يتمدد في صالة النجلاء : ما سمعتي اختك وش تقول
تسأله النجلاء و تقطع السلطة : وش بها ؟ .. ثم تقول : تركي بيجي يتعشا هنا ؟
يقول تميم : مدري عنه طلعت و هو عندها تقولك بتسافر معاه !
تتنهد النجلاء قائلة : وانت وش رايك ؟
ينظر لها : مو مهم رأي بالموضوع هذا ، بس تركي حسيت انه متردد شوي
النجلاء : هو مو متردد هو ما يبغاها ترجع بالساهل أولًا ، ثاني شيء ما وده سند يبعد عنه ، بس برضو هذا مو مبرر انه يعارض هو سعى ورا اهله يتحمل
يقول تميم : يعني وش بالضبط حتى متى يقعد سند ب اسم محمد بالكذب ؟ مصيره يرجع و يرجع ذلحين افضل من انه يكبر و بعدين يجي يقولك ليه ما علمتوني و ليه ما قلتوا لي
تقف النجلاء : بيني و بينك ليتها ترجع له امي و تركي شايلين همها اكثر من كل شيء و محد يدري هي وش تبغا و لا هي تتكلم
يقول تميم : اي و ترجع له و بعدين ؟ تتوقعين بتجلس عنده اصلًا و بيزين وضعها ؟
تقول النجلاء : لو انكم ما رحتوا لها اول ما اخذها كان يمدي قد تعدل وضعها
يدخل محمد مع الصغار : يا هلاااا شوفوا خالو عندنا
يركض إليه سند : شوف انا عندي بابا كثير و كوكي واحد
يجلس راكان في الركن بغضب طفوليّ يأتيه تميم : عادي عادي كوكي زي انا عندي بابا واحد ما يزعل
يمر هذا اليوم سريعًا تُشرق الشمس بيومٍ جديد
تستعد اليمامة للرحيل مع مهاب على نفس الطائرة برفقة والده و والدته و ياسمينا و سند
و البقية سيقطعون المسافة بالسيارة سياف و همام و ريان
بينما الجد و ابنيه عبدالعزيز و حمد و عزيز ارتحلوا بعد يومٍ من دخول مهاب المشفى و استقرار حالته
قبل الرحيل بساعتين و نصف 4:00PM
، يدخلان إليها تركي و سلطان في محاولاتٍ جّادة أكثر يقول سلطان : دامك تبغين ترجعين اجلسي هنا و خليه يروح و يرجع لك هو يطلبك من جديد
تركي : ما ودي انك تروحين معاه بالساهل
تقول اليمامة : مهو انت ارسلتني معاه بالساهل في البداية جت ذلحين يوم انه القرار قراري ؟
سلطان : ما اتوقع انك تجهلين المعمعة اللي صارت في البداية !
يوليها تركي ظهرة خارجًا : خلاص خلاص خلصي اغراضك انا بوديكم المطار
يخرج و يستقبله سند بالاحضان : بابييييييي
يحتضنه بقوة : يا عيون بابيي يا روحي وحشتني وين غايب عني ذيك اليومين ؟
يعبث سند بجيبه : وين الفلوس ؟ بابا محمد عنده كثير انت ليش مافي
يضحك بخفة : انا ما عندي كلها خذها تميم
ينظر سند لوجهه : انت و خالو سوا سوا
يقبل وجهه : صح عليك ، ذلحين كيف بتروح و تخليني ؟
سند : انت ليش ما تجي معانا ؟
يفتح الباب الذي يُخرج للشارع
يقول ريّان الذي يقف بجوار تميم و فارس : هلا والله بحفيد العايلة الاول عاد الحين جدي بيحطك تحت عبدالله و عزيز ولي العهد الرابع
يبتسم تميم : احنا عندنا الكنق ما يحتاج ولاية العهد
ريّان : و الثاني وليّ العهد ؟
تركي : لا الكنق مكرر
يضحك ريان ب استخفاف : هاها لا ما يجي لازم واحد ع العرش
يبتسم تركي قائلًا : الا اخوك وش اخباره ؟
ريان : زين يسأل عنكم بيموت و هو ما جا يشوف مهاب
تميم : ما عليه مهاب اسد
ريان : اي كرشه جدي اصلًا قله لو اشوفك قدامي مو ف صالحك
تركي : جدكم و عمي علي مخيطين ع عصاه وحده
ريّان : الا الجو دايم عندكم مطر ؟ دايم نجي و ارضكم ممطورة ماشاءالله
تقف سيارة همام أمام الباب يترجل منها خالد و زوجته و ابنته
يتقدم إليهم ريّان و يجر يده تميم : وين وين عوّد مكانك
ينفجر تركي بضحكةٍ خفيفة و ريّان يقول : يالييللل ماني حولها بروح اسلم ع عمي و عمتي
