أحلام العصر

By KimSaLVII

1.2K 101 257

حكايتي لم تكن قط تلك الحكاية التي تستحق الاطراء، لا حياة فيها وربما كانت تميل للبؤس حتى، ولكن كل شئ تغير عندم... More

إهداء و مقدمة
1- بداية التبجح
3- ماذا يجري

2- شيء من الواقع

209 27 31
By KimSaLVII

يرجى عدم الالتفات لأخطائي الاملائية امرًا وليس فضلًا وخليك في أخطائك انت، ملكش دعوة بيا ... قراءة ممتعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القسم الأول
꧁ أحلام العصر ꧂
.
.
.

عاد أستاذي الجامعي وجلس على مكتبه بعد قذف كلماته وانا وقفت هنيهة متسمرة قلت فيها كل السبَّات التي فكرت فيها سابقًا بل وزدت عليها، ثم همست بحنق وغيظ: بتقولي غوري يا ابو وش شبه علبة التونة، ماشي يا (كيان) اما اشوفك بس على الموقف الزبا..لة اللي حطتني فيه ده

هممت بالخروج فوجدت الباب يطرق ثم دخل الفتي من الحلم يقول بسرعة وصوت هادئ واثق : دكتور (باسم) أنا سمعت عن وفد الطلاب اللي جايين من فرنسا للسياحة وهيمروا بكليتنا و دكتور (محمود الحكيمي) اللي واخد الدكتوراه من فرنسا مش موجود انهاردة.. كنت بستأذن من حضرتك بما انك رئيس نفس القسم بتاعه اني اترجم ليهم

حمحم دكتور (باسم) ليُهدئ من روعِه قليلًا وانا خرجت سريعًا قبل ان اتذكر ان كرامتي تسبح في الوحل و اسبّه بصوتٍ عالٍ

كنت ادك الارض من تحت قدميّ وانا امشي من فرط غضبي، لم أفعل له شيئًا وقد اهانني بشدة وانا التزمتُ بإحترامه لكبر سنه وعلو مركزه، كما يقال "نهاية الاحترام الضرب بالقباقيب"، هو لم يستحق مني ذلك التوقير، فكرت في العودة وركله في منطقة حساسة ليعرف أن التخاطر ارحم له ، لَم اعتد أن اترك حقي ولكن أجلت ذلك لحين خوض حديث مع ذلك الكيان النتـ..ن الذي يضعني في المصائب

لم أكن قد عبرت الممر كاملًا بعد، قررت الالتفاف لانني أعرف ان صديقتيّ بإنتظاري عند الطرف الاخر لاخبرهما ما حدث وأنا لم اكن بحالة تسمح بالشرح، عندما التففت وجدت الفتى من الحلم أمامي وكدت اصطدم به، تحركت يمينًا بسرعة فانزلقت قدمي ووقعت على الارض...

فزع وخجل كثيرًا وحاول مساعدتي فتظاهرت بعدم المبالاة وعدلت من حجابي في أنفة بيما أنهض بنفسي لأنفض ملابسي وأهندمها... تأسف لي كثيرًا رغم انني المخطئة فقلت بملل: ما خلاص يعم عرفنا أنك متربي عشر مرات، انا اللي غلطانة اصلا

ابتسم بحرج وحك مؤخرة رأسه في خجل ثم قال: بس انا برضو مكنتش مركز، كنت بفكر في الكلام اللي هقوله للطلاب

تذكرت ما قاله قبل ان أخرج فقلت متسائلة: هو إنت فعلًا بتعرف تتكلم فرنساوي

رد عليّ ردًا حاسمًا عندما تحدث باللغة الفرنسية بطلاقة بلهجة باريسية متأصلة، لم أفهم كلمة لكنني بالتأكيد استطيع تمييز انها لهجة باريسية، لطالما اذابتني تلك اللغة بدلعها ولطفها ورقتها، ومع صوت الفتى الهادئ والمسالم كدت افقد الوعي من شدة جمالها ، فرغم كرهي للرومانسية وما يشبهها ورغم وصف الادباء للغة الفرنسية بلغة الحب وذلك المسمي هو عدُوِي اللدود، هذه اللغة كانت بكل صدق نقطة ضعفي، فإنسحبت بذكاء تكتيكي مهرولة ومبتعدة عنه داعية له بالتوفيق فحسب ثم رحلت وأنا أذوب من نبرة الحديث تلك، وعدت بسرعة للبيت لأكمل السبَّ للاستاذ الجامعي.

كنت وحدي بالبيت جالسة على طاولة الغداء، آكل كالوحش الهائج وكأنني لم اتعرض للتهديد بالفصل منذ ساعة، وفي لحظة من اللحظات شعرت بذلك النعاس المفاجئ من جديد، لاحظت هذه المرة أنني اصبت بالشلل، كنت اريد صفع وجهي على أمل أن افيق فإذا بأطرافي لا تتحرك ثم تهاوت رأسي بثقل وغفوت كالعادة.....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ممددة على مجموعة من الاخشاب الكبيرة المُجمعة تطفو بي في وسط نهر جارِ، أبي(أحمد السقا) عن يميني وخالي(أحمد عز) عن يساري ويقودنا تيار النهر إلي المجهول...
تائهين في الليل ولا نستطيع الخروج عن المسار أو الخروج من النهر نفسه بسبب بُعد ضفاف الوادي عنا وعدم وجود مجاديف ، كانت ملابسنا جميعها بالية ممزقة وكنا نحاول إشعال النار في الخشب الذي يحمينا من بطش النهر لانه... معروفة نحتاج للدفئ في ذلك الليل المعتدي والبرد القارص فلنحرق خشب القارب المسطح لا بأس.

