نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍

Bởi rh6ym5

16.9K 2.3K 1.3K

' لم أنتظِر منكِ شيء ، لم أطلُب عطفًا و لا بُكاءً و لا عِراكًا و لا حتىٰ أن تُقاتل الدُنيا معِي ، كُنت أحتَاج... Xem Thêm

𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒¹⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁸
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁰
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³¹
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³²
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³³
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁴
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁵
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁶
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁷
𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁸

𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁴

359 51 19
Bởi rh6ym5

إستمتعُوا و لا تنسوا الڤوت و الكومنت ☃️

. . . . . . .

دائمًا ما يكُون داخِل الإنسيُّ شخصين مُتضادين ، أحدَاهُما يُعاني من الكِتمان ، الإحبَاط ، اليَأس و الذكريَات بينما الآخر يشعُر بِالقوة و التغلُّب علىٰ ما مضىٰ ..

و لِكُل منهُما حينٍ مُحدد للظهُور فيه ، الأول يظهر في الليلُ المُظلِم و الهدُوء المُخِيم ، الآخر يظهر مع طلُوع الشمس في الصبَاح و أوقاتُ النشاط ..

الأول دائمًا ما ينتصِر في بعض الأحيَان علىٰ الإنسان ، لذلِك أوقاتًا ما تجد أشخاصٌ يمرُون بِفترة عصِيبةٌ مليئةٌ بالبُكاء و أذىٰ النفس لِمدة مُحددة ثُم يبتعَد ليترُك مجالًا للآخر بالظهُور مجددًا ..

" إنهُ شيءٌ مُحزنٌ جدًا و للغاية "

تلفظَّت ذات الزُمردتينِ لِرفيقتها التي تُعدِّل شعيرَاتُها الزعفرَانية ، إبتسَمت رُوينَا لها ثُم ربتتّ علىٰ كتفها بِخفة قبل صعُودها لِلسيارة ..

" لا يُهم ، هذا كان شيء مُؤكد حدُوثه "

أردَفت و هي تَضع حِزام الأمان حوّلها فَسمعِت تنهيدةُ الأخرىٰ ، هل أصبحت رُوينَا ليست مُبالية لِشيءٍ أم تتقبَل كُل ما تأتي به الحياة ؟..

" مُصابة بِجفاف عيّن مُزمِن لا يُمكن علاجهُ نهائيًا ! بسبب بكائكِ الكثير و تقولين لا يُهم "

كانت كَاديَان علىٰ وشك البُكاء لِتتمسك رُوينَا بِوجنتيها بين كفيها ..

" أنا قد مررَت بمواقِف عصيبةٌ وحدِي ، أَتظنِين بِأن فقدِي لِلرؤية الجيدة سَيحزنني كثيرًا ؟ ، رُبما القدَر سيُعوضني أو لا ، الأهَم الآن هو أننِي بِخير "

حدِيثها يُوحي بِكم هي ترغَب أن تَطوِى علىٰ يأسهَا صفحاتٍ و تبدأ في صفحةٍ ناصعة مليئةٌ بالسرُور ..

" حسنًا .. سنتوَجه الآن لِشراء قَطرةُ العَين و النظارةُ كذلك "

" و أخيرًا سآراكِ جيدًا يا فتاة ! "

. . . . . . .

" إطلبي ما تودِين ، أميرتي ألُورَا "

تحدث جِين و هو يساعد صغيرته في الجلُوس علىٰ الكُرسي في ذلك المطعم الفاخِر فهُم سيتناولُون الغدَاء بالخارِج اليوم ..

" إختَار لي أ..أنتَ أبي "

تحدثت بعبُوس و هي تمدُّ قائمة الطعام لِوالدها فجميع الآكلات يظهر بِأنها لذيذةٌ لكِن بعد تذوُقها سَتكُون أبشع وجبةٌ طلبتهَا ..

" لفائِف الخُبز المَحشوة بِالخُضار و اللحمُ سوف يكُون مُفيد جدًا لكِ مع عصِير البُرتقال المُنعش ، ما رأيك ؟ "

أمَال رأسه بِإبتسامةٌ ناحية إبنتهُ في النهاية فهو فَرِح بِسبب الفحُوصات التي كانت جيدةٌ جدًا و هذا يدُل علىٰ نجاحهُ في الإعتناء بِصغيرتهِ ألُورَا ..

