نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍

rh6ym5 tarafından

16.9K 2.3K 1.3K

' لم أنتظِر منكِ شيء ، لم أطلُب عطفًا و لا بُكاءً و لا عِراكًا و لا حتىٰ أن تُقاتل الدُنيا معِي ، كُنت أحتَاج... Daha Fazla

𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁸

𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁰

312 51 55
rh6ym5 tarafından

إستمتعُوا و لا تنسوا الڤوت و الكومنت 🍻

. . . . . . .

لَم تستطِع مُقاومة رغبتهَا المتواجدة منذُ شهر ، لهَذا و بقلب يجهَل الطمأنينَة قد رفعت يدهَا الأُخرىٰ تلمِس بها وجههِ ..

إلتفَت يوجه إليهَا نظراته الكثيّفة فتوقَف في مسارهِ جاعلًا إياهَا تقف بعدهُ ، و بهجومٍ مُفاجىء على مشاعِره الثملة قَد كوب خديهَا بين كفيهِ ..

خَارت قواها و تزعزَع ثباتها فأغلقَت جفونها معَ شعورهَا بقبلةٍ طويلة عَلى جبينهَا لم يبتعد جِين أثرهَا و ظلَ متشاركًا الأنفَاس الباردة معهَا في قربٍ هَادم ..

" أفيقي رُوينَا .. رُوينَا ! "

تحدث جِين بهمس لكنهَا جعدت حاجبيهَا ما إن بدأ ينحَدر صوتهُ لآخر صارخ أُنثوي خاص برفيقتهَا ؟..

" رُوينَا ، إستيقِظي "

جحظَت جفُونها على مصارعيهَا مع إهتزاز كتفيّها بسبب كَاديَان التي تحاوِل إيقاظها ، نظرَت نحوهَا ثمَ توجه بصرهَا لساعة الحَائط ..

لقَد تأخَرت عن العَمل ! ، صُداع شرس أخذ ينقِر عقلها ثمَ أحست بالتَوعك الشديد لكِن هذا ما كانَ إلا آثار الثمَالة ..

" تأخرتِ ساعة ، لقَد كنت نائِمة بعمقٍ جدًا "

تحدثت كَاديَان و هي تضَع الطعام فوق المِنضدة تزامنًا مع نهوض رُوينَا و حركاتها السريّعة في الإستعدَاد للعمل ، لَم تتأخر قبلًا و اليَوم الذي فعلَت به كان لسببًا تافهًا تخجَل من أخذه عذرًا ..

" صنعتُ لكِ الإفطار و القَهوة كي تحِد من الصُداع "

هَذا كان آخَر ما سمعتهُ من رفيقتهَا و هي لَم تجاوبها عَلى أي شيء ، تحاوِل الإنهاء معَ أخذ بضعَة قضمات صَغيرة من الطعَام خلال إرّتداء ملابسهَا ..

خرجَت و تناسَت إحتساء القهوة أوّ أي بديّل لمَنع الصداع المُصاحب بدوارٍ طفيف ، نامجُون و كَاديَان كانوا بالأسّفل و بدا أنهم قرَروا عدم العمَل اليَوم ..

حسدتهُم رُوينَا داخليًا ، تشّعر بعظام رقبتها تنشُر ألمها و هَذا بسبب وضعيتهَا الخاطئة التي لَم تشعُر بها في نومها ، يظهَر أنهُ يوم مُشرق جدًا و للغايَة ..

الآنّ تذكرت حلمهَا بالمحامي ، لقَد حققت رغبتهَا في لمّس وجهه فِي الحُلم فقط و كان الشّعور هائل كَـ لمس نَجمة لامعة فِي السماء لكنهُ إسراف فِي العذاب أكثَر ..

تنهدَت ما إنّ وصلت و أعطَت المال للسَائق و زفرَت مجددًا حالَ دخولهَا ، توجهَت أولًا لمكتبهِ و أمرَ فتح البَاب أخذ ثوانٍ عديدة منهَا ..

يجلِس فقط بينمَا صَوت نقّر أنامله فوقَ لوحة المَفاتيح هي كُل ما يَرن صوته فِي المحيط ، رفعَ مقلتيه مِن أعلَى نظارتهُ و هِي عدلت خاصتهَا ..

