1999

By warda-abdallah

11.6K 417 346

More

اقتباس

Ch|1

3.2K 152 128
By warda-abdallah

راقبت لاورا النافذه بأعين شارده محاوله اخفاء اطرافها التي ترتجف ....اعتصرت الدميه التي تحتضنها برجفه حينما شعرت به يتحرك بجوارها ....لم تجرء حتي علي النظر ومعرفه ماذا يفعل لكنها علمت انه اخرج لنفسه سيجاره بهدوء عندما سمعت صوت قداحته لكن لم تشم رائحتها وكأنه اطفئها مجدداً.....ارخت زرقاويتها نحو الدميه التي تشبهها تماماً والتي اشتراها لها قبل قليل عندما اخذها من الملجأ الي سيارته ....ظناً انها ستجعلها اهدء ....حسنا ربما اي فتاه في عمرها كانت ستصمت بدميه جميله مثلها ...لكن فتاه في الثامنه لم تري سوي الاهانات والضرب والصراخ والدماء....نعم تلك الدماء لن تنساها يوماً .....ترسخت في عقلها تماماً مثل تلك الحروق التي ترسخت في ذراعيها كالوشوم .....تطلعت امامها حينما توقفت السياره امام بيت كبير للغايه اشبه بالقصور التي تراها في ذلك الجهاز المربع ....اعتصرت قبضتها فوق الدميه حتي ابيضت اطرافها حينما سمعت صوته الهادئ يقول : هذا سيكون بيتك الجديد ....كوني فتاه مطيعه صغيرتي

اومئت لاورا بتوتر لتجد احدهم يفتح لها الباب تراجعت برعب لتتجمد حينما شعرت بقبضته تمسك معصمها النحيل بهدوء حاثاً اياها علي الثبات .....راقبت يده التي تنبض الاوردة بها مبتلعه ريقيها بخوف ....كانت ضخمه بالنسبه لها تكاد يدها تختفي داخلها ....سحبها بهدوء خلفه نحو الباب الرئيسي شعرت وكأنه سيقتلها داخل هذا المكان ....كل شئ كانت تشعر به نحوه والامان الذي كان يغمرها به اختفي في لحظه منذُ تلك اللليله المشؤمه ....اصبحت لا تراه سوي رجل مرعب ومخيف .....تقدمت عده خطوات وهي تتمني ان تعود للخلف ليس لعائلتها وليس معه وانما الي ملجأ سيساني مجدداً ....الي السيده ايميليا اللطيفه ....لا تود المكوث مع رجلً مرعب مثله لربما يقتلها هي ايضاً ان اساءت التصرف ....علي الاقل زوجه ابيها كانت تضربها اما هذا يقتل ويتحدث وكأنه لم يفعل شيئاً مرعباً امام طفله في الثامنه فقط

اخرجها من شرودها صوت ناعم وهو يقول بلطف : ياللهي انظر الي جمالها ....انها رائعه ....ثم انحنت امرآه جميله ذات شعر اسود طويل واضعه يدها علي وجنتها بلطف:انظر اليها جون من اين حصلت عليها ....مرحباً عزيزتي انا ادعي ماريسا زوجه جون ....اتمني ان نكون اصدقاء اتفقنا

لم تجبها بشئ فقط اومئت لها بتوجز لتشير الي الخدم لاصطحابها ....وهذا جعلها تعود للخلف عده خطوات حتي ارتطمت بشي خلفها لتنظر بسرعه لتجده جون يحدق بها بهدوء شديد ....جلس القرفصاء امامها ليقول بنبره هادئه كعينيه : لا تخافي...اخبرتك لن يجرء احدهم علي ايذائك ...بدلي ملابسك ....ثم ابعد خصلاتها الذهبيه عن وجهها قليلاً بهدوء مكملاً : ورتبي شعرك

ابتسمت ماريسا واضعه يدها علي اكتافها بلطف لكن لاروا فزعت حتي تعركلت ليمسكها جون بهدوء موقف اياها لتقول ماريسا باستغراب: ما الامر ؟....الا ترين ان هذا مبالغه !

