البقعة السوداء

By 1Petrichor0

2.1M 74.3K 27.6K

الدون الهجين ونقية الدم... ترى كم دماء ستراق ان التقيا...؟ . . . "كتفت وهي تنظر له باستعلاء "توقف عن اصدار او... More

..من الكاتبة..
.. الشخصيات ..
.. المدخل ..
ـ الايقاع البطيء ـ-01-
- الفخ اللطيف -02
الهدوء الغريب - 03 -
الدين - 04 -
من أجل كالابريا- 05 -
- الدون فيكتور -06
الورقة الرابحة- 07 -
المدينة القديمة- 08 -
طقوس القدامى- 09 -
زفاف الأساطير- 10 -
تحالف الاعداء- 11 -
موسيقى الرصاص-12-
اتفاقية السلطة - 13 -
عقل المجنون- 14 -
اعداء في كل زاوية- 15 -
عقل تائه - 16 -
انتِ موطني- 17 -
- 19 - العاصفة الثلجية
اعترافات الشموع-20-
- 21-الهارب و الكي جي بي
-22-هو الحقيقي
-23-بداية النهاية
-24-الانهيار والخذلان
-25-ريجيو دي كالابريا
-26-بين الحاضر و الماضي
-27-الجنرال
-28-فيرا و فيكتور
29السيد و السيدة فالنتينو
30-العائلة-
31-الصراع الداخلي-
32الملفات الرصاصية
33امتلكني كما يجب- الجزء الاول
34اصحاب العاصمة
-35- ميلان الحمراء
36حانة ويشكا
-37-انا و انت، الى الابد
-38-عاصمتي اولا -1
39عاصمتي اولا -الجزء الثاني-
-40-المحاربة
-41-انا احبك
-42-انا قلبي هواكِ
-43-ti amo, amore mio
-44-صويا و ايسكريم فانيلا
-45-البقعة الحمراء
اسئلتكم و اجوبتي
بورتو ريكو-١
🖤✨🖤
بورتو ريكو-٢

قلعة تاورمينا- 18 -

60.9K 1.6K 1.4K
By 1Petrichor0


خمسة ايام على تنصيب كارلوس كابو على سيسلي

"لم تطأ ولم تتجرأ الشرطة ان تقف امام باب قلعتي!"

صوت فيكتور رن في ارجاء القبو حين رعد في القبو واعينه كالجليد من شدة استيائه.. حسنا الاستياء ليس تعريفا صحيحا بل كان كالبركان تحت جليد اعينه.

ما يغضبه ليس ما فعلته فيرا بل لانها فعلته دون اخباره، ان علم انها ارادت المنحوتة لاتى بها بدبلوماسية ولكن اين المرح في ذلك، تلك وجهة نظر فيرا.

"مرحبا بهم! تغيير جميل ربما! نكرمهم في المرة القادمة"

صوت فيرا اعتلاها الملل وكأن ما يقوله فيكتور انا عاديا جدا، بالنسبة لها اجل فهي لم تطأ اقدامها في بلد ولم تقبل مؤخرات الشرطة فيها، تحب الدخول الصاخب.

"فيرا!" اخذ من فيكتور صبر طوال خمس سنين حتى يخمد غضبه في صوته

"اسمي جميل" ابتسمت هي تنظر اليه بلا مبالاة "اوليس كذلك؟"

جلست فيرا على احد الارائك دون تكلف بينما نزعت حذائها ودفعتهم على الجانب بينما اعين فيكتور لم تزح عنها قط وهو يؤشر بيده على الباب للبقية حتى يغادرو.

البقية: ساكورا، ايلايجا، فيسيرس.

قبل خروجهم اقتحم ماتيو القبو ووجهه يصرخ وهو يكتم غضبه هو الآخر، العاصمة، شرق آسيا، الصيني، سيسلي، البرلمان! اجل قد دافع عنها في البرلمان لا يعني انها تزلزل راحة العاصمة كلما شعرت بالملل وارادت المرح!

كل ذلك المرح في طرف و دخول الشرطة في اعمالهم في طرفا اخر.

"سيدة فالنتينو عليكِ تقبل انك لستِ في كالابريا والامور لم تمشي هنا كما في مدينتك!" نبرة ماتيو كانت قاسية جدا وان اراد لصرخ عليها و وبخها كما يوبخ احدا طفلا

نظرت له فيرا بهدوء بينما رمشت مرتين "المرة الثالثة التي تستخدم فيها تلك النبرة لن اكون متسامحة معك ايها القائد"

"انتِ تزعزعين راحة العاصمة"

نظرت فيرا الى فيكتور ثم مالت رأسها يمينا قليلا بمعنى ' ان كنت لن توقفه ف انا استطيع ذلك '

"انصرف"

"سيد..."

كالنسر لفت رقبته نحوه ماتيو وتصلب فكه بينما تنفس ماتيو بعمق ثم انحنى وخرج وقبل ان يخرج وقعت اعينه على ساكورا التي لم تنخفض اعينها من اول ثانية اقتحم فيها القبو، ما اغضبه اكثر ابتسامتها التي لم تنكسر في وسط غضبه.

اغلق فيكتور الباب، لم يغلق حقا بل لم يكن فولاذ لانكسر من قوة تصفيقه للباب.

بينما كل ما فعلته فيرا هو فتح شعرها وغمر اصابعها في بين خصلاتها، ترخي اعصاب رأسها وهي تعلم ان نقاشا حادا وطويلا من فئة نقاشات لن تعجبها على وشك الحدوث. تنفست بعمق ثم تركت شعرها الطويل ينسدل خلف ظهرها.

"لا احب ان ينظر لي احدا مطولا!" نظرت نحوه وهي تعلم انه يراقبها يهدئ هو الاخر من نفسه "بجانب الجنون نحن دي لوكا معروفون باقتلاع الاعين"

"لست مندهشا" خرجت تلك الكلمات من فيكتور ببرود، في بذلته السوداء كان يعمل بسلام بعد منتصف الليل في مكتبه حين طرق باب القلعة يعلن اضواء صافرات الشرطة ينتظرون خروج الزعيم

"ماذا تريد اذا؟ انا متعبة واود الراحة"

نظر لها مطولا ثم جلس مقابلها على الاريكة "هذه ليست كالابريا فيرا، الامور تختلف هنا"

"لم اكن اعلم حقا! الناس هنا لا تنفك عن تذكيري بذلك"

نبرة السخرية التي اعتلت في صوتها جعل فيكتور يلعن في داخله، لانه بشدة لا يريد توبيخها لانها ليست طفلة ويعلم جيدا ان طبعها من الفولاذ ان شد عليها سيستقيم ولكن سيترك ندوبا وذلك ليس ما يريده.

فيرا ليست من اللواتي تريد التوائها، ليست من التي تعاديها، فيرا مزاجها لا ثبات له، فيرا لا تستطيع فهمها بسهولة.

فتح اول ازرار قميصه باهمال ثم مسح على مؤخرة عنقه "انا لن استطيع حمايتك في كل مرة تصرفتي فيها دون اعلامي"

"فيكتور انا لست طفلة تريد معرفة خطواتها"

"بل اجل!" احتد صوته يحاول جاهدا سيطرة غضبه "انا لست ميكيل ولست كابو مدينة ما، انا هنا زعيما و لدي سمعتي! وجود الشرطة على ابوابي خطيئة لا تغتفر له، ان أقترفها مستشاري لقتلته دون ان ارمش!"

"اقتلني اذا" هدوء في صوتها زعزع نبض فيكتور "لن اوقفك، ان كنت قادرا على قتل مستشارك الذي كان بجانبك منذ بداية طريقك فزوجة يومين ليست اهم من مستشار العاصمة"

ذنب سرى في شرايين فيكتور حين سمع تلك الكلمات من فم فيرا، يعلم جيدا انها تدرك انه لن يقدم على فعلة كتلك، بالاخص ليس بعد اعترافه الغير مباشر لها.

لا يعني انها يحبها ويعشقها و ما الى ذلك ولكن هي باتت تخصه، مصيبته، دينه

هي خاصته.

"لو اردت المنحوتة بشدة، كان عليك اعلامي بذلك وقد حصلت عليه من اجلك"

تغييره للموضوع لا يعني انه اقنع فيرا بانه ليس قادرا على قتلها، هي تدرك جيدا لانها رأت ذلك الوحش في اعينه.

"ذلك ما انت مخطئ فيه ايها الزعيم" نزعت جاكيتها الجلدي تكشف عن ما تلبسه، قميص جلدي دون اكمام يرتكز على طول خط صدرها "انا ابنة دي لوكا وانا لم اترعرع على الهدايا و لم يفسدني والدي، انتزع ما تقع اعيني عليه وما تقع اعيني عليه اعشقه و مشكلتك انك تريد تقديم كل ذلك على طبق من ذهب، ذلك مغاير لهويتي وما انا عليه"

"لسبب ما، لن يحدث ذلك مرة اخرى" فتحت فمها لتناقشه لكنه وقف وسحب جاكيته "لن تنتزعي راحة العاصمة ذلك كل ما اود قوله، في المرة القادمة لن اناقشك، في المرة القادة لن تطأ اقدامك خارج القلعة"

وقفت فيرا بغضب "لم اتزوجك حتى تغلق علي في قلعتك اللعينة! ثم ما هذا الاسلوب الهمجي! تارة لا تنفك عن رمي فمك علي و تارة تهددني! هل فقدت..."

لم تنهي جملتها الا وقد قلص فيكتور المسافات بينهما بخطوتين كبيرتين "لم اتزوجكِ حتى اغلق عليك في قلعتنا، لا احب تكرار نفسي فيرا، اهددك متى ما شئت" وقعت اعينه على صدرها ثم مسح سبابته على الجزء المشكوف من صدرها ببطء "واقبلك ما اردت، الاختيار يقع على افعالك"

مسكت سبابته ترفعه عن بشرتها الناعمة واعينها لم تفارق وجهه ليقول فيكتور بهدوء "في الخارج بين رجال الزعيم، لن يتجرأ احدا على رفع اصبعه نحوك ولا الزعيم نفسه لانك زوجته، ذلك لا يعني ان الزعيم يخضع لتلك القاعدة في الغرفة المظلمة خلف الابواب المقفلة. لذا فيرا" سحب اصبعه من يدها ببرود ونظر في اعينها بتهديد " فكري الف مرة بعد الآن"

تلك كانت نهاية تلك الليلة المرحة ولكن كانت بداية عهد شياطين فيكتور.

.

.

.

.

فيرا لم تستطع النوم تلك الليلة في القبو كما بالامس، لم تنم في غرفتها السابقة اين يقطن ايلايجا الآن كما قبلا لوجود فيسيرس في القلعة، لم تستطع ان تتجول القلعة كل الليل دون ان ينتهي بها الحال متعبة و امام باب غرفة فيكتور.

غرفة رومان لم تكن جاهزة الى الان ولكن فيسيرس اراد ان ينام رومان عنده بحجة ان فيرا و فيكتور لم يحظيا بليلة هادئة بعد زفافهما.

كانت فيرا لاعترضت بسهولة لكن فيسيرس مجنون وليس غبي، اعتراضها ذلك كان ليرفع الشك في عقل المجنون والمجنون لم يكن ليقف دون النبش خلف ذلك الاعتراض و فيرا ليست في وضع تريد احداث جلبة اخرى، لان قتل كابو ليس كقتل الزعيم.

لم تتجرأ على ان تضع يدها على قبضة الباب و تدخل دون وجود رومان بجانبها، وجودها هي و فيكتور في غرفة دون احدا اخر ليست ببشارة!

التفت يد حول القبضة متجاهلة وجود فيرا، فتح الباب و دخل دون ان ينبس بكلمة. حمل منشفة و دخل الى دورة المياه تاركا فيرا خارج الغرفة والباب مفتوح امامها.

عضت شفتها السفلية، لا تريد ان تطول الليلة اكثر مما هي طالت، كانت مرحة حتى وصول الشرطة واللعنة عليهم.

اخذها الامر عشر دقائق حتى دخلت الغرفة ثم اغلقت الباب ورائها، تغلق ابواب الجحيم بنفسها. دخلت غرفة الملابس يمين دورة المياه ثم اخرجت قميص حريري بطول متوسط، واسع بعض الشي بحمالة رفيعة

نزعت بنطالها وقميصها ووضعت القميص الحريري ثم حين التفتت كان فيكتور متكأ على الجدار، منشفة صغيرة على رأسه باهمال و الماء يقطر من شعره الحريري، في بنطال منزلي و قميص ينظر نحوها بصمت "اختيار غير صائب ل ليلتنا الاولى في انفراد"

تقدم نحوها ثم وضع يديه على الرف يقفل عليها من الطرفين بينما هي تباطأ نفسها وهي تتلصق بالرف خلفها "لاسيما بعد شغبك الذي اخذ من ساعات نومي حتى اتخلص منه"

لا تعلم لماذا ولكن رائحته التي باتت تنتشر في شرايينها هذه الايام لا تنفك عن اثارتها تود بشدة خنق عنقه.

"انت لا تنام حقا!" دارت فيرا اعينها وصوتها اقرب الى الهمس

"ذلك لا يعطيك حقا في اهدار وقتي في التخلص من شغبك"

نبض القاتلة افتعل فيها حين سخر منها "لم اطلب من..."

التصق بجسدها يقلص المسافة القليلة جدا بينهما "فيرا، انتقي كلماتك بحذر"

لم تستطع فيرا التنفس بعد ذلك، كأن الاكسجين حقا غادر الغرفة وكلما تبقى هو ثاني اكسيد الكربون حتى تتنفسه، الآن اما ان يبتعد عندها فيكتور او يبقى كما هو ملتصقا بها و تتنفس سم ثاني اكسيد الكربون!

"ابتعد"

"هل قلت شيئا؟ لانني لم اسمع ذلك"

"ابتعد"

"لا اسمع ما تقولينه!"

هي تعلم انه يسمع جيدا ما تقوله حتى لو كان صوتها خارجا بالهمسات القصيرة، هو ايضا يعلم جيدا انها تعلم انه يسمعها ولكنه حقا يريد منها انتقاء كلماتها بحذر الآن.

ارتفعت اعينها عليه بعد ان كانت على صدره كل الوقت لطوله المهيب "فيكتور"

اسمه على شفتها دائما ما يضعفه، ذلك الضعف لا يستطيع اظهاره لها في حين ان علاقتهما ليس علاقة اساسا.

تصلب فكه ثم ابتعد خارجا.

اخذ منها دقائق حتى تضبط نفسها وتهمس لعقلها "فيرا واللعنة ما هذه الفراشات التي تغمرك! انتي لست فتاة تريد الوقوع في الحب و ما شابه! توقفي!"

خرجت من الغرفة لتقع اعينها على طوله الذي اشغل الجانب الايمن من السرير لتضع يديها حول خصرها باعتراض "قد اكون سرقت المنحوتة و ايقظت نصف روما ان لم ايقظ اكمله بصوت دراجتي النارية و قد اكون سبب مجيئ الشرطة حتى باب القلعة و اخراجك عن سيطرتك وايقاظ شياطينك ذلك ابدا لا يعني اننا سنشارك سريرا! الاريكة تسع شخصين!"

"الاريكة تسع شخصين من طولك و حجمك" رد عليها بهدوء دون ان يبعد ظهر ذراعه التي ارتاحت على اعينه

التوى فمها بغيض "ماذا يعني! هل تريدني ان انام على الأريكة والسرير ضعف حجمك!"

تنهد بتعب "فيرا! فقط جدي مكانا لك واصمتي واللعنة!"

لم ترد عليه بل فقط ارتكزت اعينها عليه بحقد

"لن المسك ان اردتي النوم على السرير" لم تتحرك لانه لم يسمع خطواتها تقترب من السرير ليخرج نفسا متعبا "اقسم لك"

ثوان وقد سمع صوت خطواتها تقترب من السرير لتشغل هي الطرف الايسر من السرير وسرعان ما سحبت البطانية على جسدها وضع فيكتور احد المخدات بينهما فقط لتنام دون ان تزعجه.

فيكتور حتى ان كان يعاني من الارق المزمن وقليل النوم الا انه كان بأمس الحاجة للنوم الليلة بسبب ما مر به وهو يتخلص من كل الادلة التي فرشتها فيرا باهمال خلفها حتى تم تعقبها من قبل الشرطة.

فيكتور حقا لا يكترث لعنة للشرطة وسخافتهم ولكنه تأكد انهم مهما حدث في المستقبل لن يتجرأون حتى الى النظر نحو قلعته.

