#عُزلة_السقر
البارت الخامس
للكاتبة لبنى الموسوي
معَ هدوءِ شوارعِ القاهِرة في ليالي الشِتاءِ المُمطِرة
هُنالكَ سِلسلةٌ مِنَ الأفكار ..
قَويةُ التَركيز ،
عَاليةُ المَزاج ،
شَديدةُ الصَخب ،
تُقيمُ الآن في رَأسِ قَدرِنا حَفلة ..
فَـ تَسحبُها مِن بَينِ ضَجيجِهم المُزعج لِـ وُجُـومِ العُزلة . ✍🏻
______________
باوع لي بـ قذارة .. رفعت إيدي شاورت له بـ حركة دلع ترك جماعته جالسين على الطاولة وتقدم بـ إتجاهي
- مشروب المُزة على حسابي يـ محمود
- مش عايزة أكلف على حضرتك
- حضرتي إيه !! ما احنا من اللحظة دي بقينا أصحاب مينفعش يكون بيننا حضرتي و حضرتك وإلا إيه ؟؟
- قشطة يـ باشا
- يـ بنتي دأنتِ اللي قشطة و عسل و جميع أنواع المكسرات والنساتل ، إيه الحلاوة دي يخرب بيت اللي خلفوكِ وبلونا بالجمال ده
- لأ لو سمحت كُلو إلا أهلي ، ارجوك مـ تغلطش فيهم
- حاضر .. فؤاد ، فؤاد المهندس
- أيوه يـ فؤش ما أنا عارفاك .. دأنتَ أشهر من نار على علم في المكان ده ، زي ما بيقولوا القمر مـ بيستخباش
- مفيش قمر غيرك يا قمر أنتَ يـ جميل
- الله ، بس بقى يـ ابني مـ تعاكسش أصل أنا بـ اخجل
- بموت أنا في الخجول أبو العينين السودة
راد يلزم إيدي سحبتها بـ سرعة رجعتها خلف ظهري ..
- خليك في مكانك علشان نفظل حبايب أحسن لزعلك
مجرد مـ انتهيت من جملتي سوه حركة خربشة القطة بـ إيده و صوتها الهجومي بـ حلگة گدام وجهي
- القطة الشرسة أسمها إيه بقى
- مَلك ، ومتقوليش مَلك إيه علشان مليش أصل
- أهو أريح
- جماعتك مستنينك قوم أرجع عندهم لو كنت حابب
- شايفاني انضربت في نفوخي علشان أسيب القمر ده وأرجع لشوية الصيع اللي معايا
طگيت العلچ بـ حلگي وضحكت ضحكة الرخيصات ..
- إيه ده بعت أصحابك من أول دقيقة !!! يـ وكستهم
- وأبيع لك أهلي كمان لو لزم الأمر يـ لذيذ أنتَ يـ طِعم
جاب محمود المشروبات ، أخذ كاسه رفعه بـ وجهي ..
- في صحة تعارفنا وصحتك
- في صحة الفلوس اللي في جيبك .. حچتها وضحكت بـ علو صوتي
- كُلها تحت أمرك يـ مَلاكي أنتِ بس تشوري في صباعك
- إيه ده
- إيه مالك حصل إيه ؟!!
- فجأة ثقل راسي اوي ولعيت نفسي من المشروب
- لتكوني حامل يـ بنت
- سويت له حركة بـ حلگي : منين يـ حسرة
- نحبلك لو عايزة .. غمز لي
- ههههههه أفكر
- فكري ومالو ما احنا ما وراناش شغلانا غيرك
- إيه ده أنا شكلي هـ أرجع بجد
- قومي أوام للحمام لترجعي في حضني يخرب بيتك
تركته ورحت أركض للحمام بس دخلت گلبت معدتي من الريحة الموجودة بالمكان من غير شي معدتي كلش تعبانة أحس حتى النفس أنقطع عن صدري ، ما گدرت أقاوم أكثر گعدت بـ مكاني أتنفس بـ صعوبة ، بعدني أحاول أستجمع قواي انطرق الباب فؤاد ديطمئن عليَّ ، نهضت بـ سرعة عدلت نفسي بالمرايا وفتحت له
- إيه مالك حاسة في إيه ؟؟ تحبي أخذك للمستشفى
- لا لا أنا شكلي تحسست من الريحة ، دلوقتي هـ اروح للبيت أخلع الهدوم اللي عليَّ واستحمى بعدها أخذ لي كباية لبن سائع وأنام هـ اصحى الصبح مفينيش البلة
- طيب خليني أوصلك بـ عربيتي
- مش لدرجة دي !!! صحيح أنا قولت إني مليش أصل بس لية جيران هـ يقولوا إيه لو شافوني راجعة معاك في ساعة متأخرة زي دي
- يعني عايزة تقنعيني همَ هـ يعقبوا على رجعتك مع راجل غريب في العربية بتاعتو ومش هـ يعقبوا على رجعتك في نصاص الليالي من أصلها !!!
- بيعرفوا إني بـ اشتغل يـ فهيم
- وتشتغلي إيه ؟!!
- لا بقى مش هـ اقولك كل حاجة عني من أول ليلة
- خُسارة كُنت حابب نسهر مع بعض أكثر من كده
- تتعوض يـ فؤش متزعلش نفسك
- متجيبي رقمك يـ مُلمل
- لأ يـ حبيبي مش دلوقتي .. سيبنا في الأول نتعرف على بعضنا أكثر شوية وبعدها كل اللي عايزو هـ تاخذو وفوقيه حبة بوسة
- وأنا هـ اعرف أوصلك إزاي من ثاني ؟!!