" هذا يـ..يبدُو شهيًا ، هل .. هل يُمكننا طلب فطِيرة التُفاح بعد الأكل ؟ "

" بالتأكِيد ! ، أي شيء تريدهُ أميرتِي الصغِيرة "

خجلت أمِيرتهُ و غطَّت وجهها الوردِي بِيدها الضئِيلة التي لم تُغطيهِ بِالكامل فَكانت هيئتُها في غايَة اللطافة بِعينِ والِدها ..

ألُورَا كان حديثُها كثيرًا و أبيها كان يستمِع جيدًا لها ، أرادت شِراء ملابس جديدةٌ بِمِناسبةُ قدُوم الشتاء و إرتداء آخر صيحَات المُوضة و جِين وَعد بِأخذها غدًا لِلشراء ..

جاء الطعامُ الشهيُّ الذي جعل الفتاة تِصدِر همهماتٍ تدِل على لذةِ الطعام و جِين كان سعيدًا كون إختيارهُ أعجبها حقًا ..

. . . . . . .

" ما الذي تبحثِين عنهُ ، رُوينَا ؟ "

تسائلت كَاديَان التى جلست بِجانب زوجها بعد الغدَاء ، تضع فنجان القهوةُ لِنامجُون و كُوبين الشاي الأخضَر لها و لِرفيقتها ..

" أبحثُ عن عملٍ شاغرٍ لي "

" لا بأس بِهذا يا فتاة ! "

أردفت كَاديَان و هي تلوح بِيدها في الهواء فهي بصدقٍ لا تملُك مشكلة في تلبيَة احتياجاتُ رُوينَا و تقدر علىٰ تحمُّل مسؤوليتَها كاملةً ..

لكن رُوينَا نفت و هي تأخذ رشفةً من الكُوب فتنهدَت صدِيقتها لِذلك ، تترُك رُوينَا تفعل ما تشاء و ما يحلُو لها ..

رُوينَا إتخذت الصمت سِمةً لها أثناء جلُوسها معهُم بينما الزوجينِ أخذوا يتحدثُون أحيانًا و يشاهدُون التِلفاز أحيانًا حتى إنتهَت مشرُوباتهُم الثلاثة فَأخذتهُم كَاديَان لِلداخل و تبقىٰ طويل القامَة مع ذات الشعر الأحمَر ..

" هل وجدتِ عملٍ ؟ "

إستمَال بهدُوء بينما يضَع قدمًا فوق الأخرىٰ فَرفعت عسليتاهَا نحوهُ ..

" لا ، يبدُو أنهُ لا يُوجد عملٍ شاغرٍ "

" بلىٰ ! "

همس و هو يُخرج تلك البِطاقة مِن جيبهُ و يُقدمها إليها ..

" هذا عملٍ لِمدة مُحددةٌ فقط ، ستكُونين مُساعدةٌ لمُحاميٌ مشهُور جدًا ، هل لا بأس بِهذا ؟ "

" بِالطبع لا بأس ! ، يجب عليّ التدريبُ أولًا حتىٰ أكُون انا المُحاميَة "

نطقَت و هي تقرأ بِعيناها المكتُوب ، يُوجد رقمينِ هُنا ، إسمُ مكتبُ المُحامي ، العُنوان و الأورَاق المطلُوبة للقبُول في العمل ..

" شُكرًا لكَ كثيرًا نامجُون "

تحدثتْ مُبتسمةً إليهِ فَبادلها بِلطفٍ ثم نهضَ مُتجهًا لغرفتهُ و لحظاتٍ حتىٰ تبعتهُ كَاديَان بينما الأخرىٰ أجزمَت على الإستيقاظُ مُبكرًا و الذهاب ..

مِيعاد التقدِيم في الساعةُ العاشِرة صباحًا ، يجب أن تفِيق في الثامِنة فتجهِير الملفات المطلُوبة يأخذُ وقتًا و هي بالفعِل قامت بِشراء ملابس جديدة اليوم و مُناسبة تمامًا لِحدثٍ كهذا ..