" هَل علي العَفو كونهَا أولُ مَرة و أنَا أعلم أن السَبب هي أريَّام ؟ "

تلفَظ كلامه بينمَا يحرِك كرسيهِ في صَوبها لتُومئ له عِدة مرات ، ظلَ يطالعها بعُمق غير باديًا على ملمحهَا الحَياء او التَشتت من فِعلتها أمّس ..

أدركَ أنهَا لَا تفقّه شيئًا عَن ما فعلتهُ فقرَر مُجاراة الأمّر كما هُو متجاهلًا عَدم قدرتهِ على النَوم الصحيّح لتلكَ الليلة ، تمَنى أنّ يَكون قد ثَمل مثلهُم حتَى يخمَد نائمًا لكِن هو يعلَم أن حتَى السُكر لا يستفيّد به ..

و حاليًا ، هو وحدهُ من أحَس بمشاعِر تلك اللَمسة التي أحتجّ عليهَا فهي لَا تتذكَر حتى تشّعر مثلهُ ..

" تقفينَ أمام البَاب من فَترة وجيّزة ، هَل كنت ترغبيّن في التأخُر أكثر ؟ "

تنفسَ الصَعداء بينمَا يريّح ظهرهُ للورَاء لامحًا الذُهول عَلى معالمهَا التّي لازالَ النعاس يحتلهَا ..

" كيفَ علمّت بوقُوفي ؟ "

" صَوت خطواتكِ سبقتك للدَاخل رُوينَا "

قالَ و هُو يلاحظ جفُونها التِي لا تفتَح بشكل كاملًا و بدنهَا الذي يترنَح بخفة ، لَم يكن النُعاس مَن يحتلهَا بل كانَت بقايا ما تركهُ السُكر ..

" سوفَ أصنع القَهوة لكلانَا ، أحّضري أوراقكِ و إنتظرينِي هنا "

هُو لم يحتسِي قهوتهُ بالفّعل بسبب طِفلته الصَغيرة كالعادة ، و لعدَم قدرة رُوينَا على التَركيز بشَكل صحيّح فهو مَن تولىٰ هذهِ المُهمة اليَوم يجهَل كيف تمكنَت على المَجيء و هِي بحالتهَا المُبعثرة ..

تنفسَ الصَعداء بينمَا يراقِب سائل القَهوة ينسكِب من الآلة بِشرود ، إستطَاع أمّس إمساك مشاعرهُ مِن الضيَاع لكنهَا تلاشَت كليًا ما ان شردَ في سَقف غرفته ليلًا ..

وصولهِ لذروَة اللاشّعور لَم تمنعهُ من الشُعور ..

دلفَ لمكتبهِ ليراها تنّحني بوجههَا فوق المَكتب و بدنهَا مسترخِي مع رجفتهُ الطَفيفة ، كانَت سَريعة في قدومهَا و إستهلكَت طاقة لَم تكن تملكهَا بعد في الوُصول للعمَل ..

صَوت قدّح القهوة دفعَ وجهها للإرّتقاء و مقابلَة القُرص الدَوائي التي يمدهَا المحامي إليهَا ..

" سوفَ تخفِف من الصُداع ، هل تناولتِ إفّطارك ؟ "

إبتسمَت إليهِ مع الإيمَاءة ثم إبتلعَت القرص بينمَا الآخر ظلَ يراقبها و هي تضغَط على جوانِب رأسها يليهِ نظرها إليّه و هو يجلس عَلى كرسيهِ ..

صَوت الرياح أخذَ فِي التعَالى نسبيًا و جِين لم تبّرح بنيته عسليتاهَا ، كانَ يعبث بالقَلم بهدوء و رُوينَا أرادَت إبعاد عيناهَا لكنها خائِنة عاصِية ..

مد جِين نفسهُ للأمام حتَى إستند بساعديهِ عَلى الطاولة بادئًا العمَل ، يتحدَث و يدقِق في الأوراق بِشدة بينما الفَتاة لم تقدِر على المشارَكة و ظلَت تستمِع له لفترَة طويلة ..

مفعُول القهوة و القُرص قد نجحَ ، إكتسبَت القَليل من الطَاقة التي جعلتهَا تفتَح جفُونها بشّكل كامِل و تتشارَك الآخر الحَديث حول القَضية ..

