساعده

حاول التأقلم قليلا مع السكان في السوق ، استطاع تأمين مكان ليبيع فيه و أيضا تعرف على بعض التجار

كان يأخدها معه كل مرة يذهب لسوق حتى تتعرف على المكان او تشتري شيء يعجبها حتى وإن كان فقيرا للغاية لا يريدها أن تعجب بشيء و لا يحضره لها

إلا انها كانت لا تطلب الكثير كانت قنوعة مثله

غار عليها كثيرا من نظرات بعض الشباب لها و كل مرة يحكم قبضته عليها ، كانت أعينه الحادة تردعهم رغم هذا الغليل في قلبه لا يهدأ
إنه يثق بها و يريد إمتلاكها بقوة يعلم أنه لو حصل عليها مرة ، لن يخجل مرة ثانية و سيكررها هو بحاجة لدفعة البداية فقط

**************

يوم جديد ، نهض في ذالك الصباح الباكر ، خرج متجاهل نسيم الهواء البارد بعد ان اغلق الباب جيدا على زوجته النائمة و طبع قبلة على شفتيها ، أوصده ليحمل عربته الخشبية يسير بها متجها متجها إلى السوق

تردد أولا كيف سيتركها لوحدها في هذا المكان المنعزل لكن كما قال سابقا لضرورة أحكام ترك قلبه معها و ذهب

أحسن وقت لشراء الخضروات كان الصباح الباكر ، لمحه ممتلئ بالسكان و طاولات البيع ، تنهد و جهز خضرواته ليبيعها

نبض بعض التوتر في قلبه فهو جديد في هذا الأمر و لا يعرف من يشتري و بأي سعر يحدد ؟

يخاف أن يرفع الثمن فيخجل الفقراء مثله على الشراء و يخاف ان يخفضه فيكون هو الخاسر

تنهد و ترك الوقت هو الذي يحدد
وقف أمام طاولته بنتظر قدوم القليل من رزقه

.
.
.
.

مرت الساعات و الدقائق دون ان يمر عليه شخص و يشتري ، لم يبع شيء فلا أحد يعرفه بالمنطقة
حاول شعور اليأس ان يتغلغل الى دواخله لكن منعه بقوة إنه أول يوم ليس عليه الإستسلام .

فكر بزوجته الجميلة اكيد تنتظره في المنزل لتقابله بإبتسامتها اللطيفة تزيح تعب أعوام

قرر جمع أغراضه و قد فعل يجمع في صناديقه تلك الخضروات ، لا يهم سيأكلها هو و زوجته هي بحاجة لطاقة و اكتساب الوزن

ابتسم يفكر بها اكيد ستحزن حين تعلم أنه لم يبع شيء و ستحاول رفع معنوياته بكلماتها اللطيفة و نبرتها الناعمة الهشة

" بني "

إلتف بنظراته الهادئة نحو إمرأة تناديه من ملابسها بدت متشردة وفقيرة جدا
حتى هو فقير لكن هندامه جيد نوعا ما ، زوجته تجيد الخياطة

" بني ارجوك لدي اطفال إنهم جائعين للغاية لم أطعمهم منذ يومين انا لا املك المال لشراء الأن و لكن حين أقبض أجري من ... "

تكلمت المرأة الحزينة بنبرة بائسة كان اخر شخص في طابور الطاولات و اخر فرصة لها لتطعم أطفالها الصغار

" يمكنك أخد ما تريدين "

" ها ؟؟ "

صدمها كلامه الجاد و حتى بعض الأذان حولهما إستغربت
اقترب منها و اخد سلتها الفارغة و بدأ بملئها لها وسط نظراتها المندهشة

" سيدتي المال ليس كل شيء "

قال بينما يضع الخضروات في سلتها مكملا حديثه بنبرته الهادئة المعتادة

" يمكن تعويضه فهو يأتي و يذهب لكن حياتك و حياة أطفالك لو ذهبت لن تعود خدي ها هي سلتك يا سيدة "

" انت ... انت لا تعرفني !! "

قالت بصدمة لا تصدق انه أعطاها كل هذا ، كانت ستسرق لو رفض كما سرقت من بعض التجار لكنه صدمها بفعلته
لانت ملامحه الهادئة حين سمع كلماته جعلته يبتسم بخفة

" بلى أعرفك , انت إنسانة مثلي اي انك بشر و هذا يكفي "

انحنت له بشكر حتى كادت تقبل يده لولا ابتعاده خطوة للخلف مندهش من فعلتها
كانت حقا في اخر قمة تحملها

"شكرا لك شكرا لك حقا فل يحفظك الرب لم اتوقع ابدا شخصا بكرمك "

" لا عليك سيدتي يمكنك الذهاب "

شكرته مرارا و تكرارا تدعوا له بالحياة الهانئة و السعادة أمام كل الناس حولها ، راقبها حتى غربت عن انظاره يعيد جمع اغراضه ، استعاد وعيه حين سمع نبرة احد البائعين تقصده

" مافعلته لن يفيدك بشيء ايها الشاب "

" أنقذت حياة اطفال بريئين "

" انت لا اطفال لك ، لو كان لديك لفكرت ببيع كل ماتملك دون إسثتناء "

هل سيفعل حقا ؟ لو اصبح أب سيعاني في ظل هذه الحياة القاسية !!
تذكر نظرة ذالك الطفل الذي إختبأ خلف والدته بينما تتوسل أمه لبعض الخضر ، كان حزين و دموعه عالقة في رموشه
نظرة البرائة كسرته
حقا مملكته في حالة سيئة

" ايها البائع "

إلتف حين سمع مناداة رجل له ، من ملابسه بدى كالحارس في قصر ما
نزلت تلك النبيلة من عربتها تسير ببطء حتى لا تتسخ ملابسها بطين و الارض متسخة
حدقت بشاب اليافع أمامها و الى ملابسه البسيطة

" ما قمت به لم اره منذ سنوات "

نزع قبعته و انحنى برأسه يعمل على تحيتها

" إنه ليس بالشيء الكبير سيدتي "