قامت بتعدِيل نظارتُها الفضية و الإبتسامةُ الواسعَة لم تمحُو من علىٰ محيَاها ، رُبما أنها و أخيرًا وجدَت مخرجًا من بُؤسها ..

. . . . . . .

صغيرتهُ الحُلوة تجرِي أمامهُ رِفقة الجرو الصغِير ، الفراء خاصتهُ كان بِلَون الثَلجي الأبيض و اللُون الفحميّ الغامق ذو عيُون دائريَة زرقاء بدِيعةٌ و لامِعةٌ ..

تركُض معهُ و تداعبهُ أسفل نظرَات والدها المُبتسمةُ فَمن الواضِح أنهُ أحبُوا بعضهُم و إعتادُوا بِسرعةٍ فائقةٍ و كان الجرو من إختيار ألُورَا كما لقبهُ ' برِيف ' ..

إرتاحَت عيونَها نحوهُ و لِألوانهُ الهادِئة و قد أعجبَت بعيُونه كثيرًا ، ظلت تقفز و تصرُخ بِحماس أثناء الشِراء و لم تحسُّ بِالرهبةُ مِنه بل كانتَ تحتضنهُ و تمسَح علىٰ فراءهُ بنعومةٍ ..

هذه الأيَام صعبةٍ عليه و هو جاهلٌ لِسبب صعُوبتها ، الماضِي السيء يأكُل عقلهُ بعدما أعطىٰ الدوَاء لذاتهُ ضدهُ ، رُبما أنه كان يهرَب من الأمر إلىٰ أن وصل لِنقطةِ النهاية و الحدّ المُغلق ..

شاهدهَا و هي تتجهُ نحوهُ بِعيُون خاملةٌ فَأدرك أن طاقتها قد نفذَت اليَوم ..

" أ.. أبي ، أُريد الذهاب لِلبيت .. أرغب بِالنومِ "

كانت تُجاهدُ حتىٰ تُكمِل حديثُها الخافِت ، ضحكَ والدها بِخفةٍ ثم إتجه نحوها لِتُحاوط ذراعيهِ جسدهَا و يحملها بين يديهِ و هي أراحت رأسها علىٰ كتِف والدهَا ..

صفَّر جِين لِلجَرو فَركض إليهِ ثُم أخذ يسِير بِجانبه حتىٰ صعد لِلسيارة في المقعد الخلفِي ثم وضع ألُورَا بِرفقٍ فَهي قد غطَّت في النوم ..

. . . . . . .

مُنبه الهاتِف العالي صدَر جاعِلًا مَن نامَت متأخرًا تستفِيق بِحيويَة غير معهُودةٍ ، إغتسلَت كاملًا و شاهدَت زوَال السوَاد الذي كان مُحتتل بشرة عيُونها ..

لم تكتسِب وزنًا كبيرًا يُذكر لكِن إستعادَت قواهَا و لمعةُ عسليتاهَا ، إرتدَت ملابس رسمية تُناسِب المُقابلة و بعض المستحضراتِ البسِيطةُ ..

يبدُو أن كَاديَان و نامجُون لم يفيقُوا بعد أو قد إستفاقُوا لكنهُم لم يتجهزُون كامِلًا بعد ، خلعت المِعطَف الثقِيل نسبيًا ثم بدأت في إعداد الإفطارُ ..

سوف تعمَل بِجِدٍ حتىٰ تحصُل علىٰ مسكَن لها و تعِيش وحدها في هدُوء و تتوَالىٰ عليها الأيام الجيدةُ حتىٰ تنسىٰ ماضِيها السيء ..

شعَرت بِبرُودةِ كفيّها ، نظرَت لهُم ثُم كوَّنت قبضَة يد و شردَت في اللاشيء ..

هو مَن كان يتمسَك بِيدها و يُدفئها لها بِكُل السُبل المُتاحةِ قِبالهُ ، لم يُدفئها أحدًا بعدهُ حتىٰ زوجها لم يفعل لِذا هي سَتظل مُتذكرة بأنهُ أكثر شَخص أحسَّت بالدِفء معهُ ، و مَن أعطاهَا الحُب بِصدقٍ لكِن أحيانًا ما يسعىٰ الإنسان نحو الأشياء الخاطئةُ ..