خالي (أحمد عز) هو من كان يحمل علبة الكبريت وعندما حاولنا أخذها منه بكي وصرخ: حرام عليكم أنا قلت مرة الكبريت دا عشان لما أجوع أكله وهبقى انتحر بيه بعدين، ارحموني بقي

في نزاعنا على علبة الكبريت قفزت علبة الكبريت من يده وسمعت صوتًا صغيرًا يصدر منها يقول: لقد خلقنا الله احرارًا ويييي

قفز خالي بدون تفكير في النهر وراء العلبة التي تناثرت عيدانها و لم يخرج بعدها.... كان خالي (أحمد عز) متهورًا بالفطرة وكان جزاؤه هو الغرق

نسينا ما حدث وكأنه لم يكن، كنا في حيرة أكبر ... كيف سنشعل النار؟؟!
دفعني أبي في الماء وقال بلهجة آمرة حازمة: هحاول أكح في الخشب وأقيد النار ، هاتِلنا سمكة ناكلها

غضبت لانه دفعني في النهر العنيف الذي غرق فيه أحد ما منذ قليل وصعدت بصعوبة وأنا مبتلة وقلت بنزق: نعم!! يعني عايزني اتعامل لوحدي مع سمكة التونة العنيدة، لا مش انا اللي يتضحك عليا انا اصلا عايزة آكل فراخ

لحسن الحظ والصدفة الحُلوة؛ الدجاج كان يجري على ضفاف النهر بتناغم لطيف، فقفزت للضفة بسهولة وسرعة خطفت واحدة وعدت للقارب المسطح، شويتها على النار بريشها وكانت تحفة ابداعية في المذاق صوّرها لي عقلي رائعة بحق لدرجة جعلتني أتمني تجربتها الآن

تناولت قضمة أخري من الطعام وصحت بأسي وحزن: أمتي بقى نخلص من النهر دا، يا ريت لو كنا نعرف حتى نمشي على الضفة بدل ما أحنا خايفين نقع من شلال في أي لحظة كدا

لا حاجة لان تخبرني عن صدمتك فأنا اتعرض لجلطة دماغية كل صباح عندما أراجع أحلامي ....

أثناء عويلي خرجت سمكة مضيئة برأسها واخبرتني بحرق حُلم اليوم حيث : متخافيش على خالك (باسم نور) هتلاقيه بعدين، سلام انا بقى هروح أشوف الأكل على النار

هكذا هي أحلامي تتغير الشخصيات وانا بنفس الاقتناع التام أنهم نفس الاشخاص بنفس الادوار والمهام، ومن العاديِّ جدا ايضًا أن أحرق على نفسي ما سيحدث سواء اخبرني أحد ما او اقنعني عقلي بذلك.

أكملت تناول طعامي وقلت بدون ادراك: تاخد حِتة يا (كيان)

بعد ثانية واحدة استغربت من نفسي، مَن (كيان) هذا ولماذا اعرض عليه الطعام و أنا اتضور جوعًا !! لم أكن اتذكره فعليًا داخل حلمي ولهذا تناسيت الامر بعد لحظات

كان لدي ما يشغلني أكثر فالقطار البخاري الذي نركبه وصل المحطة عند بيت في منتصف الطريق كان لأُناسٍ انقذونا من زمن انا وأبي من النهر القاصي ... لا قص في الاحداث هذا ما حدث بالفعل، اصبحنا فجأة صباحًا وايضًا بعد خمس او ست سنوات من حادثة غرق خالي (باسم نور) او (أحمد عز)_أيهما أقرب_ ونعيش عَنوة في بيت من انقذونا

قلت لأبي في حماس : بابا انا هروح انهاردة استكشف المدينة احنا مش هنخلينا طول عمرنا محبوسين في القرية دي لانها اول مكان قابلنا لازم نشوف الدنيا

وافق بسهولة و اخبرني انه سيأتي معي وبعد مسيرة طويلة في الغابات وصلنا لمدينة بديعة الجمال لم أرَ مثلها في حياتي كلها

اختفي أبي (أحمد السقا) فجأة وظهر الوحش غريب الاطوار الذي خنقني قبلًا آخر مرة رأيت فيها (كيان) وحاول خنقي من جديد!!

أتي (كيان) فجأة وأمسك بي وطار بعيدًا وهو يقول بغيظ شديد لم افهمه: صدقيني انا بإيدي اقتله وأطفي ناري بس مش هينفع

نظرت له برعب ثم بحيرة وأستغراب من اسلوبه وقلت: إنتَ مين ؟!
رد بإستنكار و هو يهبط بي علي الارض بهدوء ورَويَّة: نعم يختي هتعملي فيها مش عارفاني

أجبت بصدق نافية: لأ بجد معرفش إنت مين ؟
ثم دققت النظر في جسده الاسود الضبابي وقلت بشك: هو أنت الشرير المجهول في المحقق كونان؟!