تفجير مركز الشرطة سببا مقنعا لابعادهم.

.

.

.

.

في باحة القلعة الخارجية حيث توجد المقاعد المتصلة بالارض التي اقدامها مغطية بالثلوج، كانت الساعة تدق الثالثة صباحا في روما الا ان كانت فقط التاسعة مساءً في نيويورك ما ان انهت ساكورا مكالمتها مع اختيها التوأم اللتان اشغلتا فكرها بعد مائدة الفطور في فرنسا، اتصالاتها كثرت بعد ذلك بعد ان كانت تتصل بهما كل اسبوع مرتين على الا تشغلاهما عن دراستهما اصبحت تتصل بهما في اليوم مرتين فقط لانها تدرك حقيقة برناردو وبشاعة عمله و رغم وجودها في المافيا الا انها ارادت ان تبعدا اختيها عن تلك الحياة.

رفعت دخان السيجارة حين لمحت ظل ماتيو خارجا متجها الى مركبته لتبتسم على ضخامة اكتافه، رغبة جنسية اكتسح حلقها لمجرد التفكير في ان جبينها سيرتاح على كتفه بعد بلوغها النشوة في مستقبل غير مخطط له بل في مستقبل لا وجود له.

نطقت ساكورا توقفه "ليلة عصيبة"

توقفت اقدامه ليلتفت نحوها بهدوء حيث ما وقعت اعينه عليها ارتخت اكتافه بينهما هي وضعت رجل على رجل تكشف عن ساقها في ملابس النوم التي استبدلتهم بعد خروجها من القبو. دون مساحيق التجميل التي تغطي اعينها بالوردي دائما، بشرتها البيضاء التي تشع تحت انوار القلعة.

"لا شيء لا أستطيع التعامل معه" اجابها بهدوء يتقدم نحوها

جلس على المقعد تاركا مسافة معقولة بينه وبين ساكورا

"لا شيء كما كان مبينا في القبو" قدمت ساكورا علبة السجائر نحوه

"لا ادخن"

نظرت له ساكورا بطرف اعينها مبتسمة وهي تبعد العلبة "بالطبع متدين بوشم على الوجه"

لم يستطع ماتيو كبح ابتسامته الخافتة التي وجدت طريقتها على وجهه "شيء من قبل ذلك"

"لما لا تقطن في القلعة مثل البقية؟"

"مثل من؟"

"الطبيبة و المستشار و ايلايجا"

"الطبيبة لا تملك عائلة و فيكتور خصص لها مكانا في القلعة، المستشار لا يقطن في القلعة دائما و ايلايجا فقط هنا بسبب الزعيمة"

حديثهما كان هادئ كهدوء الليل حولهما، ك هدوء احد ليالي الشتاء بعد انهيار الثلوج. لا قيود لا احكام مسبقة، فقط مجرد بشريان التقيا في نقطة مشتركة، قلعة الزعيم.

"لانني فقط معجبة بك ايها القائد ولا اخجل من قوله ابدا لذا لا تنظر الي بدهشة" زفرت دخان السيجارة و اعين ماتيو انتقلت عن الارض عليها لجرأتها "فيرا صبرها ليس طويلا. المرة الثالثة ثابتة وانت رجل مهم للعاصمة لذا انتقي كلماتك بحذر"

توترت اكتافه لانه لم يسبق ان كلمته امرأة بتلك النبرة، نبرة حاذرة وليست مهددة، نبرة مكترثة وليست عابرة "انا لست ضدها ولكن افعالها ستهلك العاصمة"

"وظيفتك حماية العاصمة بالاسلحة وما تفعله وظيفة المستشار"

اجل صحيح ما قالته هو بصفته قائد الاركان وظيفته حماية حدود ما يملكه زعيمه، وظيفته شن الحروب على الاعداء، وظيفته تقتصر على ايذاء من يتقرب من ايطاليا، وظيفته ابعاد الاوغاد والاعداء عن اراضي ايطاليا و فيرا ليست عدوة بل هي اهم ما تملكه العاصمة.

"ماذا تريدين آنسة ياكومار؟" سؤاله لم يكن في محله

"المستشار قد يكون خفيف الظل ولكن انت ايضا تعلم جيدا انه وهب عقله و حياته للعاصمة" و ساكورا ادركت حقيقة سؤاله لكنها تجيد اللعب بقذارة بقدره

"انتِ ماذا تريدين آنسة ياكومار؟" عاد سؤاله بنبرة مباشرة

ابتسمت ساكورا ثم أطفأت ما تبقى من السيجارة على ذراع المقعد "ما اريده انا ليس بيدك وان كان بيدك لن توهبه لي"

نظر لها مطولا وهو يدرك جيدا ما تريده لكنه لم يفكر انها قد تقول ما يجول في داخلها بكلمات غير مبالية بينهما هي مقدسة اليه، ازال نظره من عليها ثم قال بهدوء "ولن يحدث ذلك ابدا"

قهقهت ساكورا وهي تعلم مسبقا جوابه وهذه المرة الثانية التي يرفضها "لا تقلق ايها القائد، لا انتظر حدوثه" نظرت نحوه بلا مبالاة "قد اكون معجبة بك لكنني لن اركض خلفك اكثر عن خمسة اميال. وقتي ضيق و الرجال يملئون الكرة الارضية. ما اريده ليس حبا رومانسيا لانني لا اؤمن بذلك، ما اريده فقط اراحة جسدي حين يحتاج الى ذلك"

جملتها الاخيرة كانت كفيلة بشد انتبه ماتيو وتحويل نظره عليها لتكمل هي "ستبقى انت امم، الرغبة التي لم يتم تحقيقها في قائمة أمنياتي ايها القائد" انهت جملتها بابتسامة

ساكورا 1 - 0 ماتيو

.

.

.

.

اربعة ايام على تنصيب كارلوس كابو على سيسلي

"فيرا... فيرا... فيرا"

فزعت فيرا على صوت طرق على بابها بجنون، قفزت وجلست وهي تتنفس بشكل متسرع.

حسنا، ذلك لم يكن طرق، بل موسيقى عالية على بابها من قبل فيسيرس. الساعة كانت بالفعل تدق الحادية عشر صباحا و فيرا كغير عادتها كانت لا زالت نائمة.

"فيييييراااا"

تنهدت وهي لم تشبع من النوم، اساسا لم تنم الا حين غادر فيكتور صباحا في السادسة، من يثق بالوحش الجليدي في سريرا يشاركان حتى لو اقسم!

خرجت من دفء بطانيتها وهي تزحف ارجلها الى الباب ثم فتحته بكسل لتجد فيسيرس حاملا المنحوتة في يده "صباح الخير اختي الجميلة، اود ان اعبر عن امتناني لكِ على مساعدتي في سرقة هذه المنحوتة الجميلة" قبل المنحوتة مرتين وابتسامة لم تخف عن وجهه "و مواجهتك للزعيم و القائد ولكن عزيزتي يجب ان نعيدها!"

نظرت له فيرا بأعين نائمة لم تستوعب ما قاله لتؤشر له باصبعها حتى يعيد ما قاله.

"اجل علينا اعادتها"

تنفست بعمق حتى لا تنفجر عليه "اغرب عن وجهي ايها القبيح!"

"قبيح!" اتسعت اعين فيسيرس ثم مسح على وجهه بغرور"قد اكون كل الصفات المشينة ولكن قبيح! ذلك البرتو و سلالته" ثم سحب خدها "هيا فيرا استفيقي علينا اعادة وجهي الجميل الى صاحبته"

بينما هي نصف يقظة ونصف نائمة وتريد حفر فيسيرس في مكانه ايضا وفي ثياب النوم لم تحترق من لمس فيسيرس خدها بل اعين جليدية وقعت عليها وسط حديث الاخوي، في الطرف المقابل من القلعة حيث يمشي في بذلته السوداء مع رجاله متجهين الى مكتبه، نظرة واحدة عابرة من اعين الهجين قبل دخوله الى مكتبه متجاهلا اياها كانت كفيلة لها حتى تغطي جسدها بذراعها دون ادراك.

"فيرا!"

قفزت على صوت فيسيرس العالي بينما هو واقف امامها بالفعل. لكمت كتفه بغضب "اخفض صوتك الناشز واغرب عن وجهي"

"في..."

"سآتي واللعنة فقط اذهب الآن!"

.

.

.

.

"لم اسرقه حتى اعيده! متى حصل ذلك! ثم تعلم ماذا سيفكرون فينا اولئك الشرطيين الوغدة! اننا ارتعبنا لقدومهم على ابوابنا و اعدنا المنحوتة" شربت فيرا من عصير الشمندر خاصتها "آسفه عزيزي في لكن ذلك لن يحدث"

"اختي عزيزتي! انتِ حقا تستهينين بزوجك! شرطة ماذا! لم يبقى مركزا حتى يبقون شرطيين!"

صدمة عبرت في حلقها وجعلتها تبصق العصير الذي في فمها على فيسيرس، كحت تنظف فمها بظهر يدها بينما وجه فيسيرس تحول الى المهرج من صدمته هو الآخر.

"ماذا يعني لم يبقى مركز!" سألت والصدمة في صوتها لا زال

"ماذا يعني ان تبصقي على ملابسي!"

طبقت فيرا فمها فجأة وهي تنظر الى قميص فيسيرس حتى لا تنفجر ضاحكة عليه ثم حمحمت مبتعدة نحو الصنبور تغسل يدها "ماذا يعني لم يبقى مركزا؟"

نزع فيسيرس قميصه، اعني لم يكن متسخ جدا ولكن الصغير حساس جدا لنظافته رغم عدم وجود بقعة خالية من الوشوم على جسده

"يقال ان الزعيم فجر المركز"

توقفت اصابع فيرا تحت الماء عن الفرك فورا فيما اكمل فيسيرس "تسرب غازي كما قيل في النشرة الاخبارية هذا الصباح ولكن الجميع يعلم اساس القصة "

"هل سمعتم ذلك! يا للهول! كنت حقا على وشك البول في بنطالي!"

هرع ايلايجا الى المطبخ وصوته مرتعد فيما دخلت خلفه ساكورا تضحك على ايلايجا "انا اشهد على ساقيه المرتعشة"

فيسيرس و ساكورا لم يتوقفا عن الضحك فيما ايلايجا راح يوبخهما حتى يتوقفا عن السخرية منه.

ليس ذنبه ان الزعيم مرعب!

تقدم ايلايجا نحو فيرا تاركا الاثنان يسخران منه، مد يده يغلق الصنبور ثم همس لها "ليس كما اعتدنا مراقبته. اما اننا لم نراقبه كما يجب ام ان حقا امرا ما تغير به والسبب الاخر يبدو سخيفا فيرا"

"جدا!" نظرت فيرا نحوه مبعدة يديها تنفض الماء عن يدها "عدد القتلى؟"

"صفر"

"عدد الجرحى؟"

"صفر"

ليس كأنها تبالي لعنة بالشرطة ولكن ليس كل شرطي عدوا للمافيا وهي لا تقتل لعبا! تقتل لسبب وتجعل ذلك السبب لعبا.

"فجر المركز وقت تغيير المناوبات" خفض ايلايجا صوته "كان شرطيا في ما مضى، لن يفرط بهم. انه مجرد تحذير لما اقدموا عليه ليلة الامس"

"هل تتبعت ما حدث بالضبط؟"

هز ايلايجا رأسه "يبدو ان الزعيم لديه فأر في لباس الحكومة"

بلعت فيرا ريقها ثم قاست نبضها تهدء من نفسها. اجل لن يسبق ان تجرأت الشرطة على طرق باب الزعيم ولكن الامر لا يستحق تفجير مركزا، ثم ان كانوا قد اتو من اجلها وهي متأكدة من ذلك، ذلك ايضا يعني ان فيكتور فجر المركز فقط من اجلها...

ان كان يستطيع فعل ذلك، يستطيع قتل المستشار بسهولة كما قال ليلة الامس....

"انتقي كلماتك بحذر" همست فيرا تعيد كلماته

"فيرا!"

"لنحرك الاجهزة الى العلية، اريد مكانا هادئا. غرفتك قريبة جدا من مدخل القلعة والضوضاء ليس صديقي وقت العمل"

"عمل!"

امسكت فيرا بشعرها وهي تلفه في كعكة باهمال "يبدو ان الزعيم حقا ليس ما يظهر نفسه"

ابتسم ايلايجا بخبث ثم فرقع اصابعه بحماس "اووه، اشتقت للعمل حقا!"

كتفه الآن اصبح افضل من قبل، يستطيع الآن تعب اكتافه كما كان يفعل قبلا.

"لماذا تريد اعادة المنحوتة؟"

"خاصته اتصلت تبكي، الصغيرة حزينة جدا!" سخرت ساكورا تغيظ فيسيرس

بينما فيسيرس رد السخرية "صغيرتي خاصتي ليس كما امنيتك ذلك القائد!"

نظرت لهما فيرا وهي تعلم انهما لن يسكتا ها قد بدأ في المناقرة ك توم و جيري!

"حسنا، اعدها غدا" قالت فيرا بينما خارجة وذراعها في ذراع ايلايجا "لوحدك"

اتسعت اعين فيسيرس معارضة "كيف وحدي! ما هذا!"

التفتت فيرا قبل الخروج "قل لها ان اختي لديها واسطات، مخترقة لا اعرف! ربما فقط قل لها اننا مافيا وقد سرقنا المنحوتة والآن نعيدها لان فيسيرس لم يستطع تحمل دموعكِ!"

وقعت اعين فيسيرس على الارض واحمرت وجنتيه خجلا ثم اسرع واخذ المنحوتة وهو يمر بين ايلايجا و فيرا متذمرا "لم افجر مركزا على الاقل!"

اغمضت فيرا اعينها تتمالك نفسها بينما تقدمت "ساكورا سنحمل الادوات والاجهزة الي العلية! ساعدينا في ذلك"

"آمرك زعيمة"

احتكت اسنان فيرا... هذا ما كان ينقص حقا، ساكورا تناديها بالزعيمة...

.

.

.

القلعة بالفعل قلبت رأسا على عقب، اجهزة تصعد واجهزة اخرى يتم صعودها بالمصعد، نشكر الرب ان فيكتور فكر في تركيب مصعد في القلعة لان العلية الوصول لها حقا شاق ثم حمل الاجهزة الكبيرة وان لم تكن كبيرة ولكن الكثير من الاجهزة تحميلها مرهق حتما.

فيكتور كان وسط اجتماع مهم في مكتبه، وضجيج نقل الاجهزة كان حقا ازعاج في المؤخرة. ليس ذلك فقط بل الضحكات التي تتصاعد بين حين وآخر ما افسد مزاجه حقا. اعني هو ايضا يود ان يكون حاضرا بين تلك الضحكات في حين انه لا يضحك ابدا وابتسامة منه كثيرة جدا ولكن ذلك لا يعني انه لا يود حاضرا.

فيرا اشغلت جميع الحراس الذين الآن بدلا من مراقبة القلعة في الداخل اصبحوا يحرسونها في الخارج، الا حارسان او ثلاثة، عند باب جناح السفلي التابع ل لارا، مكتب فيكتور و الغرفة التي يجري تعديلها ل رومان.

بقية الحراس بالخارج او على سطح القلاع، اي زواية الا داخل القلعة كما ارادت فيرا.

فيكتور هو الآخر سيطر نفسه بكل ما اوتي له من السيطرة والتماسك الذاتي حتى يبقي نفسه هادئا كما عادته. هادئا حتى لا يخرج ويقلب القلعة اكثر مما هي مقلوبة بالفعل.

عند خروج بقية الرجال بعد ساعة حيث انتهى الاجتماع الاول لليوم، بقي راسموس و ماتيو بجانب فيكتور الذي حقا كان يبدو كالجليد في الظاهر ولكن يغلي بركانا في الداخل.

راسموس الذي بمجرد النظر نحوه قد ربما قاس نبضه بقوله "لنأخذ بقية العمل في الغرفة السرية سيدي. انها ضد الصوت"

فيكتور لم ينظر له واخذ الاوراق باهمال متجه نحو الغرفة السرية المتصلة بمكتبه وقبل دخوله "ماتيو، اخرج وانهي امر هذه الجلبة"

راسموس بصفته المستشار الاول كان مثل ظل فيكتور بينما ماتيو كان ايضا يعلم بقدر راسموس الا انه كان اكثر نفعا خارج القلعة بدلا من داخلها.

"امرك، سيدي"

خرج ماتيو بوجهه الجاد هو ايضا بينما دخلا راسموس و فيكتور الى الغرفة السرية.