" لقَد بحثت فِي الأمر ، إتضَح أنَ بينهُم عداوة سابِقة بالفِعل "

تحدث جِين و يحرِك يده اليُمنى ..

" أعتقِد أنَ العِراك كانَ لسببٍ و مُتفقٌ عليه .. كلاهُما كان مستعدَان له "

وافق جِين رأيهَا مهمهمًا ثم إتخذَ السكوت إختيارًا لعدَة دقائق حتَى تحدَث مجددًا ..

" المُصاب أبلغَ عنه فِي قضية حتَى يفُوز عليه قانونيًا ، هذا لا يُعقل ! "

بإستغرَاب مَمزوج بغضَب قال منهيًا عبارته ..

لازالَ يوجد العَديد من المَعلومات التي يرغَب جِين بالوصول إليهَا و معرفتهَا حتى يتمَكن من الدفاع و هُو بكامل ثقَته ، رُوينَا كذلك كانت فَطنة في إقتراحتهَا ، إدراك المَعلومات و ربط الأحّداث ..

طلبَ إستراحَة لوقت قَصير و رُوينَا وافقَت ثم خرجَت من المَكتب تاركةً إياهّ وحيدًا لكن يمكنهَا الإحسّاس بحدقتيهِ المسلطَة عليها لحيّن خروجهَا ..

" ما سبَب مكوثِك في بيت نامجُون و كَاديَان ؟ "

أستوقفهَا بسؤالهِ الذي تُسبب في إنهيَار الأورَاق من بين يديهَا و تناثرها أرضًا ، إنخفضَت حتى تلملمهَا متجاهلةً لملمة دواخلهَا ..

" أخبرتُك عَن إنفصَالي لهذا ... لا أمّلك مكانًا للمكوُث فيه "

قالَت و هي تمتلِأ بالدمُوع ، لم ترغَب في الظُهور أمامهُ بهذا الشَكل المثير للشفقَة فلم تقدِر على مَنع الأدمُع التِي أخذَت تتساقَط و هِي تجمع الأورَاق ..

لم تنظُر نحوه أو حتَى أخذ لمحةٍ على معالم وجههِ ، سوفَ تسقط باكيةً ، حَبست سفليتها تمنَع الشهقَات مِن الظهُور ، وقعَت بعض الدمّعات عَلى زُجاج نظارتُها الدَاخلي لتشوش رؤيتهَا لكنهَا خرجَت مِن المكتب أخيرًا ..

إستِطاع جِين إدراك توجعهَا و خوفهَا الذّي دل عليهِ بكائهَا الصامِت ، لم يَكن إنفصَال رُوينَا عن زوجَها عاديًا ، كانَ كارثيًا و غير عادلًا للحد الذّي تتخبَط فيهِ كلما تَم ذكرهِ ..

شكلَ قبضة بيدهِ ثم نهَض و صنعَ طريقه نحوهَا ، لا يَقدر الهدوء عليهِ و هو يشعَر بالعديّد الغير مَفهوم ..

" لمَاذا تُصبح حالتكِ هَكذا ما إنّ يتم ذِكره ؟ "

تلفَظ بحِنق و هُو يقِف أمام الطَاولة لترفع عسليتاهَا المحمرة أثر بُكائها الصامت إليهِ ، ملامحهُ ممتعِضة و يوجَد تجعُد قوي بين حاجبيهِ ..

" ليسَ وحدكِ مَن إنفصل عَن زوجه ، رُوينَا ! ، يوجَد الكثيّر من النِساء بالفعّل لذا ما بكِ ؟! ، مالذّي حدثَ جعلك تَخشين الحديّث عن الأمّر و الهُروب منهُ ؟!! "

أسئلَة كثيرة ذاتَ صوتٍ عَالي مائلٌ للغضب جعلَ المزيّد من خُطوط الدمُوع تتشكَل على خديهَا في صَمت ..

