حَتى تُشرِق مِن مَغرِبها

By is17rr

197K 16.2K 12.8K

يؤسِفُني انه في الوقت الذي كُنتُ انظر لكَ فيه على انك مُعجزةً ما جميعُ الاهلِ والاصدقاء الشمسُ والقمر الفجرُ... More

1-طيفٌ زائِل
2-البريد
3-طريحُ الشوق
4-رفيق الباب المجاور
5-قائمة الامنيات
6-لائحة امنياتي
7-سمكتي ذهبية اللون
8-نفحات مِن الماضي
9-تَنمُر
10-هدية مرفوضة
11-نادم
12-البصارة والفتاةُ الصهباء
13-اُمنيتي الأُولى
14-إرسُمني جونغكوك
15-عِراك
16-سجين
17-هروب
18-نَفس
19-نَدبة
20-كفالة
21-فريزيا
22-مُقلتاي
23-لأنَك أحببتني
24-عِناق
25-مُحاكمة
26-حتى الأزَل
27-خائِب
28-تجاهُل
29-آخِرَ مكاتيبي
30-الحَقيقة
31-كاذِب
32-أَنانِيّ
33-خَشبة المَسرح
34-عَبَقُ ذِكراك
35-دَنِف
36-انتَ وأنا
38-تَلاَق
39-ثَمِل
40-ليلَ قَلبِهِ وغَيثُ عيناي
41-تَهْويدة
42-مَنسي في كَنَف الشجون
43-لنهايتنا بداية يا شَمسي وقَمري
آراء..

37-عَتيقُ ليلانا

3K 283 308
By is17rr

انقضت ليالينا حُلوةً بَعد ذالك اليوم الذي مُذ مَطلع فجرهِ وحتى آخرِ أنفاس ليلهِ كان برفقتهِ نسير بخطواتنا في شوارع باريس الندية تاركين بصمةً على كُلِ رصيفٍ منها ، وذِكرى لطيفة في قلبِ كُلِ واحِدٍ منا

لقد اقمنا في الايام السابقة مسابقة طبخٍ كُنتَ انت من المتنافسين وكنتُ انا من الحُكام،وقد فاز طبقك بلقب افضل طبقٍ من وجهة نظري وإن لم يعجب الحكمُ باقي الحُكام!

أقبلت أيام الشتاء ،أقبلت ثلوجهُ ذات لون القطن الصافي تهطلُ بِرقةٍ فوق كُلِ رُكنٍ من هذهِ البلاد التي جمعتني وإياك في ضروفٍ سيئة واوقاتٍ قاسية على كِلينا

لَم أكُن سَعيداً بِرؤيتي للون الأبيض الذي يُغطي الأرض على مَد البصر
على الرُغمِ مِن أن اللون الأبيض هو لوني المفضل
إلا أنهُ لا يكون كذالك إن خَص الشتاء

فأنا عدو الشتاء الأول ، وأنا كُل الكارهين له
على عكس فؤادك الذي كاد ان يُحلق حولي بسبب رؤيته للثلوج التي اجتمعت على جميع زواية نوافذ الميتم الواسعة

قائِلاً والفرحُ يقطرُ من ثَغرك والنجمُ يبرقُ في ليل عينيك
"تايهيونغ!إنهُ أولُ شتاءٍ يضُمنا"

نظرتُ اليك قليلاً دون قول شيء ومِن بعدها رفعتُ كتفاي بعدم مُبالاةٍ أُجيبُ بنبرةٍ مُتمللة وأنا اُجففُ شعري المُبلل
"إنك تكترثُ لتفاصيلٍ لا داعٍ لها ،لتترك تركيزك بصغائر الأمور هذا سيؤلمُ رأسك لاحقاً"

عبس وجهك ناظِراً إلي بعدم تصديقٍ لقولي مُجيباً
"إن فؤادي مُعلقٌ ويلوح على طارف تلك التفاصيل الصغيرة التي رُبما لا تلفتك ،ولكنها تكون كل شيء بالنسبة لذاتي،كيف تخبرني ان اترك اهتمامي بالتفاصيل وهي التي تُجملُ حياتي وتُعيد خلقها من جديد؟"

همهمتُ لك ارمي المنشفة الصغيرة جنباً وأقول
"سآخذُ قيلولةً الآن عليّ ان ادرس جيداً بعد انتهائها فالامتحاناتُ تدقُ الأبواب"

انسبل كتفيك بحزنٍ قائِلاً وأنت تُميل وجهك بِعبوسٍ طفيف
"تاي!هَل أنتَ جاد؟"

اومأتُ لك دالِفاً الحُجرة الخالية وتبعتني تستمعُ الى جوابي
"انا جاد لم يتبقى على الامتحانات سوى القليل جونغكوك"

صعدتُ سريري مُندساً تحت الغطاء وإذا بك تقول
"لا أقصدُ بشأن هذا ،أعني هل انت جادٌ بأنك ستأخذُ قيلولةً الآن ، إن الجميع يستمتع في الخارج بِثلوج الليلة ويصنعون مع بعضهم بعضاً رجل جليد..
الا تودُ ان نصنع واحداً؟؟"

