جاهل في الحب🐋

By pale_godforsaken

678K 37.4K 26K

لا أحتاج للحب .... فهو دليل على الضعف ... لا أحتاج اليه .... استطيع ان ابقى سعيدا بدونه مالفائده من تكريس ن... More

مخلوقات ضعيفة
تلك المجنونة
نحس
السارقة
الظلام
شريك
الصغير ذاك
في كل مكان
قلعة من رمل
الطريق
ضيف غير مدعو
البحث عن شريك
شخص غريب
أختفت الإبتسامة
فتره مؤقته
التنفس عميقا
ألاختباء
أعادة مفاهيم
رسائل فائته
دروس من الثقة
اعتراف وأنكار
شروق أم غروب ؟
الشتاء
ورد الفانيليا
بحر وميناء
مخبئي السري

الحوت

18.9K 1.1K 1.1K
By pale_godforsaken

الجزء السادس عشر

الحوت

قد نتخذ قرارات نعتقد في البداية انها صحيحه ، وقد تكون هذه القرارات نابعه من دراسة عقليه مفرطه

حتى وأن كانت قرارات غير متهورة، ليس بالضرورة ان تكون صحيحه.

ففي بعض الاحيان ، المواقف هي من تصنع صحة القرار.

هناك استثناءات

كذلك هناك امور لا يجب ان نتجاهلها

لا اعلم حقا لما اسرد لكم في كل مرة حٍكم من قناعاتي انا بارك آركيول

لست احاول ان اصلح شأنكم او اتدخل في اموركم

و لست احاول التباهي لكن انا افكر بهذا في داخلي

اعلم ان تصرفاتي عقلانية

لا مجال للمزاح معي غالبا

كذلك ربما قد تجدوني حازم تجاه بعض الامور

كما اخبرتكم مسبقا لدي مبادئ لا اتخلى عنها

وهذا امر طبيعي

لا يعقل ان تأتي وتطلب مني ان احرق يدي لأنك مقتنع بأنه يجب علي ذلك بينما قناعتي ترفض ان احرقها

ربما بالغت في ضرب المثل ، لكن هذا هو الحل الوحيد لأقناعكم حيث ان بعض الامور تبدوا لي مستحيلة تماما كحرق يدي.

فيما يتعلق الامر بهيونا فحينما تتحدث تجعلني اشك في صحة ما فهمت من حديثها

هذا يربكني بعض الاحيان حيث اني لا اعلم ماذا سأقول. وماذا ستكون وجهة نظري

حتى اتأكد من ما فهمته اولا

لست بالعادة أقوم بذلك لكن علي ان اتأكد

لقد قالت للتو انها لن تبقى هنا سوى لفترة مؤقته

اعلم ماتعني بهذا

سوف تغادر الجامعة .... لقد فهمت

لكن هناك امر لا أفهمه

انها لا تريد ان يتم التنمر عليها مجددا بسبب والدها

هل انا الوحيد الذي يفهم من حديثها انه تم التنمر عليها مسبقا !!!

اعلم انه ليس من شأني لكني اشعر بالفضول ولا استطيع المساعدة في التوقف عن ذلك

تجاهلت طلب كارمن الملح بأن اجلس كي تفحص الحرق الذي كذبت بشأنه

بينما اخذت عيناي تلاحق هيونا التي همت بالمغادرة

حينها امسكت بي كارمن لتخبرني ان اجلس

تلقائيا قمت بأبعاد يدها دون ان اكترث لها ... كي اقوم باللحاق بهيونا

او بالأصح لم يعد هناك سبب للبقاء كي اكمل كذبتي لكارمن

عندما خرجت ... كنت اعتقد انها ستذهب للقاعه هي الاخرى لكنها كانت في طريقها للجهة المعاكسة

بالطبع لن تعود لكي تتلقى المزيد من الهجوم

وجدت نفسي حينها القي سؤال ليس له أية مبرر

" إلى اين انتٍ ذاهبه!"

التفتت الي هيونا والتي كانت تنظر الي بريبه

تماما كمن يتساءل ... ما الذي تحاول القيام به آركيول !!!

حقا ما الذي احاول القيام به؟

لكن ملامحها سرعان ما تغيرت الي ابتسامتها المعتادة

" سوف اذهب الى مكان غير الجامعة .... ماذا !! ..( بنظرة اشبه بالتحدي )... هل تود الهروب بعيدا انت الاخر !"

هل بإمكاني الهروب !

لما قد اود الهروب !

انها تسأل بسخريه اليس كذلك !

لكن لما تبدو جادة في عرضها !

" لما أتيتٍ منذ البداية ان كنتي ستهربين ؟... الا تعتقدين ان هذا قليلا ما نوع من الحماقة و الغباء "

هيونا بعد ان تنهدت

" حسننا لم اعلم انه سيتم الهجوم علي ... و أتهامي بالخيانة كوني ابنة الرئيس "

" الا تعلمين ان الطلاب هنا يكرهون امثالك "

ارتفع حاجب هيونا بعد ان سمعت كلامي

ربما كلامي اغضبها

لكنها لم تبقى هكذا طويلا حالما انهيت بقية حديثي

" الطلاب يكرهون ابناء الموظفين هنا ... سواء كانوا محاضرين او غيرهم كوالدك .... الامر غير عادل لهم حيث انكم تدخلون هنا عن طريق ابائكم "

هيونا التي فهمت ما اعنيه اخذت تنظر لحذائها الرياضي

اخذت تتحدث منزلة رأسها

لقد نست اني لا اسمع

او ربما لا تريد ان افهم ما تقول

لكني رغبت حقا بفهم ما قالته

" هل لك ان ترفعين رأسك حينما تتحدثين ...."

اعادت هيونا النظر الي بملل

تلك الغبية تعتقد اني ممل .... ليس وكأنها ممتعه بدورها على كل حال

" اسفه ....لكن علي الذهاب .. ان كنت تود الذهاب بعيدا فعرضي لا يزال قائما "

لم تكن تمزح

لكن لما قد تعتقد اني اود الذهاب معها!!

حسننا ربما لأنك هنا تقف امامها لتطرح عليها اسئلة لا تهمك

في حياتي كلها لم اتغيب عن أية محاضرة في حين تواجدي في الجامعة ... فانا قد اتغيب كي انام بالمنزل ،لكني لم اتغيب بسبب هروبي

لطالما اعتقدت ان الامر سخيف جدا

وهو كذلك .. فلما قد اتعب في الذهاب للجامعة ان كنت لا انوي الحضور؟

لكن حقا .... كيف هو الشعور بذلك !؟

" الى اين تحديدا ستذهبين !"

هيونا ساخرتا

" ما الفائدة من التفكير الى اين سنذهب ان كان الهدف هو الهرب !"

نظرية حمقاء ... لكنها بشكل ما مقنعه

أليس كذلك ؟

هيا آركيول.... انت لست جبان ترفض التجارب الجديدة

بالرغم من كوني انسان روتيني .... وعقلاني ايضا

لكن حقا لا يوجد سبب لذهابي مع المجنونة هيونا

ومع ذلك فلدي رغبة بالذهاب

هيونا التي لاحظت انني اخذت وقتا طويلا ... وعلى ما يبدو انها فهمت الامر

" ان كنت تخشى ان اخبر كيان بالأمر .... فلا تقلق لم يكن لدي نية بذلك فأنا حقا ليس لدي رغبة بالذهاب لوحدي "

لم اكن افكر بذلك .... فليس لدي ما اخفيه

انما انا لست مستعد لشرح الامر لهم جميعا

كذلك لما تريد ان تشعرني انني الان اسدي لها خدمه

سوف اندم لاحقا .... ولكن لندع لاحقا ... يبقى حتى لاحقا

فانا سوف اجرب الهرب هذه المرة فقط

" حسننا لنهرب أذا "

هيونا متفاجئه

" حقا !!!... لم اعتقد انك ستوافق "

حتى انا لم اعتقد ذلك ...

انظروا الى الجهة الايجابية لست وحدي من يرى اني اتصرف بغرابه

اليس كذلك؟

حينها اتت هيونا لتسحبني مع يدي لكن سرعان ما أبعدت يدها عني

انا مشيرا

" سوف امشي بنفسي شكرا "

هيونا

" ايها الجاهل ..... الأتعلم ؟"

" ماذا ؟"

" نصف متعة الهرب هو الركض ..."

ماذا !