استغربت من نبرته المحترمة و الراقية ، هو لم يثلعثم إذن هي ليست نبرة جديدة يحاول تعلمها بل يتقنها كأنه عاش وسط من يتكلمون بها

" قضيت مدة في قرية البخلاء و لم ارى أبشع منهم "

" أسوء صفة في الانسان هي البخل يا سيدة "

" صحيح ، و في زمننا اصبح الكرم صعب و مخيف انت اعطيتها بنية صافية و لم تطلب مقابلا راقبتك من نافذة عربتي "

" لو كان لديها شيء لقدمته لي او لأحد تجار قبلي لكنها فقيرة انا لم اراعي حالتها هي بل حالة أطفالها ، إنهم صغار على تحمل الجوع و الحزن "

اومات له تحدق في أعينه الصادقة
تراجعت خطواتها للوراء عائدة نحو عربتها قبل ان تقول لحراسها

" اشتروا كل خضرواته تبدو ناضجة و لذيذة "

إتسعت أعين تايهيونغ و حتى التجار الأخرين من كلام السيدة النبيلة التي بدت غنية جدا ، جزء من قماش فستانها يباع بالذهب في السوق السوداء

حقا الخير يعود لصاحبه أضعاف ما يقدمه

.
.
.

عاد سعيدا الى منزله يجر تلك العربة الخشبية التي تحمل صناديقه الفارغة رفقة اغراض اشتراها لزوجته و منزله
وصل أخيرا ليراها عند باب المنزل تمسح تراب من خشب الجدران
اتسعت ابتسامتها حين رأته قادم بإتجاه منزلهما

" تااااي "

قفزة تعانقه سعيدة بعودته ، نقلت نظرها نحو العربة التي كان قد صنعها قبل أيام

" هل بعتها كلها ؟ "

شهقت بصدمة مع إمائته ضحك على أعينها المتسعة

" خدي هذا به فستان أحضرته لك مع بعض الاغراض النسائية "

اخدت السلة الصغيرة التي يقدمها البائع للمشتري حين يشتري من عنده أغراض كثيرا ، شهقت بسعادة ترى مشط و مرٱة إضافة الى بعض أربطة الشعر
كان حلمها الحصول على هكذا أمور ، لم تكن تملكها في الميتم فهي غالية خصوصا المشط

" شكراااا لك "

طبعت قبلة على خده رفقة تورد وجنتيها وسط أعينه المتسعة من فعلتها

" انتي ... انتي تلعبين بعدادات قلبي "

" انا احبك "

" و انا أكثر "

أشاحت بنظراتها الخجولة عنه تسأله بتوتر

" م...ما هذه الاغراض هنا ؟ "

" إنها تخص المنزل على إصلاح بعض الثغرات و هذه البذور لأزرعها و هذا فانوس شمع من أجل إضاءة المنزل الشمع لوحده يحرق يدك و يذوب بسرعة و هذه بقية الخضر من أجلنا "

اومأت تراقب إشارته للاغراض التي إشتراها و يخبرها بما سيفعله ، كانت كثيرة و أكيد صرف كل ما معه رغم انه ترك جزء صغير من الخضر حتى يقتاتا منه

" أليست اغراض كثيرة هل ثمن الخضروات كان كبيرا ؟ "

" اليوم ما حدث كان معجزة "

ابتسم يناظر ملامحها الهادئة بينما يلاعب النسيم خصلات شعرها المتمردة

" كنت محظوظ هيا لندخل و أخبرك بما حدث "

اومأت له تساعده بحمل الاغراض رغم رفضه إلا انها عاندته تعلم أنه متعب و لا يحب اخبارها

.
.
.

عاد بعد مدة شبه قصيرة إلى السوق ، لاتزال تلك البذور لم تنمو في خلفية منزله بل اخد بعض من الخضروات التي وجدها في الغابة إضافة الى الأعشاب التي تستعمل كدواء
بعض السكان يجدون صعوبة في الحصول عليها بسبب الغابة المخيفة و هو كان قوي و لايهاب المخاطر تشجع و حصل عليها ليبيعها
وصل أخيرا يجهز طاولته
هذه المرة تفاجئ بالمشتريين حوله كانوا كثيرين
تفاقمت السعادة بداخله ، كانت نفس سعادته حين غيرت يوري ملابسها لذالك الفستان الذي اشتراه خصيصا لها

كان بحاجة الى بعض التعديلات فحجم خصر حبيبته صغير و قليلة الفساتين التي بحجمه إلا اذا كانت مصممة خصيصا من اجلها و هذا صعب فالتصميم يحتاج خياط و أتعاب الخياط غالية الثمن

رغم هذا بدت جميلة و شكرته كثيرا كانت سعيدة للغاية مما زاد من راحته و فرحه و الأن هو كذالك رغم ملامحه العادية التي لا تظهر ذالك

رفع نظره نحو الصبي الذي مد له نقود بعد ان إشتري ليلاحظ أعين غريبة وسط المشترين تحدق به
كانت إمراة طاعنة في السن بشعر رمادي لم يكن هذا الغريب بل أعينها ذات لونين مختلفين واحدة تحمل لون الابيض و الأخرى بلون البني

" انت ! "

ظن أنها لا تستطيع الشراء كالاخرين لكونها طاعنة بالسن و لا احد بجوارها ليقترب منها

" ماذا تريدين سيدتي أي نوع ؟ "

سألها عن الخضار بينما اعينها لم تنزاح عنه ، هي لا تعرفه لكن تشعر به تشعر بالهالة التي تحيط بهشا الشاب البسيط

" انت .... انت مكانك ليس هنا "
" عفوا "
" انت لست بائع خضار لست بائع خضار "

كررت كلماتها بنبرة هامسة كانت مسموعة له ، ابعدت يديه عنها تبتعد عنه بجسدها المنحني وسط استغرابه

" أيها الشاب انها ساحرة اي مشعوذة دعك منها و اعطني من تلك الطماطم "

" اه حسنا "

عاد لمكانه يبيع خضرواته و كلام المرأة العجوزة الغريب لايزال برأسه
إعتاد على عدم تصديق السحرة و المشعوذين لكن هذه بدت غريبة

أشاح بأفكاره عنها و استسلم لواقعه فهو بالفعل بائع خضار و هذا جيد أحسن من عبد لحاكم ظالم أو حارس لسيدة نبيلة تأمره بغطرسة و إستهجان

.
.
.

