عدت الى العمل فورا بعد ان اوصلت ايليت وبالطبع قابلتني الانسة ناكامورا بوجه غاضب وذراعين متكتفين
-"أيجب أن أقول آسف؟" تساءلت بوهن
-" . . . . . "
اللعنة! قد تكون النساء مخيفات عندما يصرخن لكنهم الاكثر رعباً عندما يصمتن!
-" هل ستصدقيني عندما اخبرك انه طرأ علي شيء طارئ واضطررت للتاخر ؟"
-" شيء طارئ؟ همم وماهو ذلك الشيء المهم جدا الذي يجعلك لا تجيب على اتصالاتي!" اردفت بنبرة هادئة ولكنها حادة وتجلب القشعريرة لعمودي الفقري (اجل انني الرئيس هنا ولكن عادةً مايتم توبيخي من قبل سكرتيرتي)
تفقدت هاتفي في عجل لأجد خمس اتصالات منها! اعتقد انني انشغلت كثيرا بإيليت والتفكير فيه حتى لم اسمع اتصالها
-" حسنا توقفي ليس وكأني فوت اجتماعاً ما ! انني ذهبت فقط . . . . حقا لايهم، ماهي المشكلة في التسويف قليلا عن العمل؟!"
-"اين ذهبت سيد ديبوتشي؟؟" تمتمت المساعدة بصوت مريب لابتلع ريقي الجاف
-" هل هذا مهم؟" اجبت متفاديا السؤال
-" . . . . لا ليس كذلك ولكن فقط لأخبرك سأعود بعد ان انتهي من ساعات عملي المحددة، حظا موفقا مع كومة الاوراق والبريد الإلكتروني التي تحتاج مراجعتها" اخبرتني وذهبت لبعض الوقت ثم عادت تصفع سطح مكتبي بالاوراق الكثيفة التي تجاوز عرضها ذراع السكرتيرة، وااو تراكم علي كل هذا فقط للساعة ونصف الذين تاخرتهم يال حظي العثر!!
*
في صباح اليوم التالي
استيقظت لأنجز روتيني المعتاد ثم ذهبت للعمل، اخترت بدلة باللون الكريمي رغم ان اغلب بدلاتي باللون الغامق مابين الاسود والكحلي والرصاصي، لا اعلم لمَ ولكني فقط اردت ان ابدأ يومي بألوان زاهية كي يكون يوما جميلا
وصلت الشتلة الجديدة من زهور الرياح، انني سيء في الاعتناء بها فهي تموت لدي بسرعة ورغم ذلك أواظب على شراء شتلات جديدة وزراعتها امام المنزل كلما ذبلت القديمة، الشتاء قادم واعلم انهم سيموتون اسرع ولكن الامر فقط اصبح عادة لدي لا استطيع تغييرها، سقيت الشتلات الجديدة ومررت اناملي على بتلاتها الصغيرة التي لم تتفتح بعد
اليوم سأقدم الفريق الجديد الى فرعنا سيعملون معنا لشهرين كشراكة بيننا وشركتي من تمول مشروعهم ثم سيتم اعطاء فرصة لأحد أعضاء الفريق لكي ينضم لفرعنا بشكل دائم، في الحقيقة انني اتحيز ان يكون ذلك الشخص ايليت ولكني لا أريد أن أظلم باقي الفريق لأني رأيت مواهبهم الفذة لذا سيتم اختيار احدهم بناء على اجتهاده الشخصي فقط بدون تدخل احد
قدت سيارتي الى الشركة واعطيت الحارس مفتاحها كي يضعها في موقف السيارات، تحيات الموظفين الصباحية شيء معتاد وانا لست بذلك التكبر كي لا أرد التحية لهم، إماءة بسيطة لن تضر