" كلا لن اركض كالمجنون .... "

" فما هو تفسيرك للهرب اذا ؟"

" هذا سهل .... نهرب بالاختراع المسمى سيارة ... هل تعرفينه ! "

هيونا بعد ان اخذت بفر عينيها

" اااااه .... وهل ستسمح لي بصعود سيارتك مجددا !"

سيارتي التي اشترتها لي والدتي

بالطبع لا

اجل والدتي

وسوف اكرر الامر ...

" صحيح .... اني لا ارتاح ...(لك ) .... اعني صحيح اني لا احبذ ان تصعد فتاة على سيارتي لكن بما انك سبق وصعدتيها ... فلم يعد للأمر فائدة "

" لم اعلم انك شخص مرن احيان "

" على كل حال لقد دنستها بالفعل "

" هااااا !!!!"

لنذهب فقط

تجاهلت نظراتها لي وهممت بالذهاب لتقوم بالسير خلفي

***

" ابعدي انفك عن النافذه ...."

هيونا ضاحكةً

" لكن هذا ممتع "

" وهذه سيارتي "

حسننا لم يكن الهرب ممتع ... لم اكن انتظر ان يكون ممتع

لكن اعتقدت انه سيكون مختلف

حينما توقفت امام احد الاشارات اشارت لي هيونا مما جعلني التفت اليها

هيونا التي كانت على ما يبدو تفكر بأمر ما

" الم يسبق لك وأن تعرضت لحادث مروري !"

اخذت احدق بها مستغربا

كيف لها ان تعلم !

" لما تسألين !"

هيونا

" لا اقصد الاساءة لكن اليس من الخطر على شخص لا يسمع ان يقود لوحده ... هذا قد يتسبب بحوادث اليس كذلك !؟"

انها لا تعلم ... وانما تتساءل

و انا الذي اعتقد انها عرفت بطريقة ما عن الحادث القديم

انا ببرود

" هذا ما يعتقد الجاهلون .... ثم انا لست مسرعا ... وانما اقود بحذر "

" لست جاهله .... انا اتساءل ... ثم لا يوجد خطاء في ما اعتقد ... "

" اذا هل تقترحين ان اجلب من يقود عني !... لست عاجزا لهذه المرحلة كما ترين "

هيونا بعد ان عادت لمقعدها

" انسى الامر اذا "

هيونا ليست مختلفة عن الجميع ... سوآ في نقطة واحده

الجنون

***

توقفنا اخيرا امام احد المتاجر بعد ان اصرت هيونا على النزول

ان ذوقها غريب

فهذا المتجر قديم جدا

ولكن على ما يبدو لي انها تعرف المكان هذا جيدا

هيونا بحماس

" لم ازر هذا المكان منذ مدة طويله "

" الم تقولي اننا سنذهب لمكان لا نعلمه ؟"

" كلا انما قلت لن نفكر الى اين سنذهب ... ولقد صادف انك ذهب مع الطريق القريب من هنا "

هذا مقنع

مجددا قامت هيونا بسحبي مع يدي ومجددا ابعدت يدها لتسحبها مرة اخرى

استسلم انها عنيدة بشكل متعب

هيونا

" سوف يفرح السيد جينغ حينما يراك "

انا وقد ارتفع حاجبي وقد ارتسمت علي علامات الاستفهام

" ولما قد يفرح !"

" زبون جديد "

اها... بالطبع لابد انه صاحب المتجر المهترئ

حينما دخلنا اخذت عيناي تنظر للمكان ... تلك الرفوف القديمة وتلك المقتنيات الغريبة ... و التحف القديمة

والتي لا بأس بها

كان هناك ايضا رائحة غريبه

ليست سيئة انما جعلتني اشعر بشعور غريب

وكأنما المكان يملك رائحة تعود لأصحابه ...

التفت تلقائيا لهيونا التي ابعدت يدها لتذهب وتلقي التحية لذلك المسن الجالس لوحده

لم اتبعها حينها وإنما اخذت أنظر لهممن على بعد مسافة بسيطة

اخذت هيونا تتحدث مع المسن لكني لم افهم ما تقول فهي لا تنظر ناحيتي .... كذلك لم افهم ما يقوله ذلك المسن .... فلقد كان يتحدث بشكل غريب ... لابد انها للهجة اخرى

شعرت بوجودي الخاطئ حينها

ربما لم يجدر بي الذهاب ...

ما هذا المكان!! ....

من هذا المسن !!!

ومن هي جانغ هيونا

كنت على وشك الخروج من المتجر حتى نظر المسن ناحيتي مما جعلني اتوقف مكاني

حينها اشار الي بأن اقترب

التفت هيونا هي الاخرى

" السيد جينغ يريد ان يراك عن كثب فنظره ضعيف كما ترى "

اومئت برأسي كالأحمق... لأقترب منه

امسك حينها بيدي وأخذ يتحدث

بالرغم من انه كان ينظر الي لكني لم افهم اي كلمة مما قال ....

لم اعلم ماذا اجيبه حيث اني لا اعلم ماذا يجدر بي قوله .... في حين اني اجهل ما يريد

التفت الى هيونا

" ماذا يقول !"

هيونا

" انه يسئلك عن اسمك !!.... السيد جينغ يتحدث بلهجة قديمة لذلك ربما لن تفهمه على الاغلب "

اجل انا لا افهمه

" ادعى ... بارك ... آركيول "

استمر المسن بالحديث

و لكني لم اعد انظر اليه وانما لهيونا كي تخبرني بما قال

اخذت حينها احدق بهيونا التي كانت تنظر الى السيد جينغ مبتسمه

لما هي تبدو سعيدة جدا !

حينها شعرت بشي ضرب رأسي

" ااااه "

التفت الى السيد جينغ الذي قد بدا منزعجا

لتضحك هيونا فجئة

" لما قمت بذلك !"

هيونا

" السيد جينغ يعتقد انك وقح لأنك تحدق بي .... "

" ولما انا وقح ... فلو كان يعرف كيف يتحدث لحدقت به عوضا عنك "

حينها نهض السيد جينق غاضبا

هيونا التي وقفت بيننا

اخذت تتحدث معه حتى هدىء

هيونا

" هي آركيول ... لتملك اخلاق لمن هم اكبر منك "

" عذرا ... لم اقصد اهانتك سيد جينغ لكن كما ترى انا لا اسمعك ... لذلك انا لا افهمك ... كذلك لم اقصد ان احدق بالمج ....اعني بهيونا ... لقد اتيت كي اقوم بشراء شيء من هذه التحف الجميلة ...( اعني الخردة ) "

انهيت حديثي له بابتسامه

ليقف ضاحكا وهو يشير لهيونا ويتحدث مجددا

ااه حقا ما هذه اللهجة

امسك السيد جونغ بيدي فجأه وهو يشير الي ان اقترب منه مجددا

التفت حينها لهيونا ... التي تراجعت للخلف و قررت عدم التفسير

شكرا جزيلا على لا شيء ..

اقتربت من السيد جينغ الغريب هذا

ليقوم بمعانقتي

مما جعلني انحني نظرا لقصر قامته

اخذت انظر لهيونا التي كانت تحبس ضحكتها

ما المضحك !!

ابعدني حينها جينغ قليلا ليمسك بوجهي ويديره يمينا وشمالا

حقا هذا المسن انه يخيفني ... انا لا افهمه كذلك تصرفاته مريبة....

انه غريب الاطوار

" ماذا هناك !!"

هيونا

" انه سعيد لعودتك "

عودتي !!!

" ماذا تعنين بذلك !"

" سوف اشرح الامر لاحقا"

***

لم يأخذ الامر طويلا حتى خرجنا بعد ان اضطررت لشراء تحفه من تحفه

وقبل ان نصعد السياره

التفت لهيونا

" هل يعاني من الخرف !"

هيونا

" اجل .... انه يعتقد انك ابنه لذلك قام بمعانقتك ... في الواقع هو يعتقد الجميع ابنه "

" و اين هو ابنه أذا !"

هيونا التي بدت حزينة

" لقد توفي منذ سنوات مضت "

اخذت انظر لهيونا حينها بعد ان فهمت الامر

هيونا تنظر لساعتها

" لا يزال لدينا وقت طويل "

اخذنا نجول الحارة القديمة حتى انتهى بنا الامر بالجلوس على احد المقاعد الخشبية في الطريق

هيونا بحماس

" هي آركيول ..... هل هذا يعني اننا الان أصبحنا اصدقاء !"

ما هو هذا الذي يعني اننا اصدقاء !؟

" من اخبرك انني اريد ان اكون صديقك !"

