الكتـابات الكـاذبة

roma_7m

6.5K 734 453

إذا كنت من عشاق الروايات الرومانسية و تبحث عنها دائمًا يسعدني أن أرحب بك في عالمنا الصغير السعيد.. للغاية. و... Еще

المقدمة..
الفصـ1ـل {جثتين}.
الفصـ2ـل {ماستها الرقيقه}.
الفصـ3ـل {سيارة محترقة}.
الفصـ4ـل {ليس في صالحك}.
الفصـ5ـل {بفعل فاعل}.
الفصـ6ـل {ألستِ القاتله؟!}.
الفصـ7ـل {سأثبت}.
الفصـ8ـل {تشبه والدتها}.
الفصـ9ـل {ستأتي}.
الفصـ10ـل {عم مدمن}.
الفصـ11ـل {إنتصار دَنِيءٌ}.
الفصـ13ـل {خبر حصري}.
الفصـ14ـل {تزييف الحقائق}.
الفصـ15ـل {ليمار}.
الفصـ16ـل {حديث فارغ}.
الفصـ17ـل {عوض في صورة مختلفة}.
الفصـ18ـل {عبث بعد الزواج}.
الفصـ19ـل {رسالة خفية}.
الفصـ20ـل {حقيقة مبعثرة}.
الفصـ21ـل {مصدر أمان، أم أذى!}.
الفصـ22ـل
الفصـ23ـل
الفصـ24ـل
تنويه هام صدقني
الفصـ25ـل {ليتك لم تصارحني}.
١- الكتـابات الأخيـرة .
٢- الكتـابات الأخيـرة .

الفصـ12ـل {لذة مؤقتة}.

134 22 20
roma_7m

الكتابات الكاذبة..
الفصل الاثنا عشر :

أغلق باب الغرفة خلفه و هو يتنهد بهدوء ينظر إلى الطبيب الخاص بـ "حمزة " ينتظر منه أن يتحدث بحاله برفيقه:
- كويس أنك كلمتني لأنه كان محتاج مهدئ عشان ميتعبش .

ليتسائل " تاي " بقلق:
- طب و هو كويس دلوقتي ؟؟

أومأ الطبيب بهدوء:
- كويس متقلقش أنا اديته مهدئ المفروض أنه هينيمه شويه، لكن هو المفروض يخرج من الحاله دي، يعني خليه ينزل الشغل تاني أحسن .

أومأ إليه " تاي " بإيجاب قائلاً:
- حاضر .

: و لو في حاجه تبقى تكلمني، عن أذنك .

أومأ الأخر بتهزيب و هو يقول:
- أتفضل .

بينما في الداخل.. لم يستطيع النوم أبدًا و انتصرت عليه ذكرياته هي الأخرى، و كـ عادة جسده لا يستجيب نهائياً لأي مهدئات مهما كانت، نهض من على الفراش متجهاً ناحية الشرفه الخاصه بغرفته .

و كان في ذلك الوقت السماء تمطر بغزارة رغم حلول الصيف و لكن و كأن السماء تأبى التوقف عن البكاء على حال البشر .

أبتسم بهدوء و هو يرى قطرات المطر و مع كل قطره كانت تهبط من السماء كانت تعود معها إحدى ذكرياته في ذلك الوقت أيام الجامعة و رفاق السوء، أيام يكره تذكرها و لكن في حالته تلك الآن فقد عاد كل شئ مره أخرى لـ يتذكره و كأنه حدث بالأمس .

كان يجلس في المطعم الملحق بالجامعة التي يرتاد إحدى أقسامها يرتشف قهوته بهدوء، نظر بطرف عينيه إلى أصدقاءه القادمون من بعيد، لم يعطيهم أي إهتمام بل ظل ناظراً أمامه يتحاشى النظر إليهم بل يتجاهلهم بمعنى أصح .

جاء أحدهم و جلس بجانبه قائلاً بنبره بها بعض الخبث:
- إيه يسطا فينك كنا بندور عليك من بدري ؟؟

نظر إليه بطرف عينيه ليجيبه بنبرة باردة:
- حل عني يا " كريم " الله يباركلك .

قال شخص آخر بمرح و هو يجلس أمامه:
- يا عم متبقاش قفوش كده ما قولنا آسفين مكناش نعرف أنك ملكش في الجو ده .

