نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍

By rh6ym5

16.9K 2.3K 1.3K

' لم أنتظِر منكِ شيء ، لم أطلُب عطفًا و لا بُكاءً و لا عِراكًا و لا حتىٰ أن تُقاتل الدُنيا معِي ، كُنت أحتَاج... More

𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁸

𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³²

619 69 68
By rh6ym5

إستمتعُوا و لا تنسوا الڤوت و الكومنت 🐶

. . . . . . . .

" رُوينَا ، أفيقي ! "

نبرَة مُنخفضة تسللَت لمسامِع النائمَة بهيئة مُبعثرة سوفَ تسبب ألَم في عُنقها بعد ذلك جعلهَا تفتَح جفُونها بهدوءٍ حتَى توسعَت كليًا و جلسَت مباشرةً ..

كانَت كَاديَان المُستعدة للخرُوج من المَنزل أمامهَا و إحدَىٰ يديهَا على كتفهَا تهزهِ برفقٍ فنظرَت لساعَة الحائِط ثم زفرَت بعمقٍ ، لقد تأخرّت مجددًا ..

" أولًا ، صبَاح الخَير .. ثانيًا ، أنتِ لم تتخلفِي عَن ميعَاد عملكً فَـ جِين بشرَ نامجُون بعطلة اليَوم بسببِ الأجّواء السَيئة ، قالَ أيضًا أنهُ سيتم تعويّض هذَا في يومٍ آخَر .. سوفَ أضَع القليّل من عطركِ "

بدَأت حديثُها بإبتسامَة تطمئِن الفَتاة التّي فزعَت من نومِها ثم وقفَت و إتجهَت نَحو المَرآة و رُوينَا قَد هدأت و أراحَت ظهرهَا للخلّف ..

" صباحُ الخَير لكِ أيضًا "

أجابتهَا رُوينَا بينمَا تتنهَد و تراقِب رفيقتهَا تنثُر رشاتٍ من عطرهَا فوقَ ملبسهَا ..

" كُلِي إفطاركِ و أدفَئي بدنكِ جيدًا "

وهِي تضَع زُجاجة العِطر عَلى الزُجاج لتومِأ لها رُوينَا بخفَة و عانقتهَا كَاديَان قبلَ ذهابهَا للعمل تاركةً الأُخرىٰ خلفهَا تديّم النظَر في الفرَاغ ..

صَانت ذاكرتهَا أحدَاث يومٍ مَضىٰ كانَ سببًا في إيقاظِها متأخرًا اليَوم ، رجَت عيناهَا أن لا تَبكي أمامهُ لكِن أيقنَت أنهَا ليسَت تملِك مدامعهَا فبكيّت من ألمِ الهَيام و الكَسران ..

لَم تستطِع أنّ تَغفو مبكرًا و جسدهَا كانَ يرتجِف حينَ عودتهَا نتيجَة سيرهَا أسّفل المَطر كمَا آنَ خلعهَا لنظارِتها التّي إمتلئَت بالقطرَات جعلَ الوضّع عصيبًا في السَير ..

دلكَت جبينهَا في إتجاهَات عديّدة ، ما الذّي كانَت تظنهُ عندمَا تعترِف لهُ ؟ ، هَل سيعانقُها و يغفَر لهَا ؟..

" يَالِي مَن ساذجَة "

هزَت رأسهَا بقلَة حيلَة ثمَ نهضَت ، لمَ تُخطط للإغتسَال الكامِل نظرًا للبرُود المتواجِدة كمَا أنهَا لَا تملِك القُدرة علَى ذلِك ..

نظرَت في المِرآة ، مقلتيهَا مائلَة للإحمِرار الطَفيف و هي يمكنهَا الإحّساس بخشونَة ملمسهَا ضدَ جفونهَا حينَ رمشهَا ، لقَد أمطرَت مدامعُ كثيرَة فِي الأيَام السابِقة و عيونهَا أكّثر مَن تأثُر بالسلّب ..

