1939|VK

By cherryZ_8

651K 35.1K 22.1K

" وإني أُشهِدُكَ أن هذا القلب هنا لم يسكنَهُ سواكَ ،و أنَ هذا اللواء أمامك لا يخضع،لا ينحني ولا يُكسر إلاّ ف... More

𝟬𝟬
𝟬𝟭
𝟬𝟮
𝟬𝟯
𝟬𝟰
𝟬𝟱
𝟬𝟲
𝟬𝟳
𝟬𝟴
𝟬𝟵
𝟭𝟬
𝟭𝟭
𝟭𝟮
𝟭𝟯
𝟭𝟰
𝟭𝟱
𝟭𝟲
𝟭𝟳
𝟭𝟴
𝟭𝟵
𝟮𝟬
𝟮𝟭
𝟮𝟮
𝟮𝟯
𝟮𝟱
𝟮𝟲
𝟮𝟳
𝟮𝟴
𝟮𝟵
𝟯𝟬
𝟯𝟭
𝓣𝓱𝓮 𝓮𝓷𝓭
Special

𝟮𝟰

13.5K 853 1.1K
By cherryZ_8




صباح الخير..-

تغاضوا عن الاخطاء الاملائية لُطفاً.

_____________

"‏أسميتك من جهلي وطناً ، ونسيتُ أن الأوطان تُسلب."

- محمود درويش

-

ديسمبر من عام 1942

نهايةُ العامِ أتت بشهرها الاخير لتمضي سنةً و ثمانيةُ أشهرٍ منذ اندلاع الحربَ ..و منذ أعتزال تايهيونغ عن لوائه مضى
سبعةُ أشهرٍ على حُضنهم الاخير ..




يلفُ الشاش الابيض حول يد الشابةُ
بشرودٍ و عيناهُ تحدق بما يفعل بينما لمرته
الاولى اخذته الافكار و التخيلات بينما هوَ يقظاً
تماماً وسط عمله لتسقط بَكرةُ الشاش من يده ليستفيق
جافلاً

انحنت الشابةُ تلتقطها و قدمتها لهُ بإبتسامةٍ رقيقةٍ
فوق شفتيها ليرفع رأسه يشكرها بصوتٍ خفيف

بينما عيناها البُنيةُ شبيهةُ خاصته في اللون كانت تستمر
بالنظر له بتفحصٍ و إستحياء.. الشاب امامها وسيماً جداً
لها ..

" انتهينا ، لا تدعي الماء يُبللها الى الغد و بعد
يومان عودي الى هنا كي نبدل الشاش " قال
كلماته و هو يعيد الشاش الى مكانه لتومئ هي سريعاً
و خصلاتها السوداء تتبعثر مع هزها لرأسها ..

ثبُتت نظرات تايهيونغ عليها دونَ ارادةٍ ، خصلاتها
حالكةُ السواد تشابه خصيلات لوائه.. في فترته الاخيرة
كان شعره طويلاً عكسَ البدايةُ كان محلوقاً دوماً

رمش و الغصةُ تستقر في حنجرته ..أثاراً لـ لوائه باتت
تسكن جسداً غريباً لا يعلمه قط.. و كـ عاشقٍ مَنفيٌ
قلبه جُذِبَ الى خصلاتها ليصارع حواسه كي لا يهرول
لها يتلمسُها..

تشربت الحمرة وجه الفتاة ظناً أن الطبيب ينظر
لها كل هذه الدقائق بتلك اللمعة التي تسكن بُنيّتاهُ

لم تعلم أن عيناهُ لا تبصُرها.. لا ترى سوا رجلاً
يحمل ذات اللون من خصلاتها الطويلةُ..

رمشَ الأشيَم سريعاً مبعثراً نظراته عن الفتاةُ
المضطربة ليُعرض عن النظر اكثر بإلتفافَ ظهره بينما
قلبه تُرك في الخلف ..