هيونا منزعجه

" هل يجب ان يقوله احد .... فلقد وصلنا حتى هذا المكان ما الذي لا يجعلنا اصدقاء ...هل ابدو لك سيئة !"

انا متنهدا

" ليس بالضرورة ان تكوني سيئة .... انا فقط اكره ان اصادق الفتيات ..."

" لماذا "

هكذا

"ليس علي اخبارك "

هيونا بتعجب

" هل لديك فوبيا من الفتيات !"

" كلا "

" اذا لماذا؟ "

لماذا ! .....

لأن قناعتي تختلف تماما عنكم جميعا

لأني قوي ... والبقية ضعفاء

لكنك لن تفهمي على كل حال

بسبب كونك واحدة منهم

ضعيفة

" انا فقط لا اؤمن بهذا النوع من العلاقات "

" وما هو هذا النوع الذي لا تؤمن به "

حقا هذه الفتاه لما لا تتوقف عن السؤال؟

" الن تكفي عن السؤال !"

" ربما لو اجبتني بجواب مقنع سوف اكف عن ذلك "

انا وقد ارتفع صوتي قليلا

" لا اعلم حقا لما اشرح لك .... ولكن انا لست من محبي العلاقات التي تجمع الفتيات والشباب سوية ... لا اجد هذا النوع من الاحاسيس ضروري "

" هل تعني المواعدة !"

" مهما كنتي تسمينها "

" وهل قلت لك انني اود مواعدتك "

ماذا !!!!

" و هل تجرئين حتى على طلب ذلك !! "

" لقد طلبت ان نصبح اصدقاء ... الا تميز الصداقة عن الحب !"

" لا يوجد صداقة بين الفتيات والفتيان.."

تنهدت هيونا حينها مستسلمة فهذا لن يقودها لمكان ما

ثم لنكن واقعيين صحيح اني تهورت وذهبت برفقتها

لكن تخيلوا معي ان تكون هيونا مثل كيان والبقيه

صديقتي ...

هذا يبدو مربكا و خاطئا

بقيت هيونا صامته كذلك انا

حينها تذكرت ما قالته لكارمن

" هل ستغادرين الجامعة حقا ! "

هيونا بابتسامة مزيفه

" اجل !"

" لانة تم ابراحك ضربا "

" اجل "

حسنا انه جواب معقول

" الن تقفي من اجل نفسك !"

" كلا "

ضللت احدق بهيونا التي كانت تبدو في جدال داخلي مع ذاتها

لتلتفت الي اخيرا وتخرج ما كانت تفكر به اخيرا ... لأجد نفسي اود ان استمع لما لديها

" انا فقط لا اريد ان اخوض الامر مجددا .... لقد جربت هذا الشعور من قبل ...... ربما لا تعلم ولن تتفهم الامر ولكن لقد كان ابي سابقا مدير المدرسه التي كنت بها ... اخفيت حينها كونه والدي ... لكنهم كشفوا الامر اخيرا و انقلبوا كما حدث الان ... كنت متهورة ... اكثر من الان واخذت بالدفاع عن نفسي لكن انتهى الامر بأذيتي ... اعلم كيف سينتهي الامر لذلك لا اريد ان اخوضه للمرة الاخرى ......... اخبرني ابي ان الامر سيكون مختلف لكن ابي ليس هو من يتعرض لتنمر لذلك هو لن يفهم انني متعبة من ذلك ..."

بقيت هيونا حينها صامته وانا اخذت احدق بها

لم افهم بعض كلماتها نظرا لسرعتها في بعض حديثها ولكني فهمت الفكره

حسننا لم اكن اعلم بذلك

فهي لا تبدو متعبه ... وانما على العكس فغالبا ما تبتسم

حتى هذه اللحظة فهي لا تزال تبتسم

انزلت حينها هيونا رأسها لتفاجئني بكونها كانت تبكي

ربما لم تكن سعيدة ... كما اعتقدت

هل كان وجهها السعيد بشكل جنوني ما هو الا غطاء تستخدمه !!

لا اعلم لماذا انا الان اشعر بالأسف اتجاهها؟

سوف افسر سؤالي لكونها تبكي امامي

لكن لما انا اجد ان ما قالته للتو قريب من ما امر به بفضل والدتي

اعني هي الاخرى لا تريد ان تخوض امر مؤلم سبق وان جربته ....

انا متنهدا

" كفي عن البكاء ...... "

احسنت عملا آركيول .. انت تجيد مواساة الاخرين ...

ماذا اذا علي ان افعل !!!

انا لا اجيد التعامل مع هذه المواقف

ربما علي ان اواسيها بحكمة من حكمي

احمم احمم ..انسه هيونا فلتأخذي هذه الحكمة مني

"اسمعي ..... البكاء لن يفيدك ...... كذلك ذهابك لجامعة اخرى لأنك متعبه لن يجعلك سعيدة... حتى وأن كرهك الجميع ... اكرهيهم انت الاخرى و ارمي الامر خلفك ... لا اعلم ولكن سبق وان اخبرني جوردن ان الكلام السيء يؤلم ... لكني لم اجرب ذلك كوني لا اسمع وهذا لا يجرحني في الواقع ... لذلك ربما عليك اغلاق اذنيك ... او الاستماع لأغنية جيده عوضا عن كلامهم السيء .... كذلك فلتضربي قلبك الضعيف هذا و تذكريه انك مجنونة لتهتمي بمعاييرهم الغبيه .... الناس اضعف مما تتخيلين ... كذلك اسخف ... "

رفعت هيونا رأسها لتنظر الي بشكل غريب

بصدمه .هل كانت نصيحتي سيئة لهذه الدرجة ؟

ربما ما كان علي ان اتهور و انصحها

انها لن تفهم النصيحة الجيدة على كل حال ... لم يوافق احد على نصائحي الحكيمة من قبل

اخذت حينها هيونا بمسح عينيها بعد ان بدئت بالضحك

هل قلت امر مضحكا !!!

"هل اصبتٍ بالجنون !!"

" كلا ولكن .... هل لتوك قمت بمواساتي !"

هل لتوي قمت بذلك !!

" اشعر بالشفقة لا اكثر "

هيونا

" لم اكن اعلم انك تجيد المواساة سيد بارك ...."

انا ساخرا

" انسي الامر فحسب استرجع ما قلت ...( نهضت من مكاني مشيرا لها ) .. لنغادر اشعر بالملل"

هيونا

" هي آركيول"

" ماذا !"

" في حال لم أغادر الجامعة وتم ابراحي ضربا مجددا ..."

اعترفت اخيرا انه تم ابراحها ضربا

هيونا بتردد قليلا

" هل ستساعدني حينها !"

" هل تريدين ان اركل الفتيات !!!"

هل تمزح معي؟

" كلا انما هل ستقوم بما قام به كيان "

كيان !!!

ما به كيان أيضا؟

" ما الذي فعله؟"

" لقد قام بإنقاذي و انتشالي من ذاك الحشد ... انه حقا رجل "

انا ساخرا

" اذن دعيه يقوم بمساعدتك عوضا عني "

ودون ان انتظر ما ستقول اخذت بالمشي عائدا نحو سيارتي

***

لا اعلم حقا ما الذي اصابني هذا اليوم

حينما دخلت غرفتي اخذت انظر لانعكاسي في المرآة ... ربما انا متعب او من هذا القبيل

لقد قضيت اليوم أكمله برفقة جانغٍ هيونا

ليس الامر خاص على كل حال لكن لما قد ارغب بذلك

ما الذي يحدث لي ؟

آركيول لقد جننت حقا

نظرت لهاتفي بعد ان جلست على سريري لأجد رسائل من كيان و جوردن و كارل

الاغبياء يتساءلون لما تغيبت عن المحاضرة

كيان

(هل انت متعب ام ماذا !!... كارمن اخبرتني انك لم تكمل الفحص !)

لم اكمل الكذبه تعني

(هل كانت هيونا بخير !)

لما تسألني انا فلتسألها بنفسك

جوردن

( لما لم تخبرني كي اتغيب معك !)

كارل

(غبي فاسق )

حسننا لا يوجد شيء مهم

لتنم بارك آركيول .... وكأن هذا اليوم لم يحدث ابدا

اجل انه لم يحدث

لتنم جيدا ايها القوي

***

صفعه

صفعتان

ثلاث

اربع

" امي لقد استيقظت ...."