وقفت امام قسمنا وكنت على دراية بأن فريق ايليت كان خارجا، عندما وصلو دلتهم السكرتيرة على مكان قسمي واخبرتهم اني اي المدير بالداخل سيقدمكم للقسم ويعلمكم بمواقعكم في العمل
-"حسنا حسنا استمعوا إلي موظفيني المجتهدين، نعلم ان القسم كان يحتاج أيدي عاملة مؤخرا ولأني اصبحت للأسف اهمل قسمنا بلا قصد واعتذر عن ذلك، قد قررت أن ينضم لنا فريق صغير، لديهم مشروع صغير ولكني أرى به نجاحا كبيرا، ستتم شراكة بيننا لمدة شهرين فسنمول مشروعهم وهم بالمثل سيعملون في قسمنا، اتمنى منكم ان تقدموا يد العون لهم ان احتاجوا الى شيء، انسة ناكامورا يمكنك السماح لهم بالدخول" رأيت فريق ايليت يدخل واعينهم تجوب القسم بانبهار واخيرا حطت علي
بسطت يدي لهم قائلا
-"اهلا بكم في قسمنا برمجة الالعاب الالكترونية " رأيت اعينهم المتوسعة تنظر إلي، لا أعتقد انهم كانوا يعتقدون ان ماثيو بالامس كان مديرهم، بالطبع الفتيات فقط من كن متفاجآت لأن ايليت والرجل الاخر كانا يعرفان ذلك بالفعل
-"م-مرحبا مدير، انه لشرف لنا العمل معكم، اسمي ريكا ياماموتو اعتنوا بنا" اردفت الفتاة، وانحنت خمسة واربعين درجة تحيينا
اجابها بقية الموظفين بانهم سرروا بلقائها، ثم بدأ الآخرون بالتعريف عن أنفسهم وهنا انتهى دوري لذا وجب علي العودة الى مكتبي
-"سيد راي يمكنك ان تريهم مكاتبهم ستكون المشرف عليهم مع السيدة كيمي هوري، ان احتاجوا اي شيء دلوهم عليه "
-" حسنا سيدي" اجابوني لاسحب اقدامي خارج القسم واذهب الى مكتبي
*
*
*
*
كان عمل الفريق يمر بشكل جيد ولم يواجهوا اي عقبات في صنع اللعبة والمساعدة في امور الشركة، أما عن ماثيو فهو قد كان يحاول خلق أي فرصة كي يلتقي بإيليت عن طريق الصدفة، فمرة يخرج هو بنفسه من مكتبه ليحضر قهوة ومرة يَمُرّ على القسم الذي يعمل به إيليت بحجة أنه يرى كيف يسير العمل ويخبرهم بشكل عام أن من يحتاج المساعدة لا يتردد باخباره ولإيليت خاصة لأنه حرفيا كان ينظر الى ايليت حتى إن تحدث بصيغة الجمع
انقضى الاسبوع الأول وهاهو أخر يوم في الاسبوع وغدا هو يوم العطلة ولأول مرة يشعر ماثيو بالاحباط من العطلة لأنه لن يستطيع رؤية ايليت
ولكنه لن يستسلم وكعادة ماثيو الجديدة سيبقى ملتصقا بإيليت متحججا بأي شيء ومقنعاً نفسه أنه يفعل ذلك لأنه قطع وعدا على نفسه أن يكون صديق جيد لإيليت
كانت الساعة الرابعة بعد الظهيرة والجميع عائد إلى منزله الان، خرج ايليت من باب الشركة وكان بصدد أن يمشي الى محطة الباص إلا أن سيارة سوداء من نوع بورش باناميرا وقفت أمامه قبل أن يترك الرصيف
مزمار السيارة قد انطلق وفُتِحَ زجاج نافذة الراكب ليظهر ماثيو جالسا هناك
-"فلتركب" أردف ماثيو
-"ماذا؟" ...