رد بحسرة واضحة وقال ساخرًا: لا انا السيئ في رواية احدهم .... هي الدنيا كدا؛ يوم ليك وخمستلاف عليك يعني مرة ابقى جوزك وبقيت الحياة تبقي مش طايقاني والمرة دي مش عارفه انا مين اصلا

لم أفهم منه كلمة واحدة ولذلك لم أعره اي انتباه ورحلت، وهو ظل يتبعني خلسة، كنت من داخلي أشعر بذلك ولكن وكأنني انسى أعطاء ردة فعل!!!

أمامي مباشرة رأيت قصرًا كبيرًا يضيئ ويلمع بشدة ويبدو أنه يقيم احتفالًا، اضواؤه كانت تشدني وتسحرني بغرابة وأردت الدخول له بشدة، وعندما هممت بالدخول من البوابة شاهقة الارتفاع وقف امامي حارس عظيم شديد الضخامة ومنعني من الدخول قائلًا: الحفلة للرجال الاغنياء فقط وأنت فتاة وفقيرة

لم استغرب لحديثه بالعربية الفصحي كل ما فكرت فيه هو عجزي عن حضور الحفلة، بكيت بشدة لانني رغبت في الدخول من أعماق قلبي ثم قلت متوسلة: لماذا يا سيدي ارجوك اريد الدخول

رفض من جديد ثم دفعني و سمح بدخول خمسة رجال يرتدون ملابس الأمراء و الارستقراطيين كان منهم الفتى الوسيم من الحلم ، (باسم نور) ، (كريم حسني) ، (ياسر شِيمكي)_أحد المعيدين لمادة التشريح في كُليتي_ وأبي (أحمد السقا)!! الذي لا أعرف من أين أحضر الملابس ونحن فقراء ولا لماذا لم يلتفت لي أو يساعدني!!

رحلت بعزة نفس وكبرياء وانا انظر خلسة للحفلة بتحسر، فظهرت فجأة عجوز بشعة ترتدي ملابس فارهة وقالت وهي تعطيني صندوقًا أخضر اللون : خدي دا بسرعة مفيش وقت للتفسير

ثم قفزت في البحر الذي لا اعلم متي ظهر !!
فتحت الصندوق، كان بداخله سلسلة فضية وتمثال لطائر عنقاء صغير ذو لمار ألماسي مشرق و ريش احمر ناري بديع تلفحه بعض اللمسات الزرقاء، كان بجانبه ورقة مطوية... فتحتها وقرأت بصوتٍ مسموع:

"لأنك المظلوم ولانهم ظالمين، جه الوقت يتبدل الحال ... السلسلة هتحولك لأي شيء تعوزه والطائر تحت خدمتك اول ما تديله اسم .... ملحوظة الصندوق متوفر حصريًا لدى العجوز زهرة الخريف جروب و لدى الموزعين المعتمدين... تستعمل هذه العِدة في الشر فقط، كفاية طيابة بقى الناس أكلت وشنا الله يخيبك"

أغلقت الورقة ولبست السلسلة وبعد لحظة انا لم أعد انا، ولأكون دقيقة لقد اصبحت شابًا شبيهًا بي؛ وسيمٌ للصراحة وذو هيئة نحيلة مثلي.

أصبح التمثال طائرًا حقيقيًا يطير نصب عينيّ، لاعبت منقاره ثم قلت له: من انهاردة أنت اسمك (فتحي ابراهيم عبد المُتجلي حمادة)

انحنى لي بإحترام ثم دخل للسلسلة الفضية التي البسها ..

ذهبت للقصر وسمح لي الحارس بالدخول ومنذ دخلت انا نسيت فعليًا كوني فتاة لا اقصد ألهتني الحياة الشبابية والصبيانية بل نسيت فعلًا كما نسيت (كيان) مثلًا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حياة الاغنياء صعبة جدا، استغرقني الامر مسيرة طويلة حتى أصل لباب قاعة الاحتفال داخل القصر كانت الحديقة طويلة مليئة بتماثيل الآلهة اليونانية بشكل مريب فلو كانوا يعبدون هذه الآلهة حتى لما كان سيتواجد كل ذلك العدد الهائل !!

ما إن عبرت الباب تزينت فجأة بطريقة سحرية بحِلة فاخرة الأصل من ملابس الامراء ويعتليني الكثير والكثير من النياشين!! وكأني قائد حربي!!

فرحتي كانت لا توصف بالحفلة مما يجعلني الآن اريد أن استفسر... إن كنت سأقوم بمغازلة أحدهم فمَن مِن المفترض أن أغازل، النساء أم الرجال؟!! فالقالب رجالي أما القلب فأنثي!! _كما الحال في بعض رجال هذه الايام_

قلت من قبل انني كنت نسيت وقتها أني فتاة بفضل مخرج الحلم عقلي الذي يضعني في مواقف حرجة لا أحسد عليها، أراهن أنني قبل أن اسقط في النوم كان التلفاز مُشغلًا علي أحد الافلام الاجنبية حيث ما يحدث في حلمي هو الحقيقة والواقع للبعض....