حاولَت ترطيّب جفونهَا بالمَاء عِدة مَرات ثم وضعَت القطرَات العلاجيَة الخاصَة بهَا و إرتدَت نظارتهَا ، أشعر كذلك بألم الرأس و جُلُّ هذا آثار بكائها و مرض عسليتاهَا المزمن ..

أمسكَت عَن الفطُور اليَوم و فضلَت تناوَل حبَات فاكهَة و شُرب قَهوة ، لَم تَكن مِن عُشاق القَهوة سابقًا لكِن وجودهَا فِي مكتبهِ دائمًا جعلهَا تكتسِب هذهِ الصِفة منهُ ..

حاولَت إحتسائهَا غامقةً مثلهُ لكنهَا لم تقدِر ، كانَت شديدَة المرَارة ..

جلسَت عَلى الفِراش أسفَل دِفء الغِطاء بينمَا ترشّف من قِدح القَهوة ، لقَد تخلَت عَن مَشروب الفَراولة المُفضل لهَا منذُ أنّ بقيَت ثلاثَ سَنوات دونَ إحتسائهِ ..

راقبَت الأجّواء الغائمَة خارجًا و توارِي الشّمس خلفَ الغُيوم ، لقَد إشتاقَت للشّمس كثيرًا ، لَا أحد يدفئها الآن سواها و جِين ليس حاضرًا ليبعث الدفء في المحيط ..

لقَد إختفَت معَ إختفاءهِ و بردَت هي بشِدة ..

إرتشفَت رشفَة و هِي تتذكَر نظرَات بُنيته ، لُغة عيونهِ بليغَة تظهِر أنَ قلبهِ لم يَمت مِن الإحسّاس فأباحَت مقلتيهِ ما فِي داخلهُ ..

لكَم تشعُر بالثُقل و بخفقَان فؤادهَا الواهِن ، أفضَل شَيء يمكنهُ أنّ يحصُل عليه الإنسان هي عواطفه المستقرة لكنها الإسّتقرار لمَ يلحَظ عواطفهَا فِي طريقهُ ..

قلبهَا ذُو جَرح عميّق يتِم نقشهُ بإحترافِية عَلى جدرانهِ لكنهَا ترغَب بجِين ، تَود البَقاء فِي عتمَة عينيهِ و العيَش فِي منتصَف قلبهِ الدَافيء ..

يمكنهَا أنّ تُحس أنَ كُل شَيء عَلى مَا يُرام و هُو حولهَا ..

الظَهيرة حضرَت و الشّمس لَم تظهَر حتَى الآن و حدثَ عكّس الأمَاني ، المَطر مَن حَضر ..

جمعَت رُوينَا أورَاق العَمل حولهَا فوقَ الفِراش فِي محاولَة لتعويّض توقَف اليَوم ، تحركَ القلَم بينَ أصابعهِ تارةً و تضَع طرفهِ عَلى شفتاهَا تارةً أُخرىٰ وقت التَفكير ..

" هُو فقَط يفوزّ عليهِ بالقانُون "

همَست و هِي تطالِع الأورَاق أمامهَا في حِيرة ، كتبَت ملاحظتهَا حتَى تلقيهَا عَلى جِين غدًا ..

صدرَ صَوت رنيّن الجرَس بغتةً دفعهَا للنظَر لساعَة الحائِط لتتشّكل تجعَد بسيّط بينَ حاجبيهَا فهذَا ليسَ ميعَاد وصُول كَاديَان و زوجَها ..

المَطر قَد توقَف فعليًا و يوجَد بصيّص من سَنا الشَمس يتدفَق مِن بيّن الغُيوم ..

أبتلعَت رُوينَا ثمَ وقَف متجهةً صَوب باب المَنزل حتَى فتحتهُ ، زوجهَا العَزيز كانَ بأكمَل طالتهِ يقَف قبالهَا واضعًا إحّدىٰ يديهِ في جيوبهِ ..

" مَرحبًا "

همسَ معتدلًا في وقفتهِ بينمَا الفَتاة أحسَ بقلبهَا يتهَاوىٰ أرضًا أسفَل قدميهَا ، كَم تشعُر ببطءٍ و ثِقل الدَم في عروقهَا الضَيقة ..