-" هيا اصعد سأوصلك" اجاب ماثيو استفهام ايليت
تردد ايليت بالإجابة، ثم قال
-" لا بأس لا اريد أن ازعجك"
-" لا يوجد أي ازعاج بالأمر هيا تعال أعلم أنك وضعت الطفل في الحضانة المسائية سوف تتأخر عليه هكذا دعني أوصلك" اردف ماثيو
،استغرب ايليت من معرفة ماثيو لذلك ولكنه تجاهل الأمر وقرر الركوب
لم يبحث ماثيو وراء ايليت او شيء ما ولكنه فقط سمعه بالصدفة_تقريبا_ وهو يتحدث إلى ساكورا عن حزن فيليز وغضبه عندما يجلس في فترة بعد الظهيرة ايضا مع المربية وليس فقط الصباح
وصلوا إلى بيت المربية ليترجل ايليت من السيارة ويأخذ بيد فيليز الذي كان ينتظره بالفعل مع المربية في فناء المنزل، حمل ايليت الطفل وكان الطفل يدفن رأسه في عنق ايليت بقوة ويبدو عليه أنه اشتاق له كثيرا، كان مشهدا عاطفيا ولكن ليس لماثيو الذي لم يتأثر ولو قليلا إلا أن شعور غيرة طفيفة تسلل إلى قلبه ودحضه سريعا
كانت السيارة تحتوي على اربع مقاعد فقط وهذا ما لم يحسب حسابه ماثيو فأين سيجلس الطفل
-"يمكنني وضعه على حجري حتى نصل" اقترح ايليت
كاد ماثيو أن يوافق على مضدد ولكن السائق ذَكَّر
-"لا اعتقد انها فكرة جيدة فالطفل دون الست اعوام يجب أن يمتلك حزام أمان مخصص له ويُفَضَّل كرسي سيارة مخصص للأطفال لأمان أكبر "
فكروا بالأمر مطولا لذا اقترح ايليت أن يجلس فيليز بالأمام ولكن الحزام مازال فضفاض عليه وقد توقفهم الشرطة لاستجواب او شيء مماثل لذا استقروا أن يجلس ايليت بالمقعد الامامي وفيليز وماثيو بالخلف
كان الطريق هادئا بشكل موتر والصمت الغير مريح يعم السيارة حتى منزل إيليت، كان فيليز هذه المرة أكثر أدبا، يمكن لأن ايليت بعيد عنه نسبيا وماثيو بجانبه تماما فهو خائف أن يضع أي تعليق ويُوَبّخ او انه فقط لا يشعر بالارتياح بقرب الغرباء لذا لم يتكلم، أما عن ايليت فهو لم يجد مايتكلم عنه ففضل الصمت، بالنسبة لماثيو فهو كره ذلك الصمت كثيرا وقرر داخله انه سيشتري حزاما مخصصا للأطفال من 3_6 سنوات في القريب العاجل
-"إذن . . . كيف كانت الحضانة اليوم فيليز" كان ماثيو هو أول من بدأ بالتحدث
لم يجب فيليز بالبداية لأنه لم يجد الجواب وقد داهمه سؤال ماثيو ولكنه بالنهاية اجاب
-" جيدة "
منذ أن استقر ايليت في طوكيو أصبح فيليز يذهب الى الحضانة صباحا ثم الى منزل المربية الذي يشبه حضانة مصغرة فيوجد بعض الأطفال معه وتساعدهم المربية بحل الواجبات وتغيير ملابسهم والنوم واللعب وهكذا، ومؤخرا كان فيليز آخر من يعود من منزل المربية لذا هو يتضايق بشدة
-"اهمم جيد، ماذا أخذت في الرياضيات اليوم؟" سأل ماثيو فقط كي يقتل الوقت
-" لا أتذكر" أجاب فيليز وهو يضع اصبعه السبابة على ذقنه
-"لا تتذكر؟ "
