نهايات متجددة ( In the middl...

By browine-girl

1.2M 54.3K 16.9K

توأمين متماثلتين والدهن كان أحد أكبر زعماء العشائر الروسية وأخطرهم والبداية كانت نهاية لحياة لإحداهن لتقسم ا... More

~ مـقـدمـة ~
Chapter - 1
Chapter - 2
Chapter - 3
Chapter - 4
Chapter - 5
Chapter - 6
Chapter - 7
Chapter - 8
Chapter - 9
Chapter - 10
Chapter - 11
Chapter - 12
Chapter - 13
Chapter - 14
Chapter - 15
Chapter - 16
Chapter - 17
Chapter - 18
Chapter - 19
Chapter - 20
Chapter - 22
Chapter - 23
Chapter - 24
Chapter - 25
Chapter - 26
Chapter - 27
Chapter - 28
Chapter - 29
Chapter -30
Chapter - 31
Chapter - 32
Chapter - 33
Chapter - 34
Chapter - 35
Chapter - 36
Chapter 37 : THE END

Chapter - 21

26.5K 1.3K 213
By browine-girl


عندما تسعى للإنتقام عليكَ حفر قبرين ،،
إحداهما لكَ والآخر لضحيتكَ .!

*********************

~ Irina PoV ~

هل إنقلب السحر على الساحر أم ماذا بالضبط ؟ ما اللعنة التي تحدث أمامي الآن ،، هذا تلوث بصري بكل معنى الكلمة ، جدياً !

كنت قد ذهبت وطلبت من جايدن أن نخرج سوياً وتعمدت فعل ذلك كي يراني كارلو برفقته لكن وبمجرد خروجنا أجد كاتليا وكارلو يتبادلان القبل ؟ أي هراء هذا الذي يحدث أمام عيناي الآن ؟ ثم انت من أردت إشعال غيرته لا العكس واللعنة !

كان كارلو يعطيني ظهره بينما كاتليا تقف أمامه وهم يتبادلان القبل وثوانً حتى فصلت كاتليا تلك القبلة المقرفة ونظرت إلي بهدوء بينما إستدار كارلو لينظر إلي بدهشة ، ماذا هل هو مصدوم من رؤيتي له وهو يقبلها ؟ حقاً ؟ ويجرؤ على وضع هذه التعابير المندهشة على وجهه ؟!!

شددت على قبضة يدي بقوة وقضمت داخل خدي أحاول قدر المستطاع التحكم في تعابير وجهي كي لا يشعر أي منهم بغضبي الذي يهدد بالفرار بالفعل ،،،،

" حسناً ! هذا غير متوقع !!!" قال جايدن من جانبي بنبرة مصدومة وساخرة ،،،

هذا ليس وقت جايدن أيضاً ،،،

تجاهلته تماماً بينما كنت أحدق في وجه كاتليا التي كانت تنظر إلينا ببرود وهدوء من مكانها وهنا أظن بأنني فهمت ما كانت تقصده بجملتها تلك ( صدقيني إن كنت انا بمكانك لم أكن سأفوت هذه الفرصة نهائياً ) إذاً هذا ما كانت تقصده حينها ، هل هذه هي الفرصة التي لم تكن ستفوتها هذه السافلة ؟

أن تحاول التقرب من  كارلو بهذه الطريقة الرخيصة ثم منذ متى وهي تنظر لكارلو بهذه الطريقة أصلاً ؟!

منذ البداية لم تعجبني هذه الفتاة الثرية اللعينة والآن بت أمقتها بحق ،،،

ومع أنني كنت أشعر بالغضب يأكلني الآن إلا أنني قد إبتسمت لها ببرود من مكاني وإلتفت لجايدن قائلة بلامبالاة مصطنعة ،،

" دعنا نغادر "

إبتسم جايدن لي إبتسامة صغيرة عابثة كعادته ورفع يده لي لأمسكها بكل برود وسرت بجانبه متجاهله تماماً نظرات كارلو وكاتليا لنا ثم ركبت سيارته لنبتعد عن المكان بأكمله ولاحظت كيف كان كارلو ينظر إلينا بغضب عارم ،،،

يريدني ويقوم بتقبيل فتاة أخرى ، أي مجنون هذا ؟ انا أكره المشاركة !

سحقاً كم كُنت حمقاء عندما صدقت كلماته اللعينة تلك ، إعترف بحبه لي ؟ هراء !!!! وانا التي كنت أموت ببطء بسبب حبي القذر له ، كنت على وشك جعل العالم يفقد وجهي الجميل وإبتسامتي الفاتنة لأجله ، سيندم على هذا ،، سأجعله يندم على كل شيء فعله لقلبي طوال هذه السنوات والأهم سأجعله يندم على تقبيله لهذه الحقيرة ،،،،

مجرد سافل وضيع لا يقدر النعمة !! ،،

*************************************

~ Abriz PoV ~

كنت أتجول في الجهة الشرقية للقصر بهدوء بينما كنت أبحث بعيناي عن الصالة الرياضية ، لم أسأل إحدى الخادمات عن مكانها ،، كنت أريد إكتشاف المكان لوحدي ،،،،،

كان الممر هنا مضاءاً بإضاءة خافتة للغاية ، الجدران مليئة باللوحات المرسومة باليد وعلمت بأنها رسومات إريك ، لقد كُتب عليها إسمه بالفعل ،، إنه يرسم بطريقة ساحرة تجعلك تريد التعمق أكثر في رسماته ولم تكن مجرد رسمات لتصاميم أزياء ،،، هذه المرة كانت لوحات متنوعة وأكثر لوحة لفتت إنتباهي كانت رسمة لروزيلا ،،،،،

إنها مبهرة بشدة !

يبدو بأنه قد قام برسمها وهي مازالت طفلة ،، كانت تبدو في الرسمة بسن الثانية أو الثالثة وكانت هذه من أكثر اللوحات جمالاً من بين جميع الموجودات على الحائط ،،،،

سرت بخطوات هادئة وانا أجري مسحاً شاملاً على المكان من حولي وحين كنت على وشك إخراج الصفير كعادتي حين أشعر بالهدوء والسكينة سمعت صوت عزف !