" أنتِ لازالتِ واقعة في غرامهِ و لا تقدريّن عَلى التخطِي ؟ "

ضَغط عَلى فؤادهِ أثناء نطقهِ للعبارة كمَا ضغطَت كلتا كَفيه عَلى حافَة الطاولة يَنخفض بإقترَاب ناحيتهَا لتتوسَع عيُونها بشدة و أخذَت تنفِي بكل مَا تملك مِن أعضاء يمكنهَا أن تتحرَك مثلَ يدها و رأسهَا بينما ثغرهَا ظل يردد بالنِفي ..

" أنَا أبغضهُ "

قالَت و هي تطالعهُ ليقترِب أكثر ، تَشعر بحرارتهِ الغاضبة تلتفِت و تكّون هالة حَولهم ..

" هَل هذا هُو زواجكِ الذّي حطمتِي علاقتنَا من جذورهَا لأجلهِ ؟! "

صرخَ و بدَأت بشرتهُ تميل للإحّمرار ، يشّعر بأن ثباتهِ ينمحِي و كتمهُ لكلامه يَخنق حلقه ، لم يُعد قلبه يَقدر على التَألم في صَمت بعدَ الآن ..

" زواجكِ الذي إنتهَى بكُره زوجّك لحد البْغّض !! "

يصرُخ بغضَب عارِم دفين و لا يَحصل على إجابَة من التِي تبكي بِشدة و بصوت شَهقات لا تكبحهُ ، مقليتهَا لَا تستطيّع مجابهَة خاصته السَاخطة لتشعُر بيده التِي تشد عَلى كتفيها فتنظُر إليه رغمًا عنهَا ..

" أنَا لا أشّعر بالشفقة نَحوك .. الأمّر عَكس ذلك إطلاقًا ، أشّعر بالحزن عَلى ما فَعلتيه بِـ كلانا ، كُل ما حدَث و سيحدُث بسببك أنتِ وحدك لا غَير ! "

تركَ كتفيهَا بحدة ثمَ خرج و بعيونهَا التي تراقبهُ فهو لَم يذهَب لمّكتبه بَل إتجه لِلخارج ، ربمَا يرغب بالهُدوء في المُحيط و تهدأ دواخلهِ ..

لكنهُ تركَ خلفه مَن أخذَت تصارِع دواخلها ، نحبَت كثيرًا حَتى تورمَت جفُونها و إمتلئ صدرهَا بالجرُوح أثر كلامتهِ و شهقاتهَا ..

حديثهُ صحيح ، كُل ما عانتهُ مع داهيُون كانَ بسبِب ما فعلتهُ و ما تعانيهِ الآن مَا هو إلَا دفع ثمَن ، ظنَت أنَ بؤسها إنتهَى لكِن ظهرَ بؤسًا من نَوع آخر أشَد إيلامًا لهَا ..

وقفَ بوهنٍ كبير حَتى تبلل بَشرتها بالمِياه الدَافئة و تزيّل تلكَ الخطوط الجَافة على وجنتيهَا ، تَشعر بِكل خيطٍ صَنعته لإلتئِام ينفك مفرجًا عن ألمٍ مستحدَث ..

صَنعت له القَهوة ، تعلَم أنهَا صديقتهُ التي سوفَ تهدئه و هِي المِثل لكن مُضاف لها الحَليب ..

عادَ وقت العَمل و كانَ هادئًا خالِي من التركيز مِن قبلهمَا ، يرغب جِين بالذهَاب إلى إبنتهِ و إحتضانهَا بعمق حتَى تذهَب كل أفكارهِ و أحاسيسهُ السيئة ..

إمتنعَ جِين عن النَظر لها إطلاقًا لكنهُ إحتسىٰ قهوتهُ المرة و أكمل َعملهما لهذَا اليوم ..

لقَد كان باديًا منذ إنفلَاق جفون رُوينَا ان اليوم سَيء كليًا و ها هُو قد إكتملَ سُوءْه ..

. . . . . . . .

" ثمَ ذهب أخاهِم الثالِث و قابَل ذات الإمرأة العَجوز التِي تبكي وحيدةً ، قامَ بسؤالها قائلًا ' ما سبَب بكائكِ ؟ ' ، كانَ قلقًا لأجلِها كثيرًا و .. "

رفعَ عيونهِ الخاملَة صوبَ إبنتهُ حتى يشاهد ملامحهَا المتشوقَة لقصة قبلَ النوم لكنه وجدهَا نائمة فِي هُدوء بالغ ..

أغلقَ كتيب القِصة و وضعهُ أعلى المِنضدة ، إنخفَض لتقبيّل جبهتهَا ثم أوشكَ على الذَهاب لكنهُ تراجع رافعًا الغِطاء و إنضم إليهَا أسفلهُ ..

إحتضنهَا داخلهُ عميقًا حتَى حلَّ السلام على فؤادهِ و توقفَت أفكارهِ عن ضجيجهَا الصاخِب ، رُغم قوتهِ التي يستمدهَا من صغيرتهِ لكنهَا مصدَر ضعفهِ و الذي ترغَب نفسه بالبُكاء بين أحضانِها ..

لكنهُ غلب نفسهُ و النوم غلَب الإثنيّن ..

معَ أن نومهِ كانَ لا يَحتوي على أحّلام او تقلبَات عديدَة لكنهُ إستفاق فُي الشُروق للمرة التِي لا تُعد ، فارَق عناق إبنتهِ و متوجهًا لغرفتهِ ..

لَم يسمَح للأفكَار المُعتادة في ذلِك الوقت أن تسحبهُ لدوامتهَا فحاوَل إشغَال نفسهِ بأشياء عديدَة مِثل تصَفح مواقع التَواصل او قراءة كِتاب ..

نَقرات ذهنهِ لم تتوقَف لكنهُ لم يعيرهَا إهتمامًا يذكر حتَى رن المُنبه بجانبهِ منبهًا عن مَوعد الإستيّقاظ ..

أصبحَ يعرف رُوينَا الحاليَة و يستطيّع التخمين أنهَا لَم تغفو هذهِ الليلَة ، كانَ مُجرد تخمين جاهلًا عن صحتهِ الصائبَة ..

حصلَ على فطورًا دافئًا معَ صغيرتهِ كثيرة الحديّث بصوتهَا الرقيّق و بريّڤ باتَ معتادًا عَلى البَقاء بمفردهِ في المَنزل بعدَ خروج جِين و إبنتهِ ..

قبلَة على خَده و إكتملَ صباحهِ المُشرق و ظلَ مراقبًا بأعينهِ صغيرته حَتى أصبحَت في الداخِل ليحرك السَيارة نحو مَكان عملهِ ..

لم يكُن يخطط للإنفجَار بهذا الشَكل ، هو لَم يخطِط له مِن الأسَاس لكنهَا كانَت الشظية داخلهُ إنفجرَت دونَ وعي أو تدبيّر ..

يجهَل كيف سَيمر اليوم لكنهُ في النِهاية سَيمر كالباقييّن ..

لفَ وجههُ إلى مكتبهَا أثنَاء سيرهِ و رآها بالفِعل ، حضرَت في ميعادهَا تعويضًا عن تأخر أمّس ..

فِي الواقِع ؛ هوَ ليس تعويّض بل يتوَجب عليها ذلِك ..

دخلَت خلفهُ بدقائِق و بين يديهَا فنجان القَهوة ، كانَت تبتسِم بوسع بِالرغم مِن عيناها الذابِلة بشدة و مُصابة بوهنٍ ..

تسائِل داخله كيفَ يمكنها الإبتِسام و الظُهور بتلكَ الهَيئة الإعتياديَة دونَ محاولة إظّهار ذبولهَا الواضح لأعينهِ بالفِعل ..

إبتدَأوا العَمل دونَ أي أحاديّث جانبيَة ، يلحَظ المُحامي شُحوب مَحياها وَ ضعف جفُونها ليتذَكر بأمّر مرض عسليتاهَا و هِي بكَت أمس كثيرًا ..

ربمَا هَذا ما دفعَ مقلتيهَا للذبُول و يمكنه التَخمين أنهَا لم تتنَاول طعَامها جيدًا ..

طلبَ عَدم خروجها وَقت الإسّتراحة لتشاهدهُ يخرِج بطاقة مُلونة من الدُرج ثم يقدمّها لها ..

" هذهِ حفلَة لأحَد أصدقائي فِي يوم الأحَد ، يمكنكِ المَجيء مَعي حتَى تصنعيّن علاقاتٍ تساعدكِ في إيجَاد عمل بعدَ إنتهائِك هنا "

بتمهلٍ إلتقطَت البطاقة منهُ و أخذَت تتفحصهَا بحدقتيهَا ، يوجد إسّم صَاحب الحَفلة و إسم جِين كذلك ..

" حسنًا ، سأحضِر "

سوفَ تفعل كونهَا ترغَب بأن تَكون معهُ ليس لتكويّن صداقَات تستفيّد بها ..

صَدر صَوت رنيّن هاتف جِين و كانَ مهاتفَة من رقَم مجهُول ، عقَد حاجبيهِ ثم أجَاب بينما الفتَاة لازالَت قباله ..

لاحظَت تقلب معالمهُ و إزديّاد عقدَة حاجبيه لتقترِب منه قلقةً ..

" مَاذا هُناك ؟ "

" ربمَا سننتَهي لهُنا اليَوم و تزيّد ساعَات العمل فِي يوم آخَر عوضًا عن هَذا "

قالَ و هو يقبُض معطفهُ و يرتديهِ أثناء خروجهِ من المكتَب بخطواتٍ سريعَة جعلت رُوينَا تتحرك بِسرعة كذلِك خالفهُ كي توازي سرعتهُ ..

" هَل كُل شيء عَلى ما يُرام سَيدي ؟ "

" ألُورَا صَنعت مُشكلة فِي المُدرسة و قَاموا بالإتصَال بي "

أخبرهَا و كادَ أن يَخرج لكنهُ توقَف و إستدَار لهَا ..

" هَل تودينَ أن أقلكِ ؟ "

إستمالَ بِهدوء و هِي مَرت وهّلات عليهَا حتى إستوعبَت ، أخذت أورَاقها و سارعَت بخطواتها إلى السَيارة التِي تحركَت ما إنّ صعدت داخلهَا ..

الطَريق كان خاويًا مِن الحديّث لكن لَا بأس بهذا مع رُوينَا ، يَكفي أنّ تشعر بهِ حولها و قريبًا منهَا فعضَت على شفتاهَا مبتسمةً بخفة و ظلَت تشاهِد الأجّواء بالخَارج ..

لقَد كانَت تفعَل هذا دائمًا عندما كَانوا معًا ، لازالتِ تستطيّع الشعُور بيدهِ تعانِق خاصتها حتَى تدفئها في كُل مرة تَكون معهُ في السَيارة ..

رقَت عيناهَا توقًا لهذا ، و إت كانَت نارِ الحُب متأجَجة إلَا أنَ نَار الشَوق أشّد حَرارة ..

آنها توقفَت السَيارة بغتةً ثم تحَدر جِين لتفعل خلفهِ و بخطواتٍ سَريعة كانَت تسيّر خلفهُ لا يمكنهَا أن تُساوي خاصتهِ ..

دخلَ جِين لمكتب المُديرة و هِي قد تَوقف عند البَاب بصمتٍ ، كانَت ألُورَا تقِف بهدوءٍ و ملمحهَا حزين رِفقة آيلا رفيقتهَا و يوجَد فتَاة أخرىٰ كانَ مرفقها مجروحًا و ينزَف دمًا الذي تُحاول والدتهَا إيقافه ..

" ماذَا حدَث ؟ "

قالَ جِين بتأنٍ جالسًا على الكُرسي ..

" ألُورَا إفتعلَت مُشاجرة معَ الفتَاة و جرحتّها "

" الا يُمكنكِ الرؤيَة !! "

أجابتهُ المُديرة ثمَ والدة الطِفلة فعقدَت رُوينَا حاجبِيها نحوهَا ..

" ألُورَا لَن تفعَل هذا دونَ سببَ سَيدتي "

تَفوه و كانَ يبدو واثقًا بإبنتهِ ..

" صدقًا ؟ "

أجابتهُ الأم بسخريَة ليتجاهلهَا جِين متجهًا إلى إبنتهُ و سحبهَا برفق حتَى تقِف في المُنتصف ، إنخفَض إليهَا ثمَ أخذ يَمسح عَلى شَعرها ..

" لماذَا فعلتِي هَذا الشَيء السَيء ؟ "

مَا إنّ سأل سُؤاله حتَى تقوسَت شَفتي صغيرة بأسَىٰ و تجمعَت الدّموع داخِل مقلتيهَا ..

" أنَا لم أنّوي أذيتهَا إطـ..إطلاقًا ، هِي من تهجمَت عليّ انا و دفَعتني أولًا و انا ألـ..ألعب معَ ثَديقتي ، أليثَ كذلِك آيلا ؟ "

نقلَت بصرهَا لرفيقتهَا التِي أومَأَت لهَا و ترافقهَا الرأي لتِستنأف ألُورَا كلامهَا ..

" أنَا تجاهلتهَا و .. جئِت لإخبَار المُديرة لكنها دفعـ..دفعتنِي مجددًا و تجاهلتهَا ، ملابَثي قد إتثخَت بالـ..بالفِعل ، إنظُر أبي "

ثم دارَت لتظهَر ملابسهَا المليئَة بالأوسَاخ بسبَب دَفع الفتاة لهَا ، عادَت لوضعيتهَا الأولى و أكملَت ..

" كانَت ترغَب في دَفعي مرة ثـ..ثالثة لكنَني دافَعت عَن نفثِي و دفعتهَا لكِن لثوء حَظي .. وقـ..وقعَت و جُرحت لكنَني لم أقثِد أذيتهَا بِثدق "

إبتسمَ أبيهَا بِلطف نحوهَا ثمَ أمسكَ بيدها مستعدلًا في وقفتهِ ..

" إبنتكِ هي السَبب الأسَاسي سيدتِي ، أجهَل سبَب تهجمهَا عَلى إبنتّي لكنهَا نَالت نتيجة فعلتهَا و هِي من تأذَت ليسَت إبنّتي التي لم تَنوي شرًا عَكس طفلتكِ ، ألُورَا صَغيرتي ليسَت مُخطئة إطلاقًا "

أردَف و ألجَم الأم التّي نظرَت لإبنتهَا مِن أسفل رموشِها ، أرفدَت المديّرة تلكَ الفَتاة لِمدة أسّبوع عَن المدرسَة و حصلَت عَلى ألُورَا على إعّتذار منها ..

رُوينَا شاهدت كيفَ أنَ جِين تعامل بِلطف شديّد معَ صغيرتهِ أثناء ذلِك و حتى بعد خروجهَا من المَدرسة ، كانَت حزينة للغايَة كونهَا أذت الفتاة فأحضرَ لها والدهَا مثلجات بنكهتهَا المُفضلة و رُوينَا إنضمَت معها في الخَلف كي تلاعِبها ..

رُوينَا أدركَت حب جِين العظيم لصغيرتهِ و كيفَ هو يرعَى مشاعرهَا برقة و يثِق كامل الثِقة في نقاءهَا ، إنهَا حقًا محظوظَة به ..

. . . . . . . .

تأخُذ لمحةً على طالتهَا لحفلَة اليوم قبل خروجهَا من حجرتهَا ، جِين ينتظرها بالأسفل بالفِعل لتمسِك ملحفة مِن الصَوف حتى تقيهَا مِن البرد ..

فُستان بلونٍ أبيّض خافت مثلَ الورَق القديّم ، يمتلِك ضيق عندَ الأوسَط ثم عدَة طبقَات في الأسّفل و ينتهِي عند الرُكبة و ذو أكّمام شفافَة ..

لقَد كان بسيطًا لكن إخِتلاط لَون شعرها الأحمر معهُ أضاف إليهِ بعض الحَرارة ..

إنتظارهِ داخِل سيارته جعلهَا تستعيّد بذاكرته للورَاء حينَ علمَت لأوَل مرة عَن صوتهِ العذب في الغِناء و تذكَر حينئذٍ قد وقعَت لصوته بقوّة ..

طلتهِ كذَلك كانت بسيطَة ، كِنزة صوفيَة ذات رقبَة بلونِ النبيْذ القاتِم و معطَف أسود مُشابه للبنطَال ..

إنطلَق في طريقهُ في صَمت موترًا للفتَاة التي لم ترتدِي النظارة هذهِ الليلة كذلِك ، ظلت تسترِق الأنظار إليهِ حتى إستندَت برأسها على الزُجاج و ما إنفكَت عن إبصارهِ ..

" لمَاذا تطالعيّني هكذَا ؟ "

إستفهَم متحاشيًا النظَر لها و كسرَ الصمت المُخيم ، إنتقلَت عينيهِ بين المرآتين الجانبيتيّن ثم إستمعَ لردهَا ..

" هَل يزعجكِ ؟ "

" أليسَ غريبًا ؟ "

لا توجَد إجابة بَل ردودهِم كانت أسّئلة تنتهي بإستفهَام ..

" حاولَت إبعاد عَيني لكننَي فشلَت "

همَست ليديّر الآخر وجههُ نحوهَا ثم يعيدهُ للطريّق ..

" هَل أنتِ ثملَة ؟ "

سألَ مستنكرًا و هو يحرِك يديهِ على المَقود بشَكل دائرِي ..

" لَا ، أنا واعيَة "

أجابتهُ ليتنهَد الآخر و إلتزمَ الصمت بينمَا لازال يشعُر بنظراتهَا تَحوم حولهُ و هذا لا يشّعر قلبه بالأمَان ..

بلغُوا وجهتهُم و كانَ يوجد الكَثير من الحَاضرين ، رغبت رُوينَا بتطويّق ذراع الآخر لكنهَا ترددت فِي أن تتلقَىٰ الرَفض فكبحَت رغبتهَا الثانية ..

جِين أعطَى الكثير مِن الابتسامَات و عانق رفيقهُ بقوة و صافحَ زوجتهُ و إبنتهُ ، كانَت تتبعهُ و تصافِح الجميّع كذلك محاولةً الإخّتلاط ..

مَرت ثلاثونَ دقيقَة عَلى تواجدهُم ، هي تمسِك كَأس من الڤُودكا و جِين واحدٍ من النَبيذ و هو يقِف أمامَ رجل و يتحدثَان فيما بينهُم ..

ربما لم تشعر رُوينَا بالآلفة الكامِلة هنا ، شَعرت بأنَ كل شَيء مُزيف حتى الإبتسامَات التي تنتشِر كانت تحمِل الكثيّر ..

لفَت أنظارَها صديق جِين يسير فاردًا ذراعيه على إستعداد لمعانقة شخصٍ جعلها تقبِض علىٰ أنفاسِها داخِل صدرِها ، زوجها داهيُون ..

شعرَت بالثُقل في أجمَع بدنها حَتى سرعة الدمَاء تباطئَت داخِل عروقهَا ، فرجَت شفتاها المُرتجفة تحاوِل أخد بَعض الأنفَاس لكن لم تستطِع ..

شعرَت بعدم وجُود أي إنسيٌ حولهَا عدا زوجهَا ، المُحيط بأكملهُ يدور رأسًا علَى عقب دونَ البقعة التِي يقِف بِها داهيُون ..

تحركَ متنقلًا بينَ الحاضّرين بإبتسامَة و هي شعرَت بدقَات قلبهَا العاليَة تضرب فِي حلقها ، كانَ يتحدَث و يبتسِم بوسعٍ للجميّع بينما هي شعرَت بالدوار يُرِّنح رأسهَا ..

كُل آمالها قَد خابت لتشعُر بعدم قُدرة ساقيها عَلى حملها فإستندَت على جِين بجانبها الذي سارعَ و نظر إليهَا تزامنًا مع إلتفَات داهيُون لها ليتهَاوىٰ الكَأس أرضًا ..

مُعظم من فِي الحفل لاحظَ وقوعِ الكأس ..
لكِن لم يلحَظ أحد رجَفة يديهَا ..

. . . . . . .

| إنتَـهىٰ |

كان في شخص سأل عن داهيُون البارت قبل اللي فات ، لو كنت صبرت بس! مكنتيش هتحتاجي تسألي عليه خالص 😭

المهم جِين اول مرة يعاتب رُوينَا بالشكل ده..
توقعاتكم ؟

آي تعليق او انتقاد ؟

... نراكم في البارت القادم ، دمتم بخير ...

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

1M 24.6K 55
غمزه الفهد حب بالمصادفة وصف ولجت لداخل المطبخ مستشاطه من حديثها اللاذع وأردفت بحده وبِلَكْنه صعيديه لا تستخدمها كثيرا الا لاغاظتها وهتفت : -- قبل ما...
986K 61.7K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
1.1M 29.8K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
2.6M 55.9K 61
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...