جون بهدوء:ليس من شائنك

ثم امسك يد لاورا مصطحباً اياها بنفسه نحو الاعلي بهدوء ....تطلعت لاورا الي الغرفه باستغراب كانت غرفه ورديه ناعمه للغايه وذات اثاث انيق لم تري مثيلاً لها او تسمع به من قبل ....كانت شارده بالمكان حتي اخرجها صوته وهو يأمرها بأن تتبعه ....كانت متردده لكنها فعلت ...دلف الي حمام ليفتح صنبور المياه بهدوء ثم خرج قليلاً وعاد محضراً ملابساً اخري وعلبه اسعافات اوليه ...جلس علي حافه حوض الاستحمام غير مكترث الي بدلته السوداء ان تبتل ليقول بهدوء:تعالي الي هنا صغيرتي

كانت حائره خائفه ووحيده ....ربما كان بالماضي صديقاً لكنه الان اصبح غريباً يتصرف معها كأب حقيقي مخيف في اول ساعات مكثتها معه ....كانت كفتاه صغيره و يتيمه تود ان تقبل هذه الحياه الذي يقدمها لها ببساطه .....لكن كلما نظرت الي يده تتخيل ذلك السلاح الذي قتل به والدها واخوانها وزوجه ابيها ....كانت شارده في الامر طويلا ...يبدو غامضاً ومربكاً وهادئ بشكل مرعب ....لم تدرك كم استغرق الوقت لشرودها لتجفل عندما نادي اسمها لتتقدم بسرعه نحوه ....وضع يديه علي اكتافها بهدوء وهو يتطلع الي عينيها ليقول بفراغ : توقفي

رفعت عينيها نحوه بعدم فهم ليقول بهدوء وهو يميل رأسه جانباً : توقفي عن التصرف كالموتي ....ثم ابتسم بطريقه جعلت قلبها ينتفض برعب: لا تقولي انك غاضبه مني لاني قتلتهم ....انت فتاه كبيره ....تعلمين ان لم اقتلهم في المره القادمه سوف اعود لاجدك جثه ممزقه ....او عاهره مثل زوجه ابيك .....لذا كفي عن التصرف هكذا

اومئت له بسرعه دون حتي ان تنتبه لكلمه واحده مما قالها لتسمعه يتنهد بهدوء وهو يبعد فستانها عن جسدها ساقطاً ارضاً ...قرب بعض القطن من جروحها التي قاربت علي الشفاء  وهو يقول دون ان ينظر اليها: عندما تكبرين ستشكريني لاحقاً

انهي تعقيم جروحها ثم انزلها الي حوض الاستحمام بملابسها الداخليه رفع يده بهدوء نحو شعرها الذي يزعج عينيها مبعداً اياه وهو يقول بشرود: من الان فصاعداً سأكون والدك ....لن تتلقي معامله سيئه هنا ....اعدك بذلك ...اريد استعاده تلك الفتاه التي تثرثر طوال الوقت ....اكره صمتك ...واكره نظراتك الخائفه لاورا ....انت لا تكرهيني صحيح؟

هزت لاورا رأسها بلا لتجده يبتسم بطريقه مظلمه: نعم انت لن تفعلين ابداً

ربما الامر اشبه بمسرحيه قصيره تنتهي بمشهد لطيف بعد الكثير من الدماء ....ليس كل ما يتمناه المرء يحصل عليه دون مقابل ....لا اعلم ما الخطأ الذي اقدمت عليه ...فأنا لم افعل شيئاً طوال حياتي سوي فعل كل ما يأمرني به الاخرين ....تلك النجمه التي كانت تُضئ من شباك غرفتي الصغيره في الماضي حققت لي امنيتي لكن بثمن لا اعرف ان كان نفيساً ام بخس....تطلعت لاورا الي الغرفه بشرود .....هذه تبدو لطيفه ودافئه وذلك الباب المغلق ليس مخيفاً لن تدلف منه زوجه ابي غاضبه تضربني او والدي يصرخ بي لاني وقحه وافتعل المشاكل مع زوجته واكسر لها الاطباق.....هذا غريب فقد سمعت ان والدي تزوج بها فقط لانه احتاج زوجه كي تعتني بأطفاله فقط ....حتي الان لا استطيع تصديق ما حدث ....كل مااراه الان اشعر وكأنه مجرد حلم ....ربما عقلي الباطني يتخيل نهايه جميله بعد هذا الكابوس ....