"شكراً لك " تحدثت الفتاةُ بصوتها الناعم وهي
تنحني قبل خروجها بخطوات واسعة و قلباً يرفرف
فهي ترى الطبيب هنا منذ وقتاً ليسَ بقصيرٍ و كانت
تتعمد المرور بمركز التطبيب دونَ سببٍ كي تلمحه

لا يسعها قلبها الفرحة بسبب نظراته لها ظناً أن
الطبيب يبادلها الإعجاب الصامت.. لم تكن تعلم عن الاحتراق
و المُدن المحطمة الذي يحملها هذا الشاب بين اضلعه


نظف يداه بالماء و الصابون و انفاسه مهتزةً كما الحال
مع بُنيّتاهُ.. ابتلع المرارةُ التي تتصاعد من معدته حتى حُنجرتهِ

ملئ كفه بالماء و دنى يرتشف القليل علّها تطفئ
حريقهُ الصامت.. إبتلَ الخيط المربوط حول رسغه
و قبل ان يلتقطه بيده الاخرى رآهُ وهو ينفكُ عن التمسك
به ليسقط مندفعاً عبر فتحةُ المجاري وسط تدافع المياه

توسعت عيناهُ ليغلق الماء سريعاً ولكن فاتَ الأوان جداً
فهي انجرفت بعيداً جداً عنهُ.. أمسك برأسه يشد على خصلاته
كيف تسرَب من بين يداه هكذا وهو متمسكاً به منذ سنةً و أشهرَ طويلةً .. الالم الشديد الذي يبتلعه لفقدانه تلك القطعة
المعدنية عظيماً جداً

فهي ذكرى .. ذكرى لقائه الاول بمن يهواه ، ذكرى
لكل لحظةٍ قضاها معه حزينةً كانت ام سعيدةً

عض على سفليته كي يكبح دموعه ليهتاج صدره بشهقاتٍ
من شدة ألمه دونَ دموعاً ..روحه تبكي و تشتكي


اما في العاصمةُ المحطمة كان جونغكوك يخوضَ حرباً
كما كل يومٍ.. يمسك بسلاحه محتمياً خلف خوذته و واقيَ
الرصاص .. يشير بيده الاخرى للجنود و يصرخ بأعلى صوته
يوجههم كي لا يخسر ارواحهم قدرَ المستطاع ولكنه غفُلَ
عن الروح الخبيثةُ التي تتربص به من خلف ظهره و مدفعهُ
الغادرَ يصوّبه نحوه ..


-



أُي عزاءٍ سيُقام الان ؟

البرودة تنهشني بقسوةٍ و كأنه كان غلافَ روحي
وليسَ زراً من سُترةً ربما بُليَت الان ..

جونغكوك ، فقدتُ أول ذكرى لنا .. دونَ رغبةً مني
إنسابَ هو من بين اصابعي و كأنه انتظر اللحظةُ
ليتحرر مني.. لا بأس فأنت ستعود بأكملك لي صحيح؟

حتى و إن كانَ بعد عاماً .. عامين أو خمساً..
ستعود من أجلي فلا بأس بضياع قطعةً معدنيةً
ضئيلةً .. امتلك سترتك كلها محفوراً في قِماشها أحرف اسمك
فلماذا عيناي تدمعان الان لا تستمع لي مطلقاً

هذه العينان الباليةَ لا تستمع لي جونغكوك.. هي تستمر
بالبكاء دونَ توقف .. أنا امنعها قدرَ المستطاع لوائي تلبيةً
لمطلبك فلا تحزن لعدم انصياعها و تمردها

‏كلما فكرت فيك غمرني شعورٌ هائلٌ بالهزيمة، كأنّي حاربت طوال عمري من أجل شيءٍ ستسلبه الحياة مني دونَ رحمةٍ

ولكنني أكيداً ..أكيداً من عودتك لي يا حبيبُ روحي و وطني
البعيدَ ، يا انتصاري و كُلَ انتصاراتي ..



-

في ذات الليلةِ التي فقدَ بها زرَ لوائه ..طُرقَ
بابه دونَ هوادةٍ على غير العادةِ لينهض راكضاً
يسابق خطواته نحو الباب أملاً أن اللقاء قد حانَ و ان
كان مؤقتاً قابلاً للزوال من جديدٍ..هو راضياً

فتحه سريعاً دونَ سؤاله عن الطارق او أخذَ سلاحه
احترازاً من غادرٍ قد يتربصُ بهِ و يُسلبه روحه

احتفلت عيناهُ عندما بصُرَ نامجون امامه لثوانٍ قبل
أن يُعطيهُ عقله إشارات التحذير فـ الاخر ملطخاً وجهه
ببقعاً من الدماء و الرماد و الاتربةُ التي تلوث ملابسه كما
الحال مع وجهه

" مـ..مساعد كيم ..تفضل هل انت بخير هل انت مصاب؟"
تسائل بخوفٍ وهو يُدخله منزله يحسبُ بحُسنَ ظنه أن
الطويل أتى جريحاً ليُعالجهُ لم يكن يعلم أنه يحمل له
رسالةً و خبراً ..

إنصاع الاطول لهُ والجاً الى عُقر دارهِ ليقفُ هناك
مواجهاً لمن كان سيهرول ليُحضر عُلبته للطوارئ كي
يضمدَ جراحَ الجُندي الزائرَ

" لستُ جريحاً ، تمهل تايهيونغ " و لمرته الاولى ينطق
بإسمه دونَ لقبه مُسقطاً التكلف من بينهم ليعودَ الاسمر
امامه واقفاً بريبةٍ

.." أحمل لك .. رسالةً من اللواء" اكملَ و هدوءَ صوته يزيد من انذارات تايهيونغ التي تقرع في رأسه .. مال بالُ عيناهُ محمرةً
بشدةً و ما بالُ هذه النبرةُ الخفيضةُ


نظرَ لـ المظروف الابيض الذي بُصمَ بالدماء من كل
مكانِ.. مجعداً و كأنه كان يُدهسُ في قبضةِ احدهم قبل
أن يُنتزع منها

ابتلع تايهيونغ وهو ينفي برأسه " كلا.. لا اود استلامها
، عُد و اخبره ان تايهيونغ يرفض استلامها ليأتي
هو و يخبرني بما خطتّهُ يداه في هذه الورقة " قال بغضبٍ لم يكن نابعاً سوا من خوفه و عدم أمانه و افكاره السوداء

مدهُ نامجون نحوه اكثر يحثه على اخذه و قلبه
يعتصر على حال الشاب امامه فهو لم يقل شيئاً بعد
وهاهو يتصرف بفزعٍ تام و على حافة الانهيار هو يقف

نفى تايهيونغ من جديد وهاهي دموعه تملئ محجر
عيناه" عد و اخبره أن تـ..تايهيونغ .. يرفض..يرفض!" صرخ
بحدةِ في أخر كلمةٍ بصوتٍ كُسر بإهتزازٍ بعثرَ ثباته

"اللواء أصرَ على أخذكَ لهذه الرسالةُ تايهيونغ "
تمتمَ برجاءٍ لترتعش حدقتي الأشيَم و سؤاله الثقيل
الذي يستمر بالتردد في رأسه و صدره يحاول النطق
به ولكنه لا يخرج .. لا يغادرَ حدودَ حنجرته حتى

رفع يدهُ المرتعشةُ التي تتجمد من شدةُ فزعه
ليلتقطَ المظروف الدامي اخيراً ولكم يكن حاملاً من
رائحة حبيبه بل كان برائحة الدماء و الاوراق الفارغةُ وحسب

سقطت عيناهُ على شيئاً لامعاً ملتفاً حول رسغ
نامجون لتسقط الرسالةُ من يده و تشبث بتلك اليد
كاشفاً عن رسغه و شفتيه ترتجفُ " هذه..هذه، هي تعود
لـ..لـ..جـ..جونغكوك..هي تخصه " اردفَ وهو ينقل عيناه من
تلك السلسلة الفضيةُ الرفيعةُ حول رسغ نامجون و عيناهُ



"لما..لما هي..بحوزتك.." تمتمَ و دموعه تساقطت بالفعل
ليرى الاسف يرتسم في عينان الرجل الصامت تماماً
تاركاً إياه يفعل ما يشاء

"أجبني!!! انها ..انها خاصة..جـ..جونغكوك..لما...
لما تحـ..ملها" صرخ و انهمار دموعه يزداد فلم يعد
يرى ما امامه

لينطق نامجون بكلماتٍ أردتهُ في أرضه قتيلاً في ذات اللحظة
" لقد..لقد فقدنا اللواء اليومَ بطلقةٍ غادرةً تايهيونغ... عزائي لك "

كلماتٌ ظنَ أنه لن يسمعها قط ظنَ أن جونغكوك اليقين
الوحيد الباقي في حياته و ليسَ بعده مغادرةً ..وثقَ تمامَ
الثقة أنه لن يدعه خلفه .. لن يتركه وحده ضائعاً

حتى انه كان يخبره عن خوفه من الرحيل قبل
بوحهِ بالحب الكامن في صدره لم يكن يعلم أن الاخر
من سيتركه اولاً...

جمُدَ في مكانه حتى وجهه تجمدَ ليُمسك نامجون
به من اكتافه سريعاً فورَ تهاوي ساقيه

"عُد..أ..أخبره..أن..أن تايهيونغ يـ..ينتظرك..أخبره هذا
.. أتوسل أليك..اخبره أنني انتظره!" صرخ اخر كلماته
وهو يدفع عنه يدان الاخر يرغب برحيله ليوصلَ رسالته لحبيب روحهِ رغم ترنحه و عدم اتزانه ليجلس ارضاً مكانه

لم يُجبه الاطول بشيءٍ بل نزع ما يلتف حول رسغه
و وضعه في كفهِ المرتعشَ " هي لك الأُخرى" تحدثَ لينفى
تايهيونغ برأسه بقوةٍ "كلا..كلا " اخذ يردد

" تماسك فهو كان يوصيني بكَ الى اخر دقيقةٍ..لم يذكر احداً سواكَ " زادَ الحريقُ حريقاً بكلماته .. نفى تايهيونغ برأسه سريعاً مجدداً و عيناه تحدق بما تحمله يده و المظروف الساقط امامه ارضاً

"ملابسه و حاجياته كلها سترسل الى عائلته
، زيه العسكري سيُدفن به تكريماً له .. سلسلته هذه نزعها بنفسه لأُعطيك اياها" اكمل حديثه كمن يحمل على عاتقه أمانةً
ينبغي أن يوصلها بحذافيرها و فعلَ رغمَ ثقلها


الارض ذاتها التي استقبلت تايهيونغ وهو يردد
بوعوده بإنتظار أنيسَ قلبه مهما تأخر عن لُقياهِ
هاهي تتلقاهُ وهو يفقدُهُ..ها هي لا تتسعه عندما اتى
لها باكياً محملاً بألمٍ يعادلَ ألمَ فقدانه أمهُ و أخته

النخر الذي يُنخر في قلبه لا يُطاق


صدح صوت بكائه فجأةً دونَ مقدماتٍ كإنفجارٍ
مُباغِت ... صوته يدوي بنواحٍ و أنين مرتفع ينفي برأسه
بكل قوته و يحجب أذناه عن تلك الكلمات التي تتردد في رأسه
رغم سكوت نامجون ولكنها لا تترك رأسه

كيف سيغادره خبرَ موتِ من أهداه قلبه و إستقرت روحه
مجاورةً لخاصته

يردد اسم جونغكوك يهذي .. يشهق فلم يعد هناك متسعاً
للأُكسجين في رئتيه الداميةُ،.. يشد على خصلاته بقوةٍ و ذكراهم تصورت امامه ليزداد بكائه بشكلٍ هيستيرياً

