Eternal link:Curse of the gol...

By Aisha-kasem40

214K 13.6K 3.3K

جميعنا نُخلق بهذا العالم الواسعِ لهدفٍ معين.. ونحاولُ جاهدين أن نجده في كلِّ مكان نذهب إليه .. نخوض المخاطر و... More

الشخصيات
إعلان الرواية
Notes
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
The End:45:(2)
The special part
Instagram account

The End:45(1)

6K 310 54
By Aisha-kasem40

[ملاحظة البارت الأخير طلع معي 20 ألف كلمة بتعرفو شو يعني 20 ألف😭😭 يعني اطول بارت كتبتو بحياتي كلها ولأنو الواتباد صار يعلق معي بعد ما طال البارت فوق 14 ألف كلمة أضطررت أحط التكملة ببارت ثاني ولكن لا تقلقو رح أنزل التكملة فوراً لأني مخلصتا ..]

[وملاحظة أخيرة يمكن يعلق معكم البارت بسبب طوله لهيك مارح ينتهي غير بعد كلمة يتبع .. حتى تعرفو إذا ظهر عندكم كامل أو لا]

جمعت هيا الطاقة بيديها وأطلقت شعاعاً ذهبياً إليه مباشرة ..

فأصاب منتصف صدره بالمكان نفسه الذي طعنته به عندها شعر إيزرا بجسده يتجمد ..

أحسّ بحرارة شديدة تصيبه حتى بات يتعرق بشدة وكأنه سُلط تحت أشعة الشمس الحارقة وهو بات يتبخر كالماء ..

وهج غريب ظهر حوله وطاقة هيا لا تزال تتدفق من يديها وتضرب المنطقة نفسها في صدره ..

إلى أن ظهرت خلف جسده ظلال تشبه خيوط الدخانية بقيت تخرج من جسده إلى أن تحولت إلى ظل كبير وتشكل إلى أن أصبح بشكل إيزرا الحقيقي

وانفصل تماماً عن جسد غورغياس ..

في تلك اللحظة أوقفت هيا تدفق طاقتها بعد أن نجحت بفصل إيزرا عن غورغياس وأعادته جسداً حقيقياً بعد أن اتحد مع أطيافه قبل لحظات ..

خرجت شهقة من غورغياس وهو يمسك قلبه إثر الشعور الغريب الذي خالجه ..

توسعت عينيه وهو يحدق حوله بدون وعي للحظات حتى تدفقت ذكريات ما فعله إيزرا بعد أن أخذ جسده فجزّ على أسنانه بغضب جحيمي وهو يلتفت نحو إيزرا الذي كاد يفقد عقله وهو يصرخ بجنون:

"مستحيل!! كيف حدث ذلك؟! لقد خططت لكل شيء والتعويذة كانت ناجحة كيف انفصل جسدي عنه؟ ما الذي فعلته واللعنة؟! كيف لم أشعر بقوتك؟!!"

نظرت هيا إليه بازدراء وأردفت له مصححة:

"هذا ما ظننته أنت ما جعلتك آشلي تظنه أما عن كيفية خداعي لك فعليّ أن ألقي بالشكر لإيزما التي أعطتني هذا الخاتم الذي يخفي قوتي بأكملها حتى بدوت أمامك بشرية كآشلي"

أنهت كلامها وهي ترفع يدها وتريه الخاتم الذي يحتل إصبعها البنصر فتوسعت عينا إيزرا وهتف بحدة وجنون:

"مستحيل لقد هزمتها في كل شيء كنت أراقبها دوماً وأعلم تحركاتها بأكملها وفي أي مكان كانت تذهب إليه حتى عندما تحدثت عن ذلك الهجين أمام تلك اللعينة كنت أستمع لكل شيء واللعنة كيف حدث هذا؟!"

صرخ بجنون في آخر كلماته فازدادت حدة نظرات غورغياس وأردف بحدة من بين أسنانه:

"أيها اللعين القذر"

"توقف ستموت إن تحركت خطوة واحدة "

صدح صوت لوقا في المكان ليظهر بالقرب منهم بعد أن كان شبحاً فعقد غورغياس حاجبيه بغضب وهو ينظر إليه فأكمل لوقا:

"لا تزال لا تشعر بآلام جسدك لأن عقلك استيقظ الآن بعد فشل التعويذة ولأن إيزرا استخدم جسدك لقتل الناس اللعنة تضاعفت بشكل كبير عليك لذا لا تتهور حتى لا ينفجر قلبك من شدة الألم الذي ستداهمه فجأة وطاقتك منتهية بالكامل"

رمش غورغياس وهو يقلّب كلام لوقا بعقله فحرك أصابعه التي وجدها بالفعل متخدرة حتى أنه لم يستطع إحكامها كقبضة ..

إلا أن قلبه كان يؤلمه بشدة وهو يتذكر ما حدث لآشلي في هذه الفترة الماضية ..

لقد آذاها بشدة وجعلها تنكسر مجدداً ..

ابتلع ريقه بتوتر وهو يغوص بأفكاره وقلقه عليها بعد ما حدث في حين اندفع ماكس نحو هيا وهو يعانقها بقوة ولفهة إلى صدره وهو يهمس باشتياق وحب:

"وأخيراً عدت إلي عشقي الأبدي اشتياقي لك بلغ عنان الأرض والسماء وأنا أعد الساعات والدقائق التي أمضيتها بدونك"

بادلته هيا العناق وهي تمسح على شعره الطويل الذي وصل لمنتصف ظهره فابتسمت وهي تردف له بحب:

"وأنا اشتقت لك حبيبي ولن أبتعد عنك مجدداً أعدك"

ابتعدت عنه وهي تبتسم له بعشق فقبل جبينها وهو يتنهد براحة وسعادة بعد أن حصل على راحته أخيراً برجوعها سالمة إلى أحضانه في حين إلتفتا إلى زين الذي أردف بألم واضح:

"إن كانت هيا هنا حقاً إذاً فيوليت .."

كان يتمنى أن تكون حية حتى بعد أن شعر بأنكسار الرابطة ..

كان يدعو إلهه ويناجيه حتى يعيدها إليه ولا يحرمه منها ..

فنظر إليه لوقا بهدوء وأردف:

"لا تقلق لقد كنت عندها منذ لحظات وهي الآن بخير وسالمة تماماً وقد تصل لهنا بأي لحظة"

خفق قلبه بقوة وهو يشعر بالثقل يزاح عن صدره ..

إنها حية حقاً !!..

هي لم تتركه !..

وهو سيفعل كل شيء ليعيدها إليه مرة أخرى ..

حتى لو بقي يعتذر لها لآخر حياته المهم أن تبقى أمام عينيه ..

خرج من أفكاره على صوت لوقا البارد يردف وينظر لإيزرا الغاضب:

"كنت محقاً عندما قلت بأن آشلي كانت تعلم بأنك تراقبها دائماً لذلك قامت بخداع عائلتها قبل أن تخدعك أخفت خطتها عن الجميع ولم يعلم بها أحد سوى نحن الثلاثة أنا وفيوليت وآشلي"

جزّ إيزرا على أسنانه وهو يهتف بقوة:

"مستحيل!! كيف خططتم لذلك وأنا لم أرى أو أسمع كلامكم؟"

نظر لوقا نحو ذئب آرثار الذي تحتضنه جيسي وتمسح على فروه برقة وعينيها تذرف الدموع السعيدة ببقائه حياً فقد كان شبه فاقد للوعي بعد أن فقد طاقته ولكنه بقي حياً بعد أن تلاشت التعويذة بأكملها ثم أردف وهو ينظر لإيزرا ببرود:

"هي لم تحتج للكلام عن خطتها فهنالك ميزة نادرة للذاكرة وأنت لا تعرفها وهي أنها تستطيع الولوج للعقل وتريك بعض الذكريات أو أن تتحدث معك فقط بلمسة واحدة منها وقد كانت حذرة جداً بشأن ذلك حتى لا تكشفها لذلك لم تستخدم هذه الميزة سوى في الليلة الماضية حتى تخبرني أنا وفيوليت بخطتها التي ستخدعك بها وهذه الطريقة نفسها التي استخدمتها مع هيا عندما أيقظتها عندما كنت في خارج الكوخ تظنها تبكي على فيوليت ولكنك لم تعلم أنها في ذلك الوقت كانت توقظ هيا وتخبرها بما تفعل ثم تبادلت الأدوار مع هيا وانتقلت من فورها لمكان آخر مع فيوليت ثم خرجت هيا أمامك على أنها آشلي"

ذُهل الجميع بذلك بينما همس إيزرا بصدمة:

"محال!! لقد حبست ذكرياتها هي لا تستطيع أن ترى المستقبل بأكمله كيف ذلك؟"

ارتسمت إبتسامة باردة وساخرة على وجه لوقا لثوان ثم أردف له ببرود لاذع:

"ألم تسمعها وهي تخبر الجميع بأنها لم تعد تثق برؤياها بعدما أخذتَ جسد غورغياس لذلك بدأت بالفعل بالتخطيط لما حدث ببطء شديد وعندما كنت تغيّر الزمن كانت هي تخطط للمعركة الأخيرة صحيح بأنك منعتها من رؤية المستقبل ولكن آشلي أذكى بكثير من ذلك وهي لا تعتمد على رؤياها بالكامل وعلى الرغم من رؤيتها موت فيوليت في وقت مبكر إلا أنها لم تفصح بالأمر ولم تجرؤ على إخراج هيا فهي كانت في البداية تظن بأن غورغياس سيقتلها ولكن بعد ذلك وعندما كانت تتنقل بالزمن ورأت كيف وضعت هيا الرابط بينها وبين ماكس خطر ببالها أن تفعل نفس الرابط بينها وبين فيوليت وهكذا ستجعلها تنجو من الموت بيديك وتخدعك بموتها كما فعلت الآن صحيح بأنها أظهرت لك ضعفها ولكنك لم تعلم بأنها تخطط لموتك منذ أن أخذت جسد غورغياس ولولا ذلك لما طلبت من فيوليت إعادة شعرها طويلاً حتى تتم خدعتها وتبدو كهيا تماماً دون أن تضع الشبهات حولها أما عن ذاكرتها فأحب أن أخبرك بأنها استعادت ذاكرتها منذ اللحظة التي طعنتك هيا بالخنجر وهي تتقصد ألا تصيب قلبك حتى لا تقضي على غورغياس معك"

ابتسمت هيا وأردفت له بقوة وثقة:

"خلاصة القول بأن آشلي فعلت كلّ ذلك حتى تستدرجك للظهور ولو أنها أرادت قتلك لفعلت منذ البداية ولكنها لم تفعل حتى لا يعلق غورغياس معك بحلقة الزمن وعندها سيكون تخليصه مستحيل ورغم أنها لا تستطيع رؤية المستقبل ولكن استطاعت إدراك الحل لوحدها والآن لم يتبقى علينا إلا قتلك"

ضحك إيزرا باختلال وأردف بجنون:

"لن تستطيعوا ذلك فأنا لا أزال قوياً وأمتلك طاقة أطلانتس ونار آشلي ولدي جيش كبير لن تستطيعوا هزيمته"

جزّت هيا على أسنانها وأطلقت كرة طاقة نحوه إلا أنه تحول لغربان بثوان وانتشرت بالمكان بسرعة ..

ثم تجمعت من جديد في مكان آخر مشكلة جسده مجدداً وهو يبتسم بشر ويرفع يديه للأعلى مخرجاً طاقته السوداء ..

فارتجت الأرض تحتهم وفتحت بوابات في الأرض وباتت وحوش الجحيم تخرج بشكل أكبر أما في السماء فظهرت ثقوب بدأت تخرج منها أطياف سوداء بعدد هائل ..

نظر الجميع حولهم بإضطراب من عددهم الهائل ثم بدؤوا القتال بكل قوتهم ..

في هذه اللحظة فُتحت بوابة كبيرة بالقرب منهم وخرجت منها الكثير من الذئاب التي انضمت للقتال معهم فوراً ..

ثم خرج ديفيد بجانب آشلي التي بات شعرها قصيراً بعد أن قطعته لصنع هذه البوابة حتى تنقل ديفيد وقطيعه ..

توسعت أعين الجميع بصدمة من هذا القطيع الكبير الذي ظهر فجأة فأردف لوقا بصوت وصل للجميع:

"إنهم قطيع ديفيد ألفا المخالب السوداء"


توسعت أعين الجميع بصدمة بينما تقدم ديفيد الذي يمسك بيد آشلي ثم اختفت البوابة خلفهم ..

توسعت عينا غورغياس وهو يشعر بآلامه تستيقظ وتتعاظم فأغمض عينيه بشدة وهو يمسك بقلبه ..

لحظات وظهرت البوابة وخرج منها أفراد قطيع ديفيد وعندما ظهرت آشلي بجانب ديفيد خفق قلبه بعنف وألم ..

بينما ابتلع ريقه وعقد حاجبيه بحزن وألم كبيرين وذكريات بكائها عندما علمت بأمر الهجناء آلمته وكسرت شيئاً بداخله وهو يتذكر كلماتها في ذلك الوقت ..

كان خائفاً بشدة ..

كان خائفاً من أن الذي حدث وفعله إيزرا به أن يكبّر الفجوة التي كان يحارب باستمامتة لسدها بينهما ..

أما آشلي التي خرجت ووقفت بجانب ديفيد تحدق بما يحدث حولها بعيون فارغة وهي ترى الجثث التي تملأ الأراضي ...

كانت تتألم بشدة بسبب خسارة هذا الكمّ الهائل من السكان سواء كانوا من المصابين أو من جنود الحلفاء ..

تقدمت مع ديفيد وعينيها تلتقط الجميع الذين يقاتلون بضراوة إلى أن إلتقت عينيها بعيني غورغياس

عنياه التي تضخ العشق والشوق والألم والإعتذار لها

فإلتمعت عينيها بالألم والحزن .

ثم ابتلعت ريقها وأبعدت نظراتها عنه بسرعة وهي تشعر بدموعها تتجمع بعينيها وهي تتذكر ما حدث منذ مدة ..

_______________

Flash Bake

بعد أن أيقظت آشلي هيا وأخبرتها بما يجب أن تفعله استخدمت هيا سحرها وبدلت ملابسها بأخرى تشبه ملابس آشلي حتى لا تنكشفا ..

وعندما وجدت فيوليت التي تفترش الأرض بدمائها وهي ترى آشلي لا تزال تبكي آلمها قلبها بشدة إلا أنها فهمت أن هذه حركة منها لتضليل إيزرا الذي بالخارج

فهي تقصدت البكاء والهمس باسم فيوليت بين الحين والآخر حتى تغطي على صوت خطواتها عندما اقتربت من التابوت وهي توقظ هيا ثم قطعت غصلة من شعرها واختفت من المكان بعد أن طالب إيزرا بخروجها ..

وهكذا خرجت هيا بدلاً منها ولم يعد أثر للحياة في الكوخ ..

وعندما ظهرت كانت في المكان الذي وصل إليه ديفيد بعد أن جمع عدداً كبيراً من الروجز ..

عندها مسحت دموعها وهي ترى ديفيد يقترب بسرعة منها بعد أن إلتقط ظهورها القريب منه وهو يحدق بصدمة إلى فيوليت فهمست بسرعة:

"لوقا"

وبأقل من الثانية كان لوقا يقف بجانبها الآخر فوضعت آشلي يدها على صدر فيوليت وهي تردف له:

"هل أحضرت ما أخبرتك عنه؟"

أومأ لها وهو يخرج من سترته زجاجتين صغيرتين شربت آشلي إحداها بسرعة دون الإلتفات لعيني لوقا وديفيد المصدومة ثم قربت الزجاجة الأخرى وسكبتها فوق جرح فيوليت

فشُفي بلمح البصر ..

عندها وضعت يدها على صدرها وأغمضت عينيها واليد الأخرى على جبينها عندها إلتمع وشم دائري خلف أذن آشلي بالذهبي ثم إلتمع آخر مثله خلف أذن فيوليت .

عندها دقّ قلب فيوليت من جديد وفتحت عيناها الذهبية ..

تنفست آشلي الصعداء وهي تبعد يديها عنها وهي ترى فيوليت قد استعادت وعيها وعيناها عادت طبيعية ..

رمشت فيوليت وهي تتنفس بخفة ثم مدت يدها إلى صدرها بعد تذكرت آخر لحظاتها بعد أن أخرجت إيزرا للخارج ثم همست بشرود:

"نجحنا؟"

رفعت جذعها وهي تنقل بصرها بين آشلي ولوقا وديفيد فأومأت آشلي بخفة وأردفت للوقا:

"هل انتبه أحد على اختفائك من أرض المعركة؟"

"لا فالجميع كان يصوّب نظره لهيا التي ساقها إيزرا إلى مكان التعويذة والذي ظنها الجميع أنها أنت أظن بأن خطتك نجحت فعلاً "

ابتلعت آشلي ريقها وهي تحدق أمامها بشرود بينما أردفت فيوليت:

"والتعويذة هل قام بها إيزرا؟"

أومأ لها لوقا وأردف:

"أجل قام بقتل جميع الهجناء إضافة لأنه اكتشف أمر آرثار وقام بحبسه مع رفيقته أظن بأنه إما مات وإما سيموت بعد قليل ولكن بوجود هيا مكان آشلي سيجعل الأمر يفشل حتى لو مات أبناء غورغياس بأكملهم لأن التعويذة لن تكتمل سوى بموت الذاكرة وهيا الآن تقف مكانها ولأنها تمتلك رابطاً مع ماكس لن تموت وستدمر التعويذة قبل أن تكتمل"

أوضح لوقا الأمر لفيوليت وديفيد الذي تفاجأ بشدة عندما عَلِم بأنه كاد إيزرا أن يقتل آشلي عندها كسر الصمت بينهم صوت أنين خرج من فم آشلي وهي تمسك بصدرها وتنحني للأمام ..