كان عزفاً على البيانو ، واو ! نكتورن شوبان ! إنها معزوفة للملحن فريديك شوبان ، لقد كتب هذه النكتورن لأخته لتتدرب على العزف المنفرد ومع أنها كانت مجرد معزوفة للتدريب إلا أنها قد أصبحت أكثر نكتوراته مشهورة على مستوى العالم ،،

كان الصوت يتضح أكثر مع إقترابي من نهاية الممر الذي كان نهايته يملك ممرين آخرين من اليمين واليسار وكان صوت العزف قادماً من الجهة اليمنى تحديداً ولشدة فضولي سرت بإتجاه الصوت ورأيت عدة غرف في طريقي وثوانً حتى واجهتني صالة كبيرة حيث كان يجلس سيرجيو أمام آلة البيانو ،،

البيانو الكريستالي ! أغلى أنواع البيانو والذي صمم بكمية محدودة وهو مصنوع من الكريستال بالكامل ، كان يجلس سيرجيو أمامه بينما كان يغمض عيناه ويعزف معزوفة شوبان بكل هدوء لكنه ثوانً حتى توقف عن العزف ، يبدو بأنه قد شعر بدخولي بالفعل ،،،،

" سيدة إبرييز ؟!!" قال سيرجيو بدهشة حين سقطت عيناه علي ،،،

" أعتذر عن إزعاجك ، يمكنك أن تكمل ،، انت تعزف بشكل رائع للغاية ! " قلت بهدوء وإبتسمت له بخفة ،،،

رأيت عيناه تتسع بدهشة لثوان قبل أن يبتسم بخفة ويقول بحماس ،،،

" حقاً ؟ هل هي جيدة ؟ ظننت بأنني لن أستطيع النجاح بعزفها ،،، إنها صعبة للغاية !"

أوه إنه لطيف ،،، حين تنظر إليه ستظنه مجرد مراهق متعجرف لكنه لطيف للغاية ، فعلاً لا تحكم على الكتاب من غلافه وهنا لا أقصد الكتاب أصلاً .

" لا على العكس إن معزوفة شوبان ليست سهلة صحيح لكنك تمكنت من عزفها بشكل دقيق ومثالي !" أجابته بهدوء ،،،

" نحن نملك كماناً أيضاً هل ترغبين في العزف ؟ ربما قد نعزف مقطعاً سوياً ؟!" سألني بحماس وهو يقف متجهاً نحو الخزانة الكبيرة التي كانت بجانب البيانو ،،،

حدقت به بصمت دون أي ردة فعل ، العزف مجدداً ؟ لا أظن بأنني سأستطيع فعل هذا الآن ، ستكون معزوفتي الآن الأشد حزناً وكآبة على الإطلاق لكمية الألم الذي بداخلي لذا نظرت له وقبل وأن يفتح تلك الخزانة قلت وانا أبتسم بحرج ،،،،

" أعتذر ولكن لما لا نجعلها ليوم آخر ؟ لقد كنت أبحث عن الصالة الرياضية حيث إريك !"

نظر إلي من مكانه وبإبتسامة هادئة قال ،،،،

" لا بأس ، دعيني أوصلك لها !"

أومأت له بصمت وخرجت انا وهو من تلك الصالة ليوصلني إلى الصالة الرياضية وبمجرد وصولنا وقبل أن أدخل إستدرت له قائلة ،،

" شكراً لكَ ، أعدك سنعزف سوياً وقريباً جداً !"

إبتسم لي سيرجيو وأومئ وهو يستدير ليغادر بهدوء ، أما انا فقد إلتفت لأنظر إلى الباب الزجاجي الكبير الخاص بالصالة الرياضية قبل أن آخذ نفساً عميقاً وأفتحه بهدوء ، كانت صالة بمساحة جيدة جداً مطلية باللون الأسود بالكامل ، وماذا أتوقع حين يكون المكان يخص إريك ؟!

كان هناك حلبة صغيرة في منتصف الصالة ، بحثت بعيناي عن إريك إلا أنني لم أجده لذا تقدمت أكثر للصالة ومع كل خطوة كنت أتقدم فيها للداخل كان يصل إلى مسامعي صوت إرتطام ما قوي ،،،،

إنه هنا ،،،

ومع إقترابي أكثر توقفت في مكاني حين رأيت سبب ذلك الصوت ،، إنه هنا بالفعل ،،، لقد كان إريك ، عاري الصدر ويضرب كيس الملاكمة بقوة ، كان يبدو متعرقاً للغاية ولم يشعر بدخولي حتى ،،، كان يضرب الكيس بقبضته بقوة كبيرة جعلتني أتراجع خطوة صغيرة للخلف ، لما تراجعت ؟ إلى مكانك أيتها السخيفة !

وقفت بثبات في مكاني ولاحظت كيف كان شعره الأسود مبعثراً بطريقة فوضوية لأول مرة وملتصق بجبينه المتعرق بشدة وصدره العاري كان يلمع بشدة بسبب تعرقه الشديد ،،

لأصدق القول ، إنه مثالي حتى وهو غير مثالي ،،،

وكل ما لفت أنظاري هذه اللحظة وانا أراقبه ، كانت عيناه ،،، كان يضرب الكيس بكل قوته وعيناه تحدق بالكيس بغضب وقسوة واضحة ، وكأنه يقوم بضرب شخص ما وليس مجرد كيس ملاكمة ،،، ما الذي يفكر فيه ؟!

" إريك ؟!" همست بإسمه بصوت خافت

حينها فقط توقف عن ضرب الكيس ونظر إلي بدهشة طفيفة وكأنه قد تفاجئ من وجودي هنا ،،، لم يكن يرتدي قفازات حتى وهذا جعلني أنظر ليداه التي كانت حمراء بالكامل ولاحظت كيف كانت يده مجروحة بسبب لكمه للباب اليوم ، كانت تنزف وتنزف بشدة حقاً الآن !،،

" ما الذي تفعلينه هنا ؟!"

سألني ورفع يده ليمررها بين خصل شعره قبل أن يتجه نحو إحدى المقاعد على يميننا في الزاوية ،،، لازلت أملك رغبة ملحة في لمس شعره ! أو تمرير أصابعي عبر خصلاته ،، لكن الآن سأبعد هذه الأفكار السخيفة وسأركز على سبب مجيئي إلى هنا ،،، لكن ذكروني ماذا كان السبب؟

سحقاً!

نظرت إليه ووجدته قد جلس على المقعد وهو ممسكاً بمنشفة صغيرة ليسمح وجهه بها بخفة قبل أن يشعر بنظراتي نحوه ويصوب عيناه عليه بحاجب مرفوع ،،،

لحظتها تقدمت منه أكثر وانا أراه وهو يراقبني بينما تسللت يده ليأخد قارورة المياه التي كانت على الأرض بجانب مقعده ،،،

ذكروني فقط لما عليه أن يكون وسيماً لهذه الدرجة مع كل كمية العرق هذه ؟!

" أليس مسموحاً لي بالتواجد هنا ؟!" سألته بسخرية وانا أقف أمامه

" رُبما " قال بطريقة ساخرة

قلبت عيناي بملل ونظرت إلى يده التي كانت تنزف ويبدو بأن الجرح قد أصبح عميقاً أكثر بسبب ضربه لكيس الملاكمة دون قفازات وحينها قلت بإنزعاج وانا أخذ المنشفة الصغيرة الذي كان يلفها حول رقبته الآن ،،

" كيف تكون متهوراً بهذا الشكل ، لقد جعلت جرحك يصبح أكثر عمقاً !"

لكنه أدهشني حين أجابني مباشرة دون قطع التواصل البصري بيننا ،،،،

" أن تفتحي عيناك يوماً ما على واقع لا تريدينه ، جرح ذلك سيكون أكثر عمقاً من هذا الجرح الصغير rossu feroco !"

إبتلعت ريقي ببطء وشعرت بنبضات قلبي تتسارع أكثر بسبب نظراته لي ،،، عيناه الزرقاء الفاتحة بدت مرهقة بشكل واضح للغاية ، إن كان هذا ما يشعر به لمجرد أن والده له يد بموت المرأة التي أحبها ، كيف سيكون شعوره إن علم بأن والدته لم تمت بطريقة عادية ؟!

أراهن بأنه سيفجر القصر بمن فيه !

" هلا توقفت عن مناداتي بهذا اللقب ؟!" قلت بإنزعاج وانا أبعد عيناي عنه وأجثوا على ركبتاي أمامه ،،،

" لكنه يناسبك !" قال بنبرة مستمتعة ،،،

رمقته بنظرات ساخرة وتجاهلت ما قاله وانا أمسك بيده التي كانت تنزف لأضع المنشفة الصغيرة حولها كي تتوقف عن النزيف قليلاً وأثناء ذلك قلت بسخرية ،،،

" هل تفرغ غضبك هنا عادةً ؟!"

" لست غاضباً !" قال بإستنكار ،،،

رفعت عيناي له بهدوء وقمت برفع حاجبي له بينما رسمت إبتسامة جانبية على وجهي وقلت ،،

" أجل هذا واضح !" ،،، وهنا تذكرت أمر غوركي لأنظر إليه قائلة بلامبالاة ،،، " أين غوركي بالمناسبة ؟!"

" ولما تسألينني انا عنه ؟!" قال بسخرية ،،،

" كلانا يعلم بأنك الوحيد الذي يعلم أين هو !" قلت وعدت بأنظاري ليده ،،

" لا تقلقي إنه بخير " قال وسمعته يطلق نفساً ساخراً ،،،

تقلقي ؟ من قال بأنني قلقة عليه ؟! ما هذا الهراء ؟

رفعت حاجبي بإستنكار وصوبت عيناي نحوه مجدداً وقلت بنبرة جادة ،،،

" ومن قال بأنني أريده أن يكون بخير ؟!"

بتلقائية إرتفع حاجبه في وجهي وشعرت بيده التي أمسك بها وهي تبتعد من بين يداي قبل أن يرفعها ببطء نحو وجهي ، وبمجرد لمسه لوجنتي شعرت بدماء يده الدافئة التي لطخت وجنتي بينما كانت عيناه تراقب تحرك يده ضد وجنتي قبل أن يتمتم بخفوت بصوته العميق وعيناه تجري مسحاً شاملاً لملامح وجهي ،،،،

" تبدين جميلة وانت قاسية بهذا الشكل rossu feroco "

لا ! قلبي الصغير لا يتحمل لطفاً أخبروه أن يخرس أو أن يبعد عيناه هذه عني !!

أتعلمون ما هو النورادرينالين ؟ إنه هرمون تشعرون به عند تسارع نبضات القلب وعند إرتفاع درجة الحرارة وعند الشعور بالحرج والإرتباك ، عندما يجف الحلق وتبدأ بالتعلثم في الكلام ،،،،

وانا أظن بأنه يفرز هروموناته الآن بداخلي وبشدة ، انا أشعر بجميع أعراضه الآن ، أستطيع الشعور بدقات قلبي السريعة وأشك بأن إريك يستطيع سماعها أيضاً ،،،،

أشعر بأن حلقي قد جف تماماً مع لمسته البطيئة هذه لوجنتي وبدأت أشعر بإرتفاع درجة حرارتي بعد سماعي لصوته بهذه الطريقة المثيرة ، أشعر بالإرتباك اللعين تحت لمساته وأقسم بأن وجهي أصبح مصبوغاً بالكامل باللون الأحمر الآن ،،

ما الذي يحدث لي ؟ ماذا يفعل بي ؟!

لما عليه أن يقول هذا وهو يقوم بلمسي بهذا الشكل ، إنه يمرر أصابعه ببطء مميت على وجنتي وكأنه يتعمد فعل ذلك وأشعر جدياً وكأن المكان تحت لمساته أصبح متخدراً بالكامل ،،،،

عيناي لم تفارق عيناه أبداً ودون شعور مني أملت برأسي لأقترب من يده أكثر وأغمضت عيناي ببطء ،،،

أعلم بأنني سأندم على هذا لكن لمساته كالمهدئ بالنسبة لي ، يمكنه التحكم بي بمجرد لمسة صغيرة من أصابعه السحرية كما يقول الوغد جايدن ،، إنه كذلك وهذا يجعلني متطعتشة  للمساته أكثر ، ربما سينتهي بي المطاف بأن أصبح مدمنة على لمساته السحرية هذه ،،،،

وهذا خطير ! بل وخاطئ ،،،،

لقد أتيت للإنتقام وفجأة وجدت نفسي في طريق خاطئ ،،، طريق مليء بالمشاعر المحرمة ،، الحب !