اخرجها من شرودها صوته وهو يردد بنبره هادئه مخيفه قشعرت بدنها  : تعالي الي هنا ايتها الصغيره

ابتلعت ريقيه فاركه اناملها ببعضهم متقدمه نحوه نزع ملابسها المبلله جاعلاً انفاسها تختفي ....عينيه لم تكن بها نظره قذره مثل ذلك الرجل ولكنها كانت سوداء مخيفه لا لون بها تحدق فقط في وجهها ولم تنحدر لاي شئ اخر فقط اردف بنبره هادئه : استديري واجلسي ارضاً..

لتفعل ذلك بهدوء جفلت معتصره فخذها حينما امسك اطراف شعرها من كلا جانبيه ...لا تعلم ما الذي كان يفعله استغرق الامر دقائق طويله وكأنه اراد البقاء كذلك الي الابد ...حينما انتهي وضع جديله شعرها الطويله علي كتفها الايمن لامام تحسستها لاورا بتردد ويد مرتجفه كانت تشبه جديله فرنسيه طويله مع خصلاتها الذهبيه جعلت شعرها اقصر قليلاً لتتجمد حينما شعرت به ينحني نحو اذنها هامساً بنبره سوداء: لا اريد شعرك مسدولاً ابداً ايتها الصغيره فهو يثير غضبي ...والفتاه المطيعه لا تغضب والدها صحيح

اومئت لاروا بسرعه ليمسكها من اكتافها لتقف هي بدورها ابتعد ممسكاً ذلك الفستان الذي احضره لها ثم البسها اياه بهدوء ....تطلع اليها طويلاً دون كلمه ثم امسك دميتها معطي اياها لها لتعتصرها بخوف ثم غادر

...
راقبت ماريسا ساعتها كان هذا موعد جلستها معه وتبقت دقيقتين فقط ...رفعت عينيها لاعلي لتجده يتقدم نحوها بهدوء وكالعاده كان خاطفاً لانفاس ....هي طبيبته النفسيه منذ ثلاث سنوات كامله وهي تتابع حالته ....كانت صديقه وطبيبه والان اصبحت زوجه لكنه زواج مشروط والسبب هي تلك الطفله بالاعلي ...لا تعلم السرالذي جعله يصطحبها الي المحكمه وامضاء عقود الزواج دون سابق انذار ولانه رجل مخيف انصاعت لاوامره دون كلمه ....اكثر ما يثير غضبه او يزعجه هو ان تجري الامور عكس ما يريد ...يعاني من وسواس قهري وهوس وتملك رهيب للاشياء ....وليس لانها صديقته سمح لها باستشارتها وانما فقط لانه طعن احدهم بسكين طعام اثناء اجتماع مهم فقط لان المجني عليه كان يصدر صوتاً اثناء الاكل ....

وهذا كان يثير غضب  جده السيد غوستاف ريكاردو واخبره ان يعرض نفسه علي طبيب .... وقد فعل بشروط محدوده ....للحقيقه كانت تستغرب حالته حينما قابلها للمره الاولي رفض البقاء وانهي الجلسه دون كلمه وترك اسباب مقنعه من وجهه نظره.... كانت احداها ان ملابسها ليست متناسقه وانها تاخرت دقيقتين عن موعد جلستها ولانها تتحدث كثيراً ....ولقد اقسمت انها فقط الجلسه استمرت لخمس دقائق فقط ....حاولت فهمه لكن الامر استغرق منها ثلاث سنوات حتي علمت بعض الاشياء الصغيره عنه ....كانه يكره الالوان يفضل كل ما هو اسود ورمادي ....فقد علمت من فيلوردا المربيه الخاصه به ان الالوان تزعجه وتثير غضبه لذا كان في اللقاء الثاني لها معه كانت ترتدي الاسود فقط مع حرصها البالغ علي كي ملابسها بصوره صحيحه ...لم تتحدث الا بطرح بعض الاسئله حتي علمت ان لديه وسواس قهري في المثاليه المواعيد الحديث حتي طريقه حملها لكوب قهوتها ....ربما اذا اصدر كرسي او باب صوت صرير لا يهدأ حتي يصلحه ....والاضطراب الاخر هو الهوس القهري ...وهو رغبته في تملك الاشياء الي حد القتل ....نعم لقد قال ذلك بوضوح ....