" هَل .. هَل سوفَ تسمحينَ لِي بالدخُول ؟ "

بنبرَة مُنخفضة قالَ و هُو يراقِب معالمهَا المَصدومة و الخائِفة لكنهَا نفَت و رفعَت يدهَا ضدَ البَاب تمنعهُ من الدُخول ..

" حسنًا ، لَن أفعَل "

كانَ هادئًا للغايَة ، يحاوِل جاهدًا أنّ لَا يجعلهَا تبكِي و تنهَار مثلمَا حدثَ ..

" كيفَ عرفَت هذَا العِنوان ؟ "

همَست شاعرةً بأنَ صدرهَا قَد ضاقَ لَا يَكفي للتنفُس بشكلٍ صَحيح ..

" ليسَ صعبًا ، لقَد علمّت كُل شَيء بالفِعل و أنَ مَكان عملكِ لدَىٰ جِين "

رمشَت جفونهَا بضَعف تَام و إستندَت عَلى طرفَ البَاب برأسهَا ، كُل شَيء بدَأ بالإنهِيار أمامَ عسليتاهَا و لا تمّلك القُدرة للإصلَاح مجددًا ..

" أنتِ تجهلينَ رُعبي بعدَ أنّ إستفقَت و لَم أجدكِ حَولي يا رُوينَا ، لقَد كُنت مجنونًا و ضربتُ الرَجل حتَى خرَّ دمًا "

سردَ حديثهُ و هُو يطالعهاَ بكُل صدقٍ لكِن ملمحهَا تجعد حزنًا ، حقًا يا داهيُون ؟ ، جُننت لأنكَ لَم تجدهَا مغتصبةً و تكَاد ميتةً حولَك بَعد إستيقاظِك ؟..

" لقَد خِفت كثيرًا و بحثّت عنكِ أكثَر ، علِمت أنَ كَاديَان ملجَأك لكننَي لَم أتمكَن مِن الوصُول لهَا إطلاقًا ، بحثّت كثيرًا جدًا أقسمُ لكِ و أنَا تعافَيت مِن الإدمّان حتَى أقدرَ عَلى ايجادِك "

إستأنفَ حديثهُ مبررًا لهَا و هِي تستمَع لهُ ، ربمَا أنَ أكثَر شَيء فعلهُ هو شفائهِ من إدمانهِ ..

" أرجوكِ .. أنَا أقدِم جميّع آسَفي و إعتذارَتي لكِ و سأقُوم بإصلَاح مَا أفسدتهُ ، عُودي لي لأنَني لَا أستطيّع التنفُس بدونكِ "

أنهَىٰ جملهُ الكَثيرة و توقفَت يديهِ عَن الحركَة ناظرًا لهَا كمَا تفعَل المِثل ، كانَت ترمِش بهدوء بالِغ و يوجَد طرقاتٍ قويَة موجِعة داخِل رأسهَا ..

" رُوينَا .. قولِي آي شَيء "

أردفَ راجيًا و هُو يقترِب منهَا خطوةً ، رغبَ بالإقترَاب أكثَر و لمسَ وجههَا لكنهُ خافَ بكائهَا و نفورهَا منهُ ..

" لَا يوجَد شيء أقولهُ سِوى أنَني أتذكركَ تمامًا ، أتذكَر نظراتكَ و نبرَات صوتكَ الغاضِبة ، كُل شَيء مرتبِط بكِ عالِق في ذاكرَتي و لَن أتمكَن مِن نسيانهِ و أنتَ هُنا تخبرنّي بالعَودة و كأنَ شَيء لَم يحدُث ؟ ، هَل تتحدَث و أنتَ بكامِل وعيكَ ؟ "

بدَأت كلامهَا بحديّث خافِت و أنهتهُ بعلوٍ صوت بسيّط و تهجُم ملامحهَا ..

" سوفَ أفعَل آي شَيء لتعُودي لِي ، رُوينَا .. أنَا آسِف "

إرتفعَت شفتاهَا بسُخرية بالغَة ، آسِف ؟ ، آسِف لَن تعيّد لهَا إبنهَا الذّي ذهبَ كبقعَة نزيّف أو نظرهَا الصَحيح ..