كأمٍ تفقد وحيدها.. كطفلٍ خسرَ أمه للمرة الثانيةِ،
كرجُلٍ يخسر كل ما يملكه و هذا ما كان عليه تايهيونغ





بقيَ الطويل يقف مخفضاً رأسه مخفياً دموعه هو الاخر
على فقدان اللواء العظيم.. متماسكاً كي يلبي وصيتهُ في
حماية الأشيَم




تجمعت الدماء في وجه تايهيونغ من شدة بكائه
مع بعض الخصلات التي تشبثت في اصابعه من شدة جذبها بينهم ..لو يقدر كانَ ليشُقَ ثيابه من شدة جزعه ولكنه هشاً
جداً و ضعيفاً ليفعل




قضى تايهيونغ الذي لم يبقى له سوا سُترةً و عِقداً دونَ مالكُها
ليلتهُ بذهنٍ غائب بقلبٍ نازفَ .. و عينان لا تجفُ من الدموع
، جمّع شتات جسده المُلقى فوق الأرضيةُ ناهضاً يترنح ليمسك به نامجون سريعاً يُسنده..رفع رأسه لهُ ينظر بكل ذبولٍ اليه

رمشَ مرةً وهو يبعد يده عن الذي يسنده.. اخذ خطواته
الى غرفته و اول ما فعله القى بجسده الواهن فوق سترة لوائه
..دفنَ وجهه بها و استنشق رائحته الخفيفةُ التي تقاتل للتشبث
قبل تلاشيها هي الاخرى لتتركه دونَ رائحةَ لوائه

كم أن الجميع يقسى عليه و يريدُ به الموت وهو حياً
ليمضيَ فارغاً دونَ حياةً تملئ جوفه البارد



فورَ وصولها الى مركز اعصابه تعالى صوته ببكاءٍ جديد
يُمحي عهدَ القديم و كأنه لم يكن..يبكي من جديدٍ مردداً إسم
روحهِ المسلوبة التي اختطفها شبح الموت و سلبتُها الحروب
القذرةُ.. يقبض فوق قماشها بأنينٍ مكتومٍ

"كيف تتركني..كيف تغادرني..لقد..لقد تواعدنا على
اللقاء بعد..انتهاء الحرب ..لما رحلت " اشتكى و شكواه
لم تُسمع الا للرجل الذي يقف على عتبة غرفته يستند بجذعه
هناك يبكي بصمتٍ رفقةُ الشاب الذي بُحَ صوته و اختفى من شدة بكائه

"لم..لم أخبرك..أنني أحبك..لم أقُلها قط لترحل..أنا أحبك
..أنا أحبك " أخذ يكرر كلمته كالفاقدَ لعقله

لم يسمع صوته بعدها سوا بكلمتين .. اولها كانت اسم
اللواء و اخرها كلمةُ حُبه المدفون..

وقتاً طويلاً جداً حتى توقف جسده عن الاهتزاز و تلاشى
صوته الباكي ليعم الهدوء ..

تقدم نامجون فوراً يبعد جسده المُلقى على وجهه فوق
السرير يريحهُ على ظهره  ..تفحّص نبضه فوراً وهو يبعد شعره عن وجهه المبتل ..تنفس براحةٍ فهو حياً فقط فقدَ وعيه على ما يبدو


كانت شهقاته الخافتةُ تغادرَ ثغره رغم عدم وعيه
، دموعه لاتزال جاريةً فوق وجنتيه ليُقسم نامجون ان
حُزن الارض كله سكن هذا القلب وهذا الجسد

ولم يرى مطلقاً روحان مترابطان كما الحال مع تايهيونغ
و اللواء مطلقاً

بعطفٍ رفع الغطاء فوق جسده فالبرد قد ينهشه
وهو دونَ درعٍ ولا حصنٍ

بينما عقله يستذكر اللحظة التي أُصيب بها اللواء
في أوسط ظهره لتخترقَ جسده عابرةً الى الجهة الاخرى
.. كانت صرخته غير مسموعةً للواء كي يحذر من الموت.. لم يكن صوته كافياً ليحرك جسد الاخر ليرى سقوطه ارضاً في ذات اللحظة