التفتُ بجسدي نحوك وانا مُستلقٍ على فراشي ناظِراً في عينيك التي لم ترمش ولو لِمره ، وعدتُ انامُ على جنبي اشدُ اللحاف الثقيل عليّ قائِلاً
"لتصنع واحِداً مع آلبرت وأدريان جون ، لدي مبادئٌ أهمُ مِن كُل ما تتحدث به"

لم استطع رؤية تعابير وجهك ، هَل أحزنك قولي؟أم انك لم تأبه إليه ، هل عبس وجهك وانعقد حاجبيك أم انهُ ممسوحٌ مِن أيٍ من التعابير؟
وَلِمَ لم تنطق بشيء؟هل لا جواب عندك ،ام انك تكرهُ مجادلتي؟

سمعتُ وقع خطواتك التي تبتعد..وصوت باب الحُجرة الذي فُتِح بهدوء..ومن ثَم اُعيد إغلاقه،لتغدو الحُجرة أشد برودةً فجأة..

ظللتُ أتقلبُ في فِراشي محاوِلاً النوم إلا أن تفكيري بك منعني وحرم عيناي سكونها ، وقفتُ مُلقياً الغطاء عني ، ومشيتُ الى النافِذةِ أنظرُ منها كما كُنتُ أفعل في كُلِ عامٍ مَضى في مثل هذهِ الأيام

البرت وأدريان يضعان في ضهور بعضيهما كُرةً مِن الجليد
ومِن ثم يتراكضون وراء بعضهم بحربِ جليدٍ ‏انشآها
ضحكاتهما التي يتبادلانها في عالمهما الخاص الذي صنعاه لنفسيهما
تجعلُ كُل مستمعٍ اليها يشعرُ في قلبهِ بِحُب تِلك الضحكات..سواي انا
كُل ما أشعرُ بهِ هو الغيرة مِن وثاق صداقتيهما التي لم احصل على مثلها يوماً..بإرادتي

لم اراك هُناك ، جُلتُ بعيناي بين الأنامِ جميعاً إلا أنك لم تَكُن بينهم
تنهدتُ مُغمضاً عيناي لذاك الشعور وانا اهزُ رأسي بقلة حيلة مُستسلماً له
وكم أنّي كارِهٌ لضعفي الذي يلتهمُ دواخل قلبي حين يتعلقُ الامرُ بك!

ارتديتُ مِعطفي الثقيل وقُبعة الصوف خاصتي ووضعتُ وشاحاً على عُنُقي خارِجاً مِن حُجرة النوم مُغلقاً الباب خلفي

"هَل رأيتِ جونغكوك في الجوار؟"
سألتُ الأم المُربية التي صادفتُها في الرواق
لوَت فاهها بتفَكُرٍ مُجيبة
"شاهدتهُ يدخل المكتبة في الطابق السفلي وسألتُهُ عن سبب عدم خروجه للعب في الثلوج وقد قال انهُ يُفضلُ ان يقرأ كتاباً"

زفرتُ هواء جوفي واومأتُ لها بخفةٍ اتجاوزها مُتمتماً بصوتٍ منخفض
"إنك لا تقرأُ كتاباً إلا حين تُخاصمني للتظاهر بأن شيئاً لم يحدث بداخلك..
انا أكثرُ من يفهمُ تصرفاتك جون"

نزلتُ على الدرج الطويل مُتجهاً الى المكتبة في آخر الرواق
وصلتُ عند بابها الخشبي افتحه بهدوء
دلفتُ المكان اجول بأنظاري في الجوار بحثاً عنك

كُنتَ جالِساً في الزاوية ماداً ساقيك الى الامام واضعاً إحدى الروايات في حجرك إلا أنك لا تقرأ شيئاً من صفحاتها فقد كُنت شارِداً بِرَف الكُتُبِ أمامك

اقتربتُ منك لتنتبه على حركتي وسريعاً ما فتحت الكتاب تتصنعُ قرائته
ابتسمتُ جالِساً بجانبك ناظِراً لِما بين يديك اسألُك
"عَن ماذا تتحدث الرواية التي تقرأ؟"

ابتلعتَ ريقك ناظِراً في صفحاتها تُجيبُ بدراميةٍ بِما اضحكني
"عن تصنع الصداقة"

ابتلعتُ ضاحِكاً أقول
"ويحك! أتتهمني بشيءٍ كهذا فقط لأنّي لم أصنع معك رجل جليد؟"

نفيتَ برأسك بخفةٍ تهمس بما جعل من ضحكتي تتلاشى
"انت دائماً لا تفهم مقصدي تاي"

انعقد حاجباي بخفةٍ لأسأل بعد وهلةٍ قائِلاً
"ومالذي لا افهمه؟"

اغلقتَ الكتاب في يدك بغتةً ناظِراً في وجهي بملامحك الجادة تقول
"لِما في كُل مرةٍ اسألك فيها إن كُنت ستتخلى عني يوماً لا تجيبني؟
لِما في كُل مرةٍ اطلب منك وعداً على بقائك بقربي تتجاهلني وتتفادى الاجابة؟
..اوَاتتعمدُ ارباك فؤادي تايهيونغ؟"