"قبل البدء في بقية العمل، هل يجب ان اقلق ما يدور بينك وبين فيرا؟"

جلس فيكتور على كرسيه يشعل سيجارته، اكمام قميصه مرتفعة باهمال بينما ربطة عنقه لا تزال انيقة في موضعها "لما قد تقلق بما يدور بيني و بين زوجتي؟"

"تفجير مركز الشرطة، الامر لم يستحق ذلك" جلس راسموس مقابله و القلق على جبينه

وضع فيكتور سيجارته في فمه ثم نفث من سمه بينما ارخى السيجارة بين شفتيه قائلا ببرود "لأي سبب كان، لم يجدر بهم ان يخيموا خلف ابواب قلعتي"

"ولكن فيكتور انت كذلك اعلنت حربا ضد الشرطة والحكومة ونحن لا نتدخل في امورهم!"

"انا لم اتدخل هم فعلوا ذلك، حربا ام ابادة ام قيامة، سأفعل اي من ذلك لأحمي مملكتي"

ردوده الباردة الهادئة كان راسموس بالفعل متعود عليه، طريقته في التفكير و في تدبير اموره وامور مملكته كانت هادئة مثله بالضبط.

ان اعاقت الشرطة طريقه، يزيلهم.

ان تدخل احدا في اموره، يتخلص منهم.

ان تدخل احد في شحناته، حرق شحناتهم.

ان اذى احد رجل من رجاله، قطع اطراف رجالهم، الموت سهل جدا ولكن العيش برجل ناقصة، يد ناقصة، عضو ناقص، ذلك مثير حقا.

"افهم ما تقوله ولكن"

"ولكن راسموس"

"ماتيو محق ايضا، ان كانت وظيفته حماية المملكة جنبا الى جنبك يحق له معارضة افعال فيرا و فيرا ليست مستعدة لقبول ذلك"

ابتسامة ساخرة اعتلت وجهه بينما ينفث دخان سيجارته، دق على الطاولة كعادته. عادة يدق على الطاولة حين يكون غاضبا و يوشك على افلات اعصابه ولكن تلك الدقة اختلفت هذه المرة.

"النمر لا يحب ان يبقى مقيدا بين القبضان ولكن" أطفأ فيكتور سيجارته في الزجاج المخصص له "مع مرور الوقت يتقبل ويتعايش مع ذلك"

ذلك نهاية النقاش الذي لم يجب ان يتناقش بالاصل.

.

.

.

.

"فيسيرس واللعنة توقف عن خرق اعينك في هاتفك اللعين و حرك يديك و ساقيك اكثر"

"اختي العزيزة" نظر لها فيسيرس "لقد جلست لتوي فقط!"

"ذلك الكرسي بالفعل ارتفعت حرارته من مؤخرتك وتقول جلست للتو! انهض قبل ان اكسر ذلك الهاتف!"

مد فيسيرس فمه بينما ينظر الى فيرا بحواجب ملتوية "لما لا استطيع اعادة المنحوتة اليوم بالفعل!"

ضربت فيرا يدها على جبينها وهي قد تعبت منه، هذه المرة الثلاثون الذي يسألها فيها عن المنحوتة اللعينة وهي قد سئمت منه بالفعل "انت لست سوبرمان!"

رفع فيسيرس ذراعه يريها عضلاته "سوبرمان من! انا فيسيرس دي لوكا واللعنة!"

"اذا واللعنة ان اتيت بعذر جميل مثل وجهي اعد المنحوتة اليوم والا فقط انتظر حتى الغد!" ابتسمت له فيرا بزيف ثم قبل ان يعارض مرة اخرى التفتت و اتجهت خارج القلعة

"سيدتي"

"قائد الاركان"

"كيف استطيع مساعدكِ في انهاء هذه الجلبة باسرع وقت؟"

ابتسمت فيرا "سيدك منزعج!"

هز ماتيو رأسه دون نطق كلمة اخرى

رفعت فيرا اكتافها تدعي الجهل "ساعدهم في نقل الاجهزة، يدان و ساقان زيادة مثمرة"

تركته خلفها متقدمة نحو ايلايجا الذي في غرفته يراقب الاعمال على جهازه والرجال ايضا "هل رأيت رومان؟"

"ربما لمحته ذاهبا الى القلعة الاخرى" بينما اكمل النظر الى الجهاز "وجدت ثغرة او ربما فقط وضع عمدا ولكن تفقديه لاحقا"

"حسنا"

كان الجو باردا والقلعة كانت دافئة لذا لم تكترث فيرا وضع معطفا عليها داخل القلعة. سحبت معطف ايلايجا قبل الخروج من القلعة، مسافة بين القلعتين كفيلة ان تجمد اي شخص في دقيقتين.

تقدمت نحو قلعة السيدة فاسيليف بينما يراودها شعور غير جميل بتاتا، هي اكدت على السيدة فاسيليف انها ان ارادت رومان سترافقه فيرا ايضا الى قلعتها ثم ماذا يعني ان يذهب رومان لوحده الى القلعة الاخرى دون اخبارها! ليس انه مضطر لفعل ذلك ولكن رومان اصبح متعلقا جدا ب فيرا انه ان اراد الذهاب الى الحمام ينزل من اول الدرج وينادي عليها في القلعة بأكملها حتى يجدها، يخبرها بذلك وفقط بعد ذلك ثم يذهب ليقضي حاجته.

روميو قلبي.

دخلت القلعة واستقبلها الخادمة "سيدة فالنتينو، اهلا بكِ ولكن لم نتلقى خبرا بمروركِ؟"

رفعت فيرا حاجبها باستنكار نحوها، اذا بالفعل امرا مريبا يحدث او على وشك الحدوث

"هل رومان هنا؟"

ارتبكت الخادمة قليلا وهي تفرك اصابع يديها "اجل، في الداخل"

تقدمت فيرا متخطية الخادمة "ساعلم السيدة فاسيليف بحضورك"

"لا داعي لذلك" اكملت فيرا مشيها دون الالتفات للخادمة او الوقوف لها حين تقدمت خلفها مسرعة.

"اهدئي فيرا اهدئي" تمتمت فيرا تلك الكلمات حين فتحت باب الصالة و رومان جالس على الكرسي بينما كاتارينا خلفه وفي يدها فرشاة وطبق دائري في يدها الاخرى.

جسد رومان مغطي بقطعة من القماش بينما هو جالس بهدوء واعينه على الارض و كاتارينا على وشك مسح الفرشاة على شعره.

"رومانوف فيكتور سايرس فالنتينو"

صوت فيرا العالي رن في ارجاء القلعة من حدته، عينيها الزيتيه التي لطالما كانت تبعث هدوءا و راحة الآن تصدر شرارة غضب على اثرها قد يُقتل احدا ما اليوم.

"فيرا" همس رومان بخوف من صوتها وملامحها التي لم يرها من قبل

جلست فيرا على ركبتها اليمنى ثم فتحت ذراعها نحو رومان ليتقدم هو الآخر راكلا الكرسي خلفه، يريح رأسه تحت ذقن فيرا.

لفت فيرا ذراعها حول جسده ثم وقفت بينما وجه كاتارينا ظل ساكنا كما كان.

"لا اريدك عدوة لي كما انتي بالفعل لابنك. انت كنت انا سيدة القلعة كما قلتِ لتأذنِ من بعد الآن ان اردتِ رؤية رومانوف"

فتحت كاتارينا فمها لتجيبها لكن فيرا اوقفتها "ابني، رومانوف ابني. ان كان حفيدك فهو اولا ابني واياك تخطي حدودك مع ابني، لن اتغاضى في المرة القادمة"

دخلت فيرا قلعة فيكتور باعصار وهي تركب الدرج بينما حاملة رومان، دخولها اربك الرجال و سرعة ابتعادهم عن طريقها كان ذكاء منهم لانه ان حصل ووقف احدا في طريقها لما ترددت ثانية في وضع رصاصة في جسدهم، لم تستطع وضع رصاصة في جسد كاتارينا للاسف.

دخلت الغرفة ثم دخلت فورا دورة المياة حيث فيكتور كان بالفعل موجودا فيها يغسل وجهه وما شابه، وضعت رومان في الحوض ثم فتحت الصنبور بينما التفتت تمد يدها نحو الصابون

جلست فيرا على ركبتيها قرب الحوض"سنغسل شعرك اولا همم، ثم نحممك طيب؟" قالت فيرا وهي تضع الصابون على شعره تزيل الصبغة.

لم يرد عليها رومان وحينها لاحظت فيرا ارتجافه، غسلت يديها سريعا من الصابون ثم رفعت ذقنه باصبعها "رومان"

"جدتي اجبرتني...اننن...انا لم... لم اريد... لممم.. اريد..."

مسحت فيرا على خده "حسنا لا بأس سنغسله طيب"

نظر لها رومان بأعين رصاصية كبيرة كخاصة ابيه، ممتلئة بالدموع "انتِ لست غاضبة مني، اليس كذلك؟"

ابتسمت فيرا بينما مسحت على جفن عينيه بابهامها "لا استطيع ان اغضب منك روميو قلبي. ثم لا تبكي، لا تبكي وانت لست مخطئا. المخطئون فقط يبكون"

مسحت فيرا اصابعها بين شعر رومان "ولكن لما لم تخبرني انك ذاهب الى جدتك؟"

فتح رومان اعينه بينما اصابعه متشابكة ببعضها "انجي اخذتني فورا"

ابتسمت فيرا وهي تتنفس "اذا نستطيع التعامل مع انجي"

انجي خادمة السيدة فاسيليف منذ قدومها الى القلعة.

"لن تؤذي جدتي؟" سألها رومان بل كان كمن لا يريدها ان تؤذي جدته "اليس كذلك؟"

قبلت فيرا وجنتيه القطنية "انا لا استطيع ايذاء والدك كيف لي ان اوذي جدتك"

نظر لها رومان لعدم فهمه ما تقصده لتقول بهدوء مبتسمة له "لن اؤذيها ولكن من بعد الآن لن تذهب الى قلعتها من دوني"

الشكر للرب ان الصبغة لم تطل على شعره حيث لم تؤثر بذلك العمق، كانت فيرا بالفعل تراقب شعره على الدوام حتى يعود الى طبيعته حتى تعتني بشعره جيدا، طفل بعمر الخامسة كيف لها ان تصبغ شعره والصبغة بها مواد كيماوية بحق الجحيم!!

"كنت اظن ان دي لوكا مختلون ولكن جدتك تسبقهم جميعهم"

ضحك رومان بينما لم يفهم ما تقصده حقا، ثم حين انتهت من غسل شعره بالكامل وقفت على رجلها "سيحممك والدك بما انه بالفعل يراقبنا"

التفتت فيرا وتقدمت نحو فيكتور ثم سحبت يده الذي كان في جيبه ثم وضعت الصابون عليه "كن ابا جيدا هيا"

ثم قبل ان تخرج امسك فيكتور رسغها يؤشر بذقنه على عنقها لتضيق اعينها بدون تصديق "ماذا ماذا!"

مسح على عنقها بظهر ابهامه يريها تلطخ عنقها بالصبغة حين عانقها رومان.

ترك فيكتور رسغها ثم تقدم نحو رومان بينما فيرا نظرت في المرآة ثم رمشت مرتين وهي تلعن داخلها، قليلة الادب تفكيرها دائما منحرف ثم ماذا! المسكين فيكتور يأكلها!

غسلت عنقها الذي تلطخ بالصبغة ثم خرجت فورا تاركة الاب وابنه.

"اوه لحظة!" تمتمت فيرا لنفسها قبل ان تخرج من الغرفة وهي تنظر الى يدها "هل حقا امسكت بيده! لحظة لحظة! لم اقفز ولم اردعه حين مسك رسغي! عنقي!!" اتسعت اعينها وهي تستوعب ما حدث "اوه واللعنة، خلايا جسدي ما بكم! فيقوا واللعنة!"

خلايا جسدي ها! الخفيفة تقع له وهي لا تدرك و تلقي اللوم على خلايا جسدها!

.

.

.

.

"هل تريد اخبار والدك بما حدث؟"

"الن تغضب؟"

هز فيكتور رأسه نافيا بينما يحمم رومان

"كنت العب في الخارج ثم اتت انجي وقالت ان جدتي تريد رؤيتي. قلت لها سأخبر فيرا ولكن انجي قالت ان جدتي تريد مفاجأتي وان نذهب لها في الحال"

"همم" مرر فيكتور الصابون على جسده، يفرك بلطف

"ثم حين ذهبت الى جدتي قالت انه وقت تجديد شعري، قلت لها لا اريد لا اريد ولكنها قالت انك ابي تريد ذلك وقالت ايضا ان فيرا لا تريد ذلك لانها تريد التخلص من رومانوف" سكت رومان وانخفض صوته والحزن يغلب نبرته "قالت ان فيرا تريد طفلا اخر حتى يكون الزعيم"

تصلبت اصابع فيكتور وتوقف عن فرك يدي رومان بينما ارتفعت اعين رومان نحو فيكتور والتوى فمه وهو يسيطر على دموعه "فيرا لا تريد ذلك، صحيح ابي؟"

"فيرا تحبك رومانوف، تحبك اكثر مني ومن ايلايجا"

"ولكن جدتي تقول ان فيرا فقط تريد روما، تريد ان تكون الزعيمة، تريد ان تفرق بيننا"

دق فيكتور على حدود الحوض يسيطر على اعصابه، مزاجه متقلب من الصباح بالفعل ثم هذه آخرة مرحلة في افقاده لسيطرته.

اخرج رومان من الحوض ثم مرر المنشفة على جسده الصغير، بعدها ساعده في ارتداء الثياب و سرح شعره وبعدها رش من عطره العودي على ثيابه بينما مسك ذقنه بلطف "فيرا لن تفرط فيك ابدا، تذكر ذلك يا رومانوف"

اراح رومان رأسه على كتف فيكتور حينما غادرا الغرفة ليهمس رومان "احب وجودك ابي"

بينما صوت رومان تغلغل في جسد فيكتور وربما رومان بجملته تلك ازال القليل من الغضب الذي يحتوي فيكتور.

"هل تريد الذهاب الى لارا الى ان تنهي فيرا عملها؟"

هز رومان رأسه، لينزله فيكتور ويأمر احد رجاله بأخذ رومانوف الى جناح لارا الطبي.

.

.

.

.

رعد فيكتور الى قلعة والدته وهو يدفع الباب بكل قوته يعلن حضوره "خادمتك مطرودة"

"فيكتور..."

"سيدي الزعيم" انهال صوته علي والدته كالسيف يقاطعها "ان ابقيتِ ابنك في السواد ليبقى رومانوف كذلك"

"ماذا يعني ذلك؟"

"لا يحتاج ابني الى تعليمك المثمر" خرج صوته الساخر الذي اعتلى عليه الغضب ايضا

"هل فجأة اصبح ابنك الآن بعد سنين من تركك له بجانبي" اجابته والدته بغضب ايضا

"لم اجدك عدوة له تلك السنين"

"تلك الفتاة عدوتك، تلك جلبتك الى هذا العالم القذر بينما انا اجتهدت حتي ابقيك بعيدا عن كل هذه الدماء" اذا هي تعلم من تكون فيرا جيدا "انا قمت بحمايتك من كل هذا"

"انتِ" ارتفع صوت فيكتور "انتِ ابعدتني عن والدي ولفقت امورا خاطئة بشأنه، انتي لم تحميني بل انتي من اذيتني اكثر من اي شخص آخر"

"تلك الفتاة خبيثة، تريد تفريقنا تلك اللعينة..."

"تلك الفتاة زوجتي" هاج النسر فيه، هاج الوحش الذي بداخله ورن صوته في القلعة ليست فقط قلعة كاتارينا بل بقية القلاع ايضا "و سيدتكِ"

نظر لها واللهب الجليدي يشع من اعينه "ابقيكِ في هذه القلعة بسبب الدماء التي تربطني بكِ"

التفت مغادرا ولكن صدمة كاتارينا اوقفها "هل كنت لترميني خارج القلعة ان لم امك!"

لم يلتف لها فقط قال بهدوء قبل ان يغادر "ليبقى ادارككِ يقظا دائما"

بمعنى، لستِ امي معنى الكلمة.

.

.

.

.

رجع فيكتور بعد قضائه بقية اليوم في الخارج بعيدا عن القلعة، ينهي صفقات المخدرات الآتية من افغانستان و المكسيك حيث ساعده اوفيدو غوزمان بقفل صفقة مع المكسيك مقابل سبع ملايين دولار بدلا من عشر مليون دولارات.

