أخذت تُطالع الحضور لا تصدق ما يجري معها وكيف وصلت هنا إلى هذه اللحظة التي تمنتها كثيراً، حركت رأسها شمالاً لتجد عائلتها الصغيرة تجلس تُتابع ما سيحدث بقوة والسعادة مرسومه على مُحياهم، الفرحة التي ينتظرها أي أب وأم برؤية ابنتهم في مثل هذا اليوم المميز، دموع والدتها رأتها تتلئلئ في مُقلتيها تجاهد أن لا تبكي، بكت كثيراً في الماضي واليوم هو يوم الفرح فقط، ووالدها الذي يجلس بجانبها يحاول أن يبدو ثابتاً وكذلك شقيقها الصغير الذي يلهو هُنا وهناك بين الحضور لا يدري ما يجري حوله!
وعلى اليمين عائلتها الثانية، والدة عريسها تجلس تنتظر برحابة صدر وفرحه لا تسعها، ابتسمت وهي توجه انظارها ناحيته الذي يجلس ببذلته السوداء الأنيقه حتى وصلت إلى عينيه التي تطالعها بهيام لا مثيل له، ابتسمت بخجل لتخفض رأسها تطالع فستانها الأبيض الناعم لتبدأ تتذكر تفااصيل ذلك اليوم التي قبضت فيه الشرطة على ذلك المُجرم ..
فلااااش باااك :
وضعت يدها على وجنتها من قوة الضربة تُطالعه بصدمه غير مصدقه ما فعله للتو!
هل صفعها!!
في حين هو لم يكترث لحالتها تلك بل رفع يديه الإثنتين يهزها بقوة وكأنه مُغيب عن الواقع، صرخ بها بقوة قائلاً :
_ هل أنتِ عديمة الإحساس إلى هذه الدرجة يا حياة!
كيف تقولين هذا الكلام الفارغ وبأي قانون تفكري بي بهذا الشكل القذر!؟ هل انا سيء لهذه الدرجة لتستنتجي كل كلامك الفارغ الذي قولتيه للتو! حمقاااااااء!
سكت يلتقط أنفاسه بقوة بينما هي بدأت تبكي من جديد تخفض رأسها لا تدري ما تقول.
بينما تابع أسر كلامه قائلاً :
_ مراراً وتكراراً أخبرتك يا غبيه بأن الماضي لا يهُمني، انا اريدك أنتِ مهما كانت حالتك، انا احبك احبك احبك افهمي ذلك، لن أسمح لكِ بالإبتعاد عني مهما فعلتِ، سنتزوج بالرغم عنكِ حياة، ستكونين لي ولن تكوني لغيري، اخرجي كل هذا الكلام السيء من ذهنك!
اخفض يديه عن ذراعيها يحاول إلتقاط أنفاسه الاهثه، تابع قائلاً :
_ لقد احرقتي قلبي بكلامك ذلك حياة، الحب الذي اكنه لكِ عزيزتي لن يضعف كما تظنين.
لم تحتمل أكثر من ذلك لترمي نفسها بين ذراعيه بقوة تبكي وتبكي حتى بللت قميصه وهو تلقفها بكل حنيه يهمس لها :
_ اعِدك بأن أُنسيكِ كل مُر في حياتك حبيبتي!
لا تدري كم بقيت تبكي ولم تشعر بنفسها إلا وهو يوصلها إلى أمام المنزل لتسرع إلى بيتها بعد أن أخبرها بأنه سيأتي بالغد لطلب يدها بشكل رسمي.
ربما لم تنم ليلتها من شدة فرحها لتجده في اليوم التالي قد صدق الوعد وجاء هو وأمه وقد تم الإتفاق بأن تكن الخِطبة شهر واحد فقط وبعده الزفاف!
وبالفعل تمت الخِطبه تحت مباركات الأهل والعشق الكبير الذي تكون في قلبي المُحبين، مر الشهر بسرعة عليهما ليأتي اليوم الموعود يوم الزفاف.
استيقظت من ذكرياتها تلك على صوت المأذون يهتف لها بصوت جهوري :
_ هل تقبلين ب أسر ابن فلان الفلان زوجً لكِ ابنتي!؟
_ نعم أقبل
قالت جملتها الصغيرة تلك وهي تطالع عريسها بنظرات عاشقه ساحره ليغمز لها بعينه ومن ثم تبتسم وتخجل!
تمت إجراءات كتب الكتاب أخيراً
لتتعالى جملة المأذون التي دخلت قلب حياة بكل حب
( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير )
شعرت بأن قلبها سيتوقف من شدة الفرح، وجدته ينهض من مكانها يقف أمامها يمسك يديها الإثنتين بكل حب يهتف لها :
_ مُبارك عليّ زوجة صالحة مثلك حبيبتي!
منحته ابتسامته جعلت قلبه يخفق بحب لتحتضنه بقوة والسعادة تغطيهما بقوة.
عوض الله وما أدراك ما عوض الله ...!
لا تدري بعدها كيف انقضت الحفلة بسرعة لتجد نفسها تجلس بجانبه في سيارته السوداء بعدما ودعا أهاليهما وانطلقا إلى بيت الزوجية!