وقت العشاء ، سمع نبرة حبيبته تناديه بعد ان وضعت الحساء اللذيذ على طاولة الخشبية ، لمح الصحنين الخشبين متموضعين على طاولة
كان يعشق تناول طبخها حتى لو كان نفس الطعام لسنوات
جلس و لم يبدأ حتى تحضر لكنه رفضت إلتف نوحها كانت واقفت تسحب المكنسة

" مابك ألن تأكلي ؟ "

" اه لا فقط لقد تكسر كرسي خاصتي ، كل انت بعدها أنا "

كانت حرجة من إخباره ان كرسيها تحطم ربما لأن خشبه لم يكن قوي

" لا لن افعل حتى تشاركيني ثم صحنك هنا و سيبرد "

" ليس وكأنني سأموت جوعا كل أنت ثم أنا "

وقف من مكانه اقترب منها و ابعد المكنسة عن كفيها ، سحبها معه ، جلس على الكرسي و سحبها تجلس فوق ساقيه
إتسعت أعينها من صدمة و إحمرت وجنتيها من فعلته

" م...ماذا تفعل "

" أشششش ستأكلين و انتي هكذا في حضني "

إبتسم على احمرار وجنتيها و حتى أذنيها ليعيد بخصلات شعرها خلفيهما

" ل..لست طفلة "

" انتي طفلتي ثم ألستي زوجتي إذا كان من حق الزوجان النوم معا و الإستحمام معا في نفس الحوض و تلبية رغبات بعض هل صعب ان يٱكلا في احضان بعض"

تعلم ان كل كلمة قالها حقيقية و هي منتشرة حسب تعاليم الكنيسة وطبعا أي إمرأة ترفض كلام زوجها فهي سيئة و تستحق العقاب لكنها خجلة للغاية لم تفعل معه ولا واحدة مما قال
توترت تنظر للأسفل هي بالفعل مخطئة و لو علم القس لأمر الراهبات بمعاقبتها

" ا...انا اسفة "

" لست غاضب منك بل فقط أريد الأكل رفقتك "

" حسنا "

رفعت نظرها و حملت صحنها تخلطه مع صحنه

" هكذا سنأكل معا "

ضحك على فعلتها يومأ لها ، أحاط بخصرها حتى لا تقع و تأكل براحة ، سحب كلاهما ملعقتيهما وبدٱ بالأكل
ابتسم لها يراقبها تأكل بخجل و حرج من وضعيتهما ارادها ان تعتاد لذالك
اشاح بنظره عنها يكمل طعامه
رغم العلاقة الرسمية إلا ان الخجل تمكن منهما


...

وضعت كفيها الباردين على وجنتيها تمحي حرارة خجلها لا تصدق أنه قبل ساعة بالتحديد كانت تجلس في حضنه و يٱكلان بهدوء
راقبت ملامحه جيدا و اه كم كان جميلا وسامته كالفرسان
عادت لوعيها تجهز له الفراش الأرضي حتى ينام ، خرج قبل ثواني يغلق البئر بغطائه و يتفقد المكان في حالة جاء سارق ما

استلقت على السرير ترفع الغطاء فوق جسدها لم تستطع النوم بل إنتظرته ، شردت تتذكر تعليمه لها ، بسبب تعبه و عمله أصبحت لا تراه كثيرا ، اشتاقت لقريتهما و كيف كان يهرب للقائها

" لم تنامي "

" اه "

عادت لرشدها البعيد فهي لم تشعر به متى دخل ، اتجه للفوانيس و أطفئ الشموع

" فقط شردت "

استلقى على فراشه الأرضي ، رأت ملامحه التي أنارها نور القمر فكه الحاد و أعينه العسلية

كيف فكر شاب مثله بها و أحبها ، هي الفتاة الضعيفة ذات أعين الساحرات !
مجهولة الأصل عكسه يملك عائلة تحبه
كان كاملا لها حتى لو كان فقيرا

" بماذا ؟ "

سحبتها نبرته الرجولية للعودة الى واقعها

" ألم تعدني أنك ستعلمني القراءة و بعض الكتابة "

" نعم فعلت "

كانت تعلم انه يعرف القراءة كان يتقن بعض الحروف و يمكنه كتابتها لذالك تمنت لو يعلمها قليلا
كذب عليها لحظتها هو لا يعرف القليل بل الكثير و يمكنه تحدث بلغتين
كانت كذبة بريئة بسبب خوفه من الحقيقة التي لا يعرفها
الخوف من عدم إعطاء جواب لسؤالها و لا حتى سؤاله هو
سأل نفسه كثيرا كيف يعرف و إخوته لا يعرفون شيء ربما كما قال والده انه كان يعيش رفقة والدته قبل وفاتها في قصر الكونت و تعلم من المقيمين هناك

" تاي هل تسمعني ؟ "

" نعم يوري تعالي "

جلس لتنزل من سريرها تجلس رفقته

" سأعلمك القراءة و الكتابة كما وعدتك و الان سنعود لمبادئ الإنسان "

اومات له تستمع لكلامه الذكي

" قلنا سابقا ان السرقة سيئة نحن لا نسرق حتى لو كدنا نموت من الجوع لكن هناك ضرورة ملحة لن نتكلم عنها لأنها تخص الضعفاء"

" هذا صحيح لا سرقة لأغراض الأخرين "

" ايضا الكذب سيء جدا ، الخداع و المكر ليست من صفات الانسان الواعي البشر الطيبين لا يتصفون بهكذا خصائل "

" معك حق إنها سيئة لكن يمكن تطبيقها في الضرورة القصوى "

" يمكن لكن تبقى شيء مكروه من الجميع "

شعرت بنعاس لثتائب بينما يسرد لها ما يعرفه عن مقومات الحياة

" هل تريدين الإستلقاء بجواري ؟ "

ترددت قبل ان تومأ له بخجل ، هو لم يرى تورد وجنتيها في ظلام لكن شعر به

" تاي هل انت متعب "

" قليلا "

" لننم معا اذن "

" حسنا "

إنقبض قلبها حين عانقها يحاوط ذراعيه عند ظهرها بينما ملامحهما تتقابل ، اغمض عينيه عكسها التي كانت متسعة بسبب الصدمة ، قربهما شديد جدا كانت تشعر بصدرها يلامس صدره

" لا تنصدمي و نامي "

" ح...حسنا تصبح على خير "

.