نهضت من سريري

غسلت وجهي ، اسناني

... قميص ابيض بنطال اسود

حذائي الرياضي

اجل انا جاهز

عندما نزلت للأسفل وجدت والدتي كعادتها تتحدث على الهاتف بينما تشير لي ان اتي بسرعه كي اتناول الفطور

جلست بهدوء واخذت اتناول طعامي ببطء

ما ان انهت والدتي المكالمة اخذت تبتسم لي

" لما تبتسمين !"

" هل فكرت بالأمر !"

" أي امر ؟"

" العملية "

اااه بربك امي ليس مجددا

" الم تعديني ان تتوقفي !'

" ما بك انه سؤال يا عزيزي ... هل فكرت !"

" اجل "

" حسننا !!!! ماذا فكرت "

" لم اغير رأيي "

سحبت والدتي حينها الصحن من امامي بغضب

" اذهب لقد تأخرت "

" امي انها لا تزال السادسة "

" لا يهمني اغرب عن وجهي ايها الاحمق "

نهضت حينها من مقعدي منزعجا

" فلتتناوليه اذا .... ايتها السمينة "

اتسعت عينا والدتي بصدمه

" ماذا !"

اوبس ... انا اسف ...

***

ما أن ذهبت لجامعتي ذهبت مباشرتا لقاعتي كي اجد كيان وجوردن و كارل

كان جوردن حينها وكارل يتشاجران بشأن النادي مجددا

على ما يبدو ان جوردن قام بتصوير فرض كارل ونشره لزملائنا ... وهذا ما جعله يغضب

جوردن يعاني من اللامبالاة احيانا

كذلك كارل يميل للمبالغة

نظر لي كيان مشيرا الي

" اين ذهبت بالأمس "

انا والذي لن اخبره حقا ماذا فعلت

" لقد قمت بتجربة امر جديد "

" حقا !! ما هو !؟ "

"لا شأن لك"

كيان متفاجئ

" منذ متى وانت تخفي الامور عني سيد آركيول؟ ..هل الامر له علاقة بفتاة ما !"

ماذا !!!

" ماذا !؟هل جننت !؟"

كيان الذي يبدو انه تفاجئ من انفعالي

" ما بك ... لم اكن جاد ..."

هذا جيد

" كف عن المزاح الاحمق حسننا "

" لقد كانت مزحه ولكن ردة فعلك المريبة جعلتني اشك بالأمر "

تبا انه محق ... آركيول لم يكن هناك شيء مهم لتقلق بشأنه

لكن للحظه اين هي هيونا !!!

هل هربت مرة اخرى !

ام هل غادرت الجامعة كما قالت !!.... هل هذا يعني انها لم تستمع لنصيحتي !؟

وقبل ان اكمل تخميناتي

دخلت هيونا لتجعل جميع من في القاعة يلتفت اليها

انها تجيد جذب الانتباه

لكن اشك انه لصالحها

حينها اشار كيان لهيونا ان تأتي لتجلس معنا

" ما الذي تقوم به !؟"

كيان ببرود

" لقد اخبرتها انه بإمكانها الجلوس بصحبتنا ... "

انا الذي اخذت احدق بالثلاثة بجانبي

" وهل سألتموني !؟"

جوردن

" ولما نقوم بسؤالك .... نحن طلبنا منها ذلك "

" لماذا !"

كارل بغباء

" لأننا نريد ذلك "

حقا !!... لم اعلم هذا ايها الاحمق السخيف ألمتحاذق

كيان مفسرا

" لأننا نود مساعدتها ... لا نريد ان تتعرض للضرب مرة اخرى ..."

جوردن بنظرة شك

" هل تريد ان يتم التنمر عليها !؟"

وقبل ان اجيب اتت هيونا بعد ان القت التحية لتجلس بجانب كيان

" هذا مقعدي "

هيونا متفاجئة

" حقا !؟.... اين اجلس اذا !؟"

كارل ساخرا

" آركيول لتدعها تجلس بجانب كيان ... وانت تعال في الخلف ... الا تريد مساعدتها ولو قليلا "

كلا لا اريد

" فلتجلسي بالخلف انا ... احب مكاني ولقد اعتدت عليه "

هيونا بعد ان اومئت رأسها

" اذا فليذهب كيان في الخلف وانا و انت لنجلس بجانب بعض "

اتسعت عيناي حينها ليضحك الاغبياء الثلاثة فجئة

كيان الذي حبس ضحكته بعد ان قفز من مقعده

" موافق ... سوف اضحي من اجل عزيزي آركيول "

هيونا التي اخذت تنظر لهم كالبلهاء

" لما تضحكون "

انفجر جوردن وكارل ضحكا ... الاغبياء يبالغون في ردة الفعل

لا تهتمي انسه هيونا ... انهم يضحكون لأنك ستجلسين بجانبي

شكرا جزيلا لك لجعلي نكتة الموسم لهم

عاد كيان للخلف بينما جلست هيونا بجانب النافذة

هيونا التي لاحظت اني واقف في مكاني

" الن تجلس "

كيان وهو يحبس ضحكته

"اجل الن تجلس !"

لا شأن لك

ثم منذ متى وانت تضحي بمكانك المفضل بجانب النافذة!

ولماذا عاد هذا الصباح جوردن و كارل للخلف ... في العادة نجلس بجانب بعض

هل قد اخبروا هيونا منذ الامس ان تأتي بجانبهم !!

لم اعد اعلم هل هم اصدقائي ام اصدقائها

اشارت لي هيونا مرة اخرى بالجلوس

لينتهي الامر بي جالسا بجانبها بعد ان اخذت نفسا عميقا

حينها اغلقت عيناي متجاهلا من حولي

لا اريد ان انظر لتلك النظرات الغريبة التي تتطاير من اصدقائي

لكن جوردن من خلفي يزعجني بقدمه

و الاحمق كارل يعبث بشعري محاولا لفت انتباهي

حينها وصلت لنهاية صبري الذي اود شكره لتحمله الكثير من سذاجتهم لأصرخ بصوت عالي جعل الجميع من حولنا ينظر الينا

" توقفاااااااااااااااااااااااااااااا "

جفلت حينها هيونا بينما كانت تحدق بي خائفة هي الاخرى

لابد اني اخفت الجميع هنا

اعاد حينها كارل يديه لنفسه. ، وتوقف جوردن عن ضرب مقعدي بقدمه

انا بعد ان اخفضت صوتي

" سوف اقتلكما لاحقا .... "

لا اعلم في ما ان قالا شيء ام لا فهم من خلفي وانا لم التفت اليهم وانما عدت لأغماض عيني

بعد مرور لحظات شعرت بشخص قام بوكز ذراعي ..

عندما فتحت عيناي وجدتها هيونا تشير لمفكرة امامها ...

{ هل انت ربما غاضب لأني اجلس بجانبك ؟!}

احسنتٍ

لكن لأصدقكم القول لست غاضب منها وانما من الاغبياء

لما يتخذون قررات دون علمي

اعلم انهم يرغبون بمساعدتها ... ولا بأس في ذلك

لكن لما عليها الجلوس بجانبي

استطيع تخمين انها لا تريد ان يعلم كيان والبقيه بسؤالها والا لما كتبته عوضا عن قوله

نظرت حينها في عيني هيونا مباشرتا

لأجدها تنظر الي بنفس نظرة والدتي

نظرة الامل تلك

والتي اعلم تماما انها قد تنجرح حينما اخبرها اني لا ارتاح بالجلوس بجانبها فانا لم اعتد ذلك

امسكت بالقلم حينها لأكتب لها جوابي في مفكرتها

{ كلا ، بإمكانك الجلوس ليقوم كيان بحمايتك }

لم تبتسم هيونا كما توقعت حينما قرأت جوابي

وتلك النظرة مجددا

خيبة الامل

لما هي تشعرني بذلك الان

لم اقم بأمر سيئ هذه المرة

اليس كذلك !

تجاهلت وجود هيونا بعد ان شعرت بهاتفي يهتز

ما ان فتحته

وجدت الاغبياء يتحدثون الي في المجموعة الخاصة بنا

كارل

( احسنت عملا )

جوردن

( كنت خائف ان تكتب لها اغربي من هنا والا اقتلعت عيناك هههههههههههه )

كيان

(آركيول ايها الاحمق لم يكن عليك ذكر اسمي )

هل كان الاغبياء ينظران الينا من الخلف!؟

وهل كنت اتوقع غير ذلك!!

لكن لما كيان يقول ذلك !!! ما خطب ذكري لأسمه !!!