في بدايه تعرفها عليه كان في الثانيه والعشرين من عمره كان قد تولي اعمال العائله بعد مصرع عائلته المكونه من اب وام علي يد افراد من المافيا قبل عامين من ذلك ....والان هو يكره كل فرد بالمافيا واصبح لديه هوس رهيب في سجنهم جميعاً او التخلص منهم وكأنهم وباء يقتله وقد دفعه الامر لاخذ مهنه جده واصبح متدرب لديه ....واصبح وريث العائله ورئيساً تنفيذياً للشركات التي تضخمت بشكل مرعب بعد استلامه لها....لديه عبقريه بالغه وغير طبيعيه تجعله بارعاً في كل شئ ...يتقن كل شئ ....لكني دوماً اؤمن ان الافراط في الذكاء الحاد يودي للجنون والهوس وقد بدءت علاماته وكانت اولها الوسواس القهري الذي بدء من الاستحمام اكثر من مره وغسل اليدين بشكل مستمر وعدم مصافحه الاخرين الي وسواس الاكتناز الذي جعله يندفع لجمع الاشياء القديمه والاثريه....اللوحات الباهظه ....النباتات النادره ....والاحجار وصناعه الخواتم الماسيه ....حاولت جمع بعض الكلمات المتوافقه لحالته لكنها تجد الكثير من النواقض

راقبته وهو يجلس علي الاريكه بهدوء بينما عينيه كانت تتفحصها من الاعلي الي الاسفل بشكل دقيق حتي اردفت بهدوء : هل يجب ان اسائلك عما يحدث سيد جون ....اعني وجود تلك الطفله فجأه... تبنيها !...الزواج بي فقط لاجل ان تحصل عليها بشكل قانوني

لم يجيبها فقط اكتفي بالنظر لها دون كلمه حتي اردف بهدوء : انها لطيفه ...ثم ارجع جسده للخلف بهدوء رائع افتعل هذه المشاكل مع جده واسرته فقط لان الحمقاء بالاعلي تكون لطيفه حمحمت ماريسا لتقول: الي متي ستحتفظ بها اذاً؟!....ابتلعت ريقيها حينما احتدت حدقيته بفراغ لم يجيبها فقط اخذ يراقبها بهدوء حتي سحبت سؤالها مردفه اخر شئ : اعتقد ان لديك موعد بعد الغداء سنكمل جلستنا لاحقاً ....كان عليها انهاء الامر تعرف جيداً ان الجلسه لا يجب ان تستمر او تستغرق وقت اكثر من ذلك وقد فضلت انهائها ابكر قليلاً كي تتجنب اعراض الشك المفرط لديه

اومئ لها واقفاً لترفع راسها للاعلي كي تراه بوضوع نظراً لطوله الذي فاق سته اقدام ونصف لتبتلع ريقيها ....ابتعد خارجاً تاركاً اثار رائحته التي غمرت الغرفه بالعاده هو لا يدخن الا عندما يفكر بشئ ما وفي الاونه الاخيره توقف وعندما سألته عن السبب قال انه ربما التدخين يزعج صغيرته ...اعني انا كطبيبته النفسيه تفاجئت باخفاء ذلك الامر عني ...من المفترض ان اعرف كل شئ عنه لكن وسواسه يجعله حذراً جداً في تعامله مع الاشخاص ....خاصهً هي جده ابناء عمه ....كل فرد في عائلته  لديه تعامل محدود في علاقته بهم....كانت تعتقد ان وسواسه لن يتطور عن جمع الاشياء القديمه اللوحات الاحجار اللامعه الالوان زهور التوليب البيضاء....الي الاشخاص ....وكطبيبه نفسيه اصبحت تدرك جيداً ان تلك الصغيره  بالاعلي اصبحت مصدر هوس جديد لديه ....وقد حصل عليها ولكن الي متي سيستمر هوسه بها