وكأن الكلام قد خذلهما لتكن نظرة العيون هي المسيطرة طيلة الطريق.
بعد نصف ساعه إصطفت السيارة أمام البناية وبعدها بدقائق قليلة وصلا أمام باب البيت وهي ما زالت غير مصدقه بأنها تزوجت من إنسان يحبها وتحبه إلى هذه الدرجة.
دقائق أخرى وكان يقف بمنتصف الغرفة أمامها يمسك يديها بحب ليقترب أمام شفتيها يهتف وهو مغلق عينيه :
_ انا اعشقك!
توترت كثيراً من هذا القرب ولكن في نفس الوقت شعرت بسعادة كبيرة، فهذا القرب مع من تحب وفي حلال الله فلن تخاف من شيء بعد اليوم.
أغمضت عينيها لتجده يهوي بشفتيه على شفتيها بقبله صغيرة جعلتها تتعلق برقبته حتى لا يغشى عليها من فرط التوتر والمشاعر التي ضربت قلبها بقوة.
لا تدري بعدها كيف دخلت حمامها بسرعة وبدلت ثوب الزفاف وتوضأت وتجهزت كما طلب منها لتكن أول شيء يحدث بينهما هي الصلاة التي انتهت بعد أن ختمها بالدعاء.
امسك يدها ليجلس ومن ثم اجلسها بجانبه وهي تشعر بخجل كبير بلباس النوم الذي ترتديه، ابتسم لها يهمس :
_ أُريد بأن يكن اول مولود لنا بنت جميلة تُشبهك، سأكون محظوظ جداً بنسختين وليست واحدة!
رفعت يدها تحركها على وجه بحب لتهتف :
_ أتدري بأني اعشقك حد الموت حبيبي، أنت من جعلت الحياة وردية في عيني من جديد، أنت من جعلت الحب يطرق بابي يا حبيب روحي، الحياة ابتسمت لي من جديد بسبب وجودك في حياتي يا روحي، اتمنى من الله عزوجل بأن يميتني قبلك.
قبّل باطن يدها التي تسير على وجه ليقترب منها يهوي بشفتيه على شفتيها بحب جعلها تذوب بين يديه لتغلق الستاره على العروسين في ليلتهم المميزة وأوقاتهم الخاصه.
مرت سنة كاملة على حياة ( أسر وحياة ) التي تكللت بالحب الكبير، حياة كانت مليئة بشقاوة حياة واتساع صدر أسر الذي كان يعاملها كأنها ابنته قبل أن تكون زوجته، راعى الله بها كثيراً وأقسم بأن يقطع من كتفه ويقدم لها وقت اللزوم، الحب بينهما أصبح أكبر من أن أرسمه.
ها هو العاشق يقف يتكئ على الحائط وعينيه على الباب الذي لم يخرج منه أحد منذ أكثر من ساعة كاملة، التوتر سيد الموقف وبالأخص عندما حضرت والدة زوجته ووالدته لحضور ولادة زوجته الحبيبة!
زفر بقوة فالإنتظار قد طال وباله مشغول على الحبيبه.
لحظات ووجد الباب يفتح وتخرج منه ممرضه تحمل بين يديها طفلته الصغيرة ليركض ناحيتها يتلقفها بكل حذر وسعادة، طمأنته على زوجته ولكنها ابتسمت عندما وجدت زميلتها الممرضة تخرج ورائها وفي يدها مولود أخر.
طالعها أسر غير مصدق لتهتف الطبيبة التي خرجت للتو بسعادة :
_ رزقك الله بتوأم جميل ( ولد وبنت ) كل الصور والكشوفات كانت توحي بأن الجنين فتاة فقط ولكن بعد الولادة اكتشفنا بأن هناك ولد آخر كان يختبئ خلف شقيقته لم تظهره الصور.
سجد أسر على أرضية الغرفة بسعادة وبكاء، لقد تمنى طفلة فمنحه الله أكثر من كل تمنى!
عندما نحمد الله في السراء والضراء سنلقى شيء لم نحلم به مطلقاً من رب العباد الكريم
دلف إلى الداخل بهدوء ليجدها تغمض عينيها، دس نفسه بجانبها بكل حذر ليضعها في أحضانه بقوة، فتحت عينيها تمنحه ابتسامه تهتف :
_ انا تمنيت ولد منك وانت تمنيت بنت تشبهني والله لم يخيب امنياتنا، احبك كثيراً أسر.
قبّلها على جبينها بقوة يهتف :
_ أنتِ الحياة حياتي الجميلة..
........ انتهت.......
عزيزتي الفتاة، لا تترددي في كشف المُغ.تصب أو التبليغ عنه، أنتِ قوية مهما كانت ظروفك، لا تسمحي لأحد بإبتزازك أو استغلالك.
المُغ.تصب مصيره السجن وليس الزواج من الضحية.
كوني قوية مهما كانت الظروف وتذكري عزيزتي نحنُ النساء قويات.
.................تذكري ذلك جيداً.
تمت بحمد الله
13_ 11_ 2022