"ها قد صفيت ديني" اتى صوت اوفيدو عبر الهاتف المشفر الذي يستخدمونه الخمسة حتى لا يتم تعقبهم تحت اي ظرف

"لا تنتظر مني اي جمل شاكرة غوزمان" اجابه فيكتور ساخرا

قهقه اوفيدو بينما رد عليه "ظننت انك ستصبح اكثر لينا واقل برودا بعد الزواج"

"تزوجت انسانة وليس دفاية غوزمان" رد عليه فيكتور ببرود

"كلنا نعلم انها اكثر من مجرد انسانة ايها الجليد" اتى صوت ليڤيانا عاليا على مسامع فيكتور جعله يبعد الهاتف من اذنه

"لا زلت في لندن!"

"اجل وغالبا سيطيل بقائي"

"دعك منه واخبرني متى سنسمع الخبر الجميل" اغاظت ليڤيانا فيكتور بسؤالها

تنفس فيكتور بعمق منزعجا من سؤالها و رد عليها ساخرا "خبر زواجكِ من كاي؟"

"وغد!" صرخت ليڤيانا منزعجة "اوغاد لعنة"

"قولي شيئا جديدا" تمتم فيكتور ثم اقفل الخط قبل ان تفرغ ليڤيانا غضب كاي فيه.

الجميع يعلم انها لا زالت تعشقه كالمجنونة والجميع يعلم ان كاي من المستحيل ان يتركها لرجل اخر ان كان ذلك يعني ان يبقيا عازبين لبقية حياتهما.

حكايتهما مقعدة جدا لن يستطيع اي احد فهمها، ما مر الاثنان به في عداوة بين عائلتين جعل من قلبهما ينسيا انهما يعشقان بعض بجنون.

لا احد منهما مخطئ، كلاهما في مكانهما صحيحان، لو لم تولد تلك العداوة بين عائلتيهما، لو لم يكونا ليڤيانا ثرونز و كاي كينغز لاختلف الوضع جدا.

ما بينهما لا احد يستطيع فهمه الا هما..

دخل فيكتور القلعة يومئ للرجال عند انحنائهم، القلعة كانت هادئة و الظلام يكسوها، الساعة تدق العاشرة مساءا ذلك يعني ان الجميع تسلل عبر الظلام ينهي الاعمال التي لا يمكن انهائه الا بعد غروب الشمس.

صعد العلية قبل ان يتفقد الغرفة ويجد رومانوف وحده نائما على سريره وفيرا ليست في الارجاء.

"لم اظنك ممن يتتبعون اخبار الدولة"

لم تلتف له فيرا ولكن بالطبع توترت اكتافها حين سمعت صوته لانها لم تسمعه قادما، رغم انها ماهرة في تتبع الاصوات في الظلام الا انها لم تسمعه، اما انه هادئ جدا في خطواته واما ان تركيزها كان بالفعل على النشرة الاخبارية

"تعجبني صور المراكز المفجرة، مراكز الشرطة بالاخص" ردت عليه ساخرة

"همم"

تلك الهمم ارسلت رعشة خلف مؤخرة رأسها حيث ركنت اعين فيكتور

"لم يستحق الموضوع تفجيرا"

"ان استحق رأس الصيني، استحق تفجيرا ايضا"

"انت تبالغ" دارت كرسيها نحوه تزيل بروده الذي لا يعجبها "كما بالغت قبلا"

اتكأ فيكتور على الحائط بالقرب من الباب ينظر لها ببرود من تحت رموشه البيضاء

"قاعدة رقم واحد: ضع يديك على ما املكه واخسر حياتك.

قاعدة رقم اثنان: تكلم بسوء عن ما املكه واخسر مكانك.

القاعدة الثالثة والاخيرة: اخرق القاعدتان السابقتان واخسر سلالتك"

نظرت له فيرا وتكاد تقسم ان رعشة مخيفة سرت في داخلها الا انها قلبت اعينها بسخرية "مخيف جدا!"

"يجب ان يكون"

"لا تخيفني حقا!" كتفت يديها على صدرها

"جسدك" اشر فيكتور بسبابته على حركة يديها "يحكي غير ذلك"

خفضت اعينها على يديها التي كانت ترتجف بخفة هي ايضا لم تحس بهم، بل احست به ولكن عقلها مشتت ب فيكتور "انا مصابة بالسكري"

رمشت بغباء وهي لا تعلم لماذا لم تجد كلمات اخرى حتى تدافع عن نفسها.

"وانا اتتبع ذلك، جسدك ليس متأثرا بالسكري في الوقت الحالي"

"حقا ماذا تريد؟" ادارت كرسيها عائدة نحو الجهاز "انا اعمل كما ترى!"

"فيسيرس باق هنا لمدة اطول كما يجب. امضِ الليالي في غرفتنا وفور ما يغادر تصرفي كما يحلو لك"

"عجبا!" دارت كرسيها تسخر منه والضحك في نبرتها عاليا جدا "هل تخاف ان يحكم في على زعيمه؟"

"ان علم حقيقة ما بيننا، سيجب علي التخلص منه ثم من ميكيل وباقي كالابريا و انا لا استطيع الافراط بعائلة زوجتي"

فيكتور يجيد الاستهزاء ايضا!

"لم توقفك زوجتك الاولى عن التخلص منها!"

"انتِ لست هي وهي اصبحت ماضٍ"

"اذا قتلتها؟" سألته وهي حقا تريد معرفة ذلك بشدة، اعني لن يغير اعترافه مما تفكر به هي عن فيكتور ولكن فقط تريد ان تعرف! لما يبقي هذا الامر سرا! ان كان قتلها اذا قتلها ما السر خلف ذلك لماذا لا يريد الاعتراف بذلك! فقط وبحق الجحيم!!

رفع اكتافه غير مباليا "اراكِ في سريرنا، سيدة فالنتينو"

.

.

.

.

ثلاثة ايام على تنصيب كارلوس كابو على سيسلي 

طرقة، طرقة، طرقتين، طرقة، طرقة، طرقتين، طرقة، طرقة، طرقتين.

فتح الباب و اختفت ابتسامة فيسيرس.

فتح الباب و ملامحها اشتدت حزنا.

خفض فيرس يده التي كان يضعها على لوح باب غرفة ازرا في سكن التابع للجامعة "انها مجرد منحوتة! لما تبكين كأنكِ في جنازة ازرا؟"

مسحت ازرا دموعها بظهر يدها وهي تنظر اليه بأعين طفولية كبيرة "لن يكتمل برنامجي.. بدونها"

شتم فيسيرس بداخله كل الشتائم التي لطالما شتمته فيرا بها ثم نظر اليها "سأعيدها لكِ، فقط لا تبكي حسنا؟"

"كيف ستعيدها!" دمعة اخرى وقعت من ذات الاعين الكبيرة "لا احد يعلم من سرقها"

تقرب منها ثم ازاح الخصلات القصيرة من على وجهها يعيدها خلف اذنها بينما انخفض لطولها وقال بصوت خافت يهدئها "ثقي بي، ان قلت اعيدها، سأعيدها"

"ولكن كيف؟" نظرت له بأعين حائرة لم تكترث قرب فيسيرس منها

اعتلت ابتسامة جانبية وجه فيسيرس "ذلك ليس ضروري معرفته" تقدم خطوة وهي تراجعت خطوة "ما رأيكِ، اعرف مطعما يقدم الذ المأكولات البحرية؟"

"فيسيرس!"

رفع اكتافه "ان كنتِ لا زلتِ تريدين المنحوتة"

ابتسمت ازرا وهي تمسح وجهها ثم قالت "انظر الى وجهي، لم اكف عن البكاء منذ يومين ولا استطيع الخروج بوجهي هذا!"

سحب فيسيرس خدها بظهر اصبعيه السبابة والوسطى "اؤكد لك، المطعم الذي سنذهب اليه لا احد سينتبه لنا ثم انتِ لا زلت جميلة حتى ان كان وجهك قد اصبح طماطم!"

اتسعت اعين ازرا على تعليقه الاخير "طماطم! لا اعلم ان كنت تمدحني ام تسخر مني!"

قهقه فيسيرس وهو يمسح شعره القصير جدا "حسنا تغاضي عن ما قلته، لست حقا جيدا في المواساة"

بالطبع! من هو خبير في المضاجعة فقط كيف له ان يعرف كلمة 'مواساة'!

"الا نستطيع طلب العشاء هنا؟"

"ازرا، المهجع صاخب جدا! ثم اخرجي وانظري الجمهور الذي يقف خارج غرفتك"

ارتفعت حواجب ازرا بسؤال ليزيح فيسيرس عن طريقها حتى تخرج وترى بنفسها، ثم فعلت هي وبعدها دخلت وهي تبتسم باحراج "انهن هنا من اجلك بالتأكيد!"

"وانا هنا من اجلك" ابتسم فيسيرس ولاول مرة لم يكترث لكل ذلك الكم الهائل من الفتيات حوله، له وحده، فتيات الجامعة، فتيات جميلات، فتيات مستعدات لوهب جسدهن من اجله.

"سأنتظركِ خارج المهجع"

خرج فيسيرس حتى تستعد ازرا على راحتها، فيسيرس المؤدب و المهذب كثيرا بعض الشيء!

لم تكف الفتيات عن الهمس والنظر الى فيسيرس بنشوة فائضة، فيسيرس في بنطال جنز اسود، قميص رصاصي وجاكيت جلدي، وضع اصابعه في جيوب بنطاله ثم خرج من المهجع تاركا اعين تشتهيه خلفه.

عشر دقائق و خرجت ازرا فيما فيسيرس لم ينتظر دقيقة لاي امرأة انتظر ازرا لمدة عشر دقائق!

عشر دقائق تخلد في تاريخ دي لوكا الان

"اووه!"

مد فيسيرس الخوذة الى ازرا، الوغد لم يفكر في اي مواصلات حين دعاها الى العشاء، و قد فات الاوان الآن.

اخذت ازرا الخوذة "وانت؟"

رفع اكتافه بلا مبالاه "لا احتاجها"

"فيسيرس! ذلك خطر" ردت عليه ازرا بذهول منه

ابتسم وهو كثير الابتسامات "دي لوكا، كبرو بين الثعابين، لن تقتلنا دراجة نارية!"

رمشت ازرا مرتين تستوعب ما يقوله ليضحك هو "امزح، هيا اركبي"

هزت ازرا رأسها ثم وضعت الخوذة وركبت خلف فيسيرس تشد ذراعها حول خصره بينما رعشة غير مخططة سرت في جسد فيسيرس.

دعوتها الى العشاء كمن دعوتها الى عرين دي لوكا و دخول عرينهم الخروج منه ليس سهلا، لم يحدث ذلك من قبل. متأكد هو ان رأوها بجانبه ستتصدر اخبار الصفر في ارجاء كالابريا.

ولكن الخوذة ستعمل وظيفتها في الوقت الحالي.

نصف ساعة على سرعة الطريق وصلا الاثنان الى المطعم. كان قد اخذ فيسيرس خمسة عشر دقيقة ان لم تكن ازرا خلفه وقد اخذ فيرا اثنا عشر دقيقة.

مجانين دي لوكا!!

ارادت ازرا خلع الخوذة ولكن فيسيرس وضع يده على الخوذة "نستطيع الدخول بها"

لم تعارض ازرا وازرا ليست من النوع الذي تعارض ابدا، ازرا كانت الرقيقة، اللطيفة التي تتفتح الزهور من حولها، و رفضها لاي شخص كانت اكبر خطاياها. ازرا، الاميرة الاسكتلندية المنبوذة كما قالت ساكورا، الاميرة المنبوذة! حقا اميرة! ام لانها فضلت البقاء بجانب والدتها في ايطاليا فاصبحت من المنبوذين في أسكوتلندا؟

"فيسيرس دي لوكا"

تفقدت النادلة اللائحة و خدودها احمرت من رؤيتها لرجل في وسامة فيسيرس، فيسيرس بالتأكيد كان الاوسم بين اخوته، لم كانت فيرا شابا ايضا كان فيسيرس لا زال تفوق عليها ثم ما يجعل فيسيرس محط الانظار، الوشوم التي تغطي جسده، ذلك الوشم تحديدا 3:3 التي لفتت انتباه ازرا ايضا.

"من هنا، سيد دي لوكا"

كانت ازرا تمشي خلف فيسيرس باحراج وهي تضع الخوذة بينما لم يرفع احدا نظره نحوها الا ان الشعور بداخلها جعلها تحمي نفسها خلف جسد فيسيرس العريض.

مد فيسيرس يده وامسك بيد ازرا دون ان يلتف وسحبها بجانبه بلطف "تستطعين نزع الخوذة الآن"

فعلت كما طلب فيسيرس، مسحت على شعرها القصير ثم ما ان رفعت اعينها على جوانب المطعم حتى شهقت وهي تضغط على يد فيسيرس "فيسيرس! لا اظن انني البس ثياب مناسبة!"

المطعم كان من النوع المحترم جدا، من يتعشى فيها غالبا هم من حقا في موعد غرامي ومن الطبقة الغنية جدا. نساء في فساتين حريرية، مساحيق التجميل و تساريح شعر انيقة و ازرا كانت في بنطال جنز و قميص عاجي اللون و معطف بني اللون، لا مساحيق التجميل و شعر قصير ناعم كعادتها.

"ذلك يجعل منا اثنان آنسة هكسلي" ابتسم فيسيرس "ثم نحن هنا من اجل الطعام الشهي، لذا استرخي"

"لما قد تعامل فتاة لم تلتقي بها الا مرتين وهذه المرة الثالثة؟"

سؤال ازرا حين ساعد فيسيرس ازرا في خلع معطفها ثم سحبه لها الكرسي للجلوس ثم اخذه الخوذة من يدها كان قد اثار فضول ازرا.

"هكذا تعامل الاميرات" اجابها فيسيرس ثم ابتسم على الصدمة التي اعتلت وجهها "لم اترعرع بوجود والدتي ولكن فيرا رغم تصرفاتها الرجولية احيانا الا انها علمتني جيدا ان الفتيات جميعهن يستحقن معاملة اميرات بغض النظر عن مدى عمق معرفتي بهن"

الله لو فيرا هنا وتسمعه لاغمي عليها... فيسيرس لم يعامل من قبل فتاة كما يعامل ازرا الا اثنتان، فيرا و ساكورا لانهن اجبرتاه على ذلك.

من تذل نفسها وتقلل من شأنها امام ذكور تذل من سلالتها بأكمله، انتِ من تبنين قوتك و تخضعين العالم لكِ.

حسن حظ ازرا ام هالتها اللطيفة التي جعلت من فيسيرس لطيفا ايضا!

"لم اظن انني قد احظى بصديق لطيف مثلك في روما" ابتسمت ازرا وهي تريح يديها تحت ذقنها

نظر لها فيسيرس لثوان، جعل قلبه يدق بصخب لم يستطع السيطرة على نفسه بينما اكملت ازرا

"عشت في العاصمة ما يقارب الآن عشرة اعوام ولم احظى بصديق التقي به للمرة الثالثة وبالفعل دعاني الى العشاء في هذا المطعم الذي يبدو راقيا بالفعل ووعدني باعادة منحوتتي"

قولي امرا جديدا! ذلك بالفعل يعلمه فيسيرس عنكِ

"القدر يلعب لعبته جيدا" ابتسم فيسيرس لها

القدر! ايلايجا، ساكورا و فيرا..

امضيا النصف الساعة الاخرى وهما يتعرفان على البعض بينما يحظيان بأمسية هادئة قرب احد نوافذ المطعم التي تطل على هدوء روما في الليل.

"لا اظن انني سأحب المحار من مكانا اخر بعد اليوم"

"فقط مكالمة واحدة و نحن هنا بالفعل متى ما اردتِ"

"اوه فيسيرس! انت تبالغ ثم عشاء اليوم انا ادفع ثمنه كما وعدتك"

مال فيسيرس رأسه بعد ان رشف من نبيذه "بالطبع غير موافق، دينك حين انتِ تختارين المكان"

"فيسيرس!" خفضت ازرا من صوتها "يبدو المكان باهض بالفعل! هل انت متأكد من دفع الثمن لوحدك؟"

مسح فيسيرس طرف فمه بالمنديل ثم ابتسم احد تلك الابتسامات حين يجتاحه الغرور "لا اريدك ان تذعري ولكن تقنيا هذا المطعم يعود لوالدي لذا تقنيا لن يدفع احدا الثمن"

اجل بالطبع!