.....
انتبهت لاورا الي صوت الخادمه وهو يخبرها بأن تنضم اليهم علي الغداء كما امر السيد جون...وهذا ما فعلت بهدوء ....امسكت تلك الدميه التي احضرها لها في الصباح خوفاً ان تفقدها في هذه الغرفه الكبيره ضمتها الي حضنها ثم اتبعت الخادمه الي الاسفل ....كانت ترتدي فستان جديد تضم بعض من خصلاتها الصفراء بدبوس صغير جانباً بالاضافه الي جديلتها الذهبيه التي احتفظت بها .....ادخلتها الي رواق كبير ينتهي بباب عملاق نظراً لحجمها لتدلف بهدوء كان يجلس علي الطاوله تلك المرآه التي رأتها في الصباح لكن الان بملابس مختلفه ورجل عجوز لا تعرفه والسيد جون

دلفت بهدوء وخجل لطيف علي وجهها ليشير لها جون الي احد المقاعد لتجلس بجوار ماريسا التي كانت تستغرب ارتداءها للون الوردي المائل للابيض علي عكسهم جميعاً الذي يتغطون بالسواد ....سحبت الكرسي مصدرا صوت صرير لتنظر ماريسا الي جون ولم تجد اي اماره لانزعاج علي الاطلاق بل استمر في النظر اليها بهدوء حتي جلست ونظرت الي الطعام بهدوء هي الاخري لتلتفت نحو الرجل العجوز وهو يقول : لا افهم ما الذي تفعله جون ....انت تعرف ان تبنيك لطفله دون زواج غير قانوني ...رغم ذلك عارضتني وتزوجت من ماريسا فقط لاحضار هذه الطفله ...لا افهم سر تشبثك بها

تطلعت لاورا نحوه بترقب شديد...نعم هذا سؤال يدعو للحيره كثيراً تُري لما فعل هذا ...هل يعلمون انه من قتل عائلتي ....هل يعلمون كم كان مقرباً مني ؟....ربما لا ...ربما يعاقبني ان بوحت بهذا السر الخطير ....راقبت لاورا يده وهي تقطع قطعه اللحم امامه بهدوء اخذاً قطعه صغيره ملتهم اياها ببطئ دون ان يجيب علي السؤال...حتي ظنت انه لن يتحدث ابداً ليكمل تقطيع قطعته مرهً اخري وهو يقول بهدوء :هذا شائني الخاص

ماريسا بتوتر محاوله تلطيف الاجواء بعدما احتدت عيني العجوز بصرامه نحو جون الذي يتصرف بهدوء شديد دون حتي ان يرمقه لتقول بنبره متردده: جد غوستاف انت تعرف جون لا يفعل شيئاً دون سبب ....ربما فعل هذا لامر انساني لا اكثر ...انظر اليها انها يتيمه ولطيفه

اعتصرت لاورا دميتها بتوتر عندما تطلع غوستاف نحوها بملامح سوداويه لتجتمع الدموع في عينيها بخوف لتجفل حينما وضع جون شوكته وسكينه بعنف علي الطاوله ليقف وهي تري ظلام اجتاح ملامحه قائلاً بنبره مرعبه :غادري

وقفت لاورا سريعاً حتي سكبت الطعام علي ملابسها لكنها لم تكترث لتركض خارجه من الغرفه نحو الباب الرئيسي ومن ثم الحديقه وهي تتنفس بصعوبه ....لا تعلم لما تغيرت ملامحه ...فقط اخذت تبكي وهي تتطلع نحو الحديقه وكل مكان بخوف وكأنها تائهه ....اخذت تدور حول نفسها معتصره دميتها حتي خنقتها .....لتلتفت حينما سمعت صوت امرآه خلفها: الي اين انت ذاهبه ؟