الم تأتي هيونا هنا في النهاية لأجل الحصول على الحماية منه

تجاهلتهم جميعا فانا لا املك جوابا لحماقتهم حاليا

......

اثناء المحاضرة كان الوضع ممل جدا حيث ان كيان ليس بجانبي هذه المرة

ليس و كأنه سيتحدث

فانا الان جالس دون فعل شيء

حينها لاحظت ان هيونا كانت تحدق بهاتفها

تلقائيا نظرت له انا الآخر ... دون اي نية لتطفل حتى

وانما كانت حركة عفويه

لكن لحظه هل يهيا لي ام ان اسمي في هاتفها !!

اعدت رأسي للخلف حينها مدعي القيام بالعبث بهاتفي بينما كنت في الواقع اختلس النظر لهاتفها

اجل لم اكن مخطي ان اسمي موجود في تلك المحادثة التي تقرأها

(كيف تجرئين على الاستمرار بترصد بارك آركيول !!!.... الم اخبرك ان تبتعدي عنه مسبقا )

حسننا لحظه واحده ماذا يجري هنا ؟

مع من تتحدث هذه المجنونة؟

و لما هي تخبرها ان تتوقف عن التربص بي ؟

بل هل هي حقا كانت تتربص بي ؟

هل يعقل ان افكاري السابقة بشأن لحاقها بي لم تكن مجرد أوهام ؟.

لقد اصابني الفضول جديا

والذي كان لدي حينها الحق في ان يصيبني.

بعد ان ارا اسمي في هاتف جانغٍ هيونا.

فسيكون الفضول امر طبيعي جدا.

حينها قامت هيونا بكتابة رسالة هي الاخرى

(كفي عن ارسال المزيد من حماقاتك )

التفت هيونا نحوي لتتأكد اني لم اكن اختلس النظر لأعيد النظر لكتابي

مدعي القراءة.

حينها قامت هيونا بأغلاق الهاتف والعودة هي الاخرى لكتابها

لحظة واحدة آركيول.... لا بد ان هناك امر ما يجري من خلفك و انت تجهله

كيف لهيونا ان لا تخبرني من قبل بشأن هذه المحادثات!

ولما قد تخبرني ونحن لسنا حتى مقربون!!!

كنت سأخبرها على كل حال انه لا يهمني.

اجل اعلم كنت سوف افعل ذلك

حاولت ان اعود لما كنت اقوم به لكني لم استطع ان ابعد تفكيري عن الرسالة التي قرأت

وسوف انهي حيرتي بعد ان اسألها بنفسي

لكن ليس الان ... ليس امام الثلاثة من خلفي وليس هنا في القاعة

***

بينما انا هنا في المكتبة مع كيان الذي كان يجلس على الكرسي المقابل لي بعد ان طلب مني الحضور معه ليبحث عن كتاب ما يرغب بقراءته ، لأن العزيزان جوردن و كارل لا يرغبان بقضاء اليوم في المكتبة معه وانما يفضلان ان يهدران الوقت في امور اكثر متعه كتناول الطعام في الكافتيريا .

الامر المضحك هو اسم الكتاب الذي كان يقرأه كيان (الاب الناجح)

ان كيان يسعى ان يكون اب جيد لأبنته ، هذا جيد في الواقع ... اعلم حقا انه ليس شخص متخاذل حينما يتعلق الامر بها لكن لنقل اني لم اعتقد مسبقا انه يرغب ان يصبح اب جيد من اجلها .

في الواقع جلبه لي معه كان مجرد مزهرية لا اكثر فهو يضع السماعات في اذنيه ليستمع لما هو الان يستمع مندمج في ما يقرأه ... كذلك انا لم انتظر منه ان يحدثني ، المكتبة ليست مكان مناسب لدردشه على اية حال ، لذلك أنا ايضا سبق وأن اخترت لي كتاب لتسلية

لكن لأصدقكم القول لم اكن في مزاج للقراءة ، وانما كنت احاول ان اشتت تفكيري عن تلك المحادثة في هاتف هيونا ، ربما ما كان علي ان اختلس النظر. منذ متى و انا اقوم بحركات صبيانية هكذا !؟ هذا ليس انا ......في الواقع لم اكن هكذا مطلقا ...

اخذت احاول قراءة الكتاب .. لكن على من اقوم بالكذب !.. فلقد قرأت هذا الكتاب منذ مده ليست ببعيده انما انا اخذته فقط لأنه الكتاب الذي ميزته من بين كل هذه الكتب ....

هل تعلمون امر ما !!! ان المكتبة بشكل ما تشبهني ... فكل شيء هنا صامت .... لا يوجد الكثير من الحركة طالب هنا وطالبتان هناك جميعهم يقومون بما يقومون به في صمت تام دون محاولة ازعاج الآخرين وهذا يناسبني حيث انه لا يوجد الكثير من الحركة التي قد تشتت انتباهي.

أشار الي كيان حينها كي انظر اليه

" ماذا يجري بداخل رأسك سيد آركيول؟"

لم افهم سؤاله لذلك اخذت انظر له بصمت منتظرا ان يعيد السؤال مرة اخرى

كيان مشيرا لرأسي

" في ماذا تفكر ... "

" لا شيء "

" هل هذا اللا شيء يجعلك تبدو منشغلُ هكذا ؟"

حقا ان كيان مزعج بشكل ذكي

" اجل ... لذلك عد من فضلك لقراءة كتابك ... ربما ستصبح اب ناجح حينما تنهي الكتاب "

كيان متنهدا

" لست اقرأه لأجل ذلك ... انما والدي و والدتي قاما بتأنيبي لإهمالي لسورا لذلك طلبا مني قراءة بعض الكتب الذي قد تساعد "

و انا الذي اعتقد انه يريد ان يصبح اب جيد ... كان علي معرفة انه لن يقوم بالقراءة بنفسه

وإنما كانا والديه خلف الامر كله .

" ربما عليك ان تهتم بها اذا وتكف عن التجول مع جوردن و كارل كثيرا "

كيان الذي لم يهتم لنصيحتي

" دعنا من هذا الان و أخبرني كيف كان موعدك !"

موعد!

" أية موعد ؟"

" موعدك مع جانغٍ هيونا هل سار جيدا "

موعدي !

جانغٍ هيونا !!

اي مزحة يحاول قولها هذا الكوالا ؟

" هل فقدت عقلك ؟ ان كانت هذه مزحة فأنا لست بمزاج لمزاحك الاحمق ايها ..... فقط اعفني من مزاحك رجاء"

كيان ضاحكا

" اهداء و لا تنفعل ... فلقد اخبرتني هيونا بأنكم هربتم بالأمس سويا ... لكني لم ارغب بأحراجك امام جوردن و كارل "

كان يجب ان اعلم ان هيونا ليست محط ثقه ... لقد كذبت علي في إبقاء الامر سرا عنهم ، لما ذهبت معها على كل حال؟ .. وانا الذي اشفقت لأمرها وقمت بمواساتها ... تلك الخائنة .. انا الاحمق الذي وثق بها .. منذ متى وانا اثق بالناس امثالها بسهوله .. عديمة الثقة و المسؤولية .

" هل قامت بتلفيق الموعد ايضا !!"

كيان

" اعلم ما تفكر به ... لكن لا تستعجل الحكم آركيول ... فهي لم تخبرني مباشرة ... وانما عرفت من ردة فعلها هذا الصباح "

" عن ماذا تتحدث "

كيان مبتسما بذكاء ... ذلك المتفاخر

" لقد سألتها ان كانت بخير بعد ما حدث بالأمس ... كذلك اخبرتها هذا الصباح انه بإمكانها الجلوس بجانبنا ان كانت تريد ذلك ... حينها اخبرتني انك اخبرتها ان تعتمد علي في حمايتها... لذلك قمت بسؤالها ان كنتم قد تقابلتم اثناء ذلك ... فأخذت تحاول التهرب من الاجابة .. وهي بالفعل تهربت بشكل مضحك ..."

ان كانت لم تخبره فكيف علم

كيان وحدسه المخيف هذا يثير ازعاجي

" ولما تعتقد انها تتهرب ... فهي محقه نحن لم نتقابل "

كيان

" لست ابله آركيول ... اميز الحقيقة من ردة فعلك وفعلها .... لكني خائب الضن قليلا .. لم اعتقد ان تكذب هيونا علي لآجلك ... اعتقدت انها تميل لي لكوني لطيف "

انا ساخرا

" حقا كيان ... هل تعتقد انها معجبة بك ... ام انك تريدها ان تعجب بك !"