اطلتُ نظري في عينيك التي تترقبُ اجابتي
بعيناي التي سُلِبت منها طُمئنينتها حين أدركتُ أنهُ لا مفر من الإجابةِ هذه المرة

ابتلعتُ ريقي رامِشاً اُجيبُ لاولِ مرةٍ وبصدقٍ تام
"وإنني لا أودُ مُفارقتك..ولكنني لا أثقُ بالحياة لهذا أنا لا احبذ أن أعِدك بالبقاء"

برقت عيناك بشيءٍ لم أفهمه أكان حُزناً أم كان شيئاً لا استطيعُ ادراكه
ظللتُ احلل سبب بريق عينيك الى ان همستَ قائِلاً بدفئ نبرتك
"أغمِض عيناك عَن الحياةِ وَعِدني بِبقائك تايهيونغ"

سَكُنت عيناي
واختفى صوتي
وصَخب صمتي
وشحب لوني
وروحي خاصمتني
وقلبي لا يكلمني
والخوف يتراقصُ بين اضلعي
ووجودك هذه المرة..لا يؤنسني

همسٌ يقول لي ان اكذب هذه المرة وما السيءُ في الكذب؟
انكم تنبذونه وتستحقرونه في حين انهُ ليس بذاك السوء
انهُ يُنقذ العلاقات اكثر من الصدق
حتى وإن كان اساسها واهنٌ مبنيٌ على الكذب
إلا أنها على الاقلِ تبقى عامِرة!

همسٌ آخر يقول لي أن أصدِق معك وليحدث مايحدث ،لربما تكون ردة فعلك ليست بذاك السوء الذي اتوقعه ،لربما لن تصدمك هيئةِ قلبي الحقيقية التي اخفيها عن انظار قلبك ، لربما ابقى نقياً في عيناك مهما اضمرتُ من سوء!

لم استطع ان انطق بالحقيقة..نظراتك تلك..التي تلفني كلحافٍ دافئ،لا اظنها ستظلُ كذالك إن عَرفت أنّي يوماً تاركها..ستتحولُ بلا شكٍ الى ثلجٍ وزمهرير

"أَ انتما هُنا؟؟ لما لا تستمتعان بالثلوجِ خارجاً لن يسمحوا لكم بالخروج في مثل هذا الطقسِ كثيراً"

ندهت الأمُ المربية من عِندِ باب المكتبة ، فابتسم قلبي بوسعٍ وقد شعرتُ بأن الرب ارسلها لي لتنقذني ، وها أنا الآن لن اضطر على ان اكون صادقاً او حتى كاذباً فالخيارين أصعب من بعضيهما عندي

نظرتُ اليك وامسكتُ بيدك اسحبك واقفاً وانا اقول
"لنذهب جونغكوك إن حل المساء لن يدعونا نخرج..الَم تود ان نصنع مع بعضنا رجل جليد؟؟انهُ اول شتاءٍ لنا معاً علينا ان نفعل ذالك حتماً!"

"الَم تقل انك لا تكترث لتلك التفاصيل؟"
سألتني مُجعداً حاجبيك بِخفةٍ لأقول كاذِباً وانا ابتسم بِخفة
"لَقد كُنتُ اُمازِحك..الا تراني هاهُنا معك؟هيا لنذهب"

سحبتك من رسغك اسيرُ بك حيثُ اشاء
لم تصدر اي ردة فعل طوال سيرنا
لم تقل كلمة ولم تصدر صوتاً
كل ما كنت تفعله هو التنفس ببطىءٍ والرمش بين الفينَ والاخرى
وكأنك تحبسُ قولاً في صدرك إلا انك لا تبوح بهِ
لـ يقينك ان لا جدوى تكمنُ في بوحك

خرجنا الى ساحة الميتم المملوئة بالثلوج والفتية الذين يلعبون بها
تنهدتُ محاولاً التغاضي عن كُرهي للثلوج لاجلك وتقدمتُ وإياك ناحية آلبرت وادريان اللذانِ يضعانِ آخر لمساتهما على رجل الجليد الذي صنعاه

رحبا بنا ووقفنا بجانبيهما ننظر لما يفعلانه
اخرج آلبرت من جيبهِ جزرةً ومدها لادريان الذي كان يبتسمُ وتلاشت ابتسامتهُ عند رؤيتهِ إياها

تكتف ادريان رافعاً احد حاجبيه يسألُ البرت
"هَل حقاً!!..الَم تنسى شيئاً ياترى؟؟"

انزل آلبرت يدهُ التي كانت معلقة في الهواء يسأل ادريان
"شيئاً مثل ماذا؟"

ضحك ادريان بسخرية فاكً عقدة يديه قائلاً بهمسٍ غاضب وهو يأخذُ الجزرة من يد آلبرت بعنفٍ يضعها انفاً لرجل الجليد الذي كانت عينيه عبارة عن
زرين كبيرين
"لاشيء...دعك مني"