لم تجبها لاورا لتتقدم نحوها بهدوء جالسه القرفصاء...فيلوردا :لا تخافي انه اليوم الاول لك ...عليك ان تكوني اكثر هدوءاً

امسكتها من يدها نحو الاعلي بهدوء ...كانت لا تبدو مثل الخدم ولا تبدو مثل اهل القصر ....كانت خائفه منها وهذا شئ طبيعي تشعر به اتجاه كل شخص في هذا البيت ....اخذتها الي غرفتها وبدلت لها ملابسها وامسكت الفرشاه لتمشيط شعرها لكن قبل ان تشرع بالبدء فُتح الباب ليظهر ذلك الظل الطويل لترفع لاورا عينيها نحوه بتردد لتجد السيده اللطيفه تقف مؤمه برأسها بإحترام ثم غادرت

تطلعت اليه برجفه معتصره دميتها لتجد عينيه تراقب يديها ثم وجهها ليغلق الباب بهدوء متقدم نحو فراشها ...جلس عليه بهدوء مربطاً علي ركبته بيده مرتين لا ثالث لهم بمعني ان تقترب ...لتقف وكأن عقلها مبرمج من الخوف مقتربه منه ثم جلست فوق ساقه بهدوء ...جفلت حينما ابعد خصلاتها خلف اذنها بحرص شديد هامساً بنبره مخيفه: لما جعلته مسدولاً ...لتجيبه فوراً بتعلثم : لم افعل السيده اللطيفه فعلت ...ليؤمي لها بهدوء وهو يتحسس خصلاتها حتي اطرافه ثم اردف : لما ترتجفين

رفعت وجهها نحوه لتأسرها ظلام عينيه ....ظلت تراقبه كيف يرمقها وذلك الفراغ يسود معالمه ...لا تفهم ما الذي يفكر به ....وكأنه أثر عقلها وقلبها داخل ذلك الفراغ المخيف ....يتطلع اليها بنظرات لم تستطع تفسيرها ....لم تتسأل من قبل ما الذي يفكر به كانت شديده التعلق به من قبل....تريد ان تكون قربه دوماً لكن الان قربه اصبح يرهبها يخيفها يجعل الدماء تتجمد في عروقها ....: لا تحدقي بي ايتها الصغيره ....لتبعد لاورا عينيها عن خاصته رامقه الارض برجفه لتسمعه يردف بهدوء: اخبرتك اني اكره عندما تصمتين تحدثي ....لدي رغبه بسماع صوتك

لم تعلم ماذا تفعل او عن ماذا تتحدث بالضبط لكنها كطفل مذعور ينفذ الاوامر دون ان يفكر تكلمت قالت بخجل شديد فاركه اناملها ببعضهم : السيده ايميليا ....ارغب برؤيتها مجدداً ....انها لطيفه ....وايضاً تعلمت بعض الكلمات ...اكتشفت اني احب الرسم ...نعم الالوان جميله ....والاطفال هناك ...كانوا لطيفين ...احببت الدميه التي احضرتها ..و...و ...وايضاً الفستان ....
شعرت بيده تربط علي رأسها للخلف هامساً : كوني فتاه جيده وسأحضر لك كل ما ترغبين به فقط ابتسمي وتحدثي الي اريد استعاده صغيرتي مرهً اخري ها....اومئت له بتردد بينما استمربالتربيط علي رأسها دون فعل شئ اخر والامر استغرق ساعه كامله حتي غفلت علي صدره دون ان تشعر بنفسها .....

فتحت لاورا عينيها لتجد نفسها نائمه بجواره ارجعت خصلاتها المبعثره من جديلتها الفرنسيه خلف اذنها وهي تراقبه بهدوء كان نائماً ببدلته كعادته يضع يد فوق وجهه والاخري بجواره ....جسده تضاعف جحمه بالسنوات الاخيره لا تصدق انها اصبحت في السادسه عشر من عمرها مرت ثماني سنوات يأتي كل ليله يصنع لها جديله ثم تنام في حضنه وتستيقظ وهو بجوارها ....تعلم انه مستيقظ انه يشعر بها تحدق به لكنه لا يتحدث ....كعادته ينصت اليها فقط ....ابتلعت ريقيها حينما ابعد يديه عن وجهه ثم جلس بهدوء ....راقبت ملامحه التي ازدادت رجوله وحده عن ذي قبل ....عينيه التي غرقت في ظلامها اكثر واكثر ....وانفاسه التي تجعلها تتنهد بارهاق .....ابتسمت لاورا بلطف ورجفه في يديها لتقول: صباح الخير دادي اتمني ان تكون نمت جيداً

لم يجيبها لثوان حتي ظنت انه لن يفعل وبالفعل لم يجيب فقط اومئ لها بهدوء مشيحاً وجهه عنها ليقف بهدوء نحو  النافذه في غرفتها ...اشعل سيجاره لنفسه كالعاده يدخنها بعيداً عنها ....كان لا يفعل في وجودها مطلقاً لكن في الاونه الاخيره اصبح لا يتحكم في الامر ....وكأن هناك ما يثير غضبه ....اقتربت منه بهدوء مربطه علي كتفه لكنها تراجعت عن ذلك في اخر لحظه تعلم انه يكره اي احد يلمس ظهره او حتي يري جسده ....عاشت معه لسنوات ولم تره ينزع ملابسه مطلقاً ....حتي انها سمعت زوجته تقول ذلك لاحد صديقتها ....حمحمت بهدوء لتردف : دادي هل اغادر ....راقبته وهو يطفئ سيجارته بهدوء مؤمئ لها لتلتفت لكنها توقفت حينما اردف بنبره هادئه : اين قبلتي ياصغيره

ابتلعت لاورا ريقيها مقتربه منه رافعه نفسها حتي اطراف اناملها محاوله الوصول الي خده لطبع قبله لكن ما ان لامست فكه التفت بوجهه لتقبل شفتيه توسعت عينيها متجمده لثوان ثم ابتعدت بسرعه مردفه : اسفه لم اقصد ....لم يقل شيئاً ظل يحدق بعينيها طويلاً لتخفض خاصتها ناظره ارضاً ....قلبها كان يرتعد ....كانت تكره ذلك الشعور الذي تشعر به نحوه ....كانت حمقاء مسخ غبي لتفكر بهذه الطريقه ....لا توجد فتاه بريئه تفكر مثلها كانت تشعر بالعار لان تلك المشاعر تجتاحها كلما كانت بقربه ...مريضه نعم هي كذلك ....مريضه لانها تحب قربه والبقاء معه وكأن لديها اضطراب في حب كل ما يخيفها ....وهو كان كذلك مخيفاً .....فركت عنقها بتوتر شديد ثم اردفت بمزح محاوله تلطيف الاجواء وقول شئ ساذج كي تتجنب الاحراج : كادت ان تضيع قبلتي الاولي ....حمداً للسماء لازلت اجهل ان كنتُ سأحصل علي حبيب هذا العام ام لا

كان هذا سخيفاً ....ربما لم تفكر جيداً قبل قول تلك الكلمات ....وحقاً كانت نادمه علي قول شئ كهذا امام والدها .....تتمني لو تعود للخلف دقيقه قبل ان تنطق بتلك الحماقه لما ذكرت امر كافتراضيه لحصولها علي حبيب ...هذا لا يحدث ...التفت اليها بكامل جسده لتبتلع ريقيها اقترب منها بهدوء لتعود للخلف خطوتين حتي شعرت بالحائط خلفها يمنعها من المواصله لتجده يهمس بنبره هادئه ارعدت جسدها : هل ترغبين بالحصول علي حبيب ياصغيره