أمسك علبة المناديل التي على الطاوله يقذفها في وجهه بحده:
- هو إيه إلي مكنتش تعرف، ليه مكتوب على قفايا صايع و أنا معرفش، أنا غلطان إني جيت معاكم من الأول أصلاً الأماكن دي .

نظر صديقهم الثالث على عنق " حمزة " من الخلف ببلاهه ثم قال:
- لا قفاك منور أهو مفيهوش حاجه ماشاء الله، بعدين يسطا قولنا لك مش هيحصل حاجه من شماية واحدة يعني .

ابتسم " حمزة " ابتسامه صفراء و هو ينظر إليهم ثم قال بسخط:
- أممم بجد !! ما انتوا مشفتوش حالتكم بتبقى عامله إزاي بتبقوا زي الميتين قدامي .

غمز " كريم " بإحدى عيناه بخبث و هو يقول:
- و صحينا من الموت تاني يا زميلي .

ليضيف شخصاً آخر بلذة غريبة:
- بعدين إحنا مش بنكون ميتين إحنا بنبقى في المرييخ فوووق..

قال حديثه و هو يميل على " حمزة " ضاحكاً بسماجة، دفعه " حمزة " بعيداً عنه بضيق ليسبهم جميعاً بصوت مسموع ثم وقف من مكانه قائلاً:
- أنا غلطان إني قاعد معاكم .

وقف " كريم " أمامه سريعاً ممسكاً إياه من ذراعه قبل أن يذهب و بالخطأ أو لنقول عن قصد دفع بيده كوب القهوة التي كانت على الطاوله لتقع و يتناثر محتوياتها على الأرض .

أبتعد " كريم " عنه و هو يرفع يديه الإثنان قائلاً بأسف مصطنع:
- اوبس
نظر إليه " حمزة " بضيق و إلى ذلك الكوب الواقع على الأرض ليقول:
- أنت عبيط يا عم ما تاخد بالك .

قال صديقهم الأخر:
- خلاص " كريم " دلوقتي هيروح يجيب لك قهوة تانيه على حسابه و أعتبرها عربون صلح يا عم .

سحب " حمزة " حقيبة ظهره من على المقعد قائلاً بضيق:
- مش عايز زفت يا عم .

اجلسه صديقه رغماً عنه و هو يقول:
- لأ لازم يعوضك .

ثم نظر لـ " كريم " قائلاً:
- اخلع أنت يا " كيمو " .

صاح " حمزة " بتهجم:
- يا جدعان فككوا، قولت مش عايز زفت .

غمز صديقه إلى " كريم " ليرحل الأخر بينما هو يمسك بـ " حمزة جيداً حتى لا يرحل و يحاول إقناعه بالبقاء معهم .

ذهب " كريم " و هو يبتسم بخبث ليأتي بقهوة أخرى عن تلك التي انسكبت .

قال صديقهم الثالث و الذي يدعى " راضي " و هو يقف متجهاً إلى " كريم ":
- المتخلف ده نسى المحفظه معايا هروح اديها له .

ذهب سريعاً إلى " كريم " و الذي يقف أمام العامل يطلب منه القهوة، وقف بجانبه ليقول بخفوت:
- أنت متأكد من إلي ناوي عليه ده ؟!!

: متأكد هات الزفت .

أنهى حديثه و هو يمد يده ليأخذ من الأخر ذلك الكيس البلاستيكي الصغير و الذي يحتوى على مسحوق باللون الأبيض، أبعد " راضي " يده عنه:
- يا عم أسمع الكمية كبيرة كده هتودينا في داهية .

نظر إليه بحده ليقول بصوت منخفض:
- " راضي " إحنا إلي هنعيده هنزيده ولا إيه أخلص هات الزفت ده .

مد يده ليعطيه الكيس البلاستيكي الصغير في الخفاء بينما ينظر حوله بقلق .

أنهى العامل صنع القهوة و أعطاها لـ " كريم " الذي أبتسم بهدوء و هو يأخذها، سار جانباً على إحدى الطاولات الأخرى التي في الزاوية ليضع الكوب فوقها، أزاح غطاءه ثم فتح الكيس و وضع محتواياته، وضع الغطاء مره أخرى و قام بتقليب الكوب يميناً و يساراً بخفه حتى يمتزج ذلك السم مع القهوة .
كان يفعل هذا و ابتسامه خبيثه شيطانيه مرتسمه على وجهه و بجانبه صديقه ينظر إليه ترا بقلق و ترا أخرى ينظر حوله بتفحص يتأكد أن لا أحد يراهم .
انتهى من ما يفعل و ليستدير متحركاً ناحية الطاوله مره أخرى .