ضحك آلبرت متقدماً نحو الامام يعانقُ ضهر ادريان الذي يحاولُ الابتعاد عنهُ قبل ان يسكن جسدهُ حين قال آلبرت ضاحِكاً
"اتراني انسى جلب الحلوى لك يوماً؟؟يالك من احمقٍ ادريان"

اخرج قطعة الحلوى من جيبهِ ومدها لهُ في حين انه لم يفك عناقهُ ليبتسم ادريان بوسعٍ وهو يأخذها قائِلاً
"اواه!لقد كُنتُ حزيناً منذ الصباح بحق..انني اعتبرها شيئاً يربط صداقتنا ان نسيتها يوماً فهذا يعني انك قد نسيتني..كم اخشى هذا"

رفع آلبرت رأسهُ الى السماءِ مُقهقهاً ليعاود رفع يدهِ يُبعثرُ شعر ادريان مُتحدثاً بنبرتهِ الضاحِكة
"وإنّي إن نسيتها يوماً لا يكونُ عذري حينها غيرَ انّي فاقِدٌ للروح"

"احسنتَ قولاً"
رفع ادريان حاجبيه مُجيباً بسابق قولهِ بتباهٍ وابتسامةٍ يحاولُ اخفائها عن انظارنا إلا أنهُ قد اخفق..

فـ ادريان شخصُ آلبرت المفضل..
وآلبرت شخصُ ادريان الوحيد..
هذا ما يُدركه الجميع

"تايهيونغ"
ندهتَ عليّ اخيراً لالتفت اليك بسرعةٍ مترقباً ما ستقولُ تالياً
كُنت تنظرُ الى رجل الجليد بهدوءٍ وقُلت مُكملاً
"انفهُ يُشابهُ انفك"

ضحكتُ مِلئ فمي لقولك ذاك وقد اندفع ادريان وآلبرت للضحك معي ناظرين الى انفي يقارناه بخاصة رجل الجليد
سرقنا ضحكةً من ثغرك الذي طال عبوسه
لاقول بعد ان هدأت ضحكاتي بنرجسيةٍ طاغية
"ويحك جون هل تغار من انفي فتنعته؟"

"آهٍ مِن نرجسيتك تلك!"
قُلت بِقلة حيلة تدفعني للضحك من جديد
فكم عَلقت على نرجسيتي تخبرني انك تحبها رُغم انها وصفٌ ذميم واردُ عليك قائِلاً انهُ ما مِن السيء ان يمدح المرءُ حُسنه
فَحقُ الجمال علينا ان نتباهى بهِ!

نظرتُ الى رجل الجليد خاصة البرت وادريان وقلبتُ عيناي عليهِ قائلاً وانا ادفعك بخفةٍ لنمشي بعيداً عنهما
"يالهُ من رجلَ جليدٍ قبيح..لنصنع واحداً اجمل منهُ جونغكوك"

"متعجرف"
همس بها آلبرت الذي اخبر ادريان بأن عليهما الدخول كي لا يصابان بنزلة بردٍ في مثل هذا الوقت

في حين أنني وإياك بدأنا بتجميع الثلوج الباردة التي تهطلُ من سماء كفوفنا كُلما امسكنا بها..

لَعِبنا بين الثلوج التي تُغطي كُل رُكن
صنعنا رجل جليدٍ اقبح من خاصة آلبرت وادريان إلا أننا كُنا فَخورين به
ضحكنا بشدةٍ وركضنا وراء بعضنا في كُل مكان وبين كُل امرءٍ وآخر
صنعنا ذكرياتٍ جميلة هيهات ان تُنسى من شيءٍ أمقتهُ مِن عُمق قلبي
وحتى اليوم لازلتُ اتعجب حجم تأثيرك على كُل صغيرةٍ وكبيرة في حياتي جون
تأثيرك على كل تلك التفاصيل الصغيرة..التي دائماً ماتصنعتُ عدم اكتراثي لها
وانا اشدُ المكترثين

ولكنّ كعادتي التي الزمتُ نفسي بها
ان افسد كل لحظاتنا الجميلة
لم يمضي اليوم إلا وبالحمى قد القت بي عليلاً طريح الفراش
وهذا لأنني لم اخرج قطُ في طقسٍ سيءٍ كهذا وهذا ما جعلني عرضةً للمرض وسريع التأثر بالبرد

لم تدعني بمفردي لحظةً واحدة،لازمت جواري طوال الليل تُزيل الكماد التي سرقت شيئاً من سخونتي و تضعُ لي الكمادات الباردة التي تبعث لأواصلي القشعريرة

"لتخلد الى النوم جونغكوك سأهتمُ بهِ انا"
سمعتُ صوت احدى المربيات تقولُ هذا إلا أن لا طاقة بي لفتح عيناي ومعرفتي من تكون ، أجبت أنت عليها بصوتك الذي أعاد شيئاً من عافيتي المسلوبة
"لا بأس ايته الام المربية لا نوم يزورني وهو بهذه الحالة..حين تنخفض حرارته قليلاً سأذهب للنوم"

تنهدت الأمُ المربية قائِلةً
"حسناً اذاً..بما انك بجواره سأذهبُ الآن وأعاودُ الإطمئنان عليه بين الفينةِ والاخرى..لتعتني بهِ جيداً"