لا تباً لا اريد ...ليس لدي رغبه في ذلك وان كنت سأموت عجوزاً ....ليس لانها لا ترغب بل لانها تعلم مرض والدها القهري في كل ما يتعلق بها ....وكم اكتشفت ان النساء مضحكات للغايه احيانا عندما تخرج الكلمات غير المناسبه امام الشخص غير المناسب ....وكحركه دفاعيه كررت خطأها بخطأ اكبر دون ان تدرك محاوله توضيح الامر كي تتجنب اي عقاب : لم اقصد ذلك دادي ...فقط اقول ذلك من باب المزح ....فانا لم يسبق لي ان قبلتُ احدهم ....حتي صوفيا فعلت ...اقصد هي من اخبرتني ان القبله الاولي تكون للحبيب ....عضت لاورا لسانها لتردف بتوتر حتي كادت ان تبكي من خوفها : هذا كلام للكبار اسفه انا لم ....لتشهق حينما دفعها من عنقها نحو الحائط مميلاً برأسه هامساً بهدوء: انت لن تفعلي ذلك صحيح صغيرتي ....لن تجعلي احدهم يحصل علي ما هو لي اليس كذلك

ابتلعت لاورا ريقيها هازه رأسها بسرعه ليؤمي لها بظلام وابهامه يعبث في عنقها : هذا ما اظنه ايضاً ....اومئت اليه بتوتر مراقبه وجهها كانت عينيه غاضبه وحاده رغم هدوء ملامحه ....لم يبتعد او حتي ترك عنقها وكأنه يخبرها ان حياتها ملكاً له .... ظلت تراقب ملامحه شارده به عينيه حاجبيه المقتضبين انفه الحاد وذلك الفك وتلك الشفاه لا تعلم الي متي استمرت بالتحديق في شفتيه ....كيف تناست نفسها حتي استعادت وعيها حينما اقترب مقبلاً اياها لتتجمد وعينيها توسعت ....قلبها توقف عن النبض ...لا تعلم ماذا تفعل مالذي يحدث ....ارادت دفعه عنها لكنه كان ضعف حجمها ...اغمضت عينيها برجفه وخوف ...هذا خاطئ ما يحدث كان خطأً ....لكن لما لا تريده ان يبتعد ...كانت شفيته تمزق خاصتها ويده تعتصر خصرها النحيل ....ويده الاخري تركت عنقها ثم خللها داخل شعرها ....كادت ان تفقد وعيها وهو يسلب انفاسها ببطئ شديد.... جسدها كان يحترق وجسديهما ملتصقين ببعضهم ....ابتلعت ريقيها شاهقه اخذه انفاسها حينما ابتعد واضعاً جبهته فوق خاصته وهو يردف بانهاك ونبره هادئه مخيفه علي عكس انفاسها المسلوبه :ها قد حصلتي علي قبلتك الاولي ايتها الصغيره ...اذا اعطيتي احدهم ما هو ملكي سأقتلك ...وانا لا امزح اتفقناً....اومئت له لاورا برجفه سريعاً لتظهر ابتسامه مخيفه اعلي ثغره مردفاً : ولا تخبري احدهم بما حدث للتو ....ليكن هذا سراً بيننا ها ....لا احد يعلم ما حدث خلف الابواب المغلقه مفهوم

اومئت لاورا سريعاً لتسمعه يهمس بنبره سوداء:الكلمات صغيرتي ...استعملي الكلمات اللعينه

لتردف لاورا بتعلثم بلا تفكير من شده ذعرها : نعم دادي ....لن اتفوه بكلمه ...لا احد يعلم ما يحدث خلف الابواب المغلقه

******
#يتبع باذن الله
#ورده_عبدالله

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك ربي واتوب اليك

٢٣/٢/٢٠٢٤
بعرف بارت قصير لكن نزلته لان اليوم  ذكري من اخر تحديث حتي انتهي من روايه كرستوفر
اعتذر عن الاخطاء الاملائيه واتمني تكون المفاجأه اعجبتكم والسرد جيد كتبته ع السريع

Love U all❤️

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 123K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
800K 54.9K 48
فتاةُ في مقتبلِ عمرها، ذاتَ طموحُ واحلامُ في ظلِ عائلتها بين ليلةَ وضحاها تنقلب حياتها رأسا على عقبِ! تجد نفسها في سجن ابو غربب ! بدون ذنب بدون جري...
470K 38.3K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
4.1M 61.1K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...