لا شخص مؤمن سيفعل هكذا، تلك الافكار الالحادية التي يتعامل بها الغرب أعرفها جيدًا وكثيرًا ما استغرب من الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود الله ولا يخشونه بحجة انهم لا يرونه رغم امتلاء الكون بصنع الله ، ومع ذلك يدفعون فاتورة الكهرباء كل شهر بإقتناع تام ورحابة صدر مع أنهم لم يروا الكهرباء قط وفقط رأوا صنيعها من إنارة المصابيح !!

لنعد للموضوع الاساسي فأنا كنت حينها في اوج السعادة لانني نجحت بالعبور للقصر والدخول للحفلة الارستقراطية التي في نفس ذات الوقت بها جواري يرقصون ويقدمون الخمر للحضور!!

قدمت لي أحد الجواري كأسًا ذهبيًا يحوِ مشروبًا ما وهمست بدلال: هذه هدية الملكة للأمير الوسيم

أحمرت وجناتي خجلًا، تذكرت أخيرًا اني فتاة والآن اتعرض للمغازلة من قِبَل فتاة أخرى لا تعرف بحقيقة الأمر، وليس أي فتاة بل الملكة!!

تجمدت فجأة في مكاني؛ يجب ولا يجب في نفس الوقت أن أقبل عرضها، الكأس معناه عرض للرقص وإن قبلته فعَليّ الرقص مع الملكة الارملة الشابة ذات البضع والعشرين عامًا وإن رفضت فرأسي ستقطع في ميدان عام وهذا كان إقناع عقلي لي من جديد

قلت في نفسي بصوت خافت وبلهجتي العامية: ضريبة حضور الحفلات غالية جدا، الاسعار ولعت مبدهاش بقى

ثم سددت بصري للملكة وقلت بصوت عالِ: شكرا مولاتي الملكة ذوقك رفيع

رفعت رأسها بأنفة وغرور ونهضت بفستانها الفضفاض الانيق ذو اللون الزمردي الزاهي ووقفت أمامي وبدأنا الرقص بتناغم

في تلك الاثناء لاحظت النظرات الغريبة من خالي (باسم) و(كريم) و الفتى من الحلم وحتى (ياسر)!!

كل نظراتهم غريبة ومثيرة للريبة وكلها تعني شيئًا واحدًا؛ الغضب والغيرة...
ظلوا يرتكزون عليّ بنظراتهم هكذا لفترة حتى تحولت في لحظات نظرات الحضور جميعًا لنفس نظراتهم!!

همست الملكة في أذني: لتعرف كم أنت محظوظ الآن أيها الرجل النبيل، انظر للجميع كيف يغارون منك وخصوصا (ياسر) و (باسم)

سألتها مستفسرةً عن السبب فأجابت: (ياسر) أمير مملكة "اناتومي" معجب بي من زمن ويريد الزواج مني لذلك الغيرة تحرقه لانني أرقص معك ، أما (باسم) فهو من المفترض أنه فتاي المدلل الذي انقذه جنودي منذ سنوات من الموت غرقًا لذلك هو غار لانني لم أختره واخترتك أنت

قلت لها شاكرة: شكرا لأختياري مولاتي الملكة أ..... أعذريني مولاتي فأنا غريب عن البلاد، ما اسمك

ابتسمت بلطف وعيناها تتفحصان خاصتي وقالت: أسمي (ليلى عمران) أيها الامير الوسيم..

(ليلى عمران)!!، اسم غريب لم اسمعه في حياتي من قبل سوى آلاف المرات لان ذلك اسم صديقتي المقربة!!

لم أتعرف عليها بالتأكيد في الحلم، لم تكن لي إلا جلالة الملكة ولكن رغم ذلك كنت شاردة فيها كثيرًا أثناء الرقص كأني أحاول تذكر ماذا تمثل لي.

لاحظت صمتي فقالت في حيرة: انت قليل الكلام كالحكماء، قل لي ايها الشاب الوسيم ماذا تعرف عن الحكمة

قلت في نفسي: أعرف عنها ان مكنش من الحكمة اني ادخل الهباب القصر دا

ثم نظرت لها وتكلمت بهدوء ورزانة أصطنعتها طبعًا: للحكمة افعال وللصمت اقوال مولاتي

قالت: لم افهم مقصدك هلا اوضحت لي
فأجبتها: أشبهتني بالحكماء يا مولاتي لصمتي، مع أن صمتي يقول الاف الكلمات غزلًا لجلالتك

نظرت بإعجاب وسألتني ان أكمل قائلة:ذلك عن الصمت ماذا عن الحكمة

لم أجهز حقا شيئًا لأقوله وانما جمعت جملة مفيدة فأصابت الهدف لذلك قلت في نفسي: والله يا بنتي ما كان ينعز عليكي معاكسة كمان اللي قلته كان عشان تسكتي طلعتي عايزة تاني...بصي والله ما يغلي عليكي ههبدلك جملة كمان

ثم قلت بصوت عميق ومريح لا اتذكره ولكن اتذكر أنطباعي عنه وقلت تحدثت وقلت: أريد ان أزيد أولاً يا مولاتي علي تعريفي فالحكمة هي أفعال مريحة وليست ذكية

استغربَت فأكملتُ مردفة: من باب الحكمة المبتكرة احيانًا افعل ما يريحني مع علمي التام انني سأندم مستقبلًا ويتدهور الحال بي، وعندما يتحقق ذلك لا أندم حينها لانني توقعت ذلك من البداية فأعتبرني انتصرت بعلمي المسبق

بالطبع لا داعي لان اوضح انها انبهرت بشدة فهذه أحلامي يا أخي أنا البطلة كما تعلم.