- هـ اجي صدقني هـ اجي مـ أنا متعودة أسهر في الحتة دي كُل يوم والثاني ، مش أول مرة يعني
- إن كان كده ماشي .. أنا مستنيكِ بكرى في نفس التوقيت وعلى الطاولة نفسها ، مـ تسبينيش استنى كثير يـ مُلمل أصل فؤش مـ بيحبش الإنتظار خالص
- طيب من عينيا ..
بكرى هـ تلاقيني مزروعة عندك ؏ الوحدة ونص
- تسلم لي العينين الجذابة ويسلم لي هالوش الطِعم
- أشوفك يـ ... فؤش .. ضحكت بـ رخص
- أشوفك يـ روح قلب فؤش
لوحت له بـ إيدي ومشيت ألبس بالكوت بدون ما ألتفت للخلف إلى أن وصلت لباب الـ ملهى ، باوعت بـ تعجب الدنيا دتمطر بـ غزارة والجو مرعب للغاية .. مجرد مـ تحركت خطوة للأمام فززني صوت الرعد وملئ البرق ارجاء الشارع وكأنه صاعقة مُخيفة
خلعت الكوت ، رفعته على راسي أحمي نفسي بيه من غزارة المطر و غادرت المكان بـ سرعة فائقة ..
غادرَتْ المَكانَ وَ صَخبهِ العارِم لَمْ يَزَل يُلاحقُها ..
كانَـتْ فَتاتُنا كُلما تَأتي إلىٰ تِلكَ البُؤرة تَشعُرُ بِـ أنَّ شَيئًا مِنها قَـدْ سُلبْ ..
هيَّ لَـمْ تَرغب لِما يَحصُـل الآن أنْ يَحصُـل في يَـومٍ ما
لٰكنَّها كانَـتْ مُجبَرة مِـرارً وَ تِكـرارً عَلىٰ فِعلِ كُل ذٰلِك
حينَما كانَـتْ تَرمِي العَودة إلىٰ مَنزلِها الدَافئ
كانَّ قَلبُها يَعتَصر ألمًا كَما تَعتَصر غُيومُ سَماء رَبها مَطرًا
تَرغبُ بِـ الصُراخِ عَلهُ يَجلي مِنَ القَلبِ هَـمًا
تَـتَشوقُ إلىٰ البُكاءِ عَساهُ أنْ يَغسل مِنَ الروحِ حُـزنًا
تَسعىٰ إلىٰ تَوبيخِ نَفسِها لَـ رُبَـما يُخـرَس للضَميـرِ صَوتًا
كانَّ المَطرُ يَزدادَ شَيئًا بَعد شَيء .. وَكأنَّهُ يَحرُص في استمرَارِ هُطولِهِ هٰذا عَلىٰ إنجِلاءِ غَمِها
هُنالِكَ صَوتًا مَجهول المَصدَر يُنادِيها مِنْ خَلفِ سِتارٍ : لا تَحزَني فَـ لِكلِ أمرٍ نَفاذ وَ نَفاذ أمركِ قَـدْ إقتَربْ
لَقدْ وَقفَتْ في ذَلِكَ الشارِع المُظلم لِـ وقتٍ طويلٍ حَتىٰ إستقَلتْ سَيارةَ الأُجرَة وَحينَ إستَقرَتْ في جِلستِها نَظرَ إليها السائقُ المَخمور بِـ نَظرةِ شَهوة ثُمَ سَألَها قائِلاً : هَلْ لي أنْ أُدفِئ جَسَدُكِ النَحيف بِـ ضَخامَةِ جَسَدي المُرهَق
حَتمًا إنَّكم الآن قَـدْ ظَننـتُم أنْ يَكونَ رَدُ فِعلِها الصُراخَ وَالشَتيمَة ثُمَ أمرهِ بِـ إيقافِ مَركَبتِهِ للنِزولِ مِنها خَائِفتًا
كَلا .. فَـ هٰذا الفِعلُ يَليقُ بِـ سائرِ النِساءِ وَليسَ بِـ قَدرِنا
إنَّها يا جَيشي الشَرس ..
شَرِسَـتًا للغَايـة كَما أعلَمتُكُم سابِـقًا
لَقدْ رَمقَتهُ بِـ أحدِ نَظرةٍ تَستَطيعُ أيُّ عَينٌ إفتِعالُها .. ثُمَ قَالَتْ لَهُ بِـ لَهجتِهِ الَتي يَسهلُ إستِيعاب الكَلام مَعَها
- خلي عينك قدامك أحسن ما أقلعهالك
ما هٰذا ؟!! أُصمتْوا يا أنتُم ، لِما كُل تِلكَ القَهقهة
أمِنَ الأدَبِ أنْ نَتَراقصْ عَلىٰ جِراحِ غَيرِنا !!
يا إلهي مَا الَذي يَحدُث الآن !! لَقدْ خَلعَتْ ما بِـ قَدمِها وَإنهالَتْ عَليهِ ضَربًا لأنَّهُ بَدأَ يَتلَفظُ الكَلمات البَذيئة ظنًا مِنهُ بِـ أنَّ قدرَنا سَهلة المَنال
اضحَكوا .. أجل اضحَكوا فَـ إنَّ الأمرَ قَدْ بَاتَ يَستَوجِب أنْ نَهزَقُ مِنَ الضحكِ لِـ كلِ ما يَحصُل فِي الوَقتِ الرَّاهِنِ أمام أنظارنا ، يا لَها مِنْ فَتاةٍ مَجنونَةٍ حَقًا !! لَقدْ تَورطتْ وَإياكُم بِها وَلَنْ نَستَطيع أنْ ننجوا مِنها مُجَددًا
حَسَـنًا .. دَعونا نَكف عَن الثَرثرة لِـ نُكمِل اللَيلة الَتي لَـمْ تَكُنْ تَنوي الإنتِهاء !!!