وضعت ازرا يدها على فمها وسط ذهول و صدمة واعينها اتسعت "تمزح، اليس كذلك؟"

نفى فيسيرس يهز رأسه "لا تذعري ازرا"

نفخت ازرا ثم هفت يدها قرب وجهها تهدئ نفسها "انا لست مذعورة! انا قد يغمى علي في اي وقت! انت المدلل الغني الغير متوقع ابدا!"

قهقه فيسيرس بصوت عالي، الفت النظر حوله لتضع ازرا يدها على وجهها باحراج.

الامسية بالفعل كانت بالنسبة ل ازرا حلما و ل فيسيرس نعيما. لم يحظى بعشاء هادئ من قبل مع فتاة، لياليه كان يقضيهم في الملاهي وجوانبه تملئ بالفتيات، ان كانت هناك لحظة واحدة كان هادئ فيها مع فتاة ما، كان حين انتهى من عمله معهن...

الليلة، كانت من اللحظات الهادئة التي لم يفكر فيسيرس ابدا بأنه من الممكن ان يحظى بها.

اعادها الى السكن و بينما هما في المطعم كان ايلايجا بواسطة احد شركات التوصيل بالفعل ارسل المنحوتة الى السكن الجامعي بناء على طلب فيسيرس وبالطبع هناك مقابل لذلك.

"شكرا لك فيسيرس على دعوتك، لن انسى هذه الليلة ابدا" مدت ازرا الخوذة نحو فيسيرس

كان فيسيرس متكأ على دراجته "لا داعي للشكر، اي صديق كان ليفعل ما فعلته و لتبقى الخوذة معك، ف انت لا زلت مدينة مني وانا لا زلت سأحظى بالمرشدة في روما"

ابتسمت ازرا و وجنتيها قلبت وردية كما تزدهر الزهور في الحقول.

"حسنا، شكرا لك مرة اخرى"

اوما فيسيرس ثم اشر لها بالدخول "هيا ادخلي"

اومات له إبتسامة بريئة ثم التفتت ودخلت السكن ولم يغادر فيسيرس الا بعد ان لوحت له ازرا من خلف بوابة السكن.

ركب فيسيرس دراجته ثم ادار الزراع اليمنى للدراجة يصدر ضجيجا "يوما ما، ان لعب القدر لعبته جيدا سأدعوك على المائدة العائلية آنسة هكسلي"

.

.

.

.

يومان على تنصيب كارلوس كابو على سيسلي

ميلان، صباح غدا جديد

سمحت ماريا لنفسها بدخول الملعب ثلاث مرات كحد أقصى حيث تم تقسيم جدولها الزمني لمراقبة الميدان، تحليل البيانات التي تم جمعها، تلخيص البيانات، وربط البيانات بالأطروحة ووظيفتها جنبًا إلى جنب و حين شعرت أن البيانات لم تكن كافية، قامت بحمل معداتها فورا ووصلت إلى الملعب وبغض النظر عمن كانت من الفريق تتدرب، فقد أتيحت لها الفرصة لمقابلتهم باستثناء فريق ميلان ولكن ليس الفريق بأكمله ، فقد الكابتن النكدي وحده.

ماريا تجنبت فيدريك قدر الإمكان، وأجرت مقابلات مع بقية الفريق عندما لا يكون موجودًا في الارجاء وغالبا ما اخذت المقابلات وقتها بعد التدريبات أو أثناء فترات الراحة التدريبية ولكن في الغالب قام أندريا بتأمين المقابلات لها وتعلمت شيئًا مهمًا ومفيدًا بقدر ما تساءلت، لم تكن تتعلم كيف تكون لاعبة كرة قدم ولكن بالمعرفة التي اكتسبتها في غضون أسبوع شعرت وكأنها تلعب وهي تعرف كيف ومتى ولماذا تلعب في مستوى معين.

للآن، أجرت مقابلة مع فريق إنتر ميلان وفريق روما وفريق اي سي ميلان، حدث أنها التقت بفريق اي سي ميلان في كثير من الأحيان لأن حظها لم يكن محظوظًا كثيرًا. هدفها اليوم أن تراقب الفريق فقط لتلخيص البيانات التي تم تحليلها لأن ماريا لم تشعر بأنها تريد البقاء في المنزل.

سوف يصفي الهواء النظيف والطقس البارد عقلها للكتابة بشكل أفضل. و كتغيير، قررت أن تصنع القهوة السوداء للفريق، حيث يشتهر الإيطاليون بحبهم الفائق اتجاه القهوة.

"أوه! هذا مختلف تمامًا! طعمه قوي بطريقة جيدة! " هدأ وجه توم بعد تذوقه القهوة

ابتسمت ماريا وهي تسكب كوبًا لنفسها "حسنًا، إنها تسمى القهوة الداكنة لسبب ما"

"dark" قال توم الكلمة بأكثر اللهجة الإيطالية التي يمكن لأي شخص سماعها

ضحكت ماريا بينما كان دخان القهوة يتبخر في الهواء على طول الاتجاه نحو الفريق الذي كان يستريح لتناول القهوة، رفعوا أكوابهم شاكرين ماريا باستثناء شخص واحد، شخص لم يكن في الميدان.

"آنسة سالفاتور، شكراً جزيلاً لك على هذا الاستراحة، أقسم أن الكابتن والمدرب كانا يقتلاننا!"

استدارت ماريا إلى يسارها حيث رأت أندريا "لا تقلق يا فتى" وقفت على الفور وهي تعانقه "لدي الكثير منه"

ابتسم أندريا على نطاق واسع "لقد ذكرتني ب سيسلي، لقد اشتقت إلى منزلي بالفعل وأريد العودة بمجرد انتهاء الدوري"

قالت ماريا وهي تهتف له "و الكأس بين يديك بالطبع"

"بالطبع الآمال عالية. نحن نبذل قصارى جهدنا"

"حسنًا ، ظننت أنه بعد هذه التدريبات الشاقة، فإن رجال أسطورتنا يستحقون شيئًا ما يجعلهم أقوى، كانت القهوة هي الخيار الأفضل"

"أعظم عمل منك" عبّر أندريا بابتسامة كبيرة ثم اخذ بيدها يقبّل ظهر أصابعها

فتحت ماريا فمها لترد عليه ولكن صوتًا ساخرا قطع حديثهما "ألا يستحق القائد فنجانًا من القهوة؟"

نظرت إليه ماريا من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أشارت إلى إبريق القهوة ترد عليه بنبرته "بالطبع، ابريق قهوة كامل للقائد"

لم تزح اعين فريدريك عنها فيما خلع قبعته ووضعها على المقعد ثم نظر الى أندريا واستجوبه أندريا باعينه لكن فريدريك اشر له للعودة إلى الملعب حيث وجه أندريا له وجهًا يغيظه قبل أن يبتعد.

سكب فريدريك له كوبًا بينما كان يشاهد ماريا وهي تكتب بسرعة على لوحة المفاتيح، لذا علق قائلاً "أصابعك تتحرك مثل سرعة ميخايلو مودريك في الملعب"

معلومة، ميخايلو مودريك هو أسرع لاعب في تاريخ كرة القدم أو على الأقل هذا ما يقوله جوجل!

توقفت أصابع ماريا عن العمل عند كلماته المفاجئة. رفعت رأسها واستدارت في مواجهته لكنها لم تتكلم بأي كلمات وبمجرد أن عادت إلى لوحة مفاتيحها تحدث فريدريك مرة أخرى بعد تناول رشفة من القهوة "طعمها مر، كما ينبغي"

رفعت ماريا عينيها بسخرية لكنها استمرت في الكتابة متجاهلة حقيقة أن القائد المشهور نفسه يتحدث معها بينما هي تتجنب تلك الحقيقة عن قصد.

ابتسم فيدريك وقد علم ان كلماته التالية ستدوس على أعصابها "إنها رشوة ، أليس كذلك؟"

أغلقت ماريا الكمبيوتر المحمول بقوة وتنهدت "ماذا تريد الآن! لقد كنت أبتعد عن طريقك كما اقترحت!"

رفع فيدريك حاجبيه وقال بهدوء "أريدكِ ان تجرين لي مقابلة"

وقفت ماريا وهي تضع حاسوبها المحمول في الحقيبة ثم التقطت كاميرتها وهي تتقدم قائلة "لا حاجة لذلك"

قطع فيدريك طريقها "أنا أصر!"

"لا أرى أي فائدة منه"

"لا يعجبني ان ينظر الي احدا كما لا ينبغي"

انفجرت ماريا غاضبة عليه وهي لم تتوقع كلماته "أنت لا تهتم برأي شخص غريب فيك" قامت بطي ذراعيها على صدرها "الآن، إذا سمحت لي" طلبت منه التنحي جانباً باصبعها "لدي بحث يجب انهائه"

نظر إليها ثم شرب قهوته دفعة واحدة بعدها أمسك بيدها ووضع الكوب في راحة يدها وقال بنبرة آمرة "غدًا، ستجرين مقابلة معي وإلا انسى الملاعب، سأبلغ عنك كمصدر تشتيت ثم ناهيك عن البحث" نظر إلى جهاز الكمبيوتر المحمول والكاميرا الخاصة بها "تخرجك في خطر أيضًا"

اثم استدار مبتسمًا بينما كان وجهها المصدوم يسلي عليه وتمتم وهو يمشي بعيدًا عنها "ضربة جزاء"

.

.

.

.

يوما واحدا على تنصيب كارلوس على سيسلي

كاتانيا- سيسلي

"كيف تجرؤين على القدوم هنا!"

وقفت فيرا على بعد متر من انطونيو في معطف اسود اللون، نظارة شمسية و مظلة يمسك بها ايلايجا بجانبها امام تابوت البرتو سالفاتور الذي الآن في حفرة ويرمي عليه التراب.

"انطونيو. جئت مسالمة اقدم تحياتي لوالدك للمرة الاخيرة"

"واللعنة!"

لم تلتفت نحوه فيرا بل اعينها لا زالت على التابوت "صبري بدا ينفذ فلتحمد الرب انني هنا للعمل، اللعنة لو غير ذلك لكنت انت ايضا بجانب والدك الان!"

"ماذا! ما هذه الجرأة" هاج انطونيو ولكنه ابقى صوته منخفضا والانزعاج يملئ وجهه القبيح

"لا تظن انني نسيت تلك الرصاصة التي خرقت زوجي! ولا تظن انني سأنسى ولتكن لعنتك الى بقية حياتك وخوفك حتى تموت لانني لن انسى رصاصة الغدر تلك حتى ان نساه زعيمك"

"لم اقصد الزعيم! كانت فقط رصاصة تهور!" صوته المرتعب تغلب على انزعاجه الآن

"انت هددت زوجة اخي، صوبت السلاح عليها ايها العاهر" احتكت اسنانها بقهر ولكن سرعان ما ازالت تلك التعابير عن وجهها لتقول بهدوء "وايضا في المرة القادمة التي سترفع صوتك فيها امامي سأهديك لسانك و رجولتك في تابوت كتلك"

اشرت بيدها ليبتعد انطونيو عنها ثم نظرت نحو كارلوس بين الحشد مبتسمة. صحيح لم يحب احدا البرتو سالفاتور الا انه كان لا زال سالفاتور وعلى الجميع تقديم التحية للمرة الاخيرة، على الاقل سالفاتور مقيدة بأمر جيد رغم جريان دماء الخيانة في شرايينهم.

"كارلوس عزيزي!"

كارلوس دي لوكا سالفاتور، طول كطول فيسيرس، جسد عريض كجسد ميكيل، يد ممتلئة بالوشوم اهمه وشم الجمجمة على ظهر يده، شعر اسود قصير، لحية كثيفة، وجه ممشوق مرفوع الفك، شفاه ممتلئة، ندبة على عظمة الانف والاهم من كل ذلك اعين الويسكي التي تخفي الاشباح حوله.

تقرب منها كارلوس يحني رقبته باحترام، تصغره سنا ولكنها سيدته "دونّا"

"كيف هو شعورك وانت ستجلس غدا على الكرسي الذي تقاتل من اجله من صغرك؟"

طبق كارلوس فمه حتى لا يضحك وهم في المقبرة "حقا! سنناقش ذلك امام قبر عمي!"

نظرت له فيرا بطرف اعينها وهي تخفض نظارتها "لا تخجل من تشغيل كرسيه و تخجل من التكلم امام قبره!"

"اقول فقط ان كل نقاش لديه مكانه و زمانه"

"اين تبدأ فيرا النقاش يصبح الزمان و المكان لذلك"

ابتسم كارلوس وهو ينظر فيرا جديدة كليا على ما تعود عليها في الماضي، هما لم يلتقيا ايضا منذ اكثر من خمس سنين، ظاهريا لم يتغير شيئا في فيرا الا انها اصبحت امرأة بالغة الآن، امرأة تدير ايطاليا بأكمله

عادت فيرا سؤالها "اذا! ما هو شعورك؟"

"بما يختلف ذلك لك؟"

"انا لست هنا فقط لتنصيبك بل لصفقة ايضا، حسنا اصدقك القول! فيكتور سيقدم صفقة لك اريدك ان تقبله دون نقاش"

"ماذا تختلف صفقته عن صفقتك؟"

"صفقتي هي ان تقبل صفقته بدون الخوض في معارك معه"

"لما! هل حقا انت هنا لتحميه؟"

"انا هنا لحمايتك كارلوس، سيسلي مهمة للعاصمة و خروجك عن خطة فيكتور لايطاليا ستفقده عقله، هو اساسا طفح كيله من سيسلي لذا لا اريدك في فوهة مسدسه. لا تكن مثل عمك والا ليست فقط جنازته من سنصلي عليها في الكنيسة اليوم"

قلبت ملامح كارلوس الى الجدية "مالذي جعلك تظنين اني قد اذهب في طريق مخالف لطريق الزعيم؟"

"دماء سالفاتور لا زالت تجري في شرايينك، اريد التأكد انك لن تستخدم تلك الدماء خلاف الزعيم"

"نصف شرير و نصف صالح" رد عليها كارلوس بمزاح

"نحن دي لوكا لسنا صالحون بتاتا بل ونحن اوغاد لعنة ولكن، لسنا خونة!" نظرت نحوه لثوان ثم قال توهبه ثقتها متأكدة انه لن يخيب ظنها "اشغل كرسيك ك دي لوكا و ليبقى انتمائك ل سالفاتور، كن الذي يزيل وصمة الخائن عن عشيرتك يا كارلوس"

اوما باحترام وهو يضع كفه على صدره ثم قال ممازحا "الا تجدين نفسك صغيرة قليلا على تحمل كل ذلك على اكتافك؟"

"بربك!" ضحكت فيرا "وهل منا اي صغير في عالمنا! ان كان عالمنا يسير بالعمر ف اود ان اقول لك ان فيرا الصغيرة تتعلم الرماية منذ الآن بجانب اعادة صنع الرصاصات و فيغار يفرع هواء عجلات مركبة ميكيل في كل مرة رفض ميكيل اخذه معه و رومان يتعلم القرصنة بجانبي"

اجل فيرا قررت ان تعلم رومان القرصنة ولاحظت ان رومان مهتم لذلك. رغم صغر سنه الا انه عبقري وان كانت ملاحظتها دقيقة كما عادتها ف رومان يوما ما سيفوقها في القرصنة.

"بينما صغيرتي في الميلان تريد ان تصبح صحفية و تتمنى حياة طبيعية"

"ماريا؟"

"و من غيرها؟"

ابتسمت فيرا "لا تقلق، ستدور الايام و ستعلم اهمية عالمنا حين ستحتاج لنا وستدرك حينها من يولد في المافيا لا يستطيع استئصال ذلك من عروقه"

"أتأمل ذلك"

"وحين تحتاجنا تأكد انك معها وليس ضدها كارلوس"

"يسعدني قبولك لذلك فيرا"

"تهمني زوجة اخي، ف هي من اختارتك لتشغل كرسي سيسلي، لذا لا تحطم امالها عليك"

"وان حطمت امالها؟"

ابتسمت قائلة "ستجدني في مطاردتك"

.

.

.

.

يوم تنصيب كارلوس كابو على سيسلي

تاورمينا-سيسلي

على اعلى قمة الجبل الثلجي حيث قلعة كارلوس وسط الثلوج ارتكزت، وقف كارلوس في بذلته انيقا، بذلة سوداء بأكملها، لا تظهر الا سمار و شوم يده التي يمسك ب الخنجر بيد واخرى يضع الخنجر عليها.

مرر الخنجر على باطن يده واعينه على الحضور من آل سالفاتور المهمين و آل دي لوكا واصحاب العاصمة، الزعيم فيكتور و الزعيمة فيرا بينهم.

