نهايات متجددة ( In the middl...

Galing kay browine-girl

1.2M 54.4K 16.9K

توأمين متماثلتين والدهن كان أحد أكبر زعماء العشائر الروسية وأخطرهم والبداية كانت نهاية لحياة لإحداهن لتقسم ا... Higit pa

~ مـقـدمـة ~
Chapter - 1
Chapter - 2
Chapter - 4
Chapter - 5
Chapter - 6
Chapter - 7
Chapter - 8
Chapter - 9
Chapter - 10
Chapter - 11
Chapter - 12
Chapter - 13
Chapter - 14
Chapter - 15
Chapter - 16
Chapter - 17
Chapter - 18
Chapter - 19
Chapter - 20
Chapter - 21
Chapter - 22
Chapter - 23
Chapter - 24
Chapter - 25
Chapter - 26
Chapter - 27
Chapter - 28
Chapter - 29
Chapter -30
Chapter - 31
Chapter - 32
Chapter - 33
Chapter - 34
Chapter - 35
Chapter - 36
Chapter 37 : THE END

Chapter - 3

45.5K 1.7K 377
Galing kay browine-girl


خطأٌ واحد فقط قد يُغّير مصائرنا ،
وينعطف بنا فجأة إلى المجهول ،،

*****************

" عودي للواقع رجاءً نحن بغنى عن المصائب التي تفكرين فيها الآن !"

كان صوت إرينا هو الشيء الوحيد الذي أعادني إلى الواقع من تلك الذكرى المشؤومة ،،، ووجدت نفسي أحدق فيها بشرود دام لثوان قبل أن أنطق بشيء ما من اللامكان فجأة ،،،

" إرينا ! لما لا تأتين انت معي ؟ لما لا نغادر نحن الإثنتين ؟!"

حسناً ،، أعتقد بأنني تهورت قليلاً ؟ قليلاً جداً جداً !!

بسبب إقتراحي العجيب هذا رأيت عيناها تتوسع وهي تحدق بي بدهشة وكأن ملامحها تخبرني بمدى سوء وتخلف وغباء ما تفوهت به وعندها قالت كالتالي ،،،

" فقط أخبريني بأن ماري قد أجبرتك حقاً على شرب حليب فئران هذا الصباح ؟ أو لربما ضربتك على رأسك ؟ فقط أخبريني بأنك لست جادة لطفاً ؟!!"

أجل لقد تهورت كثيراً ،،،

تنهدت بقوة ورمقتها من مكاني بسخط كونها لم تجاريني حتى في غبائي وقلت ،،،،

" على الأقل كان بإمكانك أن تقولي سأذهب إلى الجحيم معك لو تطلب الأمر ،،، من أسوأ الصديقات التي حصلت عليهن في حياتي انتِ ! عدا ذلك لما لا تعطي هذا الموضوع بعض الجدية ؟ ألست صديقتك ؟!"

" انت لم تحصلي على صديقة غيري طوال حياتك أصلاً "

ضيقت عيناي عليها لثوان ثم أبعدت عيناي عنها بسخط لأسمعها تطلع نفساً ساخراً قائلة ،،،

" حسناً لنتفرض بأنني جاريت هذا الغباء الذي تفوهت به ، ألا تعتقدين بأن ما تخططين له مصيبة بحد ذاتها ؟ بل أسوأ !"

" أجل إنها مصيبة ،، لكنها شقيقتي ! أختي التوأم وتعلمين جيداً بأنني سأعثر على أي شيء يخص قاتلها لو ذهبت إلى هناك ، هنا انا أموت ببطء فقط !!"

"تباً إبرييز انتِ لا تعرفين حتى أين كانت تعيش تاتيانا في تلك المدينة فكيف ستعرفين من هو قاتلها عدا ذلك انتِ حتى لازلت لستِ بمتأكدة ما إن كان قد تم قتلها أم أنه بالفعل كان مجرد حادث سيارة عادي ! ، تتمسكين بشيء كنتِ قد سمعته منذ ثلاثةِ سنوات لو كان الأمر صحيح لأنهاهه والدك وكارلو منذ زمن طويل !!"

ذكروني هل أخبرتكم من قبل بأن إرينا هي صاحبة أكبر وجه بومة رأيته في حياتي ؟ ،،

"حسناً إذاً إعتبريني لم أقل شيء ولم أطلب منك شيء "

قلت ذلك بطريقة مستاءة من رفضها مساعدتي رغم أنني أعلم بأنها ليس مجبورة على ذلك ،، لكنني حقاً أريد شخص ما يساعدني في هذا القرار ،،، أعلم بأنني لست متأكدة من الحقيقة بعد لكنني متأكدة مما سمعته أذناي ذلك اليوم قبل ثلاثة سنوات وهذا كافي بالنسبة لي ،،،

سمعتها تزفر بشدة ونظرت لها لتدير وجهها بعيداً عني وتلقي بنظراتها على أليكس لثوان قبل أن تعود لتنظر إلي قائلة ،،،
" حسناً ،،، أخبريني بخطتك وإن لم تعجبني ستنسين هذه الفكرة وترميها بأقرب سلة قمامة سنقابلها اليوم !!"

مباشرة تبدلت ملامحي للدهشة والصدمة حتى إيقنت بأنها وافقت بالفعل عندما إبتسمت لي بإبتسامة جانبية ،،، إرينا يا رفاق !! إرينا ذات وجه البومة خاصتي وافقت على مشاركتي هذه الماصيبة ؟!

حينها نظرت لأليكس ثم ناحيتها مرة أخرى وحين رأيتها تبتسم لي بخبث هذه المرة علمت أن بأنتظارنا شيئاً أخطر بكثير من الحرب العالمية الثانية ،،،

وهنا وبكل بساطة بدأت بسرد خطتي عليها بالتفصيل الممل ،،،،

***

كنا قد عدنا قبل مدة من الوقت بعد أن أخبرتها بخطتي ،، حسناً بخطتنا كونها ستكون شريكتي بعد أن أذلتني ،،، أخذت حماماً سريعاً إستغربته من نفسي حتى وها انا أجلس على مائدة الطعام حيث يجلس أبي وأمي وبجانب أبي يجلس كارلو كالعادة أما عن الشخص الرابع الذي كان يجلس أمامي مباشرة  كانت خالتي ناستيا والتي وبالمناسبة كانت تنظر إلي الآن ،،،

كيف يجرؤون على وضعها أمامي ،، لم أعد أملك شهية .