-" الكثير من الأشياء أخذنا لقد نسيت!" اردف فيليز مبررا وقد شعر بالاحراج بالأخير
-" حسنا حسنا لا بأس من الطبيعي أن لا تتذكر بعد يوم طويل وشاق عليك هكذا، إذن هل تناولت وجبة الغداء؟"
-" أجل! لقد أعطاني مام- أبا صندوق بينتو لذيذ جدا! وضع به الأرز مع أعشاب البحر المقرمشة وقصصهم بشكل أرانب لأني احبهم! وحساء الميسو رغم أني لا احبه ولكن أبا يجبرني على شربه في الصباح ويضعه في المينتو لدي لأنه مفيد هو يقول! وضع الفاصوليا والخضروات أيضا واللفائف البيض كي أتناولهم مع الأرز وبعض مخلل الفجل "
كان فيليز يتحدث بحماس ولم يسع ماثيو سوى أن يبتسم لحماسه رغم أنه شعر ببعض الغيرة والرغبة بذلك البينتو الذي لديه
نظر فيليز الى ماثيو وبعد أن كانت عينيه بريئتين وجاهلة وهو يصنع حركات بيديه أصبحت عينيه حذرة تنظر الى ماثيو بشك وشعر وكأنه لم يكن يجب عليه التكلم كثيرا
تعجب ماثيو من تغيير الطفل المفاجئ هذا ولم يفهم لما قد يُكَوِّن عداوة معه بعد أن اصبحت الامور أفضل قليلا
-"شكرا على التوصيلة، رئيس" اردف ايليت عندما وصل إلى شقته
-" رئيس؟ ألسنا اصدقاء بعد؟" تساءل ماثيو ليضحك ايليت ويخبره أنه فقط يمزح
-" لا بأس لا تشكرني، الى اللقاء" اردف ماثيو وحيا بيده كتوديع
–" الى اللقاء،... ليلو ودع العم ماثيو ايضا" اردف ايليت
ولكن الطفل بقي صامتا وكتف يديه لا يريد أن يودعه
–"ليلو! لقد اوصلنا العم ماثيو الى هنا دون الحاجة الى استعمال المواصلات العامة، يجب عليك شكره وتوديعه على الاقل"
تنهد فيليز ولوح بيده مودعا ثم ركض الى سلالم البناية يصعد سريعا عليها
–"ليلو!!!" صاح ايليت باسمه ونظر الى ماثيو بابتسامة محرجة وانحنى اعتذارا ثم لحق فيليز سريعا
'ياله من طفل غريب' قالها ماثيو في نفسه
*
*
*
عاد ماثيو الى منزله بعدها وغير ملابسه الى اخرى مريحة ثم استلقى على السرير، كان بالفعل لديه خطط كثيرة لفعلها مع ايليت ولكنه لم يجد الوقت المناسب لقول شيء له وجها لوجه لذا لم يسعه سوى ارسال رسالة نصية
ماثيو: (مرحبا ايليت)
اجاب ايليت بعد دقائق
ايليت:( مرحبا ماثيو)
ماثيو:(هل انت متفرغ الليلة؟)
ايليت:(اهمم)
اثارت اجابة ايليت القصيرة قلق ماثيو ليتراجع كاتبا
ماثيو:(اسف ان كنت ازعجتك فقط اريد أن اسألك عن شيء ما)
ايليت:( لم تزعجني انا فقط اضع ليلو في السرير لقيلولة بسيطة قبل العشاء اسف للرد المختصر)
ماثيو:(جيد ظننت انني ضايقتك بمراسلتك الان)
ايليت:( لا لا! حقا)
ماثيو:( لا بأس، بمناسبة العشاء هل انت متفرغ للعشاء؟"
ايليت:( . . . لماذا؟)
ماثيو:(كنت اريد دعوتك للعشاء فقط في حالة، ان كنت تمتلك عملا آخر بالفعل لا بأس، واسف للإزعاج)
ايليت:(انني متفرغ ولا بأس معي ولكن . . .)