هذه فِطرة إنسانيَة ، الشيء المُضر مُراد ، الطرِيق الخاطِئ مَسعيٌّ إليهِ ، لو كان بِمقدُور الإنسان معرِفة القدر لِمَا كان هُناك شيء يُسمىٰ ندَم !..

تنهدَت و لم يكُن غرضهَا من التنهِيدةُ الزفِير بِقدر إخراج تلك الأحاسِيس دُفعةً واحدةً ، تُريد أن تمضي بِخفةٍ لا تدري عن أحد ..

" صبَاح الخير ! "

قالت كَاديَان و هي تخلع الوِشاح الصُوفيّ و تتجِه نحو رُوينَا التى فزعَت و أفاقَت من سرحانِها العمِيق أثر صوتها ..

" صباحُ النُور "

" رُوينَا الحيويَة عادت أخيرًا ، لقد أنتهيتِ بالفِعل .. بِـ ماذا أُساعدكِ ؟ "

تحدثت كَاديَان تزامُنًا مع دخُول زوجها الذي ألقىٰ تحيَة الصباحُ ثم جلس علىٰ الكُرسي ..

" فقط قُومي بِتقطيع بعضُ الخُضروات و انا سأُرتِب الأطباقُ علىٰ الطاوِلة "

فعلَت الإثنين عملهُم و كَاديَان إستغرقت دقائِق صغِيرة حتىٰ إنتهَت فكان الفطُور دَافئًا لِهذا اليومِ ، و صامِتًا من جهةِ رُوينَا التى تُفكِر في الذي سَتفعله بعد خرُوجها من المنزِل ..

" هل ترغبِين في آي مُساعدةٌ ؟ "

إستمَال نامجُون بعدما يُتابِع أخبار اليومِ على هاتفهِ و يحتسِي قهوتهُ ، نفت رُوينَا عدة مرات و لازالتُ تتناوَل طعامُها ..

" لا ، شُكرًا لكِ .. أنا سَأذهب و أقوم بِإنهاء جمِيع البياناتِ الخاصة بي المطلُوبة ثُم أتجه لِلعنوانُ "

أنهتّ حديثُها و هي تشعُر بالإمتنانُ العظيمُ لهُم ، بصدقٍ لولاهُم لَكانت مُشردةُ الآن ، وضعت كَاديَان كفها فوق خاصتها تشدُّ عليه بِرفقٍ ..

" أتمنىٰ لكِ حياة تُعوضكِ عن الذي حدث لكِ رُوينَا و لا تبكِي مُجددًا أبدًا "

. . . . . . .

" إنهُ يبدُو لطيفًا جدًا و هو يأكل .. أبي إثـ..إثتمِع لأصواتهِ ! "

قالت ألُورَا بِتبسُم واسعٌ بينما تشرُب من البابُونج الدافئ فلا مزيدُ من كثرةِ شُرب العصائر الباردة حتىٰ يتعدَّل الجو قليلًا ، الفتاة الصغيرةُ هنا تلتقِط المرَض بِسهُولةٍ ..

" لقد أحسنتِ إختيارهُ بِالفعِل ، إنهُ جمِيل "

أجابها و هو يرتشف آخر رشفةٍ من فنجان قهوتهُ المرافِقة له ، التى لم تتخلىٰ عنهُ لحظةً ، يجدها وقتما يرغبُها لِذلك هو يحتسيهَا دُون إضافات ، فقط القهوةُ الغامِقة المُرة ..

" هـ..هل ثَنتركهُ وحيدًا هنا ، أبي ؟ "

" نعم ، رُبما سيشعُر بالوِحدة و الحُزن هذه المرة و المُقبلةُ كذلك لكِنه سَيعتاد و يتفهَم الأمر لاحِقًا "

" أَتـ..أَتظُن ذلِك ؟ "

همست و هي تنظر ناحيةِ مَن يتناوِل طعامهُ بِسعادةٍ ظهرت علىٰ رقصَات ذِيله التي يفتعلُها ..

" بَل أنا مُتأكد ! "

ضحك بِخفُوت و هو يشاهد قلَق صغيرتهُ علىٰ الجَرو خاصتُها ، إنها مُراعيةٌ لِلمشاعر و حنُونة للغايَة ..