لم ترمش اعينه والدماء تتقطر من باطن يده ثم قال بصوت جهراوي عميق كعمق اعين الويسكي الذي يمتكله "اليوم هنا، وسط حضور سيدي الزعيم، اعهد انا كارلوس دي لوكا سالفاتور ان اعتلي منصب كابو سيسلي الذي وهب شرفه لي من قبل الزعيم، ان اصونه مثل شرفي و دمائي واعمل على راحة تابعيني ال سالفاتور. اعهد ولائي و دمائي و حياتي ومدينة سيسلي لسيدي الزعيم فيكتور سايرس فالنتينو" مسح كارلوس يده المجروحه على وجهه يغطيه بدمائه.

ثم تقدم كارلوس وسط الحضور نحو فيكتور، وقف امامه ثم قدم له الخنجر ليأخذه فيكتور و جرح راحة يده هو الآخر ثم صافحا يدا بعض و شدا على قبضتهما بينما نطق فيكتور بصوته العميق "سيسلي تحت حماية العاصمة لطالما سيسلي تحت العاصمة"

انحنى كارلوس ل فيكتور وانحنوا الجميع بعده ل فيكتور بينما فيرا فقط وقفت كتفا بكتف بجانبه.

.

.

.

.

انتشر الجميع بعد طقوس تنصيب كارلوس في صالة القلعة حيث زجت اصوات الموسيقى بينما البعض يحتسي شرابا والبعض الآخر يتناول طعامه.

"ميكي"

"حبيبة اخيها" عانقها ميكيل بينما فيرا قلبت اعينها وهي تعلم رغم منعها الدائم الا ان ميكيل لا يكترث لذلك

"اشتقت لك" همس فيرا وهي لا زالت في احضان ميكيل، لا تعلم لماذا لكن كانت محتاجة لذلك العناق

"هل احزنك الزعيم؟ لا تترددي ابدا. ننهي المسألة هنا حالا!" شد ميكيل على ذراعه حول ظهرها

"ارى انك لا تضيع فرصة التخلص من زعيمك، دي لوكا" سحب فيكتور خصر فيرا يبعدها عن ميكيل برومانسية ازالت كل شكوك ميكيل

"سيدي" ابتسم ميكيل يؤدي احترامه "انا اخ لفتاة، عليك التغاضي عن ذلك"

"فيرا بأمان بجانبي" رد عليه فيكتور ب ثلاث كلمات مهمة في جملة واحدة

ابتسم ميكيل والقلق اختفى من على جبينه "ذلك يريحني سيدي الزعيم"

بينما فيرا قلبت اعينها وهي تمسك اصابع فيكتور حتى لا يخترق خصرها المكشوف باكلمه بينما هي تحترق من لمسه.

فيرا كانت تلبس فستانا كحلي اللون يغطي فقط نهديها من الجزء العلوي من جسدها بينما يكشف ظهرها و ما بين صدرها ويغطيها من اسفل خصرها الى كعبها، لا ننسى الشق الذي يكشف ساقها اليمنى ايضا.

"لم ارى سيلا"

"هنا وهناك تجري خلف الشياطين سيدي"

"ها هي" اشرت فيرا على سيلا ثم حاولت التخلص من فيكتور "سأذهب اليها"

ذكي فيكتور لم يعطها فرصة التزحزح من مكانها "نادها ميكيل"

"فورا"

غادر ميكيل ينادي سيلا بينما فيرا تهس تحت نفسها السريع وهي تنظر الى فيكتور و عنقها من الممكن ان ينكسر "ما بك تمسك بي هكذا؟ لن اطير. لا اجيد الطيران حقا"

اخفض اعينه عليها ثم ابتسم بجانبية "تبدين جميلة فيرا"

قلبت اعينها متجاهلة نبضات قلبها المتسارعة "اجل رأيت ذلك وانت لم تتوقف عن رفع هاتفك نحوي"

قهقهة صغيرة انزلقت من فم فيكتور وهو يخفض جبينه على جبينها "تبدين اجمل وانتي مثيرة مني"

رمشت فيرا باستهزاء تدعي عدم التصديق "اجل لا تنفك عن اثارتي"

"لا يجب قول تلك الكلمات في وجودي فيرا"

يهددها حقا! يهددها بطريقة لطيفة ولكن فيرا لا تعرف اللطف!

قبل ان توبخه قاطعهما رومان وهو يحتضن ساقي فيرا وخلفه سيلا تمسك باطفالها "سيدي الزعيم"

"روميو قلبي" مسحت فيرا يدها شعر رومان واعين فيكتور عليه بينما يرد على سيلا "زوجة اخي"

ارادت فيرا حمل رومان لكن سبقها فيكتور وهو يرفع رومان بيده الحرة.

رومانوف في يد فيكتور اليمنى و فيرا في يده اليسرى! حقا صورة عائلية لطيفة..

"كيف حالكِ زوجة اخي؟"

ابتسمت سيلا "اصدقك القول سيدي، الايام الماضية لم تكن سهلة علي" ذهبت اعينها على ميكيل الذي يكلم ايلايجا و فيسيرس و راسموس "لكن بوجود ميكيل حولي، الحياة اسهل في العيش وجميلة على ان تقف على مقتل والدي المسيء. كل ما فقدته وانا في منزل والدي، ميكيل عوضني عن كل ذلك بألف مرة. بعد مقتل والدي وتهديد اخي لم ينتظر مني ان اطلب منه بأن تعيش اختي في منزلنا فقط اتى بها الى منزلنا و خصص لها جناحا بالكامل. حين بقيت مستلقية على السرير لايام بعد ما حدث في ستراسبورغ، اهتم بالاطفال دون ان يقتربوا مني او يشتكوا الي، اهتم بأكلهم ونومهم و تعليمهم دون ان يحسسني انني مقصرة. انا كنت لمت لولا وجوده بجانبي، كنت الآن بجانب والدي في تابوت بعد ما فعل انطونيو بي"

حال ما انهت سيلا جملتها حتى عانقتها فيرا دون ادراك منها وهي تكره العناق. لا تعلم لماذا ولكن فقدان الوالدان صعب جدا و فيرا كانت هناك في الموقف الذي فيها سيلا الآن الا انها لم تفقد فقط والدها وانما اخيها ايضا.

"مكالمة واحدة منكِ واحضر ك ملك الموت على رأس ميكيل ان فكر حتى في رفع صوته عليكِ" قالت فيرا وهي تبتعد عن سيلا ثم مسحت دمعتها "اعني اعلم ان اخي لن يفعل ذلك ولكن اقول فقط"

ابتسمت سيلا وهي تمسك تشد على يد فيرا "ستصبحين والدة عظيمة ل رومان وزعيمة قوية بجانب الزعيم"

"اخي" ابتسم فيكتور لها وهو لا يبتسم الا ل فيرا "تستطيعين مناداتي بأخي"

"هذه دموع فرح صدقوني" غمضت سيلا اعينها تعيد دمعوها ثم فتحت بابتسامة صادقة ودافئة كدفء قلبها "شكرا لكما، حقا"

.

.

.

.

وسط الثلوج خارج قلعة سالفاتور، وسط جبال تاورمينا، وسط الثلوج التي تغطي القلعة، وسط الجميع والاحتفالات المستمرة بعد حفل تنصيب كارلوس دي لوكا سالفاتور كابو الجديد على سيسلي، كانت فيرا تتمايل بلا توقف بجانب ايلايجا الذي ما ان ابتعد عنها فيكتور حتى اسرعت نحوه تسحبه الى حلبة الرقص و رومان ايضا.

فور انتشار شرارة رقصهم حتى انضم لهم الجميع وسط الاجواء الاحتفالية على امل ان لا ينتهي هذا الاحتفال الى بركة دماء كالسابقة في زفاف فيرا و فيكتور.

"من تلك؟" دار ايلايجا فورا حوله

ذهبت اعين فيرا على تلك السمراء بجانب البار تحتسي من كأسها تراقب الوسط بهدوء، ملامحها الهادئة كملامح كارلوس بينما تخفي سواد خلقهما هي الاخرى، ترفض الانضمام لاحتفالهم.

"ماريا دي لوكا سالفاتور، اخت كارلوس" اجابت فيرا وهي تتمايل "مثيرة للاهتمام؟"

ابتسامة ماكرة ظهرت على وجه فيرا ليقلب ايلايجا اعينه "مريبة! ليست سعيدة وترفض الانضمام لاحتفال تنصيب اخيها! مريبة وليست مثيرة بتاتا"

دارت فير ايلايجا حولها في رقصة السامبا الذي قربها اكثر من اللازم منه ومن يراهما حقا يقول انهما زوجان وليس صديقان.

"هي لها رأى مثير حول المافيا. ترفض الدخول في عمقها و هي طالبة اعلام"

حرك ايلايجا فمه باهتمام "صحفية، همم صحفية اخت كابو! ذلك مريب اكثر الآن. هل يجدر بنا تعقبها؟"

ابتسمت فيرا تنظر له وهي ترمش ببراءة ليضحك ايلايجا "بالطبع انتي تتعقبينها، لما لست مندهشا!"

"كارلوس لا يستطيع منعها من العيش كما تريد لكونه اخيها و على احد ما ان يرشدها الى الطريق الصحيح ف طرقها اصبحت مشكوكة فيها"

"حقا، ماذا وجدتي؟"

"كابتن فريق اي سي ميلان. يبدو انه يحاول التقرب منها و ذلك لا يبدو سليما"

"اووه يا الهي تبدين ك جدتك؟" مال ايلايجا نحو جسدها

مالت فيرا نحو ايلايجا وهي تقهقه "تلك اهانة بحق الجحيم"

"اذا؟"

"ال عزيزي، الكابتن معروف في ايطاليا وخارجها. دخوله في علاقة مع ماريا غير صائب ابدا، سيدمر مهنته كلاعب ان عرفت الصحافة انه في علاقة مع المافيا وهي تدرك نهاية ذلك الامر"

دارها ايلايجا حول اصبعه لتكمل فيرا "و كارلوس لن يتردد للحظة واحد قبل اطلاق رصاصة بين عيني الكابتن. قد يبدو غير مؤذي ولكن انت تعلم ايضا وحشية كارلوس، دماء دي لوكا تسري فيه"

"اذا ما ستفعلين؟"

"بما انها مريبة لك، تقرب منها"

إتسعت اعين ايلايجا وتوقف عن الرقص مما اجبرها على الوقوف ايضا "اوه لالا، لن اخوض مثلث الحب السخيف"

ضربت فيرا اصبعها على جبينه "ايها الاحمق! كن لها صديقا وارشدها فقط"

"ذلك يعني ابتعادي عن العاصمة؟ هل تطلبين مني ذلك؟"

"لن اجبرك ايلايجا. فكر فقط في الامر. انا اهتم لامرها وهي لا تزال صغيرة وعليها ان تتعلم ماذا تعني العائلة"

اوما لها ايلايجا بينما هي اشرت على رومان "لا تدعه يغيب عن ناظريك، سأخرج حتى استنشق بعض الهواء"

خرجت فيرا الى البلكونة تستنشق هواء تاورمينا الباردة وهي غير سعيدة بتاتا حول ما تعيشه ماريا. صغيرة و بعيدة عن كارلوس و ايضا معتقداتها لا تتطابق مع مافيا ابدا. لن تجبرها على الخوض في مشاكل مافيا وعمقها ولكن رفضها لدمائها و عائلتها ذلك لا تستطيع فيرا التغاضي عنها.

هروبها المتواصل علمها جيدا ما معنى وجود العائلة حولك، ما معنى ان تكون من دماء دي لوكا، ما معنى ان تكون في المافيا. الخطر يحتويك من كل زواية وكل زاوية مثل حد السكين لظهرك. الوثوق في اي كان صعب و عدم الوثوق من حولكِ مرهق.

و فيرا سئمت الهروب قدر ما سئمت قلقها الدائم، تريد ان تكون وسط هذه الاحتفالات الدائمة كما كانت قبل خمس سنين، تريد بشدة ان تكون مثل سيلا و ميكيل، مثل لارا و راسموس ولكن هي ايضا تعي ان ما لديهم لا يمكن ان تحصل عليه، وضعها جدا مختلف وهي لا تملك حاميا ك ميكيل و لطيفا ك راسموس.

وقعت اعينها على فيكتور الذي يغمر جسده في الجاكوزي وسط الثلوج، ماء يخرج منه البخار وفور خروجه يتجمد من برودة الطقس و يعود ك حبات الثلج القطني الى المياه الحارة.

لا تعلم لماذا لكن غمرتها رعشة جميلة.

حاميا؟ اجل.

لطيفا؟ ابدا.

رعشة حماسية اخرى سرت في جسدها حين رأت الوشوم على اكتافه البارزة و عنقه. اجل متزوجة به منذ اكثر من اسبوعين الان ولكن لم تراه ابدا كما تراه الآن، في الواقع وجهه الهجيني يغلب على باقي تضاريس جسده.

تقدمت نحوه بهدوء في كعبها العالي الذي اضطرت ان تلبسه تجاري فستانها بها، هي متقنة في الازياء والمظهر الخارجي كما هي متقنة في القرصنة الا انها تفضل الثياب المريحة والتي لا تعيق حركتها.

تعلم ان صوت كعبها يرن في مسامع فيكتور لانها لاحظت تصلب اكتافه كلما اقتربت من الجاكوزي. رفعت قدميها قليلا ثم نزعت كعبها وبحركة بطيئة من اصابع قدميها دفعت الكعب الى الطرف. تقدمت وقدميها تغرز في برودة الثلج القطني، برودة سرت في عمودها الفقري ولكنها لم تتوقف بل اكملت مشيها حتى وصلت الى مقابض الجاكوزي الذي ينزل منه الدرج الصغير الى داخل الجاكوزي.

جلست بين المقبضين ثم رفعت فستانها حتى اسفل ركبها، وضعت قدميها في المياه الحارة، نشوة تغلغلت في جسدها ما جعلها تأن وتغمض عينيها براحة.

فيكتور فقط تابعها بهدوء كعادته، كل حركة، كل تفصيل، كل تعبير اعتلى وجهها حفظها فيكتور، يريد حفظها بشدة الآن، يريد ان يعرفها عن ظهر قلبه كما تعرفه هي، اجل هي لا تعلم ما يجول في داخله لكنها بالفعل تعلم عن خارجه اكثر مما هو يعرفها.

حركتها وهي تبعد كعبها وترت اكتافه بشكل جعل من اكتافه المرتخية بشدة تطوق بذراعها، قدميها التي تحول لونهم من سمار بشرتها الى الاحمرار اراد بشدة انا يمسح يديه عليهم. تلك السخونة التي جرت في جسدها حين لمست المياه الحارة و تأنت، اراد بشدة ان يكون هو مصدر ذلك الانين.

"هل سيطول نظرك؟"

"يمكنني سؤالك نفس الامر" اجابها بهدوء، اعينه تعتلي عليه نظرته الباردة كعادته بينما جسده تسري به سخونة عكس برودته

ارتجف جسدها لتزيح نظرها عنه وذلك يحدث لاول مرة، ان تزيح فيرا اعينها عن اي شخص، بالاخص مع فيكتور، مرحة و مجنونة ولكن اعينها مخيفة كما خاصة فيكتور، التحدي لا يخلو في اعينها.

"لما قلعتك تخلو من هذا الجاكوزي؟"

"قلعتنا" شدد فيكتور نبرته على تلك الكلمة "بها مسبح خاص"

"اجل ولكن لا جاكوزي تحت الهواء الطلق!"

"هل تريدين واحدا؟"

"اقوله لاجلك بما انك مستمتع جدا بسخونة المياه في هذه البرودة"

"هناك امور كثيرة تبقي جسد الانسان الطبيعي غير المياه الساخنة في هذه البرودة"

ابتسمت فيرا وهي تعلم ما يقصده لترد عليه بسخرية "ولكن انت لست انسانا طبيعيا"

"لذلك، اربعة امور تبقيني دافئا في هذه البرودة"

"مهتم بالمشاركة؟"

"السجائر، دماء الاعداء، احتراق الوقود"

"ثلاثة فقط ماذا عن الاخيرة؟"

"الست فضولية قليلا بشأن رجلا لا تسمحين له بلمسك؟"

"ذلك ليس امرا خاص بك فقط، ظننت انك بالفعل ادركت ذلك"

"ايلايجا و رومانوف خارج تلك المعادلة"

"ايلايجا روحي و رومان قلبي"

"ماذا عن فيكتور؟"

رفعت اكتافها "حقيقة!"