.

.

حل فصل الشتاء ، جاء باكرا هذه السنة و قد اشتكى الكثيرين من الأمر كونهم لم يتجهزوا له جيدا
نفس المشكل مع الزوجين العاشقين
بسبب عدم وجود المدفأة كان صعب على جسد يوري التحمل لكنها كتمت الأمر على حبيبها حتى لا تخيفه تعلم أنه يخاف عليها كثيرا

عاد من السوق و جسده يرتجف بردا ، قام بتدفئة يديه عبر انفاسه الساخنة
دخل المنزل أين اسرعت يوري نحوه تقدم له غطاء ، وضعته فوق جسده ليشكرها

جلس على السرير لتتجه هي نحو مكان الطبخ احضرت له ذالك القدر الذي به ماء ساخن تركته يغلي حتى يجلب الدفأ في المنزل

" الجو بارد جدا "

اومأ لها تايهيونغ ، قبل ان يردف بنبرة هادئة لم يكن ضعيفا بل بنيته جيدة نوعا ما إلا ان البرد قارس للغاية في هذه القرية كونها تقع في منطقة بعيدة عن البحر و في سهل منخفض

" الثلج بدأ بالسقوط قال الكاهن أنه علينا توخي الحذر من وحوش القطب "

لاحظ شرودها و علم بخوفها لكنه معها و سيفديها بروحه لو تطلب الأمر

ط" هل انتي بخير لا تخافي انا معك لن يحدث لك شيء أقسم "

" لا لست كذالك ، سأحضر لك شاي ساخن حتى يستعيد جسدك قوته "

اسرعت نحو المطبخ حتى تحضر له الشاي
في ظل هذا البرد كان العمل صعب و بيع الخضر قليل مما جعله يخبأ خضرواته حتى يتناولاها في الشتاء و يتوقف عن العمل
رغم هذا عليه التفكير بحل لن يجعل زوجته تموت من البرد و الجوع خلال هذا الفصل القاسي و الطويل


ـ

لم يستطع النوم ظل مستيقظ وسط الظلام يستمع لقطرات المطر التي تصطدم بسقف منزله الخشبي ، فكر و فكر و فكر حتى لمعت أعينه العسلية بفكرة ذكية ستساعده هذه الفترة
سيبيع الحطب عبر تقطيعه لخشب الأشجار من الغابة و سيبحث عن الفحم المتواجد بكثرة وسط الصخور و الكهوف
إنه موسمهم و سيشتريه العديد من السكان فقط عليه التحلي بالقوة و الشجاعة

حدق بزوجته النائمة ، مرر أنامله على خصلات شعرها ، كله من أجلها ليس عليها التعب و الحزن
يكفي ما قاسته في طفولتها

.
.
.

إرتدا كلاهما تلك العباءة الخشنة التي تقيهم من البرد كما هو حال ملابس كل سكان في هذا العصر
شابك يديهما معا و اخدها رفقته الى السوق كان الجو غائم لكن لا أمطار غزيرة و لا ثلوج لذالك كان انسب وقت لتجول لي سوق
ظل ممسكا بها رفقته يتجولان في الأنحاء ، رغم برودة الجو كان السوق مكتظ
سار في سوق القماش الذي يقع بجوار بيوت الدعارة كان عليه معرفة سعر الأغطية و القماش و القطن حتى يشتري البعض حين يعمل و يكسب نقوذ فضية

' زوجتك هذه '

إلتف كلاهما نحو الصوت الرجولي ، اشاحت يوري نظراتها عن الرجل ، تعلم ان زوجها غيور و ايضا هي تكره فكرة نظر لرجال حتى لا يفكروا بها سوءا او يسخروا من لون أعينها
راقبت حبيبها الذي نطق بنبرة رجولية حادة

تايهيونغ " نعم "

ابتسم يقترب منه و قد أخرج كيس جلدي به عملات نقذية

" إنها جميلة ألا تقايضني بها ليلة "

إتسعت أعين تايهيونغ من دهشته و اشتد فكه من فرط غضبه لسماع هذه الكلمات البذيئة
تركها ليهاجم الرجل من ياقة ملابسه يشده بقوة

" كيف تجرأ "

خافت يوري و قد بدأ التجمع حولهما بالحضور ، اقتربت من زوجها الغاضب تهمس له

" تاي اتركه ارجوك "

" لا تتدخلي يوري هذا السافل يستحق الموت "

" هدئ من روعك توقف لست اول رجل أقول له هذا ثم .... "

لم يكمل كلامه بسبب لكمة قوية تلقاها من هذا الشاب جعلته يتعثر على الأرضية الطينية المبللة
كان سيهجم عليه مجددا لولا تدخل بعض الرجال من التجار يبعدانه عنه

" توقف أيها الشاب إهدئ "

" كيف أهدئ ألا تسمع مايقوله هذا السافل يريدني أن أقايضه زوجتي لليلة لماذا هل هي سلعة لدي ؟؟!!!!! "

" قليلون من يملكون مشاعرك ، الحب في هذه الحياة غير موجود "

" ماذا تعني بكلامك هل تريد ان أعطيها له ليلة يستمتع بها و انا أتناول من نقوذ هذه الليلة هل جنننت "

" لا اقصدك انت لكن هناك رجال استمعوا لكلامه و باعوا نسائهم له ببضعة قطع فضية مقابل ليلة "

" كيف ؟؟؟ انهم ليسوا رجال لا تليق بهم كلمة الرجولة أفضل الموت و انا أعمل على أن أبيع زوجتي لسافل مثله عديم رجولة اللعنة عليك و على أمثالك "

تراجع الرجل المتألم للوراء بخوف من هذا الأسد المنفعل

" هو لا يأخدهم له بل يبيعهم ايضا لرجال اخرين "

اقشعر جسد يوري بخوف من كلامه لا يمكنها تصديق ان رجل يحب زوجته قد يبيعها لرجال فقط من أجل المال و خوفا من الفقر
نقلت نظراته نحو جميلته رأى الخوف في أعين زوجته المندهشة
هي أكيد لا تفكر أنه قد يبيعها او يتركها هذا !!!
مستحيل إنها قطعة من روحه
إبتعد عن تاجر و اقترب منها يحاوط وجنتيها المتجمدتين بكفيه

" يوري انا معك لا تخافي لا وغد سيلمسك انا هو حبيبك و سأحميك "

" خدني الى المنزل ارجوك "

اومأ لها يشابك يديهما معا يسحبها إلى خارج هذا المكان القذر ، كان خطأ منه حين أحضرها
حدق بهما ذالك الرجل ماسحا الدماء التي لم تتوقف عن النزيف من أنفه يراقب الزوجين الشابين

" ستندم اقسم لك أيها السافل ستندم "

.
.
.

إنتظرته داخل المنزل جالسة على السرير ، منذ عودتهما تركها و غادر قائلا ان لديه عمل
أخرج جل غضبه في الخشب الذي احضره من الغابة ، وسط الثلج البلوري المتساقط تساقطت قطرات العرق من جبينه نتيجة تعب , لم يعرف كم كمية قطعها و لم يشعر بالبرد بسبب إنفعاله و طاقة الغضب داخله

سحب قطع خشب قوية كان عليه أخد إحتياطاته ذالك الرجل لا يبدو عليه أنه قادر على تهجم عليه لكن هو خائف عليها هي
أما عنه أبدا لم يعرف الخوف على نفسه

ركبها على الباب الخشبي و أحكم صنعها لتصبح كالقفل القوي لا أحد يجرأ على إقتحامه إذا لم يفتح من الداخل

راقبته يوري بهدوء تنقل نظراتها حول حركته الكثيفة لأول مرة تخاف منه
حين غضب في السوق كانت مرتها الأولى التي تراه فيها منفعل هكذا
فقط لمعان الغضب كان في أعينه العسلية
حبه لها إختفي !

لو دققت النظر لإكتشفت ان ذالك الحب لم يختفي بل هو من تحول لغضب من أجلها
حمل الفأس الحديدي و عاد به الى الخارج بعد ان أغلق الباب تتبعته نظراتها الشاردة من خلال النافذة

بنيته قوية و قامته طويلة ، إكتشفت اعينها الرمادية شيء جديد
زوجها يملك مقومات الفرسان حتى أنه منفعل مثلهم و شجاع
إبتسمت بخفة لو اصبح كذالك مستقبلا ستكون سعيدة
رؤيته بتلك الملابس و الدرع الحديدي و أخيرا السيف

لمعت أعينها بسعادة لكنها إنطفئت بسرعة حالما تذكرت أمر مهم لو دخل ذالك المجال سينساها ستحاول العديد من النبيلات الحصول عليه و هي ستصبح منسية وسطهن

نفت برأسها تلك الأفكار و نهضت من مضجعها تحضر لكلاهما العشاء

.
.
.

ليل بارد قاسي ، تناقصت درجة الحرارة بقوة هذا الليل مما جعل حتى حرارة المدافئ لا تجدي نفع ناهيك عن العائلات التي لا مصدر حرارة لهم ك بطلانا العاشقين

ظل شارد يحدق بالسقف ، فكر بأفعاله و أفكاره ، حين سمع تلك الكلمات كان غاضب و أراد لو يأخد زوجته إلى منزلهما و يمارس عليها طقوس غضبه التي ستجعلها زوجتها اسما و فعلا

كيف يفعل هذا بها كيف يفكر بأذيتها عن طريق الجنس !!

هدأ نفسه و عاقبها عن طريق العمل في البرد ، من مستحيلات أن يؤذيها هي حبيبته
هو اراد فقط إثباث ملكيته عليها أن يذمغها برجولته حتى لا يأخدها منه أحد

" اسف "

همس لتلك الكلمة بينه و بين نفسه ، إذا كان في لحظة غضب أراد أذيتها هو لا يستحقها أبدا

سمع صوت بجواره كان خارج منها ، كانت ترتجف بردا جعلته يقفز من مكانه رعبا عليها

ذهابا إلى يوري التي شعرت بالبرد الشديد مهما ارتدت كانت تشعر بأطرافها متيبسة
سمعت نبرة حبيبها الذي اقترب منها لتفتح أعينها نحوه

" يوري هل انتي بخير حبيبتي ؟؟؟ "

حدق بشفتيها المرتجفتين كانت تحاول تدفأة نفسها بكفيها.

عليه ان يشتري أغطية كثيرة و يجد حل لتلك المدفأة المعطلة

" يوري "

اقترب منها ماسكا يديها بين كفيه ، حدقت به بأعينها الرمادية

" ا..انا أريد ان انام ..اا.. اسفة لو ازعجتك انت تتعب في صباح فقط الجو..ب.. بارد "

" اششش إهدئي ، انظري إلي "

وضع كفه على وجنتها الشاحبة الباردة

" نحن زوجان صحيح "

اومأت له و قلبها ينبض بقوة الحرارة التي إنبعثث من كفيه نحوها على وجنتيها رائعة تمنت لو يبقى هكذا

" أنا يمكنني تدفئتك "

" كيف ؟ "

" يعني انه .. "

شعر بالحرج من كلماته القادمة و الأسوء نظراتها البريئة
تنهد يردف بكلمات خرجت من قلبه بل من فطرته كرجل

" يجب اكمال الزواج "

توترت يوري و خافت تشد على غطاء بقوة

" سمعت عن الامر لكنني لا اعرف شيء السيدة اخبرتني لكنني نسيت "

لم تخبره انها تعرف القليل لم تستطع حتى التذكر فالامر مخجل
ابتسم يحدق بأعينها الخجولة

" هل تتركين الامر لي ؟ "

" انا لا ا... "

" تثقين بي يوري ؟ "

اومأت له تحدق بأعينه العسلية ، إعتلى جسدها المرتجف بجسده الفارع و اعينه لم تنازح عنها و عن ردة فعلها
رفع ذقنها يسحب شفتيها ببطء في قبلة هادئة توترت بشدة و خافت ليشابك يديهما معا يخفف من رجفتها

كان خجل و خوف عذراء لم يقترب منها اي رجل و هو تقبل الامر و حاول مسايرتها ، راقب نبضات قلبها القوية توقف يهمس لها

" تنفسي ببطء ببطء يوري لن أؤذيك "

تلاشى الخوف من مقلتيها الرماديتين تهمس لنفسها

' اهدئي يوري هذا الرجل لن يؤذيني لن يؤذيني '

نزل مقبلا عينيها

" احبك "
همس بجوار أذنها الحمراء من فرط خجلها قبل ان يبدأ بفتح رباط فستان نومها


.
.
.

انهى طقوس زواجه بها لتكون زوجته فعلا

لم يكن قاسي معها و لا أراد ان تكون هذه الليلة ضمن أسوء لياليها بالعكس أعطاها و ذمغها برجولته بقدر عشقه لها
حاول ان يريها فقط الجانب الجيد
فهي لا تستحق إلا هذا

حاولت يوري ان تكون الزوجة المثالية لحبيبها ، فالأن هي ليست فتاة عادية إنها متزوجة و لديها مسؤوليات و واجبات عليها تحملها و القيام بها على أكمل وجه

ذهلت من حبيبها الذي أصبح منحرف زيادة عن اللزوم لايكف عن جعلها تتورد خجلا من كلماته او أفعاله
فمن بعد اول ليلة ، إكتسب جرأة أكبر و أخد يمارس إنحرافه على جميلته الصغيرة لأوقات طويلة
لم تتخيل أنه قد يمارس معها الحب في أوقات كثيرة غير الليل !!

كانت يوري تتقبل أفعاله بكل حب من بعد الجو البارد في الخارج الذي يجعلها ترتجف ممارسة الحب مع زوجها كانت تخلق جوا رومانسي دافئ في منزلهما الصغير

بعد أن أصبحت ملكه و تغلغلت بصمته الوحيدة إلى ثناياها ، هي الآن زوجته بكل ما تعنيه الكلمة

إزداد تملكه نحوها و هوسه بها ، رؤيتها بشعر مبعثر و وجنتين ورديتين بينما معصميها النحليتين متمركزتين حول عنقه و رفض رماديتين النظر اليه مباشرة من فرط خجلها من وضعيتهما الحميمية الناتجة عن إلتحام جسديهما بجنون
ناهيك عن نبرتها الناعمة و الخجولة التي تهمس بإسمه أو تأوهاتها الخافتة مشكلة سنفونيات أرقى من سنفونية بيتهوفن

هذا المنظر جعله لا يتحمل فكرة ان يراه رجل غيره

ارادها له فقط و هذا كان دافع اكبر لجعله يفكر بالعمل اكثر و حمايتها كثيرا

إحتاجا إلى شراء بعض الخضروات من أجل الطعام بالإضافة الى بعض الملابس
بسبب عمل حبيبها في بعض الحطب و بعض الفحم استطاع أن يعمل و يحصل على نقود كافية لكلاهما

اخدها معه الى السوق شد على يدها بتملك تسير رفقته ، كان الرجل الحامي لها ، شعرت بالأمان رفقته لم تخف من نظرات بعض الرجال المنحرفة كانت واثقة انهم ذئاب جائعة لن تفترسها فهي رفقة أسدها القوي

اشترى بعض الخضروات و قليل من الأغطية الدافئة ، بعد لياليهم الحميمية حفظ كل منحنيات جسد زوجته الصغير و علم أنها ضعيفة تحتاج لدفئ في هذا الجو القارس

لوح له بعض التجار و السكان الذين تعرفوا عليه
ابتسمت يوري تحدق بحبيبها الذي كان اجتماعي عكسها

استطاع تكوين صداقات و معارف حتى أن معظمهم تعرفوا عليه و تحدثوا معه
دائما هو هكذا ، محبوب و شجاع و إجتماعي

عادا إلى المنزل أخيرا ، شعرت براحة حين دخلت منزلها الصغير رغم الجو البارد كان هناك دفئ في قلبها
وضع حبيبها الوسيم الاغراض لوحده ، انزعجت حين رفض حملها لأي نوع من الاغراض سواء الثقيلة او الخفيفة كان يرفض ان تتعب أناملها الصغيرة و جسدها ككل لكنها أخدت منه بعض الأغطية التي كانت خفيفة نوعا ما و أسرعت تسبقه ببضع خطوات

بدأت ترتيب الاغطية الجديدة و تنظيف المدفاة التي قرر زوجها جعلها تعمل أخيرا ، انتهت من التنظيف غسلت يديها و سارت الى المطبخ تعد ألذ حساء للخضر به رشة حب تخص زوجها

جلست بحضه كالعادة فكرت انه ليس هناك داعي للخجل طالما يراها عاريا و تنام بين ذراعيه
وعدها بصنع كرسي لها ، لكنه تأخر لم تسأله فعمله كثير و الكرسي ليس مهم
كانت رغبته ان تبقى هكذا و حتى هي

لمحت يده المجروحة يلفها بقطعة قماش قام بتنظيفها قبل تناولهما الطعام ، كانت تنزف بقوة جعلها تبكي لكن اوقفها يعانقها ، خافت بشدة بينما تراه بتألم

كانت مجرد خطأ بسبب البرد و الرياح ضرب يده بالفأس
لم يكن شيء جديد حين عمل مع والده كان يتأذى يوميا

" يوري طبخك لذيذ جدا "

خجلت تبتسم له ، لم يثني على طعامها من قبل لكنه فعل اليوم جاعلا من قلبها يقفز من سعادته كان يأكل بتلذذ

" شكرا لك اضفت له توابل اشتريناها اليوم هي السبب "

" بل أناملك "

سحبت ملعقتها الخشبية و أطعمته ، مرة له و مرة لها
أصرت على إطعامه حتى لا تأذى يده أكثر

" هل ستعمل المدفأة اليوم "

" ليس اليوم ربما من الغد فقط علي وضع الحطب بها دون توقف و إلا ستتوقف مجددا و إعادتها للعمل صعبة "

" حسنا سأساعدك في إحضار الحطب "

" لا مستحيل "

ذبلت ملامحها مع نبرته الرجولية الجادة لتسأله بنبرة حزينة

" لماذا ؟ "

تنهد يسحب أناملها في كف يده السليمة ، طبع قبلاته الخفيفة عليها جعلها تتورد خجلا من فعلته

" لا أريد من هذه الأنامل الجميلة أن تتعب ثم هذا عمل رجال و ليس نساء خصوصا انتي ، انتي لستي كالنساء الأخريات حتى أنتي صغيرة و ضعيفة"

" لكن يدك مجروحة "

سألته تبعد تفكيرها عن كلامه الذي كان حقيقي ، فهي ليست بنفس قوة و كبر الفتيات في هذا العصر بداية من خصرها النحيل الى جسدها الصغير

" ليست بالأمر الكبير استطيع تحريكها و إمساك الفأس أيضا لدينا نسبة جيدة من الأشجار التي احضرتها في الحضيرة لن أضطر إلى التوجه نحو الغابة "

اومأت له تمرر أناملها على وجنته ، كان يعمل دون تعب و يعود بجسد جامد مرتجف الى المنزل
كله من أجلها حتى يكسب راحتها
ألا يستحق كل قلبها و مشاعرها و حتى جسدها
.


.
.

حل الليل البارد ، إستمعت يوري لهبوب الرياح القوي الذي يعطي صوت غريبا دليل على وجوده إضافة الى ان الثلج يتساقط بغزارة
لم تهتم كان الأمر إعتياديا بينما ابتسمت تجهز الأفرشة و ترتبها لكلاهما
كان ضوء الشمع الوحيد الذي ينير منزلها البسيط

تركت حبيبها يستحم في الحوض الخشبي المتمركز في غرفة منعزلة قليلا ، جهزت له المياه الساخنة و تركته يستحم لوحده

أصيبت بالدوار و إحمرت وجنتاها حين تذكرت اليوم الذي إستحما فيه معا ، جلست في حضنه وسط الحوض المملوء بالمياه الساخنة تضع رأسها على صدره لن تنسى أبدا إنحرافه معها في تلك اللحظة قبلها بقوة و مارس معها الحب
جعلها تجلس فوقه بجسد عاري حتى تتقابل نظراتهما معا
كانت تجربة ممتعة و منحرفة

نفت تلك الأفكار ترتب السرير ، إقشعر جسدها حين شعرت بيدين تحيطان خصرها من فوق فستان نومها ذو اللون الازرق الفاتح

لم تستدر ، نبض قلبها بقوة و هي تعلم من يضمها الى صدره بينما نزلت بعض من قطرات مياه شعره على رقبتها زادتها رجفة

" يوري "

ازاح خصرات شعرها قليلا عن اذنها ، رادف اسمها بهمس

" ن..نعم "

انزلت انامله طرف فستانها من عل كتفها لتظهر بشرتها الشاحبة الناعمة
لم تستطع قول شيء فقط ارتجفت اوصالها ليشابك يديهما معا يملئ فراغات يدها بخاصته

شعرت بانفاسه على بشرتها ، اقترب مقبلا كتفها بخفة بعثث شرارات قوية على طول عمودها الفقري
تعلمت معنى حركته فقد اعتادت عليها
توردت وجنتها بقوة
تعلم ما يريده
كان طلب أن يمارس حقوقه عليها ، هي تحبه و اكيد لن ترفضه أبدا

.
.

ليالي عديدة حملت في طياتها ظلام داكن و برد قارس و عشق لامتناهي بين زوجين شابين عاشقين حاولا معا تخطي صعاب هذه الحياة و تحملها حتى ينشٱ معا اسرتهما الصغيرة و يقصا لأولادهم و احفادهم عن قصة
حبهما و كيف هربا من الظلم و الطغيان إلى حياة سعيدة في منزل صغير دافئ

ظل يعمل يوميا يبيع ذالك الحطب و الفحم ليحصل على مبلغ قليل إلا انه جيد له يفيه بالغرض ما يحتاج و ما تحتاح جميلته

بالحديث عن جميلته ذات الاعين الرمادية كان يٱخدها أحيانا معه الى السوق ليس كثيرا بسبب الجو البارد عليها فقط في الأيام التي يقرر ان يشتري لها شيء فيأخدها لتختار و أحيانا يبقى معها في المنزل يتشاركان أعبائه و يعلمها بعض الدروس و الحروف
كان يضحك عليها حين تنطقهم تبدو كالطفلة
نعم إنها طفلته و زوجته و حبيبته و صديقته المقربة
هكذا كانا صديقين و زوجين

اليوم لم يذهب الى العمل كان الثلج كثيفا وقد أغلق بعض الطرقات لذالك لن يكون هناك سكان يشترون و لا تجار
أعاد صنع لوح خشبي قوي لا تكسره الرياح كاللوح السابق الذي وضعه كقفل للباب ، كانت الرياح أقوى منه
اقتربت منه ترى ما يفعل ، لفت غطاء حولها بسبب الجليد في الخارج ، نظرت لزوجها كان جسده قوي رغم هذا يرتجف بردا

ابتسم لها حين رٱها يردف بنبرة هادئة عكس ملامحه

" إستيقظتي باكرا "

"ما الذي تفعله ؟ انت من إستيقظ باكرا "

" سأصنع لك قفلا حتى يصبح الوضع أمن و لا تخافي في غيابي "

"غيابك ؟ "

" حين أذهب للعمل و اتركك احيانا أتأخر كثيرا "

إرتاح قلبها حين سمعت جوابه ، فكرة إبتعاده عنها تجننها

" لن تذهب هذه الأيام الجو مخيف جدا "