وصل إليهم ليضع يده على كتف " حمزة " قائلاً بابتسامه واسعة و بمرح مصطنع و بداخله كم كره و حقد على الأخر غير طبيعي:
- أتفضل يا حبيب أخوك القهوة زي ما أنت بتحب .

أخذ " حمزة " الكوب منه على مضض ثم سحب حقيبته و تركهم راحلًا حيث أنه أصبح لا يطيق التواجد معهم نهائياً في أي موقع .

كان غافلاً عن عيون " كريم " الذي راقبه بنظرات ماكرة سعيدة بإنجازه القذر عليه و اتسعت ابتسامته مكراً عندما شاهده يرتشف من القهوة ليقول بخفوت:
- كده زي الفل .

ارتشف من القهوة و التي هي مشروبه المفضل ولا يعلم أنها كانت بداية لمشاكل كثيره حدثت له، و كانت القهوة تلك المره لا تعتبر مشروبه المفضل بمقدار أنها كانت تعتبر سمه و لذته المؤقته .

لا ينسى ذلك الشعور من الإنتشاء و المتعة الذي أصاب كامل جسده وقتها بسبب مفعول ذلك المسحوق المخدر شعور كان من اللذة المؤقتة، حاولت حياته إلى جحيم فيما بعد، كان لا يطيق تلك الأشياء حقًا و عندما كان يقترح عليه هؤلاء الأصدقاء تلك الأمور كان يرفض و كان هذا سبب شجارهم، حتى قرروا هم أن يضعوه بداخل تلك اللعنة المرفوضة انتقاماً منهم على مقته لما يفعلوه، انتقاماً منهم على مثاليته الزائده من وجهة نظرهم .
و كانت تلك مجرد البداية .

و لأول مره يتغيب عن محاضرته و هو جالساً على إحدى المقاعد الجانبيه، ساندًا بمرفقيه على فخذيه، يدلك رأسه بأصابعه لعل ذلك الصداع يخف قليلاً .

يشعر بصداع قوي يكاد أن يفتك برأسه من قوته .

سبق أن أبتلع حبة مسكن لتخفف حدة صداعه و لكن لم تؤثر بيه بتاتاً .

زفر بضيق و هو يعتدل في جلسته و رأى إحدى الفتيات تتقدم منه بابتسامه واسعه و لكن تلاشت ما أن اقتربت منه و رأت معالم وجهه المجهدة، نظرت إليه بتعجب لتقول بقلق:

: " حمزاوي " أنت كويس ؟؟

ليقول و هو يخفض رأسه للأسفل مجدداً:
- صداع يا " أمينه " جامد أوي .

جلست بجانبه لتفتح حقيبتها و ظلت تبحث فيها قليلاً و هي تقول:
: أستنى أنا معايا مسكن كويس .

قال بضجر:
- ما أنا لسه واحد بس مش بيعمل أي نيلة .

لتقول بإصرار و هي مازالت تبحث:
- يا عم أستنى بس المسكن إلي معايا قوي .

صاح بها بحده:
- يا بنتي فكك بقا مش عايز زفت .

توقفت عن ما تفعل و هي تنظر إليه بعدم فهم فهو أول مره يصرخ بها بهذا الشكل حتى و لو كان مريضاً .

لمحت بعينيها تلك الشلة و هي تتقدم من بعيد و نظراتهم نحو " حمزة " لا توحي بالخير أبداً .

نظرت إليهم بعدم فهم ثم نظرت إلى " حمزة "، ثوان و اتسعت عينيها بصدمه يبدو أنها أستوعبت الأمر عندما رأتهم يتقدمون منه و بيد " كريم " كوب قهوة .

وصلوا إليهم ليقول " كريم " و هو يتصنع القلق:
- ايه يا عم مالك ؟؟

صاح بهم بضجر فهو ليس حمل أي حديث الأن حقًا:
- صداع يا جدعان سيبوني في حالي دلوقتي شويه و هبقى كويس .

أستقام من محله ليسحب حقيبته معه و كاد أن يذهب و لكن أوقفه " كريم " و الذي نبس:
- طب أصبر .