"بالطبعِ سأفعل"
اجبت بخفوتٍ وشعرتُ بأن هُناك ابتسامةً صغيرة على ثغرك دون رؤيتي لوجهك ، إلا أنني أحفظُ كيف تكون تعابيرهُ في كُلِ وقت

مَر يوماً ويومين وثلاث واكثر لم تفارقني فيهما للحظةٍ واحدة واعتنيت بي كمن لم يعتني بي احدهم من قبلٍ هكذا
وضعتني في عينيك وداريتني برموشها
كنت تجلبُ لي الطعام حتى فراشي ،تُطعمني وتسقيني وتجبرني على شرب الدواء الذي لا اطيقُ مذاقهُ الى ان استعدتُ شيئاً من طاقتي التي اضمحلت كثيراً في الآونة الأخيرة
وما هو الا يومٌ واحدٌ باقٍ على بدأ الامتحانات النهائية..
التي لم ادرس من اجلها شيئاً!

"لتأخُذ عُذراً طبياً وتتغيب عن الامتحان تايهيونغ انت لم تتعافى بشكلٍ كُلي بعد!"
تحدثتَ بهذا بعد ان رأيتني اقفُ من فراشي بهوانٍ وإنهاك واضحٌ على جسدي لأستعد لامتحان اليوم

نظرتُ اليك بعيناي الضيقة بتأثير المرض اجيب بصوتي المتحشرج
"بخيرٍ انا..لن أتغيب عن الامتحان لأي سببٍ كان"

تنهدتَ غاضباً لعنادي إياك ومشيتَ خارِجاً من الحُجرة المُزدحمة بالفتية الذين يقومون بتجهيز انفسهم تاركاً الباب مفتوحاً ورائك

تجاهلتُ ذهابك واتجهتُ الى دورة المياه أغسلُ وجهي بمياهٍ باردة لأستعيد شيئاً من وعيي ، عُدتُ ادراجي الى الحجرة وإذ بك تقفُ قُرب سريري وبرفقتك إحدى المُربيات،زفرتُ انفاسي متقدماً نحوكما وانا اُدركُ سبب وجودها هنا مُسبقاً

حاولت الامُ إقناعي على التغيب وقد نجحتُ في إقناعها على أنني بأفضل حال
طَلبت الأمُ منك ان تذهب لتجهيز نفسك ايضاً كي لا تتأخرعن امتحانك الاول بسببي وقد ذهبت على مضضٍ وفي فمك كلاماً لم تقله ولم اسألك بشأنه

وها انا الآن أنظرُ الى ورقتي الامتحانية بأطرافٍ ترتجف
ووعيٍ نصفهُ مفقود ، لا أتذكرُ شيئاً من الأجوبة وارهاقي زاد الأمر سوءً
ولأولِ مرةٍ أكونُ بهذه الحالة التي يُرثى لها
فاشلٌ ومرهقٌ وحزين
لاولِ مرةٍ تجتمعُ بي كُلُ هاتهِ الصفات!

الدموعُ تسلقت أهدابي والغضبُ فاح مني حين سمعتُ رنين جرس انتهاء وقت الإمتحان وأنا لَم أُجِب على الأسئلة كافة!

ظللتُ جالِساً في مقعدي بعد أن تم سحب الورقة مني
خرج بعضٌ من الاولاد وبقي البعضُ الآخر يتأكد من اجوبته مع بعضهم بعضاً

وانا جالِسٌ هِنا بخيبتي من نفسي وغضبي الذي تفاقم شيئاً فشيء
الى ان سمعتُ ندائك عليّ وانت تقفُ بجانبي تسألني
"تايهيونغ..أَأنتَ على مايرام؟"

لَم أُجِب عليك وكُل تركيزي كان على الطاولة أمامي إذ كُنتُ منخفض الرأس ساكن العينين
لتعاود سؤالي بقلقٍ على حالي
"تايهـ.."

"كل هذا بسببك"
قاطعتُك قائِلاً بصوتٍ يكادُ يكونُ مسموعاً
ويبدو أنك لم تسمع ما قُلتُهُ جيداً
لتمد يدك بهدوءٍ لتضعها على كتفي وتسألني عَما قُلتُه

إلا أنني سريعاً ما أمسكتُ بكفك بقسوةٍ اؤلمك
وأقفُ من مكاني بسرعةٍ ارعبك
وأصرخُ في وجهك بقوةٍ اُحزنك
وأُعيد ما قُلتهُ من جديدٍ..اكسرك
"كُل ما حدث كان بسببك!!!!!!!"

نظرتَ بعيناي بعدمِ فهمٍ لِما فَعلته
وعقدت حاجبيك بألمٍ ناظِراً إلى كفك التي أعتصرها بقوةٍ دون شعورٍ مني لتهمس قائِلاً وأنت تنظرُ لها
"تايهيونغ...أنت تؤلمني!"

