الحَسْناءُ الهَادِئَة

By ZINDA_V12

117 11 3

كانت فتاة حسناء شديدة الجمال خاطفة ً للأبصارِ هو كانَ رجلاً شهما قويًا يهابهُ الجميع حاكمًا للأرض التي تعيش... More

02
03
04

01

74 8 3
By ZINDA_V12

فوت و تعليق لطيف منكن ♡

.
.
.
.
.
________________________

أمَامَ الحَطَب المُشتَعلِ تَجلِسُ علَى وِسَادة صَغِيرة قد أحكاتها بكِلتَا يدَيْها دَاخِل ذالِك الكُوخِ الصَّغِير

و بِجَانِبها شَمْعتَانِ تُضِيئَانِ لَهَا المَكَان
تحْمِل كِتَاب بِيَدِها و تأخذ قَضْمَة مِن التُفَاحَة الحَمرَاء التِّي بِيدهَا من حينٍ لآخرٍ

صَوتُ المَطَر الصَّاخِب هُو كلُّ ما يُسمَع إلَى جانِبِ صَوتِ تنَفُسِها الهَادِئ و صَوتُ الحَطَبِ الذي تَلتَهِمُهُ النَّار

مُنغَمِسَة بقِرائَتِها لذالِكَ الكِتَاب

السَاعَة تُقَارِبُ الحَادِيَة عَشَر و النِّصفِ مَسَاءًا

" يجِبُ ان تنَامِي ، موْعِدُ قُدُومِهِم قريبْ"

تسَطَحتْ رفِيقَتُهَا علَى بِساطٍ غليظٍ قَد صَنعنَهُ معَ بعْض
بجانِبِهَا علَى الأَرضِية ثمَ وضعَت الشمعة التي بيدها على الأرض ، مُحَذِرة الحسْناءَ خاصَتِنا

" أُنهِي هذهِ الصفحَة و أنامُ بعدهَا ، لِتَخْلُدِي قَبْلِي ألاَنَا "

أجَابتْها بِهدُوء بينَمَا عيْناهَا مثَبَتة علَى الكِتَاب ثم أخذَت قضمَة مِن التفاحة التِّي بيَدِها

" يَا جَميلَة الملاَمِح ، عَليكِ النَّوم الآن "

أخَذَت سَوداء الشَّعر الكِتاب مِن يدِ الحَسناءِ مُغلِقةً أياه تَضَعُه علَى الأَرضِ بجانِبِها
ثمَّ عَادت لوضعِيَتهَا السابِقة

أمَا ذاتُ الأعيُنِ الخَضرَاء فَتنهدتْ بِعُمق ، ثمَ عدَلَت وَضعِيَتَها بجانِبِ الأُخرى

" سأُطْفِئُ الشُّموعْ "

نَفَخَت رفيقَتُهَا عليهَا بخفَة لتنطفىء و يسود بعضٌ من الظّلاَمُ

ماعدا القادم من الحَطَبِ المُشتَعِل لغَايَة التدفأة بِهذا الجوِ البارِد و المُمطِر

" مَاذَا ستفْعَلينَ غَذًا ؟ "

تسَائلَتْ ذَاتُ الأعيُنِ الخضْراء بنَبرَة خافِتة

" سَأذهَبُ للحَقلِ معَ العَّمِ إيبِيفُورتْ كَالعَادة "

أنهَت ألاَنا حدِيثهَا وهِي تدِيرُ رأسَها نحوَ الأُخرى بعدَمَا كانتْ تحَدقُ بِسقفِ الكوخِ

" أُريدُ أن أذْهَبَ معكِ ألاَنا ، أنَا ..أرجوكِ "

بنَبرَة حزِينة قَالت تلكَ الحَسْناء أمَا الأُخرى فأعادَت بصَرَها نحوَ السقفِ بعْدَمَا لاَحظَت حزْن الحَسْناء

" آسِفة ولكنْ كمَا تعلَمِين لاَ يمكِنكِ الخروجْ منْ هُنَا "

"ولكِنْ ألاَنَا......"