أضاف قائلاً و هو يمد يده له بكوب القهوه:
- أمسك أشرب القهوة دي يمكن تروق شويه .

زفر " حمزة " بضيق و هو يقول:
- لا يا عم شكراً .

ليقول " كريم " بإصرار:
- خد بس .

أعطاه الكوب رغماً عنه ليأخذه " حمزة " و هو يزفر بارهاق ثم تركهم و رحل .


نظرت " أمينه " إلى " كريم " بصدمه لتقف و تقترب منه في خطوات سريعة لتقول بتحذير:
- إياك تكون عملت إلي في بالي !!

رفع كتفيه ببساطه قائلاً:
- و إيه يعني هي جات عليه

صاحت بغضب و هي تضربه على كتفه بحده:
- نعم !! أنت اتجننت يا " كريم " ، مينفعش إلي انت عملته ده مينفعش، مش هو على الأقل .

أقترب منها بخبث ليقول:
- و إيه إلي منفعهوش ، أنتِ نسيتِ إنك كمان بقيتِ جوا الدايره دي ولا إيه ؟!!

نظرت إليه بحقد فهو السبب في جعلها تدخل في دوامة الإدمان هي الأخرى و بنفس الطريقه التي يجرون بها " حمزة " الأن إلى تلك الدائره اللعينة .

قالت و هي تتنفس بغضب:
- بس " حمزة " لأ يا " كريم " لأ ، إحنا متفقناش أننا ندخل " حمزة " في **** الدايره دي .

نظر إليها بتهكم ليقول باستنكار:
- إحنا متفقناش على حاجه أصلاً يا " مينا " .

صمتت قليلاً و هي تنظر إليه بكره ثوان و أردفت:
- طب مش خايف أروح أقول لأخوه، مظنش أنه هيسكت على حاجه زي دي خالص .

نظر إليها قليلاً بتفكير مصطنع ثم قال بمكر:
- صح عندك حق، مش هيسكت و هيودينا كلنا في ستين داهيه، و هياخد " حمزة " بعيد، بس تقدري تقولي أنتِ هيحصل فيكِ إيه ؟؟ بعدين ده كمان " حمزة " هيبعد عنك، أهلك لو عرفوا أن بنتهم المحترمه مدمنه مش بعيد يخلصوا عليكِ ولا لو حتى معرفوش و قدرتي تخبي عليهم، إيه هتقدري تستحملي من غير الكيف، أصل أهلك مش هيصرفوا عليكِ في مصحه ياروحي القتل هيبقى أسهل ليهم .

نظرت إليه بحقد أكبر و عينيها بدأت تمتلئ بالدموع، تشعر بالغضب الشديد اتجاهه، رفعت يدها و كادت أن تهبط بها على وجهه و لكن سبقها " راضي " سريعاً و هو يمسك يدها بحده قائلا و هو يدفعها إتجاه المقعد:
- ما تتهدي يا بت .

أخذ " كريم " نفس عميق و من ثم تحدث بهدوء ظاهري يمتزج بمكره الشيطاني:
- بصي يا " مينا ".. أنتِ كده كده مش هتقدري تقولي حاجه فـ بلاش منه الجو ده عشان منقلبش على بعض خلينا حلوين كده أحسن .

أخرج كيس صغير بلاستيكي به ذلك السم، و رمى بيه في اتجاهها ثم قال بسخرية:
- بالهنا والشفا يا حبي .

أنهى حديثه ثم ذهب هو و أصدقاؤه بينما هي ظلت تنظر إلى الأرض بكسره و دموعها تهبط على وجهها بغزاره، نظرت بجانبها إلى ذلك الكيس بحسره، وضعت يديها على وجهها و صوت شهقاتها يعلو شئ فـ شئ، تلعن اللحظه الذي دخلت بها إلى تلك الجامعة لـ تقابل هؤلاء الاوغاد .

و مثل ما حدث سابقاً حدث مره أخرى مع " حمزة " و الذي شعر بتحسن كبير بعد شرب تلك القهوة اللعينة .