يبتسم تميم و هو يتقدم : انثبر انا بوصل سلامك
يدفعه للباب الاخر : خش من هنا للمجلس الخارجي
يدخل الجميع للداخل
يجلس مهاب بجوار والده بصمت يشعر أن فؤاده يركض بسرعة يوّد لو يجرّ الوقت و يسحبه
يدخل تركي : يلا بنمشي للمطار ما بقى وقت
يمسك يدها بجواره بتملكٍ غريب ، يشعر بالخوف أن يكون حلمًا و يستيقظ ، أو تختفي من جواره الان
يلتفت إليها بين الفينة و الاخرى تقول بانزعاج : فك يدي بشرب مويا
ينظر له سند ثم يتقدم إليه و يسحب يده : ليش تمسكها ؟
يبتسم لابنه الذي قفز لحضنها : خلها مامي
يجر إليه يدها أكثر : تراها حبيبتي قبل لا تصير امك
سند و هو يحاول سحب يد اليمامة : دز امها
يضحك بخفةٍ و صدمة : ولد ! من علمك ؟
تمسح رأس سند بيدها الاخرى و تضمه لصدرها أكثر يقول مهاب : المفروض انه مكاني بس يالله لاحقين خير
تلتفت اليمامة للنافذة : فك يدي بس كسرتها
يُدخل أصابعه بين أصابعها و يعتدل جالسًا : لا
تنظر إليه بينما هو لا تظهر على وجهه أي تعابير سوى الجمود الذي باغته فجأة تهمس : وش جاك ؟ يوم جيتك و انت واحد ثاني ؟
يرد عليها بنفس الهمس و وجهه مازال للأمام : ليش تبعدين ؟
تسحب يدها بعدما ارتخت أصابعه : هذاني جنبك وين بروح يعني ؟
يلتفت لها : وش المشكلة لو يدي بيدك !
تقول ب استغراب : لا تصير بزر وش بتقيدني ساعتين يعني يدي بيدك ؟
يصمت مهاب ثم يتفاجأ بلطمةٍ على وجهه يلتفت بصدمة يقول سند : ليش تزعل ماما ؟
تنفجر اليمامة بضحكةٍ خفيفة و صدمة : ليش ي ماما ؟
يقول سند : حيوان ليش خلاك زعلانه خلينا نروح لبابا تركي هذا يع
يرد عليه مهاب : والله انك قليل ادب بدل ما تكون في صف ابوك ؟
يقول سند بزعل : لا بابا بس اثنين محمد و تركي انت لاا
يأتيه صوت والده من خلفه : اي بالله انه تربية اهل الجنوب سلّم الله يمينهم ما بيربيك الا ولدهم
يلتفت بنصف وجهٍ لوالده : تراه ولدي انا
يقول والده : ابوه بالاسم
يرد مهاب : توّه الولد في طور التربية كلها فترة و اقلب اطباعه
يضحك والده بخفه : ان قدرت عليه بحلق شنبي
تشعر اليمامة أن الوقت بات ثقيلًا بجانبه
لما اخترته من جديد ؟
لما عُدت !
من حقي أن أعود و عليه أن يحتمل تبعات فعلته
يحتملها هو لا أحد غيره
يقول سند بصوتٍ واضح : بروح ورا عند سَمينا
ترد عليها ياسمينا : لا تجي لين تقول اسمي زي الناس
يقف على المقعد و ينظر لها : وش اسمك طيب ؟
تقول بوضوح : ياااسمييناا
يضحك سند : زي لما اقول يا ماما يا خالو كيف كذا اسمك غبي
تضرب يده بخفة : غلط و انت الغبي مو اسمي
تضرب ركبتها والدتها : بس لا تضربينه و ما الغبي الا انتي
تمد يديها لسند : تعال ي امي عندي تعال
يقول مهاب : خليه يجلس بس ما عليك منه
ينظر إليه سند : ايش دخلك
و يسد عليه مهاب الطريق : انثبر مكانك لين تتأدب كيف تكلمني
تنظر له اليمامة ب استغراب لكنها تلتزم الصمت يضرب سند قدميّ مهاب مستعدًا في الصراخ : وخخخرررر
يستفيق خالد من غفوته التي يتمثلها : مهاب خل الولد يجي
يرفعه مهاب و يمرره لوالده : لا اشوفه يرجع اجل
يقول سند بغضب : مو على كيفك الا برجع
يلتفت مهاب إليه بنرفزة : برجعك ترا
يعود سند لمهاب يضرب يده : انقلع
يمسك خالد : تعال تعال انت عاصي و انت توك كذا ابوك ما عصاني الا بعد م خط الشنب في وجهه
تتسع محاجر مهاب بصدمة : يبه انا عاصي ؟؟
يتجاهله خالد و هو يقبل سند : وش فيك معصب ليه زعلان يا ابوي ؟