أكملنا الرقص والنظرات حولنا تحرقنا وإن كانت الملكة (ليلى) تستلذ النظرات المحبة لها والحاقدة لي.

وبعد دقائق كنوع من كسر الملل صرخ أحد الحاضرين بفزع: لقد مات!! لقد مات (باسم) لقد قتله أحدهم!!

_لماذا نقول قُتِل لما لا نقول مات من الحسرة مثلًا؟؟ بدا لي كفتاة صفراء تغار مني وسيكون الموت غيظًا مُبررًا...

هكذا فكرت لوهلة قُبَيل اتجاه الجميع بنظره ناحية الصوت، لنشاهد جميعًا خالي (باسم نور) في حوض إستحمام مصنوع من الكهرمان عالي الجودة يسبح في دمائه؟!

علت الصيحات فجأة فوجدت نفسي قد عدت بهيئة فتاة والكل أشار عليّ بأصابع الاتهام وقالوا: هذه هي القاتلة، هي ساحرة حوّلت نفسها لشاب ودخلت بيننا لتقتله

_ لحظة ماذا؟؟ كنت أرقص مع الملكة كيف أكون انا مَن قتلته
تلك كانت إجابة منطقية ومقنعة مني أخرجتها في رجفة وبسرعة بديهة ثم أكملت: الملكة هي من قتلته

غبائي متأصل الجذور فلا يمكنني الظهور ذكية لبضع ثوانِ ولو في أحلامي

بعد جملتي هجم عليّ الحرس الملكي وركضت كالبهلوان أو كدُمية مبتورة الاطراف، لم اركض يومًا في أي حلم بشكل جيد، دائمًا ما أهرول ببطئ والأشرار يكادون يمسكون بي وأُفلت لانني البطلة فقط ..

وبذكر هروبي بوضوحٍ كنت أسمع في الخلفية صوتًا للأغنية الشهيرة المتلاصقة مع مشهد الهروب.....

"ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض و 300 حاجة وملهمش دعوة ببعض"

وقبل إنتهاء الأغنية خرج طائر العنقاء (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) من سلسال عنقي وطائر بي مبتعدًا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما تأكد من ابتعادنا هبط بي على فرع سمين لشجرة عملاقة وانحنى برأسه بتوقير قائلًا: هل تسمح لي مولاتي بالحديث

أجفلت عندما سمعته ثم تمالكت نفسي وجلست على طرف الفرع مسقطةً قدمي لتتدلي في الهواء وقلت: بس بالمصري عشان صدعت من الوقار

لم يُبدِ أي تعبير، قال بنفس الاحترام: بقترح تستجوبي الخدم عشان تعرفي مين القاتل الحقيقي أكيد عندهم معلومات مفيدة

تهللت أساريري وقلت في حماس: تقدر تساعدني في كدا؟

أومئ وأستأذن مني أن أسمح له فقلت بوجه مشحون باللهفة:(فتحي إبراهيم عبد المتجلي حمادة) أنا بسمحلك إنك تساعدني وحالًا

لم يستغرق الأمر ثوانِ لأجده عاد يحمل بين منقاريه ثلاثة رجال معلقون من ملابسهم، انزلهم على فرع الشجرة وقام بتصغير جسمه ليصبح بحجم كف اليد ثم هبط على كتفي، وأخذ ينظر لهم بحدة جعلت أحدهم يتحدث بنبرة متذبذبة من الخوف: ما.. ماذا تريدين منا

نظرت بتعالي وتشدقت : أريد أجوبة
فقال الثلاثة في صوت واحد: سَلِي ما شئت

_انت قتلت باسم؟
قلتها صارخة بوجه حاد في أولهم جهة اليمين وقد كان رجلًا خمسينيًا كثيف الملابس ولا تسألني لمَ فأجاب برهبة:
لم أفعل شيئًا

_ هل قتلت انت باسم؟!
قلتها للثاني ذو الشارب العريض فخارت ساقاه من الرعب من نظرة (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) وأجاب برأسه فقط نافيًا ادعائي

_لم يبقَ غيرك إذن أنت القاتل
قلتها ناهرةً الاخير قصير القامة نحيل الجسد، فنظر لي بتكبر وقال متهكمًا: لا قاتل هنا غيرك الجميع يعرف انكِ التي قتلتيه لا تلصقي جريمتك بنا

لا شيء اسهل من التحقيق في الجرائم داخل الاحلام ... قضي الأمر بالتأكيد الأخير هو القاتل ... كثرة البجاحة تعني التستر ... طلبت من ( فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) التشاور.
نزل عن كتفي وزاد حجمه قليلًا واصبح في طول الطفل الصغير وقال: بمَن تشك مولاتي

نظرت بإزدراء للرجل الاخير وقلت: أنا شاكة في الاخير دا مش متطمنة ليه

دون الرد قبض بمنقاره على ريشه من جناحه ومدها لي... أمسكتها بإستغراب وتَشدُه وحدقت فيها بتعجب وحيرة فسمعته يقول:
أستخدمي ريشتي يا مولاتي وداعبي بها أنفك وستعطسين الاجابة على اي سؤال تريدين ولكن يجب ان يكون السؤال محددًا ودقيقًا لانها تستعمل مرة واحدة

_ هو الأخير القصير دا هو القاتل؟
سألت مشيرة له ثم داعبت انفي بالريشة ووجدتني اعطس حروفًا ضوئية طارت في الهواء وتجمعت لتكوّن الكلمات "لا ليس هو"

نظر الرجل القصير بتعالِ فإغتظت من ذلك الغثيث ولم اجد امامي سوى (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) فنزعت ريشة أخري منه وهتفت بسخط: مين القاتل؟؟
تجمعت الحروف بعد عطستي وكتبت بوضوح "أنتِ"

جحظت عيناي برعب وضياع ... نزعت ريشة اخري عنوة والعنقاء المسكين يتألم بصمت وقلت بهلع: إزاي أكون أنا ..أنا مقتلتوش؟!

"بطريقتين غير مباشرتين" هكذا تكونت الكلمات وعلامات الاستفهام في رأسي كانت هكذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أمزح إنما أردت توضيح حجم أستغرابي .... وقبل أن اخطف ريشة اخري قال (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة): لا اقصد التذمر مولاتي ولكن ذلك غير مُجدِ ، عليكِ ان تكوني دقيقة في السؤال أكثر ....

_ وازاي أعمل كدا؟
قلتها بعزيمة مثبطة فأجاب: ليكون المرء دقيقًا عليه أكتساب بعض المعرفة ... لنذهب للقصر ونحقق فيه، أثق بكِ يا مولاتي انكِ لستِ القاتلة

_ بس واضح إن ريشك معترض على برائتي

_ الطريقة الغير مباشرة التي تم ذكرها تعني نظافة يديكِ من الدم يا مولاتي

تنهدت وأمرته ان يحملني كما أقترح للقصر...

تضخم حجمه أكثر وأنفرج جناحيه المهيبين، ريشه كأنه يجمع ألاف الأسراب من الطيور في جوفه، ولونه الأحمر الناري المشتعل يأسر العينين، كلما تذكرته تنحبس أنفاسي من عظمته وهيبته، كان ذيله كنافورة نارية متفرعة عريقة الأصل والهيئة وزادته عينيه الذهبية المضيئة الكثير والكثير من العراقة والجمال ...

بالرغم اني في الحلم كنت مستعبدةً إياه فصدق أو لا تصدق أنا أحترم هذا الطائر الخيالي العظيم...

لكن كل هذه المشاعر التي أذكرها الآن، لم تكن موجودة في الحلم، لا اعرف لمَ لكنني شعرت بالحزن والجزع، شعرت بالظلم الحقيقي وانني اتجرع القهر على عجالة ...

وعلى ظهر العنقاء الهادئ أثناء تحليقه في الهواء حزني الحقيقي أوضحته بالكلمات: لم أشعر من قبل بكل هذه الدونية، هل تعرف شعور ان تكون جزئ (H2O) صغير في وسط المحيط؟! جزئ واحد وسط مياه مليئة بأملاح وجزيئات ماء أخرى واسماك وقروش وبحريات وبرمائيات وسفن ومراكب وغواصات وبشر يسبحون ويتبولون!!!

_ لا أعرف ولكنه يبدو مأساويًا

_ أريد أن اخبرك أني ذرة أكسچين

عندما أنهيت جملتي وجدته يهبط بي على أحد شرفات القصر وحينما نزلتُ انحنى لي وقال: أصدقك القول مولاتي، قد تكونين صغيرة ولكن بغيابك تنعدم الحياة

بدأت أشك في كون (كيان) متنكر في هيئة هذا الطائر!! ....

بأي حال قبل التحرك لأي جهة قلت له انني اتضور جوعًا ولنبحث عن أي دليل في المطبخ ريثما نأكل فيه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_ تاكل معايا شيبسي يا (أبو الفتوح)
قلتها هاتفة بصوت عالِ يصدح في المطبخ الفاخر الذي يملؤه الطباخون المُكبلون!!

_ولكنني طائر يا مولاتي لا آكله؟؟!

_ خلاص هجيبهولك بطعم العيش المبلول تعالى

ازدرد ماء حلقه وأومئ بصمت...

في ذاك الحين كنت أبحث عن اي شيء يدلني على القاتل وأنا آكل من كل ما لذ وطاب ولسان حالي يقول: جرا إيه يا خال (باسم) أنت هتقضي النهار كله موت ما تصحي عايزة آكل بضمير.