" انت تتجهين نحو طريق مشتعل حمرائي ،، هذا الطريق سيحرق كلانا !"

قال بهمس خافت وكانت أنفاسه قريبه جداً مني وبمجرد فتحي لعيناي قابلت عيناه الزرقاء القريبه جداً مني ، كان وجهه يبعد شبراً واحداً فقط لا غير عن وجهي وعيناه تنظر لشفتاي بطريقة زادت من إرتفاع درجة حرارة جسدي ،،

يبدو بأنني أشعر بالتعرق أكثر منه ، لما المكان أصبح أكثر سخونة من قبل فجأة على أية حال ؟ هل دخلت إلى فرن عن طريق الخطأ !!

ومع رفعه لعيناه لعيناي إبتعلت ما تبقى من ماء حلقي وحاولت إستعادة السيطرة على نفسي ، للمرة الواحدة بعد المليار سأذكر نفسي بسبب وجودي الحقير هنا ،، انا هنا للإنتقام وليس لتجربة هذه المشاعر الطفولية كأنني مراهقة لعينة !

" دعني أعالج جرحك !" قلت بهدوء محاولة تغيير الجو المشحون هذا ،،

" هل تستطيعين فعل ذلك ؟!" سألني دون الإبتعاد عني

لوهلة ظننت بأن كلماته هذه تحمل معنى آخر بعيداً كل البعد عن معالجة جرح يده ،،، وهنا عقدت حاجبي بإستغراب وقلت بتساؤل ،،،

" ما الذي تقصده ؟!"

إبتعد هو قليلاً عني ليرخي بجسده على المقعد بكل هدوء ثم أطلق نفساً ساخراً جاعلاً من حاجبي يرتفع بإستنكار قبل أن يشير بعيناه لشيء ما خلفي قائلاً بإبتسامة عابثة ،،،،

" الدُرج الثالث "

إزدادت غرابتي وإستدرت لأرى ما كان يشير وإتضح بأنه كان يشير نحو خزانة صغيرة في الخلف، وقفت من مكاني متجهة نحوها وفتحت الدرج الثالث كما قال لأجد صندوق إسعافات أولية لأقلب عيناي بملل ،،،

جدياً ؟ تباً له ،،،،

أخذتها وعدت لأجلس على الأرض أمامه وأمسكت بيده لأبدأ في تعقيمها بصمت ، وبعد أن إنتهيت من تعقيم وتضميد يده رفعت عيناي له لأجده ينظر إلي بهدوء ،،،،

وهنا عدت لسؤاله مرة أخرى بسخرية ،،،

" إذاً انت تعلم أين غوركي ؟!"

" إنه لدى ماتيو " أجابني ببساطة

فتحت عيناي بدهشة بينما كانت تعابير وجهه توحي بأنه جاد وهو ينظر إلي ، ما الذي يفعله غوركي لدى ماتيو ! لحظة ألم يقل بأنه لم يعد صديقه منذ أن وقع في حب تاتيانا وهي على علاقة معه ؟ ما الذي يفترض أن يعنيه بكلامه الآن ؟

" ألست على عداوة مع ماتيو ؟!" سألته بحاجب مرفوع ،،،،

" أجل ،، لكننا عقدنا إتفاق بسيط معاً ليساعدني على إيجاد دليل يثبت تورط والدي بموت تاتيانا ، لأنه هو من إكتشف بأن من قتل جوفانا هو أحد رجال والدي " قال وهو يقف من مكانه ،،،

هذا يفسر معرفته بشأن مقابلة ألبيرتينو لتاتيانا إذاً ،،،

وقفت بجانبه ورأيته يمسك بيده قميصه قبل أن يستدير قليلاً ليرتديه وقبل أن يفعل ذلك إقتربت انا أكثر منه ورفعت يدي لألمس ظهره بتلقائية ، شعرت بتصلب عضلاته مباشرة مع تمرير أصابعي فوق وشمه وتحديداً ذلك الوشم الذي كان مكتوباً بلغة لم أفهمها وحينها سألته بفضول ،،

" ما هذه اللغة ؟!"

لم يجبني مباشرة وكأن صوته أبى أن يخرج ولا أعلم لما شعرت بأن سبب ذلك كان لمسي له دون سابق إنذار ،، أستطيع الشعور بجسده المتصلب أسفل أصابعي لكنه يحاول الثبات بكل قوته ،،، إذاً حتى هو يتأثر بهذا ؟ لست الوحيدة على الأقل !!

ثوان معدودة حتى خرج صوته حين أجابني بهدوء ،،،

" اليونانية "

" ماذا كُتب ؟! "

‏" Δεν θα είχα φτάσει τόσο μακριά αν δεν είχα συναντήσει έναν άγγελο στην πορεία "

قال ذلك بعد أن إستدار لتتقابل أعيننا مجدداً ، لغته اليونانية بدت لي جميلة جداً مع صوته العميق ذو البحة المميزة ، لكن جدياً انا لم أفهم أي كلمة مما قال ،،،،

" وماذا يعني هذا ؟" سألته بفضول ،،،

هذه المرة كنا نقف أمام بعضنا البعض مباشرة لا يفصل بيننا سوى القليل فقط وبنبرة خافتة قال دون أن يبعد عيناه عن عيناي ،،،،

" لم أكن لأصل إلى هذا الحد لو لم أقابل ملاكًا على طول الطريق !"