تناوله ام عبدالله كعكًا : تعال تبي كيك
تقول ياسمينا: يمه عطيني واحد بعد
يقول سند : انتي لا و هذا " يشير للأمام جهة والده " : هذا لا
ترد عليه ياسمينا : لييه انا شدخلني
يجيبها سند : ضربتي يدي
ترضيه ياسمينا بسلاسة و اغراء بالحلوى ، يتناسى سند حتى ينسى
تمرّ دقائق معدودة
تقف اليمامة و هي تهمس : ابغا الحمام
تتكئ على كتفه ثم ترفعه يدها بسرعه تقول بهمسٍ دافئ : نسيت
يستنشق مهاب رائحتها و يستلذ بقربها و لو كان مؤقتٌ و سريع
تشعر النجلاء ب ألمٍ يقرص بطنها تحاول الاحتمال قدر الامكان
يدخل محمد حاملًا راكان على كتفه مبتسمًا : ورعك مو راضي يقول
يقول راكان بصوتٍ باكٍ : مابغااا
يتقول النجلاء و هي تتحايل عليه : يلا بنروح .. تميل الى الامام بصرخة ألم
يسندها محمد بسرعة : وش فيك بسم الله
تستند عليه : بطني مدري وش فيه امس يوجعني
محمد بصدمة : من امس و تو تقولين ! خليني اجيب اغراضك نطلع المستشفى
راكان الذي يقف بخوفٍ على والدته : ماما ليش يوجعك ؟
يتمدد تركي على السرير بوجع ثقيل يدك معاقل اطمئنانه يتنهد بصوتٍ مسموع أقرب للصرخة
يلتفت إليه تميم الذي يعبث في أغراض تركي : وش فيك
يغطي عينه بيده : تفضل اطلع ودي انام
يقف تميم على السرير : وش فيك قلنا
يجلس تركي و يجلس تميم قباله يقول تركي : موجعني بعد سند
يقول تميم : ي رجال اقرب طيارة و الحقه ماهي صعبة
يتمدد تركي مجددًا : سلطان شفته اليوم بعد المغرب ؟
تميم : لا ليه ؟
يقفز بسرعة و هو يلتقط مفتاحه و يخرج و خلفه تميم يسأل و يستفسر
تشير عقارب الساعة الى العاشرة مساءًا تجلس اليمامة على الكنبة المنفردة في غرفة مهاب
تتأمل المكان الذي وقفت فيه في تلك الليلة
يدخل سند راكضًا بسرعة و هو يغرق في الضحك
تقف اليمامة متجهةً إليه : وش فيك يا ماما ؟
يدخل مهاب خلفه و يغلق الباب : الشيخ كاب الما على رشاد و هارب
تتجاهل اليمامة مهاب ، تنزل لمستوى سند و تمسك يديه : ليه تسوي كذا ؟
يقول سند : هو يتعبني ما يعطيني اللعبة
تهزّ يديه بيديها : بس كذا عيب صح والا لا ؟
سند : صح عليك معد اسويها
تقبله و تقف : شاطر حبيبي الصغير
يُراقب مهاب تعامل اليمامة مع ابنهما الشقيّ يقف متجهًا إليها : و حبيبك الكبير مشتاق
تبتعد عنه و تحمل شرشف الصلاة توجهه حديثها لسند : تعال معايا عند ياسمينا
يمسك مهاب ذراعها و يعيدها للخلف
يتقدم إلى الباب يغلقه بالمفتاح ثم يتمدد : ما تبيني اقرب ماني مقرب لكن تطلعين برا الغرفة لا
يأتيه سند : لييييه خنروح ما نبغا عندك
يضع ذراعه على عينيه : سند ابعد عني مب ناقصك ترا
تجلس اليمامة جواره على طرف السرير : وش فيك ؟
يعتدل و يسند ظهرة للخلف : انتي اللي وش فيك ؟
تسأل اليمامة : أنا وش فيني ؟
يرمقه بنظرةٍ غريبة قائلًا : لا تردين السؤال بسؤال
تحتضن وجهه سند بين كفيها ثم تحمله : انت اللي رديت سؤالي بسؤال
تتمدد على الكنبة و سندًا بين يديها يأتيها مهاب بهدوء يحمل سند و يوقفها : اتوقع ان الغرفة فيها سرير
تقف مواجهةً له : اتوقع ان هذي اخر فرصة لك
سند يحاول الفكاك من يده : ابغا ماما ابغا ماما
تمد يديها لسند يدفعها مهاب بخفة من أمامه و يتعداها
يخرج من الغرفة بسند متجهًا غرفة والدته
يطرق الباب ثم يدخل ما إن جاءه صوتها : تفضل
يدخل إليها و سند يتباكى بين يديه : يمه خليه عندك باخذ مرتي و بنطلع
تحمل سند منه تسأله بخفوت : بتطولون ؟
يرد عليها و هو خارج : مدري يمكن يومين