"آشلي هل أنت بخير؟!"

"آشلي!!"

هتف كلّ من ديفيد وفيوليت بخوف بينما انحنت آشلي أكثر إلى أن أسندت رأسها على الأرض وصوت أنينها يتحول لصراخ ..

"ما الذي يحدث لها؟"

همست فيوليت وهي تحاول إمساكها فنهرها لوقا بسرعة:

"دعاها التعويذة تنفكّ عنها"

مرّت ثلاث دقائق بدت لهم كسنة إلى أن هدأت آشلي فرفعت رأسها للأعلى وفتحت عينيها اللتان كانتا بيضاوين تماماً وعروق كثيرة حولهما

خرجت شهقة متفاجئة من فيوليت وهي منصدمة من منظرها الذي تراه لأول مرة وديفيد الذي لم يكن بأفضل منها ..

ثوان وأغلقت آشلي عينيها ثم فتحتهما ثانية فاختفت العروق وعادت عيناها عادية

"هل أنت بخير؟"

همس ديفيد بتوتر وخوف فرمشت آشلي وهي تميل برأسها جانباً ثم نظرت إلى ديفيد وأردفت بهدوء:

"ذاكرتي .. لقد استعدتها مع قواي الكاملة"

عانق ديفيد آشلي بسرعة ثم أردفت فيوليت وقبل أن تعانق آشلي من الخلف:

"وأنا أريد عناقاً"

قهقهت فيوليت وهي تردف براحة:

"لقد نجحنا أخيراً وهذا يعني بأن مشهد موتك الذي رأيته كانت هي هيا المقصودة أليس كذلك"

انكمش جسد آشلي على كلام فيوليت فابتعد عنها الاثنان وهما يحدقان بها بقلق بينما بقيت آشلي تخفض عيناها عنهم وهي صامتة

"آشلي ما الأمر؟"

همس ديفيد بقلق وخوف بعد أن علم بأنها رأت نفسها أنها ستموت ثانية ثم أردف لوقا بإصرار:

"آشلي تكلمي هل هذه نفسها الرؤية التي متّ بها؟"

فابتلعت آشلي ريقها وملامح وجهها متوترة ثم أردفت ببرود:

"أنا لن أموت على يد إيزرا بل على يد غورغياس"

صُدم الجميع بذلك ثم أردف ديفيد بتوتر:

"ولكن كيف هو يحبك آشلي ولن يؤذيك أبداً!"

بقيت آشلي تحدق أمامها بشرود متجاهلة كلام ديفيد بينما بقي الثلاثة الآخرون ينظرون لبعضهم بقلق لحظات وأردفت آشلي لفيوليت:

"فيوليت اكسري الرابطة بيننا"

"ماذا أجننت؟! ألم تقولِ بأن غورغياس سيقتلك؟ كيف تريدين مني أن أكسر الرابطة؟ مستحيل!! لن أفعل هل ترغبين بالموت واللعنة؟"

هتفت فيوليت بصدمة وغضب فتنهدت آشلي ثم أردفت بجدية وهي تنقل عينيها بينها وبين لوقا الذي عقد حاجبيه بعدم رضاً:

"الرابطة أنتشأتها لإنقاذك أنت لأن بقاءك حية شيء أساسي أما أنا فأمر آخر لذلك رجاء الوقت ضيق ثقي بي واكسري الرابط بسرعة أرجوك فيوليت ثقي بي"

ابتلعت فيوليت ريقها بتوتر ثم أردفت لها:

"سأفعل ولكن إياك وأن تقتربي من غورغياس وأنتما أيضاً إياكما أن تسمحا له بالإقتراب منه مهما كان السبب"

إلتمعت عينا آشلي بالحزن إلا أنها أومأت بصمت ثم وقفت وهي تردف باستعجال:

"قبل هذا يجب أن يذهب لوقا لأرض المعركة مجدداً فهيا الآن تفصل إيزرا عن جسد غورغياس"

وقف البقية معها بينما استدارت نحو لوقا وأردفت وهي تمسك بيده:

"عليك أنت أن تخبر الجميع بالحقيقة فأنا لن أستطيع ذلك"

توسعت عينا لوقا بصدمة من كمّ المعلومات والأشياء التي بثتها بعقله فأمالت رأسها وهي تنظر إليه بحزن فأومأ لها بهدوء وترك يدها واختفى

بينما إلتفتت نحو فيوليت والتي مدت يديها استعداداً لكسر الرابط فأمسكت آشلي بيديها بسرعة عندها إلتمعت عينا فيوليت بالذهبي ثم إلتمع الوشم في عنقهما معاً ..

ثوان وخرجت شرارات من أيديهما واختفى وشم عنقهما ..

أفلتت آشلي يديها عن يدي فيوليت وهي تردف لها بهدوء:

"جيد والآن عليك أن تذهبِ إلى سالي فهي تقاتل الساحر دون عليك مساعدتها وأخذها إلى أطلانتس الرمال فهي وحدها من يستطيع تطهيرها ثم إلحقي بنا إلى مكان المعركة أسرعِ فيوليت فالوقت ضيق العالم قارب أن يتهاوى"

أومأت فيوليت لها ثم أمسكت بساعدها وأردفت بقلق:

"لا تقلقِ سأفعل ذلك بأقصى سرعة ولكن اعتني أنت بنفسك ديفيد أبقها معك ولا تدعها تقترب من غورغياس رجاء"

أنهت كلامها وهي توجهه لديفيد الذي أومأ لها وهو يردف:

"لا تقلقِ سأحرص عليها أكثر من حياتي"

ابتسمت فيوليت بحزن لهما ثم شكلت بوابة انتقال بقوتها واختفت بينما بقيت آشلي تحدق بديفيد بحزن كما هو يحدق بها ثم أردف لها بعتاب:

"لما لم تخبريني آشلي؟"

رفعت كتفيها بقلة حيلة وأردفت له بحزن:

"لم أستطع قول ذلك لك ديفيد حتى لا تضعف في أكثر وقت تحتاج فيه لقوتك لذلك أجّلت ذلك إلى ما بعد انتهائك من جمع قطيعك آسفة"

همست بحزن وغصة بآخر كلماتها ثم عانقت ديفيد الذي عانقها وهو يعقد حاجبيه بألم ثم همس لها بحزن:

"ألم تقولِ بأنك لن تتركيني مجدداً؟"

تمسكت به أكثر وهمست له بحنان ممزوج بحزن:

"أنا فعلت ما بوسعي ديفيد لقد فعلت كل ما أقدر عليه ولولا ذلك الأمر لما تركتك حتى ولو على قطع رقبتي آسفة لأنني أخفيت عنك هذا الأمر وآسفة لأنني كنت أخفي عنك الأسرار بعد أن وعدتك بإخبارك كل شي ولكنني لم أستطع "

صمتت تبتلع غصتها وعينيها تمتلئ بالدموع ثم أكملت:

"لم أخاطر بفقدانك ديفيد لم أمتلك الجرأة لأخبرك بذلك آسفة لأنني أخفيت عنك الأمر خفت أن أخسرك وأنت الأغلى على قلبي لذا لا تغضب مني رجاء وسامحني فما فعلته كنت مجبرة عليه"

انهمرت دموع آشلي وهي تكمل كلامها وما إن أنهته حتى أبعدها ديفيد برفق عنه وأردف لها بعد أن مسح دموعها وأحاط بوجهها:

"من المستحيل أن أغضب منك آشلي مهما فعلت ولكنني سأحزن كثيراً على فراقك فأنت بالنسبة لي الأمل في هذه الحياة كنت أملي وسندي والحضن الدافئ الذي ألجأ إليه عكس الجميع الذين تخلوا عندي ولولاك لما وصلت لهنا لا تطلبِ مني المسامحة وأنت تمتلكين قلبي بأكمله أنا لا أستطيع أن أغضب منك أبداً فأنا أيقن بأنك مهما فعلت وأخفيت عني فإن ذلك لمصلحتي وليس لإيذائي"

ابتسمت آشلي له بحب وحزن ثم أمسكت بيديه التي على وجهها ثم أردفت له برقة:

"أيها البربري أتعلم بأنك أفضل شيء حصلت عليه بحياتي وجودك بجانبي قد منحني القوة والدافع للقتال من أجل مستقبلنا على الرغم من العوائق لقد تحملت الكثير ولكنني لم أتحمل فكرة أن أفقدك يوماً لا أدري لماذا؟ ولكن حاولت بأقصى جهدي حمايتك وحتى إن حدث شيء في المستقبل سأفعل ذلك مجدداً دون أي تردد فأنت كنت ولا تزال عائلتي وسندي، الشخص الوحيد الذي أثق به ثقة عمياء وأنا أعلم أنه لن يضرني وسيدافع عني حتى الرمق الأخير دون أن ينتظر مقابلاً مني"

ابتسم ديفيد لها بحب ممزوج بالحزن وهو يرى أهميته في عينيها قبل لسانها فأحكمت إمساك يديه وأردفت بهدوء وهي تحدق في عينيه مباشرة:

"بغضّ النظر عمّا يحدث لدي هدية لك هذه الهدية كنت أحتفظ بها لك من ذاكرتك المفقودة فأنا أعلم بأنك في داخلك تتمنى أن تعرف عائلتك الحقيقية لذلك تستحق أن تراهم حتى وإن كانوا تحت التراب"

عندها توسعت عينا ديفيد عندما شعر بنفسه يحلق بالسماء بسرعة كبيرة وكأنه يسابق الضوء إلى أن وقف أمام امرأة تلهث بتعب وشعرها متبلل بعرقها ووجهها يشعّ نقاء رغم تعبها وشحوبها ..

فحملت جرواً صغيراً بُنّياً قد ولد حديثاً بين يديها برقة ثم قربته منها وقبلته بخفة ثم أردفت له وهي تداعب فراءه وعيناها تقطران بالحنان:

"صغيري الحبيب أنت البقية الباقية لي وأنت من ستحمل أثري وتحفظ ذِكرتي ابقى بخير واكبر بسرعة حتى تصبح ألفا يهاب الجميع قوتك ولكن احرص على أن تري الناس حنانك لا تكن قاسياً حتى مع ظلك فالقسوة هي أسوأ شيء قد يحمله الإنسان صغيري وتذكر بأنني أحبك وسأبقى أحبك ما حييت وحتى إن متّ فحبي لك سيدفن معي ويخلد مع جثماني"

رمش ديفيد بصدمة مما رآه أمام عينيه للحظات وكأنه حلم ثم نظر لآشلي التي تنظر إليه بحنان وحزن وتبتسم له بهدوء فابتلع ريقه بصدمة ثم أمسكت آشلي بيديه بإحكام وأردفت له بهدوء:

"لقد كانت امرأة رائعة ، صادقة ، نقية ، لطيفة كانت حنونة مع الجميع والجميع يحبها لم تؤذي شخصاً في حياتها على الرغم من أنها أوذيت كثيراً ورغم ألمها كانت تصبر من أجل أن يأتي اليوم الذي ستحملك فيه بين يديها بغضّ النظر عما حدث لها ورغم أن قدرها هو أن تموت صغيرة إلا أنها كانت ستكون أماً حنونة لك وستعتني بك وتحميك كما لم يفعل أحد آخر"

بقي هادئ ينظر إليها ويستمع لكلماتها بتركيز تام لعقله وقلبه وبعد أن صمتت نظر لها مطولاً ثم أردف:

"شكراً لك آشلي لأنك حققتِ أمنيتي وجعلتني أرى أمي صحيح بأنني لا أذكرها ولا أذكر دفأها وحنانها ولكني الآن عندما رأيتها ورأيت الحنان الذي يلتمع بعينيها لا أدري لما شعرت بنفسي أراك أمامي لأنه إن كان هنالك شخص نظر لي بنفس تلك النظرات فهو أنت لذا لا تقلقي فأنا لم أحرم من الحنان منذ أن إلتقيت بك"

عانقت آشلي ديفيد وهي بالكاد تقاوم البكاء ثم همست له:

"أحبك أيها البربري"

"وأنا أيضاً"

ردّ عليها بهمس بلا تردد بعد ذلك قصت آشلي شعرها بأكمله وفرشته على الأرض بأوسع قدر ممكن ثم أبقت بيدها غصلة ونظرت خلفها لديفيد الذي جمع أفراد قطيعه استعداداً للدخول في البوابة

وعندما ألقت الغصلة أضاءت الشعيرات بضوء أزرق وطالت الخيوط حتى أصبحت بوابة كبيرة عندها أمر ديفيد أفراد قطيعه بالتقدم بسرعة إلى أن انتقلوا جميعاً للطرف الآخر ..
.
.
.
ابتلعت آشلي ريقها وهي بالكاد تحافظ على هدوئها بعد أن رأت نظرات غورغياس التي تفيض بالمشاعر لها ..

والتي كانت تعشقها بشدة .

إلتفتت ليمينها نحو ديفيد الذي أمسك بيدها ليمدها بالقوة عندما شعر بتوترها فابتسمت له بخفة وهي تتمسك بيده أيضاً ثم استدارت تراقب المعركة التي تجري أمامهم ..
_________________

أما عند سالي التي كانت تنظر لفوقها بجحوظ وهي ترى كرة كبيرة من الطاقة تتجه نحوهم بسرعة بعد أن استغل دون إغلاق عينيها وتشتتها وشكل كرة أكبر من التي أطلقها أولاً ..

كان السحرة حولها وإن وقعت فوقهم فستكون هذه نهايتهم جميعاً ..

كان عليها فعل شيء ..

هي لم ترضى بالخسارة أمام قاتل زوجها ..

ولن تسمح بخسارة أشخاص أكثر ..

لقد أخبرها فرانس بالفعل أنها يجب أن تثق بنفسها حتى تساعد من بقي من أبناء جنسها ..

صحيح بأنها ولدت بشرية ..

ولكنها الآن ساحرة ..

وستؤدي واجبها في حماية الضعفاء مهما كلفها هذا ..

استجمعت سالي شجاعتها وجمعت طاقتها بيديها ثم صرخت بأعلى صوتها:

"ابتعدوا في الحال"

ثم رفعت يديها للأعلى وهي تخرج طاقتها وتحاول منع كرة الطاقة الكبيرة من أن تنزل إلى الأرض حتى تمنع انفجارها ..

فهي تعلم تماماً ما هي قوة تأثير هذه الضربة ..

أصرت على أسنانها وهي تبذل أقصى جهدها لمنعها وضغط القوة فوقها يجعلها تشعر بالتعب وكأنها تحمل جبلاً ..

أخرجت أنيناً متألماً عندما اقتربت كرة الطاقة أكثر منها فشهق السحرة الآخرون بخوف وهم يعلمون بأن إبعاد هذه الطاقة مستحيل !..

في حين كان قهقه دون وأردف بسخرية:

"أنت حقاً أغبى مما كنت أتصور سالي يبدو أنك اشتقت كثيراً لزوجك الحبيب وتريدين اللحاق به"

احتدت عينا سالي وامتلأ قلبها غضباً منه وحزناً على فراق زوجها الذي لم يفارق خيالها لحظة منذ ذلك اليوم ..

تمتمت بتعويذة الحماية وهي لا تزال تحاول دفع الكرة حتى ترتد عنها ..

"سالي ثقي بنفسك وبقوتك تستطيعين فعلها"

جاءها صوت فرانس بمكان قريب بعد أن كان يقتل المصابين ووقف عندما رآها تحاول أن تصد التعويذة ..

أخرجت أنيناً من فمها وهي تحاول جمع ما بقي من طاقتها وتتمتم بتعاويذ لفكّ هذه الطاقة الهائلة ..

عقدت حاجبيها بألم عندها أحست ببطنها تتشنج بسبب ضغطها المستمر على عضلات جسدها واستنزاف طاقتها لذلك دقّ قلبها بخوف على طفلتها عندها صرخت وهي تخرج كل قوتها دفعة واحدة:

"لن أخسرها أيضاً يااااااا"

أطلقت صرخة قوية والتمعت الندبة التي على ساعدها الندبة التي حدثت بعد احترقت بنار إيزرا عندما دخلت لأطلانتس مع ميرا ..

عندها حدث انفجار كبير دفع الجميع للخلف من شدته ..

بعد مدة أبعد رالف يده عن وجهه وهو يشعر بقوة سحر كبيرة تنتشر في المكان ..

فتوسعت عينيه عندما وجد سالي تفرد ذراعيها وترفع رأسها للأعلى وقوى السحر النقي تسبح بالهواء وتلتف حولها كتيارات هادئة محملة بالطاقة النقية .

ذُهل الجميع من ذلك المنظر المذهل بينما ابتسم فرانس لنجاحها بإخراج طاقتها الكامنة ..

فآشلي أخبرته عنها وأخبرته بقوتها .

ولكن سالي ولأنها كانت بشرية بالبداية منعها من إخراج قوتها بأكملها ..

إضافة للطاقة التي حصلت عليها دون أن تدري بعد أن أحرقت يدها نار إيزرا الممزوجة بسحره ..

