ويليام | William

By Hagar_yaser345

3.3K 148 26

حُبِك لَعنة ولَن تَزول!!. حُبِك كان بِمثابة حَرب وكُنت أنا الخاسِر!!. 'ويليام بورتو.' 'أليسون بروان.' More

المُقدمة
1/ قاتل مأجور
2/ ولكني لست سيئ
3/ مِثلما وَقعت انا
4/ ليلة مُمطرة
5/ هَل يَنسي المَرء مَحبوبه؟

6/ النهاية

340 17 22
By Hagar_yaser345

"للأسف..المَريضة قَد ماتت." وَقع الخَبر عَلى الجَميع كالصاعِقة؛ أما هو كان في حالة صَدمة، عَقلُه يَرفُض تَقبُل الخَبر، كَيف حَدث وهي كانت بِرِفقتُه؟!، هَل لِهَذا السَبب قَبلتُه؟!، كانت تُودعُه!، رَفض تَصديق هذا، امسَك بِياقة الطَبيب ودَفعُه لِلحائِط بِغَضب

"انت تَكذب، كَيف لَها أن تَمُت؟!." تَقدم اندرو وجايسون وحاولا ابعادُه عَن الطَبيب

"إنها مَشيئة الله!، ايَضًا السُم الذي تَناولتُه قَوي!." دَفعُه بِغَضب مَرة أُخرى، استَطاع اخيرًا أندرو أبعادُه، كاد أن يَتفَه بِشيء ولَكن لَكمة أندرو لَه اسكتتُه

"لَقَد ماتت ويليام!، الطَبيب لَيس لَديه ذَنب!." قال ويَمنعُه مِن الاقتَراب مِن الطَبيب، في تِلك الَلحظة، ألم شَديد قَد داهمُه في قَلبُه، إقتَرب أندرو مِنه وضَمُه إليه قَصرًا، سَمح الآخر لِنفسُه بِالبُكاء

"لَقد ماتت أندرو، لَقد تَركتني وَحيدًا!، أنا السَبب أندرو!، كُنت قاسيًا مَعها." قال وهو يَضربُه لِيَتركُه، قَلبُه يُؤلمه وضَميرُه يَزيد الأمر سُوءًا، الجَميع حَزين على خِسارتها، ماري اكثر مَن يَحزن، هي صَديقتها وتَعلم كُل شيء عَنها، تَعلم إنَها لا تَستحِق هذا، كانت تَستحَق ماهو أفضل، اخ جَيد وحَبيب يُقَدرها، أليسون قَد عانت وكانت تَستحِق الأفضل، أن يُحبها رَجُلاً يُصدقها، يَستطيع فِهمها، يَفهم عِلاقتها مَع عائِلتها كَيف تَبدو، مَهما قالت مِن كَلامًا مُؤذيًا لا يَتخلي عَنها!، فَكيف لَها أن تُؤذي إنسانًا وهي لا تَقدر على قَتل نَملة؟!، ازداد بُكائها وشَد جايسون على ضَمها؛ اعتَذر الطَبيب مِنهُم وتَوجُه لِعَملُه، هو غَريب وقَد حَزن لأجلهُم!.

"اترُكني اندرو....أُريد رُؤيتها لِلمَرة الاخيرة." اؤمي لَه مُبتعدًا عَنُه، عَقلُه يَخبرُه أن يَعود عَن قَرارُه، لَن يَصمد وهو يَراها جُثَة هامِدة على السِرير؛ أما قَلبُه يَتَصارع مَع دَقاتُه، فَهو بِالفعِل لَن يَصمُد، ولَكنُه يُريد رؤيتها!، أن يَعتذر لَها كإنها تَستمع إليه، امسَك مِقبض الباب واداره وعِند تِلك الَلحظة تَوقف الزَمن، وذُكرياتُه مَعها تُسابِق داخِل عَقلُه

أول لَقاء بَينهُما، نَصيحتها لَه، 'لا تُراقِب شَيئًا لَم يَعُد لَك!.'، هَل يِخبرها إنه حَينُها رَكز على عَينيها فَحسب؟!، لَقد اسرتُه مُنذ أول مَرة، ولَكن هَل يُعيدها هذا لِلحَياة؟!؛ كَسرُه لِيَدها وتَصويبُه السِلاح عَليها، سَحبُه لَها في الَليل، عِندما طُعِن في مِعدتُه، كَيف اعتَنت بِه انذاك، ضَمُه إليها تَقبيلُه لَها على خَدها الأيمن، كُل هذا يَجعل قَلبُه يَعتصر ألمًا، على فُراقها وعلى إنُه لَم يَستمع إليها.

وَقف بِجانِب السِرير بِشرُود، رُويدًا ازال الغَطاء على وَجهها، بَشرة شاحِبة، خُصلات شَعرها مُتناثرة على الوِسادة، حَتي في مَوتها تَبدو كَالمَلاك، دُموعُه تَساقطت اكثر، امسَك بِيَدها وقَبلها بِرِفق، لا يُريد اذيتها في مَوتها، لَقد أذاها كَثيرًا!