لَقدْ إستَقلَتْ سَيارةَ أُجرة مُجَددًا
ثُمَ صَرخَتْ مَـعَ بِدايةِ الأمرْ تَنبيهًا مِنها لِصاحِبِ المَركَبة عَلىٰ عَدمِ تَجاوزِ حَدهْ
- من أولها قولي إن كنت قليل مروة علشان ما اكملش معاك الليلة المنيلة بـ ستين نيلة دي
- ليه يـ افندم إيه اللي حصل هوَ أنا لسه قلت حاجة !!
- ما قلتش بس هـ تقول مـ أنا عارفاكم جنس آدم مفش حاجة تملي عينكم غير التراب وإن شفتوا ولية خارجة في الوقت ده لوحديها هـ تاكلوها بعينيكم قبل أسنانكم
- لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!
يـ ستي أنا مش هـ تنفس وحياة ربنا ما إني مـ تنفس
ولو عايزة تنزلي أنزلي من دلوقتي أنا مش هـ أمنعك
- أخرس وحرك العربية أنا مش عايزة أسمع ليك صوت خالص
- حاضر ربنا يحرمني من كل رزقة زي دي قادر يا كريم
- قلت إيه ؟؟ سمعني سمعني
- مفيش يـ افندم أنا بس كُنت بـ ادعي ربنا يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم علشان حضرتك كُنتِ أول رزق ليَّ في الإصطباحة المهببة دي ، آآآ أقصد المباركة دي
- إن كان كده ماشي ، أدعي كمان وكمان علشان كل اللي بـ اركب معاهم يـ حتاجوا للدعاء كثير
- وأنتِ هـ تقولي لي !!
ماهو كل شيء واضح وباين زي عين الشمس
- وصلني وأنتَ ساكت ..
ربنا يصرع نفوخك زي ما صرعت نفوخي من ؏ الصبح
- حاضر من عينيا
حچاها وإلتفت يدردم ويا نفسه ، تركته على راحته مو مهم شنو ديلغي المهم بعد ميتجرأ ويرفع عينه بعيوني
- ديرو ، ولچ يمة ديرو گومي راح تتأخرين على الدوام
فتحت عيني مبتسمة بـ تعب ..
- من تگولي لي ديرو ترجعيني لـ عمر الطفولة لا هم ولا غم شغلي الشاغل شلون أحصل على أعلى درجة بين زملائي بالدراسة وابقى المتفوقة على شعبتي
- شـ بيه لونچ مخطوف ؟!! .. حچتها تتلمس بـ جبيني
يا صخام البنت مجمرة ، شگد گلت لچ إلبسي زين الجو بارد متسمعين الكلام وهاچ شوفي هذه النتيجة
- بيبي مو بسبب اللبس بس مطرت ويا رجعتي شسوي يعني أتعارك ويا المطر حتى ترضين
- هسه اني اسوي لچ شي دافي تشربيه وراها ارجعي نامي ، للظهر تصحين مثل الزمال كل شي ما بيچ
- الزمال !! اممم خير إن شاء الله
المهم عن يا نوم دتحچي لي ، عندي دوام لازم أتحرك
- وينچ وين الدوام ولچ !!
إتصلي على يامن يحچي ويا عمه ينطيچ إجازة
- ما اگدر بيبي لتلحين عليَّ فدوة
- إذا تخجلين جيبي اني احچي وياه تدرين أمون عليه
- زهرتي الموضوع مو موضوع خجل بس اني هالفترة كلش مقصرة بـ عمل المصحة ، لسه ما بدأت العلاج ويا مجموعتي عكس زملائي وصلوا ويا مجاميعهم لمراحل متقدمة يحتاج لي شهر يلا أوصل لها
- ولچ لعد بالليل يوميا شنو جاي تسوين !!!
باوعت لها بـ إرتباك .. شكل الحرارة ضربت على عقلي مو طبيعي الگاعد أسوي هسه ، لازم أنتبه أكثر
- شو ما تحچين ؟!!
- بيبي تعبانة وين بيَّ حيل اشرح لچ بس لازم تعرفين احنا بالليل منشتغل مجرد نشرف على حالاتهم مثل متعرفين الليل للنوم واكيد كل المرضى نايمين
- الله يساعدچ ويشافي كل مريض إن شاء الله
- آمين يا رب
حچيتها وگمت ؏ السريع عبالي بحيلي تالي أقل من خطوتين فقدت توازني ، تداركت الموقف مباشرةً قبل لتنتبه عليَّ عاد هم زين كانت مشغولة بـ ترتيب السرير
طلعت للحمام غسلت ورجعت غيرت ملابسي .. توني داخلة المطبخ آكل لگمة صاحت بيَّ بيبي مدري ليش
باوعت عليها بـ تعجب سحلتني من إيدي للغرفة بقيت جامدة شدتسوي هذه !! فتحت بوب الكنتور على حيلها وظلت تگلب بـ ملابسي شوية وسحبت بلوز طويل اجت تنزعني !!.. ردت حاولت ماكو معندة أخر شي توسلت بيها اني أغير ولا قبلت غصبًا عني نزعتني ملابسي ، حتى ما بيَّ الحيل الكافي لمقاومتها
لبستني بلوز هاينك فوقه بلوز طويل فوقهن بعد قبوط سميك الخامة ولفت الإسكارف على عُنقي وأخر شي ختمت اللبسة بالقبعة !! باوعت لروحي بـ المرايا عبالك رايحة للقطب المنجمد الشمالي حتى مظهري صار كوميدي بـ شكل صعب ينوصف .. مثل الأطفال تمامًا
ما عارضت مشيت وراها واني ساكتة ادري بـ روحي لو احچي منا لـ ثاني يوم ماكو نتيجة بالنهاية راح تسوي الـ براسها يعني تسويه رغمًا عني وعن أهلي
خلصنا من الملابس اجينا لفقرة الريوگ ، وكلتني لحد ما لعبت نفسي وراها ظلت تبلعني مختلف الأدوية شي لوجع الراس شي للإنفلونزا شي للمعدة إحتارت شنو تسوي حتى تخفف من مرضي قبل لا أغادر الشقة
نظرت لها بـ حب و قبلت راسها بعدين أخذتها لـ داخل حضني ضميتها من كل قلبي ، يعني اِمرأة تمتلك كُل هالحنية العجيبة تنرمي نهاية عمرها بـ دار المُسنين !! ما اگول غير الله يغسل حظ خوالي أكثر مما هوَ مغسول ويجازيهم بالمثل حتى يحسون باللي حست هيَّ بيه بسبب قسوة قلوبهم وعقوقهم لـ مثل هالأم الطيبة .