ماثيو:(ولكن؟)
ايليت:( انه فيليز)
ماثيو:(ماذا به؟)
ايليت:( لا يمكنني تركه هكذا)
ماثيو:(ألا يمكنك تركه لدى المربية؟)
ايليت:( لا، لقد وعدته اليوم اننا سنخرج معا، كان يرغب بالذهاب الى المنتزه ولكن الجو بارد في الليل لذا ماكان لنا سوى الذهاب لقضاء عشاء معا اليوم)
ماثيو:( اوه، ... لا بأس أن يأتي معنا)
ايليت:(أخشى أن نكون عبئا عليك، فيليز بالعادة طفل هادئ ومطيع ولكن لا أعلم لمَ عندما أكون معك يبدأ بالتصرف بشكل غريب)
ماثيو:(لا بأس انه طفل ممتع، في الواقع سيكون من اللطيف أن نتعرف على بعضنا أكثر فيبدو طفلا مثير للاهتمام)
ايليت:( حسنا اذن)
ماثيو:( هل اتفقنا اذن؟ هذا جيد سأرسل لك مكان المطعم الذي حجزته ولنلتقي الساعة السابعة)
ايليت:( هذا جيد قيلولة فيليز تنتهي عند السادسة، مازلت أرى أن لا داعي أن تتعب نفسك معنا)
ماثيو:( هيا يا صديقي~ انني ادعوك للعشاء لأني اريد ذلك ليس عبئا)
*
في تمام الساعة السابعة وخمس دقائق كان ماثيو تحت منزل ايليت وراسله كي ينزلا
–"مرحبا "
–"مرحبا ماثيو مجددا" اردف ايليت مازحا
كان فيليز ممسكا بيد ايليت ويقف خلفه ليترجل ماثيو السيارة ويفتح الباب الخلفي
–" يمكن لفيليز الركوب في الخلف لدي حزام مخصص للأطفال هنا يمكنك ربطه عليه"
–" شكرا لك، . . . . ولكن لما لديك ذلك الحزام؟ هل تمتلك أطفالا" تساءل ايليت بعد أن حمل فيليز ووضعه في المقعد الخلفي ثم ربط الحزام عليه
–" اوه، هههه لا لقد اشتريته اليوم لفيليز كي يكون الوضع أكثر أمانا" شعر ايليت بالريبة قليلا فمن يشتري حزاما للأطفال فقط لأن طفل سيجلس في سيارته لمرة واحدة؟ ان لم تكن مرة واحدة حقا، هو أيضا في المرة السابقة اشترى لفيليز الكثير من الحلوى
حاول ايليت التفكير أن ماثيو فعل ذلك بحسن نية وأن انفاق النقود بلا مبالاة صفات أبناء الأغنياء كما هي خلفية ماثيو
–" شكرا لك"
ابتسم ماثيو لإيليت وذهب الى الباب الأمامي يفتحه لإيليت
–"هااي انت~ انني لست اميرة او فتاة نبيلة كي تفتح لي الباب هكذا، يمكنني فعلها بنفسي" اردف ايليت ممازحا ولكنه ركب
–"فقط اريد فعل ذلك ألى يمكنني؟" تساءل ماثيو وصنع وجه جرو بعيون متلألئة بعد أن ركب في مقعد السائق
ابتلع ايليت ماء جوفه وتمتم ب
–" بلا يمكنك"
–" هذا جيد" رد ماثيو بعد أن ركب في مقعد السائق بهمس ولكن سمعه ايليت
انتهى ذلك الجو المريب بينهم سريعا عندما صدح صوت أغاني أطفال السيارة، نظر ايليت وراءه ليجد فيليز يمسك هاتفه ويشغل بعض الاغاني للأطفال
–" فيليز هل هذا هاتفي؟ متى أخذته"
–" ونحن ننزل من السلالم اخذته من حقيبة ظهرك " تمتم فيليز مشغولا بمشاهدة اغنية بيبي شارك، ايليت دائما يحمل حقيبة ظهر عندما يخرج تحتوي على أغراض لفيليز كماء وبسكويت وبطانية خفيفة وقميص له في حالة إن ابتل او اتسخ اثناء خروجهم
–" هل استأذنت مني قبل أخذه؟"
–" . . . لا" تمتم فيليز وهذه المرة نظر الى عيون والده الغاضبة وشعر أنه في ورطة
–" ألا تعلم انه يجب عليك استئذاني قبل أخذ اغراضي ويجب علي السماح لك بذلك؟"
–" أسف أبا" اعتذر فيليز بشكل واضح واعطى ايليت الهاتف مما أثار اندهاش ماثيو، ذلك الطفل حقا مطيع!
لم تمر ثواني حتى قال فيليز
–" ابا هل يمكنني أخذ هاتفك ؟" تساءل ماثيو هل يوجد طفل بذلك الأدب مطلقا في عمره؟؟ إما أن الطفل ملاك حقيقي أم ان تربية ايليت فقط صارمة
–" يمكنك ذلك ليلو، فقط حتى نصل وبعدها تعطيه لي" سمح له ايليت واعطاه الهاتف
–" حسنا أبا"
مرت ربع ساعة وتحول بعدها انتباه فيليز الى الطريق بفضول
–" أبا"
–" اهمم"
–" الى أين نحن ذاهبين؟"
–" لتناول العشاء حبيبي"
هل قال ماثيو سابقا أنه يغار من الطفل؟ حسنا أصبح الأمر واضح جدا مهما انكره بعد أن وخزه قلبه عند سماع كلمة حبيبي من فم ايليت ولكنها موجهة الى فيليز
–" حقا!! هل سنذهب الى ماكدونالدز كما وعدتني؟!!" اردف الطفل بحماس
توتر ايليت من سؤال فيليز وقال
–" امم . . . لا، سيدعونا العم ماثيو الى مطعم ما لتناول العشاء، لا تقلق سيعجبك الطعام هناك" لقد أجرى ايليت بعض البحث عن المطعم وكان مطعما فاخرا وجميع التقييمات اجابية عنه
–ل-لاا! أبا وعدني أن نذهب الى ماكدونالدز في نهاية الاسبوع، أنا اريد ماكدونالدز" بدأ فيليز بصنع اصوات متذمرة والصراخ والبكاء ولكن حتى مع هذا لم يكن صوته بالعالي او المزعج جدا كباقي الاطفال الذين يثقبون طبلة اذنك من صوتهم
–" توقف عن هذا فيليز! سنذهب غدا حسنا؟ اليوم العم ماثيو يريد دعوتنا الى مطعم هو يحبه، وأيضا ما ادراك قد يعجبك الطعام هناك" اردف ايليت محاولا ارضاء ابنه
ولكنه استمر بالبكاء والنحيب قائلا
–" أبا وعدني! اب_ ابا وااء أبا يجب عليه الايفاء بالوعد، أبا لا يكذب!"
شعر ايليت بالذنب ولكن مابيده حيلة هو من وافق على طلب ماثيو بتناول العشاء
–" ايليت محق فيليز الصغير، المطعم لديه وجبات لذيذة افضل من الطعام المقلي في ماكدونالدز ، لنذهب بعد تناول العشاء للتحلية هناك حسنا؟"
–" لاا! انت تجعل أبا يكذب علي، عم ماثيو سيء"
نظر ماثيو الى ايليت والاخر فعل ذلك ايضا لا يعلمون كيف يوقفون نحيب ذلك الطفل
–" هل أغير وجهتي الى ماك؟" همس ماثيو
–" لا! لقد حجزت بالفعل، يمكننا الذهاب الى ماك في اي وقت ليس الان، ساستطيع ارضاء فيليز قريبا فقط لنكمل وجهتنا" اجاب ايليت
هز ماثيو كتفه بلا حيلة واكمل قيادة الطريق
وصلوا الى الطعم وكان فيليز قد توقف عن البكاء ولكنه مازال عابساً ومكتفا يده لا يجيب اباه، دخلوا واخذوا قائمة الطعام ليختاروا مايريدون
كان ماثيو مراعيا فقد اختار مطعم للأكل الياباني التقليدي لذا يمكن لإيليت طلب مايريد بأريحية
أما عن ايليت فقد صدم من الأسعار فمهما كان قد عاش مع ذلك المجتمع الغني لم يعتد مطلقا على تلك الاموال التي تهدر بدون حاجة فهو يعرف نفس تلك الاطباق تباع في كشك بجانب شقته بنصف الاسعار، ولكنه تمالك نفسه وطلب مايريد ثم وجه القائمة الى فيليز وقال
–" هل تريد بعض الxx او ماذا عن xxx انت تحبهم اليس كذلك؟ "
لم يجب فيليز وأبعد وجهه عن القائمة بعبوس وعناد، عبس ايليت ولم يجبر فيليز على طلب شيء ما ثم اعطى ماثيو قائمة الطعام ونادى ماثيو النادل ليأخذ طلبهم