كيان بنظرة خبث حمقاء

" هل قلت هذا !!!! ام انك انت من يفكر بذلك "

" لا اعلم فأنت من يتحدث هنا وليس انا "

على كل حال ليس هناك خطاء في تهرب هيونا من اسئلتك الغبيه.

اولا لقد وعدتني وهذا ما يجب ان تقوم به

ثانيا هل يعتقد كيان انه شخص مهم لهيونا كي لا تكذب عليه

انه شخص واثق جدا

ليس وكأنه افضل شخص هنا

ثم دعونا نكون صريحين هيونا لا تحوم حوله كطفيليه وانما حولي ....

الامر جدا واضح ... اليس كذلك !!

على كل حال لا استطيع قول انها قامت بعمل جيد .. فعلى ما يبدو ان كذبها لا فائدة منه

خاصة ان كيان ليس ابلة كما قال ،وهذا ما يجعله في نظري ابله. لما عليه ان يجد الحقيقة دوما

انه يبحث في جميع التفاصيل بشكل مزعج

اعترف في نهاية الامر أني ربما استبقت الحكم على هيونا معتقدا انها كاذبه

ربما لديها جانب صادق لكن لا فائدة منه فهي لا تجيد الكذب.

لحسن حضي انني لست مضطر لقول هذا علانية فأنا كنت في جدال ذاتي

اشار الي كيان مجددا

" اجل لقد نسيت علي الذهاب فلدي امر مهم علي القيام به "

انا ببرود قليلا

" ما هو الامر المهم ... صنع الحليب لسورا !!"

كيان مبتسما

" كلا في الواقع لقد تلقيت دعوة لعيد ميلاد هيونا ...لذلك اريد ان اقوم بشراء هدية لها . "

اخذت احدق حينها بكيان متفاجئ

" عيد ميلادها !!"

كيان يومئ برأسه

" لقد قامت بدعوتي ... كذلك جوردن وكارل ... لماذا الم تكن تعلم !!!...... لا تخبرني انها لم تقم بدعوتك "

انا الذي لم استطع ان ابعد ملامح التعجب المحرجة هذه

" كلا لم اتلقى دعوه منها "

كيان ساخرا

" كم انت مسكين "

" لا تضحك كثيرا فأنا لست مهتم لعيد ميلادها .... و انا سعيد لأنها لم تقم بدعوتي "

تلك الحمقاء من تظن نفسها تقوم بدعوة اصدقائي !!!

ثم لما هي متناقضة

تخبرني بالأمس انها تريد ان تنضم لتصبح واحدة من اصدقائي ... وتقوم بدعوة الجميع سواي

لا تستعجلون الامر

انا حقا لست مهتم لحفلات عيد الميلاد هذه

لكن الا ترون انها متناقضة!!

لما تبدو لا مبالية في حين و شديدة الاهتمام في حين آخر !!!!!

الا تعتقدون انها تعاني من خطب ما!!

ام ان هناك امر لم انتبه له ... او لم افهمه بعد

نهضت انا الاخر ذاهبا خلف كيان

كيان مبتسما

" هل ستحضر لهيونا هدية عيد ميلاد !"

انا منزعجا قليلا

" لما احضر لها هدية وانا لم اعلم بعيد ميلادها؟ ... كذلك لست مدعو ... الا ترا ان الامر لا يخصني !"

كيان بجديه

" حقا لن تقوم بذلك !!... اعتقد ان عليك ان تحضر لها هدية على كل حال"

" كلا ..."

" هل تريد اذا ان احضر لها هدية عوضا عنك !"

انا بصوت مرتفع قليلا ...

" كلا ... قم انت بفعل ما تريد دون ان تقوم بشيء عوضا عني ... وتوقف عن ازعاجي ( صوتي وقد ارتفع اكثر بسبب انزعاجي من كيان )... بربك كيان ... هيونا هيونا هيونا هيونا !!!!!!..... لما تستمر بإزعاجي منذ دخولنا المكتبة... بل منذ الصباح .... في الحقيقة انت تُزعجني منذ مدة وانت تقوم بالتحدث عنها ... الامر لا يريحني ان استمريت بالحديث عنها سوف اقتلك ...توقف عن ازعاجي "

اخذ كيان حينها با الايماء لي بشكل غريب لكني لم افهمه ... كذلك كنت غاضبا

لقد بدئت نوبة غضبي تشتعل مجددا... رغم اني لا اجد ان كلام كيان سبب لغضبي هذا لكني قررت ان انهي الامر هنا .

" الا تعتقد انك تبالغ في مزاحك ... هل الاستمرار في اغاظتي امر ممتع لك ؟... انا الان مشتت الفكر بسببها وانت تستمر كالببغاء بتكرار الحديث عنها .... لما لا تعطني مجالا لتنفس قليلا... توقف عن ذكر اسمها لأنني بدئت اصاب بمرض في عظامي وسائر جسدي منها ... تلك الفتاه اخذت تسطو على كل شيء حولي بما فيها انتم ايها الاغبياء....و أنا اكره ما تقوم به تلك الماكرة ...اكره كل شيء يدور حولها كهالة سوداء.. واكره اني لا افهم شيء .. اريد حقا ان اتنفس للحظة "

اخذت نفسا عميقا ... بعد ا ن تمكنت اخيرا من قول ما كان حقا يقلق راحتي منذ مده

فلقد كنت في معركة ذاتيه طوال الوقت ولم اتمكن من التحدث هكذا ....

لكني شعرت بشعور مخيف فجأة حينما رأيت كيان ينظر للجهة المقابلة ...

حينها ادرت ظهري لأرى ما كان ينتظرني

كان كل من جوردن وكارل ... كذلك الاسواء هيونا التي تقف من بينهم ... حاملة بيدها ورقة صغيره

لم اهتم لجوردن و كارل المتجمدان امامي بأفواههم المفتوحة بعد ان سمعوا على ما يبدو ما قلت للتو

و أنما اخذت انظر لهيونا .....

بالنظر لتعابير وجهها ... علمت حينها انني اوصلت الرسالة التي كانت تؤرقني منذ فتره. لقد تمكنت من ايصالها اخيرا ... ولكن هذا قد تسبب بجرحها ... ادركت حينها اني لا أود حقا ان اقوم بذلك، ليس بهذه الطريقة.

كلا انا لا اريد ان اسبب لها الحزن

تصحيح .... انا لا اريد ان اكون السبب في ذلك

استطيع معرفة انها تحارب نفسها كي لا تبكي امامنا جميعا ... رغم انها سبق وأن بكت امامي مرة .. او مرتين

لكنها لم تود ان يرى البقية ذلك على ما أضن

ولو للحظه لم تقم بإشاحة نظرها عني بينما قد تكومت الدموع في عينيها ... جعلني النظر لها هكذا اشعر بتأنيب الضمير ... وشعور مزعج آخر يصاحبه لا استطيع تحدديه

هل كنت خجل من نفسي !!!

ام هل كنت انا خائب الضن بنفسي !!!

لما جعلتها تبكي امامهم ... ولما كان عليها التواجد هنا ... كم انت احمق آركيول

دون ان تنتظر هيونا ان يتحدث احد منا ... وعلى الاغلب ان الجميع قد عجز عن تبرير ما قلت ... فهو خطئي ليس خطئهم ... برمي الورقة امامي والذهاب بعيدا

هذا سيئ ...

قام حينها كيان بضرب كتفي منزعجا

" هل كان عليك قول ذلك ي رجل "

جوردن مشيرا الي

" تهانينا سيد آركيول ... انت الان احمق حقا "

غادر كيان غاضبا مني من خلفه جوردن

كارل الذي كان ينظر إلي بعتب

" اعلم انك لا تعشق سرب الفتيات ، لكن هيونا تختلف عنهم تماما لم يكن عليك قول ذلك "

حينها ادار كارل ضهره ليلحق بالبقية

اذهبوا جميعا سيكون من الافضل ان ابقا لوحدي على اية حال

ما ان أبتعدو انحنيت كي التقط الورقة التي رمتها هيونا

{ بارك آركيول/ دعوة لحضور عيد ميلاد ... جانغ هيونا }

تنهدت بعمق .. منزعجا من نفسي

لما عليها ان تكون هنا في هذه اللحظة

ومنذ متى و انا انفجر هكذا

في الواقع انا انفجر دوما .... بلا مبرر

ولقد انفجرت بوجهها كثيرا

لما ردة فعلها اختلفت !!! ولما انا خجل من نفسي ...