إلا أن هيجان غضبي تجاهل قولك لي لاكمل قولي غاضباً منك
"لَو أنك لَم تُجبرني على أن أخرج معك في ذالك اليوم بين الثلوج المُتراكمة لما ساءت حالتي وفقدتُ عافيتي..وَلكنتُ درستُ جيداً للامتحان كما فعلتُ كُل عام!
ولكي اصنع معك رجل جليدٍ سخيف كان المقابلُ هو انخفاض في معدل درجاتي!!"

برقت عينيك الحالكة بِحُزنٍ لِما ألقيتهُ على مسامعك غير آبهٍ لِمشاعرك
أصرخُ عليك أمام الجميع الذين ينظرون مُبتسمين على ما أفعله
بعد أن كُنتُ مُختلفاً عنهم في نظرك..بِتُ الآن اسوء منهم

ظللتَ هادِئاً وَلم تُجِب بشيءٍ..لم تدافع عن نفسك او تصرخ كما صرختُ أنا
كُل ما تفعلهُ هو النظرُ في عيناي بخيبةٍ جعلتني اُدرك كُل ما قلتهُ حرفاً حرف
هدأ غضبي مقابل هدوئك ونظرتُ الى كفي التي تشدُ بقسوةٍ على خاصتك

ارخيتُ يدي بهدوءٍ وانا اعيد تذكر كُل ما تلفظتُ به من سوءٍ لقلبك الذي لم يستحق فِعلي ، نظرتُ الى كفك الشاحبة وإذ بآثار اصابعي طُبِعت عليها بشكلٍ سيء

رفعتُ مُقلتاي المُهتزة بهدوءٍ ناظِراً في سوداويتيك الثابتة
وفتحتُ فاهي لأبرر موقفي نادهاً
"جونغكوك انا.."

وقد بترت قولي عند التفاتك عني واعطائي ضهرك مغادراً الصف بأكمله
لأظل واقِفاً هُنا استوعبُ قولي وفعلي ، واشتهي ان تبتلعني الارض وتنطبقُ على جسدي لسوء موقفي

تبعتك بعد لحظاتٍ وقلبي يرتجفُ بسوءٍ كظيم
ماسوف يكونُ تبريري؟
لاشيء عندي اذكره
إنني اخطأتُ بحقك دون جدالٍ في ذالك

ندهتُ عليك ولم تلتفت الى ندائي مُكملاً سيرك
ندهتُ مرةً اُخرى وكان جوابك واحداً لا يتغير
وهو تجاهلي بالكامل

وقفتُ في مكاني مُنسبل الكتفين وأشعرُ بالاحراج من ذاتي
اراقبك وانت تبتعدُ وتختفي بين زحام الرواق
لتمتلئ عيناي دمعاً لأنني كُنتُ آسفاً بحق

"مالذي حدث بينكما؟سمعنا من الفتية أنكما على خصام هل هذا صحيح؟"
أقبلَ آلبرت وادريان نحوي يسألاني لأبعد عيناي عن آخر نقطةٍ كنت بها ناظِراً اليهما،ومِن ثم اكملتُ سيري بهدوءٍ لأذهب الى أي مكانٍ يحتويني

ازدادت حالتي سوءاً مع ازدياد حزني ومازاد علتي سوى حُزنك الذي انا سببه
واقدم عمري كلهُ قرباناً لئلا تُعرض عني بهذا الشكل الذي تنكسرُ لهُ روحي مهما بدر مني من سوءٍ ولُئم

وها انا ذا مُلقى على فِراش المرض
لا عين تحرسني بعد عينك ، ولا يداً تمسحُ عليّ بعد يدك
ولا قلباً يسهرُ على مرضي بعد قلبك
ومالي من أحدٍ من العالمين سواك

انزلقت من عيني دمعةً حارة حين شعرتُ بيدٍ تتحسسُ جبيني المُلتهب
وظننتُ بأنّي اتوهمك فقط لشدة تحسري على عدم وجودك
الى ان سمعتُ صوت ماءٍ يقطر إثر اعتصار القماش البارد قبل ان يرقد على جبيني
فـ فتحتُ جفناي بخفةٍ لتعود عيناي لواقعها وتثبتُ على جانب وجهٍ تأنسُ برؤيته

وبينما السماءُ كانت تُثلجُ خارِجاً ، كانت غيومُ عيناي تُمطرُ هُنا
وفتحتُ فاهي اندهُ عليك بندمٍ يأكل رغيف قلبي
"جونغكوك؟.."