" لاَيوجَد ولكنْ يا عزِيزتِي ، الأمرُ مفروغٌ منهْ إن رَأوكِ سَيَأخُذُونَكِ وَ سَيحْدُث ماَ لاَ يحمَد عُقبَاه "

نظَرَت إليهَا بِبعضٍ مِن الحُزنِ ثُمَ وضعتْ يدَها تمسَح علَى شعْر الشقراءِ الحَزِينَة

" يومًا سيمكِنُكِ التَّجَوُلُ بالخًارجِ كمَا تَشَائِينَ"

"أتمنَى ذالِك ، علَى كُلٍ تُصبِحينَ علَى ألاَنا "

" و أنتِي من أهلِه أيتُها الحَسنَاء "

أسْدلَت الغِطاءَ علَى نفسَيهِمَا ثم أغمَضتَا عُيُونهُنَّ قاصِدات النومَ و الراحَة و دُخولِ عالَم الأَحلامِ الجَمِيل

تَخَلْخَلَ بعْضٌ مِن الضّجِيج داخِل تِلكَ القَرية الهَادِئَة

كانَ صَوْتَ الأحْصِنة التِي يمْتطِيها حُراس الطَّبقة النَّبِيلة

" سَيِّدي وَجَدنَا إحْدَاهنَّ مسْتَيقِظَة هِي و زَوجُهَا ، أَنَأْخُذُهُمْ ؟ "

سَمِعَت ألاَنا ذَالِك الصَّوت مِما جعَلَهَا تفتَحُ عَينَاهَا بسُرعَة تنظُر نحوَ رفِيقَتها التِي أخَذَها النَّومُ بالفِعلِ

إبتَسمتْ بخِفة عندمَا لاَحظَت سكُونهَا و هُدوئَها ولمْ تفزَع ككُلِ مرَّة ، ثمَ عادَت لوضعيتِها و تنَامَ مُجَددًا ولكِن لمْ تستطِع بسببِ صوتِ الضجيجِ القادِم من الخاَرجِ لصَوْتِ المَرأة و الرجلِ الذينَ سيأخذُوهُم ، هِي فقْط تدعِي بأنْ لا تستيقظ الأخْرَى و تخَاف

رُبعُ ساعَة مَرَّت ليطْغَى الهدُوء مُجَددًا معَ صوتِ المَطَر الذِّي يَهطِلُ بغَزارَة

فِي هَذِهِ المَملَكَة يُمنَع البقَاءُ مُستيقِظًا بعدَ منتَصفِ الليلِ و إِلاَ سيَتِمُ أخْذُكَ للعَمَلِ كعَبيدْ أوْ جَارِية ، أو بمعنَى آخَر هذَا فَقَط مَا تعْرِفُه الحسْنَاء خاصَتنا

هِي لاَزالتْ تَجهَلُ الأَمرَ كُلَه وَ الأَهمَ أيضًا

وَهِي لاَتدْري جَهلهَا بالأَمر

..................

" العمُّ إيبِيفُورتْ "

بسعَادَة عارِمَة قَالَت وهِي تحتَضنُ ذالِك الرَّجل الكبِير بالسِّن الذي دَلَف لتَوهِ لذالِكَ الكوخِ الصَّغير مَع رفيِقتِها، يُفتَرَضُ أنْ تُناديهِ بالجَّد ولكنَه فضَّل العَّم

"كَيفَ حالُكِ يَا إبنَتِي "

مَسَحَ علَى شعْرِها بخِفَة معَ إبتسَامَة حنُونَة تعتَلي محيَاهْ

"بِخيرٍ عمِّي "

" هَذَا مُطَمئِن "

ردَّ علَيهَا لتبتَعِدَ عَنهُ فَاسِحة لهُ المَجَال ليَدخُل وَيَجْلِس

ذهَبَت لِلمَطبَخِ لتحْضِرَ لَه رغيِفا منَ الخُبزِ و كَأسَ لبَن مَعَ بعضٍ حباتِ الزَّيتونْ

وَضَعَتهمْ علَى الطاولَة الصَّغيرة التِّي يُحِيطُ بهَا ثلاثُ كرَاسي

" شكْرًا لكِي بُنيَتي "

" لاَ دَاعِي للشُكرِ ، بالصِّحَةِ و الهنَاء "

جَلسَت بجَانِبهِ وبالجِهة المُقابِلة لَهَا تجلسُ ألاَنا
بدَا العَّم إيبِيفورْت يَتناولُ ما أحضَرَته تلكَ الشَّقراء

"عمِّي "

جذَبَت إنتباهَه بنَبرة متوَتِرة ليُنظْرَ نَحوَها

" نعَم يا إبْنَتِي "

"هلْ.. يمكِنُنِي الخُرُوجُ مَعكُم قَليلاً فَقَط ؟"

تَسَائَلَت و أعينُها مُثبَتة بالأسْفَل نحوَ يدَيها اللتان تُمسِكهُمَا بِبعضٍ من التّوتُر
لتُوسِعَ عيْنَاهَا عنْدَما وَضعَ يدَه علَى خاصَتِهَا

" طبعًا بإمكَانكِ وَ أيضًا لا داعِي لكلِ هذا التوَّتر ، عندَمَا تحتَاجينْ شَيء أطلُبي منِي و سأفعَلُ لكِ ذالك ، إتفَقنَا ؟"

هزَت رأْسهَا للأعْلَى و الأسْفَلِ كطِفلَة مطِيعة ثمَ أستَقامَتْ ، لتَبحَثَ عنْ شيءٍ دافئٍ ترْتَديه

العمُ كانَ سيَرفُضُ طَلَبَها ولكنْ فكَر بعَقلانية حذِرة ، هِي لمْ تخرجْ منَ البيتِ قرابَة الشهرين هو حتى لا يكاد يصدق ذالك

لذالك قرر أن يخرجها قليلا لبعضِ الوَقتِ ثمَ يُعود للبيتِ

"لِمَا سمَحتَ لهَا بالخُروجْ و أنتَ تعلَم أنَّ ذالكَ خطَرٌ علَيهَا ؟ "

تسَائلَت ألاَنا وهِيَ تحمِلُ حبةَ زيتُون تتناولها

" لاَ يمكِنُنَا حبسُهَا هنَا طوالَ حياتِهَا ، منْ يدْري متَى تمُوتْ ؟ علَيهَا أن ترَى العَالَمَ بالخارِجِ قلِيلاً"

هَمْهَمَت له كإجَابة رغمَ عدَم إقْتِناعِهَا التَّام بمَا قالَه ، هِي لاَزلَت ترَى أنهُ منَ الأفْضَلِ بقَائُهَا بأمَان داخِلَ الكوخِ بالقَرْيَة

حيثُ لا أحَدَ يرَاهَا وَ يُسحَرُ بجَمَالهَا الأَخَّاد
و لاَ أحدَ يمسُهَا بسوءْ أو شرْ
ناسُ القرْيَة لَيْسُوا بتلكَ الطِّيبَة

"أنَا جاهِزة "

نَظرَت لهَا ألَانَا من الأعلَى للأسْفلِ تَتَأكدْ منْ أنهَا متَسَّتِرة بالشكلِ الصحِيح
وقَد كانَت كذالكَ بالفِعل ، كانتْ تغطِي وجْهَهَا و شعْرهَا بوشاحٍ سَميكٍ و طَوِيل قدْ أحَكَاتْه بنَفسِها منذْ وقتٍ طويلٍ

تَبقَى عَينَاهَا الخَضرَاء اللامِعَة
منَ الصعبِ تغْطِيَة عيْنَاهَا

" لنِذهبْ "

نبسَ العمُ إيبِيفورْت بعْدمَا تفَحصَها جيدًا هوَ الآخَر
فتَحَ البابَ ليَخْرُجَ ثمَ بعْدَهُ ألاَنَا وهيَ تُمسِكُ ذراعَ رَفِيقتِهَا

أوصَدَتْ بابَ الكوخِ خَلفَهَا ثُمَ تَبِعَت العمَّ إيبِيفورْت الذِي ركَبَ حِصَانَه ثُم نظَر نحوَ الحسنَاء التِي ركِبَت الحصانَ الذِي يخصُ ألانا بدونِ عناءٍ ثمَ لحِقتْهَا هِي الأخرِى

" أينَ سَنذْهَبُ؟ ، للحقل؟ أم مكانٍ آخر؟"

تسَائلَتْ بهدوءْ عكسَ مَاتشعرُ بهِ منْ سَعَادَة وَ حماسْ ، لأنهَا أخِيرا َترَى الخارِجَ مرَة أخْرَى

" سَنذهَبُ لمَكانٍ آخرٍ سَيُعجِبُكِ"

همْهمَة خافتَة أصْدرَتهَا كإجَابة لإنشِغَالِهَا بالتحْدِيقِ بالطَّبيعَة التِي غَابتْ عنْها لقرَابَة الشَّهريْنِ

تخظُوا القريَة دونَ لفتِ إنتبَاه أحدٍ

دقَائِقَ فقطْ وهَاهمْ يَتوَقفُونَ أمَام منظرٍ جعلَ منَ الأخرى تنزلُ من الحصانِ بسرْعَة متوجهة نحو الأمامِ

بسعادةٍ مُفرِطَة و واضِحَة تحتَ إبتسامَة العمِّ إيبِيفورْت و رفيقَتهَا ذاتُ الشَّعرِ المُسوَّدِ كاللّيلِ

وقَفَت علَى حَافَةِ الجَبَلِ الشَّاهِق،
تنْظرُ بإعْجَابٍ إلَى الشَّلاَلِ الذّي يَنهَمِر مِن قِمتَهِ. كَان المَاءُ يَتدَفَقُ بقُوَة وَيتشَكلُ فِي قَطرَاتٍ صَغِيرة تَتنَاثُر في الهَواء كألمَاسَاتِ مُتلَألِئَة. تُحيطُ بهِ المِسَاحَات الخَضْرَاء المُورِقَة والأشْجَارِ الكَثيفَة التِي تمْتَد علَى طولِ قِطعةِ الأَرضِ تِلكْ
كاَنت الأزهَارُ المُلوَنَة تُزَّيِنُ المَنظَر الطّبيعِي بألوَانهَا الزّاهِيَة ورَائِحتِها العَطِرَ

اسْتمعَت إلَى صَوتِ المَاء الهَادِر وهيَ تتَأمَلُ الجَمالَ الطَّبِيعِي الذِي سَحرَهَا

كَانَت تشْعُر وكأنَهَا فِي عَالمٍ سِحْرِي حَقيقِي
لأَولِ مرةِ علَى الإطلاقِ ترَى منْظَرًا ساحِرا كهَذَا

" أعْجبكِ المَكَان؟"

تَسائَل العَّم و هوَ يخطُو نحْوهَا معَ إبتسَامَة عَريضَة تعْتَلي مِحياه

هزَت رأسهَا للأعلَى و الأسْفلِ
هِي أحبّت المَمكانَ كثِيرا

جَلسَت علَى الأرضِ ثمَ ضَمَّت ركْبَتاها لصَدرِها و تقَدمَت رفيقَتُها لتجْلسَ بجَانِبِهَا

" أتمنَى أنْ تُحضِرونِي إلى هنَا كثِيرا ، المكانُ مُريحٌ و هادىءٌ جِدًا و قدْ أحبَبتُه كثِيرا "

لمْ تتلقَى إجَابَة علَى ماقَالته
لِتُفَضلَ الصَّمْت علَى الحدِيث مُجَددا

مَضَى الكثِير منَ الوَقتِ قدْ مرتْ ساعَتان تقريبًا وهِي لازالَت جالِسة بمَكانِها
تُحدِق بالمَكانِ الذِي إستوْلى علَى قلْبهَا
غيْرَ راغِبَة بالذهابِ لمَكانٍ آخرٍ و العودةِ للكوخِ

ألاَنَا كانتْ تغطُ بنومٍ عميقْ لقَد غَفتْ منذُ مدة طوِيلة
و العمّ كانَ قدْ فعَل المِثلَ هو الآخر

أمَا عنْ الحَسناءِ فهيَ شَاردِة الذِّهنِ
التّفكيِر يستَحوِذُ علَى عقلِها فِي الأونَة الأخيرَة

هيَ لاَتعرِف أينَ ستؤول حيَاتُها إنْ بقَت بهذَا الشّكل
تقريبًا حبِسيَةً في ذالِكَ الكوخِ
لاَ تفْعلُ شيئًا غيْر قِرأءَةِ بعضِ الكُتبِ
تَتَناوَلُ طَعَامهَا ثمَ تحيكُ بعضًا منَ القُماشِ لوقتٍ طويلٍ
ثمَ ينتَهِي يوْمُهَا بالنومِ طبعًا

لاتَخرجُ أبدًا و لاَ تتحدَث معَ أحدٍ غيرَ رفِيقتِهَا ألانا و العمّ إيبِيفورْت

تنهيدَة عمِيقَة غادرَت ثغْرَها محّمَلة بثِقلٍ كبيرٍ كانَ يعمرُ صدْرهَا
حتَى أضَاءتْ فِكرَة برأسِهَا جعلتهَا تبتسِمُ بخِفَة

هِي تعلَمُ أنّ الأمرَ خطيرٌ ولكنْهَا لنْ تسمَحَ بأنْ تبقَى حبيسةً لذالكَ الكوخِ أكثَر
ستلجأ للإنتحار إنْ بقتْ كذالك

إستفَاقتْ ألاَنَا منّ النّومِ لتدِيرَ بصَرهَا نحوَ الحسنَاء بسُرعَة تتفقدُهَا

تأملَتها لبعضِ الوقتْ
حيثُ كانتْ الرّياحُ تتلاعبُ بشعرِهَا الطّويل ذُو اللّونٍ الذّهبِي ينسَدلُ علَى كتِفَيهَا مثْل أشِعة الشمْسِ المشْرقَة.
عُيونُها الخضْرَاء تتَلألأ كأورَاق الشّجر فِي يَوم رَبيعٍ مشمِس.
بشَرتها بيضَاء وناَعمَة كالحَرير، تضفِي علَيها لمْسَة منَ الأناقَة والجماَل.

ملامِحهَا الرّقيقَة وجَمَالهَا الطّبيعِي الذّي يأسِر قلُوبَ الجَميعِ

قدْ كانَت ذاتْ جمَالْ أخّادْ

"أعتقِد أن الوقْت تأخرْ وعَليْنَا العُودَة "

هذَا مَا فَاهت بهِ سَوداءُ الشَّعر لتومئَ لهَ الأخرَى و لازَالتْ تضَعُ بصَرَها علَى الشَّلالِ

قامتْ ألاَنا بتغطيَةِ وجهِ رفيقتِهَا جيدًا ثمَ ذهبَت لإيقاظِ العّم إيبِيفورْت من غفوَته و يذهبُوا

و ألفُ فكرَة تتضَاربُ بذهْنِ تلكَ الجَميلَة

.

بمكانٍ آخَر

بعَاصمَة ممْلكَة جِيرينيَا
إلمَاريا

حيثُ قَصرُ الملكِ يقَع

يَسيرُ بكبرياءٍ و ثبَاث داخِل رِواقِ قصرهِ الفخمْ متوجهْ إلَى مكتَبه
ينَحنِي لهُ كلُ من يراهْ منْ حراسٍ و خَدمٍ

لبَاسهُ الملكيِ الفاخِر بهِ تطريزَت ذهَبية و ملَكية
و علَى رأسهِ تَاجٌ مُرصعْ بالذّهب

ذو شعْرٍ رمَاديْ اللّونْ و أعينْ زَرقَاء قاتمَة وفكٍ حادْ ملامحْ وجهٍ جذابَة

" يَا صاحِب السّمُو المَلكِ"

توقفَ عن السّيرِ ليلتفتَ لذالكَ الحارِس الذِي ناداهُ بإحترَامٍ و لَباقَة وهوَ يحنِي رأسَه ثمَ إعتدلُ بوقفَتهِ و تابَعَ كلاَمه

"سموْ الأمِيرَة إليُونَارَا ترْفُضُ مُغادَرةَ جنَاحِهَا"

دعكَ المَلكُ مابينَ حاجِبيهِ بإنزعاجٍ واضحٍ
منْ أفعالِ أختهِ الصّغْرى الأميرَة التِي هي طفوليَة جدًا

" حسنًا ، يمكِنكَ الإنصرافْ "

إنحنَى الآخرْ مجددًا ثمَ غادَرَ ليعودَ لعملهِ أما عنْ الملِكِ فذهبَ لمكتبهِ
دخَل ليتخذَ كرسيهُ المُقابِل لطَاوِلةِ المكتَبِ مقعَدًا لَه
ليعمَلَ علَى بعضِ ملفَاتِ التِي تخُّص أَوضَاعَ المَملَكَة

بدَى يعمَلُ علَيهَا لبعضٍ منَ الوقْتِ ثمَ قاطعَ تركيزَه طرقٌ علَى البَاب

"تفَضَّل"

سمَحَ للطارِقِ بالدّخولْ و لازالَ يضعُ جُلَّ تركِيزه علَى عمَلَه

"سمُوَك، هلّي بالتّحدثِ معكْ الآنْ"

همْهمَة خافتَة تلَقتهَا الأميرَة المدعُوة بِكْريسْتَاليَا آلدريانوس التّي هي بدَورِها إبنةُ عمهِ الثّاني

"يرِيدُ آلدرِيلاَي أنْ نقومَ بحفلِ خُطُوبتِنَا صبَاح يومَ الأحدِ المُقبلْ و........"

"إفعلِي مَا تشَائينَ كرِيستَالْيَا ، أنتِي أميرَة بهذَا القصرِ أيضًا و هيَ خطُوبتُكِ بالنِّهايَة "

إبتسامَة خافتةَ زيَنتْ ثغرَهَا ولكنْ سرعانَ مَا إختفَت عندَ تذَكُرهَا سَببَ قدُومِها

" لكنْ الأميرَة إليُونَارَا......."

رفعَ عيناهُ الحّادة الزّرقاء نحوَهَا ممَا جعلَهَا ترتبِك و تمسكُ كلتَا يدَيْهاَ لتكْمل

" هيَ ترفُضُ ذالكَ رفضًا قاطِعًا قَائلَة أنهُ يُوافقُ عيدَ ميلادِهَا و أننِي سأفسدُ خططَها لذالِك اليومِ إلى جانبِ ألدْريلاَي يقولُ أن لديهِ عمَل خارجَ البلدَة لمدةِ شهرينِ و لهذَا يريدُ تعجّيلُ خطوبتِنَا"

وضعَ مابينَ يديهِ منْ ملفاتْ و يتنهدَ بعمقْ
أختهُ طفوليَة جدًا و هذَا أحيانًا لاَ يرُوقهْ

" سأتحدثُ معهَا "

" شكْرًا سُموَك"

إبتسمَ لها لتنهضَ و تغادِر و بقيَ هوَ يفكِرُ كيفَ يقنِع أختهُ بذالِك
ثمَ عادَ ليَنغَمسَ بعملهِ ثانيةً

و بداخلِ نفسِ القصْر بمكانٍ آخر
إمرأة شديدَة الجمَال ذاتْ ملامحْ وجه حَادَة
ترتدِي لِباسًا أزرقَا فاتِحًا فاخِرا ملكيْ مطرزْ بالذّهبي

" قلتُ مرَاراً و تكرَارًا ، لاَ مكانَ لهذَا الفعلِ هنَا بالقصرِ ، تحسَبينَ نفسكِ ببيتكِ؟ ، حالاً إنهضِي و إلاَ طرَدتُكْ "

بنبرَة صارِخة قالتْ ذاتُ الردَاء الأزرَق الفَاخر

"أعتذِر سموّكِ"

إنحنتْ تلكَ الخادمَة ثمَ غادرتْ بسرعَة خوفًا منْ طرْدهَا
غادرت تلك الخادمة المكان بسرعة وهي خائفة من ان تطرد بالنهاية من طرف  الأميرَة الكُبرى ألْديرَا آلدريانوس
المعرُوفَة بجمَالهَا وهيبَتِهَا بعدَ أخيهَا المَلكْ

تابعتْ خطوَاتَهَا نخوَ جناحِ أختِها إليُونَارَا
ليبتعدَ الحُرّاس فاسحِين المَجالَ للكبْرى بالدّخول

لتفعلَ مباشرةً و دونَ طرقِ البابْ

" توقفِ عنْ أفعالكِ السّخيفَة إليُونَارَا،  لقدْ غُدْتِي أمِيرةً الآن ، يكفِي أفْعالاً صبْيانيَة "

وبّختهَا بحدَة بينمَا الأخْرى كانتْ تجلِس مقابلةً لمرآتهَا تُسرحُ شعرَها ذو اللونِ الأصفرِ الفاتحِ المائل للأبيض
نقلتْ أعيُنهَا الزّرقاء القاتمَة نحوَ أختِها عبرَ المِرآة

"لمْ أفعلْ شيئًا يُذكْر و أيضًا معِي حقْ ، إنه ميلاَدي ، أنَى لِكرسْتَاليَا الجُرأة لتقومَ بحفلِ خطُوبتِهَا بنفسِ اليومْ ، أنَا أرفُض ذالكَ و سأخبرُ صاحبَ السمُوِ الملكِ أخِي"

بغضبْ أنهتْ حديثَها وهيَ تضعُ المِشطَ فوقَ الطاولَة بغضبٍ

"هوَ يعلمُ بذالكْ و سيأتِي و يتحدثُ معكِ وحينهَا ستقبلِين رغمًا عنكِ و أيضًا غادرِي جنَاحكِ ، أخبرتكِ مسبَقًا أنكِ غدَوتِي أميرَة و كمَا تعلمينْ لاَ أحبُ إعادةَ كلامِي"

بحدَة وهي تغادِرُ الغُرفَة صافعةً البابَ خلفَهَا ، أمَا الأخرى فعقدَت حاجبيْهَا وشكلَت قبضةً بيدِهَا بغضبِ
فلا يُمكِنها مخالفةُ كلامِ أختهَا الكُبرَى

.

"لقدْ حضّرتُ رغِيفًا منَ الخُبزِ "

قالتْ الحسنَاء وهيَ تضعُ الخُبزَ الذّي أعدتهُ للعشَاء
بعدَما عادوا إلى الكوخِ خرجَ العمل إيبِيفورْت رفقَةَ ألاَنَا تاركِين الحسْناءَ
غارقَة ببَحرٍ منَ الأفكَار الجنّونية التّي بدتْ تخطُرُ لهَا مُؤَخرًا

" إنهُ لذيذْ كالعَادة شُكرا لكِ أيتّها الجمِيلَة"

أردفتْ ألاَنا معَ إبتسَامَة تعلُوا ثغْرهَا ثم تتنَولُ الحساءَ بعدَهَا
هيَ تحّبُ الطّعام الذِي تعدُه الحسْناءْ
أمَا عن الجمِيلة فقد إكتفتْ بهمهمة بسيطة لهَا

" أنَا مُنهكَة ، سأخلدُ للنّومِ قبلَكمْ "

إستقامتْ منّ الطّاولَة لتنظُرَ لهَا الاَنَا بشكْ
هيَ دومَا تخلدُ للنّومِ بعدَما يفعلُ الجميعْ

" تُصبحينَ علَى خيرٍ بُنيّتي ، سأنظِفُ أنَا و ألاَنا الأطباقْ"

هزتْ ذاتُ الشّعرِ الأسودِ رأسهَا للأعلى و الأسفلِ مؤَيدَة كلامَ العمِّ
بينمَا الأخرى إبتسمَت بخفَة و ذهَبتْ للنّومِ

مضَى الوقتُ بِسرعَة حيثُ العمُ قد غادرَ منذُ مدَة و ألاَنا قدْ خلُدتْ للنوْمِ أيضًا
حيثُ أنّ الوقتَ تجَوزَ الثانيَة عشر و النصفْ بعدَ مُنتصفِ الليلِ

أما عنْ حسْنائِنا فقدْ فتحتْ عيناهاَ ببطء ٍ شديدْ تُراقبٌ سكونَ و هدوءَ المكَان

نهضتْ بجذعِها العُلوي لتلتَف نحِيةَ ألاَنَا التّي تغطّ بنَومٍ عميقْ

تنهيدَة خافتَة لم يسمعهَا سواهَا
ثمَ نهضتْ متوَجهَة نحوَ مكانِ المطبخِ لتشرُبَ الماءْ ولكنْ !

هَاهيَ تغادِرُ الكوخَ عبرَ نافذةِ المطبخِ التّي إستطَاعت عُبورهَا

وبدتْ تركُض متجهةً لخارجِ القرية متجهَة نحوَ المَكانِ الذّي ذهبتْ لهُ صباحًا متجاهلةً كلَ شيءٍ

" مَا أنتِي بفَاعلة؟ إنتظِري "

صوتٌ منْ خلفِها جعلهَا تركضُ اكثرْ حتىَ وصلتْ و لمْ تصعدْ الجبَل بل توجهَت بسُرعةٍ فائقَة تعبرُ الشّلاَل الذّي يغطِي كهفًا لتَدلُف لِداخلِهِ وهيَ تستندُ علَى رُكبتيْها تلتقطُ أنفسَها المسلُوبةَ منّ الركضِ

" أينَ أنتِي؟ أيتُها الحسنَاء ؟ تعاَلي سَيمْسكونكِ و يأخذونكِ"

صوتُ ألانَا هذَا جعلَها ترجعُ بضعَ خطُواتٍ لداخلِ الكهفِ مُتجاهلةً كلامَ الأخرى ، هي لا تريد أن تبقى حبيسة

...................

الرواية فكرتها مختلفة ، أتمنى تقدمولها دعم وحب كبير لأني كثير حابة الفكرة
و تجاهلوا الأخطاء الإملائية طبعاً
و أعطوني رأيكم































Continue Reading

You'll Also Like

192M 4.6M 100
[COMPLETE][EDITING] Ace Hernandez, the Mafia King, known as the Devil. Sofia Diaz, known as an angel. The two are arranged to be married, forced by...
8.2K 362 25
عندما يخفي تاي انه يستطيع التحكم بقوته امام الجميع ماذا ستكون رد فعل جونكوك الذي يكره الكذب. توب:-جونغكوك. بوتوم:-تايهيونغ. امبرغ.
471 172 21
منحتني الحياة.. وماذا فعلت بالمقابل؟ جعلتك تتألمين.. عزيزتي.. ادرك تمام الادراك خطئي..فشلت في حمايتك.. ولذا حزمت قرارا بالرحيل.. بالاقلاع عن اذيتك...
28.1K 3K 34
لقد تجسدت في جسد ابن الدوق المنفي