" إذاً إبرييز هل ما أخبرتني به نينا صحيح ؟!!"

قالت خالتي ناستيا بنبرة مندهشة وهي تنتقل بنظراتها بيني وبين أمي وأظن بأن تقليبي لعيناي بإنزعاج للتو من صوتها المستفز جعل والدتي تحرك رأسها بقلة حيلة ،،،،

والدتي كالعادة لا تخفي شيء عن أختها العزيزة ،،، يبدو أنها لم تترك شيء ولم تخبرها إياه حتى قصة هروبي باتت خالتي ناستيا تعرفها ،،، أريد أن أتنهد بقوة لكنني أخاف أن تطير خالتي لشدة قوة تنهيدتي التي سأطلقها ،، اللعنة !

أخبروني فقط  بأن أمي ليست الوحيدة التي من تشارك أدق تفاصيل حياة إبنتها مع أختها ،، لا يزال الأمر لا يعجبني ،، بل أكره هذا ،،،

" أجل ، لكنني لم أكن أعلم بأن رئيسة المخابرات كانت قد أوصلت لك المعلومات بهذه السرعة  ،، هل أخبرتك كم عدد المرات التي دخلت فيها إلى الحمام اليوم ؟!"

قلت ذلك بإستهزاء واضح أتعمد إزعاج خالتي وإظهار إزعاجي من والدتي لوالدتي وحينها سمعت صوت قهقهة خافتة مكبوتة خرجت من طرف كارلو فنظرت إليه ووجدته يغلق فمه وينظر لطبقه بينما كان جسده يهتز أثر كتمه لضحكته ،،،

رائع ! بت مهرجة مثيرة للضحك ،،

قلبت عيناي بملل ونظرت لوالدتي لأجدها تبتسم هي الأخرى ،،، ماذا هل قلت نكتة ما ؟ لقد كنت جادة فيما قلت !

زفرت بضيق وعدت لأنظر لطبقي لأسمع أمي تحمحم لتبدأ بمحاضرتها المعتادة مما جعلني أرتكز بيدي على وجنتي وأستمع لمحاضرتها التي صنعت ثقباً في جمجمتي لكثرة سماعي إياها ،،،،

خالتك الوحيدة إبرييز لا مشكلة من إخبارها بأمور عنك ! بلاه بلاه بلاه ،،،

" صغيرتي إنها خالتك ولا مشكلة في إخبارها بأمور عنك ! "

ماذا قلت للتو ؟ أجل بلاه بلاه بلاه ،،،

كنت على وشك إجابتها بأن هذا الأمر يخصني وهذا الموضوع بالذات ما كان يجب عليها مشاركتها إياه لكن والدي سبقني حين قال بصوته الرجولي المعتاد والذي كان لا تشوبه أي عاطفة هذه المرة مما جعلني أنظر إليه بتركيز تام ،،،،

" بما أن الجميع هنا أود إخباركم بموضوع مهم للغاية !"

قضبت حاجباي بإستغراب وهذه كانت كذلك ردة فعل أمي وخالتي حتى على عكس رد فعل كارلو الذي بدى لي هادئاً جداً ،، بالطبع يعلم ما الذي سيقوله والدي ولما متفاجئة من هذا أصلاً ،،،

" إن العشائر في صراع بسبب دخول المافيا الإسبانية إلى أحد مستودعات عشيرة المافيا القوقازية وسرقة كمية كبيرة من الأسلحة بسبب عدم موافقة العشيرة بعقد صفقة معهم ،، الجميع يريد مساعدتهم في إسترجاع ما تم سرقته وخاصة هذه الأسلحة ويجب علينا أيضاً أن نقدم يد العون والمساعدة كونهم أولاً أبناء شعبنا ووطننا وبلدنا وثانياً لأن عشائرنا جميعها متوحدة وإن وقفت ضد إحداهن وكأنني وقفت ضد الجميع وكذلك ينطبق الأمر علينا وكوننا أحد أكبر العشائر فجميع الأعين مصوبة بإتجاهنا ،،، لكن وبمجرد تقديم مساعدتنا لهم ،، المافيا الإسبانية ستعتبرني انا وعشيرتنا بأكملها أعداء لهم كوننا على وفاق معهم منذ سنوات لذا انا وكارلو سنحاول قدر المستطاع عدم إخراج أسمائنا للعلن كي لا تعلم المافيا الإسبانية بأننا نساعد أبناء عشائر بلدنا وننقلب ضدهم ،،، ببساطة لا نريد أن نخسر أي الطرفين فالعشائر هم العشائر والإخوة والمافيا الإسبانية هم كبار الداعمين لعشيرتنا بالذات لذا ،،،!"

توقف عن إكمال حديثه لينظر لنا واحد تلو الآخر إلى أن وصلت أنظاره إلي
وهذه المرة شعرت وكأنه سيتم توجيه كلامه التالي إلي انا بالذات ،،،

" لذا يجب علينا أخذ الحذر جميعنا ، لا خروج دون حراس وحاولو تخفيف خروجكم من القصر قد المستطاع ،،، لا مجال للعبث واللعب بعد الآن ،، أما عنكِ ناستيا فيجب على ناتاشا أن تعود إلى هنا لا يمكننا المخاطرة في وجودها لوحدها في إيطاليا وهي جزء من هذه العائلة وخاصة أن عشيرة القوقازيون حلفاء مقربين للغاية من المافيا الإيطالية ،،على عكسنا نحن!"