"هشش"
اجبتَ بهمسٍ بتلك الكلمة تُسكتني دون ان تنظر الي وانت تُشمرُ عن ساعديك كي لا يبتل قماش قميصك بالماء البارد

واكملتَ قائِلاً وانت تُمسكُ علبة الحبوب في يدك بعد ان سكبت كوباً من الماء
"لتأخُذ دوائك ومِن ثم حاول الخلود الى النوم..ولا تقلق بشأن امتحان الغد لقد كتبوا لك عذراً طبياً لتغيبك،سيكون لديك وقتاً كافٍ لتدرس فيه..ولكن عليك التعافي اولاً"

تقوست شفتاي بحُزنٍ مُنزِلاً عيناي عن جانب وجهك
قبل ان تضع الكبسولة في يدي لأضعها في فمي وتسند رأسي لاستقيم بِخفةٍ واضعاً كوب المياه بين شفتاي لارتشف منه مبتلعً الدواء

استلقيتُ من جديدٍ أنظرُ لوجهك بدمعي الذي يرجوك نسيان فعلي
اسألك ببحةٍ وهنة بعد ان ازلتَ الكِماد عن ناصيتي تنقعها بالمياه الباردة من جديد
"لِما لازلت تُداريني حتى بعد سوئي الذي احزنك اليوم؟"

ابتسمتَ بجانبيةٍ تقول وانت تُعيد وضع الكِماد على جبيني دون النظر في وجهي
"لأنني أحمق"

اكتفيتَ بقول ما سبق إلا أنني لم اكتفِ وشعرتُ بأن ردك كان مُختصراً اكثر من اللازم فأحرقت الدموعُ عيناي لينتشر لهيبها مُشتعلاً ببياض مُقلتاي
حين قُلتَ مُلتفتاً تنوي المغادرة
"لتنم الآن"

وسريعاً ما امسكتُ كفك اوقفك
لم امسكها بقسوةٍ كما الصباح وإنما بخفةٍ وحُنُوّ خوفاً على إيذائها
ونطقتُ بارتعاشة صوتي راجياً إياك
"لتبقى"

وحاولتَ سحب كفك للمُضي إلا أنني شددتُ عليها بخفةٍ مُكملاً
"واقسمُ أنني آسف عَمّا بدر مني..لتكف عن خصامي ارجوك!"

"ومَن قال أنني اُخاصمك؟"
سألتَ ببرود بحتك وانت تنظرُ امامك لاُجيب مُتحسراً والغصةُ في قلبي
"لانك تنظرُ الى كُل الاتجاهات عدى عيناي"

لحظاتٌ حتى سحبت يدك عنوة من يدي لِتُثلج مفاصل اصابعي
وقُلت بجفاءٍ قبل ان تمضي ذاهباً نحو فراشك
"إنك تكترثُ لتفاصيلٍ لا داعٍ لها..لتترك تركيزك بصغائر الأمور هذا سيؤلمُ رأسك لاحقاً"

وقد كان هذا قولي لك قبل أيامٍ مضت وإنك تُعيد القائه على مسامعي
لم اشعر بسوئه حين قلته لك ، وشعرت بهِ حين قيل لي
فكيف لا نكترث للتفاصيل وقد تكمُن كل اجوبتنا فيها حين لا نجدها في المواقف الواضحة؟

حين شُفيت يدي التي داويتَها..قسوتُ عليك بها
وحين سهِرتَ على مرضي حتى استعدتُ شيئاً من قوتي
كسرتك بها..
وهذا ما سيحدث دوماً حين تصب حنانك بقلبٍ مثقوب

لم تُطِل خصامنا كما كُل مرةٍ نتخاصمُ بها
وسامحتني في اليوم الذي يليه مُتناسياً إحزاني إياك في البارحة
وقد كُنت سريع الرضا دائماً وسريع الابتسام
حتى اصابتني عدوى لين قلبك
وما قسوتُ عليك بعدها ابدا

انقضت الايامُ والسنوات لنا معاً
اشتد وثاقُ صداقتنا بسبب جميع ما خضناه خلف جدران ذالك الميتم الذي رسمنا عليه احلاماً في دواخلنا نيقنُ انها لن تتحقق يوماً

وصلنا لآخرِ سنةٍ دراسية لنا معاً
وبدون علم احدهم قد احرقتُ اوراق ميلادك وخاصة بعض الفتية الآخرين كي لا يشكون بي كيلا يخرجوك من الميتم ويبعدوك عني بعد ان اصبح عمرك ثمانية عشر ربيعاً وانا لا ازالُ في السابعة عشر بعد
وهذا السر الذي لا يعرفه سواي
أنني من تسبب بالحريق في ذالك اليوم
فداءاً لبقائك

اعلمونا بأن هُناك منحتين سَتُقَدم لمن يكونا الاولين على الثانوية العامة من الميتم اللذي نحنُ فيه
لقد سَعِدنا جداً لخبرٍ كهذا لِعلمنا الشديد بأنها ستكون من نصيبنا انا وانت
فقد كُنا الاوائل طوال السنوات الفائتة بعد ان انغمسنا بدراستنا اكثر فأكثر
فقد كان حُلمك معروفاً للجميع وهو أن تتخصص في مجال الفنون الجميلة لحبك الشديد للفن بينما لم يعرف احدهم حلمي فقد كان داكناً يعاكس الوان حلمك
كان مُظلماً شديد السواد كـ كرهي لوالداي

وما هي الا اياماً حتى اعلمونا من جديدٍ بأنهُ وللأسفِ تَم الغاء واحدةً من المنح وما تبقى سوى واحدة ستكون من نصيب من يستحقها
بَهُتت احلامنا وَ وَجُلت قلوبنا فما سارت الامور كما ينبغي لها ان تسير
وفراقنا بات محتوماً مُنذُ ذالك الحين