" هل نذهبُ ؟ "

إستفهَم والدها بِلطف فَأومَأت له و حملت حقيبة الظهَر ثم أخذت خطواتها لِلخارج مع جِين ، فور ما أُغلِق باب المنزِل حتىٰ سمعُوا نِباح الجَرو من الداخِل ..

عبسَت شفتي الصغِيرة بِشدة و رغبَت بِالرجُوع إليه لكِن جِين حملهَا و عانقهَا مُتمتِمًا بِـ ' لا بأس أمِيرتي الصغيرة ' ..

وضعها داخِل السيارة ثُم صعد عقبَها ، نظر لها و كانت مُحبطةٌ جدًا فشغَل أُغنيتُها المُفضلة حتىٰ تتفاعل معها و تنسىٰ الأمر ..

نجح بِالفعل و بدأ بِفتح أحادِيث عشوائيةٌ معهَا و أخذت تحكي لهُ أشياء كثِيرة من ضِمنها تِلك الفتاة الهادِئة في الصف و غريبةُ الأطوَار ..

" أعطيني قُبلتي "

طلب و هو يُوجهُ وجنتهُ إليها ليشعُر بقبلةٍ صغيرةٍ هُناك أزهرّت فؤادهُ ، ما إن فارقَت شفتاهَا خد أبِيها حتىٰ صدر صوت ضوضاءُ من السماء ..

" إذهبِي سريعًا قبل أن تُمطِر ، أغلقِي مِعطفك و لا تخلعِين الوِشاحُ أبدًا "

" حثنًا أبي ، و.. وداعًا ، أتمنىٰ لكَ يـ..يومًا ثعيدًا "

أنهَت عِبارتها تزامُنًا مع إغلاقِها لِباب السيارةُ و زيادِة جَلبَة السمَاء مشِيرةً علىٰ قدُوم أمطار غزيرةٌ و عاصفة قويَة ..

ظل جِين في السيارة حتىٰ أصبحت إبنتهُ داخِل حوائِط المدرسة فهكذَا سوف تحتمي من البرد و الغَيث الذي بدأت قطراتهُ في النزُول ..

لقد شعَر بقدُوم عاصِفة غير طبيعيَة مُنذ بدايَة اليوم جاهِلًا نوعها ..

سار بِسيارتهُ مسافة قليلة حتىٰ وصل لِعمله ، اليوم سوف يكُون شاقًا جدًا بسبب المُتقدمين لِلعمل و يتوجَب عليهِ قراءة أوراقهُم حتىٰ يستطيع توظيفهُم ..

دخل لِمكتبهِ و أشار بِبدأ دخُول المُتقدمِين حسب أرقامهُم واحدٌ تِلو الآخر ، كان بعضهُم شباب و الآخر فتياتٌ ، بعضهُم لازال يدرُس القانُون و البعض الآخر قد تخرَّج بِالفعل و حضر لِلتدريب فَمن الذي سَيُفوِت فُرصة العمل و التدَرُّب مع المُحامي الذي لا يخسَر ؟!..

مرَت ساعةً و هو يستقبِل أوراقهُم و يسأل نفس الأسئلة لِكُل شخصٍ يدُخل مِن الباب ، القلِيل منهُم تم رفضهُم دُون تفكِير لِعدم مناسبتهُم لِلعمل و الباقي إحتفظ جِين بِأوراقهُم ..

و واحدٌ او واحدةٌ مِن كُل هؤلاء البشَر مَن سَيحصلُون على هذه الفُرصة الثمينةُ ..

شعر بِصداعٌ طفيفٍ فَطلب بِأخذ إستراحةٍ ، صنع له كُوب من القهوة و هو يبتسِم علىٰ تخيلهُ لِمشهد إبنتهُ و هي تمنعهُ من إحتسائها ..

نظر لِزجاج مكتبهُ المليء بِزخات المطر الذي توقفَ لكِن لازالت بعض القطراتُ الصغيرةُ جدًا تستمِر بالهبُوط مِن السُحب الرُمادية ..

أنهىٰ فنجانهُ و دلَّك رأسه ثوانٍ عديدةٍ مُغمضًا جفونهُ و أعلن نهاية الإستراحة ، سمِع صوت فتح الباب ثُم إغلاقهُ بعدها ..