في العادة هي لن تمانع لو تكلمت بسوء ... اعني سبق وان فعلت لكنها نست الامر

كذلك انا لم اهتم حينها ..

هل الوضع الان قد اختلف ...

إن قلت كلا .. فسوف اكون كاذب حينها

تبا آركيول لقد اتت كي تقوم بدعوتك لعيد ميلادها .. صحيح اني لا اعشق الاحتفالات حيث انها بلا معنى بالنسبة الي ... لكن هذا بالطبع ليس نفس الشيء بالنسبة لها ... لابد ان الامر يعني لها ...

لكني لا افهم ما تريده هيونا ... لا استطيع فهمها....و هذه ليست المشكلة الان ~

وقفت بعد ان اخذت بطاقة الدعوة معي .... متسائلا

هل علي الاعتذار هذه المرة ؟!

***

[تفسيرنا الخاطئ لمفهوم عزة النفس ، تجعل الفرص الثمينة هباء منثور ..

و الاعتذار أمرا محظور ]

لطالما اعتقدت ان هذه العبارة تعاني من خلل ما

فحينما تخطئ في شيء مؤكد عليك ان تقولها بصوت عالي " انا اسف "

لكن اعتقد اني فهمت الامر الان .... هذه العبارة لا تعاني من خلل

و انما انا كنت اراها من زاويه اخرى

او بالأصح لم ادرك المعنى الحقيقي خلفها حتى هذه اللحظة

اعلم تماما ان علي الاعتذار

فلقد سمعت هيونا كلام جارح في حين انها كانت تعتقد اننا اصبحنا اصدقاء لتقوم بدعوتي

انا لم اطلب حقا ان نصبح اصدقاء

كذلك لسنا كذلك ... لكن بسبب انها كانت تتوقع مني امر جيد لأظهر لها العكس يجعلني اشعر بالسوء

من اجلها ... ومن نفسي

لذلك لقد اتخذت قراري

سوف اعتذر لها

-هيونا انا اسف ... لم اكن اعلم انك هنا والا لما قلت هذا الكلام ...

كلا هذا يعني اني كنت سأقوله في حال عدم وجودها وهذا سيء

- هي ايتها المجنونة i'm sorry

ستخاف من لغتي الانجليزية

- لتنسي الامر ... انتٍ تعلمين اني دوما هكذا

هل هذا اعتذار حتى

آه فليساعدني احدهم ويخبرني بما سأقول لها ... كنت سوف اطلب المساعدة من اصدقائي

لكنهم قرروا تجاهلي ليتخذوا حزبا ضدي بسبب ما فعلت

انهم ليسوا اصدقائي هؤلاء الخونة ... لقد اصبحوا اصدقائها

هل علي شراء هدية اعتذار لها في عيد ميلادها

التفت حينها لأرى بطاقة الدعوة على مكتبي

حينها تساءلت هل لا ازال مدعو أساسا !!!

مهما يكن ...

ليس علي حضور الحفل سوف اقوم بتقديم الهدية و الاعتذار لها ... حينها سوف اغادر

-هيونا انا اسف

اجل هذا ما سأفعله

الان لننتقل الى السؤال الاخر

ماذا سوف اهديها ؟

هذا يبدوا معقدا اكثر ....... على كل حال ما الذي قد تريده الفتاه في عيد ميلادها !؟ حلوى !!

هل علي سؤال والدتي !!

اجل اسألها ... كي تبدء في ازعاجك هي الاخرى

نهضت من سريري بعد ان عزمت على ان اذهب للبحث عن هدية مناسبه

***

هل كان البحث عن هدية اعتذار امر سهل ؟

بالطبع لا .

بعد ساعات طويله من البحث انتهى بي الامر امام محل الدمى ... هل اقوم بشراء دمية محشوه !!! ام اعود لشراء الحلوى !!! اعني لو كان عيد ميلادي لي فأنا اريد شيء كبير .. كدراجة ناريه ... او ربما سيارة كسيارتي التي اشترتها والدتي كما تعلمون جميعا ...

وليس دب محشو .... لكن هذه ليست هدية عيد ميلاد بالنسبة الي وانما هي هدية اعتذار ....

كانت جميع الدمى قبيحة .... ولكنها بشكل ما ليست سيئة

ربما لن تعجبني ... لكنها قد تعجبها

الهدف ليس ان تعجبها وانما الاعتذار ....

لكن أليس عليها ان تعجبها اولا كي تقبل الاعتذار !!

لما لا تشتري الهدية فقط

وتكف عن تساؤلاتك غير المتناهية و المتناقضة

توقفت امامي لحظتها احدى البائعات وهي تبتسم بسعادة لا سبب لها وانما لانة جزء من وضيفتها

عمل جيد استمري بذلك ربما يتشقق وجهك حينها

" هل تريد المساعدة سيدي "

" في الواقع اجل .... الا يوجد دميه مناسبه لفتاة مجنونه !"

البائعة وقد اتسعت عيناها من السؤال الغريب

" عفوا !!!!"

" انسي الامر .... احتاج هدية جيده "

البائعة تومئ برأسها

" لن يكون هذا صعبا فالدمى هنا جميعها تناسب لكونها هدايا... لكن هل الهدية لطفل ام طفله !؟"

طفلة

" انها فتاه ... بإمكانك اعتبارها طفله "

" حسننا سيدي لكن الا يوجد شيء معين تفضله هذه الفتاة ،صديقتك اليس كذلك !"

انا بملل

" لا شأن لك ، كذلك لا اعلم ما تحب فقط قومي بإختيار شيء لي وغلفيه بسرعه "

البائعة بإصرار

" لا استطيع المجازفة و الاختيار عوضا عنك فربما لن تحب الفتاه الهديه ... الا توجد صفات معينه للفتاه قد يساعد هذا في اختيار هديتها "

مواصفات !

اخذت افكر حينها لبرهة

" حسننا ....انها فضوليه ، مبتسمه دوما ... لكنها تسبب ألم في القدم احيان ... كذلك متهورة ... لديها تصرفات صبيانية قليلا .... ...كذلك تفر عينيها حينما اتحدث كثيرا ... وصريحة حينما تقوم بالاطراء ... ايضا تبكي حينما تغضب بشده أو هذا ما سمعته من صديقتها المريبة..... (كارمن) ..... مهما يكن ابحثي لي عن هديه بسرعه "

البائعة بعد ان ابتسمت

" انها مواصفات متناقضة قليلا ....... (اتفق معك في الرأي )..... لما لا تقوم بشراء ذلك الحوت لها "

الحوت !!!!

من بين جميع الدمى تختار الحوت

" انه قبيح الا ترين "

" كلا ليس كذلك انها دمية جيده ... دمية الحوت ترمز لمشاعر عميقه كما ترا ... لان الحوت بالأصل يعيش في اعماق البحار وليس من السهل رؤية الحوت من على ضفة الشاطئ وانما يتطلب منك ان تبحر عميقا جدا حتى تتمكن من رؤيته ... لذلك حينما تهدي الفتاه دمية الحوت سيكون لها معنى اكثر عمقا من أية دمية اخرى ...أضافة لذلك بإمكانها استخدامها كوسادة اثناء النوم فهي تمنح الشخص معنى عميق و نوم عميق ايضا "

اخذت انظر للبائعة امامي بصمت مندهشا من المعنى العميق الذي فسرته لي

انها حقا تجيد التسويق ... علي ان اهنئ المدير الذي اختارها كموظفة لديه ...

الن يكون الحوت جيد للاعتذار!

" حسننا ... سوف أخذ الحوت اذا "

***

حينما عدت للمنزل وجدت والدتي لوحدها امام التلفاز في جو مظلم

التفت والدتي نحوي

" هل عدت !؟ "

انا بعد ان جلست بجانبها

" اجل ... لما المنزل مظلم هكذا؟

والدتي

" هذا لأنني. اود----"

انا بعد مسحت عيناي قليلا

" أمي انا لا استطيع فهم ما تقولين في اضاءة معتمة كهذه "

قامت حينها والدتي بوضع الهاتف امام فمها والتحدث مجددا

" اود ان استرخي فالاضائة تزعجني "

اومئت برأسي حينها

" انا جائع "

" لقد أعددت لك العشاء لكنك تأخرت لذلك خزنته لك في الثلاجة ... قم بتسخينه حسننا !!"