جعلها الآن الساحرة الأقوى ..

بل ملكة الساحرات ..

نعم .. وآشلي كانت تعلم بأنها الملكة لذلك حمتها وأبقتها مع فرانس ..

صحيح بأن الزمن قد تغير بأكمله ولكن أقدار الأشخاص لا تزال كما هي ..

وسالي قُدّر لها أن تكون الملكة وأن تحمل بأعظم ملكة وساحرة شهدها التاريخ .

وهذا السبب الحقيقي خلف ملاحقة أعوان إيزرا لها لأنه أراد قتلها قبل أن تُخرج طاقتها وتصبح الملكة التي ستهدد خطته وتزعزع مكانته هي وابنتها ...

ولكن للقدر حكمة ..

بأنه جعلها تدخل لأطلانتس وتلدعها ناره حتى ازدادت طاقتها وأصبحت أسطورية ..

وبدل أن يتخلص منها أصبح جزء من سحره بجسدها وزاد من قوتها أضعافاً ...

ولكنه أخطأ بكل شيء ..

ظنّ بأنه يستطيع التلاعب بالزمن وتغير أقدار الناس إلى أن يسيطر على الجميع ..

ولكنه نسي بأن للجميع أقدار محتمة ومهما تبدلت طرقهم وتشعبت في النهاية سيصلون للمكان نفسه ..

وهو قدرهم الذي كُتب لهم منذ ولادتهم ...

والذي لن يموتون بدون أن يحصلوا عليه ..

هذه هي الحياة وهذه سُنة الكون ..

قد نقاسي الآلام والأحزان في البداية حتى يثقل كاهلنا ولكن إن قُدر لنا السعادة فسنعيشها شئنا أم أبينا ..

هكذا هي الحياة ..

وهكذا تعيش جميع المخلوقات ..

مهما بلغت قوتها واختلفت أجناسها إلا أنهم جميعاً يقفون عاجزين أمام قدرهم الذي يسيرهم من دون أن يشعروا ..

وآشلي كانت تؤمن ذلك ..

كانت تعلم بأنها بشكل ما ستتخلص من هذه العقبات إلى أن تصل إلى الطريق الرئيسية والتي سيسلكها كل شخص بمفرده إلى أن يصل لوجهته المحتمة ..

وهذا ما حدث بالفعل ..

عندما أحست سالي بجسدها خفيف كالريشة وطاقة منعشة تتغلغل بعروقها وتداعب وجهها فتحت عينيها تنظر حولها فرأت تيّارات السحر تحيطها وتداعب بشرتها ...

فابتسمت بهدوء وهي تسمع أصواتاً جميلة تُبَثُّ لها من خلال هذه الطاقات ..

وعندما مدت يدها تحاول لمس التيارات الغريبة شهقت وهي تشعر بالطاقة تجتاح جسدها بأكمله دفعة واحدة أعط لجسدها توهجاً ملفتاً ..

فتوهج جبينها بقوة بالأخص إلى أن اختفى التوهج وظهر مكانه رسوم زغرفية جميلة باللون السماوي ملأت جبينها بالكامل إلى أسفل عينيها ويتوسطه رسم لتاج جميل أسفله جوهرة تكمل شكله الإبداعي المميز ..

رمشت سالي باستغراب وهي تنظر ليديها وهي لا تعلم ما يحدث لها إلا أنها التفتت نحو رالف الذي أردف بدهشة:

"هذه الرسوم!! .. يا إلهي كيف ظهرت على جبينها؟! "

توسعت عينا سالي وهي تتلمس جبينها وتنظر نحوهم باستغراب ..

بينما شتم دون وهو ينظر إليها بغضب رفع يديه أمامه وتمتم بطلاسم عندها تشكلت كرة طاقة أكبر من سابقتيها وقذفها نحو سالي ..

نظرت إليها سالي بهدوء وهي تشعر بالطاقة تغمر جسدها عندها رفعت كفّ يدها وأوقفتها بسهولة ثم تلاشت ما أن تلامست مع كفّ يدها ..

استشاط دون غضباً فشتم عالياً ثم أخذ يتمتم بتعويذة سوداء ويوجهها لسالي بينما رفعت سالي يدها وتمتم بتعويذة مضادة فأوقفت ضربته ثانيةً ..

"ماذا هذا مستحيل؟!"

هتف دون بغضب ثم أردفت له سالي بحدة:

"استسلم دون لن أدعك تؤذي أحداً منهم"

ضحك دون بجنون وهتف لها:

"أفضل الموت على الإستسلام لك سأقتلك كما قتلت زوجك البائس"

احتدت عينا سالي بالغضب ورفعت يدها مرة أخرى وهي تهمس بحدة:

"إياك وأن تذكره على لسانك القذر"

ثوان وتمتمت بتعويذة غريبة جعلت الطاقة تخرج نحو دون وأحاطت به بسرعة حاول الحركة ولكنه لم يستطع ..

"فالتمت"

هتفت سالي ثم تمتمت بكلمات جعلت الطاقة حول جسد بسرعة كبيرة ثم علت أصوات صراخات دون في المكان فنظر الجميع إليه برهبة بينما جسده يجفّ بسرعة وكأن التعويذة تأكل طاقته بأكملها

لحظات واختفى صوت دون بعد أن فارق الحياة ثم وقع جسده الذي أصبح هيكل عظمي مخيف يكسوه الجلد المجعد ..

"هذا مصير من يتجرأ ويسيء لزوجي "

استعد السحرة الآخرين لمهاجمتها بينما رالف كان ينظر بذهول تام إلى سالي أمامه وعندما استعد الطرفان للقتال ثانية نظرت سالي إليهم بعدم رضاً ثم هتفت لهم بصوت عال:

"توقفوا ما تفعلوه خطأ لما عليكم القتال وأنتم من نفس الجنس؟ ماذا ستجنون من هذا القتال غير قتل بعضكم البعض؟ هيا أخبروني"

نظرت إليهم بنظرات غاضبة فأردف أحد السحرة المنفيين:

"إنها أوامر السيد إيزرا وعلينا تنفيذها"

عقدت سالي حاجبيها وهتفت بغضب:

"ألا ترون بأنه يقوم باستغلالكم؟ هل تظنون حقاً بأنكم إن انتصر ستحصلون على حريتكم وستعيشون بأمان؟ ذلك الشرير لن يفعل ذلك لن يعطيكم أمانكم بل سيتخلص منكم ما إن ينتصر بالحرب أنتم تقاتلون وتُقتلون من أجل شخص لا يستحق ذلك لقد آذى الكثيرين وقتل أكثر ولن يعجز عن قتلكم لذا لا فائدة من قتالكم هذا إن كنتم ستموتون على يده في النهاية "

نظر السحرة المنفيين لبعضهم بعدم رضاً ثم هتف لها أحدهم:

"مستحيل إنه سيدنا ولن يتخلى عنا بعد هذه القرون"

"ولكنه الآن مصاص دماء وتعلمون جيداً بأن تفكير الشخص يتغير عندما يصبح خالداً نحن لسنا بخالدين نحن بشر بقوى سحرية صحيح بأن أعمارنا أطول منهم ولكننا نشيخ في النهاية لذلك نحرص على العيش مع أحباءنا ونستغنم هذه السنوات التي تمر حتى لا نندم في النهاية ولكن ذلك يختلف تماماً عندما تعلم بأن أصبحت خالداً لن تكبر ولن تموت إن انتهى سحرك"

أردفت سالي بمنطقية وهي تنظر إليهم فرأت نظرات الحيرة تملأ وجوههم فتابعت لهم بهدوء:

"لما لا تتوقفون هنا لما لا تنسون الماضي وتبدؤون ببناء مستقبل آمن لكم أنتم سحرة وستبقون سحرة لذا ما الفائدة من قتال أبناء جنسكم؟ ألا تدركون بأن قوتنا في تجمعنا؟ وموت المزيد من السحرة يعني ازدياد ضعفنا إلى أن يتم انقراضنا كما انقرضت أقوام سبقتنا"

ازدادت نظرات الحيرة والتشتت على وجوه الجميع وتوقف القتال تماماً حتى المصابين توقفوا بسبب عدم توجيههم فوقف فرانس على مسافة جيدة يحدق بسالي بهدوء وإبتسامة جانبية مرسومة على وجهه

ثم نظر للسحرة الذين يتهامسون في ما بينهم ثم أردف أحدهم:

"ولكنهم نفونا من القرية وقتلوا عائلاتنا وعلينا الإنتقام منهم"

وأردف آخر:

"عدّونا أعداءهم لأننا كنا مختلفين عنهم وبقدرات مميزة أكثر من البقية"

وأردف آخر:

"أجل لقد احتقرونا وعاملونا بسوء لسبب لم نكن نقصده حتى "

تألم قلب سالي عليهم على الرغم من أنهم أعداؤها إلا أنها لم تعتد على القتل والقتال لأن قلبها الرقيق كان يمنعها من أذية أحد ما لم يكن شريراً وسيئاً كدون ..

ولأنها ولدت بشرية كانت لا تزال تحتفظ باعتقاداتها في أن الحرب والعنف لا تحل المشاكل بل التحاور بين الأطراف المتنازعة هي الحل الأفضل ..

ولكنها أبقت ذلك لنفسها بعد أن رأت عالم الوحوش التي يتخفى عن البشر وقتها ..

أما سيمون فقد أثنى عليها عندما أخبرته بذلك رغم أنه يعلم بأن التحاور مع الأجناس لن ينفع أبداً ولذا كان يجنبها الخوض في المعارك رغم أنه يعلم أنها قوية ..

لأنه لم يكن يريدها أن تظن نفسها قتلت أشخاصاً أبرياء في يوم ما ..

حمت نفسها دائماً ولكنها لم تقتل إلا عندما وجدت نفسها وزوجها مهددين بالقتل ..

عندها اعتقدت أنها ستستطيع حمايته وإنقاذ حياته ولكنها لم تستطع ..

على الرغم من أن موته غيرها وجعل غضباً داخلها يستيقظ وقتلت مجدداً من أجل حماية طفلتها التي في أحشائها ..

إلا أن غضبها انتهى بموت دون قاتل زوجها ..

لذا لم ترد أن يموت شخص آخر ..

خرجت من أفكارها على الأصوات المعارضة من السحرة المنفين فأردفت لهم بهدوء:

"ولكنهم قد ماتوا أولئك الذين ظلموكم الآن هم تحت التراب فلما تريدون قتل أشخاص أبرياء لم يكن لهم علاقة بمعاناتكم ثم إن جميعهم لديهم عائلات وأطفال هل من الإنصاف قتلهم وحرم عائلاتهم منهم أيضاً؟ "

عمّ الصمت في المكان وهم يفكرن بكلامها فأخذت نفساً عميقاً وأردفت بثقة:

"ما حدث في الماضي قد انتهى وكل شخص قد نال جزاء أفعاله لذا لما تبدؤون من جديد ابنوا عالماً قوياً للسحرة وعيشوا معاً وضعوا قوانين تنصفكم جميعاً فجميعنا خلقنا وجميعنا نستحق أن نعيش بسلام كباقي الشعوب نستحق أن ننعم بالأمان والسعادة مجدداً فلما لا نغتنم هذه الفرصة وأن نتوقف عن هذه الحروب التي لن تفيدنا بأي شيء"

كلماتها بثت الثقة والأمل بأعين الجميع فهذا ما كانوا يريدون أن يحدث لهم سواء كانوا منفين أو غيرهم ..

فجميعنا نحلم بحياة مستقرة آمنة بحرية مطلقة ..

"لقد أتيت اليوم لإنقاذ ما بقي من السحرة لكي أوقف هذا القتل الهمجي ولكنني لم أستطع أن أقاتل ضد أشخاص أنا أعلم أنهم هم أيضاً ضحايا وتم استغلالهم بسبب تشردهم"

ابتلعت غصتها وهي تتذكر نفسها كيف كانت عندما طاردها دون ورجاله على الرغم من أنها تعلم بأن من طاردوها لا يزالون أحياء ولكنها تعلم جيداً بأنهم كانوا مأمورون من قائدهم فأكملت لهم:

"أنا أعلم جيداً ما معنى التشرد وأعلم صعوبته لذلك لا أريد أن يحدث لأحدٍ ما حدث لي لا أهتم بالقوانين الظالمة ولا بمن تكونون وما فعلتم حتى الآن ولكن ما أعرفه جيداً بأننا جميعنا نستحق فرصة أخرى جميعنا نستحق العيش فنحن في النهاية سحرة من جنس واحد وسنبقى جنس واحد فما رأيكم؟ هل ستستمرون بالقتال لصالح سيدكم مصاص الدماء أم ستبنون مستقبلكم بأيديكم من جديد إلى جانب أبناء جنسكم؟ وأنت رالف والبقية هل ستبقى تقاتل أشخاصاً لم يفعلوا لكم سوءً؟ ولولا ظلم حكامكم لهم لما وصلوا إلى هذه المرحلة ولما مات هذا الكم من الناس"

أكثر شيء كانت تكرهه سالي هي القوانين الظالمة والتكهنات الزائفة التي بسببها فقدت أحباءها لذلك لم تكن تريد أن يستمر الأمر هكذا ..

بعد أن مات الحكام الظّلمة لم يعودوا مجبرين على السير على معتقداتهم .

لذا عليهم أن يبدؤوا من جديد ويبنوا عالماً جديداً عادلاً يسع الجميع دون استثناء ..

ابتسم رالف وهو ينظر إلى سالي ثم نظر لأصدقائه وأعوانه الذين فهموا نظراته لهم ثم نظر إليها ثانية وأردف لها:

"سيدة سالي ما قلته لا أستطيع نفيه أو إنكاره فجميعنا كنا نرى القوانين الظالمة ولكننا لم نجرؤ يوماً على عصيانها حتى لا ننفى أيضاً لذا لا نجد مشكلة ببناء عالم جديد معهم فنحن لا نضمر أحقاداً شخصية لهم وإنما كنا ندافع عن أنفسنا وعائلاتنا لذلك لا مشكلة لنا في ذلك وما تبقى أن نجد قائداً جديداً وعادلاً يستطيع جمعنا معاً فما قولكم"

أنهى كلامه للسحرة المنفيين الذين ابتسموا وهم يتهامسون بين بعضهم ثم تقدم أحدهم وخلع قلنسوته فظهر شعره الأشقر وعيناه الزيتية وأردف بصوت جاد:

"اسمي ليو ولقد خولني أخوتي أن أنوب عنهم في الحديث بعد أن اتفقنا فإن كنا سنتوقف عن القتال وبناء عالم جديد لنا جميعنا فنحتاج قائد جديد عادل كما قال الساحر رالف"

وجه نظره لرالف ومن معه ثم نظر لسالي التي تبتسم بهدوء فتقدم أكثر منها وهو يردف:

"ولن نجد شخصاً عادلاً أكثر منك سيدة سالي"

ما إن أنهى كلامه حتى انحنى على ركبته وانحى البقية خلفه بعد أن نزعوا أغطية رؤوسهم فتوسعت عينا سالي بصدمة وكادت أن تنفي لولا كلام رالف الذي سبقها:

"ونحن أيضاً لن نجد قائداً عادلاً أكثر منك سيدتي"

فانحنى على ركبته بعد أن أنهى كلامه وفعل رفاقه ما فعل فتوسعت عينا سالي بصدمة ونظرت لفرانس الذي يبتسم لها وهو يومئ برأسه ..

وبعد أن ألقى الجميع قسم الولاء لسالي وقفوا وهم ينظرون لبعضهم بهدوء وأعينهم تلتمع بالأمل في حين أحست بثقل كبير بات على عاتقها فأردفت بتردد:

"ولكن أنا قد لا أكون المناسبة فأنا لا أعرف هذه الأمور جيداً"

ابتسم رالف وأردف لها:

"سيدتي لن يكون الأمر صعباً عليك وأنت تمتلكين قلباً عادلاً ونقياً وأما الأمور الأخرى سنساعدك بعمرفتنا ولن تجدي صعوبة في ذلك بعد أن كنت لونا رائعة لقطيع الذئاب البرية"

إلتمعت عينا سالي بحزن عند ذكره لذلك الأمر فهي أرادت أن تعود لقطيع زوجها وتكون بجانب ابنها إلى ما تبقى من حياتها ولكن الآن بعد أن أعطوها المسؤولية في قيادتهم

لم تعد تستطيع العودة ..

ابتلعت ريقها وهي تفكر بكلامهم وبرغبتها لرؤية ابنها وقبل أن تعترض أردف فرانس وهو يقترب منها:

"أجل كل شخص ولد له مصير معين وقدرك أن تكونِ ملكة السحرة بنيتي"

توسعت عينا سالي بصدمة من كلامه فابتسم لها بهدوء وأكمل:

"الذاكرة آشلي من أخبرني بذلك وأنك قد تم اختيارك من الإله لتحكمي أبناء جنسك وظهور التاج على جبينك هذا دليل على بدء حكمك للسحرة وستكونين الأم لأقوى ساحرة مرت على التاريخ لذا لا تقلق فقد خُلقت لتكوني ملكتهم وابنتك القادمة ستكون خليفتك هذه هي أنت وهذا مكانك"

صمتت سالي تحدق بالجميع حولها وتفكر في كلامهم فتنهدت بخفة وأردفت لهم بهدوء:

"وأنا أعدهم بأن أبذل كل جهدي لكي أكون على قدر هذه المسؤولية التي وضعت على عاتقي وسنبني معاً مدينة خاصة لنا أقوى مما كانت عليه"

هتف الجميع لسالي ثم تعاونوا على قتل المصابين معاً والذين كانوا بأعداد كثيرة ولكن وقوفهم معاً وتجدد آمالهم قوّى عزيمتهم على القتال فصاروا أقوى وأشرس بمساعدة سالي وفرانس الذي اكتشفوا أنه أحد السللاء ..

في هذا الوقت ظهرت فيوليت وحدقت حولها بدهشة من تعاون السحرة معاً ولكن ما لفت نظرها هي تلك العيون الذهبية التي جعلت قلبها ينبض بقوة ..

إنه والدها ولكن بسنّ أكبر مما رأته في الماضي ..

التفت فرانس عندما شعر بهالة فيوليت وبمجرد أن وقعت عينيه على خاصتها حتى ابتسم لها بدفء وحب فبادلته فيوليت الإبتسامة وركضت نحوه وعانقته وهي تهمس بسعادة:

"اشتقت إليك أبي"

بادلها العناق وأردف لها بحنان:

"وأنا أيضاً جنيتي الجميلة سعيد لرؤيتك مجدداً وآسف لأنني تركتك لوحدك"

نفت فيوليت وهي تنظر إليه بحب وأردفت:

"لا تقل ذلك أبي أنا أعلم كل شيء ولست غاضبة منك أبداً أنا أحبك أبي"

توسعت إبتسامته وهو يمسح على وجنتها ثم انحنى مقبلاً جبينها وأردف لها:

"وأنا أحبك جنيتي والآن علينا أداء واجباتنا فالعالم يحتاجنا بنيتي"

أومأت له بخفة ونظرت خلفها نحو سالي والسحرة وبسرعة صفقت بيديها عندما وجدت الحل لإنهاء المعركة سريعاً ثم فردت يديها وأخرجت طاقة ذهبية ملأت المكان وقضت على المصابين جميعاً ..

فوقف الجميع ينظرون إليها بدهشة بينما ابتسم فرانس بفخر من قوة ابنته ..

اقتربت فيوليت من سالي وأردفت لها بثقة:

"آشلي قالت بأن الوقت قد حان وعليك تطهير أطلانتس الرمال بطاقتك السحرية لذا علينا الذهاب الآن فالوقت يمضي بسرعة والعالم على وشك الإنهيار"

حدقت بها سالي ملياً ثم هزت رأسها موافقة ثم نظرت خلفها للسحرة وأردفت بصوت واثق:

"ليو ، رالف انقلوا الجرحى لمكان آمن واذهبوا لمساعدة الحلفاء وأنا سوف أواكبكم بعد قليل"

أحنى رالف رأسه وأردف:

"سيدتي هنالك مكان آمن قمنا بأخذ الأطفال والنساء إليه قبل حرق المدينة سنأخذ الجرحى لهناك وستهتم الساحرات بهم"

أومأت له سالي وصنعت فيوليت بوابة انتقال انتقلت هي وسالي ووالدها إلى أمام أطلانتس الرمال ..

وقف الثلاثة ينظرون لتلك القلعة السوداء ثم تقدمت سالي للأمام وهي تستمع لتعاويذ تنتقل في الهواء لا أحد يسمعها غيرها ثم فتحت يديها وأخذت نفساً عميقاً وبدأت تردد التعاويذ التي تسمعها ..

أضاءت النقوش على جبينها بينما أصبحت عيناها سوداء بالكامل وقوى السحر باتت تخرج حولها كتيارات هواء لفت القلعة بأكملها ..

مضى الوقت وزادت سالي من حدة صوتها وزاد إلتماع جبينها وطار جسدها للأعلى وهي لا تزال تعيد وتردد التعاويذ . .

ابتلعت فيوليت ريقها بتوتر وهي لا تزال تفكر بآشلي فنظرت نحو والدها الذي أمسك بيدها وهمس لها:

"كل شيء سيكون على ما يرام لا تقلقِ"

أومأت له بخفة ثم إلتفتت تنظر للقلعة التي أضاءت جدرانها وبدأت تتقشر بشكل مذهل ويتغير لونها من الأسود إلى لون أقرب للفيروزي ..

توسعت عينا فيوليت بإعجاب عندما رأت القلعة السوداء تتحول لقلعة رائعة الجمال بمجرد أن انتهت سالي من تطهيرها ..

وقفت سالي على الأرض وأنزلت يديها بعد أن اختفى توهجها وعادت عينيها للونهما الأسود الجميل وهي تبتسم وتنظر إلى القلعة التي تغيرت بعد أن طُهرت قواها السوداء ..

ثم إلتفتت نحوهما وأردفت لهما:

"أطلانتس قد تم تطهيرها والآن بقي علي إعادة قواها لها ولن يحدث ذلك إلا إن أحضرنا إيزرا إليها"

عقدت فيوليت حاجبيها وأردفت بتوتر:

"يا إلهي هو الآن يقاتل في المعركة في الطرف الآخر من العالم ولن نستطيع جلبه بسهولة ماذا سنفعل الآن؟"

أنهت كلامها وهي تنقل نظراتها بين والدها وبين سالي التي تفكر بحل للأمر وبعد مدة ابتسمت سالي وأردفت بثقة لهما:

"وجدتها والآن دعونا نذهب ولكن اتركوا علي التوصيلة"
___________________

أما في النصف الآخر من العالم حيث تحدث أكبر وأكثر معركة صعبة ودموية ..

قد خسرت المجموعات والقطعان الكثير من أبطالها رغم محاولة هيا القضاء على الوحوش بطاقتها إلا أن ازدياد خروجهم جعل الأمر أصعب أمامهم ..

في تلك اللحظة أخرج لوقا جناحيه وحلق عالياً وأردف لهم:

"حاولوا الإبتعاد عن الوحوش قدر الإمكان"

ما إن أنهى كلامه حتى اسودّت لون بشرته وظهرت عليه حراشف سميكة وتضخم جسده وأجنحته أكبر بمئات المرات إلى أن تحول إلى تنين أسود كبير ومخيف ..

وما أن أكمل تحوله حتى أطلق هديراً زلزل المنطقة بصوته ثم أخرج ناره الجليدية مجمداً كل الوحوش التي تقف في طريقه بينما انقض البقية يحطمون الوحوش المجمدة حتى يتخلصوا منها قبل رجوعها ..

وهكذا قُلبت الكفة للحلفاء ووقف إيزرا بصدمة عاجزاً يرى جميع خططه تفشل ..

احتدت نظراته التي تراقب المعركة وتثبتت نحو آشلي التي تقف بالقرب من آرثار وجيسي بينما الجميع يقاتل بقوة فصرخ بغضب وأطلق كرات النار نحوها لقتلها

فهي السبب في فشل خطته ..
_______________

أما في مكان آخر وبعيد عن تلك المعركتين كان ستيف يقاتل الوحوش التي ظهرت فجأة وتحاول هدم الملجأ الذي يختبئ به البشر مع فرح وميرا وروزماري بما أنهم لا يستطيعون القتال ..

كان هو المسؤول عن حمايتهم بعد أن ذهب الجميع ..

ظنّ ستيف أن الأمر سيمر على خير ولن تكتشف الوحوش مخبأهم ولكن منذ أن رُجّت الأرض فجأة خرجت تلك الوحوش بكثرة ..

ولولا وجود آردير الذي تركته آشلي لحماية الملجأ معه لكان علق وحده في هذه المعركة التي لا تنتهي ..

شتم عالياً وهو يرى المزيد من الوحوش تخرج فاندفع بسرعة إلى أحدهم وقطع رأسه ثم قفز متفادياً ضربة آخر بعد أن سمع فرح تهتف له وهي تقف على النافذة تراقبه بقلق وخوف:

"ستيف خلفك"

نظر لها وهو يقفز ثانيةً وأردف بحزم:

"إياك والخروج فرح هل سمعت؟"

عقفت فرح يديها إلى صدرها وهي تدعو أن ينتصر عليهم وألا يتأذى بينما تراقبه يقتل ذاك وتيجنّب ضربة آخر دون أي توقف ..

شهقت برعب وهي ترى وحشاً بدى قوياً وسدد ضربة صدها ستيف وقبل أن يردها شعر بوحش يهاجمه من الخلف وهو لا يستطيع التحرك ..

عندها قفز آردير وانقض على الوحش واقتلع رأسه بينما اندفع ستيف وتخلص من الذي أمامه ونظر إلى آردير خلفه وأردف ببرود وسخرية:

"صحيح بأنني أكرهك أنت وسيدك ولكن شكراً على المساعدة أيها القط الوفي"

أخرج آردير مواء وكأنه لا يكترث له ولولا توصيات آشلي له لما فكّر بمساعدته فابتسم ستيف بجانبية وأخرج أظافره ثانية وبدأ يقاتل مع آردير ..
________________

أما في أرض المعركة وعندما أطلق إيزرا كرات النار نحو آشلي انتبه غورغياس لها فهو الوحيد الذي بقي واقفاً ولم يقاتل بسبب آلامه التي عادت إليه بعد أن قتل إيزرا الكثير بجسده فقام رجاله بحمايته من كل حدٍّ وصوب

"آشلي انتبهِ!"

هتف غورغياس بخوف فنظرت آشلي نحو النار ببرود وحدة وقبل أن تصل إليها تلاشت فاندفع إيزرا نحوها يريد قتلها بسرعة قبل أن تخرج طاقتها بأكملها ..

إلا أنها بمجرد أن نظرت إلى عينيه أردفت بحدة وجمود:

"قف"

ابتلع غورغياس ريقه بصعوبة وهو يرى عينيها تصبح بيضاء وعروق تظهر حولها بكثافة فتذكر بأنها استعملت هذه الخاصية معه بعد أن أخذ إيزرا جسده وكاد يقتل ميرا وروزماري ..

ازداد ألمه أضعافاً لأنه السبب في ما حدث لشقيقته فضغط على فكه بقوة وهو يحاول التماسك قدر الإمكان والآلام تزداد بكل دقيقة تمر ..

أما إيزرا الذي تجمد بفعل قدرة آشلي التي شلّت حركته وأبطلت قواه فما عاد يستطيع تحريك إصبعه حتى عندها أردف لها بخبث:

"ما الأمر؟ لما لا تقتليني كما فعلت من قبل؟"

بقيت آشلي تحدق به ببرود بعينيها البيضاء للحظات ثم أردفت له:

"ليس قبل أن أستعيد قوة أمي وأطلانتس منك"

ابتسم إيزرا باختلال وأردف لها بخبث:

"للأسف أنت لا تستطيعين فعل ذلك إلا بمساعدة ساحر قوي وأنا قتلت جميعهم"

ارتسمت إبتسامة باردة على وجهها وأردفت له ببرود:

"ولما أنت متأكد من ذلك؟"

توسعت عينيه بصدمة بينما نظر للسحرة الذين ظهروا وانضموا للقتال مع الأجناس بقوة كان منهم أتباعه ومنهم السحرة الآخرين الذين ظنهم موتى ..

فنظر إلى آشلي التي أردفت له:

"ألم أقل لك بأنني رأيت نهايتك إيزرا؟ وها هي تحدث صحيح بأنك غيرت الزمن ولكن لم تستطع أن تغيّر قدرك وقدر العالم، فلا أحد يستطيع ذلك، لا أنا ولا أنت نستطيع تغير قدرنا الذي قُدّر لنا"

فعقد حاجبيه باستسلام عندما أدرك نهايته وهو يرى جنوده ينتهون على أيدي الحلفاء ..

وبمجرد أن قضوا على آخر زمرة منهم كان ماكس يقف بجانب هيا ولوقا وزين والزعماء الآخرين كسيسيليا وشارلوت والسحرة الذين ينتظرون ملكتهم ..

في حين اقترب ديفيد من آرثار الذي لا يزال ذئباً وجيسي التي تجلس بقربه فنظرت جيسي إليه بقلق فجلس بالقرب من ذئب ونظر إليه وأردف لجيسي:

"لا تقلقِ سأساعده ليعود إلى شكله البشري"

أومأت له جيسي ومسحت دموعها بينما استدار ديفيد ينظر للوقا الذي عاد لشكله البشري فأردف له ببرود:

"هيا ابدأ"

ثم أعاد ديفيد نظره إلى الذئب الأسود الذي لا يستطيع التحول بسبب ضعفه وعدم توافقه مع هجينه فوضع يده على رأسه يمده بقليل من قوته ثم أردف بصوت بدا قوياً:

"تحول"

راقبت جيسي بعيون خائفة ما يحدث وعندما نطق ديفيد بتلك الكلمة شهقت وهي تستمع لتكسر عظامه ثم صغر حجمه فاستخدم لوقا سحره لإعادة ملابسه الممزقة فور بدء تحوله إلى أن اختفى الفرو الأسود وعاد لشكله البشري

لهث آرثار وهو يوسع عينيه الزرقاء وكأنه لا يزال تحت الصدمة فرفع رأسه عندما سمع جيسي تهمس باسمه

نظر لجيسي التي بدأت بالبكاء مجدداً بعد أن ارتمت بحضنه ثم نظر لديفيد الذي ابتسم له بهدوء قبل أن ينهض ويقف بالقرب من آشلي

"ماذا سنفعل الآن به؟ "

أردفت سيسيليا وهي تنظر لإيزرا فأردفت آشلي ببرود:

"ننتظر أحدهم"

وقبل أن يتكلم أحد ارتجت الأرض تحتهم ومن اللا مكان ظهرت قلعة أطلانتس بمسافة ليست بعيدة عنهم فحدق الجميع بذهول بينما عيون إيزرا كادت تخرج من مكانها من الصدمة عندما وجد القلعة قد طُهّرت من الشر ..

وما هي ثوان وقد خرجت سالي وخلفها يسير فرانس وهو يمسك بيد فيوليت ويحثها على السير بلا خوف من رؤية زين مجدداً ..

لأنها كانت قلقة من ردة فعله ...

رغم أنها حزينة على ألمه ولم ترد إحزانه ولكن في الوقت نفسه لم تعد تستطيع أن تجعله يقترب منها خاصة بعد خروج هيا ..

بينما إلتمعت عينا زين بالفرح والشوق عندما رأى فيوليت أمامه ثانيةً وكم أراد أخذها بين ذراعيه حتى يرضي قلبه الذي يصرخ باسمها ..

ويصدق بأنها حية حقاً! ..

ولكن عندما رأى ردة فعلها وتجاهلها له وهي تختبئ خلف والدها تراجع عن ذلك وأجّل ذلك لوقت آخر .

تقدمت سالي نحوهم وابتسمت عندما وجدت هيا تناظرها بسعادة وقبل أن يتكلم أحد منهم اقتربت هيا منها وأردفت لها بصوت رزين:

"أهلاً بملكة السحرة سعيدة برؤيتك"

توسعت أعين الجميع بذلك ونظروا إلى هيا التي عانقت سالي فأردفت لها سالي بهدوء:

"شكراً سيدة هيا وأنا سعيدة بعودتك إلينا"

ثم نظرت سالي لآشلي فأومأت لها وهي تغمض عينيها وتتراجع للخلف ثم فتحت عينيها التي عادت طبيعية ووقفت بجانب ديفيد وهي تتجنب النظر لغورغياس الذي لا يرفع عينيه عنها ..

اقتربت سالي ووقفت خلف إيزرا الذي لم يعد يستطيع الحركة بعد خسر طاقته بأكملها بسبب قدرة آشلي المميزة ..

رفعت سالي يدها ووضعتها على ظهره وتمتمت بتعويذة جعلت الطاقة تخرج منه ككرات زجاجية تناثرت بالجو وانتقلت في السماء منها إلى أطلانتس ومنها لإتجاه آخر ثم ابتعدت عنه وهي تردف لآشلي:

"انتهيت"

نظرت هيا لآشلي وأردفت لها:

"آشلي أأستطيع قتله عنك"

"كما تريدين جدتي"

أردفت آشلي بهدوء وصمتت تسترق النظر لغورغياس للحظات قبل أن تكمل:

"ولكن ليس قبل أن أتأكد أنه لن يعود ثانية"

توسعت عينا إيزرا وهو يراها تخرج قلادة الزمن من بين ملابسها ثم أردفت بهدوء:

"هنالك أمر نسيت إيزما أن تخبرك به قبل موتها وهو أنها قبل أن تعطني الجوهرة فعلت الطقوس لأصبح حارسها الشرعية"

توسعت عينيه بصدمة وراقبها تحيط بها يديها وهي تكمل :

"هذا يعني بأنني أنا مالكتها الشرعية وأستطيع التحكم بقدراتها وأنا وحدي من سيستطيع حملها من الآن فصاعداً أما أنت مجرد سارق ليس لديك سلطة عليها .... اخرجي"

بمجرد أن نطقت آخر كلماتها حتى خرجت صرخات عالية من إيزرا بينما صدره يتشقق حول الجوهرة المتصلة بجسده حتى خرجت من تلقاء نفسها وطارت بالهواء باتجاه آشلي

إلتمعت الشق الثاني من الجوهرة التي تمسكها آشلي فأبعدت يديها عنها قليلاً وسمحت لها بالطيران والتوهج كالأخرى بينما تتجه إليها حتى إلتقت الجوهرتان ببعض ..

عندها خرج صوت ارتطام الزجاج فأضاءت الجواهر والتحم الشق بينهما بين يدي آشلي التي تحيطها من الأسفل والأعلى وشعرها القصير يتطاير بفعل الطاقة المنبثقة وعيناها تعكس لون الجوهرة المضيئة ..

ثوان واكتمل الإلتحام بين الجوهرتين واختفى وهجها وسقطت بيد آشلي التي تنظر إليها بهدوء أما السحرة فكانوا منصدمين مما حدث مثلهم مثل لوقا الذي يرمش بصدمة ..

لهث إيزرا وهو يمسك بصدره الذي تضرر بشدة ثم أردف بصعوبة:

"قبل أن تقضي علي .. آشلي كيف فعلتها؟ .. كان من المستحيل أن أنفصل عن جسد غورغياس حتى ولو لم تكتمل التعويذة .. كيف فعلت ذلك؟"

بدى الإضطراب جلياً على وجه آشلي وهي تنظر إليه فابتلعت ريقها وحافظت على صمتها وهي تحدق بلوقا الذي أومأ لها ثم أردف:

"آشلي قد رأت كل شيء حدث الآن في الماضي واستطاعت معرفة هذه الخدع التي ستحدث وفعلتها ولكن رؤيتها لهيا جعلها ترى الزمن الحقيقي الذي حدث قبل التغيير لذلك عدلت عن قتلها في ذلك الوقت وعلمت بأن نسختها التي وضعتها ستولد بتلك الذكريات وهذا ما جعلها تضع لها بعض الذكريات مع السيف على جبل أنبورا ساعدت آشلي المستقبلية في تكوين بعض الخيوط التي ستساعدها في هزيمتك وبالفعل وبعد عودتها بالزمن ومراقبتها الأحداث عمدت على إخبار فيوليت عن سر آرثار وهي تعلم يقيناً أنك تستمع لحديثها ومن ثم تظاهرت بعدم معرفة الأمر وحذرت ماكس لإبقائه بأمان حتى تظنّ أنك قد فزت علينا بعد أن علمت بالسر الذي تناقلناه بيننا وأن التعويذة ستصبح كاملة وهي تعلم بأنك ستضع آرثار مع الهجناء"

صمت وهو ينظر لآشلي كما نظر إليها الجميع وهي متجهمة الوجه وعيناها تلتمع بالدموع وكأنها تقاوم البكاء فأكمل لوقا بينما نظرت هي إلى غورغياس الذي ينظر إليها وملامحه المتجهمة خير دليل على ألمه ..

بل بالكاد يستطيع الحفاظ على هدوئه ..

ولكنه تألم أكثر عندما وجدها تبعد عينيها عنه واضطرابها يزيد كما الدموع بعينيها خاصة عندما أردف لوقا كلماته الأخيرة فتوسعت عيني غورغياس بصدمة ..

"ولكن ما لا تعلمه بأنها أخفت سراً أكبر من تعويذتك ولم يعلم به أحد حتى الآن ولم تجرؤ على قوله حتى لنفسها حتى لا تكتشفه وتنجح بصنع التعويذة .. السبب خلف انفصالك عن جسد غورغياس هو أنك لم تكمل العناصر التي تحتاجها التعويذة وحتى وإن كانت آشلي مكان هيا وقمت بقتلها هي وآرثار لن تنجح تعويذة التكامل لأن العنصر الأهم منها لم يكن موجوداً وهو نفسه السر الذي حمله سيمون في صدره من صغره حتى مماته ولم يخبر به أحد حتى ظله لذلك بقي طي الكتمان إلى أن ظهرت آشلي وعلمت بكل شيء وهو أن سيلين لم تنجب طفلاً واحداً بل أنجبت توأماً غير حقيقي إحداه هجين والآخر مستذئب نقي"

شهقت جيسي بصدمة وهي تنظر لآشلي التي زاد اضطرابها وتوترها من نظرات الجميع لها فأردف ماكس بصدمة:

"ومن يكون توأم آرثار؟"

نظر لوقا لديفيد الهادئ وكأنه يعلم ما سيقوله

فقد أحسّ بتلك الرابطة التي تجمعهما بعد أن خرج ذئب آرثار ..

وعندما ساعده على التحول تأكد من ذلك ..

فأردف لوقا بهدوء:

"ابن غورغياس الآخر كان بقرب آشلي طوال الوقت وقد حرصت على تخبئته عن الجميع وتخبئة قدرته في إخضاع الروجز حتى لا يُكتشف بأنه ابن سيلين ويحمل دماءها النقية "

ضغط ديفيد على يد آشلي عندما شعر بارتجافها وكأنه يدعمها بصمت وهما يستمعان للوقا وهو يكمل بينما إيزرا يوسع عينيه بصدمة وذهول مما يسمعه:

"أجل إيزرا ديفيد الابن الأكبر لغورغياس والذي لم يعلم به أحد فسيلين عندما ولدت أطفالها كانت تعلم بأن غورغياس سيقوم بقتلها لذلك أخفت أحدهما والذي كان مستذئباً حتى لا يشك أحد بأمره وأخرجت الهجين معها من الكهف الذي ولدت فيه بعد أن جعلت شقيقها يعدها بتربيته وإخفاء سره عن الجميع وهذا ما حدث وبعد أن أخذ ماكس آرثار وذهب بقي سيمون يقوم بتربية الطفل الآخر بالسر إلى أن أتم الأربعة سنوات عندها خرج الجرو ولم يعد للكهف فظن سيمون بأنه قد مات ولكنه لم يعلم بأنه تحول لروجز وبقي حياً إلى وقتنا هذا لذلك قامت آشلي بتحذيره من ذكر الأمر بطريقة غير مباشرة قبل أن تموت وأخبرته بأن يخفي سر خبيء سيلين بدلاً من توأمها حتى لا تكتشف أنهما اثنان ويبقى الأمر مبهماً هل علمت الآن سبب فشلك إيزرا؟"

رفعت آشلي نظراتها الحزينة لديفيد ثم همست وهي تمسك بذراعه بيدها الأخرى:

"آسفة"

"لا بأس"

همس ديفيد بلطف وهو يربت على يدها بيده الحرة ثم نظر لغورغياس الذي ينظر إليه بصدمة مما سمعه ..

فهو لم يتوقع ولا واحد بالمئة أن يكون الرجل الذي كان يعده غريمه ويظن بأنه سيبعد آشلي عنه هو ابنه!!

وآشلي كانت تدافع باستماتة عن ابنه طوال الوقت بسرية ..

كيف تقبلت ابن سيلين وأحبته بصدق؟

كيف استطاعت تقبل أخطائه بهذه السهولة وحافظت على ابنه منه قبل الجميع؟ ..

رمش غورغياس بصدمة وأفكاره تضاربت بشدة مع الحقيقة التي علم بها الآن ..

ولم يكن آرثار بأفضل منه وهو ينقل عينيه بين غورغياس وديفيد بجمود ..

فكيف لآشلي أن أحبت ديفيد بصدق بينما أظهرت البغض لآرثار وكأنه أحد أعدائها ..

وهما أخوين ..

تساءل الجميع داخلهم بسبب هذا التناقض بينما آرثار لا يزال يرمش بصدمة مما يسمعه ويراه أمامه ..

فربما الصدمة التي كان بها ليس سببها هجينه بل أنه هو ابن عدوه الذي قضى عقوداً يقاتله ..

والآن علم بأن شقّ توأمه كان حوله ولم يعلم به حتى الآن ..

على الرغم من أن ظهور ذئبه فاجأه بشدة فقد بقي ذئبه نائماً بجسده طوال تلك القرون بسبب تفوق جزئه مصاص الدماء على جزئه المستذئب ..

ورغم ذلك قد تميّز آرثار بين مصاصي الدماء بمشاعره الجياشة التي بقي مظهرها ولم يخمدها كباقي مصاصي الدماء إضافة لتقبله للمستذئبين عكس أصدقائه الآخرين ..

ولكن ظهور كل تلك الحقائق في وقت واحد جعله يدخل في حال صدمة كبيرة ..

علت الهمسات وهم يحدقون ببعض وبغورغياس الذي لأول مرة أظهر المشاعر في عينيه ..

كان يشعر بالألم .. بالخزي والعار لما فعله قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة ..

وهذه كانت أول مرة يندم بها على ما فعله بسيلين وطفله ..

طحن أسنانه ببعض وهو يحاول الحفاظ على ما بقي له صبر على الألم ..

لأول مرة كان يريد الهرب لم يعد يستطيع حتى النظر بعيون آشلي ..

شعر بالخجل منها ومن نفسه لأنها كانت تخفي كل آثامه وتتستر عليها ثم تقوم بإصلاحها عنه دون أن تظهر الألم أمام أحد أو حتى أمامه ..

أإلى هذا الحد تحملت هذا الألم الكبير؟ ألهذا الحد يحتمل قلبها الآلام دون أن ينفجر؟ ..

هي لا تستحق كل ذلك !.. لا تستحق رفيقاً سيئاً مثله !..

أغمض عينيه وهو يعقد حاجبيه محاولاً ضبط مشاعره التي تتعاظم مع ضربات قلبه المضطربة المؤلمة ..

في حين تقدمت هيا وهي تردف له بقوة:

"خلاصة الأمر هو أن آشلي فعلت ما فعلته حتى تستطيع إخراجك على الأرض بهيئتك الحقيقية حتى تستطيع أخذ جوهرة الزمن وإنهائك للأبد دون أي رجعة الوداع إيزرا أتمنى لك مسكناً رائعاً بالجحيم"

ما أن أنهت كلامها حتى استخدمت طاقتها وأحرقته كما أحرق قلبها وابنتها في الماضي .

وما إن تلاشى حتى ارتجت الأرض تحتهم وعصفت الرياح حولهم بقوة والسماء المظلمة عادت زرقاء صافية والقمر زال سواده واختفى بسبب ضوء الشمس الذي طغى عليه وأنار العالم الذي عانى من العتمة لأكثر من خمسة عشر يوماً ..

إلا أن الشقوق التي في السماء 'فجوات الزمن' بقيت ولم تختفي لسبب غريب. ..

هتف الجميع بسعادة وأصواتهم هتافهم علا في المكان وهم يهنون بعضهم ..

فنظرت هيا نحوهم وأردفت لهم:

"لقد فزنا بحربنا وفزنا بنجاة كوكبنا من الدمار والفوز الأكبر كان هو بإتحادنا "

مشت عينيها عليهم جميعاً ثم أكملت لهم:

"لأول مرة في العالم تتحد الأجناس معاً وتقاتل جنباً إلى جنب في حرب واحدة أعلم بأننا خسرنا الكثيرين منا ولكننا كسبنا السلام الذي سيمتد إلى القرون القادمة كل جنس يحق له حكم نفسه وأن يتخذ ملكاً خاصاً يحكمه ويختار الأرض التي سيعيد إعمارها مع شعبه وأنا بصفتي ملكة البشر أخبركم بأن مملكتي ستمد يدها لكل صديق يحتاج للمساندة ولكل صديق سيسعى للسلام بعد هذه الحروب التي أهلكت الأرض ومن عليها"

ابتسم ماكس بفخر من قوة وحكمة زوجته وحبيبته بينما اقتربت سيسيليا وأردفت لها بلطف وقوة:

"وأنا ملكة السايرين يشرفني قبول عرض السلام الذي عرضته ملكة البشر هيا معها ومع جميع الملوك فالحروب قد قتلت الكثير من أحبائنا ودمرت ما قمنا ببنائه لقرون والآن نستحق أن نحظى بالسلام أخيراً بعد أن انتهى الخطر"

صافحت هيا بينما تقدمت شارلوت ووافقت هي أيضاً ثم سالي التي عانقت هيا ثم تقدمت من ابنها الذي اندفع نحوها وعانقها بحرارة وهو يخبرها باشتياقه وخوفه عليها ..

فقبلته من جبينه واحتضنت وجهه وأردفت له بحنان:

"آلريك عزيزي لا تظن بأنني إن ابتعدت عنك سأتركك مملكة السحرة ستفتح أبوابها دائماً أمامك فلا تحرمني من رؤيتك صغيري واعتني بنفسك"

قبّل آلريك يدي والدته ثم أردف لها:

"أعدك أمي وأنت اعتني بنفسك وبأختي"

اتسعت ابتسامتها وهي تومئ برأسها ثم استأذنت من الجميع ودخلت القلعة مع أتباعها واختفت القلعة مجدداً بشكل مذهل ..

بينما اقتربت هيا من زين ووقفت أمامه وهي تبتسم له بلطف وأردفت له وهي تفتح يدها لمصافحته:

"وأنت أيها الألفا الملك ألن تصافحني وتقبل بعرض السلام؟ "

توسعت عيناه وهو يردف باستنكار:

"الألفا الملك هيا هل تمزحين؟"

رفعت أحد حاجبيها وهي تتذمر بلطف:

"أتراني أمزح أم أنك تنوي ابقاء يدي مرفوعة للغد هكذا؟"

"آااه آسف"

همس بإحراج ومدّ يده وصافح هيا عندما علم بأنها أحد رؤياها فابتسمت بوسع وأردفت له:

"للمستذئبين حق بأن يحكموا أنفسهم لذا لن يكون هنالك أفضل منك زين في حكمهم وأنت الألفا الأقوى بينهم ولا أظن بأن أحد منهم يخالفني الرأي أليس كذلك؟"

أقرّت ألفاز القطعان بزين كملك لهم ومنهم ديفيد الذي بات يعتبر جزء لا يتجزء عنهم عندما أومأ برأسه من مكانه دون أن يتحرك وهو متمسك بآشلي

ابتسم زين لها وأردف لها:

"شكراً لك هيا وآسف عمّا بدر مني في السابق فقد كنت على حق وأنا المخطئ"

نفت هيا وأمسكت بكتفه وهي تردف له بلطف:

"لا تقل ذلك زين أنا أعلم بأن ما حدث كان خارج عن إرادتك لذا لا تقلق فأنا لست غاضبة عليك ولكن كل ما أتمناه أن نعود أصدقاء كما كنا"

ابتسم زين بهدوء وهو يشعر بنظرات حارقة اتجاهه إلا أنه لم يستطع كسر هيا بعد أن سامحته على حماقته ثم أردف لها:

"بالتأكيد يسرني ذلك هيا"

وقبل أن يحدث أي تلامس آخر احتضن ماكس خصر هيا نحوه بتملك وأردف لهما بهدوء مصطنع:

"أظن بأن جلسة الأصدقاء قد انتهت وحان وقت زوجك أليس كذلك جميلتي؟"

ابتسمت هيا بحب له وهي ترى عيناه تلتمع بالغيرة ثم تذمرت بلطف وهي تضرب كتفها بكتفه:

"ماكس زين صديقي أيضاً وعلي أن اطمئن عليه بعد أن غبت كل ذلك الوقت لا تقلق أنا لم أهرب كل حديثي معه لم يأخذ دقيقة لذا توقف عن إفساد الأمر فأنا أريد أن أحدثه أكثر"

ارتسمت إبتسامة صفراء على وجه ماكس وعينيه باتت تقدح شرراً وهو يشدها نحوه أكثر ثم أردف لها بصوت مشبع بالغيرة:

"عشقي الأبدي من الأفضل لك وللجميع أن تدعيه الآن فهو متعب ويحتاج للراحة واتركِ مجالاً له ليرى رفيقته التي ظنها ميتة فلا بدّ أنه خائف عليها كثيراً وأجلي الكلام لوقت لاحق أليس كذلك؟"

حكّ زين عنقه بحرج مما يحدث أمامه وهو يرى شجار هيا وماكس اللطيف بسببه ومن جهة أخرى فيوليت التي ترى كل شيء بعينيها!!!! .

ومن مكان ليس ببعيد احتدت نظرات فيوليت وهي تنظر إليهم إلا أنها لم تنطق وبقيت صامتة وداخلها يحثها على حرق هيا لأنها اقتربت من زين ثانية ..

فالمسكينة هيا لم تعلم بعد بما حدث بينهما ..

ولكن من أنقذ الوضع صوت آشلي الهادئ عندما أردفت:

"لقد حان دوركم جدتي السللاء هم وحدهم من يستطيعوا تطهير الأرض قوة أطلانتس الرمال بسرعة الوقت يمر والأرض لا تزال ليست بأمان حتى تطهر"

نظرت آشلي إلى فيوليت التي أومأت لها بإنزعاج ثم تقدمت مع والدها إلى أن وصلوا لهيا التي كانت تقترب منهم أيضاً ..

فأمسك الثلاثة بأيدي بعض وهم يجمون طاقتهم إلى أن خرجت منهم هالة كبيرة لم تغطي المنطقة فحسب بل انتشرت إلى كل بقاع الأرض وقضت على الطاقة السوداء ....

فعادت الأرض كما كانت عليه وعاد الخضار لأعشابها وشجرها وألوانها لزهرها ونقاؤها لأنهارها وجداولها ..

وفي ظلّ كل ذلك كانت آشلي تراقب ملامح غورغياس المنقبضة وهي بالكاد تحافظ على هدوئها وتمنع نفسها من الركض إليه ومعانقته بقوة ..

ولكنه لم يعد ينظر إليها حتى ...

بل بقي ينظر في أي مكان إلا هي وآلامه تتعاظم أكثر وهو لا يزال يصبر عليها ..

فألم قلبه أصبح أكبر ...

نظر لوقا نحوها وهو يراها تقاوم رغبتها بالتقدم نحوه ويدها تتمسك بديفيد أكثر وعينيها تمتلئ بالدموع وكأنها تنتظرها لأن ترمش حتى تسقط ..

فابتلعت ريقها بصعوبة وأخرجت القلادة من عنقها ثم تركت يد ديفيد وقطعت شعرة منها لفتها على طرف القلادة ونظرت للوقا ورمتها فاختفت من المكان ..

والذي انتبه لذلك كان القليل ..

فالجميع يحدقون بالسللاء الذين يطهرون الأرض من الطاقة السوداء ..

وعندما انتهوا نظرت هيا إلى فيوليت وابتسمت بود وهي تردف لها:

"أنت إذاً فيوليت التي خطفت قلب زين أنا هيا سعيدة بالتعرف عليك "

ارتسمت ابتسامة صفراوية على وجه فيوليت وعينيها تقدح شرراً إلا أنها مدت يدها وصافحتها وهي تردف بهدوء مزعوم:

"سعيدة بمعرفتك"

ثم ألقت التحية على فرانس وتعرفت عليه وتعرف ماكس عليه أيضاً ثم تقدمت جيسي وكاي لتحيتها والإطمئنان عليها ..

وبينما الجميع سعيد كان غورغياس لا يزال يقاوم الصراخ وإيذاء نفسه بسبب الآلام التي تزداد بشكل كبير فأمسك بقلبه وأخرج أنيناً خافتاً من شفتيه ولكنه جعل الجميع ينظرون إليه عندما تذكروا أمره

ازدادت الدموع بعيني آشلي وهي تحاول أن تندفع نحوه إلا أن يد ديفيد منعتها وهو يهمس باسمها وينفي برأسه بينما تنظر إليه آشلي بارتجاف وكأنها على وشك الإنهيار ..

عندها نظر غورغياس إليها ورأى نظرة الإنكسار بعينيها وظنّ بأنها باتت تكرهه ولن تسامحه بعد الذي حدث لذلك لم تعد تستطيع النظر بعينيه ..

ولكنه لم يعلم بأنها تفعل ذلك حتى تستطيع البقاء بعيدة عنه متماسكة دون أن تقفز لحضنه وتفرغ ما في قلبها ..

عقد ماكس حاجبيه باستغراب من بقاء آشلي بعيدة عن غورغياس دون الإقتراب منه بعد أن عاد لطبيعته ..

فبعد أن أظهرت حبها الكبير له تعجب الجميع من رؤيتها له يتألم دون أن تسحب ألمه .

وعندما وجدت آشلي نفسها تكاد أن تنهار مسحت بسرعة دمعة تسربت من عينها قبل أن يراها غورغياس وابتلعت غصتها وأردفت بأكثر صوت هادئ عندها:

"هيا ديفيد"

استدارت وسارت مبتعدة وقلبها يتقطع ألماً عندما لمحت نظرات الإنكسار في عيون غورغياس .. لأول مرة ..

كان عليها الإختيار بين شيئين إما حياتها وإما حياة حبيبها ..

وأصدقاؤها الذين يحثونها على الإبتعاد بينما هي تريد العكس ..

ابتلعت غصتها وسارت ببطء مجبرة نفسها على الابتعاد وهي تشعر بيد ديفيد على ظهرها وكأنها تدعمها وتحثها على السير ..

بينما توسعت أعين الجميع عندما رأوها تبتعد عنه دون حتى أن تقترب أو توجه له حرفاً واحداً ..

فجأة وبسرعة غريبة امتلأت السماء بالغيوم وبدأ الرعد يخرج بقوة وصوته يملأ الأرجاء والصواعق باتت تضرب الأرض بشكل مخيف وكثيف ..

نظر الجميع برعب حولهم إلا أن شهقات خائفة خرجت منهم عندما ضربت صاعقة غورغياس جعلت صوت صراخه ينتشر في المكان بعد أن جثى على ركبتيه وهو يدخل أظافره بجسده من شدة الألم

تلاه أصوات جميع مصاصي الدماء الذين جثوا على الأرض وبدأت تظهر آلام غريبة عليهم جميعاً وكأنهم يحرقون بالشمس ..

تجمدت آشلي عندما سمعت صوت صراخ غورغياس واستدارت بسرعة تنظر إليه بخوف بينما احتضنت هيا ماكس الذي يعاني هو أيضاً من الألم وهي تهتف بخوف:

"يا إلهي ما الذي يحدث؟"

رمشت آشلي وهي تنظر لغورغياس الذي يتألم أكثر من الجميع وهمست بدون وعي:

"اللعنة إنها تزال عن مصاصي الدماء ! "

خرجت شهقة من فمها وأردفت وكأنها تحدث نفسها:

"يا إلهي سينفجر قلبه من الألم!! ..غورغياس!!"

ولم تشعر بنفسها إلا وهي تركض بأقصى سرعتها نحوه ثم جثت على ركبتيها ورفعت رأسه المنحني وعانقته إلى جسدها

أما فيوليت التي رأت آشلي تركض نحو غورغياس حاولت الوصول إليها ومنعها إلا أن لوقا أمسك بها ومنعها فهتفت له وهي تحاول التحرر من بين يديه:

"دعني أبعدها عنه أرجوك سيقتلها، آشلي، دعني لوقا"

انهمرت دموع آشلي هي تتمسك به وتستمع لصوت صراخه ثم رفعت يدها ولمست عنقه وبدأت تمتص آلامه وهي تردف له بارتجاف:

"قاوم غورغياس قاوم أرجوك ستنتهي الآلام بعد قليل لا تقلق أنا لن أتركك أنا معك حبيبي لن أدع شيء يحدث لك"

أغمضت عينيها وهي تدفن رأسها بعنقه بينما تتابع امتصاص آلامه وتشعر بأنفاس غورغياس الحارقة على عنقها بينما صوته يملأ المكان

وكأن عقله قد فقده نهائياً ...

بسبب الألم المضاعف من لعنتيه ..

وبمجرد بقائها بقربه أشعره بقليل من الراحة ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتمسك بخصرها بقوة وكأنها طوق نجاته الوحيد ولكن أظافره الطويلة دخلت لأضلاعها ففتحت آشلي عينيها على وسعها وتمسكت به بقوة وهي تشهق بقوة ولكنها لم تبتعد عنه بل كانت تقربه منها أكثر ..

لأنها تعلم بأنه فقد عقله بسبب اللعنتين اللتين الآن تتفعّلان مجدداً معاً ..

كانت تعلم بذلك جيداً ..

تعلم بأنها إن لم تضحي بحياتها سيموت غورغياس بسبب انفجار قلبه ..

لذلك فضلت التضحية بنفسها ليعيش هو

"آشلي لاااا"

صرخت فيوليت وانهمرت دموعها بين يدي لوقا وهي تنظر لها عندما أدخل غورغياس أظافره بها دون قصد ..

أما ديفيد الذي كان ينظر إليها والدموع تملأ عينيه بعد أن عجز عن إيقافها عن إنقاذها الرجل الذي تحبه ..

كان يعلم بأنها لن تسامح نفسها إذا لم تنقذه لذلك تركها ..

لم يستطع إيقافها مرة أخرى ..

توقفت أصوات مصاصي الدماء كدليل على فكّ اللعنة بشكل كامل عندها نظر الجميع إلى غورغياس الذي هدأ فجأة بين يدي آشلي ..

قاومت آشلي آلامها ورفعت رأسه وحدقت بعينيه المغمضة وهي تهمس بضعف:

"غورو"

وبمجرد أن نادته باسمه حتى فتح عينيه الحمراء وهو يحدق بها بعمق ثم همس بدون وعي:

"رفيق .. مايت .. "

وما إن أنهى همسه حتى غرس أنيابه بجوف عنقها بقوة يوسمها بوسمه الخاص ويمتص دماءها دون أن يدرك ..

خرجت شهقات مرتجفة من آشلي وهي تشعر به يعضها ويمتص دماءها بشراهة بينما رفعت رأسها باستسلام وأحاطت عنقه وعيونها تذرف الدموع بهدوء ..

هكذا رأت نهايتها ..

وهكذا قد حدث ..

عضت على شفتيها تكتم أنينها عندما زاد ضغط غورغياس على خصرها وكأنه سيأخذ قطعة منه بعد أن تذوق دماءها الحارة المميزة التي أفقدته عقله بالكامل ..

بات يتعامل مع رفيقة روحه كوحش مجرد من الأحاسيس دون أن يشعر ..

"غورغياس توقف ستقتلها"

هتف ماكس الذي صحا من آلامه إلا أنه لم يجد لكلماته تأثيراً به بعد أن فقد عقله وتفكيره بسبب الآلام التي داهمته

وإزالة اللعنة عنه جعلته يوسمها بدون إرادته حتى ..

وعندما حاولوا الإقتراب منهما انفجر ظلام غورغياس بتلقائية وأحاطهما ومنع أحد من الإقتراب منهما ..

كانت عينا لوقا تناظران ما يحدث لآشلي ولمعة الحزن تملؤهما بينما كلماتها التي أدخلتها برأسه تعاد وتكرر ..

لوقا إن رأيت فيوليت تحاول منعي من الإقتراب من غورغياس امنعها لا يهمني إن كنت سأموت أو لا الأهم عندي أن يبقى غورغياس حياً وإن حدث ومت ولم أستطع أن أعطيك الحل لجليدك فسامحني وإن كان لي فرصة أخرى فأعدك بأنني لن أنساك وسأفي بوعدي لك حتى وإن طال الوقت.. وإن سألوك عن السبب فأخبرهم بأنني اخترت ذلك بإرادتي وقررت أن أواجه قدري السيء قبل الجيد هذا ما علمتني إياها وهذا ما سأفعله وهذا ما سيحدث

ولست نادمة على ذلك أبداً ..

جثت فيوليت على ركبتيها وهي تردف له:

"لماذا منعتني لوقا وأنت تعلم بموتها على يديه"

إلتفت الجميع إليه فابتلع ريقه وهو يردف بصوت بدا حزيناً:

"هي من أرادت ذلك وأنا لم أستطع منعها من مواجهة قدرها"

خرج أنين من فم فيوليت وهي ترفض هذا الأمر ترفض أن تموت بعد أن أنقذت الجميع ..

نظر الجميع بألم وحزن لما يحدث أمامهم فرغم أن الجميع حاول إيقاف غورغياس إلا أنهم لم يستطيعوا

فقد سيطرت عليه غريزته البدائية ونهمه حتى أُعمي على عينيه ولم يعد يفرّق بأن من تكون بين ذراعيه هي رفيقته ونصفه الآخر ..

وليست فريسته ..

ألم حارق كان ينتابها بعنقها وهي تشعر بغورغياس يغرس أنيابه أقوى وأعنف وهو يمتص دماءها بشراهة ..

عقدت حاجبيها بألم وهي تشعر بأطرافها تتخدر أكثر وجسدها يضعف بسبب شربه المسرف لدمائها ..

خرج أنين آخر من فمها وهي تغمض عينيها ويديها لا تزال بين غصلات شعره وتمتص آلامه ..

قاومت إغماض عينيها وهمست بصوت ضعيف ومتقطع:

"غ..غورو"

أما غورغياس الذي كان عقله غارقاً في العمق وكأنه وسط الظلام وحيداً نائماً ..

شعر بصوت مألوف محبب حوله فبدأ بإستعادة جزء من وعيه ..

وعندما سمع همسها باسمه توقف عن شرب دمائها وفتح عينيه بصدمة وتصلب جسده وهو يشعر بطعم دماء آشلي يملأ فمه ورائحتها تحيطه فرمش بصدمة لا يعلم ما حدث له ..

وكيف أصبحت آشلي بين يديه هكذا ..

حاول بقدر الإمكان إخراج أنيابه منها دون إيلامها وعندما أراد تحريك يده على جسدها تجمد وهو يشعر بأصابعه تخترق خصرها ..

أنفاسها الثقيلة بجانب أذنه كانت تزيد عذابه إلا أنه أخرج يديه ببطء وهو يستمع لأنينها وشهقاتها الضعيفة ..

وضع يده خلف ظهرها والأخرى خلف عنقها تسند رأسها بينما يخرج أنيابه برفق وينظر لعينيها الخاملة ووجهها الشاحب فأمسك بوجهها وأردف بتردد وخوف:

"آشلي ..أنا .. أنا لم أقصد!"

دموع آشلي ازدادت وهي تنظر بعينيه وتتمسك بذراعه وكأنها تستمد القوة منها لنطق تلك الكلمات التي لن تموت إلا بعد أن تقولها ..

فتحت شفتيها المرتجفة وهمست بصعوبة وتقطع:

"أ.أ.أنا..أح.أحبك"


تصلب جسد غورغياس عندما سمع كلماتها شيء داخله قد هاج بعنف .. وقلبه الذي خفق بعنف كما لم يخفق من قبل وبعد أن شعر بأغلال كانت تقيده قد اختفت ..

كانت أغلال لعنتها قد اختفت ..

توسعت عينيه وهو يحدق بها بصدمة عندما أدرك بأن مفتاح لعنته كانت هذه الكلمة التي بدأت لعنتها والتي أنهتها ..

[أنا أحبك ..]

كانت قد كذبت على إيزرا عندما أخبرته بأنها جعلت اللعنة أبدية وأنها لن تزيلها عن غورغياس أبداً ..

ولكنهم لم يعرفوا بأنها كانت تريد أن تزيلها عنه عندما يحبها حقاً ويتغير من أجلها ..

لذلك لم تكن مستعدة للموت وهو يتألم ..

كان عليها إيقاف ألمه الذي تسببت به قبل موتها ..

نفى غورغياس وهو يمسك بعنقها بيديه ويردف لها:

"آشلي تماسكِ أرجوك"

فنظر حوله فوجد ظلامه يمنع أحداً من الإقتراب منهم وعندما أزاله ونظر لماكس الذي اندفع نحوه بسرعة

إلا أن حدقية غورغياس ارتجّت عندما وقعت على عيون آشلي تبيضّ ببطء وجسدها يشحب أكثر نفى برأسه وهو يمسك بعنقها ويسحبها نحوه بعد أن شعر بارتخائها وهو يتذكر كلماتها التي أخبرته بها..

والتي أتت لعقله فجأة. .

هذا ما سيحدث غورغياس، هكذا وأنت تمسك برأسي بين يديك، سألفظ أنفاسي الأخيرة، ولكن الفرق هو أن يديك ستكون ممتلئة بالدماء ..

بدمائي ..

في تلك اللحظة أغمضت آشلي عينيها البيضاء وهوت يدها التي كانت تمسك بذراع غورغياس على الأرض بلا حراك ..

سرت رجفة في جسد غورغياس وهو يوسع عينيه بصدمة وهو يرى آشلي تموت بين يديه مرة أخرى ..

كما أخبرته من قبل .

ولكن ليس الآن ..

بعد أن أحبها ! ..

ووسمها !..

ماتت وتركته للأبد !..

أصرّ على أسنانه وهو يوسع عينيه وهي يحدق بجسدها الخالي من الحياة بعيون حملت الألم والمعاناة بينما اقترب كاي وجلس بجانب ماكس الذي توسعت بصدمة وهو يراها تفارق الحياة قبل أن يستطيع مساعدتها ..

"آشلي! "


همس كاي بألم وهو يحدق بها بين يدي غورغياس الذي لا يزال تحت الصدمة متجمد .

وعندما رفع كاي يده وحاول لمس ابنته شهق بصدمة عندما زمجر غورغياس بغضب وهو يجذبها نحوه ويخفي جسدها الصغير بجسده وهو يلفها بذراعيه بسرعة وقوة بتملك شديد ثم هتف بحدة وجنون:

"إياك ولمسها"

عندها انفجر ظلامه وأحاطه مع آشلي فدفع ماكس كاي الذي صدم بردة فعله بعيداً عن ظلامه ..

حدق الجميع بخوف من جنون غورغياس بسبب موت آشلي ولم يتجرأ أحد على الإقتراب منه ..

إلا فيوليت التي أرادت مهاجمته لأنه قتل آشلي إلا أنها لم تجد إلا ذراعي زين تلتف حولها وتمنعها من الحركة فصرخت بأعلى صوتها:

"ابتعد دعني أريد قتله .. لقد قتل آشلي .. لقد قتلها لن أسامحه سأقتله"

ضمها بقوة من الخلف وهو يشعر بجسدها الذي ينتفض بسبب شهقاتها وهو يهمس لها بحنان وحزن:

"اهدئي فيوليت اهدئي"

حاولت التملص من بين ذراعيه ولكنه كان يزيد من حدة إمساكها وهم يحدقون بغورغياس الذي نشر ظلامه كزوابع وهو لا يزال يحتضن جسد آشلي

وكأنه لا يصدق موتها !..

ثوان وتجمع الظلام ليصنع بوابة انتقال ويختفي غورغياس وآشلي من بين الجميع ...

بكت فيوليت بقوة وهي تصرخ بقهر وحزن:

"ألم تعداني أنكما لن تسمحا لها بالإقتراب منه؟ لما إذاً تركتماها تذهب إليه بقدميها؟ لماذا؟ لما عليها أن تموت بعد أن أنقذتكم جميعاً؟"

نظر لوقا إليها وأردف لها ببرود ممزوج بحزن:

"إنه قدرها فيوليت لو أنها لم تفعل ذلك لكان غورغياس الآن ميتاً قلبه لم يكن سيحتمل الألم أحدهما كان سيموت وآشلي اختارت نفسها عنه"

نفت فيوليت وهتفت له:

"كلا لقد أخبرتني آشلي بأن أقدار الناس لم تتغير بتغير الزمن وهي قد قضت حياتها مع غورغياس بعد أن تزوجها لم تمت على يديه كالآن، كان علي ألا أقطع الرابط بيننا كنت سأستطيع أنقاذها كما أنقذتني"

عقد لوقا حاجبيه وهو يحدق بفيوليت بشرود ويسترجع كلمات آشلي في عقله:

أتعلم بأن أجمل ما في الأمر هو أنني أعلم كل شيء برؤوسكم بينما لا أحد يستطيع أن يعرف ما أخفيه برأسي ..

[من البارت 23]

ألم تخبرني بأن علي خوص الطريق الصعب قبل السهل وأن قدري سيأخذني إليه مهما حاولت الإبتعاد لذا هذا ما فعلته وبدأت بالطريق الصعب وجعلت إيزرا يأخذ جسد غورغياس ..

فمن يدري ربما هنالك أمر آخر أخفيه عنك غير موتي على يديه ..

إن كان الموت مقدر لي فسأموت حتى وإن كان بعيداً عن غورغياس لذا عليك منعها من الإقتراب وقد يكون موتي كبشرية لا يعني موتي الحقيقي ليس وكأنني خُلقت لأحرق كأمي

هذه بعض الكلمات التي أخبرته بها آشلي قبل أن ينطلق لأرض المعركة بعد أن أخبرته بالمعلومات التي يجب عليه قولها ونبهته بأن يمنع فيوليت من الإقتراب منها ومن غورغياس ..

استكانت فيوليت وهي تحدق بلوقا الذي بدا عليه التفكير العميق فأردفت له بتوجس:

"لوقا ما الأمر؟ هل هنالك شيء تخفيه؟ تكلم"

ابتلع ريقه وهو يرى هيا وماكس يقتربون مع كاي ثم أردف ماكس له بقلق:

"تكلم لوقا ما الأمر؟"


بدا لوقا غارقاً بتفكيره فأردف بحيرة:

"أفكر بكلمات آشلي الأخيرة لي"

فعقد ذراعيه لصدره وأردف ببروده المعتاد:

"لقد أخبرتني أن أبعد فيوليت عنها وإن سألتم عن السبب فعلي إخباركم بأنها هي من اختارت ذلك وأنها قررت خوض الطريق الصعب قبل السهل وأن هذا ما فعلته منذ أن سمحت لإيزرا بأخذ جسد غورغياس "

صمت للحظة وهو يعقد حاجبيه ويحدق بهم ثم أردف لهم:

"ولكنها قالت في نهاية كلامها شيئاً غريباً انتبهت له الآن عندما نطقت فيوليت بكلماتها وأن قدر الناس لم يتغير رغم تغير الزمن وقدر آشلي في الزمن الحقيقي هو عيشها مع غورغياس وليس موتها أعلم بأن الأمر أشبه بالجنون ولكن كانت آخر كلمات آشلي هي أن موتي كبشرية قد لا يعني موتي الحقيقي ليس وكأنني خُلقت لأحرق كأمي"

صدم الحميع من ذلك فأردف كاي بصدمة:

"ما الذي تعنيه بذلك؟"

حدقت هيا مطولاً به ثم أردفت له:

"هذا يعني بأنها ليست مضطرة لأن تُحرق وقد يكون حرقها كله بسبب لعنة إيزرا فكروا بالموضوع ليس من المعقول أن يحرق نسل ميرا بأكمله بعد أن ولد من مصاصي دماء لذا قد لا يكون حرقها هو السبيل الوحيد لتحولها لمصاصة دماء بما أن اللعنة قد كُسرت بموت إيزرا"

توسعت عينا ديفيد وهمس بصدمة:

"لوقا لقد شربته"

أومأ له لوقا ونظر للوجوه المستغربة وأردف:

"عندما أخبرتني قبل المعركة بخطتها في إنقاذ فيوليت وخداع إيزرا أخبرتني بإحضار عينة من دماء غورغياس لذلك عندما قاتلته تقصدت جرحه ومن دون أن ينتبه أخذت قطرات من دمائه وعندما أعطيتها الزجاجة قامت بشربها فوراً قبل أن توقظ فيوليت"

شهقت فيوليت وهيا وأردفت فيوليت بتوتر:

"وماذا يعني هذا؟"

"يعني بأنها ماتت وبعروقها يوجد دماء مصاص دماء"

أردف لوقا ببرود فأردف ديفيد ببهجة:

"هذا يعني بأنها بطور التحول ولم تمت كما اعتقد الجميع"

أشرقت نظرات الجميع بينما لوقا لا يزال صامتاً ثم أردف لهم:

"قد لا ينجح الأمر لا نعلم ماذا سيحدث؟ تذكروا بأنها ليست بشرية عادية ولا نعلم متى ستستيقظ إن كانت حقاً في طور التحول"

كسا الحزن وجوه الجميع ووقفوا بصمت كانت فيوليت لا تزال غير واعية أنها في أحضان زين وهي لا تزال تفكر بآشلي ..

وبينما الجميع يقف في صمت صدح صوت ميرا التي وصلت مع ستيف وآردير ثم نادت والديها وركضت بأقصى سرعتها وعانقت والدتها بحرارة وهي تردف بسعادة ..

"الحمد لله لقد استيقظت أخيراً أمي اشتقت إليك"

ابتسمت هيا وهي تمسح على شعرها بحنان وتردف:

"وأنا أيضاً صغيرتي لقد انتهى كل شيء وزال الخطر الذي فرقنا للأبد وسنعود معاً مرة أخرى"

في حين اقترب ستيف منهم وأردف لماكس:

"أهنئك بعودة السيدة هيا سيد ماكس ما الذي حدث؟ لقد كنا متجهين نحوكم عندما شعرنا بالألم أنا وميرا هل كل شيء بخير؟"

أومأ له ماكس بهدوء وهو يفكر بطريقة يخبر ميرا بموت آشلي ثم أردف له ببرود:

"بخير إلى حدّ ما ولكن كان ذلك الألم بسبب زوال اللعنة عن مصاصي الدماء"

توسعت عينا ستيف بصدمة إلا أنه رأى القلق على وجه ماكس فعلم بأن هنالك أمر ما سيء قد حدث! .. ابتعدت ميرا عن أمها وهي تنقل عينيها للبحث عن آشلي ثم أردفت بانزعاج:

"أين آشلي؟ لا تخبروني بأنها ذهبت فوراً مع ذلك الملك المغرور دون حتى أن ترى والدتها أو تطمئن عليها"

اعتلى التوتر أوجه الجميع وهم يحدقون ببعض ويحاولون إيجاد الطريقة الصحيحة لنقل هذا الخبر لها ..

فاقترب كاي منها وأمسك بيدها وهو يحدق بعينيها بحزن فعقدت حاجبيها باستغراب ثم أردف لها:

"ملكتي هنالك أمر حدث عليك معرفته"

ابتلعت ريقها وهي تشعر بتوتر كاي وحزنه فأردفت له بشك:

"ما الأمر كاي؟ هل حدث لآشلي مكروه؟"

ازداد الألم في عيون كاي فأردف لها باختصار:

"لقد حدث شيء جعل آشلي تموت ولكن بجسدها دماء غورغياس وهي بطور التحول"

توسعت عينيها بصدمة والتمعت عيناها بالدموع وهي تحدق بكاي فأمسك كاي بوجهها وأردف لها بحنان:

"لا تقلقِ ملكتي هي لم تمت هي الآن تتحول لمصاصة دماء لا تخافي هي ستعود لنا لن تتركنا"

أمسكت هيا بذراعها وهمست لها بحنان:

"لا تقلق صغيرتي ستعود إلينا"

إلتمعت عينا ميرا بالدموع وهي تقاوم البكاء وتصديق كلام زوجها وأمها ولكن ما جذب اهتمامها واهتمام الجميع صوت لوقا الذي أردف:

"لا تزال لدينا مشكلة وهي إخبار غورغياس بذلك فهو الآن هائج بعد أن ظنها ماتت على يديه وعلينا شفاء جراح جسدها حتى تبدأ بالتعافي ولكنه لن سيمح لنا وسيقتل كل شخص قد يحاول الإقتراب منها "
________________

أما عند غورغياس الذي ظهر بمنزل الغابة في غرفته الخاصة وهو لا يزال يحتضن آشلي لصدره بقوة ..

تنفسه كان متسارعاً وصدره يعلو ويهبط بجنون وهو يحدق أمامه بخوف وتردد ..

كان خائفاً من النظر إلى وجهها ..

كان خائفاً من فكرة أنها تركته ورحلت ..

بل من أنه قتلها ..

"آشلي"

همس بألم وهو يشعر بقلبها المتوقف وحرارتها التي اختفت ..

ببطء وتردد أبعدها عن جسده وهو ينظر بجسدها الساكن بين يديه ..

تنفسه كان يزداد حدة وهو ينظر لدمائها التي تملؤها وتملأ يديه وشفتيه ..

رفع يده المرتجفة ولمس وجهها البارد وهو يهمس بانكسار:

"افتحِ عينيك قطتي"

كان عقله يرفض تقبل موتها ..

كانت المشاعر تتأجج داخل قلبه بشدة ..

أمسك بوجهها وهو يردف برجاء صادق وحزين:

"أرجوك آشلي لا تفعلِ ذلك بي ليس مجدداً"

وعندما وقعت عينيه على وسمه الذي ملأ عنقها لم يشعر سوى بشيء ساخن يجري على وجهه ..

كانت دموعه!! ...

لأول مرة في حياته تنزل دموعه !!.

خرجت شهقات من فمه وهو ينفي برأسه بقوة وينظر لعيناها المغمضة وآخر كلماتها تعاد وتتردد في عقله ..

فأمسك بعنقها من الخلف ليسند رأسها ويده الأخرى على ظهرها تسدنها وأردف بتوسل:

"أرجوك آشلي لا تفعلِ ذلك بي لا تتركيني .. أنا لا أستطيع العيش بدونك .. أقسم بأنني لم أقصد لم أكن واعياً .. لم أقصد إيذاءك .. أرجوك عودي إلي وأقسم بأنني سأفعل أي شيء تطلبينه فقط عودي "

زاد من حدة ضغطه عليها عندما رأى سكونها فعقد حاجبيه بألم ثم هزها بقوة وهو يهدر بجنون:

"افتحِ عينيك آشلي وقولي أي شيء حتى وإن كرهتني حتى وإن صرخت بوجهي افعلي ما تريدينه ولكن لا بيقي ساكنة آشلي افتحي عليك بحق الجحيم . أرجوك لا تفعلِ بي ذلك"

همس بآخر كلامه وهو يضمها لصدره بقوة رافضاً تصديق ذلك ..

أسند ظهره على السرير خلفه وهو يحتضنها ويحدق تارة بها وتارة أمامه وعيناه لا تتوقفان عن ذرف الدموع بينما يستند بفكه على رأسها ...

مضى وقت ليس بقليل وهو لا يزال على جلسته نفسها ويديه لا تترك آشلي لثانيه حتى ..

لم يكن يصدق بأن ذلك قد حدث ..

بأنها قد فارقت الحياة بين يديه مجدداً ..

ولكنه قتلها! .

قتل الفتاة التي يحبها بعد أن وسمها حتى! ..

بعد أن أزيلت لعنته! ...

وبدل أن يبدأ حياته من جديد كما وعد قطته وينشئ لها ذكريات جديدة وجميلة ..

قتلها منذ اللحظة الأولى التي أمسكها بها ..

صوت همسها الضعيف وأنينها المتألم لم يغادر أذنيه . .

وصور موتها عندما اِبيضت عيناها لا تفارق مخيلته ..

عقد حاجبيه بغضب وخرج من مخيلته عندما شعر بحركة في الطابق السفلي ...

فاستقام وهو يحمل جسد آشلي المدمى ووضعه برفق على السرير وبكمّ ردائه مسح دموعه والدماء الي تغطي فمه ثم نزل بغضب عارم ينوي قتل الذي اقتحم خلوته ..

"كيف تجرؤون على المجيء؟"

هدر بغضب وجنون وهو ينظر لماكس وميرا ولوقا يقفون باضطراب فأردف ماكس محاولاً تهدئته:

"غورغياس اهدأ جئنا نتحدث معك بأمر مهم بشأن.."

"ومن قال أنني أريد التحدث واللعنة اخرجوا من هنا قبل أن أقضي عليكم جميعاً"

هدر غورغياس بغضب وعيناه إلتمعت بالأحمر بسرعة ومن دون أن يمهلهم وقتاً للتنفس حتى هاجم ماكس الذي كان الأقرب إليه

"أبي"

صرخت ميرا بينما ترى غورغياس يقاتله بجنون وكأنه يفرغ بؤسه به ..

"غورغياس توقف"

صرخ ماكس وهو يبتعد عن لكمته إلا أنه غورغياس زمجر بغضب وكأنه لن يتوقف حتى يقتلع قلبه ..

فما كان من ماكس إلا صد يده التي كادت تلكمه وأدخل أظافره بصدره بسرعة وهو يصرخ به بقوة:

"توقف واللعنة آشلي لم تمت بعد"

تجمد غورغياس بمكانه ورغم أنه انتظر هذه الكلمات إلا أنه لم يقتنع بها فدفع ماكس عنه بقوة إلى أن ارتطم بالحائط وهو يهتف بغضب:

"أتحاول خداعي ماكسيس؟ أتراني غبياً أمامك بحق الجحيم؟!"

وقبل أن يندفع إليه صرخت ميرا بحزن:

"إنه لا يكذب آشلي ماتت ودماؤك في جسدها إنها في طور التحول"

خفق قلبه بقوة وهو يستمع إلى كلامها الذي أبهج قلبه وفؤاده ..

هي حية! ..

قطته حية وستعود إليه! ..

إلا أنه لم يظهر ذلك والتفت لها وأردف بحدة:

"ماذا تعنين تكلمي؟"

اقترب ماكس بحذر وهو يردف له:

"حاول أن تهدأ وسنسرد لك كل شيء"
__________________


أما عند فيوليت التي لم تكن منتبهة على أنها بحضن زين وعندما أخبروها بأن آشلي حية وعت على نفسها وسكنت بين يديه ..

أحسّ بها تسكن بين يديه وهي تميل رأسها للأمام مبتعدة عن أنفاسه التي تلفح وجهها وما أن رفع يده بنية مسح دموعها حتى أمسكت يده بهدوء حتى لا تثير الجلبة والجميع متجمع حولهم ..

أمسكت بيده الأخرى التي على خصرها وأبعدتهما معاً بهدوء ثم سارت مبتعدة دون أن تنطق بكلمة واحدة ..

مسحت دموعها بسرعة وهي تريد الهرب من هذا المكان بأقصى سرعة فحركت يديها وفتحت بوابة انتقال واختفت ..

أما زين الذي نظر لأثرها بحزن كبير عندما رأى نفورها منه فهمس بداخله:

《هي لن تسامحنا بلاكي》

لاحظت هيا الحزن في عيني زين بينما تستمع لكلام ماكس ولوقا إلا أنها لم تبدي ذلك أمامهم حتى اختفى الثلاثة بعد أن أخبر ماكس مصاصي الدماء العودة لأماكنهم ريثما ينظرون بأمر غورغياس

الذي أضحى ملكهم الشرعي الحقيقي ..

فماكس زوج السليلة ملكة البشر لذلك لن يتقبله مصاصو الدماء كملكاً لهم لذلك تنازل لوحده عن ذلك بعد أن رأى تغير غورغياس الكبير ..

وبعد أن عادت القطعان لأراضيها وقف زين ينظر لقطيعه الذي يبتعد عن مدّ نظره فزر الهواء بثقل وهو يجلس على الأرض ويسند ساعديه على ركبتيه

وهو يفكر فيما سيفعله ..

كيف سيرضي فيوليت ويجعلها تثق به من جديد وتنسى تلك الكلمات ..

"هل أنت بخير زين؟"

صوت هيا أخرجه من شروده فحدق بها بحزن وهو ينفي برأسه ببطء شديد فجلست جانبه وأردفت له باستغراب:

"ماذا حدث بينكما؟ لقد رأيتها كيف تبتعد عنك وملامحها منزعجة أخبرني زين قد أساعدك"

زفر الهواء بضيق ثم أردف وهو يحدق بشرود أمامه:

"لا هيا لقد أفسدت كل شيء أنا الأحمق الذي انجرفت خلف مشاعر زائفة وأخطأت بحقك أنت وفيوليت في ذلك اليوم ولم أصدق كلامك وها أنا أدفع ثمن أخطائي غالياً"

تألمت هيا مما حدث له ثم أمسكت بكتفه وهي تردف له بهدوء:

"تحدث لي عنها وعما حدث منذ البداية"

أومأ لها زين وبدأ بسرد كل شيء منذ أن التقى بفيوليت التي ظنوها نسخة آشلي إلى أن عادت بالزمن ورأته يلوم هيا على خيانته فأرادت رفضه أمام الجميع ..

زفر الهواء بخجل ومن نفسه واحنى رأسه وهو يلعب بأصابعه كي يخفي توتره من رد فعل هيا التي فتحت فمها بذهول ثم أردفت له بصدمة:

"هذا إذاً سبب كرهها لي! وأنا التي استغربت من عينيها الغاضبة التي ستقتلني في أي لحظة!!"

عقدت حاجبيها وأردفت بغضب وهي تلكمه على كتفه:

"أيها الهمجي الغبي كيف سمحت لها بالذهاب هكذا؟ حتى وإن أخبرتك بأنها سترفضك عليك ألا تتركها وتبتعد عنها"

فعقد حاجبيه وأردف لها بحزن:

"ولكنها باتت تتقزز مني ولا تريد قربي كيف لي أن ابقى بجانبها إن كان ذلك يؤلمها .. هيا"

صرخ بها عندما لكمته بقوة حقيقية على بغتة فزفرت بإنزعاج وهتفت له وهي توجه سبابتها إليه:

"هذا لأنك أحمق وغبي أيضاً ولا تفهم شيئاً عن النساء صحيح بأنها أخبرتك بأنها تتقزز منك ولكن هذا ليس معناه أنها بالفعل تتقزز منك ولكنها تريد جرحك بأي طريقة كما جرحت كبرياءها كأنثى بعد أن سمعت كلماتك تلك"

هدأت هيا من نوبة غضبها وأردفت له بهدوء:

"بصراحة لا ألومها فالأمر صعب جداً وخاصة بعودتي وأنا أقف معك زين لذلك أرها حبك من جديد والتصق بها حتى وإن صدتك آلاف المرات وتأكد بأنها إن وجدتك تتركها لوحدها بحزنها ستغضب أكثر وستظنك فعلاً أنك لا تحبها لذلك مهما فعلت ومهما غضبت عليك أبقها إلى جانبك وأرها أهميتها عندك وعرفها الفرق بيننا داخلك عندها ستستطيع أن تكسب مسامحتها .. عليك بالصبر وعدم الإستسلام فأمامك مهمة أصعب من الحروب وهي كسب ثقتها وقلبها من جديد هيّا قف على قدميك واذهب إليها فأنا واثقة بأنها تفكر بك وتظن بأنك نسيتها وبقيت معي"

أنهت كلامها وهي تستقيم وتنظر إليه فاستقام زين بعد أن ازداد أملاً بكلام هيا وأردف لها بإمتنان:

"شكراً لك هيا لن أنسى معروفك هذا طوال حياتي"

"هيّا أيها الهمجي الأحمق أظهر ابتسامتك الجميلة أمامها وليس أمامي فنحن أصدقاء وعلينا مساندة بعضنا ثم تذكر بأنك السبب لعودتي لماكس بعد أن قرر تركِ لذلك هذا أقل ما أفعله لأجلك هيّا اذهب إليها أيها العاشق"

أردفت له بلطف ثم دفعته من كتفه برفق وهي تردد بآخر كلماتها التي أشعرت زين بالإحراج فذهب راكضاً قبل أن ترى احمراه وتلق عليه كما فعل الآخرون ..

إلا أن هيا إلتقطت تعابيره رغم إسراعه بالهرب ففتحت فمها للحظات وهي تعقد حاجبيها ثم إبتسمت بوسع وهي تردف بذهول:

"ماذا ذلك الهمجي الأحمق يشعر بالخجل؟!"

قهقهت بسعادة لأن صديقها وجد حبّ حياته أخيراً وسيقاتل من أجل حبه للنهاية ثم إلتفتت للخلف وهي تضع يدها للخلف وترى نفسها وحيدة وأردفت بتذمر:

"يا إلهي لقد نسوا أن يرشدوني للمنزل وكأنني كنت أعيش معهم منذ البداية ولست بثُبات تباً الآن علي البحث وحدي وإتباع آثارهم .. ماكسي أين أنت الآن؟"

همست باسمه بشوق ثم سارت مبتعدة وهي تبحث عن منزل مصاصي الدماء حتى تصل قبل عودة ماكس فهو سيغضب كثيراً إن علم بأن سبب تأخرها هو زين .

رفعت رأسها ونظرت للشمس التي بدأت تغرب في السماء فتنهدت بهدوء ثم تابعت سيرها وهي تتبع آثارهم ..
_____________

أما عند فيوليت التي بالكاد توقفت عن البكاء وهي تراقب الغروب من مكان بعيد وتتذكر ما حدث ..

كانت غاضبة بشدة عندما رأت هيا تتحدث مع زين وعندما صافحته وأمسكت بكتفه ..

كانت تريد قتلها وقتله ..

النار التي تأججت داخلها كانت كبيرة ولم تجد شيئاً ينفس عنها سوى البكاء والصراخ ..

كانت تريد حقاً رفضه حينها ولكنها تذكرت وعدها لآشلي في الكهف عندما وضعتا تعويذة الربط عندها طلبت منها ألا ترفضه في المستقبل مهما حدث بينهما ..

وأخبرتها بأن عليها أن تعدها أمنيتها الأخيرة منها ..

لذلك وافقت مجبرة ووعدتها بذلك ..

مرّ وقت ليس بالقصير هي جالسة تحت شجرة عند مرتفع صخري أو بالأحرى أحد الأماكن التي تشققت الأرض بها وشكلت مرتفعاً صخرياً ..

ماذا يفعل الآن؟ ..

هل هو معها الآن؟ ..

هل هما يضحكان بسعادة؟ ..

هل حقاً نسيها بمجرد خروج هيا؟! ..

ألم يعد لها مكان بعقله حتى ليتركها هكذا دون أن يسأل عنها؟ .

تساءلت داخلها وهي بالكاد تحافظ على دموعها من السقوط مجدداً ..

الغيرة داخلها كانت تنهشها بشدة حتى تعلم ماذا يفعله إلا أنها صبرت حتى لا تريه أنها مهتمة به..

أجل لن تهتم به بعد اليوم ستتركه ولن تفكر فيه كما فعل هو ونسيها ..

لحظات وشعرت بحركة بالقرب منها فوقفت وهي تنظر بصدمة لزين الذي خرج من بين الأشجار وهو يلهث بقوة ثم هتف لها بتعب:

"بحق خالق السماء ألم تختاري غير هذا المكان البعيد لتعتزلي نفسك فيه؟ لقد بقيت اركض من عدة ساعات حتى وصلت إليك هل تكرهين رؤيتي إلى هذه الدرجة فيوليت؟"

أنهى كلامه وهو يقف أمامها وصدره لا يزال يعلو ويهبط بسبب ركضه المتواصل وقطرات العرق تنزل من جبينه إلى أسفل فكه وعلى عنقه ..

فابتلعت فيوليت ريقها بتوتر من منظره الذي بدا لها جذاباً بشدة ..

خاصة بأنها علمت أنه يبحث عنها طوال تلك الساعات التي قضتها وحيدة ..

شيء داخلها سُرَّ بذلك ..

عقدت حاجبيها وهي تنهر نفسها عن هذا التفكير السيء وأردفت له ببرود:

"أنا لم أخبرك بأن تتبعني في المرة القادمة سأحرص على الابتع.."

وقبل أن تكمل كلامها شهقت بصدمة عندما وجدته يندفع نحوها ويقبلها قاطعاً كلماتها القاسية وهو يقبلها بشعف ورقة ..

قبلة أراها عذابه وحبه ..

لم يكن عنيفاً معها بل العكس كان رقيقاً لدرجة أن قلبها ذاب مع قبلته ..

ولم يبتعد عنها إلا عندما شعر بأنفاسها تُسلب بأكملها ففصل قبلته وأسند جبينه على جبينها وعندما أحسّ بها تريد الإبتعاد أمسك بكتفيها مثبتاً إياها برقة وهمس برجاء وعذاب لها:

"فقط ابقي هكذا لوقت قليل بلاكي لا يزال يتألم من انكسار الرابطة وأنت وحدك من يخمد ألمه أرجوك فيوليت فقط القليل من الوقت دعينا نصدق بأنك لا تزالين حية"

تجمد جسدها وهي تحدق بعينيه المغمضة وكأنه يستخدم كلماته ليتوسها وليس عينيه التي ستحرك رابطتها به ..

بقيت على وضعها ويديها تمسك بملابسها بينما زين يقربها منه وهو يتنفس أنفاسها وهو لا يزال مغمض العينين ..

ابتلعت ريقها بتوتر من قربها منه وكلمات هيا وإبتسامتها له أيقظ غضبها من جديد فأردفت له ببرود عكس المشاعر الهائجة داخلها:

"إن انتهيت هل يمكنني أن أبتعد؟"

فتح عينيه ونظر إليها بألم فأردفت له ببرود:

"لا تظن بأنني إن سمحت لك بالتقرب مني الآن معناه أني سامحتك لم يتغير شيء بداخلي زين ولم أرفضك لأن آشلي أجبرتني على وعدها بعدم فعل ذلك لذا لا تتأمل أبداً أن يعود كل شيء كما كان أنا لن أعود إليك أبداً"

عقد حاجبيه بحزن وغصب إلا أنه أخفاه بداخله وأردف لها بإصرار:

"لا بأس فيوليت ولكن اعلمي أنني لن أتركك أبداً ولن أستسلم أنا وبلاكي حتى نعيدك إلينا كما كنت"

عقدت حاجبها بإنزعاج وأردفت وهي تبتعد:

"لا تحاول لأنك لن تنجح"

إلا أنه رد عليها بإصرار:

" لا لن أستسلم حتى ولو قضيت حياتي وأنا أطلب السماح منك"
________________

أما عند غورغياس الذي بالكاد يحافظ على نفسه من اقتلاع رأس لوقا الذي وضع يده على رأسها بعد أن عالج ماكس إصابات جسدها .

فقد زاد تملكه ناحيتها بعد أن وسمها كما زادت مشاعره نحوها وتعلقه بها ..

إلا انه مضطر لتحمل لمسه لجبينها حتى يعلم إن كانت حقاً في طور التحول أم ان الأمر لم ينجح حقاً ..

فتح لوقا عينيه وابعد يده بعد مدة ثم نظر إلى غورغياس الذي بالكاد يحافظ على آخر ذرات صبره ثم أردف:

"توقعنا كان صحيحاً هي في طور التحول ولكن"

صمت للحظات وهو يحدق بها وأردف:

"هنالك شيء غريب بها لا اعرفه ويجعل تحولها لمصاصة دماء بطيئاً لذلك لا أعلم متى ستستيقظ وتنتهي فترة تحولها ولكن ما أعرفه أنها خارج مرحلة الخطر لذلك كل ما علينا سوى انتظارها حتى تستيقظ"

قرع قلب غورغياس فرحاً بذلك وضغط على يدها التي لم يتركها لدقيقة منذ أن صعدوا لغرفته برفق وعينيه تلتمع بالسحب والشوق لقطته الحبيبة ..

في حين كانت ميرا تراقب أفعال غورغياس بهدوء وترى إهتمامه وحبه الظاهر لآشلي كما لم تره من قبل ..

وخاصة عندما كان ماكس يعالج جراحها وكأنها رات الدموع تتجمع بعينيه الزرقاوين على الرغم من ملامحه
المتجهمة إلا انه أظهر عاطفة لم يروها من قبل ..

"غورغياس هل يمكننا أن نتحدث قليلاً بعد ان اطمأنينا على آشلي"

نظر إليه غورغياس بتجهم إلا انه استقام بصمت وخرج قبلهم ثم تبعوه من فورهم ..

وقفوا في صالة المعيشة وغورغياس يعقد يديه لصدره بضيق ثم أنبس:

"ماذا تريد ماكسيس"

ابتلع ماكس ريقه وأردف له بهدوء:

"روزماري لا تزال في غيبوتها حتى الآن ولم نستطع إيقاظها وهي في منزلي أما الأمر الآخر هو أن مصاصو الدماء بحاجة إليك غورغياس وعليك ان تخرج لمساعدتهم بعد ان انتهت الحرب فجميعهم مشتتين "

عقد غورغياس حاجبيه واردف له بحزم:

"لا أنا لن اعود لذلك سأترك الأمر لك ماكسيس"

عقد ماكس حاجبيه وأردف له:

"غورغياس بغضّ النظر عن خلافنا كل تلك القرون ولكنك الملك الحقيقي لمصاصي الدماء إضافة لكونهم يرونك الوحيد الذي يستحق الحكم رغم أنني عملت جاهداً لأكون ملكاً جيداً إلا انني لم أستطع أن اكسبهم بسبب زواجي بهيا لذلك انت الوحيد القادر على حكمهم والسيطرة عليهم لما ترفض وكان ذلك طموحك منذ البداية"

أنهى ماكس كلامه باستغراب من رفضه القاطع فصرخ غورغياس بحدة وعينيه تلتمع بالألم:

"لم أعد أريد هذا الطموح ولم أعد أريد أن أحكم أحداً كل ما أريده هو آشلي ولا شيء آخر . لم أعد أهتم بشيء آخر ألم تكن تحاىبني منذ عقود على الحكم خذه الآن فأنا لا أريده اتفقوا تحاربوا افعلوا ما تريدونه لا يهمني فكل ما يهمني عودة آشلي إلي ولا شيء آخر .. والآن غادروا منزلي قبل أن أفرغ غضبي بكم"

أنهى كلامه وصعد لغرفته متجاهلاً نظرات الصدمة على وجوه ميرا وماكس
_________________

بعد أسبوع ..

كان وضع العالم أكثر هدوء بعد ان عادت القطعان إلى اراضيهم وبدؤوا بإعمار الخراب الذي خلفته الحرب الأخيرة ..

في حين كان غورغياس لا يزال يعتزل نفسه بمنزل الغابة مع آشلي التي لم تستيقظ بعد ولكنه أحضر روزماري لتحتل الغرفة التي كانت لآشلي من قبل ..

غورغياس القاسي تغير في تلك الأيام بشكل كامل ..

بالكاد كانت دموعه تتوقف عندما يرى آشلي التي لا تزال بثُباتها ..

والذي لاحظ تغير أشياء بها ..

كشعرها الذي أصبح أكثر قتامة ووجهها الذي أصبح اكثر شحوباً ..

ورغم ذلك لم يدع أحداً يقترب منها سوى ميرا التي عاندت وبقيت تبكي وتصرخ حتى سمح لها بالإقتراب منها ..

رغم أنه كاد يقتلع رأسها إلا أنه صبّر نفسه لأنها والدتها ولن تسامحه آشلي إن فعل ذلك ..

كان يقضي وقته بين الاطمئنان على روزماري وآردير الذي عاد إليه فور انتهاء المعركة أو احتضان آشلي وهو يحدثها على أمل أن تستيقظ أو يقضي الليل يقبلها من وسمه الذي ملأ عنقها

والذي كان عبارة عن كتابة اسمه كاملاً بالأزرق السماوي وخلفه تاج يتوسط القمر المكتمل باللون الفضي كدليل على أنها رفيقة ملك مصاصي للدماء أبناء الليل ..

إلى أن يحظى بنوم عميق وهي بين أحضانه ..

وها هو يجلس بجانبها ويمسك بيدها وعينيه تلتمع بالدموع بعد أن وصل لحده في الإنتظار ولم يعد قادراً أن يرى شحوبها أكثر فأردف لها بحزن:

"قطتي أرجوك افتحي عينيك الجميلة ألم تملي من النوم .. صدقي أنني أتألم الآن رغم أنك أزلت آلامي قبل أن تغلقي عينيك إلا أنني الآن أتألم أكثر من الخمسين عاماً وأنا أراك هكذا أمامي أعلم بأنك تسمعينني لذا أرجوك افتحي عينيك وأخبريني بأنك لا تزالين حية وأنك تحبيبنني فأنا اشتقت لك ولحبك قطتي"

انحنى وقبل جبينها ثم أردف بعد أن ابتعد:

"رغم أنني أكره ذلك التنين ولكنني سأبحث عنه وسأجلبه ليرى سبب تغير بشرتك لا تقلقي لن أتأخر قطتي"

أنهى كلامه والتفت لآردير الذي يجلس بجانبه على السرير وأردف له:

"آردير احرس المنزل جيداً ولا تدع أحداً يقترب منهما"

أخرج آردير مواء وكأنه يوافقه على كلامه فقبل جبين آشلي ثم مسح على رأس آردير وغادر الغرفة برفقة آردير الذي بقي يلحقه إلى أن وصل لباب المنزل ورأى سيده يذهب بسرعة بين الأشجار ..

ولكنه غفل عن عينيها التي فُتحت ما أن أحست بإبتعاده وخفق قلبها من جديد ....
_________________

يتبع...

البارت كتير طويل لهيك نزلتو على قسمين لأن الواتباد صار يعذبني كتير لأنو صار القسم الأول أكثر من 14500 كلمة

أعطوني رأيكم بهذا القسم من البارت وبعدين انتقلوا للقسم الثاني من البارت ..

Continue Reading

You'll Also Like

342K 13.9K 189
ملخص [محتوى للبالغين 18+. لا اغتصاب] "سريرك بارد" ، تحدثت بصوت في الغرفة كانت عيناها تتسعان خوفًا. استدارت بعصبية ، وهي تبتلع بهدوء لترى ظلًا على سري...
6.2K 543 18
لقد تجسدت في جسد ابن الدوق المنفي
10.1K 799 41
في عيد ميلاده السادس عشر، كان ديو أصغر مشعوذ مطلوب لشرطة السحر، أصغر لص وناهب آثار، وأصغر متنكر ومحتال. كان يسير في ظلال مجتمع السحر متجنبًا أيدي الع...
50.7K 2.5K 38
..."أن تُرعِب فتاة قُرويّة مثلي جمٍيع قبائل الجآن في آن واحد ليس بالأمر الغريب عني فأنا الهَجِينه.، اقتربت تهمس لي ببطئء ...