"حقيقة"

"عدو، معاملة غير منتهية، دين خمس سنين"

"كومسير، هجين، زوج" اكمل فيكتور بنفس نبرتها اللا مبالية

قهقهت فيرا وهي لم تظن انها يوما ما ستسمع كلمة كومسير من فمه بعد ما حدث في روسيا منذ خمس سنين.

"لما نحن نتحدث بمدنية الان؟"

"القليل من الهدوء احيانا مرغوب"

"اجل ولكن" وضعت فيرا يدها في المياه ثم مسحت رقبتها تدفئ جسدها "الهدوء كلمة لا تناسبك"

اشر لها فيكتور باصبعها حتى تنزل في الجاكوزي بما ان البرودة تحكمت على جسدها "الهدوء كلمة لا تناسبكِ انتِ"

"لم تقل لي الامر الرابع" رفعت فيرا اصابعها الاربعة

"انزلي اولا"

لم تتردد فيرا و دخلت الجاكوزي بهدوء بفستانها، سندت ظهرها على الجاكوزي بينما تنظر اليه "اربعة؟"

نظر لها فيكتور ثم ابتسم بهدوء "انتِ"

تصنمت فيرا للحظة ما جعلها تنسى انها ان كانت لا زالت تتنفس ام وقف نفسها.

كيف قلب الطاولة عليها!

حاميا؟ خطرا.

انخفضت اعينها على البخار ثم قالت بصوت خافت "توقف عن قول امور لا تعنيها فيكتور"

"لم يسبق ان قلت امرا لم اعنيه، تعلمين ذلك جيدا فيرا"

اغمضت فيرا اعينها بشدة وهي تبلع غصتها ثم مسكت مقبض الدرج هادفة الابتعاد عن الجاكوزي و فيكتور لكن يديه امسكت بها "توقفي"

"اترك رسغي" لم تلتف لتراه ولكن نبرة التهديد اعتلت كلماتها

"توقفي عن الهروب"

"اترك رسغي حالا!"

"انتِ في موطنك، بين احبائك، اخويك بجانبك، ايلايجا و رومان" سكت قليلا ثم قال بصوت عميق بينما يضغط بلطف على رسغها "انا بجانبك"

"توقف فقط توقف واللعنة!" نفسها زاد عن الطبيعي، وصدرها يرتفع ويهبط بطريقة سريعة، غضب احتواها و ضيقة غلبت صدرها، ظنت انها ان رقصت مع ايلايجا ذلك سيخفي من التوتر بينها وبين فيكتور التي زادت في الايام السابقة. محاولاته في ابراز الجانب اللطيف فيه يخنقها ولا تريد ذلك، ان يكون لطيف معها ويتغاضى عن كل الامور التي تفعلها علما انه غيرا موافق بتاتا عليها ولكن من أجلها فقط يتغاضى.

"ان كنت تريد علاقة جنسية من اجل طفل وما شابه انا واللعنة لا استطيع الانجاب! لذا توقف عن تعذيبي!" حاولت سحب رسغها حتى احتدت اسنانها و سقطت دمعة غير مخططة من عينها لتصرخ "فقط توقف توقف توقف"

لم ترد ان تقول ما قالته ابدا، لكن تقربه الذي لا تعرف من اين اتى يصيدها الان و يخرجها عن طورها، قربه منها يؤذيها وهي تعلم جيدا ان نهاية هذه العلاقة محتومة فمن يرغب بزوجة لا تنجب، نعم لديه ابن ولكن هل الحياة متوقفة على ابن واحد فقط!

لم يتركها فيكتور "اعلم ذلك" لن يتركها ابدا، ليس بعد الآن، ليس بعد اعترافها وان كان ذلك الاعتراف مجرد سهو منها

شل جسدها وتوقفت عن محاربته، ارتخى رسغها و اعينها اتسعت مما قالته سهوا، ثم من رده الذي لم تفكر فيه ابدا ولا لمليون سنة ضوئية، ظنت انها غامضة جدا على ان يعرف احدا ذلك السر عنها، ذلك السر بينها و بين ايلايجا بات يشاركه فيكتور ايضا.

اغمضت اعينها بشدة ثم همست "ايلايجا" لكن سرعان ما توقفت عن ذلك، ايلايجا من المستحيل ان يغدر بها، محتمل ان يفشي اي اسرار اخرى وسط ظل فيكتور عليه لكن لن يفشي هذا السر مهما كان الثمن

"اقتربي"

لا تعلم لماذا ولكن معرفة فيكتور بسرها الذي تخفيه منذ سنين جعل فيكتور يتفوق عليها و يجعل منها صغيرة جدا امامه انها اتبعت ما قاله دون تعارض.

امسك بها فيكتور من خصرها و سحبها نحوه بلطف، لم ترتعش من لمسه، لم تكره ذلك، لم تحاربه ام توبخه... ذلك اخر همومها في الوقت الحالي...

"ايلايجا ان عذبته لسنين لن يفشي سرك ابدا، لذا ابقيه في القلعة بجانبك"

نظرت الى اعينه بشرود فيما ارتجفت شفتيها حيث بلعت ريقها بصعوبة حين رفع فيكتور ذراعيها ووضعهما حول عنقه.

"حبك العميق ل رومانوف منذ ان وقعت اعينك عليه بدا غريبا جدا لي. ظننت انك تستغلينه لصالحك في بداية الامر ولكن مطالبتك به وتعلقك الشديد و اصرارك الشديد على تغيير شخصيته واخراجه من قوقعته المريحة لم يكن استغلالا"

مسح على خصلتها البيضاء واعينه لم تزح عن خاصتها "ظننت انك تضعين قناع حتى تتقربي من رومانوف حتى تستغلين ضعفي تجاهه، انتظرت كثيرا حتى يقع قناعك سهوا لكن لم يقع قناعك ابدا" مسح على خدها بظهر يديه "لانك لم تلبسي ذلك القناع في بادئ الامر"

اغمضت فيرا اعينها وهي اصبحت كالكتاب المفتوح له، رغم عدم اعجابها لذلك الا انها بقيت بين يديه دون اعتراض

"سرك الصغير لم يكن سرا ابدا فيرا، ليس منذ ان بدأت انظر اليك، الى جوف روحك" تلاقى نفسهما حين مرر فيكتور ظهر سبابته على عمودها الفقري ورغم سخونة المياه الا ان برودة سرت في جسدها "هروبك الدائم مني و معارضتك لعهود زفافنا لم يكن الا اخر ايماءة على تأكيد سرك" ثبت خصلتها خلف اذنها "و عهدك بالانجاب رغم عدم استطاعتك، ذلك فيرا يتطلب شجاعة كبيرة"

"خمس سنين يا دي لوكا كفيلة لتعلمني عن البحث في المكان الصحيح عن الشخص الصحيح" تنفس فيكتور بعمق وكأن ما يخرج من فمه لا تصدقه مسامعه "ويبدو ان الشخص الصحيح فقط اتت بطريقة" ابتسم بخفة "ليست صحيحة ولكن ليست خاطئة ابدا"

وضعت فيرا راحة يدها على فمه تسكته قبل ان تسمع منه امرا يفوق صدمتها على كل الصدمات التي خرجت من فمه و ابى عقلها ان يستوعب ذلك "لا تقلها"

مال رأسه يسارا قليلا وارتخت اعينه وهي تنظر نحوها، يريدها ان تفصح ما يدور بداخلها.

"انا لست الشخص الصحيح، ليس لك ولا لأي رجل آخر. انا ابقي في القلعة حتى اتخلص من ديني" رمشت والالم يكسو وجهها "انا لا استطيع ان ابقى لأحد، انا رأيت من الدماء ما يكفي و يدي ملطخة بتلك الدماء"

تصلب فكها وهي تتمالك نفسها ولكن بما انها بالفعل اصبحت كتابا مفتوحا له، لا ضرر من افشاء امر آخر. كل المشاعر المكبوتة في داخلها تريد افراغه والآن لا يهم ثمنهم هي تريد الراحة ايضا.

"والدتي لم تمت وهي تلد فيسيرس، بل ولادته كانت مبكرة وليس بسبب اي تدخلات طبيعية بل لانني لم استطع حمايتها، كنت صغيرة ولكنني كنت اعي ماذا يعني الرصاص والمسدس ووجود روح اخرى في جسدها. ميكيل لم يكن في القلعة و والدي كان في العمل وانا سئمت لوحدي في الغرفة بين كتب لا اعلم محتواها. لذا خرجنا انا وهي الى حديقة القلعة في الجو الماطر حتى نقضي الوقت ريثما يعودان ميكيل ووالدي، لكننا لم نكن نعي ان عدوا كان بانتظارنا بالفعل في الخارج، لم اعي حتى خرقت رصاصتين جسدها لم اعي ماذا يحدث حتى وقع جسدها على جسدي، ظننت ان المطر بلل ثيابي لكنني كنت مغطاة بدمائها"

اغمضت اعينها بشدة وقلبها يتقلص ونفسها يتقطع من الالم الذي اكتسحها "تمنيت بشدة ان يعود ذلك اليوم و يتغير كل ما حدث، لو لحق والدي باكرا واخذها الى المستشفى، لو لم تلد فيسيرس في المنزل و روحها تخرج وهي بين يدي, لو كنت اكبر سنا فقط حتى اطلب النجدة لو لم"

شهقت فيرا والدموع غطت خديها ولكنها لم تتوقف وكأنها منذ سنين تنتظر هذه اللحظة حتى تتخلص من الالم المكبوت بداخلها، ألم لم تستطع التخلص منه ابدا

"غياب والدي بعد وفاتها دمرني كليا، ظننت طوال الوقت انه تركنا لانني كنت سببا في موتها، جعلني اصدق انها فقط لانها فارقت الحياة بين يدي انني من تسبب في موتها، غيابه كسرني بشدة وخسرت كلا والديني في ليلة واحدة. ميكيل لم يقصر في تربيتي ابدا ولطالما كان دائم الوجود حولنا ولكن معرفة ان والدي حي وانه فضل الابتعاد عن اطفاله مزق قلبي"

بلعت فيرا غصتها و فيكتور يمسح دموعها بظهر يديه بينما لم يقاطعها او يوقفها بل انصت لها وشاركها المها

"اخر مرة لمست يدي هذه والدتي" رفعت فيرا يديها امام اعين فيكتور "فارقت هي الحياة. اخر مرة لمست يدي والدي، لم ينظر الى الطفلة التي تبكي تصرخ باسمه فقط غادر ولم يعد"

ابتسمت بين وجعها والمها الذي دفنته منذ سنين ولكن فيكتور ايقظ ذلك الالم فيها وربما تتخلص من ذلك الالم واخيرا "ذلك ليس حتى ربع مأساتي، الكوابيس لا تفارقني حول تلك الليلة وبسبب تلك الكوابيس استيقظت احد الليالي مفزوعة وخرجت في مركبة ميكيل، كنت فقط في الخامسة عشر من عمري ولم اتقن السياقة" ارتجفت اصابعها وكلماتها "تلك الليلة لم تتحطم المركبة بالشاحنة المحملة بالفولاذ و الحدائد، تلك الليلة لم يخسر ميكيل مركبته فقط"

نظرت فيرا في اعين فيكتور والكلمات تخرج مثل السكين تجرح حلقها وقلبها "تلك الليلة فيرا خسرت نفسها، خسرت ما يجعلها امرأة، خسرت ماذا يعني ان تصبح اما لطفل"

لم تبكي فيرا بصوت عال، لم تصرخ وهي تحكي عن المها، بل الالم كان موجودا في نبرتها الهادئة التي المت قلب فيكتور ايضا، كانت تبكي والدموع تغطي وجهها ولكنها بكت بهدوء، بكت وهي تعلم ان لا شيء سيتغير، بكت بين يدي العدو، بكت امام شخصا لم تظن يوما انه سيكون سببا في ازالة المها نهائيا.

"خسرت والدتي لانني وضعت يدي عليها، خسرت والدي لانني لم استطع ترك اصبعه، خسرت نفسي لانني وضعت هذه اليد علي. انت اصبت برصاصة بعد تلك الليلة التي وضعت يدي عليك!" هزت رأسها نافية "لا اريد خسارة احدا اخر، لا اريد ان اكون سببا في موت احدا اخر، تطلب مني سنوات حتى اصبح انا و ايلايجا ما نحن اليوم، رومان" التوى فمها بحزن "رومان لا استطيع ابعاده"

مسح فيكتور دموعها بلطف بكلا يديه ثم قال بهدوء "وانا لا استطيع ابعادكِ، فيرا"

"في..."

"وفاة والدتك" امسك فيكتور باصبعها الخنصر يخفضها "كانت رصاصة عدو" امسك باصبعها البنصر و اخفضها "هروب والدك كانت فعلة جبانة منه" امسك اصبعها الوسطى و اخفضها "خسارتك نفسك كانت بسبب الصدمة التي تعرضتي لها في طفولتك" امسك باصبعها السبابة و اخفضها ايضا "اصابتي بالرصاص كانت غدرا من انطونيو وكل ذلك ليس بسببك فيرا"

فيرا لم تستطيع ايقاف دموعها، لم تظن يوما ان فيكتور صاحب القلب الجليدي واعين باردة قد تخرج منه كلمات مواساة ولمن؟ لها!

"ان كانت اربعة اسباب تجعلك تهربين من وجودي حولك" عد اصابعها المتبقية وهو يمسك بهم بين اصابعها

"اريد ان اكون الاسباب الستة المتبقية التي تجعلك تتوقفين عن الهروب"

حاميا؟ اجل.

هزت فيرا رأسها تنفي ما يقوله، لما قد يريد ابقائها بجانبه وهي كل ما تفعله هي المجازفة بحياتها كلما سنحت لها الفرصة ولكن "لا استطيع، لا استطيع المجازفة بذلك، لا استطيع المجازفة بحياتك"

"سبق وقلت لك انني سأنتظركِ فيرا، فقط توقفي عن الهروب"

"ولكن انت" تنفست فيرا بصعوبة وقلبها ينبض بشدة، تود توبيخ قلبها الذي ينبض بسبب فيكتور "انت تحملني سبب تعاستك، سبب وجودك هنا في هذا العالم، سبب كل تلك الندوب على جسدك"

ابتسم فيكتور ثم تقرب منها وهمس قرب شفتيها "لهذا انتي مدينة لي يا فيرا، انت مدينة حتى تقضين باقي سنين حياتك بجانبي، انت مدينة بسداد ديني ولكن هل تعلمين ماذا تغير؟" نظر الى اعينها بنظرة ازاحت القلق من قلبها و زرعت راحة في جسدها "دين فيرا اصبح ان تقضي معي بقية سنينها لان فيرا تريد ذلك ليس لان فيكتور يطلب ذلك"

"ديني و دينك واحد" همست فيرا حين رددت كلماته حينما كانوا في فرنسا، لم تفهم حقا ما يعنيه في ذلك الوقت لان تغيره الجذري الذي حدث ذلك اليوم لم يستوعبه عقلها

هز فيكتور رأسه بخفة ثم مسح اخر دمعة سقطت من اعينها "انتي لست سبب موت احد فيرا بل انتي قوة بقائهم، انتي قوة بقاء ايلايجا، قوة بقاء رومانوف، انتي يا سيدة فالنتينو قوة بقاء سلالة فالنتينو، قوة بقائي"

عض فيكتور على شفته بابتسامة صادقة لم تره فيرا تعتلي على وجهه من قبل "كنت لآخذ كل رصاصة ان كان ذلك يعني بقائك بجانبي سيدتي"

لطيفا؟ ربما.

تلك الكلمات من فم فيكتور كانت مجرى تغيير كل مسارات حياة فيرا وكل مسارات مجرى دمائها الذي جعل من قلبها ينبض بقوة لم ينبض قبلا، ولم تجد نفسها الا في مسارا واحدا الان، ذلك المسار بين فمها و فمه لا بد ان يختفي الان.

"قبّلني" لا تعلم كيف ولماذا خرجت تلك الكلمة من فمها ولكن ان اراد تصديق كلماته عليها ان تحس بهم في شرايينها

عقل فيكتور تجمد لثوان جعله يقهقه من صدمته و لكن حين رأى الجدية في اعين فيرا سكت ثم قال بشك "لستِ تحت تأثير الكحول و ما شابه اليس كذلك؟"

لم تنتظره حتى يقبلها بل قبلته هي ويديها تمر حول خصره وترتاح على ظهره

اخذ فيكتور ثوان حتى يستوعب ما فعلته فيرا للتو! ان كان هو قبلها لكان امرا مخططا ولكن هي تقبله ذلك ما لم يفكر فيه ابدا.