أنهى حديثه وأبعد عيناه عني وهو يرتدي قميصه بصمت ،، هل كان يقصد تاتيانا عند وضعه لهذا الوشم ؟! وبمجرد تفكيري في هذا الأمر إنزلقت عيناي لوشم إسم تاتيانا الذي كان واضحاً من أعلى قميصي ،،

ربما لست الوحيدة التي وشمت شيء ما يخصها ،،،،

" إنه ذو معنى عميق !" تمتمت بهدوء

" هل حدث أمر ما بينك وبين كاترينا مؤخراً ؟!" سألني لأنظر له مباشرة ،،

نظرت إليه بهدوء رغم دهشتي من سؤاله ثم إبتسمت له إبتسامة جانبية صغيرة كي لا يشعر بدهشتي هذه ، أعني بالتأكيد لن أخبره بأنني قد قمت بتهديدها قبل قليل فقط !!

بعض المنطق لطفاً ،،،،،

" لا انا لم أراها بعد منذ عدة أيام !" أجبته بلامبالاة مصطنعة وانا أبعد عيناي عنه ،،،

يا لي من كاذبة لعينة !!،،

همهم لي بصمت وإستدار ليخرج من الصالة بينما تبعته انا بهدوء ، علي التحدث مع مادورنا بأسرع وقت ،، قبل أن أدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الكذب جدياً ،،،،

بمجرد خروجنا مررنا بجانب الصالة التي كان يعزف بها سيرجيو ويبدو بأنه لايزال يعزف إلى الآن فصوت البيانو لايزال يصدر في المكان ،، كنت أسير بجوار إريك بصمت لم يحاول أي منا كسره وفي الحقيقة الهدوء في هذا الجزء من القصر لم يعجبني لكن عزف سيرجيو ساعد قليلاً ،،،،

مررنا بجانب اللوحات التي كنت قد تفقدتها عند قدومي وحينها قلت مباشرة كاسرة الصمت فيما بيننا ،،،،،

" لقد رأيت لوحة روزيلا ، إنها جميلة !"

" هل تحبين الرسم ؟!" سألني بنبرة مستنكرة مما جعلني أنظر إليه بطرف عيني ،،

" أجل لكنني لا أجيده !" أجبته بلامبالاة ،،،

" لكنكِ تجيدين العزف !" قال بهدوء لأنظر إليه مباشرة بدهشة طفيفة ،،،،

كيف علم بذلك ؟ انا لا أذكر بأنني قد أخبرته عن هذا الجزء من قبل ؟! أذكر بأنني قد قلت هذا لسيرجيو نعم لكنه لم يكن في تلك المحادثة أيضاً ،، هذا غريب ، مهلاً هل يعقل أن يكون سيرجيو من أخبره بهذا ؟!

" كيف علمت ذلك ؟!" سألته بحاجب مرفوع ،،،

" سيرجيو أخبرني بعد أن طلب مني جلب آلة كمان " قال بنبرة شبه ساخرة ،،،

" هل طلب منك جلب آلة كمان حقاً ؟!!" قلت بصدمة ،،،

" أجل لقد كان متحمساً للغاية حتى يعزف مقطعاً ما برفقتك،،، قال بهدوء ليكمل بصوت خافت بعدها ،،، " أود سماع عزفك أيضاً "

حسناً هنا سأصمت قليلاً !

مبدئياً نظرت إليه بدهشة وشعرت بإحمرار وجنتاي ، أشعر وكأن هناك فراشاتً تدغدغ معدتي بعد سماعي لجملته تلك ، أبدو كمراهقة لعينة تلقت وأخيراً الإهتمام من الشخص المعجبة به ، تباً لقد مررت بالفعل بهذه المرحلة السخيفة لذا هذا ليس وقته !! عودي لرشدك أيتها المغفلة،،

" القدرة على التفكير مثل العزف على الكمان أو البيانو ، تتطلب ممارسة يومية ، والتفكير بالعودة للعزف يتطلب تفكيري ومشاعري وجميع أحاسيسي وما في داخلي الآن محطماً بالكامل لوبو ، إن عزفت ستكون أكثر معزوفة كئيبة في العالم صدقني " أنهيت حديثي وانا أطلق نفساً ساخراً،،،

" لكنها ستكون جميلة رغم كآبتها " قال لأعود بعيناي ناحيته ،،،

تبادلت انا وهو النظرات بصمت دام لثوانً فقط وسمعنا صوت شخص ثالث صدر من جانبنا لننظر إليه معاً في آنٍ واحد ،، لقد كان ألبيرتينو ! كان يقف ويمسك بيده تلك العصاة الخاصة به كعادته ،،،

" أتركينا وحدنا !" قال ألبيرتينو مباشرة وعيناه الزرقاء القاسية كانت مصوبة بكل برود علي انا بالذات ،،،

رفعت حاجبي ببرود في وجهه وكنت على وشك المغادرة لتركهم وحدهم لكن يد إريك أوقفتني بالفعل قبل ذلك وهو يشدني لأقف بجانبه بينما تسللت يده إلى خصري لأشعر بتياراً كهربائياً يدغدغ مكان لمسة يده ،،،،

لا ليس أمام والدك على الأقل !!!

" يمكنك التحدث أمامها ، إنها زوجتي !" أجابه إريك بلامبالاة

تجاهلت هرمونات المراهقة اللعينة التي إجتاحتني بمجرد سماعي لكلمة زوجتي من بين شفتيه ونظرت إلى ألبيرتينو الذي رفع حاجبه بإستنكار وهو ينظر إلي ،، ماذا ألا يرى غيري هنا ؟

" هل قمت بوضع رجال لمراقبتي إريك ؟ لمراقبة والدك ؟! " قال ألبيرتينو بحدة وصوت مرتفع ،،،

رأيت حاجب إريك قد إرتفع بشكل ظاهر وهو يرمق والده ببرود قبل أن يجيبه بثبات بينما كانت قبضته تشتد حول خصري وكأنه يحاول إخفاء غضبه عبر إمساكه لخصري ،،،،

" أجل وذلك بعد أن قمت انت بعقد صفقة الألماس مع المافيا الإسبانية دون موافقتي ، وفوق هذا كله قمت بتمريرها عبر أملاك عائلة روميرو ومجدداً دون الأخذ بموافقتي !"

" وهل علي أخذ الإذن منك قبل أن أقوم بعقد صفقاتي إريك !!" صرخ ألبيرتينو بغضب فجأة وهو يطرق بعصاته على الأرض ،،،

ويحك يا عجوز تكاد عروقك تنفجر ،،، لكن أعترف أحببت رؤيته غاضباً ،، إبتسامتي تكاد تشق وجهي لكنني منعتها إحتراماً لهيبتي !

