☆
يجتلس ذو الخصيلات الشقراء على احد الكراسي العمومية في شوارع سيول ، كان الظلام قد خل و المطر ببلل جسده بالكامل و الذي بات يرتعش من شدة البرد، اختلطت دموعه بقطرات الغيث، و انفجرت مشاعره كاملة في لحظة انكسار
كل شيء كان كذبة!
★
"هيونغ!..جيمين هيونغ استيقظ حالا او ستتأخر"
فتح اشقر الشعر عيونه على صوت شقيقه الصغير الصاخب، روتين كل يوم، جيمين يطيل في النوم و يتم ايقاظه من قبل جونغكوك في اللحظة الأخيرة
" جونغكوك! صباح الخير" استفاق أخيرا يدعك عينيه لعله يبعد عنهما النوم بينما يعطي ابتسامته الحلوة للصغير اسود الشعر أمامه،و في كل مرة يبستم فيها جيمين يجد الآخر نفسه معجبا كبيرا بتلك الإبتسامة، الهيونغ خاصته جميل و مثالي من جميع النواحي وهو يشكر الاله على وجوده في حياته رغم ان إعحابه و حبه لاخيه الكبير احيانا يحوله الي طفل أناني و مدلل، ذلك أن جيمين لا يضيع اي فرصة صغيرة لتدليله و الإفراط في الإعتناء به، حسنا هو صغيره الوحيد بعد كل شيء كلاهما وحيدي والدهما و لا يملكان الا بعضهما البعض
و جونغكوك كطفل وحيد و من دون أصدقاء يجد نفسه يتعلق أكثر و أكثر بشقيقه الذي يكبره بخمس سنوات، اهتمام جيمين به، ورعايته حين يكون مريضا، تدليله من خلال تقديم اي شيء يرغب به، كل هذا و أكثر، الحب الذي يمطره به و القبل و العناقات الدافئة، جعلته ما هو عليه الآن، متملك و لكن بطريقة بريئة و طفولية شديدة تجاه جيمين، هو أيضا يخاف عليه و يريد أن يكبر و يحميه و يعتني به ، يشعر بالغيرة حين يحاول أحدهم التقرب منه، انه مثل ذلك الشعور حين يحصل اعز اشقائك على حبيبة و يبدأ في نسيانك و نصب كل اهتمامه عليها، هكذا شعر جونغكوك، على جيمين ان يركز عليه هو فقط
جونغكوك الذي يبلغ إحدى عشر عاما فقط تربي في وسط عائلة مثالية مليئة بالحب مع والدين لطيفين و هيونغ محب و مراعي ليصبح مدللا ووقحا في بعض الأحيان، من جهة أخرى جيمين يكون على النقيض منه تماما، شاب عاقل و ناضج و يعتمد عليه كثيرا،لم يفشل يوما في الإعتناء بالمنزل حين يغيب والديهما لايام بسبب العمل المتراكم، كان والده رجل أعمال و صاحب شركة للأزياء و أمه تعمل مصممة هناك و لذلك يكون من الصعب عليهما البقاء في المنزل كثيرا و الإعتناء بطفليهما الوحيدين، و لكن هذا لم يؤثر على علاقتهم ببعضهم البعض و لو قليلا، بل على العكس انهم أكثر ما يقال عنهم بالعائلة الثمينة
او هذا ما كان يعتقده جيمين..
°
°
°
" ارجوك هيونغ دعني أرافقك إلى الخروج ارجوك!"