" أنتَ لَا تدرِك مَدىٰ كرهِي لكَ ، كيفَ سأعُود و أنَام بجانبكِ عَلى ذاتَ الفِراش بعدَ ما فعلتهُ بِي !! ، هَل أنتَ بكُل جديَة تطلُب مِني العَودة لكِ ؟ "

قامَت بسؤالهِ ذاتَ السُؤال ثانيةً غيرَ مستوعِبة ما يَهذي بهِ الآخَر الذّي مسحَ عَلى وجههِ بقُوة ندمًا ، تعدلَت فِي وقفتهَا و تناسَت شعورهَا بالرَهبة و أختارَت أن تمنعهُ ..

" لَا تخبرينِي بكرهكِ لِي ، هَذا مؤلِم "

" ليسَ مؤلِم بقدرِ مَا سببتهُ لِي ، داهيُون .. فقَط عُد و إفعَل مَا تشَاء و أرجُوك دعّني فقَط فأنَا لَن أعُود لكِ مهمَا حَدث "

رجعَت للورَاء حتَى تغلِق البَاب و تنهِي ذلِك النِقاش العَقيم لكِن يدهُ قَد منعتهَا ..

" هَل أنتِ و جِين أحِباء ؟ "

عادَت فتحَ البَاب نسبيًا و نظرَت لداهيُون الذّي كانَ بالفعّل غاضبًا و يشُد بأسنانهِ عَلى فكهِ لدرجَة بروزهِ ..

" لَا ، نحنُ لسنَا كذلِك "

أجابتهُ و هِي لم تكذِب ..

" أنتِ واقعَة في غرامهِ ، أليسَ كذلِك ؟ "

باتَت ضربَات قلبهَا تسمعُها كطنيّن مزعِج في أذنهَا ، كُل شَيء أضحَىٰ أكثرَ فوضَى و إنقلبَ رأسًا على عقِب ..

تخشَىٰ إخبارهِ بالحقيقَة و يُؤذي جِين فَهي تعرِف زوجهَا و تهورهِ المَجنون و تخشَىٰ الكذِب ثمَ يدرِك وحدهُ و تكُون كارثَة أكبَر ..

لكنهَا إختارَت المجابهَة ، كمَا صارحَت جِين بحبِها لداهيُون قديمًا ، سوفَ تفعَل المِثل معَ الآخَر ..

" نعَم ، أنَا أحبهُ "

رُوينَا إعترفَت أنهَا تُحبه ..

إبتسمَ داهيُون بجانبيَة و كانَت إبتسامَة غَير مطمئنَة بتاتًا ، رفعَ شعرهُ للخلَف بعنفٍ مزمجرًا فزوجتهِ باتَت تُحب رجلٌ غيرهُ !..

بعجلَة لَم تقدِر رُوينَا عَلى الفرَار قَد أمسكَ بساعدهَا بعنفٍ شديّد و أنفاسهِ الحَارة تلفَح بشرتهَا ، غضبهُ مستثارًا باديًا عَلى وجههِ الأحّمر ..

" هَل إعترفتِ لهُ ؟ .. ماذَا ؟ هَل قالَ لكِ هيا رُوينَا لقَد عفوتُ عنكِ ؟ "

صوتهُ عالٍ ذو نَبرة إستهّزاء بانَت مِن ضحكتهِ الثقيلَة ، تقدَم منهَا كثيرًا للحَد الذّي إستطاعَ الشُعور بأنفاسهَا المترددَة ترتطِم في وجههِ ..

يمكنهُ ملاحظَة إهتزَاز كُل بقعَة في كيانهَا حتَى حدقتيهَا و لكنهُ يجهَل أنَ هذَا ليسَ خوفًا منهُ بَل خوفًا عَلى حبيّب فؤادهَا ، المُحامي ..

" نبتعِد شهرًا و نِصف لأجدكِ وقعتِ لحبِيبك السَابق ؟ بجديَة ؟!! "

صرخَ ساخطًا فِي النهايَة و ظلَ يتحرَك في عِدة إتجاهَات و رُوينَا بدَأت يتمالكهَا الرَهبة منهُ ، بَعد كُل شَيء لازالَ في عيناهَا مُدمن، مُغتصب ..