شد إريك قبضته حول خصري أكثر مما جعلني أعقد حاجباي بألم ودون وعي مني خرج أنيناً خافتاً من بين شفتاي مما جعل إريك ينظر إلي ومن ثم ليده ليبعدها بهدوء متجهاً نحو والده ليقف أمامه مباشرةً ،،

" عليكَ ذلك ، دعني أذكرك بأنني قد أصبحت زعيمك انت أيضاً منذ عشر سنوات وأي صفقة لعينة تتم بعهدي ، انا من سيقرر الموافقة عليها أم لا ، شئت أم أبيت هذا هو ما يجب عليك فعله انت وجميع من يعيش في هذا القصر ، هل هذا واضح ألبيرتينو !" قال إريك ذلك بحدة وهو يقف مباشرة أمام ألبيرتينو وفي وجهه

ومن مكاني تمكنت من سماع صرير أسنانه لشدة غضبه بينما كان ألبيرتينو ينظر إليه ببرود ولم يتفوه بحرف واحد حتى وثوانً حتى غادر إريك بخطوات واسعة ويبدو بأنه كان غاضباً للغاية ولم يرد أن يرى والده غضبه كله هذا ،،،

وبهذا أصبحت انا وألبيرتينو وحدنا تماماً ، كان ينظر إلي بعينان تشتعل غضباً بينما نظرت انا إليه بلامبالاة وتقدمت عازمة على اللحاق بإريك ، وبمجرد سيري بجانبه رفع عصاته أمامي ليوقفني عن التقدم أكثر لأنظر لعصاته ومن ثم له وانا أرفع حاجبي بإستنكار ،،

هل تجرأ على إيقافي بهذه الطريقة ؟

" هل تظنين بأن تهديدك لزوجتي سيمر مرور الكرام ؟!" قال من بين أسنانه بغضب وهو ينظر إلي مباشرة ،،،

إذاً لقد أخبرته تلك الساقطة ، من الجيد أنه لم يقل ذلك أمام إريك وهذا يثبت أمراً واحداً فقط لا غير ،، كلاهما يخفيان حقيقة ما ولا يريدون من إريك إكتشافها ، لقد كشف نفسه بنفسه !

" ولماذا لم تقل ذلك أمام إريك ؟" قلت بخبث وانا أتعمد الإبتسام في وجهه ،،،

" هل جئتي إلى هنا لتدمير علاقتي بإبني كما كانت تحاول تؤامك ؟!" قال بغضب ،،،

" وكأن علاقتكما بتلك الروعة لأقوم بتدميرها أصلاً ! كلانا يعلم بأنك وزوجتك تلك تخفيان أمراً ما عن إريك ، وربما أكثر من أمر واحد ،، من يعلم ؟! " قلت ببرود ورفعت حاجبي له في نهاية كلامي

ويبدو بأنه قد فهم تماماً عما أتحدث وما أشير إليه لذا قال بحقد ،،،

" ما الذي تحاولين قوله ؟!"

" هل تظن بأن قتلك لجوفانا سيساعدك على إخفاء الحقيقة ؟! ربما إن علم إريك سيكون رحيماً لأنك والده ، لكن انا ؟ انا لن أكون كذلك " ،،، قلت وإقربت منه أكثر ثم أكملت ببرود،،، " ستدفع الثمن غالياً حين تنكشف الحقيقة وحينها حتى إبنك لن يشفع لك !"

كان يحدق بوجهي بدهشة دامت لثوان فقط ثم عادت تعابير وجهه للبرود مرة أخرى وهو يبتسم بسخرية ، بادلته نفس الإبتسامة وتجاوزته لأبتعد عن المكان بأكمله ،،

سيندمان على ذلك ، سيندمان أشد الندم على قتل شقيقتي ولن أسمح لأحد آخر بقتلهما عداي انا ،،،

هذا الإنتقام من حقي انا فقط !

***********************************

~ Eric PoV ~

دخلت الغرفة وانا أشعر بالغضب ينهش حتى عظامي ، ويجرؤ على الإعتراض على كلامي بعد كل ما فعله بي بعد كل ما أخفاه عني ، كيف يجرؤ على النظر إلى داخل عيناي بكل هذا البرود بعد كل ما أفقدني إياه ؟ بعد كل هذا الكذب الذي كذبه علي !! ،،،

أعلم بأن علاقتي به لم تكن جيدة لكنني لا زلت إبنه ! لم أرد أن أكون مجرد زعيم لهذه العائلة فقط في نظره ،،، كنت أريد أن أكون إبنه فقط ،، أن ينظر إلي كما ينظر الأب لإبنه لأنني إبنه !

لم تكن علاقتي بوالدي جيدة منذ البداية ، منذ أن أصبحت الزعيم من بعده ، لم يكن هذا حلمي أساساً لكنني فعلت ذلك كي أكون الإبن المثالي في نظره ،،، ذلك الإبن الأكبر الذي يستحق تولي الزعامة من بعده بنظره هو فقط ،،،،

لطالما كان والدي بارداً جداً معنا انا وجايدن ،،، طوال حياته لم يظهر مشاعر الأبوة لنا بل كان بارداً وقاسياً طوال الوقت لكن ومع هذا كله كنت أحبه في طفولتي حتى سن مراهقتي ، كنت أحترمه وأحبه إلى أن أتى ذلك اليوم الذي بدأت تعاني والدتي فيه من نوبات الصرع بحدة ،،،،

ولم تكن علاقته بها جيدة أساساً ،، أذكر بأنها كانت تخبرني بأن والدي قد تزوجها لأجل عقد صفقة مع جدي ، أي والدها ،،، كي يستطيع تمرير شحناته عبر أملاكه في اليونان تحديداً ، وبعد أن تزوجها وإكتشف أمر مرضها أصبح غير مبالياً لها ،،،

لم يهتم بها منذ البداية أصلاً ،، كان يريدها لأجل مصالحه الشخصية فقط ،،،

والدتي كانت تتعذب وهي على قيد الحياة بسبب قلة إهتمامه بها وبإهماله لها ، لقد أحبته لكنه وللأسف لم يبادلها ذلك الحب بتاتاً ، وهنا كان دور المهدئات في حياتها حتى أصبحت مدمنة عليهم كي تخفف من نوبات صرعها ، كي لا تشعر بأنها عبء عليه ،،، كي تحاول التخلص من هذه المشكلة لديها لتكون معه كما يرغب هو ومع هذا كله لم يهتم بها ،،،،

وقبل وفاتها بعام فقط أصبحت تتناول المهدئات بكثرة ولم تكن تجلس معنا بتاتاً ، كانت تحبس نفسها طوال اليوم في غرفتها وإن حدث وخرجت بالكاد كنا نراها ساعة في اليوم أو أقل حتى وأحياناً كانت تحبس نفسها لأيام دون الخروج ، وفي اليوم الذي إكتشفنا فيه موتها كان جايدن من دخل غرفتها ورآها وهي ملقاةً على الأرض بعد أن تناولت علبة كاملة من حبوب المهدئات ،،،،

ربما كنت انا الوحيد الذي تأثر أكثر من جايدن بموتها ، والدي لم يعطي أي ردة فعل على ذلك بل وبعد أقل من عام فقط تزوج بكاترينا ، كانت كاترينا صديقة والدتي منذ سنوات طويلة لكن زيارتها لنا كانت معدودة وقليلة ،،،

لكن بعد موت والدتي إزدادت عدد زياراتها لنا أكثر وبدأ والدي يظهر إهتمامه بها على عكس قلة إهتمامه بوالدتي ،، ومن هنا بدأت أيقن بأنه على علاقة بكاترينا وتأكدت من ذلك حين أتى اليوم الذي أحضرها إلى القصر وأخبرنا بأنها أصبحت زوجته الآن ،،

لم أحقد على كاتليا رغم كل شيء ولن أفعل ،،، هي ليس لها علاقة بما يجري بين والدتها ووالدي ، وجايدن هو جايدن كالعادة غير مبالي وطائش ، حزن على موت والدتي إلا أنه كان يحاول دائماً إخفاء تأثره بموتها وبعد فترة كان قد تخطى موتها بالفعل ،،،،

أما انا فلم ولن أتخطى ذلك أبداً هي الوحيدة التي كانت تقف بجانبي دائماً ،، هي الوحيدة التي كانت تفهمني ،، هي الوحيدة التي حاولت بكل ما تملك منع والدي من تسليم زعامته لي لكني كنت أحمقاً ،،، كنت أرغب برؤية الفخر داخل عيوني والدي نحوي رغم أنه لم يهتم يوماً بما أريده وأرغب فيه حقاً ،،

جلست على الأريكة في الغرفة بعد أن أطفأت كامل الإضاءة لأجعل المكان مظلماً بالكامل ، هذا هو الشيء الوحيد الذي يريح أعصابي عندما أغضب ،، الجلوس في الظلام فقط ،،،

وهنا تهاوت على عقلي جميع ذكرياتي بعد موت والدتي ، شعرت بالوحدة بدونها ،، آلمني فراقها أكثر من أي شيء آخر وكنت قد فقدت الأمل في الحياة من بعدها حقاً ، أصبحت غير مكترثاً بأي لعنة تحدث معي بل وكنت قاسياً لا أبالي بمشاعر الآخرين حتى بمشاعر جايدن وبكل من كان قريب مني إلى أن ظهرت تاتيانا ودخلت لحياتي ،،،،،

كان تعاملها معي يشابه تعامل أمي تماماً ، لقد ساعدتني على النهوض مرة أخرى ،، ساعدتني على الخروج من تلك الأفكار التي كانت تجعلني أكثر قسوةً وحدة ، لقد أخرجتني من ذلك الظلام الذي كان يتآكلني إلى النور وتمكنت من إحتواء ذلك الوحش الذي كان بداخلي ،،

لكنها لم تعد موجودة الآن ،،،

وبهذا حتى المرأة الوحيدة التي تمكنت من سرقة قلبي الذي كنت قد أغلقت عليه تماماً كي لا أقع في الحب كي لا أكون ضعيفاً ، إستطاعت هي إحتضانه وأسره تماماً دون شعور مني ، لكنها هي أيضاً كانت قد ذهبت ورحلت بعيداً عني ،،،،

لقد سرقها الموت مني تماماً كما سرق والدتي لكن بطريقة مختلفة ،،،

لقد تم أخذها مني بسبب أحد أفراد عائلتي ولن أتراجع ابداً عن الإنتقام لها ، ليست هي على الأقل ، حتى وإن توجب علي قتل أحد أفراد عائلتي لأجل هذا الإنتقام !،،

كان الهدوء سيد المكان حتى كسره دخول أحدهم وعلمت مباشرة بأنها إبرييز ، أستطيع تمييزها من رائحتها ، إنها تضع عطراً من رائحة الأوركيديا والياسمين ، رائحتها المعتادة ،،،،

شعرت بخطواتها الثابتة داخل الغرفة وفجأة أضيئ المصباح الصغير الذي كان بجانب السرير ، كانت إضاءته خافتة لكنني تمكنت من رؤية إبرييز تقف بجواره وهي تحدق بي ،،، تنهدت بصوت مسموع تمكنت من سماعه وإقتربت نحوي لتجلس على الطاولة الصغيرة التي كانت أمام الأريكة التي أجلس عليها ،،

كانت صامتة وقريبة مني وثوان حتى فاجئتني حين رفعت يدها لتمسك بيدي بلطف بينما عيناها كانت تنظر لداخل عيناي مباشرةً ،،

لا تزال دمائي تلطخ وجنتها ولا أعلم لما مظهرها وهي ملطخة بالدماء الآن جعلها مثيرة أكثر ، هل انا بخير لمجرد أنني أراها الآن كملاك ملطخ بالدماء ؟! بريئة أزهقت روحها بسبب الإنتقام ،،،،

" العداوات هي دورات من الإستفزاز والإنتقام تغذيها الرغبة في الإنتقام الدموي ، لكن السؤال هنا ماذا إن كان إنتقامك الدموي هذا ضد أحد أفراد عائلتك ؟!" قالت بخفوت وبنبرة باردة وهي تصوب عيناها على عيناي مباشرة وبثبات ،،،

كانت تتحدث ببرود لا يتناسب مع وجهها البريء بتاتاً ولاحظت كيف أظلمت عيناها الآن بشكل قاسٍ ، رؤيتها بهذه التعابير القاسية لا يتشابه نهائياً مع تعابير وجهها التي رأيتها عندما قابلتها للمرة الأولى ،،،

في ذلك الحفل كانت تبدو كطفلة قد أضاعت دميتها المفضلة ووجدتها بعد أن فقدت الشغف بها ، لكنها لا زالت تريدها لأنها ملكها !!

" الإنتقام رد الفعل الناتج عن الألم الذي يفتك بالروح والجسد ، ربما يرتكب المنتقم نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها لكنه سيجد بها لذة السعادة والعدالة حتى وإن كان الإنتقام سيكون من أحد أفراد عائلته ، الإنتقام لا يؤمن بالصلة ، بل بسفك الدماء فقط "

قلت ذلك وإقتربت منها وانا أرفع يدي لوجنتها حتى لمست تلك الدماء العالقة هناك لأكمل بصوت هامس ،،،

" كلانا يريد هذا الإنتقام مهما كلفنا ذلك ، حتى وإن غرقنا بالدماء !"

انا أريد ذلك الإنتقام حتى لو كلفني ذلك روحي ،،، الدماء التي سُفكت لا يغسلها سوى دماء مثلها ،،،،!

رأيت عيناها تلمع بطريقة جعلتني ودون وعي مني أقترب منها أكثر ،، وبمجرد رؤيتي لها تقضم شفتها السفلية بتوتر حاولت إخفاؤه لإقترابي لهذه الدرجة لم أتمكن من السيطرة على عيناي التي إنزلقت تتبع حركتها تلك نحو شفتيها ،،،

وثوان حتى شعرت بيدها التي وضعتها فوق صدري بينما عيناي لا زالت على شفتيها التي وأخيراً توقفت عن قضمها بتلك الطريقة التي ستجعلني أفقد السيطرة على نفسي الآن ،،

رغبة ملحة للغاية داهمتني لأشعر بمذاق هذه الشفاه المثالية ،، وشعوري بيدها فوق صدري زادت إصراري ورغبتي في ذلك ،،،

لكن وقبل أن أرتكب خطأً أعلم جيداً بأنني سأندم عليه أشد الندم لاحقاً سقطت عيناي على ذلك الوشم أعلى صدرها ، وشم إسم تاتيانا ، وهذا ما جعلني أوقف نفسي وأبتعد عنها بسرعة ،،،

أستطيع الشعور بسخونة جسدها وتوترها ، توردت وجنتيها ونظرت إلي بعقدة طفيفة بين حاجبيها ورأيتها تشد على قبضة يدها حتى برزت عروقها وكأنها تحاول الآن السيطرة على غضبها ، لم أتفوه بحرف ووقفت مباشرة من مكاني لأغادر الغرفة بأكملها وبسرعة ،،،،،

ما اللعنة التي كنت سأرتكبها للتو ؟! لقد كنت على وشك تقبيلها ، تباً تباً تباً ! تباً لي ، تباً لي ولتفكيري اللعين بهذا ، لكن ليس هذا ما يدور داخل عقلي ويزعجني فقط ،،،،

إنما فكرة أنني أردت ذلك لأنها إبرييز وليس لأنني تخيلتها تاتيانا !!!

أردتها هي ، كنت أشعر بها هي في كل جزء مني ،، إبرييز من كانت في مخليتي هذه المرة ومن كانت أمامي كذلك ،،، أردت تقبيلها لأنها إبرييز وهذه جريمة بحد ذاتها !

*************************************

انتهى فصل اليوم اصدقائي 🧚🏼‍♂️

أعتذر إن كان هناك أخطاء إملائية 💙

رأيكم في احداث فصل اليوم 🥶

ردة فعل إرينا حين رأت كارلو وكاتليا ؟😭😭😭

جايدن المظلوم 😂

شخصية سيرجيو اللطيفة😭✨

هالبارت ركزت اكثر على إريك وإبرييز وتطور المشاعر بينهم 💕💕

إبرييز وإريك والرومانسية المفرطه بهالفصل اصابتني بالجفاف العاطفي 😭❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

العبارة الي واشمها إريك ؟😫✨

إريك وإبرييز كلاهما يحاولان منع نفسهما من الوقوع للآخر ، برأيكم هل سينجحون بذلك ام ان الحب والرغبة ستكون اقوى ؟؟ 🥵😈😈

ألبيرتينو 🤬🤬🤬

شخصية إريك حاولت أوضح كثير منها اليوم شو رايكم ؟ تعلقه بأمه وعلاقته مع تاتيانا ؟

وأخيراً رغبته بإبرييز ؟ قلبه برأيه بينبض بإسم تاتيانا لكن عيناه وعقله يلاحقان إبرييز لكن إلى متى ؟! 😭🩷

واخيراً انتبهوا لأنفسكم ، لا تهملوا دروسكم ولا تنسوا صلواتكم💖

شاركوني توقعاتكم للفصل القادم 🦋

شاركوني رأيكم في التعليقات ،، احبكم فرداً فرداً ❤️❤️







نهايات متجددة - روزالـيـنـا

Continue Reading

You'll Also Like

8.7K 552 2
جسد حُوريَّات البحْر هُو قَبْو مِن اَلكُنوز، شَكلَت دُموعَهم أَروَع اللَّآلئ، دِمائِهم الفاتنة عقَّارًا مُبْهِجا لِمصَّاصي الدِّمَاء، وشعْرهم الفاتن...
56.7K 1.2K 6
الأدرينالين يتدفق بدمي ليجعلني أشعر بالهلع إني و بكل ما أوتيت من ضعف أحاول إظهار قوتي
13.4K 1.4K 12
عاشت توينكل تعيسة مسلوبة الإرادة رفقة أم متسلطة، لم تسألها عن رأيها في أي شيء، و لم تسمح لها حتى أن تختار الرجل الذي ستشاركه حياتها، غير أن اكتشافها...
2.3M 147K 41
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...