على عكسنا نحن ،،، يبدو أن هذه الجملة تكررت كثيراً داخل عقلي وهنا إزداد إصراري على الذهاب لإيطاليا ،، نظرت بهدوء لأبي والذي بادلني نظراته بنفس الهدوء وشعرت وكأن عيناه هذه المرة تعتذر لي لسبب ما ،،، لا يزال الغضب في داخلي ولا زلت إلى الآن منزعجة من طريقته في حمايتنا أو تحديداً حمايتي انا مما يجعلني حبيسة طوال الوقت لكن عيناه الآن كانت تعتذر لي ،،، وانا أعترف بأنني الآن قسوت عليه حين أشحت بعيناي بعيداً عنه لأثبت له أنني لم ولن أغير رأيي بطريقته في حمايتنا ،،،

كان العشاء هادئاً وساكناً كالعادة وبمجرد إنتهاءه توجه كارلو ووالدي إلى مكتبه ليناقشوا بعض الأمور التي على ما يبدو لا يريدون منا سماعها أو معرفتها أما عن والدتي وخالتي ناستيا فقد قررتا شرب القهوة في صالة الجلوس الكبيرة ولأنني بالطبع لن أجلس انا وخالتي ناستيا بهدوء تمنيت لهن ليلة سعيدة بدوني فأنا والسعادة وخالتي لا نلتقي ولا يجب أن نكون بمكان واحد ثم صعدت إلى غرفتي ،،،

دخلت غرفتي وقمت بتبديل ملابسي إلى ملابس نوم مريحة وجلست في زاويتي المفضلة كالعادة ،،، على الأريكة الصغيرة أمام نافذتي لأراقب جمال السماء ،،  كانت النجوم الليلة مضيئة بشكل مبهر وملفت ومظهرها هذا ذكرني  بالشفق القطبي الذي يحدث في مدينتا كل عدة سنوات ، إن الشفق القطبي عبارة عن مزيج ألوان تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي وكوننا نحن نقع في القطب الشمالي فهذه الظاهرة نراها كل عدة سنوات ،،

أذكر آخر مرة رأيت الشفق القطبي كان برفقة تاتيانا ،، في ذلك الحين كنا قد إتفقنا على الخروج لنلعب بالثلج وإذ بنا نرى السماء تتضيئ وتتوهج باللون الأخضر الملفت والساحر ،، كان المنظر ساحراً حقاً وخاصة أن اللون هذا هو لوني المفضل بينما كانت تاتيانا مهووسة بجميع الألوان وخاصة الأزرق على عكسي انا فليس أي لون يروقني من بعد الأخضر إلا الأزرق لأنه لونها ،،،

اللون المفضل لتوأمي ،،،،

وبعد مدة من الوقت وقفت أتجه إلى المرآة قبل خلودي للنوم ورأيت إنعكاسي على المرآة وأدركت للتو أن شعري قد إزداد طولاً أكثر من أي وقتاً مضى بل بات يتعدى منتصف ظهري بكثير ،،، منذ موت تاتيانا لم أقم بقص شعري سوى الأطراف فقط لأحافظ عليه ،،، لكن ربما في الغد سأتخلى عم جزء أكبر منه ،، أحياناً يجب عليك أن تتخلى عن أمورك المفضلة والمحببة لتتعلم أن ليس كل شيء تحبه يجب أن يكون لك ،،

حتى إن كان مجرد شعر ،،،،

تنهدت بضيق وإبتعدت عن المرآة إلى سريري وكل ما كان يجول في داخل عقلي وتفكيري هو أمر واحد فقط ،،، الإتفاق بيني وبين إرينا ،، مجرد التفكير فيه كان يجعل قلبي ينبض بعنف وانا أتمنى في داخلي فقط ألا يأتي ذلك اليوم الذي أندم فيه على خطوتي القادمة !

أستيقظت صباحاً على أصوات صراخ أنثوي قوي آتٍ من الطابق السفلي ،،، من الذي يصرخ في هذا الوقت بحق خالق السماوات ؟ تنهدت بإنزعاج ووقفت أبتعد عن سريري وانا أفرك عيناي بنعاس شديد وحين نظرت إلى الساعة فتحت فمي بدهشة ،،، كانت تشير إلى السادسة ! السادسة صباحاً ! جدياً ؟! من الذي يصرخ في هذا الوقت من الصباح الباكر ! 

خرجت عارية القدمين من غرفتي وانا أسير بخطوات متباعدة لأتجه نحو الأسفل ومع إقترابي أكثر بدأ صوت الصراخ يتضح لي وبدأت أستوعب أن ما من إنسان طبيعي سيصرخ في هذا الصباح ،، لكن بالطبع خالتي ناستيا ليست طبيعية ! كان هذا صوت صراخها ما الذي تريده من لعنتنا حتى تجعلنا نستيقظ على صوت نواحها هذا ،،،

كان صوت الصراخ آتياً من المطبخ فإتجهت ناحيته ووقفت بجانب الباب أتكئ بجانبي على حافة الباب ووجهت نظراتي ناحية سارة التي كانت لا تزال في ثياب نومها !! بينما أمامها كانت تقف خالتي وتصرخ ! آه كنت قد نسيت أن خالتي الغير طبيعية تستيقظ في هذا الوقت لشرب قهوتها الصباحية والتي تبدأ باكراً جداً ،

هذه إحدى أسبابي المليار لعدم إستلطافي وحبي لها ،،، الأمر واضح أصلاً

" كيف يمكنكم النوم إلى هذه الساعة ؟ من الذي أعطاكم الحق ؟! يبدو أن نينا تدلعكم كثيراً ! وأين ماري لقد أخبرتها في الأمس بأنني أشرب قهوتي في الساعات السادسة تماماً ! لما علي انا ناستيا ماتاريلا أن أنتظر إستيقاظكم في حين أن هذا من المفترض أن يكون عملكم ؟"

تعاني خالتي ناستيا من مرض الغرور والتكبر والإستعلاء أحد أهم أسبابي بعدم إستلطافها ،،،

كانت تصرخ خالتي في وجه سارة والتي كانت مطأطأة الرأس وتبدو خائفة ومتوترة من توبيخ خالتي لها وحين إنتهت خالتي من نواحها قالت سارة بتقطيع وتوتر واضح ،،،،

"أعتذر سيدتي ، لم تخبرني السيدة ماري عن هذا الأمر فنحن ن،،،،"

" لا أريد سماع تبريراتك لست متفرغة ،،، حضري لي قهوتي بسرعة ولن أتغاضى عن هذا التأخير! " قاطعتها خالتي قبل أن تكمل سارة حديثها

وهذا ما جعل غضبي يزداد أكثر لأنطق من اللامكان فجأة جاعلة منهن ينظر ناحية الباب بإستغراب ،،،

" أولاً العاملات هنا يستيقظن في الساعة السادسة والنصف خالتي وليس في السادسة ، وهذا ليس ذنب سارة لربما ماري قد نسيت إخبارها أو إخبار إحدى العاملات الأخريات لذا لا داعي لصب غضبك عليها وفي هذا الوقت من الصباح المبكر !"

كان صوتي مرتفعاً وبالكاد تحكمت فيه كي لا يخرج غاضباً ويرتفع في وجه خالتي التي نظرت إلي ثم أطلقت نفساً ساخراً وقالت ،،،

" يقولون صباح الخير أولاً إبرييز ألم تعلمك نينا هذا ؟ وثانياً هذا بيني وبينها ما كان عليك أن تتعبي نفسك في الدفاع عنها صدقيني "

أقسم أنها لو لم تكن خالتي لكنت قد سفقت وجهها في الباب ،، إسألوني عن الإستفزاز أجيبكم خالتي ناستيا !!!

تجاهلت طريقتها في الحديث معي وإبتسمت ببرود قبل أن اتجه ناحية سارة لأقف بجوارها وأمام خالتي مباشرة ثم قلت وانا أنظر تجاه أعين خالتي ناستيا مباشرة ،،،

" ساره يمكنك الذهاب عزيزتي "

لم يكن هنالك داعٍ لأكرر كلامي مرة أخرى فهي قد اومأت لي بإحترام وبصمت ثم تحركت لتخرج من المطبخ لأبقى انا وخالتي ناستيا وحدنا ،، حينها نظرت لخالتي والتي كانت تمسد المنطقة ما بين عينيها كي تخفف آلام رأسها على ما يبدو لي ..

عزيزتي انا من التي يتألم رأسها هنا !

" خالتي نحن هنا الخادمات يستيقظن في السادسة والنصف لا داعي لهذا الغضب والصراخ منذ الصباح وإن كنيت تريدين شرب القهوة خاصتك في هذا الوقت فلتصنعيها بنفسك !"

هذا كل ما قلته قبل أن تنظر إلى بصدمة من طريقة كلامي معها وحين كانت على وشك إجابتي دخل شخص ما إلى المطبخ جعلنا ننظر ناحية الباب لنجدها أمي قد وقفت في مكانها ونظرت إلينا بإستغراب قائلة ،،،

"ما الذي يحدث هنا بالضبط !"

وقبل أن تجيبها خالتي أجبتها انا بالطبع ،،،

" لا شيء فقط خالتي كانت توبخ سارة لأنها لم تحضر لها قهوتها السحرية في الساعة السادسة تماماً ، لهذا أخبرتها انا بأن تقوم بصنعها بنفسها في المرة المقبلة "

قلت ذلك وإبتسمت بتكلف وأعدت شعري للخلف بينما قالت أمي بنبرة محذرة وبدهشة ،،،

"إبرييز !! "

أجل تحذرني من تقليل إحترامي مع خالتي وكأن خالتي لم تقلل إحترامها مع سارة ؟ يا له من صباح رائع ،،، ربما العودة للنوم ستكون أفضل لذا قلبت عيناي بملل وتركتهن وخرجت من المطبخ وانا أسمع صوت خالتي وهي تخبر أمي بأن لساني طويل ،،،

قلبت عيناي بملل مرة أخرى وأخذت أصعد السلالم إلى الطابق العلوي تحديداً إلى غرفتي وانا عازمة على ألا أبقى في المنزل اليوم كي لا أرى خالتي المستفزة ابداً وفي طريقي إلى غرفتي رأيت كارلو يخرج من غرفته القديمه ببذلة رسمية سوداء بالكامل !

كان يبدو وسيماً جداً ،، كالعادة ، بل وهذه البذلة الرسمية الضيقة جعلت من جسده العضلي وطوله يبرز أكثر من قبل ولكن لحظة ! ما الذي يفعله كارلو هنا هل نام في القصر الليلة ؟ لقد مر وقت طويل منذ أن بات كارلو في القصر بالرغم من أنه يقضي يومه بأكمله هنا إلا أنه لا ينام هنا ابداً منذ عامين ،،

هذا يبدو غريباً ،، لا بد من التحقق في الأمر ،،،،

ويبدو أنه قد رآني وتقدم بخطواته نحوي لأتجاهله وأكمل طريقي ليعترضه مباشرة حين وقف أمامي وقال بنبرة ساخرة ،،،

"صباح الخير يا رأس الطماطم "

ضيقت عيناي عليه وبسخط قلت ،،،

"هل هذه إحدى ألقاب إرينا ؟ هل أعارتك من ألقابها الغبية سيد كارلو ؟!"

أبعدت عيناي عنه لأنني وللآن لا زلت غاضبة منه بل والآن في قمة غضبي لأنه قد أتى وتكلم معي وكأن شيء لم يحدث بعد إخباره لوالدي ! خائن لعين ،،،

" أرجوك لا تأتي بسيرة تلك اللعينة أمامي " قال كارلو وهو يضع علامات التقزز على وجهه من ذكري لإسم إرينا ،،

صحيح إن كنتم تريدون بعض المرح يمكنكم فقط إجمعوا إرينا وكارلو في مكاناً واحد وصدقوني ستشكرونني كثيراً فيما بعد حين ترون ما يحدث حين يجتمعان ،،

تجاهلت كارلو تماماً ونظرت إليه بهدوء وصمت وكنت على وشك تركه والعودة إلى غرفتي لكنه أوقفني حين أمسك بذراعي ونظر إلي ورأيت الندم والأسف واضحاً في عيناه حين قال ،،،،