كل ذلك في بالي وأنا أحشر الطعام في فمي حشرًا قبل أن تخطر في بالي فكرة غريبة .... سحبت ريشة بسرعة ولهفة من (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) وقلت: ازاي مات (باسم) بالتفصيل
ثم داعبت أنفي بسرعة لأعطس بالكلمات
"تسمم بالكهرمان المختلط بالدم من جرح بسيط في يده ثم انفجرت أعضاؤه الداخلية ومات"

قبل أن أكمل كل ما قيل هرطقات بالطبع؛ الكهرمان هو حجر كريم عضوي ناتج من تحجر افرازات الاشجار الصنوبرية لذلك إذا امتزج مع الدم لن يحدث شيء ولا يوجد شيء إذا اختلط بالدم يصبح سمًا إلا الأعمال السحرية ربما وإنما كل هذا من خيال عالم سمسم خاصتي ...

نظرت للعنقاء في حماس: معني كدا ان محدش قتله دا كانت صدفة ... لازم أقول للملكة (ليلى) بسرعة

ودَّعت العنقاء المجنح وأدخلته لسلسلة عنقي مرة أخري بعد أن اخذت منه ريشة وهرولت للملكة...

من المدهش أن الاحتفال كان مازال قائمًا وكأن شيئًا لم يكن؟؟!!!!
تسللت لعند (ليلى) وأخبرتها بكل شيء ... بالطبع لم تصدقني لهذا فسألت نفس السؤال للريشة ثم فركت بها على أنفي بعنف خوفًا من نظراتها المحتقنة فعطست بمقطع ضوئي يعرض فيه (كريم حسني) وهو يجرح (باسم) دون أن يلحظ ويدفعه في حوض من الكهرمان ليندفع دمه بالتباعية إثر بدء تسممه!!

أمرت الملكة الجنود أن يمسكوا (كريم) ويكبلوه فصرخ بصوت عالِ وهو ينظر لي بغضب: كل دا بسببك، عملت كل دا عشانك لاني بحبك

_ ايوة مش فاهمة فين العلاقة برضو؟ خدوه يا جماعة بلاش هطل

تلك إذن الطريقة الغير مباشرة الأولي أنني انا كنت السبب في قتل (باسم) أما الثانية فستكشف فيما بعد...

أتعلمون أن الملكة لم تأبه بأمري ولا برائتي؟ فقد عادت لحفلتها وأستمعت لغزل (ياسر شِيمكي) المُعيد وهو يُثقلها بحبه الوفي!!

ثم جائت المفاجئة..

ظهر فجأة امامي (باسم نور) يبتسم كفرس النهر وينظر لي بفخر قائلًا: شكرًا ليكِ لإنك عرَّفتي الكل حقيقة موتي

الأحلام غير واقعية وخصوصًا أحلامي لكن ماهذا؟ ماهذا حقًا لقد اصابني في مقتل وليس وحدي، كل مَن بالقصر كانوا فاغرين الفاه وبدأوا يركضون خلفه يودون ضربه ولانني أردت بشدة رؤية هذا المعتوه يُضرب لحقت بهم.

ضربوه حتى كاد يبثق لسانه وأعضاؤه وصعدوا به لحافة القصر ليرموه من الأعلى ويموت حقًا بتهمة إدعاء الموت وكل هذا وأنا أشاهد وأضحك وأبتسم بأستمتاع رغم كونه خالي في الحلم!

كان متعلقًا بالحافة ويلهث ويعاند السقوط ....
جال في بالي لوهلة أن (باسم نور) هو استاذي الجامعي دكتور مادة الكيمياء!! لذلك حينها وقفت أسال نفسي: انقذه ولا اقتله معاهم انقذه ولا اقتله معاهم إيه الحيرة دي

فكرت لثواني وتكرر السؤال في رأسي لتخرج من فمي تلك الكلمات: بص انا من رأيي إنك تموت أسهل بس ممكن انقذك بشرط

صاح بلهفة الغريق: هو إيه ارجوكِ بسرعة
فقلت ببسمة المختل الحقير في الافلام الغربية: سمَّعلي المعادلات كلها اللي عندنا في المنهج

صدم وفتح عينيه وصرخ: بس مفيش وقت مش هعرف ألحق اخلص قبل ما أموت

نظرت له نظرة ساخرة وقلت: منا كمان مش بلحق ألم المنهج لان مفيش وقت

استمعت لنغمة صياحه المطربة وهو يترجاني للنجدة ثم ابتسمت وقلت في نفسي براحة : كدا مش باقي غير مدرس العربي يتحط في الموقف دا و اقوله يعرب ما تحته خط

ضحكت بعدها وقلت ببساطة ناظرة له: متخفش يا عم انا انقذتك من زمان

لم يفهم مقصدي إلا عندما اشرت له لينظر ورائه قائلة: (فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة) ماسك هدومك من زمان ومستني مني الاشارة ... يلا يا (أبو الفتوح) ارفعه

وهو يرفعه لم يكن بين منقاره (باسم نور) بل كان ذلك الوحش الذي يحاول خنقي...

لم اعرف لماذا يستمر في الظهور هكذا، كل ما حدث أنني أستيقظت مفزوعة من الخوف.

انتفضت بعنف، كنت نائمة على طبق الأرز الذي كنت آكله... على الاقل لم يكن طبق شوربة كان الوضع ليصبح أكثر مأسوية.. حمدت الله على مرور ذلك الحلم بسلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور بعض الوقت الذي لا اتذكر قدره، جائت دقيقة لن انساها ما حييت لو توقفت الشمس عن الشروق ولو عبس القمر لأجلي ولو جفت الانهار .... لو نسى الناس الشمس والقمر والزرع والخضر والماء والنار ، أنا .....

لن أنسى هذه الدقيقة ابدًا

كل شيء ضبابي ومظلم في تلك الدقيقة ... صوت أبي يصدح مناديًا باسمي بسخط غثيث، تعجبت من حالته وسألته: مالَك يا بابا فيه إيه

_إنت هتعملي فيها امي لما اناديكي تيجي وتعملي المطلوب منك من غير ما اسمع نفس

حاولت التهدئة منه وإن كنت أنا في حالة لا تسمح بسبب إنزعاجي من صراخه العالي وقلت: إيه اللي حصل معصبك أوي كدا انا معملتش حاجة عشان تتعصب؟

رد بغيظ: انتِ لسة هتردي عليا؟؟

إندفع لي بطوله الفارع وأنقض عليّ كالأسد على فريسته ويا الله كم كانت فريسته سهلة وضعيفة كم كنت انا كالفأر امام الاسد الجائر، امسك بتلابيبي بعنف وبعد ضعفي الشديد امامه لم أجد مني إلا أن نظرت بتحدِ وشجاعة .... كنت ضعيفة ولا أملك سوى ألا أظهر ضعفي وكأني اعتبرته عدوًا لي في هذه اللحظة

عندما أكون محقة وعندما أكون مظلومة لمَ عليّ أن أخاف لمَ عليّ أن ارضخ وأنا لم أفعل شيئًا؟ شعور الظلم بغيض ... اكره بل ابغض هذا الشعور.

امساكه بي أشتد حتى وجدته يخنقني بملابسي وانا أشعر بأنفاسي تنسحب ....

هل أبي كان هو الوحش في الحلم إذن؟ .... هل عجز عقلي عن تصديق كون أب يخنق ابنته وصوّره كوحش مخيف؟ .... ألهذا لم يقترب منه (كيان) ويؤذيه .... ولكن لماذا يؤذيني ابي لماذا .. لماذا .. انا لم أكن أستطيع التنفس أنا أردت الصراخ والبكاء ولم أستطيع؟ ماذا فعلت لكل هذا ماذا فعلت هل السبب عنادي انا مُعتلة بالعناد لاني مظلومة يا .... أبي؟! .... لا ... أبي القديم مات.

الرؤية .. لماذا تسودّ أكثر فأكثر هل بسبب دموعي المغليّة من شدة الحزن على عيناي ووجنتاي ..

لا كنت افقد الوعي وحينها ظننت فعلًا أنني أموت....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنتهى♡•

لا تنسي التصويت 👈🏻👉🏻.

انا أسفة على أخر مشهدين يمكن كانوا غير منظمين ولكن انتظروا الاجمد♡•

وأخيرًا ايها السيدات والسادة احب أقدملكم
(فتحي ابراهيم عبد المتجلي حمادة)
اسطورتي المفضلة♡

الجميل في الأمر اني مش وصفاه على أساس الصورة
انا وصفت خيالي ولقيت بالصدفة الصورة بالظبط زي ما تخيلته وزي المواصفات حتى اللمار (اللمعان) الالماسي♡

Continue Reading

You'll Also Like

140K 4.5K 41
حل الظلام والناس نيام والسكون في كل مكان معلن عن اقتراب منتصف الليل عندها تبدأ عقارب الساعة بالتحرك لتقترب وتقف عند الرقم اثني عشر معلنة عن بدء منتصف...
149K 5.7K 31
An alternative ending where Eiji saves Ash at the last minute before bleeding out. Since he's powerless in a wheelchair he has help, of course.
531K 10K 31
(𝕂𝕝𝕒𝕦𝕤 𝕄𝕚𝕜𝕒𝕖𝕝𝕤𝕠𝕟) ═ Tʜᴇ Sᴛᴏʀʏ ᴏғ ᴀ ᴡᴇʀᴇᴡᴏʟғ ɪɴ ᴛʜᴇ ᴍʏsᴛɪᴄ ғᴀʟʟs ɢʀᴏᴜᴘ ᴡʜᴏ ɢᴇᴛs ʜᴇʀ ʟɪғᴇ ғʟɪᴘᴘᴇᴅ ᴜᴘsɪᴅᴇ ᴅᴏᴡɴ ᴡʜᴇɴ sʜᴇ ғɪɴᴅs ᴏᴜᴛ ᴛʜᴇ ᴍʏᴛ...
1.5M 101K 25
#Book-2 in Lost Royalty series ( CAN BE READ STANDALONE ) Ekaksh Singh Ranawat The callous heartless , sole heir of Ranawat empire, which is spread...