انشغلتُ عنك كثيراً في تلك الايام وانهمكت في الدراسة التي التهمت وقتي كالفريسة الشهية لها ، لقد كُنتَ تحاول محادثتي في اولى الايام الا انني لم اعطيك تركيزي ، الى ان بتُ لا اراك الا صدفةً ولا نتحدثُ الا عند اطراف الصباح وآخر انفاس المساء بكلمةٍ او اثنتين لا اكثر

أتذكرُ جيداً اليوم الاول من اختبارات نهاية العام حين لم اراك في قاعة الامتحان ابداً
لَم احمل ذاتي واخرجُ بحثاً عنك لخوفي على ان الوقت لا يكفيني لحل جميع المسائل،لهذا بقيتُ في مقعدي دون حراكٍ حتى انتهاء وقت الاختبار..

ركضتُ بعدها بحثاً عنك ظننتُ ان امراً اصابك فما استطعت حظور الامتحان
الا انني وجدتك تتناولُ طعامك بهدوءٍ في حجرة الطعام
ووقفتُ بصدمتي ناظِراً اليك الى ان انتبهتَ لوجودي لتعدل جلستك جيداً ناظِراً في وجهي وانتَ تبتسمُ لي

ادركتُ حينها انك لم تحظر متعمداً ولكن ماكان السبب؟
هَل ما يخبرني بهِ قلبي صحيح؟
هل اردت اعطائي فرصةً اكبر للفوز بتلك المنحة؟
ولكن..هَل كانت فوزاً اساساً؟

تم اعطائي المنحة بالفعل إلا أنني طلبتُ من الميتم ان لا يتم اعلام احدهم بالامر ، اقاموا لنا حَفل تخرجٍ انتظرناهُ جميعاً لنبدأ حياتنا التي رغبنا بها من بعده

كُنتَ انت سعيداً في ذاك اليوم قائِلاً أنك ستبدأ بتحقيق قائمة الامنيات التي كتبتها قبل عامٍ مضى
ومالم تكن تعرفه حينها أن مامن شيءٍ كتبتهُ انا كان امنية حقيقية لقلبي
كُله كان كذباً كـ وجودي

وأتذكرُ جيداً عقدة حاجبيك الخفيفة
ولمعة عينيك الحزينة
وشحوبَ بدر وجهك
حين كذبتُ عليك قائِلاً
"لَقد الغوا المنحة الثانية جونغكوك..لن يعطوا منحة لأحدٍ هذا العام"

فَعلت من اجلي الكثير حينها كي لا اظل حزيناً بشأن ما حدث وما سُلِب مني
وآهٍ كم كنتُ مُحرجاً من ذاتي المُخزية

اياماً مضى عليها سنين إلا أنني اذكر تفاصيلها بدقةٍ وكأنها كانت قبل لحظات
واتحسرُ على ليالينا ليلةً ليلة
التي عودتها لم تعد شيئاً اكيد
بعد ان تخليتَ عني بدورك
وهذا الذي لم اتوقع حدوثه يوماً
الا انهُ ويالُ حسرتي قد حدث

ولأن العُمر مرةً واحدة..سأفعلُ اي شيءٍ لاعيدك
ولأن يقيني بصدق قلبك حقيقي..لن أَمَل المُحاولة مِن أجلك

مع أن مرور الوقت يُثقِلُ كاهلي..
وأحسُ برعشةٍ تسيرُ في اطراف روحي
والشوق والحنينُ يسيرُ من فوقي يُهشمني..
إلا أنني مُتمسكٌ بحق قدومك

فكما الشمسُ تُشرقُ بعد شتاءٍ طويل..
لِعُمري خليلٌ عليه ان يعود بعد فراقٍ مرير

من وقت فراقنا والى الان..ويداي تتخبطُ بحثاً عن يديك
ومن وقت تخليك عني والى الآن..
وعقلي يتخبطُ برأسي جاحداً حقيقةً كتلك

كان شتاءً..
منذ فطمتَ قلمك عن الكتابة لي..فما كان يحييني سوى مكاتيبك؟

بات شتاءً..
ومنذُ ذالك الحين وحتى الآن لم يعبرني فصلٌ إلا هو

تجردتُ من قوتي وعافيتي وشعوري
ولم يتبقى مني سوى الأمل والأسف

الأسفُ على ما اضعتهُ مني
والأملُ على ان التقيك غداً او على حافة العمر

انتظرني فوق رصيف طريقٍ يأخذني اليك
وستُحبني مرةً اخرى
وتسامحني مرةً بعد
فأنت كما أنت لا تُغيرك الأيام
سريع الرضا..وسريع الابتسام.

-

اظن انه آخر بارت ينكتب عن الماضي):

-

Continue Reading

You'll Also Like

7.5K 570 25
" رُبما الإصطدام كَان بدايه. " الفكره بيوم: 3:01:2022 بدأت: 4:03:2022 🎖 #1 قصه قصيرة 🎖#10 كوريا 🎖#9 Suspense 🎖#6 friendship out of +1000 stories.
675K 29.7K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1M 24.7K 16
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
2.4M 51.2K 74
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...