لَم تجاوبهُ خشيةً مِن رَمي الوَقود عَلى نَار غضبهِ فإتخذَت الصَمت بينمَا تراقِب حركاتهِ الغَير واعِية قبالهَا و كَان ثوانٍ عديدَة حتى أعَاد التمسُك بذراعهَا ..

" أتعلمينَ أنَني أعّرف عنوانَ بيتهِ ؟.. لقَد علمّت كُل خَطوة فعلتيهَا بعدَ ترككِ لي ! "

هسهسَ راصًا على أسنانهِ لتضَج الحُروب داخِل الفتَاة و أخذَ عقلهَا يطلِق تنبيهَات عاليَة بأنَ زوجهَا خَطر بدَأ بإحاطَة جِين ..

نفَت برأسِها عِدة مراتٍ و نظرَت داخِل عميقًا سوداءهِ الغامِقة ، لَم تَعد محمِرة بسبَب الإدمَان كمَا قبلًا و وجههُ أمسَىٰ نَضيرًا كمَا سَبق ..

" أنتَ لَن تفعَل بهِ شَيءٌ !! "

قالَت و هِي تنفِي بشِدة ، تجاهلَت الألَم القابِع أسفلَ مسكهِ لهَا و تناسَت الإحسَاس بإنسيَاب بدنهَا للأسّفل لعدَم قدرتهَا عَلى الوقُوف ..

هزَ داهيُون رأسهِ مفلتًا ذراعهَا ، يشَاهد دمعَاتها التِي بدَأت بالتزاحُم داخِل أهدابهَا خوفًا عَلى جِين ليديّر لهَا ظهرهُ و بخطواتٍ راكضَة صنعَ طريقهُ لسيارتهِ ..

عمَّ الصَمت المُخيف حولهَا للحظاتٍ ، دقَات قلبهَا تطرُق بعُنف عظَام صدرهَا لحَد التألُم و أشعُر بالبرُود تتنقِل من داخلهَا لأطرافِها ..

رمشَت جفونهَا ثمَ ركضَت لِلخارج قبلَ أنَ تسحَب البَاب ، يجِب عليهَا إخّبار جِين و تحذيرهُ مِن جنُون زوجهَا و بالرُغم مِن أنَ كُل شَيء سيجلِب الحِيرة لهُ لكنهَا لَا تهتَم سِوى بحمايتهِ ..

إستقلَت سيارَة أُجرة وَ طلبَت منهُ الإسِراع ، مرتبكَة ، مشتَتة و حركاتهَا كثيرًا فِي مكانٍ واحَد حتَى أمسكَت رأسهَا بينَ كفيّها ..

ترغَب بالإختفَاء حتَى ينفُض كُل مَا يحدُث ، قلبُها مَزحوم بما فيهِ من حُب للآخَر و اليَوم كانَ حالكًا بكُل شَيء حتَى أحداثهُ المريرَة ..

آنهَا تسائلَت داخليًا ، ما هذَا الحُب المتبادَل و الغَير متبادَل الذّي وُضع بينهُم ؟ ، ذو تقلبات و بطيئًا كفصل الشتاء تمامًا ..

حالمَا وصلَت تجاهلَت السِيارة و أُجرة السائِق ثمَ بعجلَة راكِضة وصلَت لبابِ المَنزل تضربهُ عِدة مراتٍ ضربَات خفيفَة و لَم يتخِذ الأمّر طويلًا حتَى فتحَ لهَا بعقدَة حاجبيهِ لهذا الطَرق ..

أزالَت المَسافة بينهُم بدخولهَا فِي عناقهِ و تطويّق رقبتهِ بشدَة بينَ ذراعيهَا و عَدم تمكُن قدميهَا مِن لَمس الأرّض ، بدنهَا متراصٍ ضدَ خاصتهِ و أدمعَت عيونهَا مَا إن إشتمَت رائحتهِ ..

إنتفضَ فؤادّ المحامِي لحدٍ بَعيد ، شعُور تلامسهُم العَميق و نبضاتِ القَلب مواجهَة لبعضهَا ، أرَاد تجربتهِ بكُل صدقٍ فِي المَاضي ؟..

تصنَم فِي بقعتهِ شاعرًا بالضَعف أنّ يبادلهَا أو حتَى يرفعَ يدهُ ليبعدهَا فقبضَ عَلى كفيهِ ، يَشعر بسقوطِ رأسهَا ضدَ كتفهِ و صَوت نحيبهَا المَكنون ..

" رُوينَا "

همسٌ واهنًا داخِل أذنهَا جعلهَا تفرِج عَن عسليتاهَا التِي وقعَت عَلى أريَّام ، ألُورَا وَ الجَرو الذّي أضّحىٰ كلبًا كبيرًا ..

شدَت عَلى هندامهِ بينَ كفيهَا غَير راغبةً بالإبتعَاد لكِن ربتَ جِين الخَفيف عَلى ظهرهَا جعلهَا تتذكَر مَا جائَت لأجلهِ ..

فارقَت عناقهِ ببطءٍ شَديد جارِح لقلبهَا و ساحبًا الدِفء الذّي شعرَت بهِ من قلائِل مِن وجدانهَا المُهتز ، نظرَت داخِل بنيتيهِ السَاكنة و ربمَا كل التَوتر التِي أحسَت بهِ قَد زالَ معَ رَمش جفنيهِ ..

إبتلعَ المُحامي و هُو يشاهِد إضطرَاب ملامحَها أمامهِ فذهبَ للخارِج يُعطي الأمّوال للسائِق ثمَ يَعود معطيًا إهتمامهِ للآخرينَ البعيديّن عنهُم ..

" هَل يمكنكُم الصُعود لأعلَىٰ ؟ "

إستمالَ مبتسمًا نحوَ صغيرتهِ التِي شعرَت بالقلَق لأجلِ رُوينَا ، أومئَت أريَّام إليهِ عِدة مراتٍ ثمَ أمسكَت يدَي ألُورَا برقَة تأخذهَا لأعلَىٰ و راحَ الكَلب خلفهُم ..

إبتعدَ خطوةً للخلّف تزامنًا معَ إعادَة إنتباههِ للفتَاة ..

" أنَا أعتذِر عَن هذَا لكِن أودُ إخباركَ بشَيء "

قالَت دُفعة واحِدة و حدقتيَها الدامِعة تنتقِل عَلى ملامِح الآخَر كاملةً ..

" إذَا كانَ ذاتَ الأمّر فَـ رجاءً كُفِ عنهُ ، رُوينَا "

قالَ و لكَم بدَا عَلى صوتهِ إرهاقهِ مِن الأمّر ، رغبَت في التَقدم و عِلاج تعبهِ لكِن سَينفر منهَا ..

" لَا ، إنهُ داهيُون الذّي يعلَم عِنوان منزلكَ و يظُن أننَا أحِباء "

صمتَت لترَى ردَة فعلهُ لكنهُ أومأ لهَا حتَى تكمِل حديثُها ..

" أجهَل ماذَا يمكنهُ أنّ يفعَل لكنهُ يمثِل خَطر ، أنَا خائفَة للغايَة فرُبما هُو قادِم الآن خَلفي "

" أنَا لَا أخشاهُ إطلاقًا "

هزَت رُوينَا رأسهَا و تقدمَت منهُ كثيرًا ، تصِل عيناهَا المُنذعرة معَ خاصتهِ الهادِئة دونَ إكتراثّ ..

" جِين ، أنتَ لَا تعلَم كَم هُو خَطير و خبيّث "

" و هذَا ما كُنت أخبركِ بهِ مرارًا يا رُوينَا ، أخبرتكِ أنَني لسَت مطمئِن لهُ و لَا أشّعر بالإرتِياح ناحيتهُ ، كَم مِن المَرات حذرتكَ منهُ ! "

أجابهَا سريعًا و دونَ عِلو نبرتهُ حتَى لَا تصِل لطفلتهِ ، عاقِد حاجبيهِ و بنظراتٍ غاضِبة ألقاهَا عليهَا لَم أقدِر عَلى مقاومتهَا فأخفضَت خاصِتها لِأسفَل و إستمرَت فِي ذَرف الدُموع ..

ربمَا لَم تَمر وهلةً حتَى صدرَ صَوت رنيّن الجَرس الُمزعج لتعيد رُوينَا الَنظر لهُ بِسرعة ثمَ أحاطَت بيدهَا رسغهِ ..

" لَا تقابلهُ أرجُوك "

همَست أمامَ وجههُ و بَصره موجهًا للأسفَل صوبهَا ..

" لماذَا ؟ "

" ربمَا يصنَع شجارًا و تَتأذىٰ أنتَ "

" و ماذَا إن تَأذىٰ هُو ؟ "

إندفعَ لسانهِ سائلًا بأمرٍ مِن قلبهِ دونَ أخّذ السمَاح منهُ أو مِن عقلهِ ، ربمَا عادَت أعّضاء جسدهِ للإتفَاق عليهِ ..

" لا أهتَم ، قُم بأذيتهِ لكِن لَا تجعلهُ يصيبَك بخدشٍ "

إرتفعَت طرَف شفتاهُ شمالًا و تحركَ بجسدهِ حتَى يفتَح البَاب بعدمَا قامَ بإبعادهَا ..

توقعَ جِين دخُول قبضَة الآخَر تلكمهُ مَا إن يقابلهُ و هَذا مَا حدثَ بالفِعل لكنهُ نجحَ في الإبتعَاد سريعًا ليضربَ الآخَر الهوَاء لكنهُ ما مكثَ حتَى حصلَ هُو عَلى ضربَة أسفلَ فكهِ تشعرهُ بتحطِم عظامهِ ..

داهيُون أصبحَ داخِل المَنزل خلفَ البَاب تحديدًا نتيجَة مَا حدثَ فركلَ جِين ظهرهِ لكنهُ لَم ينجَح فِي إسقاطهِ أرضًا ، كَم تمنَىٰ جِين هَذا العِراك منذُ سنواتٍ و أخيرًا قَد أمنَّ عليهِ القدَر ..

تفادَىٰ داهيُون عِدة ركلاتٍ مِن الآخر حتَى وصلَ إليهِ شادًا عَلى قُبة ملابِس المُحامي بيدٍ واحِدة و الأُخرىٰ أعطتهُ لكمةً أسفلَ عينهِ دفعَت رُوينَا لَأن تشهَق و تذهَب إليهِم ..

أمسكَت بزوجهَا مِن ظهرهِ حتَى تبعدهُ و لكنهَا سمحَت لجِين بتحريّك رأسهِ حتَى ترتطِم جبهتهُ بأنّف داهيُون مسببًا لهُ دوارٌ دفعهُ لإغلَاق جفونهِ و الإبتعَاد ..

و بسرعَة أمسكَ جِين رسغَ رُوينَا يجذبهَا إليهِ ثمَ جعلهَا خلفهُ و أستدارَ لهَا تاركًا الآخَر يصارِع دوراهِ ..

" إبتعِدي أنتِ و إياكِ و التقدُم مجددًا ! "

هسهسَ و هِي نظرَت لتلكَ البُقعة التِي مالَت للتَورم أعلَى وجنتهُ اليُسرىٰ لكِن قاطعَ الأمّر سَحب داهيُون لهُ و إيقاعهِ أرضًا وُ هو أعلاهّ يحاوِل تسديّد ضرباتٍ للآخَر الذّي كانَ يتفَادىٰ الكَثير منهَا بإنتقَال رأسهِ فِي عدَة إتجاهَات ..

لَم تُطِع رُوينَا أوامِر جِين لتذهَب و تسحَب شعرَ زوجهَا بكامِل قوتهَا للخلّف حتَى شعرَ ببَعض الخُصلات تتفرَق عَن رأسهِ ، إستطاعَ جِين تبديّل الأماكِن و أضّحىٰ هُو من يُعطى لكماتٍ للآخَر الذّي كانَ لازالَ الدُوار يأثِر عليهِ ..

توقفَ جِين مَا إنّ شعرَ بألِم فِي أصابِع يدهِ لينهَض مِن فوقَ داهيُون لاهثًا ، جِين حصلَ عَلى ضربَة أُخرىٰ أعلَىٰ إحدَىٰ حاجبيهِ ..

مرَت ثوانٍ حتَى وازنَ داهيُون ثباتهِ و نهضَ مستعدًا لإكمَال العِراك لكِن صَوت نُباح الكَلب جعلهُم ينتبهُون لهُ حتَى رُوينَا التّي لَم تستطِع ساقيهَا علَى التَحمل و وقعَت أرضًا ..

ركضَ الكَلب حَتى وصلَ لآخِر درجَة ليقفزَ عَلى داهيُون الذّي بدأَ بالصُراخ ما إنّ تمَ عَض جُزء مِن مؤخرتهِ جعلتهُ يسقُط ..

قهقهَ جِين كمَا فعلَت أريَّام التِي جلسَت بجانِب رُوينَا تحاوِل تهدأتهَا ..

" ربمَا عضَة بريّڤ أنهَت عراكنَا ، إذهب "

تحدثَ جِين و هُو ينخفِض حتَى يمسِد فرو كلبهِ لينظُر لهُ داهيُون بغضبٍ كَبير فَهو بالفِعل لَن يستطيّع فعلَ شَيء بعدَ هذهِ العَضة التّي يشعُر بلسعاتٍ في مكانهَا ..

" ربمَا سأذهَب عنكَ لكننَي لَن أذهبَ حتَى أسترجعَ رُوينَا لِي "

أردفَ و هُو يعاوِد النُهوض ، لَم ينتظِر حتَى يحصُل عَلى إجابَة منهُم ليغَادر فورًا و شعورٌ بالقليّل مِن الرَاحة العظيمَة تملكَت جِين ، لقَد كانَ راغبًا في هذَا كثيرًا ..

تأوهَ مَا إن لمسَ تورَم وجنتهُ لكنهُ إستدارَ حتَى يطالِع رُوينَا التِي تدمَع مقلتيهَا فِي صَمت و تحدقَ بهِ ، بصعوبَة بالغَة و بمساعدَة أريَّام قد وقفَت لتتجِه إليهِ ..

أريَّام كانَت تَسرق النظَر مِن الدرَج حتَى ترَىٰ إذَا ألُورَا خرجَت مِن غرفتهَا فَهي طلبَت منهَا رسّم والدهَا و الكَلب ثمَ تأتي حتَى تريهَا إياهَا ..

وضعَت رُوينَا أنَاملهَا برقَة عَلى جروحِ المُحامي الذّي هُم إثنين لتتجعَد ملامحهُ ألمًا و يغمِض عينيهِ ..

" أنَا أعتذِر لكُل هذَا "

همَست لينفيَ لهَا عِدة مراتٍ ثمَ يعيّد النظرَ بثقلٍ داخِل عسليتاهَا ..

" لا بأس و كفاكِ بكاءً حتى لا تؤلمك عيناك "

تجاهلَت رُوينَا كلماتهِ فعيناهَا تؤلمهَا منذِ الصبَاح بالفِعل ..

" أنَا سوفَ أعالِج جروحكَ "

. . . . . . . .

| إنتَـهىٰ |

الواحد يستحي يقولكم باك من كثر ما تأخرنا - بسببي أنا طبعًا :) -

بس الشغف واللّٰه ميت.

الزبدة.

توقعاتكم ؟

آي تعليق او انتقاد ؟

... نراكم في البارت القادم ، دمتم بخير ...

Continue Reading

You'll Also Like

134K 5.2K 29
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
113K 9K 78
بين الحياة والموت .. الحق والباطل .. الابيض والاسود .. الاستقامة والاعوجاج .. الخير والشر .. القسوة واللين .. خيط رفيع اسمه " طـَـه الوريـــاغلي " ...
7M 355K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
126K 13.1K 47
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ ايا قاضي الزمان مطرقتك التي تهز...