زفر بتعب و هو يغمض عينيه يحاول إبعاد تلك الذكريات تماماً عن عقله، و مع هبوط المطر بغزارة كان صوته يظهر بقوه، أبتسم " حمزة " براحه و هو يستمع إلى صوت هطول الأمطار، وضع يده على قلبه و بدأ يدعو ربه في داخله أن يرزقه بالسكينة و بالثبات و أن يربت على قلبه و يغفر له ذنبه، و بالطبع لم ينسى أبداً الدعاء إلى شقيقه حاتم الذي برغم أنه كان سئ الخلق ولا يتعامل بطريقه جيده مع أي شخص، إلا أنه كان خير الاخ و الرفيق في حياته .
_____________________

هبطت من سيارة الاجرة و توجهت مباشرةً ناحية البناية التي يسكن بها خالها، و لكن قبل أن تدلف إلى الداخل أستمعت إلى أحدهم ينادي باسمها .

التفت فـ وجدته " حسن " إبن خالها، وقفت تنظر إليه بفضول و قبل أن تقول أي شئ فاجئها هو بهجومه عليها بالحديث قائلاً:
- أنتِ بتعملي إيه هنا ؟؟

رفعت حاجبيها باستنكار لطريقة حديثه معها:
- نعم !!

أجابها بغلظة:
- إيه مسمعتيش أنا بقول إيه، بقولك بتعملي إيه هنا ؟!!

صاحت به في غضب عندما لم تستطيع تحمل طريقه حديثه معها:
- ما تتكلم عدل يا " حسن " في إيه مالك !!

ليقول لها بحنق:
- اتفضلي من هنا يا " ليمار " أنتِ مبقاش ليكِ مكان هنا .

أجابته بسخط:
- لأ و أنت الصادق أنا هموت على المكان هنا .

لتضيف بحده:
- ما تحترم نفسك أنا هطلع أخد حاجاتي من فوق

مسح وجهه بكفيه ثم قال:
- أنا آسف يا " ليمار " أنتِ مش هينفع تطلعي فوق .

امتزجت عينيها الغاضبة بنظرات عدم فهم، أقترب منها عدة خطوات ثم أضاف بخفوت:
- أمي عرفت بكل حاجه .

وقفت قليلاً تنظر إليه بعدم استيعاب لتقترب منه عدة خطوات أخرى حتى أصبحت أمامه مباشرةً لتقول بحده:
- نعم !! عرفت إيه بالظبط ؟؟

ليقول بنبرة خافتة:
- عرفت بحوار حاتم و حالفه ما هدخلك البيت .

صاحت بغضب خوفاً من أن تفتش تلك المرأة بسرهم ليس غضباً من رفضها على دخول منزلها:
- عرفت منين يا " حسن " ؟؟

تنهد بارهاق ثم قال:
- أخو جوزك لما جه ياخد بنتك، ساب بصمته قبل ما يمشي .

جزت على أسنانها بغيظ ثم قالت:
- طيب أنا عايزه حاجاتي دلوقتي و كمان مفتاح عربيتي فوق أعمل إيه أنا دلوقتي !!

ليقول بهدوء:
- هطلع أجيب حاجاتك و لما أنزل نكمل كلامنا .

أومأت بموافقة لتقول سريعاً قبل أن يصعد:
- طب بقولك إيه في تاكسي على الشارع كده حاسبه عشان معيش فلوس دلوقتي، كله في البيت .

أومأ بموافقة ليذهب كما أرادت لسيارة الأجرة التي بالخارج و فعل المطلوب ثم عاد إلى البناية و صعد للأعلى نحو منزله .

دلف إلى المنزل بهدوء فوجد شقيقته جالسه أمام التلفاز شاردة و المنزل هادئ بطريقه غربية أقترب منها قليلاً ليقول متسائلاً:
- أمك فين ؟؟

نظرت إليه لتقول بهدوء:
- قاعدة في الأوضه مش راضيه تطلع و حتى الغدا معملتهوش، بس متقلقش أنا عملته عشان أبوك ميجيش يطين عيشتنا .

أومأ إليها بضجر و هو لا يعلم حتى الآن ما يجب فعله ما والدته حتى تهدئ و تخرج من تلك الحاله التي هي بها .

ذهب إلى غرفة شقيقته و أخذ كل شئ خاص بـ " ليمار " ، مفتاح سيارتها.. هاتف.. أغراض ابنتها.. و أشياء أخرى .

خرج من الغرفة و قبل أن يخرج من المنزل وقف أمام غرفة والدته قليلاً، رفع يده يطرق على باب الغرفه بتردد، ظل واقفاً قليلاً و لكن لم يستمع إلى أي إستجابه من الداخل .