جونغكوك كالعادة لا يضيع اي فرصة للالتصاق باخيه و قد كان يحاول جعله أن يوافق على الخروج معه مظهراََ عيون الجرو خاصته غير تارك أي مجال لجيمين ليرفض
"حسناََ و لكن سارع في تجهيز نفسك جونغكوك انا لن انتظر أكثر من ربع ساعة" اجابه جيمين بملل، هو بالأساس مكروه على الخروج، تم ارغامه من قبل صديقه سوكجين بحجة انه بحاجة لقضاء وقت ممتع و نسيان ما حدث له مؤخرا
ان تتم خيانتك من قبل أقرب الأشخاص إليك هو أكبر وجع يمكن للإنسان أن يمر به على الإطلاق و هكذا شعر جيمين، لا يزال منكسرا بعد أن اكتشف امر خيانة حبيبته له مع اعز أصدقائه او قد كان اعز أصدقائه، لان هذا الصديق العزيز قد وجه له ضربة قاضية جعلته يراجع نفسه في إعطاء اي ثقة لاي احد بعد الآن
و الأسوء في الأمر هو أن هذا كان الموضوع المتداول بين زملائه و أصدقائه في المدرسة لا ينكفون عن الحديث عن الأمر و كيف ان انيتا استبدلت شخصا جيمين بذلك المعتوه المفلس مارك وكيف هو قد تجرأ على الغدر بصديقه العزيز
هو أيضا بقي يسأل نفسه كثيرا، مالذي ينقصه؟ هل هو قبيح؟ ام انه ممل؟ لقد عاملها كما تعامل الأميرات تماما و لم يقصر يوما في تقديم الحب لها و لكنها لم تكن وفية و مخلصة لمشاعره الصادقة و اختارت مواعدة صديقه و خيانته
"هيا جيميني هيونغ انا جاهز" سحب صوت جونغكوك جيمين من بين أفكاره العميقة، لقد كان امر انيتا و مارك يشغله كثيرا مؤخرا و يظن انه يجب عليه أن يتخطى و يستمر في العيش بسلام
"انت تبدو جميلا جونغكوكي" امتدح جيمين ادعج العينين الذي كان يرتدي ملابس مرتبة و كأن قد سرح شعره إلى الأسفل لتغطي غرته جبينه و جزء من عينيه الكبيرين و اللتان هما المفضلتين لدى جيمين
"هيونغ أيضا يبدو جميلا مع هذه الملابس
البيضاء، انت تبدوا مثل الملاك" سكت قليلا ثم اردف ثانية" هيونغ شعرك الأشقر جميل و ساحر
عندما اكبر اريد ان اشبه هيونغ في كل شيئ فهيونغ جميل جداََ لا بل انه مثالي بحق انا احبك جداََ هيونغ"
رفرف قلب جيمين و شعر انه على وشك البكاء من شدة لطافة و براءة أخيه، من الممكن أن كلام جونغكوك قد أثر فيه بطريقه او بأخرى من دون أن يشعر فهو قد كان يشعر في المدةالأخيرة بعدم الثقة والأمان بعد كل الأحداث التي صارت له و كم كان سعيداََ بسماع هذا الإطراء من قبل أعز شخص لديه. في النهايه كان جيمين في قرارة نفسه سعيداََ بالخروج مع كوك على عكس ما يظهره
°
°
°
"مرحبا جيميني، أو أرى انك لست وحدك، مرحبا ايها الصغير " رحب سوكجين بهما، لقد كان شخصا حيويا و دائم المبسم، جيمين ممتن لوجود صديق له مثله لانه ساعده على تخطي العديد من المشاكل و كان معه في كل أوقات حياته الجيدة منها و السيئة
التقى الثلاثة في مقهى قريب من بيتهم يبعد قرابة ثلاثة شوارع و لكن يبدو أن جونغكوك لم يكن سعيدا كثيرا بوجوده جين و كلمه بكل وقاحة كعادته" اولا لقد نبهتك عديد المرات انني الوحيد المسموح له بتسمية هيونغ ب جيميني لانه ملك لي وحدي! ثانياََ انا لست صغيرا فسابلغ الثانية عشر من عمري تقريباََ!!
سوكجين لم يمسك نفسه و انفجر بالضحك عليه، كان من الممتع له مضايقة جونغكوك وهو لايزال مستمرا في فعل ذلك و لا يفكر حتى في التوقف، لان الصغير حتما يضفي روقانا و هالة لطيفة في الجو
" اه انا آسف حقا جين هيونغ اعذر وقاحته قليلاََ فهو عنيد و لا يستمع لاحد" اعتذر جيمين منزلا رأْسهُ قليلاََ مقدماً انحناءة صغيرة للشاب صاحب الأكتاف العريضة، جونغكوك يخطأ و جيمين يعتذر هكذا هو الحال دائما
" لا عليك جيميني فأنا معتاد على هذا، ثم ألم أخبرك ان تسقط الكلفة بيننا نحن نعرف بعضنا منذ مدة و انت لا تزال تعاملني برسمية الأمر مزعج! "
تذمر بني الشعر كاسبا قهقهات ظريفة من جيمين
" لا تجعل هذا الصغير مهووساََ بك فقد يسبب لك مشاكل مستقبلاََ" رمقه جونغكوك بنظرات حارقة و لكنه تجاهله و أمسك بيد جيمين ينظر بعيدا حول المكان
دخل ثلاثتهم إلى ذالك المقهى الذي يقع في احد أماكن حيهم الراقي وكم اندهش عندما حطت اعينه على المكان، كان المقهى ذو مساحة صغيرة فيه طاولات و كراسي خشبية و على كل طاولة يوجد مزهرية صغيرة مرصعة بازهار التوليب البيضاء، عبيقها يغطي على المكان بالكامل و جونغكوك وحد نفسه دائخا بتلك الرائحة، الجدران مزينة بأوراق خضراء اصطناعية و بعض من المصابيح المضاءة بالوان مختلفة. تساءل جونغكوك لماذا لم يقم بزيارة هذا المكان من قبل بالرغم من قربه من منزلهم و منذ لحظة دخوله هو حسم الأمر، سيجعل من هذا المكان مكانه المفضل هو و جيمين، وجد الأمر لطيفا و كأن هناك شيئا يجمعهما معا، و حتى لو لم يرد جيمين ذلك سيرغمه
جونغكوك حقا مخيف يتعلق الأمر
بممتلكاته!
هو يعد جيمين ملكه، فبعد كل شيء جونغكوك وحيد تماما و لا يملك سواه
" جونغكوك ماذا تريد أن تطلب عزيزي" سأل جيمين بكل رقة كعادته جاعلا من سوكجين يبتسم على لطافته و رقة تعامله مع شقيقه
" أنا لا أُريد شيئاً" رمقه جيمين بنظرة قاتلة لقد سئم من هذه التصرفات و يحب أن يعرف جونغكوك حده
"جونغكوك فلتتوقف عن هذه الوقاحة و أخبرني ما تريد أن تطلب لا تحرجني أمام جين هيونغ!"
هكذا هو جونغكوك، دائماََ ما يريد أن يحصل على كل الاهتمام من أخيه لقد اخبرتكم انه احيانا يصبح مخيف و لم أكن امزح
طأطأ رأسه إلى الاسفل قليلاََ مبوّزاََ شفتيه الصغيرة جاعلاََ من جيمين يشعر ببعض الندم لصراخه على
الصغير
" أنا آسف هيونغ "
" اووه! لا عليك صغيري فقط لا تقم بمثل هذه التصرفات مجدّداََ همم؟ "
" أجل هيونغ انا أعدك"
اخذ كل منهم طلبه و مر الوقت بسرعة حيث أن جين
لم ينكف عن الحديث عن حبيبه الوسيم ذو العضلات المفتوله و عن كمّية حبّه
و تيتّمه به كاسباََ بعض القهقهات الرقيقة من جيمين، لطالما احب الأشقر رفقته، فجين روحه خفيفة و يستطيع خلق أجواء مرحة بأبسط طريقة
و جونغكوك يجلس بصمت بينما يتناول حلوياته، عيونه تتنقل بين الشابين أمامه. و في أقل من دقيقة انقلبت ملامح وجه جيمين من الإبتسامة إلى نوع من الغصة و الحزن، اطلا من النافذة
انيتّا حبيبة جيمين السابقة ممسكة بيد مارك و هما بتجولان معا بكل رخاء و هدوء بدون اي خجل او حياء و كانهما لم يكسرا قلب روح طاهرة و بريئة قبل عدة ايام قليلة. التفت انيتّا فجأة و سقطت
اعينها على أعين جيمين، صنع بينهما تواصل بصري سرعان ما اعادت بنظراتها نحو مارك و لا علامة على وجهها تدل و لو قليلاََ انها تشعر بالعار و الأسف مما
اقترفته يداها بل اكملت طريقها متجاهلة
تماماََ وجود الفتى المسكين ونظرة التغطرس تعلو وجهها
نزلت دمعة من خد جيمين تليها أخرى إلى أن أصبح وجهه احمر تماما شعر جين بالغضب
الشديد و لم يمنع نفسه من الصراخ " تلك العاهرة اللعينه فقط لو كنت استطيع ان اعيد الزمن لما سمحت لها أن تواعدك و ذلك العاهر مارك أيضا
لا أصدق انني في يوم من الايام كنت صديقاََ مع نذل مثله"
"اه! هيونغ توقف لا تلعن أمام جونغكوك! لا أريد من طفلي ان يتعلم هذه الأشياء"
" جيميني حتى و في حالتك هذه.... انت حقا لا تصدق"
كان كوك هادئاََ منذ فترة مما اثار استغراب الشابين فالتفتا له و قل مان يبكي بدون إصدار اي صوت فقط دموعه تنهمر على خديه بهدوء، هو يعلم تماما ما يحدث مع شقيقه و لم يستطع الا أن يشعر الأسف و الغضب لما اضطر جيمين ما واجهه
شهق جيمين و هلع لمعانقته وجعل من رأسه على صدره فغرق جونغكوك في ذلك الحضن مستمتعاََ بدفئ الأشقر ،و كأنه هو من تمت خيانته!
" جونغكوكي، عزيزي، فتاي الغالي لماذا تبكي يا عزيز أخاك؟ سأل الأكبر بنبرة رقيقة خائفاََ من ردة فعل الأصغر هو حقاََ لا يعلم ما حل به
" أ-أنا.. ه-هيونع.... انا حقا لا أ-أعلم أنا فقط... "
جيمين لم يعلم ما حل به و لكن أفضل علاج للبكاء هو العناق لذلك عانقه بهدوء و تمتم له ببعض الكلمات
"شششش عزيزي فلتهدأ حسنا؟ لا عليك لنتحدث في المنزل ان اردت هممم؟"
اومأ برأسه و اعتذر جيمين من جين ثم عاد للمنزل ورأسه مملوء بالعديد من الأشياء،
°
°
°
Jimin💋
how can someone be pretty like that😩