هرول نحوه ملقياً سلاحه ارضاً يمسك بجسد
جونغكوك " لواء!!!" صرخ ليرى تثاقل عينان الاخر
" انهض لا تغمض عيناك سنعالجك!!" تحدث دونَ دقيقةٍ
يتأخر بها يحمل جسده الثقيل فوقَ ظهره قطع الطريق نحو المشفى الممتلئ بالجرحى وهو يكاد يسقط من شدة تعبه ولكنه
اوصل جونغكوك حيث الاطباء

بينما هو مستلقياً على بطنه و شرعوا في عملهم على
ظهره لم يكن ليبقى واعياً كثيراً فأمسك بيد نامجون القريبة
سريعاً ليدنو الاخر نحوه فرواً.. " جـ..جيبي..رسالةً" تمتمَ بأنفاسٍ ثقيلةً ليُلبي نامجون حاشراً يده في جيبه القريب
مخرجاً الرسالةُ في ظرفها الابيض الذي تلطخ من دماء اللواء
التي تلمئ يداهُ " أ..أوصلها..لهُ.." تمتمَ و كأنه ينبس كلماته الاخيرةُ ..

رفع جسده بعدها ب إستماتةٍ فهو يلهث من تعبه
و جسده يرتجف من الالم ...حاولو إعادة جسده فوق السرير لتحترق عينان نامجون كالجمر تتشبع حُمرة فهو يرى ..انها لحظاتُ اللواء الأخيرة

و برجفته أحلَ عقدهُ الفضي عن عنقه ليلقي جسده فوق السرير بكل قوته ساقطاً بأنفاسٍ مرتفعةً " أ..أنها..له..." همسَ
و التقطها منه نامجون فوراً و انهمرت دموعه ناظراً الى محاولتهم بإستماتةٍ في إنقاذه و أخر ما بصره هو أنغلاق عيناهُ ليهرول خارجاً من المشفى لا ينتظر أكثر من هذا

لحظات الموت رغم تكرارها كل يومٍ امامه الا انها لاتزال
بذات الثقل و الالم


وهذه كانت نهايةُ قصةٍ عايشها هو برفقة اللواء و الطبيب
لوقتٍ طويلٍ و بصمتٍ تام .. حفِظَ سرهم كما و كأنه لا يرى
ولا يسمع

و الان هو مُكلفاً بهذا الشاب سيحيمه بروحهِ فهذه وصيةُ
الرجل الذي بقيَ مخلصاً لهُ لـ ستِ سنواتٍ ...




إنتهى

__________

2090🖊️

جونغكوك فارقنا..؟

ليسَ دوماً تُمطرَ السماء بعد تراكم غيومها..

..

أحبكم دوماً.


..

ألقاكُم

Continue Reading

You'll Also Like

53.2K 3.8K 22
" كُـل من تَـصـنع معهُ الذّكريـات، سيُصبح واحداً منها " يقف وحدهُ اسفلَ السّماء التِي تُمطِر حزنَاً لأجلِه كما سابقها من المرات التِي شاركتهُ فيها أش...
97.6K 10K 91
عيـناكَ حُلمي الّذي سَيكون كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون. -كـيم تايـهـيونـغ -جِـيون جونغ كوك •محتوى أدَبي• •الكثير مِن الإبتِذال و صرفِ المشاعِر• •فُ...
993K 58.8K 33
"انت ...كنت دائمًا ..متألق و بهيٌّ ..بعيناي .." "رجلي البديع ..انت هو رجلي البديع" ماهو أسوء من أن يطارح حبك الأول الغرام مع شقيقك ؟ ..جيون جونغكوك...
137K 4.4K 25
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...