" إبرييز ، أعلم بأنك ما زلتِ غاضبة مني ولكنني فعلت ذلك لحمايتك ،، انا أيضاً أريد رؤيتك سعيدة ولكن ليس بعيدة عنا يكفي خسارة واحدة ، أليس كذلك ؟"

نظرت إليه بهدوء على عكس تلك النار التي إشتعلت بداخلي ، أعلم بأنهم على حق وبأنهم خائفين من أن تتم أذيتي ولكن إن لم أفعل ما أخطط له لن أستطيع العيش بسلام إما التقدم إلى الأمام أو البقاء في الخلف دائماً ،،

ومبدئياً انا أكره البقاء في الخلف ،،،

لذا أبعدت يده عني بهدوء وإبتسمت بتكلف واضح وقلت أغير الموضوع بأكمله ،،،

" يا إلهي منذ متى وانت دراميي لهذا الحد كارلو ؟! للحظة لم أتعرف عليك يا رجل "

لقد كان كارلو رجلاً ذكياً يعرف تماماً ما تفكر به دون حتى أن تشاركه فقط من خلال حركاتك ونظراتك وصوتك وكلماتك لذا يجب علي الحذر أمامه وأمام أبي لا يجب عليهم معرفة أي شيء عن خطتي انا وإرينا ،،،

ليس قبل أن نغادر على الاقل !

" ليتك مضحكة فقط ، بالمناسبة أتعلمين بأن حفل رأس السنة قد إقترب ؟!"

رفعت حاجبي بإستنكار عن سؤاله الغريب هذا ،، أعني الجميع يعلم بأن حفلات رأس السنة قد إقتربت ما باله ؟!

" أجل لست غبية لهذا الحد صدقني !" أجبته وقلبت عيناي بملل على سؤاله التافه ..

" لم أقصد ذلك ،، تعلمين جيداً عن أي حفل أتحدث إبرييز !" قال ذلك وهو ينظر إلي رافعاً إحدى حاجبيه بإستنكار ،،

هل يقصد الحفل الذي يضم جميع عشائر المافيا في روسيا ؟! حقاً !  تباً كيف نسيت هذا !! لكن لحظة أبي لم يشارك في هذا الحفل منذ وفاة تاتيانا ! أعني لقد مر ثلاث سنوات على موتها وفي كل سنة يأتي هذا الحفل لا نشارك فيه ابداً آخر مرة شاركنا فيه كانت قبل وفاة تاتيانا ! هذا غريب هل لهذا علاقة بموتها ؟ هل من قتل تاتيانا هو شخص من المافيا الروسية ؟!!

لا لا هذا مستحيل لو كان كذلك لكان قد قتله والدي منذ زمن ، وعدا ذلك انا متأكدة من أن موتها له علاقة بالمكان الذي كانت فيه وهو إيطاليا ! يا إلهي بت محتارة وباتت الأفكار تتلاعب داخل عقلي ،،،

أخرجني من فقاعة أفكاري قرص كارلو لوجنتي لأنظر إليه بإستغراب وكأنني كنت في عالم آخر تماماً !

" أين سرح عقلك الصغير ؟" سألني كارلو بسخرية ،،

"هل والدي سيشارك هذه السنة ؟ أعني لقد مرت ثلاث سنوات متتالية بدون مشاركته في هذا الحفل لما سيشارك هذه المرة "

" أجل سيفعل ،، ولم يخبرني إلى الآن بسبب مشاركته في الحفل لهذه السنة ولكنه أخبرني بأن الجميع سيكون متواجداً بإستثناء شخص واحد !"

" ومن هو ؟!" سألته وانا أرفع حاجبي أنتظر جوابه بفضول ،،،

" أنتِ "

ماذا هل قال انا ؟ لما الجميع سيكون متواجداً عداي انا ! هل انا حائط خفي هنا ؟ ما الذي يحاولون فعله بهذا التصرف ؟ هذا سيء هذا يجعل فضولي يزداد وشكوكي بأن لهذا الحفل علاقة بتاتيانا وموتها تفقدني صوابي ،،،

" ولما انا الوحيدة التي لن تشارك في هذا الحفل ؟!" سألته بإنزعاج ،،،

" تعلمين أن الوضع خطير هذه الفترة لذا والدك لا يريدك أمام أعين عشائر المافيا وخاصة أن هذه السنة سيشارك الحفل عشائر مافيا من دول أخرى وليس فقط عشائر روسيا "

دول أخرى ؟ هذا غريب !

" كارلو لا تحدثني بالألغاز لما لا أستط يع المشاركة في هذا الحفل هل تعتقد بأنني غبية ؟ ما سيكون خطيراً علي سيكون خطيراً على باقي أفراد العائلة إذاً ذهاب الجميع عداي له سبباً آخر ،، انت تكذب ! تعلم جيداً لما سيشارك والدي ولكنك لا تريد إخباري أليس كذلك ؟! عدا ذلك الجميع يعلم بأن والدي يملك إبنة أخرى غير تاتيانا لما يريد تخبئتي عنهم الآن ؟"

حسناً ليس الجميع حسب ما رأيت من بعد موت تاتيانا ولكن الفضول يفعل الكثير ،،،
رأيته حين كان على وشك قول شيء ما قبل أن يوقفه صوت والدي الذي لفت إنتباهنا نحن الإثنين شد

" كارلو ، إبرييز ماذا تفعلان هنا ؟!" سأل أبي وهو ينظر ألينا مستغرباً ومن أجابه كان كارلو الذي قال ،،،

"لا شيء فقط أحاول إرضاء مدللتك العنيدة فهي ما زالت غاضبة مني " غمزني في نهاية كلامه لاقلب عيناي بملل

"هل حقاً لا زالت صغيرتي غاضبة ؟" سأل والدي يوجه حديثه لي وتقدم إلي بهدوء وعلى وجهه إبتسامة هادئة جميلة كالعادة ،،،

لطالما كانت إبتسامته بهذا القدر من الجمال  حين تكون لي أو لتاتيانا يعرف جيداً كيف يتلاعب في مشاعري وقلبي بإبتسامته هذه وخاصة مع أعينه الزرقاء هذه ،،، تقنياً إن من يرى والدي لا يصدق ابداً بأنه في السابعة والأربعين من عمره فهو يبدو أصغر سناً لشدة وسامته التي لا تزال واضحة في ملامحه ،،،

وعلى عكسنا انا وامي وتاتيانا فهو يملك شعر أشقر لامع كان قد غزاه بعض خصل الشيب والتي وبالمناسبة قد زادت من جماله جمالاً ، جسده كان صحياً وعضلي نسبةً لرجل في أوآخر عقده الرابع  وأعين زرقاء فاتحة إكتسبتها انا وتاتيانا منه  وكذلك كارلو من والده الذي كان يملك نفس لون أعين والدي ،،،

نظرت لأبي بهدوء وحين أصبح أمامي مباشرة لم تكن سوى بضع ثوان فقط وأصبحت بين ذراعيه ، يعانقني بهدوء ورقه وكأنه يخاف أن يكسر شيء مني إن شد على عناقي أكثر ،، بادلته العناق بقلب ينبض بقوة رغم كل إنزعاجي منه لأنه وببساطة والدي ،،، أول حب في حياتي وآخر حب ،، لأنه الرجل الوحيد الذي سيفعل المستحيل لإجلي دون التفكير مرتين ،،،  أعلم أنه يخاف فقداني لهذا يحاول حمايتي بكل الطرق ،،،

مع أن طرقه دائماً تنص على سجني هنا لكنني لا أنكر أن هذا فقط منذ وفاة تاتيانا أما قبل فقد كانت حياتي عبارة عن الحرية بكل معنى الكلمة ، لكن لم يبقى شيء على حاله بعد فقداننا لتاتيانا !

" لا أريد رؤيتك منزعجة مني صغيرتي ، كل ما أريده هو حمايتك الوضع في الخارج خطراً عليكي الآن " قال ذلك وهو ما زال يعانقني ثم إبتعد يضع قبلة صغيرة على جبيني ،،،

" أعلم هذا أبي " أجبته بصوت هامس وشعرت بيده الصلبة تتلمس وجنتي برفق وحنان ،،،

" هذا مشهد أبوي رائع لكن لدينا عمل بإنتظارنا عمي العزيز " قاطعنا كارلو بملامح مغتاظة وهذا ما جعلني أبتسم وأخرج طرف لساني لأقوم بإغاظته أكثر ليقلب عيناه بملل ،،،،

"هل تخططين بالخروج اليوم ؟!" سألني أبي مما جعلني أتذكر مسألة الحفل وعدم مشاركتي فيه لأقول ،،،،

" أجل أخطط للذهاب لصالون التجميل الخاص بإيلينا ،، أحتاج لقص شعري "

" إن كان هذا ضرورياً لما لا تطلبي منها المجيء إلى هنا بدلاً من الذهاب إليها ؟! "

لن ننتهي من هذه المسألة ،،، على أية حال ،،

" حسناً سأفعل ، لكن أبي ،،،  لدي سؤال ما ؟"

" ماذا هناك ؟!"

سألني وعلامات الاستغراب واضحة في ملامحه وكنت على وشك سؤاله إلا أن يد كارلو التي أمسكت يدي قد جعلتني أنظر إليه بحاجب مرفوع قبل أن أرآه يشير إلي بعيناه بعدم فعل ذلك ،،،

لقد قلت بأنه يخفي شيء ما وها قد تأكدت ،،،

سأعرفه إذاً منه وليس من أبي لذا قلت ،،،

" لا شيء فقط أردت سؤالك عما إذا كان بإمكاني الذهاب إلى منزل إرينا في الغد ؟!"

" تعلمين بأن الخروج هذه الأيام سيكون خطراً ،،، دعيها هي تأتي صغيرتي "

وماذا كنت أنتظر ،،،

" حسناً لا بأس "

أجبته وإبتسمت بهدوء ليومئ لي ثم لكارلو قبل أن يتحرك مبتعداً وقبل أن يتحرك كارلو ليلحق به إقتربت منه وهمست بغضب ،،،

" ما اللعنة التي حدثت للتو ! لما منعتني عن سؤاله ؟ هيا قل ما تخفيه وإلا ذهبت وأخبرته وسألته هو عما يخص الحفل هذا !!!"

" لأنني لا أريده أن يعلم بأنني أخبرتك ! لأنني أريدك أن تكوني في هذا الحفل !"

مهلاً مهلاً ! بت لا أفهم شيء مما يحدث الآن ،،، تارة يقول أباك لا يريد مشاركتك في هذا الحفل والآن يقول بأنه هو يريد أن أكون متواجدة في هذت الحفل ! ما الذي يحدث هنا ،، ولما يداي بدأت بالأرتجاف ،،،،

آه التوتر اللعين ،،،

" انا لا أفهم ! لماذا تريد أن أكون متواجدة في هذا الحفل إن كان والدي لا يريد ذلك لأن تواجدي سيكون خطراً علي ؟!"

" لن تكوني طوال الوقت ،، الحفل سيقام بعد أسبوع ، فقط أريدك أن تكوني شريكتي به لنصف ساعة ومن ثم ستغادرين "

" لما هذا ؟ ما الذي تخطط له ؟!"

" ستعلمين لاحقاً فقط إستمعي ونفذي ما أقوله !"

فقط هذا كل ما قاله وتركني أقف وحدي وأحدق في الفراغ ، ما الذي يحدث الآن ،،، عقلي لا يستوعب شيء ،،  ما الذي يخطط له كارلو ولما يريد مني أن أكون شريكته مع أن والدي لا يريد حضوري ،،، هذا الفضول سيقتلني إن أقم بإشباعه وإن لم أعرف السبب الرئيسي لما يريده كارلو !

***

لا أذكر كم مر من الوقت وانا ما زلت أحدق في السماء عبر نافذة غرفتي كنت قد أخذت حماماً كالعادة وتناولت فطوري في غرفتي هذه المرة لأنني وببساطة لا أريد الجلوس مع خالتي ناستيا ،، لست بمزاج يسمح لي بتحملها ،،،

كل ما يجول في عقلي الآن هو حديث كارلو وهذا يجعل توتري يزداد أكثر وأكثر وفضولي يتفاقم أكثر مما أستطيع تحمله !

إبتعدت عن النافذة أتجه نحو خزانة الملابس أستعد لحضور إيلينا وهي إبنة عم إرينا ومصففة الشعر التي دائماً ما تعتني بشعري ، كنت قد طلبت منها القدوم إلى القصر كي تقوم بقص وتسريح شعري منذ أن منعني والدي من الذهاب إليها ،،،

بعد عدة دقائق كنت قد أنتهيت من إرتداء ثيابي سمعت طرقاً خفيفاً على الباب وأذنت للطارق بالدخول ،،،

" آنسه إبرييز ، السيدة إيلينا قد أتت هل أدخلها ؟!"

" أجل أدخليها "

لم تكن سوا ثوانً فقط حتى دخلت إيلينا بكعبها العالي المعتاد وهي ترتدي فستان قصير مع معطف طويل باللون البني الفاتح من الفرو الكامل ،، إنها تحب كل ما يتعلق بالموضة تماماً كإبنة عمها ،،،

" إبرييزااااا " نادتني إيلينا بأكثر لقباً أكره في حياتي إلا أنها الوحيدة التي تناديني بإبرييزا وليس إبرييز ،،،،

لا أحب أن يغير أحدهم بإسمي أو يلقبني حتى عدا إرينا ،،، لكن إيلينا لم تكن بغريبة ولقد تعودت عليها أصلاً ،،،

" تعلمين بأنني أكره هذا الإسم إيلينا إسمي إبرييز وليس إبرييزا " أخبرتها وانا أقلب عيناي بعد أن رأيتها تبتسم بخبث ،،،

" يبدو بأنك قمت بتطويل شعرك كثيراً هذه المرة !"

" أجل نوعاً ما "

" إذاً الأطراف ككل مرة ؟!"

سألتني وهي تخرج عدتها من الحقيبة لأرد عليها قائلة ،،،

" لا ،، أريده قصيراً ،، إلى منتصف ظهري وربما أقل بقليل "

" ماذا !!! "

دُهشت لطلبي فأنا لم أجرؤ يوماً على قص شعري لهذه الدرجة من قبل إلا أنه وبعد مدة من محاولة إقناعها وافقت  ،،،

والآن كنت أقف أمام المرآة أنظر إلى شعري الأحمر الذي بالكاد كان يصل إلى منتصف ظهري وكان يبدو جميلاً على عكس ما كنت أتوقعه  ،،

" حسناً سأعترف ،، أنه يناسبك للغاية وانا لم أتوقع هذا ! لكنني لو كنت أملك شعر كلون شعرك لما قصصته نهائياً ! "

"شكراً إيلينا إنه رائع وهذا بفضلك "

نظرت إلي عبر المرآة مبتسمة ثم قالت ،،،

" دعك من هذا ،، لم نلتقي منذ فترة طويلة يا فتاة !!"

إبتسمت انا الآخرى وجلست انا وهي لمدة لم أشعر بها إلا حين غادرت وعدت وحيدة في غرفتي وبينما كنت أجلس وأتفقد هاتفي سمعت صوت طرق الباب وأذنت للطارق بالدخول وهذه المرة كانت ماري ،،،،

" صغيرتي إن نينا تنتظرك في الأسفل لمشاركتهم وجبة العشاء  ،،، هل قصصت شعرك ! إنه يناسبك للغاية جميلتي !!"

إبتسمت بلطف حين أخبرتني بأن الشعر القصير يناسبني وقلت ،،،

" شكراً لك ماري لكن هل يمكنك أن تدعيهم يحضرون وجبتي إلى هنا ؟"

لم تجبني فقط إقتربت إلي أكثر حتى وصلت أمامي تلمس وجنتي وشعري بلطف قائلة ،،،

"لا تفعلي هذا إبرييز ،،، هيا بدلي ملابسك وإنزلي ، الجميع بإنتظارك "

حسناً لم اتمكن من رفضها وهي تنظر إلي بنظراتها اللطيفة هذه فقط اومأت لها بصمت وتوجهت معها إلى الأسفل دون أن أبدل ملابسي حتى ،،،

وللأسف كان الوضع كالتالي الآن ، انا أجلس بجانب والدتي وأبي يترأس الطاولة وبجواره كارلو أما عن أمامي مباشرة فقد كانت تجلس خالتي ناسيتا والمفاجأه الكبرى هي من تجلس بجوارها ،،،

ناتاشا ، لا أعلم كيف عادت من روما بهذه السرعة ولكنها تبدو مختلفة ،، أعني ليس شكلياً ولكنها هادئة ! لقد تعودت على ناتاشا المستفزة والمغرورة لكنها تبدو هادئة الآن ،، هذا الهدوء لا يناسبها بتاتاً على أية حال ،،،

" إذاً ناتاشا كيف كانت رحلتك إلى روما " سأل والدي لتنظر إليه ناتاشا ثم تحولت أنظارها إلي لتبتسم إبتسامة صغيرة متعجرفة قبل أن تقول ،،،

هل قلت قبل قليل بأنها تغييرت ؟ انا أسحب كلامي ،،،

" جيدة انا أعمل بعمل مستقل ولقد ساعدت والدي أيضاً في أعماله هناك وتعلمت الكثير عن مجالنا ،،، ربما سأقرر أن أصبح مساعدته مع مرور الوقت !" أنهت كلامها ونظرت إلي بهدوء ،،،

" هذا جيد ، لكن يجب عليك الحذر خاصة الآن بعد أن أصبح الجميع ينتظر خطأً واحد من الآخر ،، هذا العمل يحتاج إلى الأذكياء والأقوياء ،،، توخي الحذر ! " أجابها والدي لتومئ له ،،،