فتح باب الغرفه ببطء وجد والدته نائمه على الفراش في ثبات عميق أو هكذا تدعي، أقترب منها ببطء ثم نظر إليها قليلاً لا يعجبه عندما تكون حزينه أو غاضبه منه .

أقترب منها ليقبل جبينها، ثم انحنى يقبل يدها، أبتعد عنها و هو يتنهد بحزن، ينتوي التحدث معها لاحقاً و لكن لينهي أمر " ليمار " أولاً .

خرج من الغرفه مغلقًا الباب خلفه بهدوء، خرج من المنزل و هبط ليجد " ليمار " تقف في مدخل البناية و تنظر إلى الأرض أسفلها بشرود .

رفعت رأسها عندما انتبهت إلى قدومه، بينما هو مد يده لها بحقيبتها .

اخذتها منه ثم تفحصتها جيداً:
- مفتاح العربيه و التليفون فين ؟؟

مد يده الأخرى بهم قائلاً:
- أهم، و عربيتك هناك على أخر الشارع زي ما هي محدش جه جنبها .

أومأت بإيجاب ثم أخذتهم من يده و سارت إلى الخارج قائله:
- تعالى ورايا .

ذهب خلفها ناظراً إليها بتعجب:
- رايحين فين ؟؟

لتقول بحده:
- عايزه أفهم إيه إلي حصل بالظبط .

وصلوا إلى محل السياره ثم قامت بفتحها؛ دلفت إلى السياره ليدلف هو من الناحية الأخرى .

أشغلت السيارة لتتركها تستعد للسير و ألتفت له قائله بتساؤل:
- و بعدين إيه إلي حصل ؟؟ " حمزة " عمل إيه ؟!!

تنهد قائلاً:
- بعد ما اتقبض عليكِ بكام ساعه جه " حمزة " ده و أخد بنتك و لما لقيته نازل بيها روحت و اتخنقت معاه و قالي أنه عرف أمي بالي حصل على أنك قتلتي جوزك يعني، لما طلعت ليها قالت كلام صدمني أنا شخصياً عن بابا و عن علاقتها بيه .

نظرت إليه بعدم فهم ثم تقول:
- مش فاهمه هو مش أنت كنت عارف بلاوي أبوك أصلاً .

أومأ بإيجاب و هو يقول:
- عارفها يا " ليمار " بس بلاوي عن بلاوي تفرق، و كمان إلي أعرفه هو البلاوي إلي في شغله بس مكنتش متخيل أن هو بالبشاعه دي، يعني...

قطع حديثه و هو يتنفس بحده بعدما شعر بضيق في صدره ثم نظر إليها قائلاً:
- " ليمار " أنا مش عايز أدخل في تفاصيل أنا قولت إلي يلزمك وبس، لكن بعد أذنك بلاش تيجي هنا تاني .

نظر إليها للحظه بإدراك كأنه أكتشف للتو أنها أمامه:
- أنتِ خرجتِ إزاي صحيح ؟!!

نظرت إليه بتهكم ثم قالت:
- لسه واخد بالك تسأل !!

نبس بضيق من طريقتها تلك:
- أخلصي .

قالت ببساطة:
- أبوك ظبط لي الدنيا .

نظر إليها بتعجب ثم أردف بسخريه:
- ده مستحيل أبويا ميعملش كده .

نظرت إليه من الأعلى إلى الأسفل بسخرية و لم تردف بحرف بينما هو نبس مصححاً حديثه:
- يعني هو كان قايل أنه سحب أيده من الحوار ده .

أومأت إليه بضجر:
- فهماك، الفكره أن في ظابط حاطط عينه عليا ف عشان الدنيا متتعكش معاه هو خلص لي الحوار ده .

: و بعدين ؟؟

اعتدلت في جلستها و هي تنظر إليه قائله:
- هقولك ..

ثم بدأت تقص عليه منذ أن قال لها خالها أن " حمزة " أخذ ابنتها حتى ذهابها له و مشاجرتها، و رجوعها إلى منزلها الأساسي برفقة ابنتها .

صمتت تأخذ أنفاسها بينما الأخر ظل ناظراً إليها بنظرات غامضه، لم تفهم هي مغزى نظراته تلك لتقول باستنكار:
- أنت معايا ولا إيه ؟؟

زفر بضيق ثم أردف قائلاً:
- طيب يا " ليمار " برافو عليكِ أنك وقفتي في وشه و أخدتِ بنتك، بس مش بالطريقه دي أنتِ عندك مفيش مشكله عادي لما ترمي دبش من بوقك لأجل مصالحك الشخصية .

نظرت إليه بغضب لتقول:
- مكنش قدامي غير الحل ده يعني كنت عايزني أعمل إيه هاا ؟؟ أقف أتفرج عليه و هو بياخد بنتي من أيدي .

: ماشي بس برضو مش بالطريقه دي .

زفرت بضيق:
- " حسن ".. " حمزة " زودها معايا أوي و مش عايز يهدى على الأقل كلامي ده هيخليه بعيد عني شويه .

نظر إليها بتهكم:
- " ليمار " أنتِ صدقتي نفسك ولا إيه ما أنتِ فعلاً قاتله الراجل !!

قالت بلا مبالاة:
- مش مهم عندي الكلام ده، المهم بنتي تبقى بعيده عن كل الهم ده وخلاص .

صمت للحظه و هو ينظر إليها بإعجاب فجأه من بعيد لتلاحظ هي نظراته و هي تعود إلى بظهرها إلى الخلف قليلاً لتقول بارتباك:
- إيه ياض فـ إيه !!

ضحك بخفه و هو يعتدل في جلسه ليقول:
- أصل برغم كل العك إلي بيحصل ده بس دايماً عندك استعداد أنك تعملي أي حاجه عشان خاطر بنتك .

ابتسمت بحنان و هي تتذكر صغيرتها ثم قالت:
- بص زي ما أنت عارف أنا اتحرمت من مامتي و أنا صغيرة و رغم إني كنت عايشه معاكم بس برضو طول الوقت حاسه أن ده مش مكاني، و لما عرفت " حاتم " كان دنيتي الوحيده بس بعد الجواز هو هد الدنيا دي فوق دماغي، لما جبت " ماسه " مبقاش ليا غيرها و مبقتش أفكر غير إزاي أبقى مخلياها مبسوطه طول الوقت و أحاول اديها إلي ملقتهوش و أنا صغيرة و هي دنيتي الوحيده دلوقتي مقدرش أفرط فيها أو اذيها بأي طريقه، عشان هي حته مني لازم احميها .

تردد فيما سيقوله و لكن في النهاية قال:
- أنا آسف يا " ليمار " فـ إلي هقوله بس، أنتِ برضو كنتِ محرومه من أبوكِ و أنتِ صغيرة و الأب مهم جداً بالنسبة للطفل، و بالي أنتِ عملتيه فـ أنتِ حرمتي بنتك برضو من أبوها و كده هتكبر من غير أب زيك بالظبط .

وجهت رأسها إلى الأسفل لتقول و هي تتصنع الا مبالاة حيث أنها حقاً كبرت بدون أب لم يتوفى و لكن تركها وحدها:
- صدقني يا " حسن " وجوده من عدمه مكنش فارق .

صمت قليلاً ثم قال:
- طب هسألك سؤال .

نظرت إليه تنتظر سؤاله فـ أضاف هو:
- لما عرفت بخبر وفاة " حاتم " إيه إلي حصل ؟؟ يعني كان إيه ردة فعلها ؟؟

لم تجب عليه فـ أردف هو مجدداً:
بلاش ده، لما يتجاب سيرته مثلاً، بيكون إيه ردة فعلها ؟؟

نظرت إليه بعدم فهم ليوضح سؤاله قائلاً:
- الطفل في العادة لما يتجاب سيرة أبوه و لو حتى بالصدفه بيبقى ناقص يطير من الفرحة، هي إيه بيكون ردة فعلها .

صمتت قليلاً تنظر أمامها بشرود تفكر في حديثه، هي عندما قالت لها عن خبر وفاة " حاتم " حزنت بشدة و كان هذا واضحاً عليها، حتى عندما جاءت " أميره " بسيرته أمامها، حزنت مجدداً و كان أيضاً واضحاً عليها ذلك بشدة .

زفرت بضيق و هي تومئ برأسها بالايجاب قائله دون النظر إليه:
- زعلت، و لسه لما بتيجي سيرته بتزعل برضو من بعد ما عرفت أنه مات .

أجابها بنبره هادئه:
- شوفتي ؛ يعني معنى كده أن في حاجه بينهم أنتِ متعرفيش عنها حاجه، يمكن الأسلوب إلي بتستخدميه معاها صح، لكن هيأذيها بالغلط يا " ليمار " خدي بالك .

لم تجب بل ظلت تنظر أمامها بشرود، أردف هو بتردد:
- " ليمار " ..

نظرت إليه بهدوء تنتظر حديثه، فـ قال الأخر:
- أنا من رأيي بعد ما ينتهي حوار " حاتم " ده، تبعدي عن اسكندريه روحي أي محافظة أو بلد تانيه و هناك اتعرضي على دكتور نفسي كويس يعني عشان نفسك و بنتك على الأقل قبل أي حاجه تانيه، و كمان عشان بنتك .

زفرت بضيق و هي تنظر إليه قائله:
- " حسن " .. أنزل مع العربيه .

نبس سريعًا يحاول إقناعها:
- يا " ليمار " اسمعي .

دارت بعينيها في المكان تبحث عن شئ لـ تضربه بيه في وجهه و لكن لم تجد فـ أخرجت مفتاح السيارة من مكانه و وجهته في وجهه قائله بصياح:
- أنزل ياض من العربيه .

فتح باب السيارة بتوتر و هو يقول:
- يا بنتي اسمعي بس .

صاحت بغضب:
- أنزل .

هبط من السيارة مغلقًا الباب خلفه بحده ثم سار عدة خطوات و لكن عاد مره أخرى لـ يطرق على نافذه السياره الزجاجيه، نظرت إليه قليلاً فـ أشار إليها أن تفتح زجاج السيارة، قامت بما يريد و فتحت الزجاج ناظره إليه بضجر .

نظر إليها في حدة قائلاً:
- الراجل إلي اسمه " صهيب " ده تبعدي عنه بلاش عته هاا ، و من غير سلام .

أنهى حديثه و هو يذهب من أمامها، بينما هي نظرت إليه و هو يبتعد ثم ضحكت بخفوت عليه فهو كما هو لم لن يتغير هو بالنسبه إليها ليس إلا صديق قريب منها و شقيق، كانت علاقتهم ببعضهم أقوى بكثير من علاقتها بابنة خالها أو أحداً أخر و قد مر وقت طويل على آخر مره تحدثوا فيها كل هذه المده بذلك الهدوء و الراحه .

تلاشت ابتسامتها تدريجياً عندما تذكرت حديثه .

فـ هل هو محق عندما قال إنها حقاً لا تعلم شئ عن علاقة ابنتها بأبيها ؟؟ و أنها افقدتها جزء كبير مهم في حياتها بدون قصد ؟؟ و هل حقاً هي تحتاج إلى طبيب نفسي ؟؟ هل أصبحت لتلك الدرجه مجنونه ؟؟ هل حقاً تتفنن في أذية الناس لأجل مصلحتها الشخصيه كما يقول ؟!!

كل تلك الاسئله كانت تدور في عقلها و لكن حاولت في النهايه طردهم جميعاً و هي تبدأ في تشغيل السياره ثم انطلقت بها إلى وجهتها .
______________________


رأيكم يهمني؟!!💜..

أخواتي في الله لقد تسارعنا في الحكم على حمزة طلع شريف الحمدلله .

المهم إيه رأيكم في صحبتنا الجديده أمنيه ؟؟

و متنسوش الـ vote و بس كده شكراً.. سلام🫂

Продолжить чтение

Вам также понравится

2.4K 260 29
هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضعك داخل سطور قصة أسطورية أصبحت حياة أرضها...
رورايما Ward shan Ahmed

Приключения

621 87 28
‏أنا لا أقبل أن أكون في منطقة رمادية ليس لها عنوان ولا تليق بي أدوار الهوامش، إما أكون عنوانًا عريضًا يفرض نفسه بكل ثقة أو يترك كل شيء ويرحل بسلام.✨ ...
962 101 8
ليست لعنه القصر بل لعنه البشر ..
1.7K 138 6
الذهَاب إلى المجهول شيق، وهُنا ليس خيال فقط، بلىٰ هو حقيقة، أربعة أشخاص يكتشفون أطلاتنس وما يُخفيه البحر وراء هدوءهُ.