قبل لا أطلع أخذت مني وعد ما أخلع أي شي من هذه الملابس إلا داخل غرفة المصحة ، غادرت الشقة أحس نفسي دأختنگ ممتعودة على اللبس السميك بـ عز البرد أكتفي بالجاكيت ومجرد ما أدخل مكان مغلق أخلعه
وصلت للمصحة .. امشي وأحس عيون الموظفين تراقبني يمكن لأن مـ متعودين يشوفوني بـ هذا المنظر
طرقت باب غرفتي ودخلت ، يامن گاعد يشتغل وكوب القهوة بـ إيده بس شافني نزله ؏ المكتب مبتسم
- ما أحتاج أشرب شي ساخن ، من شفتچ تلقائيًا دفيت
- لتصنف دخيلك والله مالي خلگ ، تعبانة
- شبيه صوتچ وشنو هذه عيونچ ؟!!
دفع الكرسي ونهض مباشرةً ..
وصل يمي رفع إيده يتفحص حرارتي وعيونه تراقبني
- بلوة عمري مريضة وما عندي خبر !! تعالي هنا
سحبني من زندي گعدني على الكرسي وگعد يم رجلي شاد قبضته على كفيني بـ قوة ..
- يا روحي ليش اجيتِ إذا هذه حالتچ كان بس إتصلتِ بلغتيني واني أخذ لچ إجازة من عمي لليوم
- لا مو مال إجازة لازم أبلش بـ مجموعتي فورًا
- بـ هالوضع ؟!! أنتِ شفتِ عيونچ بالمرايا الصبح لو لا
- شفت وأكلت ولبست وأخذت شكو علاج بالدنيا بس لتظل تنق بـ راسي مثل نق بيبيتي
- زين هاچ اشربي هالكوب قبل لتتحركين منا
- ما اريد مو والله راح أستفرغ
- بداعتي أشربيها تدفي صدرچ شوفي صوتچ شـ صاير
حچاها وشربني بـ إيده اضطريت اسايره توني مخلصة الكوب رن موبايله ، رجعه ؏ المكتب ورد على الإتصال
- الوو ، ها خير شنو هالبچي !!
اهدئي حبيبتي اهدئي هسه اني اجي اوصلچ
مالچ علاقة أدبرها وإن شاء الله ما اتأخر دقائق واجيچ
- خير شكو
- يُمنى خطية الخط مالتها صار عنده عطل و إمتحانها أول حصة ماكو واحد بالبيت يوصلها لازم اروح اني
- يلا لعد شـ منتظر تحرك بسرعة يا دوب تلحگ توصلها
- مو تتعبين نفسچ
- لتشتغل بالك ترى والله ما بيَّ شي دتكبرون الموضوع
- المُكابرة ملعبچ ..
إبتسمت بـ وجهه سلم و طلع ، نهضت أحرك بـ جسمي أحاول انطي لنفسي طاقة للحركة ، عشر دقائق إرتديت الصدرية و طلعت حتى أشرف على مجموعتي
نزلت للطابق الثاني بـ وجهي على غرفة شغف ، كالعادة غاطة بالنوم وضعها جدًا حيرني هيَّ دتعاني من إكتئاب حاد وهالنوم ميتوافق ويا مرضها اكيد اكو شي ديصير من ورى ظهري يحتاج له سؤال وبس أمان يگدر يجاوبني عليه
غادرت غرفتها متوجهة للغرف الأولى و الثانية التابعة للشباب المصريين ، بدأت بـ الجلسة وياهم تِباعًا أحاول أستعجل حتى انطي للبقية حقهم ويتقسم الوقت بينهم بالتساوي ، للعشرة ونصف إنتهيت من عندهم
توجهت لغرفة مكتبي أخذت ريست دقائق قليلة خلالها اجى يامن يطمئن على صحتي بعدها نزلت للطابق الثاني قاصدة غرفة شغف ، دخلت لگيتها گاعدة والدُمية بـ إيدها تشد شعرها على وجهها بس مديوصل لأن قصير
- صباح الخير يا حلوة
باوعت لي بـ غضب وهمهمت تأشر نحو الباب تطلب من عندي مغادرة الغرفة ، مـ اهتميت لـ عصبيتها
- فتاتي الجميلة، شوفي صديقتچ شنو جابت لچ هدية
دفتر ملون بـ ألوان جذابة مع أقلام جاف ملونة
سبورة وعلبة أقلام ملونة ايضًا
بـ منو تحبين نبدأ حديثنا ؟؟ الدفتر لو السبورة إختاري
هزت راسها بالرفض ودفعتهن بعصبية سقطن من إيدي ؏ الأرض ، نصيت أخذتهن وباوعت عليها مبتسمة
- منو منهن لونچ المفضل ؟؟ أشري لي يلا
همهمت بـ غضب مخيف وسحبت الجرار تحاول تطلعه من مكانه حتى تضربني بيه ، تركتها وغادرت المكان
توجهت لـ غرفة أمان طرقت الباب ودخلت مباشرةً ما انتظرت جوابه لأن من الأصل اعرفه مـ راح يجاوبني
كان جالس على طرف السرير ، منصي بـ تعب و كفوفه على راسه ، مجرد ما حس بـ وجودي نهض على حيله