اومئت برأسي مجددا بعد ان نهضت متجها للمطبخ

ما ان دخلت كانت والدتي قد لحقت بي

والدتي وهي تنظر لما بيدي

" ما هذا الذي معك !"

" حوت "

" حوت!!!"

اجل حوت قبيح اقنعتني به تلك البائعة كي تتخلص منه

امي متسائلة

" اهو لك !؟"

" كلا انما هو لشخص اخر "

" حقا! لمن "

" امي ارجوك كفي عن السؤال انه لشخص اخر "

" تكلم باحترام معي ماذا قلت لك عن الاحترام !"

" وماذا قلت لك عن الكف عن السؤال "

امسكت حينها والدتي أذني بقوه منزعجه

ايها الوقح هل تجرؤ على مخاطبتي بهذه النبرة؟"

" آه امي .... لقد كبرت على شد الاذن هذا ..حقا توقفي . انه مؤلم "

ابعدت والدتي يدها مشيرة الي كي انتبه لما ستقول

"لست اقوم بذلك لأنك تتكلم بوقاحه ... انا منزعجة مما قمت به .... لم اعتقد ان ابني رجل سيء هكذا ... لقد اخبرني كيان بما قمت به هذا اليوم .... لما قد تسيء معاملة هيونا هكذا !! تلك الفتاه لقد ساعدتك حينما اصبت بالحمى "

" هل اتصلت على كيان !!!"

الم اخبركم مسبقا اني اكره علاقة امي الجيدة بأصدقائي.

بلى لقد اخبرتكم ...

لما على كيان ان يخبرها بما اقوم به ... هل ربما والدتي تطلب منه ان ينتبه علي هناك ام ماذا !

ربما جعلته جاسوس ذلك النمام.

والدتي تشير لي بالجلوس على المقعد بجانب المنضدة

" اجلس ... سوف اقوم بتسخين العشاء لك .... كذلك علينا التحدث "

هذا لن يكون جيدا ... سوف تلقي محاضرة اخلاقية الان

لم يأخذ الامر طويلا من والدتي حتى وضعت العشاء امامي على المنضدة .. لتجلس هي الاخرى بجانبي

والدتي بجديه

" والان اخبرني ... لما قمت بذلك ! "

" امي لا اريد ان...

والدتي تشير لي

" لا مزيد من التهرب الان سوف تخبُرني .... لما قمت بذلك "

لا شأن لك أمي

" انا ..... "

اخذت والدتي تحدق بي لأنهي حديثي لكني لم اجد ما اقول لها

هذا غريب

لم اتحدث مع والدتي هكذا من قبل

" لا أعلم "

" لا تعلم ... هل هذا حتى جواب !... عزيزي ان كنت لا تحب هيونا فيجب ان يكون هناك سبب لتسيء معاملتها هكذا ... لا يمكنك قول كلام سيء عن الناس هكذا دون اية سبب "

انا مترددا

" انا لم اكن اعني ذلك ... لم اعلم انها كانت تستمع الينا حتى ... هذا بفضل اصدقائي الذين جلبوها معهم والا ما كانت لتسمع ما قلت "

" هل انت الان تلقي اللوم على اصدقائك ! بينما انت من تفوه بهذا الحديث "

انا مبررا

" كلا لست اقوم بذلك ....كذلك ارجو ان لا تقومي بإعطائي دروس عن التعامل مع الاخرين ... لقد كنت انوي الاعتذار لها ... فانا قلت هذا لأنني كنت اشعر بالاختناق من معاملة الجميع لي ... انهم يستمرون بالضغط علي في كل مره ... انا لم اعني ذلك الكلام حقا انما كان تنفيسا عن غضبي ... ثم كيف تريد ان انفس عن الغضب بشيء غير نوبات الغضب نفسها؟... "

والدتي بعد ان اخذت نفسا عميقا اخذت تتحدث بهدوء كي افهم ما ستقول جيدا

" عزيزي ... لا احد هنا يقوم بالضغط عليك .... اصدقائك لا يقومون بذلك ... كذلك القاء اللوم على هيونا بتسبب الانزعاج لك ليس مهربا ... انت من يضغط على نفسه بعدم تقبل اخراج ما تشعر به لنا ... ان تنفجر هكذا فجأه ليس الحل ...لما لا تحاول ان تثق بهم و تشاركهم بما يزعجك حينها سيفهمون .... هل هيونا تقوم بمضايقتك !! اساءة المعاملة لها ايضا ليس الحل لذلك .......... ثم عزيزي انها تنطق تريدين وليس تريد ...كف عن استخدام الكلمات بشكل خاطئ .. "

رائع لقد اخطئت الحديث مجددا

لما أنا اخطئ فقط حينما اتحدث مع والدتي

انا اجتهد حقا اثناء الحديث معها كي ابدو جيد في مثل هذه المواقف

اخذت اعبث بشعري منزعجا .. لكن والدتي مدت يديها لتعيده كما كان و تمسحه لي كما اعتادت

لتبتسم لي

" اعتقد انني السبب في كل ما تمر به .... انا اسفة عزيزي .... لقد اخطئت في زرع بعض المبادئ لك .... لقد اعتقدت انه من الجيد جعلك تؤمن انك تستطيع الوقوف دوما لوحدك دون الحاجة الى احد .... لكني تسببت في جعلك هكذا. جعلتك تبالغ في الاعتماد الذاتي .... لقد حرصت على ان تصبح شخص مستقل مستقبلا مهملة جوانب اخرى اصبحت الان تجهلها .... انت حتى ترفض مساعدة من حولك ...كذلك تفرط كثيرا في الشك بنوايا الاخرين.. لتعطي الجميع فرصة ... لا بأس لو شاركت مشاكلك معي ومع اصدقائك ... كذلك هيونا ان اردت ذلك ... لا يستطيع الانسان ان يبقى وحيدا ... انت لم تخرج لهذه الحياة بمفردك. الجميع هكذا لأنهم منذ البداية يحتاجون لبعضهم ... "

ان والدتي تعتذر الان عن معاملتها لي في صغري.

لكني لم اشكو لها هذا رغم انزعاجي وقتها.

لقد ادركت هذا متأخرا قليلا

انها تخبرني الان اني وحيد !!!

تخبرني اني مخطئ ..

اسيء فهم من حولي و أشكك بنواياهم !

انها تخبرني انه لا يمكنني الوقوف دوما لوحدي.

انها تخبرني

بأني أنا هو الضعيف

وأنتم الاقوياء!!!!!

نهضت والدتي مشيرة الي

" اكمل عشاءك عزيزي سوف اذهب لأنهاء بعض الامور قبل النوم ... نم انت الاخر مبكرا "

تجاهلت طلب والدتي التي ذهبت دون ان تلتفت الي

انزلت نظري حينها الى الطعام كي اتناوله

لكني لم استطع ان اقوم بذلك بينما كنت افكر بما قالته امي لي .

بعد برهة امسكت بملعقتي وغرستها في صحن الارز امامي

ادخلت بفمي كمية من الارز

تبعتها بملعقة حساء

تتبعها ملعقة اخرى من الارز

حتى حشوت فمي كاملا

حاولت ابتلاعها مرة واحده ، لكن لم يتسنى لي حينها مضغ كل هذا لاختنق به كله.

اخذ الطعام يخرج من فمي بينما كنت اضرب على صدري بقوه

وقد احمر وجهي تماما من قلة الاكسجين

عادت حينها والدتي مسرعة بعد ان سمعت صوتي لتمسكني من الخلف و تقوم بمساعدتي

بعد برهة...التفت الى والدتي التي بدت قلقه علي.

اخذت نفسا عميقا جدا متجاهلا تحديقها بي

والدتي بعد ان امسكت بوجهي متسائلة

" آريكول عزيزي هل .............هل انت تبكي !؟ "

Continue Reading

You'll Also Like

117K 4K 24
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...
45.7K 3.3K 35
سَدلَ الليلُ ظُلماتِه.. حالِك كحَالي ، تُداعب الأمواجُ قَدماي لا أُفرقُ لونها الذي يعكِسُ كُحل السماء فَوقي، تُذَكرني بأول ليلة كُنا بها معًا بلا قيُ...
745K 61K 24
- الجزء الثاني من رواية اللورد - « العائلة، العلاقات الإجتماعية، الصداقة، والحب.. وجدتُ نفسي كالعادة وسط فوضى غريبة. أسرار كثيرة، وأناس أقصى ما يتمنو...
6.6K 679 21
بينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر...