كل شيء كان يمر بسرعة كما لو انك تقدمت بالزمن ولكنك مازلت في نفس الدقيقة التي كنت بها ومازلت عليها
كما لو انك ترى ما لا تريد رؤيته و لكن مجبر على ان تشهد بمقلتاك ما تروي حياتك امام عيناك
كان ذالك اليوم، تنفيذ الى ما يحدث الان... ببذلتي الرّسمية البيضاء ذات لون الثلج، او للجمالية اكثر...، بلون بياض جوز الهند....
ربما ابدو مثلها تماما او ربما لا.... لا يتضح بياض قلبي من شكلي الخارجي، فلو تعمقت بي اكثر و ثابرت حتى ترى ما بداخلي لرأيت بياضاً اشبه بالغيوم المتحركة، قريبة لثلج السماء، تماما كسحابة المطر.....
"السيد جيون جونغكوك، هل توافق على الزواج من كيم تايهيونغ، وتقبله شريكا لك بحياتك الابدية؟"
كنت اناظر العدم مستمعا لتلك الطقوس التي تمنيت كثيرا ان لا تستمر، انظر لعائلتي السعيدة و التي تنتظر من الذي يقف امامي جوابا حتى تتلامس ايادهما لكي تتصافق
جونغكوك: " اوافق"
استطيع سماع نبرته المتجردة من العواطف و هو يوافق على هذه السخافة، نظر الي بنظراته الحاقدة و الغاضبة، ليس وكانني موافق و بشدة على ان اكون معه، وما وجهه القسيس لي جعلني انظر لوالدي ليته فقط يفهم انني لست موافقا ابدا ولكنه ابتسم لي و اومئ بعيناه الذابلة، كافحت حتى لا تهطل دمعة واحدة من عيناي، فنظرت للسماء، اخذت نفسا عميقا أرد للذي كرر سؤاله مجددا
" السيد كيم تايهيونغ، هل توافق على السيد جيون جونغكوك زوجا لك و شريكك بالحياة و أبديتها؟ "
تايهيونغ: " ا..اوافق"
القسيس: " مبارك لكما، اعلنكما زوجا و زوج، يمكنك تقبيل زوجك"
كان جميعهم ينظروا الينا، بإنتظار ان نقبل بعضنا مثلا؟!
هاذا مقرف لن افعل ذالك، نظرت له بينما كان يقترب مني فتراجعت قليلا أمد له يدي و انظر بغضب للجهة الاخرى، سمعت ضحكته الساخرة فأبعد لي يدي، وأمام جميع الحضور الذي بدأ بالتصفيق، هو مسك خصري و قبلني!...
لا استطيع القول عنها قبلة.... انه يهرس شفتاي! ، بل يعنفهما بأسنانه، كتمت تأوهاتي المتألمة، فأبعدته عني بلهث، اقترب من اذني يهمس بالقرف الذي جعلني انظر له بتعابير فارغة
"سأجعل حياتك كالجحيم اعدك"
تايهيونغ: " ما رأيك بأن تذهب له، اليس افضل من ان تتعب نفسك بصنع واحد ساقلبه على رأسك في ما بعد؟"
اردفتها بإستفزاز انظر له بإبتسامة جانبية، عيناه ستشتعل، استطيع الشعور بذالك اقسم، كان سيتحدث ولكن قد جاء والداه و والداي يباركون لنا
انظاره لم تفارقني بينما يضم والده و من ثم والدته، و انا؟... أقسمت على ان لا اتوقف عن إثارة غضبه
يعتقد بانه سيجعل حياتي كالجحيم و هو اصلا لا يعلم مع من وضعه القدر.......
•
•
•
اراقب الطريق بهدوء بينما اضع رأسي على نافذة السيارة الكبيرة.... كل شيء سار و تم بالفعل.... زواجي.....كلمة زواج تجعلني أقشعر حقا... ان اكون مرتبطا بأحد ما و اكون على كنيته.. لا احب ذالك بتاتا، اريد من حياتي القديمة الخالية من كل ذالك ان تعود.....
حركت مقلتاي انظر بهما لذالك المعتوه بجانبي و الذي بدا و كأنه يتصفح هاتفه، كنت انظر له و اصنع تعبيرات متقززة دون ارادتي
جونغكوك: "هل تنظر لمرآة؟"
ما اردفه فور ما نظر لي فجأة، غير ملامحي 180 درجة او ربما 200 درجة ايضا، ثانية واحدة كانت كافية لأدرك انه أهانني لتوه!
تايهيونغ(ببرود و استفزاز): " كلا انا انظر لك لذالك اصنع تلك التعابير"
جونغكوك (بينما يضع هاتفه جانبا): "للأسف، تعابيرك خانتك، فعليك ان تكون مندهشا و تضع يدك على فمك"
تايهيونغ: " ههههه ارجوك انت مضحك للغاية، هل في يوم نظرت للمرآة؟؟ هههه يا الاهي ساموت، تشبه الفزاعة يا رأس الطبل"
صدر صوت ضحكة مكتومة من السائق فنظر جونغكوك له بغضب و هاذا جعله ينتفض و يقود بصمت، فوجه نظره لتايهيونغ الذي يضحك، فمسكه من فكه بقوة و ما اغضبه اكثر ان تايهيونغ مازال يرسم تلك الابتسامة المستفزة تحت تألمه الذي يخفيه
جونغكوك(بغضب هستيري): " اسمعني ايها الغبي، ان لم تتعلم الاحترام من والداك فأنا لن اقصر بذالك ابدا، من الافضل لك ان تتحدث معي بلباقة و الا ساجعلك عاجزا عن الكلام مؤبدا و اقسم بذالك"
ضحك تايهيونغ بخفة بينما ينظر للاكبر بعناد، جونغكوك؟... هو لا يخيفه مطلقا
تايهيونغ(ببرود): " إن انتهيت ابعد يداك "
جونغكوك (بصراخ للسائق): " اوقف السيارة"
كان ذالك السائق المسكين قد هلع من نبرة سيده فأوقف السيارة بسرعة في ذالك الطريق الفارغ وسط هذه الليلة المعتمة و التي اوشكت على ان تتخطى منتصف الليل
جونغكوك: " انزل من السيارة"
نظر له تايهيونغ بتسائل، فنظر حوله ولم يكن هناك اثر لأي منازل و الطريق كما يبدو عليه مهجور
تايهيونغ: "ماذا؟!"
جونغكوك: " اخبرتك ان تنزل من السيارة هل هاذا غير مفهوم؟؟ "
تايهيونغ: " تشه... و كأنني أموت على ان ابقى معك و اذهب لمنزلك المقرف"
قالها بغضب و استفزاز كالعادة بينما يفتح الباب و يغلقه بوجه الذي يناظره بحدة، كاد ان يكسر الباب من قوة اغلاقه، فنظر للسيارة التي تختفي شيئا فشيئا امام عيناه باقيا لوحده بهاذا الطريق المعزول وسط الظلام
هو لا يعلم اين هو و اين يقع منزل جيون حتى، بالكاد يستطيع رأيت الطريق بسبب ذالك المصباح بالاعلى الذي ينير بضوئه الخفيف
و الان قد وجدها فرصة ليخرج كل ما حمله طيل هاذا اليوم، تكور على نفسه و جلس جلسة القرفصاء بينما يشهق و يبكي بصوت مرتفع
و هذه هي شخصية تايهيونغ الحقيقية التي يخفيها..... الحساس الرقيق و الذي يبكي على أي صغيرة و كبيرة سراً
لطالما كان يخبئ ذالك تحت بروده للاخرين و الذي يعرفه الناس بطول لسانه و وقاحته الدائمة، الا انه بالفعل كطفل صغير ذو قلب ابيض مر بالكثير، إذ جعل لقلبه حاجز لا يخترقه حتى حنان والديه له، هو قد اجبر على ذالك، اجبر على هاذا الزواج و على ما يعيشه
^
^
تايهيونغ (بغضب): "ابي انا لا اريد!، لا اريد الزواج به ولا بأي احد!"
السيد كيم: " تايهيونغ!... اخبرتك ان هاذا لصالحك ومن اجل مستقبلك! انا والدك و اعرف اين مصلحتك التي لا تبحث عنها حضرتك! "
تايهيونغ: " انا لا اريد البحث عن لعنتها! انا لا اريد، ابي ارجوك! "
السيد كيم: " انه ابن صديقي المقرب و ليس غريبا! ، نحن نفعل ذالك لكي نوسع شراكة العائلتين معا و لكي تكون سعيدا ايضا.... جونغكوك شاب طيب و شريك جيد، لديه شركاته و اعماله، و بالتاكيد لن يبخل عليك بشيء"
تايهيونغ: "ابي انا لا اريد"
السيد كيم: " من اجلي..... الن توافق من اجل والدك الذي يريد سعادتك؟ "
تايهيونغ: " ا...ابي.. "
السيد كيم: " ما الذي اريده اكثر من ان ارى ابني محاط الانظار في زواجه"
تايهيونغ(بعد تفكير): " ح...حسنا..."
اردفها ينظر للارضية يخبئ حزنه و عيونه التي خاب أملها
السيد كيم: " الزواج غدا بني، اعدك بانك لن تندم على قرارك"
^
^
و بينما يتذكر كل هذه الاحداث الشاقة، كان قد توقف عن ذرف دموعه و القاء شهقاته عندما رأى تلك السيارة المألوفة توقفت امامه، فرفع رأسه ينظر للذي يناظره من النافذة، فنهض و ادار وجهه بسرعة يمسح دموعه دون ان يراه الاكبر
"لم اكن اعلم ان يمكن للحجر ان يبكي"
ضحك تايهيونغ بسخرية ينظر له بينما يضع ذراعيه على النافذة بتسلط
" كما هو.... تشه هل تعتقد بانني بكيت حقا؟ هههه... لماذا عدت اصلا، هل قلقت علي مثلا؟ "
جونغكوك: "انت مضحك اكثر مني بالمناسبة، اعتبره نوع من الشفقة"
تايهيونغ(بتكبر): " انت اول من يشفق عليه جيون جونغكوك "
جونغكوك (بينما يتقدم منه): " اعتقد ان الجدال معك مضيعة للوقت، هل نسيت ان لدينا ليلة طويلة، همم؟؟ "
انهى كلامه يقبل الاصغر بسطحية، هو لا يعني ذالك ابدا، هو فقط يفعل ذالك لكي يزعجه، فالاصغر صدم من قبلة الاكبر فإبتعد بسرعة مردفا بانفعال
" كيف تجرأ على تقبيلي يا لعنة!! و حتى باحلامك الوردية لن ادعك تلمسني! "
جونغكوك: " هنا يوجد ضباع كثيرة و ان كنت تريد ان تكمل حياتك، من الافضل لك ان تصعد، لانني لا اريد تحمل مسؤولية موتك، فعلى ما يبدو والداك يحتاجانك"
تايهيونغ: " لقيط! "
شتمه بهمس مسموع للاكبر بينما يذهب و يجلس بالمقعد الامامي بجانب السائق الذي يكتم ضحكاته
•
•