- شوف من الأخير اني اعرف وجودك هنا علمود تساعد شغف حتى تتجاوز أمراضها النفسية وتتخلص من ألمها أكثر مما تحاول تعالج نفسك من عُقدك النفسية لذلك اني حاليًا محتاجة مساعدتك حتى اگدر بـ دوري اساعد بنت عمك وإلا مستحيل تحصلون على النتيجة الترضيكم وترضينا احنا كـ كادر المصحة إذا بقيت على نفس هالعناد ، فكر بيها قبل لتفكر بـ نفسك رجاءً
- المطلوب ؟؟
- شغف عندها حالة شديدة من العدوانية إتجاه المقابل يصعب التعامل معها فـ الحل الوحيد حتى تتقبل وجودي يمها وتستسلم لقربي المستمر منها تجي حضرتك تتكلم وياها حتى تگدر تطمئن من ناحيتي
- وأنتِ يا دكتورة كل مريض يدخل لهذه المصحة حتى يخضع للعلاج تحت إشرافچ يحتاج يجيب أهله وياه علمود يقنعوه يتقبل التعامل وياچ !!! غير فشل ذريع هذا
- للأسف مستحيل تگدر تستفزني وجوابي كـ التالي لا يا أستاذ أمان اكيد مو كل مريض احتاج تدخل من أهله في سبيل اگدر أتعامل وياه لكن شغف بالذات تعتبر حالة خاصة ، هيَّ دخلت هنا وقلبها مطمئن أنتَ موجود يمها لذلك أي موقف يصير وياها يعاكس رغبتها بـ الإنعزال تلجئ للصُراخ الشديد في سبيل تتخلص منه بس لأن وبكل بساطة تعرف أنتَ مجرد ما تسمع صُراخها راح تتدخل وتوگف حاجز ما بيني وبينها
- الإتكالية صفة مذمومة ..
عملچ يبقى هوَ عملچ مهما كانت الظروف
حچاها وتجاوزني بـ إتجاه الباب : اني راح أتكلم وياها مثل ما تردين لكن خلي يكون بـ علمچ هيَّ راح تتقبلچ بناءً على رغبتي ومن ثم طلبي مو حبًا بيچ ولا رغبة بالعلاج وهالشي يعتبر نقطة ضدچ دكتورة مو لصالحچ
- ولا يهمك اني اعرف شلون أخليها تتحول لـ صالحي المهم هسه تقنعها تسمح لي أتقرب منها
تجاهلني وكمل طريقه .. طلعت وراه توه ديدخل لغرفة شغف ما تبعته خليه يقنعها على راحته بين ما اشوف ميلاف وعِناق بعدين أرجع أفهم شنو صار وياهم
توجهت لـ غرفتهم .. طرقت الباب ودخلت ميلاف على السرير گاعدة و مگعدة عِناق مقابلها تمشط لها شعرها
- شنو هالخيانة ، تردون تطلعون ومتاخذوني وياكم !!
ميلاف : صدگ يصير نطلع ؟؟
قدر : طبعًا
ميلاف : وين نروح
قدر : مممم مثلاً نزور عِناق بـ بيتها الجديد بعد منجهز نفسنا من مكياج لترتيب شعر لملابس حلوة
عِناق : اني عندي بيت
قدر : اكيد وشلون بيت ياخذ العقل احلى من هذا ،
شنو رأيچ لو ترحين تستقرين بيه حتى نصير نزورچ اني وميلاف كل يوم ونگعد ندردش ونتناقش أحسن من هالملل والكأبة الأنتم بيها .. ها شـ گلتوا
عِناق : اي يلا أخذني وياچ لبيتي
ميلاف : راح تركيني وحدي عِناق ؟!!
قدر : بيتها قريب كلش من بيتچ بعدين لتخافين مراح تتركچ يوميا تزورچ وتزوريها واكيد اني وياكم
ميلاف : هواي ترحين
قدر : لا مو هواي بس أوصلها لـ بيتها وارجع لچ علمود نجهز نفسنا لـ زيارتها مثل ما وعدتكم
عِناق : يلا أخذيني
قدر : انتظريني شوية بس اروح اجيب المفتاح وأجي
طلعت بسرعة بلغت الإدارة بـ موضوع فصلهم وأخذت مفتاح الغرفة الثالثة حتى تستقر عِناق بيها ،
دأنزل صارت عيوني على «بيت الكافيه»
شردت بـ بالي لـ ثواني بسيطة بعدها تقدمت بـ إتجاه المقهى ، دخلت سلمت .. ردوا السلام بـ صوت جماعي
- صلاح
- أيوه يـ دكتورة
- عايزة ولاعة لو سمحت
- حاضر من عينيا
حچاها وراح بسرعة جاب الجداحة ورجع قدم لي إياها
- أدي الولاعة تفضلي
- متشكرة
- العفو يـ دكتورة احنا في خدمة حضرتك
إبتسمت له بـ إمتنان ورجعت لغرفة مكتبي، سحبت من المزهرية الورد وأخذت الدُمية من على الدولاب صح قيمتها غالية لأنها هدية من شخص غالي مثل يامن لكن للأسف بعض الأحيان ننجبر نخسر ذكرياتنا حتى نحيي بيها ذكريات الغير
رجعت للطابق الثاني ، فتحت الغرفة الوحيدة الشاغرة بـ مجموعتي الثالثة تحديدًا وشغلت التدفئة بيها
سحبت الستائر وفتحت جميع الضويات ..
فرشت فرش السرير وزينته بالورد الطبيعي الأحمر على شكل قلب الحب ، بعدها غادرت للغرفة السادسة
قدر : ها عِناق جاهزة حتى نروح لـ بيتنا الجديد
ميلاف : لا حبابة لترحين ، لتاخذيها ، لترحين لترحين
قدر : بس اوصلها واجيچ نرتب روحنا ونزورها بـ بيتها احنا مو إتفقنا ليش تخليني أزعل منچ
ميلاف : اخاف تتأخرين
قدر : لا صدگيني ما اتأخر شوية وتلگيني عندچ
عِناق : وين السيارة
قدر : ميحتاج سيارة البيت كلش قريب مثل ما فهمتچ
بس حچيتها إلتفتت على أختها ..
عِناق : تعالي يمي مو تخليني وحدي
ميلاف : أنتِ تعالي
سحبتها من إيدها طلعتها بالغصب لازم يتعودون على البُعد عن بعضهم هالفترة لأن حسب ما داشوف وجودهم بـ مكان واحد خطر على حياتهم بناءً على دراستي للحالة النفسية الگاعد يمرون بيها بـ وقت واحد
مجرد ما غادرنا الغرفة إنجنت ميلاف .. كانت تحاول تتبعنا ومن منعتها وقفلت الباب صارت تصرخ بـ صوت عالي وهيَّ تحرك المقبض بسرعة وتتلفظ بـ أنواع الغلط عليَّ ، إضطريت أتجاهل صُراخها وأكمل طريقي رغم الخوف الواضح الگاعد ألاحظه بـ عيون أختها
وصلنا للغرفة الثالثة ، فتحت الباب وإلتفتت عليها بس شافت منظر الغرفة تحول خوفها لإبتسامة سعيدة وتجاوزتي لداخل الغرفة تتجول بـ انحائها بـ نظرات إعجاب وعلامة الرضا ملونة ملامحها البريئة
- ها شنو رأيچ حبيتِ البيت ؟؟
- هزت راسها بالإيجاب
- تمام لعد اني اروح هسه ، شغلة ربع ساعة مو أكثر ونجي اني وميلاف نبارك لچ ؏ البيت الجديد
- تتأخرين ؟؟
- لا مو گلت لچ ربع ساعة مو أكثر
طلعت وسديت الباب وراية، رجعت لغرفة ميلاف توني فاتحة الباب هجمت عليَّ بالضرب أريد أفلت نفسي منها ما اگدر والمشكلة ما اريد أستعمل القوة وياها
شوية و سحبتني من شعري بـ قسوة ، دفعتي لـ داخل الغرفة وركضت تريد تطلع لحگت أتشبث بـ ملابسها
- تعالي مو تردين أخذچ لـ بيت عِناق ، إذا سويتِ هيچ ما أوديچ يمها وبعد نهائيًا متگدرين تشوفيها
- أخذيني أخذيني
- اكيد أخذچ بس غير نرتب نفسنا أول ، الله يسامحچ شوفي شنو سويتِ بـ كفشتي ، ليش هيچ !!
تقدمت تمسح على شعري بـ حركة جنونية ..
- يلا رتبته سويته صار زين وبعد ما اكفشچ امشي يلا
- بس ملابسچ مو مال طلعة ، لازم نشوف شي مرتب تلبسيه ونمشط شعرنا ونحط مكياج بعدها يلا نروح
رجعت للدولاب فتحته وصارت تطشر ملابسها ؏ الأرض
تقدمت بسرعة سحبتها للسرير گعدتها ورجعت لملمت الملابس الطشرتها بعدين إختاريت لها لبسة كاملة
غيرت لها الملابس بـ نفسي مثل الطفل كل شي متعرف
فتحت الجرارات اكو مكياج مطشر و أغلبه متلوف ، رتبت وجهها شوية بـ اللي موجود تحت إيدي و نثرت شعرها زينته بـ باند من فُص اللؤلؤ الأبيض وطبعت بوسة رقيقة على خدها الأيمن .. مباشرةً إبتسمت لي
- يلا هسه صرنا جاهزين حتى نروح نزور عِناق بـ بيتها
- لا أوگفي بس هذه
سحبت إيدها مني ورجعت للجرار .. طلعت قلم حُمرة لون ماروني صارخ واجت ترسم شفايفي بـ تركيز ظليت مستسلمة لكل فعل دتسويه المهم بالنهاية بدت تتجاوب وياية وهذه أهم نقطة أحتاجها حاليًا
لعبت بـ وجهي لعب ، حمرة وحدة سوتها أحمر خدود ظلال عين و أحمر شفاه بس من ترسم ترسم بـ ضمير متتشاقى ابد بحيث بشرتي صارت عجينة بـ إيدها
إبتعدت عني تقفز وتصفق بـ حماس مثل الطفل ساعة اللي يحس نفسه مسوي إنجاز عظيم
تمشيت للمرايا إنذهلت من منظر وجهي !! تمامًا مثل قِناع المهرج ماكو ملامح بس ألوان .. رجعت نظري عليها لمعة السعادة الـ كانت تشع بـ عيونها نستني اني منو و وين لذلك سحبتها أضحك و طلعت بـ هالمنظر
إيدي بـ إيدها نقفز تقفيز الأطفال المنتشرين بـ أزقة الشواع أول يوم العيد ، نتمايل بـ مشيتنا وأدندن أغنية القيصر عيد وحب هذه الليلة الناس معيدين .
هناك إنفتح باب غرفة شغف وطلع أمان ما گدر يخفي صدمته من منظري المُضحك ، صفن لبضع الثواني على وجهي بعدها رجع حد ملامحه بـ قسوة وتجاوزني يكمل الطريق بـ إتجاه غرفته
تحمحمت واني أدردم ويا نفسي أحاول أسكت كبرياء أنوثتي بـ هالكلمات : يلا وشصار قابل هوَ أعقل منچ
وصلنا لـ غرفة عِناق مجرد ما بلغت ميلاف هوَ هذا بيت أختها طرقت الباب بـ إبتسامة واضحة على شفافها
فتحتها باوعت لـ ميلاف ورجعت باوعت لي فجأة ومن دون سبب صارت تضحك مدري عليَّ مدري علمودي
تركتهم يدخلون و رجعت للإستعلامات أخذت الدُمية منهم ، دخلت للغرفة وحدة حاضنة الثانية بـ لهفة
گعدتها بـ أعلى الميز و تقدمت عليهم حضنتهم بـ وقت واحد حتى يشعرون اني جزء من لحظات سعادتهم
قدر : يلا عِناق شو لا گلتِ تفضلوا لا ضيفتينا شي !!
عِناق : أضيفكم ؟!!
قدر : اي لعد شلون غير احنا خطارچ و أول مرة نجي نزورچ بـ بيتچ الجديد ،
صدگ هذه هدية البيت مني ومن ميلاف
رجعت للميز جبت الدُمية قدمتلهيا أخذته مني بـ فرحة
عِناق : شكرًا هذه حلوة ، كلش حلوة
قدر : بس مو احلى منچ ، اي يلا شوكت ناوية تضيفينا مو هذا الچاي وراچ جاهز
حچيتها متعمدة حتى أختبر مدى فقدان عقلها ..
حطت الدُمية بصفي وإندارت ؏ الطلبة ، رفعت إيدها للأعلى وكأنها دتصب الشاي بالفعل وراها أخذت شي من الطبلة من حركة أصابعها عرفت دتضيف السُكر
قدمت لي إيدها بـ فراغ ماشيتها و رفعت إيدي أخذت الشيء من لا الشيء وتشكرت منها بـ إبتسامة
جلست بيني و بين أختها بعد ما قدمت لها هيَّ الثانية كوب الشاي الوهمي و صارت ترحب بينا بـ جمل غير مترابطة ، أخذت وانطيت وياهم بالكلام قرابة النصف ساعة ومن حسيتهم اندمجوا وياية ؏ الأخير سحبت الجداحة من جيب الجينز وقربت الدُمية عليَّ
تظاهرت بالسعال الشديد في سبيل مـ يسمعون صوت الجداحة من تشتغل ومباشرةً قدمتها على الطاولة الجانبية بعدما إستعرت النار بـ فُستانها وشعرها
رد الفعل الـ كنت متوقعته منهم صار بالحرف الواحد مجرد ما لمحت عيونهم النار إنرعبوا من منظر الدُمية وصاروا يتصارخون بـ شكل مخيف
ميلاف : النار ، النار ، أمي دحترگ طفيها ، طفيهاااااا
عِناق : احترگت شوفي ، حرگها الحقير ، حرگها طفوها مو راح تموت ، أمي راح تمووووت
ميلاف : عِناق ماتت
عِناق : لك غريييييييييييييب
ما اكترثت لـ صراخهم الـ ملئ ارجاء المكان ، بقيت واگفة أركز ويا كل حرف ينطقوه وأراقب كل تصرف يتصرفوه ميلاف إنهارت من شدة الفزع أما عِناق جن جنونها بشكل مُضاعف وبدون تفكير احتضنت الدُمية بين ذرعانها تحاول تطفيها بـ هالطريقة الجنونية
بسرعة أخذت الدُمية من إيدها .. أثار الحروق علمت على كفها الأيسر ، تلمستها بـ إبهامي سألت دتتوجعين هزت راسها بالنفي ودموعها تتسابق على وجناتها
طلعت أجيب لهم ماي بعد ما قفلت الباب عليهم من الخارج ، بالطريق دأرجع إتصل بيَّ المدير
- نعم دكتور
- اهلاً بنتي ، توني صار عندي علم هالصُراخ جاي من مجموعتچ خو ما محتاجة لـ حضوري
- لا لا شكرًا بس بدأت وياهم بالجلسات وتعرف الوضع ميحتاج اشرح لك ، تعودنا عليه
- تمام ، خليچ حذرة بنتي وإنتبهي على نفسچ زين من ردة فعلهم مـ نريدچ تتأذين
- إن شاء الله دكتور لتشغل بالك وياية
سلمت وسديت الخط أكمل طريقي ..
وصلت للغرفة إستغربت
شنو سر هالهدوء العجيب !! لعد الصُراخ وينه
فتحتها بسرعة ميلاف واگفة بنهاية الغرفة جنب الشباك رافعة إيدها على حلگها وعِناق مختفية
خفت كلش لتكون أذت أختها !! صحت عِناق وين أنتِ وتقدمت بـ خطواتي ؏ السريع بعدني ممتجاوزة الباب إجتني ضربة على ظهري يمكن العمود الفقر طگ من قوتها ، مباشرةً سقطت على وجهي أصرخ من الألم
نايمة ؏ الأرض اصارع أوجاعي و احاول ارجع اوگف على حيلي لمحت عِناق سحبت كف أختها وغادرن الغرفة سوى ..
ظليت اصرخ وراهن بس ولا كأنهن ديسمعني
أخذت موبايلي إتصلت على يامن الحمد لله رد بسرعة
- ها قدر
- يامن عِناق وميلاف هربن بلغهم حتى ينتبهون وأنتَ همْ تحرك شوفهن وين راحن ترى فاقدات تمامًا
- ماشي هسه اني اتصرف
حچاها و سد الخط .. سندت نفسي على حافة الباب ونهضت بـ صعوبة توني داتمشى بالإتجاه الشفتهن راحن منه سمعت أصوات الهوسة طالعة من غرفة أمان
تقدمت بسرعة فتحت الباب و دخلت واگفات مقابيله كل وحدة لازمة شي بـ إيدها يحاولن يضربنه و الحالة الهستيريا للـ أندروفوبيا مسيطرة عليهن
تقربت منهن بـ هدوء بعدني ما رافعة إيدي حتى أنتزع الأدوات من إيدهن إنتبهن عليَّ وإلتفتن بـ وقت واحد
توهن ديضربني ركض أمان قيدهن بـ حضنه
فقدن تمامًا ، رهاب الذكور حولهن من بشر إلى حيوان مفترس لدرجة بياض عيونهن تحول لخطوط حمراء
على صوت الـ هوسة دخل يامن ومِنة وياه ، سحبوهن من إيد أمان سحب ردت اروح اساعدهم بس ما بيَّ المرض بدأ يهد حيلي ، صحت وراه غرفة عِناق صارت الثالثة لتخليهن بـ مكان واحد
أشر لي مفهوم وراح ، رجعت نظري على أمان رجع گعد ؏ الكرسي فتح رجله وثني نفسه عليها ، الجريدة على الطبلة يمه سحبها يقرأ بيها ولا كأن اكو شي صار هنا قبل دقائق ، تصرفاته جدًا باردة ومُستفزة
- شنو صار وياك بـ موضوع شغف شو ما گلت لي ؟؟
حچيتها و عطست .. تعمدت اگول يا الله حتى أسمعه
- تگدرين تتكلمين وياها بس مو اليوم أجليها ليوم ثاني
- وليش مو اليوم ؟!!
- بدون ليش ..
- اممم ، بدون ليش .. تمام على راحتكم مثل متحبون
إلتفتت دأغادر الغرفة لمحت اكو شريط دواء ؏ الرف تحركت بسرعة سحبته اقراه منوم من النوع القوي !!!
- إلمن هذا المنوم ؟!!
- تجاهلني وإستمر يقرأ بالجريدة اليومية
- اني مو داحچي وياك ، هالمنوم شـ ديسوي بـ غرفتك وألمن ؟!! اكيد طبعًا مو إلك واضح هالشي اصلاً
صفنت ويا نفسي شوية : أمان لتگول دتنطي لـ شغف منه !!
سكوته المستمر أكد لي شكوكي ، رفعت إيدي أعلى راسي بـ عصبية أحس الضغط النفسي راح يولد إنفجار بمخي ، مو طبيعي الگاعد يصير وياية ابد مو طبيعي
- أنتَ تعرف شـ دتسوي لو لا ؟!! من دتنطيها هالسممم الهاري شنو هدفك تقضي عليها لو تساعدها لو شنو بالضبط ترى وضعك بـ مجموعتي نهائيًا مو قانوني
ابقى ابقى ساكت بس اني اعرف شلون راح أرجعك لعقلك لتتصور هالسكوت راح يحبطني
بس نهيت الجملة نهض من مكان أعصابه واضحة حتى بـ ممشاه ، وصل يمي نبت أطراف أصابيعه بـ فكي ووجه لي سؤال مُغلف بـ نبرة الإستهزاء
- معقولة أنتِ جاية تتحديني حتى تعالجيني ؟!!
- وراح أعالجك .. وعد
إبتسم بـ وجهي إبتسامة إستنكار وضحك مُستهزأ ..
- اني اگول يا حضرة الدكتورة لو تحاولين بـ البداية تعالجين نفسچ من هالجنون الأنتِ عليه حاليًا وبعدين عود فكري بـ علاجي
عرفت قصده من هالكلام المكياج الفوضوي الـ ماحي تفاصيل وجهي ، دفعت إيده بـ قوة وتجولت بـ نظري داخل انحاء الغرفة أبحث عن المناديل الورقية لكن للأسف ما كانت موجودة بـ تقصير من عُمال نظافة المصحة
- شفتِ إهمال مصحتكم ؟؟ حتى مناديل ما بيهم حظ يوفرون داخل غرف مرضاهم وتردون تعالجونا !!
فجأة صفن بـ وجهي مبتسم إبتسامة أقل ما يُقال عنها إبتسامة خُبث ورفع إيده لزم طرف حنكي بـ أصبعَي السبابة والإبهام بعد ما ثبت عيونه داخل عيوني
هزيت راسي بـ تساؤل .. عض شفته وغمز لي
- اكو البديل ولا يهمچ ، هسه اني اساعدچ بـ إزالة كل هالألوان الغريبة الصابغة ملامح وجهچ تحديدًا هالشفة
حچاها و بدون سابق إنذار أخذ الطرف الُسلفي لشفتي بين شفتيه وصار يقَبلني بـ عنف مُفرط.....
يتبع..
لتنسووون ⭐⭐⭐⭐⭐⭐
كل الحب ❤🥀
ليلة رأس السنة 1/1/2023 🤭❤
اسأل الله عز وجل أنْ يجعلها سنة خير ومحبة ورزق وعافية علينا وعليكم وعلى جميع أحبابنا وأحبابكم
وأمن وأمان وسلام وإستقرار على عراقنا الحبيب وعلى كافة انحاء البُلدان العربية الشقيقة
Happy New Year 💛 2023 💛