" مرحبًا "

و أثر ذلِك الصُوت ؟ فتحَ عيُونه بِهدُوء كما رفع رأسهُ بِذات الهدُوء كذلك ..

هذه هي العاصِفة التي كان يشعُر بِقدومها مُنذ أيامٍ ، لقد حضرتْ و أخيرًا ..

أراح ظهرهُ لِلوراء و أقام تواصل بين عسليتاهَا المُتوسعة بِصدمةٍ و بُنيتهُ الحالِكةُ الهادِئةُ ، يُشاهد إهتزاز عدستيها و يدها التى تحمِل ملفاتُها ..

ضرب الرعدّ السماء و عادَت الأمطار في الأجواء ، عاصفتين في ذات الحِين و لِهذا رُوينَا كانت تتذكرهُ على غفلةٍ في الأوقاتِ الماضيَة ..

هل هذا هو اللِقاءُ مُجددًا ؟..

يُمكنها سماع دقات قلبُها جيدًا و الدم يشتدُّ سُرعته في عرُوقها بينما هو شعر بزيادة ضجيج عقله و تضاعُف الصُداع لديه ..

" مرحبًا "

قال بخفُوتٍ بينما يمدُّ يده لِلأمام حتىٰ تُعطيه أوراقِها ، ذلك التواصُل الغريب و الكثِيف لم ينقطِع و كُلًا منهُم يشعُر بِأن الأرض لا تسِع لِما يحدُث الآن ..

شاهدها تشدُّ علىٰ الملفات لِلحظاتٍ ثم وضعتهُم في يدهُ و هو مَن أبعد عيونهُ عنها موجهًا إياها لِلأوراق و هي من المُفترض ان تُعرِّف نفسها الآن ..

هو يعرفُها بِالفعل ، هل يجب أن تفعل ذلك أم لا ؟..

" تحدثِي "

أمرها ، حمحمَت ، حكَّت كفيها ببعضهِم ، ناقلَت عسليتاهَا في الأرجاء ، عدلَّت نظارتها ، رطبَت شفتاها ، لُغة جسدها تُوضح إضطرابها الشديد و خفقان قلبُها يكاد أن يسمعهُ المُحامي هنا لولا صوت الغيثُ ..

" إ..إسمي رُوينَا ، أبلُغ من العُمر سبعةِ و عشُرون عامًا ، عمَلت لِفترة قصيرةٍ و حدَثت بعض الأمُور التى منعنتى عن مُزاوَلة مهنتي لِمدة ثلاث سنواتٍ تقريبًا "

قامَت بتعدِيل نظارتُها مُجددًا في النهايَة و كُل ما تلقت منهُ هي همهمةٌ خافتةٌ أثناء قراءة عيناهُ لأوراقها أمامهُ ..

صمت حلَّ و المطر لازال قائِمًا ، رُوينَا تعبَث بِأظافرُها قلِقًا و الآخر لازال يقرأ بسكُون تام و هي الوحِيدة مَن أخذت كل هذه المُدة في الداخل ..

هبطَت كتفيها بِإحباطٍ و يأسٍ كبير ، بِالطبع سَيتمُ رفضها ، كيف سَيُوافِق شخصًا علىٰ توظِيف حبيبتهُ السابقةُ التى هجرتهُ ؟..

نظراتها و رأسها توجهُوا لِأسفل ،لمعَت مُقلتيها رغبةً بِالبُكاء ، مِن فِرط حماسُها لِلعمل لم تلحَظ إسم المُحامي علىٰ البِطاقةُ و سوف تعُود محاصرةً في الماضي ..

تشعُر بِالندم علىٰ مجيئُها هنا ، رُبما القدرُ لم يكتُب المَخرجُ من بُؤسها بعد ..

" مُوافِق علىٰ عملكِ هنا ، رُوينَا "

. . . . . . .

| أنتَـهىٰ |

يارب ما اشوف احد يحكم على جين من حالًا 🥰

توقعاتكم ؟

آي تعليق او انتقاد ؟

... نراكم في البارت القادم ، دمتم بخير ...

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

166K 16.7K 16
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
1.1M 29.8K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
11.1M 983K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
837K 67.4K 71
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...