ناتاشا كانت الفتاة الوحيدة في العائلة التي عملت مع المافيا على عكس أخيها ميشيل فهو في نفس عمري ويدرس الطب ويعيش في بريطانيا بعيداً عن المافيا ،، أما انا وتاتيانا فقد كان والدي حريصاً على أن يبعدنا قدر المستطاع عن جميع أعماله على عكس والد ناتاشا أليكسندر فهو ومنذ أن بلغت ناتاشا الثامنة عشر بدأت بالسفر معه لعقد الصفقات أما انا وتاتيانا فقط تعلمنا أساليب القتال للدفاع عن أنفسنا مع أن تاتيانا كانت فضولية جداً تجاه هذه الأعمال وحاولت إقناع والدي الكثير من المرات بأن تعمل معهم هو أو كارلو إلا أن والدي كان يرفض ،، وهذا كان أحد أسباب سفرها لتكمل دراستها في إيطاليا ،،

لكي تحاول كبح رغبتها في العمل مع المافيا ، لكن ومع أول سنة لها هناك حصل ما جعل والدي يندم على موافقته على ذهابها  أما عني انا فلم أكن يوماً من محبي هذا العمل منذ البداية ليس خوفاً فأنا ولأنني ولدت وعشت بين عائلة مافيا تعلمت أن الخوف هو ما يفقد الإنسان حياته وليس الموت لكن كل ما في الأمر أنني لم أكن من محبي القتل والتجارة في الأسلحة ، صفقات التجارة بالأعضاء البشرية والمخدرات وغيرها من الأمور المخالفة للقانون لكنها ليست كذلك للعالم السفلي ،،

وكل ما يتعلق بعمل المافيا لم يكن يغريني ولا أظن بأنه سيفعل يوماً لطالما أحببت الغناء والعزف على الكمان ودرسته إلا أنه ومنذ وفاة تاتيانا لم أعد أعزف ابداً أو حتى أغني ، لذا لم يكن مسموحاً لي أو لتاتيانا التدخل في أعمال والدي أو المشاركة فيها ،،، انا أكتفيت بالغناء ودراسة العزف على الكمان وتاتيانا بالدراسة خارجاً ومن ثم الموت ! أما عن ناتاشا فقد شاركت والدها معظم صفقاته وأعماله في آخر سنواتها ولربما انا شاكرة لوالدي على هذا لأنه على الأقل يحاول حمايتنا من الخطر على عكس والد ناتاشا والذي لا يهتم إن كان الخطر يحوم حول إبنته على ما يبدو ،،

" ماذا عنكِ إبرييز هل ما زلت حبيسة غرفتك إلى اليوم ؟!" نطقت بهذا ناتاشا توجه حديثها لي ونظراتها الماكرة تستفزني لأقف وأشوه وجهها ،،،

لكنني تماسكت وإبتسمت لها بهدوء وقلت بكل برود ،،،

" أجل ، فكما تعلمين العمل بين الرجال لا يغريني كما يفعل معك "

رأيت إبتسامتها الماكرة تتلاشى وشعرت بقرص والدتي لفخذي من تحت الطاولة لألتفت أناظرها بغضب على خوفها من جرح مشاعر إبنة أختها وحين رأيتها تحذرني بعيناها  وقفت من مكاني واستأذنت لأصعد لغرفتي ،،

للمرة المليار أفضل السجن على الجلوس مع خالتي وإبنتها والآن أمي !

أمضيت باقي الوقت في غرفتي كنت أستطيع سماع أصواتهم في الأسفل لأشكر نفسي على عدم مشاركتي المكان نفسه مع ناتاشا وخالتي ناستيا ،، كانت علاقتي بهم هكذا طوال الوقت ،،، حاولت أمي الكثير من المرات جمعنا أو حتى محاولة تقريبنا من بعض إلا أنه وفي كل مرة ينتهي الأمر بنا في عراك طويل ،،،،

حسناً سأعترف ،، يمكنني تحمل خالتي ناستيا لكن ناتاشا ! أبداً !

أبداً ،، لا أستطيع تحملها ووجودها معي في نفس المكان ،،، وذلك لأنها فعلت شيء يستحيل أن أنساه طوال حياتي !

************************************

انتهى فصل اليوم اصدقائي 💖

اعتذر إن كان هناك اخطاء إملائية 🦋

حسناً سأعترف ،، انا أفتقد قرائي القدامى يارفاق 😭💙 ماذا عنكم ؟؟؟!!!! " وحتى الجدد صدقوني " 😭

بسم الله نبدأ 🦦 ، إرينا وإبرييز 😭❤️

الخالة ناستيا 🌚

والدة إبرييز ؟ 🤍

هل خوف والد إبرييز عليها يبرر طريقته في حمايتها ؟

كارلو الهوووت 🩵

حفل رأس السنة ؟ لماذا يريد كارلو مشاركة إبرييز لهذا الحفل بينما والدها منع ذلك ؟

ما الذي يخطط له كارلو ؟

ناتاشا ؟ برأيكم ما هو الشيء الذي فعلته لإبرييز ؟

الفصول هذه تعتبر فصول أولى الأحداث الحماسية لم تبدأ بعد 🌚🖤

واخيراً انتبهوا لأنفسكم ، لا تهملوا دروسكم ولا تنسوا صلواتكم💖

شاركوني توقعاتكم للفصل القادم 🦋

شاركوني رأيكم في التعليقات ،، احبكم فرداً فرداً ❤️❤️







نهايات متجددة - روزالـيـنـا

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

2.4M 150K 41
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...
13.5K 1.4K 12
عاشت توينكل تعيسة مسلوبة الإرادة رفقة أم متسلطة، لم تسألها عن رأيها في أي شيء، و لم تسمح لها حتى أن تختار الرجل الذي ستشاركه حياتها، غير أن اكتشافها...
1.7K 63 16
تحدث سلسلة من الجرائم تذهب ضحيتها اربع فتيات فى مقتبل العمر فتجد المحققة ريفر نفسها بعد التحرى انها وفريقها فى مواجهة قاتل متسلسل فى طريقها لمعرفة ه...
3.8K 129 1
سيولٌ مِـنَ الألَـمِ جرَفت هدوءُ أيامَها وَلـطَخت مَعها رُونقُ ألجمالِ في عَيـنيـها ، حين إختَـطَـف ذَلِكَ ألحادِثُ الأليمِ عائِلـتَها العزيزة ، لشهو...