"لست تحت تأثير الكحول" قالت فيرا بين شفتيهما ونفسها لا يستقر ونبضات قلبها تحاربها بشدة

طوق فيكتور ذراعه اليمنى حول كتفها من الخلف وسحبها بلطف نحوه اكثر وبيد اخرى مسك ذقنها ورفعها الى الاعلى يرفع نظرها عن شفته ثم قال وهو ينظر في اعينها بجدية "ان انتهى هذا غدا، سأغلق عليك في العلية كالاميرة المنبوذة و لتنسي الهروب بعد ذلك"

قهقهت فيرا وهي تعيد رأسها الى الخلف بينما ارتخت يديها حول خصره ما جعلها تفقد توازنها و توازن فيكتور الذي فقد عقله من ضحكتها وهي ترن في رأسه.

غرقت مؤخرة رأس فيرا في المياه و انفتح شعرها بينما فيكتور وضع يده فورا على حدود الجاكوزي خلف جسد فيرا وامسك بكتفها باحكام بينما هي اراحت رأسها هناك وسط المياه الدافئة.

"فيرا"

"لن اهرب" وضعت فيرا يديها حول عنقه تسحبه نحوها ونبرتها بها التهديد بعض الشيء "لا يعني انني سأسلم نفسي لك بتلك السهولة"

قهقه فيكتور ثم مال رأسه نحوه "لما لست متفاجئ!"

"لانني دي لوكا الاخت"

"لانكِ اكثر من دي لوكا الاخت" رفعها عن المياه ثم مسح على رأسها بلطف بينما هي اغمضت اعينها تشعر براحة لم تشعر بها من قبل "يكفيني من قربك هذا فيرا" قبلها بين عنقها و كتفها الايسر

"لا اوعدك بذلك، انا لا اجزم افعالي" همست برجفة وانخفضت احدى يديها على صدره

"يكفيني ان استطيع لمسك دون تردد" قبله اسفل ذقنها

"سيأخذ مني جهدا حتى اتعود عليك" همست فيرا وهي تفقد نفسها المتسارع

"يكفيني ان تتقبلي وجودي حولك" قبل خط صدرها

تسارع نبضها بشكل ظنت ان قلبها سيخرج من مكانه في اي ثانية، هذه المرة الثانية التي يلمسها في تلك البقعة وهي ليست تحت تأثير الكحول، هذه المرة لم تعارض، هذه المرة احبت دفئه، هذه المرة قبلته "لا اعلم ان استطيع اعطائك المزيد فيكتور"

قبلها بين عنقها و كتفها الايسر بينما هي تأنت من لهب فمه، اصبحت المياه باردة جدا لجسدها وما يدفئها فقط قبلات فيكتور و انامله التي لا تتوقف على بقعة واحدة علي جسدها

مرر فيكتور شفتيه على طول طرف عنقها، يثبت ملكيته على فيرا ويحفظ رائحتها في آن، قبل تحت اذنها ثم همس بعمق ونبرة جشعة تكسوه، نفسه الجشع لها، انفاسه التي لفحت جلد فيرا وجعل شعر جسدها يقف "يكفيني ان اكون انا وابني في نفس الكفة يا فيرا"

عضت فيرا شفتها بابتسامة جعلت لثوان تنسى حرارة فيكتور "انه طفل فيكتور"

قبل خط فكها من الاسفل بينما قال بغيرة ملفتة لم يكبحها هذه المرة "طفل يقبل شفتيك وانا لا استطيع ذلك"

ضحكت على غيرته من طفل و ليس مجرد طفل بل ابنه ولكن سرعان ما اختفت تلك الضحكة حين غرس فيكتور اسنانه في عنقها، ليس لانه عضها فقط بل و طال مكوثه على تلك البقعة.

اشتدت اصابعها على صدره وارتجف صوتها وهي تعلم انه ترك بقعته السوداء عليها "فيكتور"

تنهدت فيكتور على تلك البقعة "اول مرة نطقت اسمي فيها جعلتني اقلص كل المسافات بيني و بينك" احتدت اسنانه لا يستطيع تمالك مشاعره "نطقك اسمي بلا مبالاة جعل صوتك يرن في عقلي بلا توقف، اردتك بشدة ولم استطع تقبل ذلك"

مازحته فيرا كعادتها تقيس نبضه و تعلق مزاجه على الجرف "هل مناداتي لاسمك بلا مبالاة جعلك تريدني بشدة ام لانني لم اكترث لقوة اسمك وانت الزعيم الذي لا ينطق احد اسمه؟"

ابتعد عن تلك البقعة ثم نظر لها لثوان "انا الزعيم الذي كانت سببه فتاة في التاسعة عشر من عمرها" قبل اول طرف شفتها اليمنى "الفتاة التي غيرت نقشة حياتي" قبل طرف شفتها اليسرى "وتلك الفتاة اصبحت زوجتي وهي الوحيدة التي تنطق اسمي كما لم ينطقه احدا من قبل"

حاميا؟ بالتأكيد.

كل تلك البقع السوداء بينها تلاشت، كل تلك الحدود بينهما مسحت، كل تلك الجسور بينهما انهدمت، لم تعني عداوتهما في تلك اللحظة، لم يعني له شيئا انها تدين له مقابل خمس سنين، لم يعني لها شيئا انها اصبحت بلا موطن بسببه.

شفاتها الناعمة التقت ب خاصته، رائحة الفروالة و البتشولي طغت في جسد فيكتور، غمرت في شرايينه حين التقت السنتهما في قبلة مثيرة، عميقة، تفيض بالمشاعر الغامضة و الغير مؤكدة، انقطع نفسهما مرارا وتكرارا ولكن لم يبتعدا الا لثوان حتى يسدا تلك البقع بينهما، بقعتهما السوداء اصبحت رمادية...

ثوان ام دقائق ام ما اشبه بالنسبة لهما ساعات قبل ان ابتعدا عن البعض ليقول فيكتور بصوت خافت يمازحها بين شفتهما بينما يمسح ابهامه على خاصتها "يبدو ان الفراولة ستصبح فاكهتي المفضلة بعد الآن"

بينما قهقهت فيرا وهي تعض شفتها السفلية "لم اكل من الجوافة قدر ما اكلته من يد رومان فقط لانك تحبه"

"هو يحبه ايضا، ذلك سبب امتلاء اشجار الجوافة في الفناء الخلفي"

مالت فيرا رأسها الى الخلف قليلا بدهشة "حقا؟ ظننت ان قلبك جليدا"

مال رأسه يمينا كعادته وهو ينظر لها من تحت رموشه الا ان هذه المرة كانت ابتسامة ماكرة تعلو ثغره

"امزح امزح" ضربت فيرا كتفه بخفة ولكنها سرعان ما شهقت حين امسك فيكتور بيدها و دارها حولها بسرعة ثم سحبها نحو صدره وارتاح ظهرها على صدره العاري بينما هي لازالت في فستانها..

اعني! لا يسترها و مبلل! وجوده وعدمه واحد!

امسك بيدها باحكام واراح ذقنه على حفرة كتفها "يديك كثيرة التحرك عزيزتي!"

سحبت يديها وهي تضعهم على ذراعه "عزيزتي تبدو سريعة جدا!"

لم يرد عليها فيكتور انما فقط قبل كتفها وسند جسده على الجاكوزي بينهما هما الاثنان بقيا هناك لمدة.

كان غريبا جدا وجود فيرا بين يدي رجلا، لا سيما فيكتور، وجودهما اساسا في مكان واحد والهدوء يغلبه اغرب من انفجار مركز ما.

مررت فيرا اصابعها على عروق يدي فيكتور البارزة في حين ان يديه كانت مرتخية "اذا"

"همم"

"اذا هذا هو طعم العدو، لا شك انك لم تكف عن اثارتي"

ستموت فيرا ان سكتت لثوان، دي لوكا لا يستطيعون تمالك نفسهم اكثر عن بضع دقائق.

اشتدت ذراعي فيكتور حول خصرها وتصلب فكه على كتف فيرا، فيرا احست تصلب اسفل جسده خلفها مباشرة، مما جعلها تلعن نفسها في قلبها بكلمات لا تخطر على البال، كانت جميلة وهي مطبقة فمها.

"انا اتمالك نفسي بصعوبة فيرا، لا تقولي امورا يجعل النسر ينهش جسد النمرة دون رحمة" صوته كان هادئ و ثابت عكس توتر جسده

تنفست فيرا بصعوبة، لم تواجه تلك الصعوبة في التنفس وهي بحاجة لعلاجها حتى! يبدو ان فيكتور يبقي السكري خلفه في جعل فيرا تتخبط.

لطيفا؟ ابدا.

"سيدي الزعي.." توقف راسموس فورا حين رآهما في تلك الوضعية ثم دار ينظر الى الطرف ولم يتفقد ما امامه و ضرب قدمه في احد التماثيل بجانب الممشى.

توقيت راسموس لو كان جيدا كما يدعي لكان بالفعل متزوجا من لارا الآن.

"اللعنة!" همس باحراج ووجهه ك الطماطم مما رآه بينما وضعت فيرا يدها على فمها حتى لا تضحك وتحرج نفسها و راسموس معا

نظر فيكتور الى اتجاه راسموس و سأله بنبرة تغلبه الملل "ماذا هناك راسموس؟"

راسموس الذي لم ينفك عن مسح مؤخرة عنقه و امساك قدميه واجه صعوبة في التكلم "ااا، لا شيء سيدي!" حمحم ثم تنفس بعمق وقال ما يريده مسرعا في نفس واحدا "اختفيت لمدة اطول عن عادتك لذا خرجت باحثا عنك و رومان ايضا يبحث عن السيدة الزعيمة لذا خرجت ولكن سأذهب الان، اعتذر على مقاطعتكما، سيدي الزعيم" انحنى للتمثال ثم ابتعدا فورا فيما يتمتم في نفسه "اللعنة! لما تنحني للتمثال ايها الاخرق!"

فيرا لم تستطع كتم ضحكتها عن ذلك وانفجرت تعيد رأسها بين عنق و كتف فيكتور بينما فيكتور فقط ابتسم وهو ينظر اليها بهدوء، لا يود ان يشبع من فيرا هذه متأكدا انه لن يشبع منها ابدا.

خرج فيكتور من الجاكوزي بعض بضع دقائق ثم ساعد فيرا بالخروج، نظر لها لثوان "انزعي فستانك"

اتسعت اعين فيرا و صرخت عليه بدون تفكير "ماذا!"

قهقه فيكتور من صدمتها "انه مبلل فيرا، البسي معطفي"

طبقت فيرا شفتيها باحراج ثم التفتت و رأت كبينة صغيرة، يبدو انه لتبديل الثياب. دخلت واذ ب ثياب فيكتور معلقة فيها بالفعل. نزعت فستانها و ملابسها الداخلية لتستوعب ان دخولها الجاكوزي كان من اكثر الامور غباء التي فعلته في حياتها بجانب قرصنة ملفات مهمة وسرية في ثمالتها.

وضعت معطف فيكتور و اغلقت ازراره بينما وبالتأكيد معطفه كان اشبه بثوب طويل واسع على جسدها الا انه كشف القليل من ساقها.

خرجت بينما دخل فيكتور ونزع البوكسر الذي كان يلبسه في الجاكوزي ثم مرر منشفة باهمال على جسد ووضع ثيابه هو الاخر وحذائه ثم خرج.

"هل احملك ام احمل حذائك؟" نطق فيكتور وهو يطوي كمه الايمن الى الاعلى "لانني اجزم انك لن تستطيعين المشي في ذلك الكعب العالي بعد رقصك الملفت جدا"

التفتت له ثم نظرت الى كعبها "اظنني قادرة على المشي حافية وسط الثلوج باريحية"

"فقط لا احملك!" رد عليها فيكتور بنبرة مخيبة وهو يطوي الكم الآخر

تصلبت فيرا من حركته تلك واثارته بشدة لا تعلم لماذا ولكن لم تزح اعينها من عليه بينما هو مشى نحوها، مد يده وحمل حزام الكعب الرفيع بين سبابته والوسطى. ثم اخذ باصبعها يشبك باصابعه لتقول فيرا مازحة "لا يعني انك مخول لامساك يدي متى ما يحلو لك"

"النسر حين يمسك بفريسته لا يفلتها مهما كان الثمن"

ارتفع حاجبها معارضة وتقدمت خطوتين ثم اوقفته، وقفت امامه واغلقت الطريق عليه "مخالب النمر مؤذية حقا حتى النسر لا ينجو منها" ابتسمت وهي تهدده بلطف

تنهد فيكتور ثم ارتخت اكتافه "حسنا"

لم يأخذ منه ثوان الا وهي بين يديه يرفع قدميها عن الارض كما حملها لاول مرة في قلعته بينما هي شهقت بدهشة ولما تندهش!

قد ايقظت النسر بالفعل والان لن يتوقف عن الحوم حولها على مدار الساعة.

"انت حقا لطيف حتى الآن كومسير"

.

.

.

.

وقف كارلوس في الغابة المحيطة حول قلعته، امامه رجلا مكبل الايادي والساق، مكتوم الفم بقطعة قماش واعين خارجة وسط صدمته.

رفع كارلوس مسدسه دون ان يرمش مرة اخرى ودون اي قطرة رحمة على وجهه اطلق عليه "هذه من اجل زواجك باختي قسرا" طلقة خرقت ركبة الرجل الذي يقف امام كارلوس

"وهذه من اجل رفع يدك اللعينة عليها" طلقة ثانية في الركبة الاخرى

"وهذه من اجل تدمير حياتها" طلقة ثالثة في كتفه

"وهذه من اجل طلاقها" طلقة رابعة في الكتف الاخرى

"وهذه من اجل كل الكدمات في جسدها" طلقة خامسة في قلبه

"وهذه من اجل موتها" طلقة اخيرة بين عينيه.

ست طلقات خرقت جسد الرجل بعد ان انتهى منه كارلوس ثم رمى جثته على الشارع المهجور كالقمامة.

جثة انطونيو.

.

.

.

.

.

يتبع...

- مرحبا احبائي .. كيف حالكم؟ 😩❤️

- اريد ان اقول... اشتقت لكم🙈😭

-١٣،٠٠٠ اكثر كلمة من اجلكم فقط❤️

-ما رأيكم بالفصل؟

-ما رأيكم في كارلوس دي لوكا سالفاتور😩😩😩😩 

-ماذا يعني تفجير مرمز شرطة؟🙈💕

- عدو معنا اهداف ساكورا مقابل ماتيو 😂😂😂

- لا زال سر موت والدة رومان مثيرا للجدل 🧐🧐

-ازرا هكسلي وما قصتها اميرة اسكوتلندا المنبوذة؟ وهل سيستطيع فيسيرس زرع حبه في قلبها😩😩

-ماريا و فيديريك! فيرا بالفعل تعلم عن ما يدور بينهما؟ اذا ماذا ستكون نهايتها؟⚠️⚠️

-عدو معنا ايضا ركلات الجزاء الخاصة ب فيدريك مقابل ماريا 😂😂

-هل ايلايجا سيذهب خلف ماريا ويرشدها كما طلبت منه فيرا؟🧐

-سر فيرا 😩😭😭😭

-لطف فيكتور😭💕

-وهل قلب فيرا حقا سيلين اكثر ل فيكتور؟ ام ما حدث في قلعة تاورمينا سيبقى فيها؟😭💕💕

-توقعاتكم المقبلة؟

-ايضا تفقدو "السواد الهالك" الكتاب الثاني من سلسلة البقعة السوداء 😎🙈

- الفصل القادم سينزل من السواد الهالك❤️

-شكرا لحبكم الكبير لكتابي.. دمتم بود💕

Continue Reading

You'll Also Like

صراع المافيا By DZ

Mystery / Thriller

14.7M 576K 51
ألمانيا..بلد عُرف بهتلر و بعشيرتين حكمتا العالم السفلي و كانتا في عداء دموي شرس ..لهذا كان الدم هو كل ما يحدث حين يجتمع آل فاديتا و آل كابوني في مكان...
الحارث By تـ

General Fiction

10.2M 599K 53
رَجُلٌ يَشبَهُ الظِلْ يَرتَدي الأسود يُدَخنُ السَجائر بَعيدٌ وقَريبٌ بالآن نفسه يَستَمعُ للشِعر يَكتِبُ النُصوص يُمزقُها يُهدي الأُغنيات وحيد...
1.6M 31.3K 15
الشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما...
22.9M 1.1M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف