•Lost Angel || VK•

By TKaesthetic

68.2K 3.7K 1.9K

"ألن تعتذر مني مرة ثانية، وثالثة، ورابعة أيضًا، لأرفض جميعهم بالنهاية؟" "هل ستشعر بشعور جيد إن اعتذرت منك مرا... More

|~INTRO~|
#1
#2
#3
#4
#5
#6
#7
#9
#10
#11
#12
#13
#14
#15
#16
#17
#18
#19
#20
#21
#22
#23
#24
#25
#26
#27
#28
#29
#30
#31
#32
#33
#34
#35
#36 |~Last Part~|

#8

1.7K 96 60
By TKaesthetic








كنت جالسًا على الأرض بين إحدى ممرات الكتب
أتسائل حاليًا إن كانت هذه المكتبة تملك أي زبائن حتى بالرغم من أن شباب هذه الأيام يحبون الكتب كثيرًا بجانب سماع الموسيقى

من هم أمثالنا يملكون شعبية كبيرة هذه الأيام
الموسيقى هي كل شيء بالنسبة للجميع
لمستمعيها، ولعازفيها أيضًا

نجد أنفسنا بها
نتعرّف على أنفسنا بكلمات الأغاني
نكتشف مشاعرنا
وتتكلم هي عن مشاعرنا التي نجد صعوبة بالبوح بها

وتكون رسالة لطيفة
رسالة لمن نحب أو ممن نحب
وتكون تلك الرسالة أجمل ما قد نرسلها ونتلقاها

وها أنا أنظر لمن يجعلني أشعر بأشياء غريبة بالآونة الأخيرة
كأن أرتبك عند دخوله فجأة للمكان الذي أنا به
وأن أشعر بتوتر إن نظرنا بأعين بعضنا لوقت يزيد عن الثلاث ثوانٍ،
رغم الغضب الذي يزرعه بداخلي إلا أنني أريد نيل إعجابه طوال الوقت

ومؤخرًا، أصبحت أتوق لرؤيته
أصبحت أتوق لهذه المشاعر المضطربة والغريبة التي تجتاحني عند رؤيته
أصبحت أتوق له بشكل لا يفسّر رغم حدته معي
ولتلك الثواني البسيطة الذي يشعرني بها بالسعادة الغريبة عندما يمدح شيء يخصني

لماذا أشعر بذلك لأحد يحب التقليل مني وتجريحي؟
لماذا لا ننجذب سوى للألم والرفض؟
مازلت لا أعلم السبب
أو على الأقل سببي أنا، لأن جميع ما يمنحني إياه لا يجب أن يشعرني إلا بالكراهية نحوه
إلا أنني آبى فعل ذلك لأنني أحمق
أجد متعة وسعادة عظيمين بثانية واحدة جيدة معه حتى وإن كان باقي لقائنا سيئًا

"ما الذي قمتَ بكتابته إلى الآن؟"
سألني بعد أن جلس بجانبي وهو ينظر للأوراق التي تحمل بعض النوتات التي استطعت البدء بها بصعوبة

عاد للنظر لي عندما لم أجبه
وعندما شعر أيضًا على نظراتي التي أطلت بها في وجهه

إلى متى سأحتاج السرحان بشامات وجهه حتى أعطيها حقها؟
لا بل لن أن أمنحها الحق مهما نظرت لها
لذا أحتاج لطرق أخرى غالبًا..

"ما الذي تفكر به؟"
ضحكت لأشيح بوجهي فأنا أعلم نهاية الأمر إن صارحته بما أفكر به

"عندما أخبرتك بالحقيقة المرة الماضية، غضبت كثيرًا وأخبرتني أنني بكل مرة أتحدث بهـ.."
"اشششش"
همس مقاطعًا حديثي، هل شعر أخيرًا أن ما قاله لي بغيضًا للغاية؟
وأنه هو من كان المزعج بالحقيقة وليس أنا؟
ربما خطة جيمين تنجح بطريقة ما

أملت برأسي لأبتسم كي أرى ما يملكه من حديث
لم يقم بإسكاتي سوى للدفاع عن ذاته

"لا داعي لذكر ما حدث..
يمكنك إخباري بما تفكر به الآن وحسب"

همهمت واضعًا الاوراق بجانبي لأقوم بوضع يداي على ركبتي مانحًا إياه ذات الاهتمام الذي كان يتلقاه مني باكرًا
"هل تعدني أنك لن تنزعج إذاً؟"

قلب عينيه مدعياًّ الانزعاج، يدّعي ذلك وأستطيع معرفة الأمر لأنه يختلف تمامًا عن تلك المرّات التي يشعر بها بالانزعاج الحقيقي
"أنا من طلب معرفة الأمر، لذا لا يوجد داعٍ لأي وعد منّي"

ابتسمت مجددًا
أحاديثه بشكل غريب تصبح ممتعة رغم أنني بالكاد أستطيع تسميتها بالأحاديث حتى
هي مجرب كلمات متسلسلة لمدة قصيرة جدًا

رفعت يدي ولا أعلم ما الذي جال بعقلي حتى قررت فعل ذلك

بخفة وهدوء
استقر طرف اصبعي على شامته..
اخترت تلك التي تستقر على خدّه هذه المرة

وابتسمت
ونبض قلبي
وشعرت بإنعقادات غريبة في معدتي
ولم يعد حالي كحالي سابقًا قبل معرفتي له، وقبل لمسي لوجهه
وقبل إلتقائي بشامة خدّه الفاتنة هذه
أم أسمّيها زهرة؟ فراشة؟ أم قبلة؟

"كنتُ أفكر بشامات وجهك الجميلة..
كهاته الشامة!"

لم يبعد يدي
ولم ينزعج أو يغضب
ولم يطلب مني أن أصمت
ربما لأنه هو من سألني عن أفكاري لذا هو ملزم على احترامها مهما كانت، حتى وإن لم تعجبه لأي سبب كان

"أنت.."
تحدث أخيرًا، وقررت عندها سحب يدي فلا أريد أن أدع له أي مجال لكي يظهر انزعاجه وغضبه
"يبدو أنك جئت لتعطيلي عن عملي وتضييع وقتك أيضًا!"

كتفت ذراعي ونظرت بأرجاء المكتبة الفارغة إلا مني ومنه
"عن أي عمل تتحدث وأنتم لا تملكون زبائن حتى؟"
عقد حاجبيه فربما هو يملك رأياًّ آخر
"نملك زبائن، كنت مشغولًا ببعضهم قبل مجيئي إليك..
كما وإن زبائننا يملكون وقتًا محددًا للقدوم، في بداية النهار، وعند غروب الشمس يكتظون عادةً"

ضحكت بسبب تبريراته السريعة وكأنني قمت بإتهامه بأنه عاطل عن العمل وأن المكتبة التي يعمل بها غير مجدية له

تنهد بضيق ناهضًا من مكانه ولا أعلم سبب تغيّر تصرفاته، وكأنه فجأة وبلا سابق إنذار يقرر ببعض المرّات عدم التصرف بحدة معي
ويبدأ بإدعاء الانزعاج والغضب وحسب، وكأنه لا يريد مني كشف أنه لا يشعر بالحقيقة بالغضب

لكن مازلت أقلق من تغيّرات مزاجه المفاجئة، مثل ما حدث في استراحة التدريبات اليوم، كان غاضبًا بصدق مني بذلك الوقت
كان مخيفًا لأنه عندما يغضب يكون هادئاً، وجفني عينيه يكونان ثقيلان وكأنه بالكاد يفتح عينيه، تصبح عندها نظراته حادة، وعيناه داكنتان وكأن الحياة انعدمت منها
يصبح كالجسد الذي رحلت روحه عنه

لكن كيف لأحد يحب العزف مثله ويعمل في مكتبة أن يحمل كل غضب العالم داخل قلبه؟
كيف لأحد بحياة مسالمة كهذه أن يكون غاضبًا على الحياة؟
ما الذي رآه من العالم حتى أصبح عدوّه اللدود؟

إن غضبه مخيف دون أن أذوقه
أتصرف بحذر مهما تصرفت بجرأة ببعض المرّات، لأنني أعلم أن طوال الوقت الذي مضى منذ أن تعرّفت عليه وإلى الآن لم أذق بعد غضبه الحقيقي المدفون بداخله
ولا أريد أن أكون أنا من يقوم بإثارة غضبه لأنني متأكد أن النهاية لن تكون من صالح أي أحد منّا

"إن كنتَ سوف تقوم بتضييع وقتك، انهض لمساعدتي على الأقل بدل جلوسك الغير نافع هنا"

وضّبت الأوراق في حقيبتي على الفور فلا بأس ببعض الإستراحة خاصة كوني قد عملت لأكثر من ساعة على البداية
أجد الأمر الآن سهلاً خاصة كوني فهمت أكثر ما سوف أقوم به بعد تفكير طويل

أشار نحو حقيبتي التي تركتها على الأرض عندما وقفت أمامه مستعدًا لمساعدته بأي شيء فيبدو لي أن ذلك مسلياًّ قليلًا
"لا تترك حقيبتك هنا، احملها والحق بي"
حملتها كما طلب ولحقت به، شعرت وكأنه يتصرف بودية معي، وكأننا أصدقاء وذلك أسعدني كثيرًا

ذهبت إلى خلف منضدة الدفع كما فعل هو ليشير لي نحو المكان الفارغ بجانب حقيبته على الأرض
"ضعها هنا، لكن أولاً أخرج أوراقك واجلب قلماً معك"

وضعت الحقيبة على المنضدة لأخرج الأوراق وقلمي ونظرت له أثناء فعل ذلك
"لماذا؟"
"لا يجب أن تنقطع أفكارك حتى بوقت الفراغ أو الاستراحة، دع الأوراق والقلم معك بكل مكان تذهب له اليوم، واضف نوتات جديدة بكل مرة تطرأ على ذهنك...
لا توقف أفكارك عن النوتات مهما حصل"

وضعت الحقيبة على الأرض بجانب خاصته لأقم بدفع أوراقي ناحيته
"ما رأيك بما كتبته لحد الآن؟"
أريد أن أتأكد أن بداية ما كتبته صحيح كي أستطيع الاستمرار بثقة وراحة أكثر

تصفحها بعينيه سريعًا ثم رفع رأسه ليعيد الأوراق لي
"لا تقلق، مهما ألّفت سنقوم نحن بمجاراة عزفنا مع عزفك، لا تفكر بكتابة شيء بناءً على عزف القيتار!"

وسّع عيناه فجأة ليردف على الفور فيبدو أن شيئًا طرأ على ذهنه

"كيف استطعت كتابة نوتات بناءً على عزف القيتار؟
هل تحترف عزفه هو أيضًا"
ضحكت ناقرًا طرف أنفي بإرتباك فشعرت أن دهشته حول هذا الأمر مديح لي

"نعم، أحترف عزف بعض الآلات الموسيقية فليس تخصصي الطرق على الطبول فقط!"

وضع ساعديه على المنضدة أمامي ليتكئ بجسده عليهما
وبدا مهتمًا بهذا الحديث
"ما الآلات التي تتقن العزف عليها؟"

همهمت محاولًا تذكرها جميعها، رغم اتقاني لها إلا أنني لست مهتمًا بالكثير منها، بل عائلتي من تهتم بها حتى جعلتني أتعلم عليها بصغري
"البيانو، أعزف الكمان أيضًا، لكن قليلاً"

استقام بجسده وتبدلت تعابير وجهه لأخرى منزعجة
"فقط؟ لماذا تحدثت وكأنك سوف تقوم بسرد كل آلة موسيقية تتواجد على أرضنا؟"
نظرت بإحراج نحو الأوراق على طاولتي فلم أكن أعني ذلك
"أربعة آلات ليست كافية؟"
"لا"

تنهدت ورفعت رأسي لأحمل أوراقي والقلم فلا شيء يعجبه
"بدأتَ بإضاعة وقتي بحديثك تايهيونغ، اخبرني ما الذي تريدني مساعدتك به؟"
نظر بالأرجاء متفاديًا النظر لي بعد ما قلته فقد بدا ثرثارًا ويبدو أنه يكره أن يظهر بهذا المظهر أمامي ربما
"من هنا!"
أشار إلى إحدى الأماكن لأقوم باللحاق به على الفور






~~~~~~~~~~~~~~






بدأ تايهيونغ بالبحث عن جونغكوك بين ممرات الكتب
يلقي نظرة سريعة بين كل ممر محاولًا إيجاده فقد اختفى لمدة طويلة وتايهيونغ كان مشغولاً بالزبائن خاصةً أن الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً، وينتهي عمله الآن

"ما الذي تفعلـ.."
تسائل حال إيجاده، لكنه توقف عن الحديث فور ملاحظته لنوم جونغكوك

يجلس على الأرض متكئًا بظهره على رفوف الكتب خلفه
وتقع الأوراق فوق حضنه، والبعض بجانبه على الأرض

انخفض تايهيونغ بهدوء بجانبه لينتبه أن جونغكوك مازال متمسكًا بالقلم بين أصابعه رغم نومه وبوضعيته الغير مريحة هذه
ابتسم بسبب ذلك فيبدو على جونغكوك الاجتهاد والجد بعمله

ألقى نظرة سريعة على الأوراق وتصفح جميع ما كتبه
يبدو أنه أوشك على الانتهاء
لكن مازال أمامه الجزء النهائي، وهو جزء كبير جدًا

رفع عينيه ليعاود النظر بوجه جونغكوك النائم، وقضم سفليته عندما شعر أنه لا يستطيع مساعدته بشيء فهو لا يعلم بأي شيء يخص قرع الطبول

أخفض انظاره نحو عنق جونغكوك المكشوف ثم للأسفل نحو جسده ليتنهد عندما لاحظ أنه يجلس على الأرض بهذا الجو البارد

قام بهز كتفه بخفة ليوقظه
"جونغكوك استيقظ، لماذا تنام على الأرض؟"
بدأ جونغكوك بالسعال مجددًا أثناء استيقاظه ليعقد تايهيونغ حاجبيه

تلّمس عنق جونغكوك وجبينه محاولًا التأكد من حرارته، إلا أنها كانت طبيعية
مسح جونغكوك عينه اليسرى ليتحدث بصوته المبحوح قليلًا
"أنا بخير"

حدّق تايهيونغ مطولاً به ليشعر جونغكوك على تحديقاته مما جعله يتوتر فلم يقم بفعل شيء خاطئ له
"ما.. الأمر؟"

انزل تايهيونغ رأسه مخرجًا شيئًا من جيب معطفه دون أن يبتعد عن الآخر
مد يده ليترك ما بها على حضن جونغكوك
"هذه بعض السكاكر.. مفيدة لترطيب حلقك، وسوف تتوقف عن السعال إن تناولتها جميعها على فترات خلال اليوم"

اعتدل جونغكوك بجلوسه ليحمل حبات السكاكر الخمسة بكفوف يديه والتي قام بعدّها على الفور داخل ذهنه
رفع عينيه خاطفًا نظرة سريعة لتايهيونغ ليعيدها نحو السكاكر

"شكرًا لك"

ربّت على كتفه بسرعة أثناء نهوضه
"هيا ارحل، يجب علي إغلاق المكتبة فقد تأخر الوقت"
نهض على الفور كما طلب تايهيونغ ليسقط منه كل شيء،
قلمه، أوراقه وحتى بعض السكاكر

على الفور انخفض ليحمل السكاكر، وبذات الأثناء كان تايهيونغ قد أمسك الأوراق لينظر له عاقد الحاجبين
"هل أول ما قررت حمله هو السكاكر بدل أوراقك الهامة؟"

استدار جونغكوك بوجهه ليرمش بعينيه فلم ينتبه أنه فعل ذلك
نظر تايهيونغ له وكأنه خائب الظن منه ليكمل حمل الأوراق والقلم

نهض، لينهض معه جونغكوك مقتربًا نحوه كي يأخذ أغراضه منه
"هذه السكاكر أيضًا مهمة كي يتحسن حلقي، صحتي مهمة"
تنهد تايهيونغ قالبًا عينيه بسبب هذا العذر السخيف
"أضعتَ وقتي كثيرًا اليوم، كنتُ لأكون بمنزلي الآن لولا وجودك هنا"

تخطاه جونغكوك على الفور ليذهب كي يجلب حقيبته
حملها موضبًا بها الأوراق، ثم دس بقطع السكاكر في جيب معطفه قبل حمل حقيبة تايهيونغ أيضًا

"دعني أوصلك لمنزلك"
عرض جونغكوك عليه هذا الطلب فهو يشعر بالامتنان لمساعدته
يكفي أنه سمح له بالبقاء عنده رغم انشغاله بالعمل

أقفل تايهيونغ باب المكتبة بإحكام ليضع المفتاح بجيبه
ثم استدار ساحبًا حقيبة آلته ليحملها وهو يستدير تاركًا جونغكوك
"لا داعي، إلى اللقاء"

قالها بصوت مسموع دون توقف
وبقي جونغكوك يحدق بظهره الذي يبتعد وهو يفكر بصلابة الآخر
كيف له ألّا يلين ولو قليلاً؟
هو لم يطلب منه أمرًا عظيمًا، وكان بإمكانه الرفض وهو ينظر بوجهه على الأقل
لكن يبدو وكأنه حقًا لا يكترث لأي شيء

وذلك يزيد من حيرة جونغكوك
ظن أنه استطاع على الأقل جعله أكثر ليونة معه، وأنه يستطيع القيام بأحاديث جانبية وبسيطة لا بأس بها بينهما

لكن يبدو أن تايهيونغ بكل فرصة تأتيه يقوم بالابتعاد بكل سهولة ووضوح عنه

تنهد جونغكوك واضعًا يديه بجيوب معطفه
وتلمست أصابعه السكاكر على الفور ليخرج واحدة منها
قام بنزع الغلاف ليرميها داخل فمه
وابتسم عندما تذّكر أنها من تايهيونغ

عاد لمنزله وهو يفكر طوال الوقت بالنوتات
لكن كان التفكير بتايهيونغ يقاطعه فجأة عن تفكيره بالنوتات
يتسلل فجأة لأي أمر هام وجاد يفكر به
كان يتذكر أحاديثهما البسيطة التي حدثت اليوم
وبكل مرة كان يتذكرها، تُزرع الابتسامة على وجهه

وجد نفسه غريبًا، فمنذ متى كان يبتسم فجأة بهذه الطريقة؟
تايهيونغ يمنحه أقل ما يستطيع منحه له،
بل بالكاد يمنحه شيئًا حتى
إلا أن هذه الأمور الضئيلة والتي تكاد لا تُذكر هي ما تجعله يبتسم بين أفكاره فجأة






~~~~~~~~~~~~~





دخل مينهو إلى استوديو التدريبات الخاص بهم ليجد دانييل غارقًا ببعض الأوراق ومشغولًا بها
بينما جونغكوك يجلس على الأرض متكئًا بظهره على الحائط وعلامات الحياة معدومة عن وجهه
ولم يفهم ما يجري هنا، فمن الغريب رؤية أحد بالغرفة بهذا الوقت الباكر جدًا قبل بدء التدريبات

"ما الأمر؟"
ألقى سؤاله على دانييل وهو يشير إلى جونغكوك فهو سارح منذ دخوله ولم يتحرّك من مكانه أبدًا
كما وتوقع أن يجده مشغولاً في النوتات لكن يبدو أن أمرًا ما قد حصل

"هو غاضب"
أجابه دانييل على الفور بعد أن استرق النظر له سريعًا، لكن لم يفهم مينهو سبب غضب جونغكوك بعد
إلا أنه قلق من ذلك فيبدو أنه لم ينجح بتأليف النوتات بالوقت المطلوب كما طلب منه دانييل

"هل فشل بمهمته؟"
دنا بجسده نحو دانييل ليهمس له، وعيناه تنظر بحزن وقلق نحو جونغكوك، هو يعلم جيدًا أن دانييل منحه مهمّة صعبة جدًا وتحتاج أيامًا

نفى دانييل برأسه وذلك زاد غرابة الوضع على مينهو
"قال أنه فقد إحدى قطع السكاكر خاصته"
وسّع مينهو عينيه فما سمعه يبدو كمزحة أو شيء مستحيل حدوثه
وما حيّره أكثر هو طريقة حديث دانييل الجدية حول الأمر وكأنه شيء يستحق

"أظن أن كلاكما ليس بعقله السليم!"
نظر مباشرةً نحو الباب حال دخول تايهيونغ وشعر أخيرًا أن أحدًا عاقلًا قد جاء لأنه قد تعب بالفعل بهذه المدة القصيرة جدًا منهما

"أخيرًا جئت.."
همهم له تايهيونغ ولم يفهم ما يريد منه الآخر لحظة دخوله
استرق النظر نحو جونغكوك لأنه يبدو تمثالاً لا يتحرّك واستطاع بسهولة معرفة أنه لم يرتاح منذ ليلة الأمس

وضع حقيبته لينظر نحو مينهو الذي يلاحقه فيبدو أنه يريد قول شيء
"دانييل مشغول بأوراق لا أعرف ما هي حتى،
أما جونغكوك.."
اقترب منه بعد أن أشار نحوه
"هل تصدق أنه بهذه الحال بسبب فقدانه لإحدى قطع السكاكر؟"
عقد تايهيونغ حاجبيه وهو ينظر له بجانبية فذلك غريب حقاً

"اجلسوا وامنحوني انتباهكم لأنني أحتاج بعض المعلومات الهامة منكم"
أومأ كلاهما له ليتجه تايهيونغ نحو إحدى المقاعد التي تقع على بعد مسافة من مكان جونغكوك، فرقع بأصابعه أمام جونغكوك ليشد انتباهه أخيرًا، وبدا ضائعًا لأنه لم يشعر على وجودهم جميعًا

"مينهو، أحتاج منك عنوان منزلك بالتفصيل"
فرد ذراعيه بالهواء بتساؤل وضيق فذلك سؤال غير منطقي
"أنت تعرفه بالفعل ما هذا السؤال؟"
وضع دانييل القلم على ذقنه وكأنه يفكر قليلاً ثم أجابه بكل صراحة
"لا أعلم اسم الحي والمنطقة التي تسكن بها، أنا حقًا أعرف كيفية الذهاب إلى منزلك من طريق منزلي فقط"

تنهد مينهو فقد تذكّر أن دانييل حقًا سيء بالعناوين ولا يعلم أي شيء كون جميعهم ليسوا من هذه المدينة وكل واحد منهم نشأ بمكان مختلف
وإلى الآن يجد دانييل صعوبة بحفظ الشوارع والأحياء هنا بالرغم من السنين الكثيرة التي عاشها بها منذ بدء دراسته الجامعية

"حسنًا إذًا.."
قام بإخباره بعنوانه بكل التفاصيل المطلوبة لينتقل دانييل إلى الورقة التي بعدها، وكانت تخص تايهيونغ

"والآن تايهيونغ، أحتاج منك معلومات كثيرة لم أستطع ملئها لوحدي كونك عضو جديد بيننا"
سحب جونغكوك سفليته وهو ينظر لتايهيونغ فالجميع مهما بدوا مقربين منه إلا أنهم لا يعلمون شيئًا خاصًا حول حياته الشخصية

"أحتاج عنوان منزلك أولاً"
نظر لبعض اللحظات بوجه دانييل قبل أن يلقي عليه سؤالاً يهتم بمعرفة إجابته
"لماذا تحتاج للمعلومات الشخصية هذه؟"

أشار دانييل إلى جميع الأوراق الموضوعة على الطاولة أمامه
"يجب على جميعنا تسجيل معلوماتنا الشخصية من أجل المسابقة،
لذا قمت بالفعل بتدوين جميع المعلومات التي أعرفهما عنكم، وبقيت التي لا أعرفها"

تفهّم دانييل سؤال تايهيونغ فهو حريص للغاية منذ أن انضم للفريق خاصة كونه يكبرهم جميعهم ولا يعرف أحد منهم من قبل
من الطبيعي أن يكون حريص حول معلوماته الشخصية
وتفهّم أيضًا أنها المرة الأولى لتايهيونغ، لم يقم بالمشاركة بمسابقات كهاته من قبل لذا لا يشعر بالانزعاج أبدًا من أي سؤال يطرحه عليه

قام بإعطائه عنوان منزله بتردد وكأن الكلمات تخرج بصعوبة من فمه
لا يريد من أحد معرفة مكان منزله بالرغم من أن الأمر عادي، خاصة أنه لا يشعر بالخطر أو الانزعاج منهم
كما ويعلم أنهم بالفعل مشغولين بحياتهم الخاصة

التفتَ بإنزعاج نحو جونغكوك عندما انتهى ليهمس له بحدة مصطنعة
"إياك وأن تأتي لمنزلي لن أقوم بإستقبالك"
"لماذا سوف.."
"حسنًا، ورقمك؟"
قاطع دانييل حديثهما ولم يستطع جونغكوك إكمال عبارته حتى ورفض أن يأتي لزيارته من ذاته دون سبب او موعد

"لا أملك!"
"هل أضع رقم جونغكوك لأنك لا تملك واحدًا؟"

"لا"
"لا"
كلاهما رفض بذات الوقت
جونغكوك شعر بالاحراج من ذلك فلا يوجد سبب ليضع دانييل رقمه بتلك الخانة
بينما تايهيونغ رفض لأنه لا يريد ربط ذاته بجونغكوك أبدًا، كما وأن الأمر عشوائي للغاية وبلا سبب

نظر جونغكوك له بإنزعاج بسبب رفضه وشعر تايهيونغ على انزعاجه
"لماذا غضبت؟ أنت أيضًا رفضت"
هاجمه تايهيونغ على الفور بهمس فلا يملك سببًا للانزعاج

استدار نحو دانييل ليسأله حول الأمر
"هل الرقم هام؟ لماذا يتوقعون من الجميع امتلاك هاتف وكأنه شيء شائع هذه الأيام"
"إنه شائع بالفعل"
أجاب جونغكوك ليشعر تايهيونغ بالاستفزاز قليلًا

"أعلم وأتفهم فكرتك، لكن نحتاج لرقم كي نستطيع الوصول إليك حتى نحن، الأمر ليس له علاقة بالمسابقة، لكن ماذا إن احتجنا للاطمئنان عليك؟ وماذا إن احتجنا منك مساعدة؟"

شعر تايهيونغ بالكثير من الاحراج داخله
يعلم أن كلام دانييل صحيح
لكنه لا يريد الحصول على هاتف مهما حصل
يستطيع، لكنه لا يريد أبدًا

"أنا أعتذر!"
لم يقلها بإحراج بتاتًا، بل كان واثقًا بنفسه
"يمكنني وضع رقم صديقي، إن لم أتواجد بالأرجاء، فسوف أكون معه بكل تأكيد!"

حدّق جونغكوك به مطولًا وهو يفكر، لا يفهم لماذا يرفض الحصول على هاتف بينما يستطيع امتلاكه بسهولة
لا يفهم هذا التمسّك بإنعزاله عن الجميع، الابتعاد عنهم والهرب منهم،
لكنه سيعلم عاجلًا أم آجلاً
فهو لا يستطيع تحمّل الفضول الذي بدأ يزداد بداخله نحو تايهيونغ
يشعر أنه يريد معرفة الكثير عنه ومنه

أومأ دانييل بتفهم فلا يملك حلاًّ آخر، كما ولا يملك الحق بفرض الأمر،
قام بتدوين رقم هاتف صديقه فهو يملكه بالفعل

قام برفع قلمه نحو جونغكوك بعدها دون النظر له
كان يبحث عن المعلومات التي لا يملكها بورقة معلوماته
"حسنًا جونغكوك... لا أحتاج شيئًا منك، كل ما أحتاجه هو عدم هربك مثل المرة الماضية!"
ابتسم بتصنع له ليعتدل جونغكوك بجسلته بإحراج بسبب تحدثه فجأة عن هذا الأمر، خاصة أن مينهو بدأ بالضحك عاليًا

"لا أريدك أن تبقى صامتًا، أحتاجك أن تخبرني بكل وضوح أنك لن تختفي هذه المرة!"
كان تايهيونغ ينظر بهدوء نحو جونغكوك رغم أنه لا يعلم عمّا يتحدثون عنه، لكنه شعر أن الأمر غريب فلماذا قد يهرب جونغكوك؟

"لن أهرب هذه المرة بالطبع، كما وأنني لم أهرب المرة الماضية"
قال نهاية حديثه بصوت خافت فهو يكره هذه الحادثة التي تجعله يشعر بالاحراج الكبير

بدأ هاتف دانييل بالرنين فجأة لينظر بدهشة عندما علم المتصل
"لحظة وسوف أعود"
خرج على الفور ليعاود مينهو الضحك عاليًا هده المرة وهو يشير نحو جونغكوك

"كفاك ضحكاً"
نفى مينهو برأسه لينظر نحو تايهيونغ شادًا إنتباهه نحوه
"يملك عادةً مضحكة.."
"لا تخبره!"
حاول جونغكوك منعه وبدى مضحكًا وهو يفعل ذلك

لكن رغم ابتسامة تايهيونغ الجانبية بسبب ما يحصل إلا أنه تجاهل جونغكوك ليعيد تركيزه نحو مينهو لأنه يريد معرفة ما حصل

"عائلته ضد دراسته هنا، وهو حقًا يدرس هنا رغمًا عنهم جميعًا"
تنهد جونغكوك عميقًا ليستسلم فلا يبدو أن الآخر سوف يصمت

"لذا عندما يشعر عادةً بالتعب من الدراسة أو أي أمر، يخبرنا أنه يفكر بالعودة لمدينته وذلك سوف يسعد عائلته كثيرًا"
نظر جونغكوك بطرف عينه نحو تايهيونغ وزُرعت ابتسامة طفيفة على شفتيه، فقد كان يتفاعل مع القصة بتعابير وجهه وكأنه مهتم
يومئ برأسه بخفة لمينهو ليكمل حديثه

لكن بجانب اهتمامه الواضح، بدت عليه طيبة غريبة لم يراها جونغكوك عليه سابقًا، ذلك منحه شعور لطيف وكأن تايهيونغ شخص مثلهم
وكأنه يحب التحدث والضحك، يحب الصداقات واللعب وكم تمنى جونغكوك بالكثير من المرّات لو أن تايهيونغ كذلك حقًا طوال الوقت

"لذا بإحدى المرّات، تشاجر هو ودانييل بشكل أحمق بالفعل قبل إحدى المسابقات"
ارتفع حاجبي تايهيونغ بشكل طفيف لسماع ذلك
"ولم يعد عندها للمنزل، لذا ظننا أنه قد هرب وعاد لمدينته، لكنه بالنهاية عاد بعد يومين وقبل المسابقة، لنتفاجأ أنه كان بالحقيقة عند صديق له طوال ذلك الوقت"

"تصرف طفولي، أليس كذلك؟"
"ومضحك أيضًا"
بدأ كلاهما بالتحدث عنه وكأنه غير موجود، وشعر ببعض الانزعاج كون تايهيونغ نعت تصرفه بالطفولي
قلب عينيه وحسب لأنه يشعر بالتعب الذي لا يسمح له بمجادلتهما

"ماذا عنك؟ هل تقطن أنت أيضًا بمدينة مختلفة مثلنا؟"
عاد الاهتمام لقلب جونغكوك بسبب سؤال مينهو الذي لا يملك جرأة لطرحه بنفسه
أراد بشدة معرفة أي شيء عنه
ويبدو أن تايهيونغ يتجاوب أخيرًا مع هذه الأسئلة فقد نفى برأسه ليجيبه
"لا، بالحقيقة.. عائلتي تعيش باليابان الآن"

أغمض جونغكوك جفنيه الثقيلين ليتنهد
لا يستطيع مجابهة تايهيونغ على الإطلاق
مهما حاول، لا يمكنه وحسب
وكأن تايهيونغ من عالم وهو من عالم آخر

فُتح الباب مجددًا لكن جونغكوك بقي على حاله
يحتاج للنوم فقد عمل طوال الليل دون نوم لينهي النوتات وقد انتهى منها بالفعل

صفق دانييل ليشد انتباه الجميع إليه، لكن جونغكوك بقي كما هو مغمض العينين
"يجب علي الرحيل، الأمر هام جداً كما وأحتاجك معي"
أشار نهاية حديثه نحو مينهو الذي عقد حاجبيه أثناء نهوضه
"أنا؟"
"ماذا عن التدريب؟"
سأل مينهو وتايهيونغ بذات الوقت وهمهم دانييل مفكرًا بحل

"أولًا، الاتصال كان من قائد الفريق الذي حصل على المركز الأول العام الفائت بهذه المسابقة، وافق على مقابلتي لكن الآن، ولا أستطيع الرفض، لذا بكل تأكيد سوف نقوم بتأجيل التدريبات
لكن.."

صمت قليلًا وهو يراقب تايهيونغ الذي نهض كي يقوم بتوضيب أغراضه لكي يرحل طالما أن التدريبات قد تم تأجيلها مجددًا

"لكن.."
أعاد كلامه لكي يشد انتباه تايهيونغ له وقد نجح بالفعل فقد نظر له ليسمع تكملة حديثه
كتّف دانييل ذراعيه نحو صدره ليشير بعينيه نحو جونغكوك الذي غالبًا ينام الآن وهو جالس

"كيف تريدني أن أقوم بالأمر هذه المرة..
هل يجب علي إقفال الباب عليكما مجددًا كي تعملا سوياًّ؟"


~~~~~~~~~~~~~~

Continue Reading

You'll Also Like

7.4K 514 20
love story ♥️♥️♥️♥️ ما أصعب العشق عندما يكون ممنوعا ومحرما
907K 89.7K 30
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
501 196 48
حسنا هي فاقده الوعي الان .....ولكن هي بخير لا اصدق هي ف غيبوبة منذ سنه ! * اجل هو أخبرني أنه سوف يكون فارس احلامي * انتي ف امان ....... لن تكوني لأحد...
364K 28.8K 56
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...