" زوجك قوي "

" رغم هذا لن تتركني "

ضحك على عبوسها يدخل الى المنزل مغلقا الباب خلفه، سحبها نحوه أكثر يعانقها حتى يتدفئ بجسدها الدافئ

" أبدا لن أتركك لكن وجودي معه يسبب لك مشاكل "

" مشاكل ؟ "

" نعم لن أجعل هذا الجسد ينهض من السرير أبدا "

شد على عناقه لها رادفا بتلك الكلمات التي أخجلتها و سببت لها دوار

" و نموت من الجوع "

ضحك على كلماتها الخجولة ليطبع قبلة على شفتيها الناعمتين

" ماذا ستطبخين لنا إذن حساء خضر أو حساء بطاطا او حساء يقطين ؟ "

" بصراحة ، لا يوجد أي شيء في المطبخ "

" و لا شيء ؟ "

نفت ليعبس هي لم تخبره بسبب خوفها على إنفعاله ، تعلم ان شراء الأثاث كان كافيا لجعل جيوب حبيبها فارغة

" لا عليك يمكننا البقاء دون أكل ليوم او إثنين ربما يتحسن الجو و ..."

" انتي مجنونة لن أتركك تجوعين بسببي هذا ليس تصرف رجال "

" لكن حدث و إنتهى ليس عليك تصرف بلباقة معي انا زوجتك و نحن فقراء "

" لانك زوجتي علي العمل و إطعامك هذا واجبي "

" أين ستذهب ؟ "

" سأخد الحطب إلى السوق و أعود مساءا انتظريني "

" لكن الجو ... "

" اششش أفضل الموت على رؤيتك تجوعين اعلم انه مجرد يوم لكنك ضعيفة بحاجة للأكل و راحة و حياة سعيدة اقسمت يوم زواجنا أنني سأوفر لك هذه الأمور "

كان يريد راحتها ، ارادها ان تعيش معه حياة سعيدة ان يكون لها الزوج المثالي و يعوضها عن سنين حياتها في الميتم ، كانت تتعذب هناك و يتم تجويعها لكن معه الأمر مختلف
راقبته كيف إرتدي عبائته السوداء و اخد تلك العربة الخشبية يسير وسط رياح القوية بأتجاه طريق القرية
تنهدت بحزن تعود نحو المدفاة المشتعلة تضع الحطب داخلها

شغلت نفسها بكل شيء فقط حتى تنسى ان حبيبها وسط ذالك الجو البارد في سوق القرية حتى يحضر لكلاهما بعض الخبز و الخضروات ، شعرت بالحزن و الخوف الشديد
فكرت بتفاؤل أنه سيعود سريعا معه ذالك الخبز اللذيذ
الذي يشتريه من الخباز فقط رائحته تجعل لعابك يسيل ، حضرت قدر به مياه ساخنة حين يعود ستجعله يستحم و تدلك له اطرافه المتعبة

حل الظلام و غربت الشمس ،نبض قلبها بقوة احتقنت عيناها بالدموع كانت خائفة من تأخره الشديد
لم يغب أبدا الى هذه الدرجة

" ياربي فقط ليعد لي سالما سأتصدق على الفقراء و لن اتوقف عن زيارة الكنيسة ياإلهي انا خائفة "

بكت بقوة تدعوا عودة زوجها و حبيب قلبها سالما الى منزلهما
إزداد خوفها و إرتجاف جسدها حين سمعت حطول الأمطار الغزيرة

" انا... انا.. السبب ماكان علي جعله يذهب لو حدث له لن أسامح نفسي أهئ اهئ "

بكت بشهقة ترتجف حتى سمعت طرق على الباب
مسحت دموعها و إقتربت بسرعة منه ، رفعت اللوح الخشبي الصلب خائفة من هوية الطارق

شهقت حين رأت حبيبها مبلل بشدة ، ادخلته بسرعة تغلق الباب عانقته بقوة رغم بلل ملابسه

" ان...ت انت اين كنت اهىء اهىء خفت عليك "

" اسف لم يكن هناك شيء بالسوق كان علي الإنتظار ، لم أكن اريد عودة فارغ اليدين "

رمت تلك السلة الفارغة من يده غاضبة من تصرفه هل بقي في ذالك الجو البارد فقط من أجل ألا تبقى جائعة
رفع انامله الباردة يمسح دموعها الساخنة ، مرر كفه على وجنتها

" لا تبكي انا اسف "

" انا التي عليها الإعتذار "

نزعت عنه سترته و لباسه العلوي تعلقهما على الحبل بجوار المدفأة بينما سار نحو احد ثيابه ينزع جزئه السفلي و يرتدي غيره

كان متعب جدا

اقتربت منه تساعده على إرتداء قميص دافئ ، توردت ترى جسده القوي ، رغم الليالي التي قضوها معا إلا أنها لم تراه جيدا بفضل ظلام الليل و الغطاء الذي بضعه فوقهما .

" ارتح هنا على السرير "

" أريد ان أنام "

" حسنا سأطفئ الشمع "

اومأ لها قبل ان يغلق عيناه المتعبتين بينما أسرعت تحضر قطعة قماش دافئة تجفف له بها خصلات شعره المبللة

" اول مرة أراك متعب هكذا ، حبيبي القوي منهك ، شكرا لرب انك هنا بجواري "

قبلت كف يده تكمل تجفيف شعره و ترتاح بجواره

، " يتبع " ،
to be continued

Continue Reading

You'll Also Like

20.1K 777 130
في الرواية اصبحت الشريره التي ماتت على يد زوجها، على وجه الدقة، كشخصيه مساعده. الشريره التي تموت بعد أن استخدامها كأداة من قبل والدها واخاها للزواج ا...
380K 15.2K 30
يَا فاتنِ العيَنينُ إنيَ أحبكَ بقدرَ غراميَ لعيناكَ" الروايه مثليه اي حب بين ولد ولد.. مايعجبك دون كلام.. اي تعليق سلبي بلوك جونغكوك :توب تاي:بوتوم...
765K 44.7K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
345K 29.4K 81
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...