"انا اسف، اعَلم بِإن إعتذاري الآن لَن يَرجعك مِن المَوت، أنا آسف أليس، اسف حَبيبتي، لَم اكُن أدري رَحيلك، لَم اضَغ رَحيلك في الحِسبان لإني لَم اتَوقع خِسارتي مَرة أُخرى." قال واجهَش في البُكاء، يَفرغ كُل ما يَحملُه، جَثي على رُكبتيه ماسكًا لِيَدها، قَبل يَدها مَرة أُخرى؛ أندرو يَقف عِند الباب حَزينًا لِصَديقُه، فَهو الأخر لا يَستحق هذا، لَيس بَعد ما عانُه، ومِن ناحية أُخرى يَعتقد بِإنُه يَستحق الخِسارة هذهِ المَرة، فَهو لَم يَتخلى عَن كِبريائُه، لَم يَحاول فِهم فِعلها، لَم يُسامحها!، ها هو الآن يَبكي لِخِسارتُه وعَدم مُسامحتها إلا بَعد فَوات الاوان!.

مَسح عَيناه بِهُدوء شَديد، نَهض واستَلقي بِجانِبها، ضَمها إليه لِلمَرة الأخيرة، لَن يَراها مَرة أُخرى، ابتسامتها المُفضلَة إليه سَيُحرم مِنها، كُل ما يَخصُها سَيُحرم مِنه، قَبل خَدها بِرِفق وهَمس بِـ "أُحبِك." ماذا أفاد قَولُه الآن؟، كُل ما يَقولُه لَن يَرجعها القَدر إليه، السارِق لا يُعيد ما سَرقُه.
____________________________

"هَل يُوجد مَن يَود قَول شيء أخير لِصِديقتنا أليسون بروان؟!." قال القُس مَرة أخيرة، فَقد لَاحظ سايمون والباقية يحتضونُ ويليام واحِدًا تِلو الآخر، وقَد فَهم إنُِه يُحبها؛ اما هو، شارِد الذِهن، لا يَملُك ذَرة تَركيز لِشيء، قَد استَوعب مَوتها بِصُعوبة!، غارِقًا في بُكائُه، نَكزُه أندرو وأشار إليه بِالنُهوض، اخَذ نَفس طَويل واخرجُه، مَسح عَيناه الحَمراء أثر البُكاء ونَهض، عَدل مِن مَلابسُه قَبل الصُعود على المَنصة

"مَرحبًا...أنا وِيليام، البَعض مِنكُم يَعرفني والبَعض الأخر فَلا، أنا الاحَمق الذي احبتُه أليس، أنا الاحَمق الذي لَم يُقدر ما مَنحُه إياه القَدر؛ مَن يُحب لا يَقسي على مَحبوبُه، ولَكني قَسيت...وياريتني ما قَسيت؛ أليس...اقصد أليسون، إستطاعت مِن المَرة الأولى ولَفت نَظري، لَقد رأيتها في الرابِع والعَشرين مِن كانون الأول، في اليَوم الذي كُسِر فيه قَلبي، كَما تَعرفون أليسون تُحب مُراقبة الأشخاص مِن النافذِة، اثناء ذَلِك اصبحت أليسون شاهِدة على خِيانة حَبيبتي، اتَذكر كَلماتها حِينهُا 'لا تُراقب شَيئًا لَم يَعُد لَك.'، لِلسُخرية القَدر ذَلِك اليَوم هو ذاتُه اليَوم الذي أصبَح قَلبي مِلكًا لِاُخرى؛ لَها وَحدها...أليسون بروان." شَهقاتُه التي لَم يَستطع كَبتها يَصدع صَوتها في المَكان، مَسح دُموعُه بِذِراع قَميصُه

" الكَثير قَد نَصحني بِالتَخلي عَن كِبريائي لإني سأخسر الكَثير، ولَكني كالغبي لا يَفهم، خَسرت والدتي، حَبيبتي خانتني......لَم اتَوقع أن يَمنحني القَدر فُرصة أُخرى، ولَكن مَع الأسف لَم اُقدر ما مَنحُه القَدر لي وقُمت بِإسقاطها عَمدًا مِن يَداي؛ سأقول شيء أخير...أليس -أليسون- حُبِك كان بِمثابة حَرب وكُنت أنا الخاسِر."

صَعد أندرو بِجانِبُه وساعدُه على النُزول؛ الجَميع يَنظُر لَه بِشَفقة، في نَظرهُم الحَبيب الفاقِد لِمَحبوبتُه، لا يَدركون حَقيقة الأمر، لا يَدركون إنها قَد انتحرت بِسَببُه، بِسَبب كِبريائُه، لإنه لَم يُرد سِماعها.

امسَك والدها الجَرف بِإمتَعاض وبَدأ في حَفر القَبر، حَفر بِضع المَترات واعَطي الجَرف لِويليام، أمسَكُه بِيَد مُرتجِفة واكمل حَفر القَبر، يَحفر قَبر قَلبُه بِيَديه.

بَعد مُرور ثَمانية اشُهر:.

دَخل إلى المَكان بِقَلب مُرتجِف، رُغم مُرور ثَمانية اشُهر على فِقدانها، وقُدومه الدائِم، يَهتز قَلبُه قَبل جَسدُه، نَظر إلى الأسم بِإعيُن دامعة، تَحسس الأسم، يَتذكر عِندما قام بِنَقش إسمها عَليه، كَيف جُرحت يَدُه حِينهُا، ولَكنُه لَم يُبالي، فألم يَدُه لا يَساوي ألم قَلبُه؛ جَثي بِجانِب القَبر ساندًا عَليه، بَدأ بِالبُكاء كالعادة، يَستمر في البُكاء والنَدم، لِخِسارتها، لِإنُه السَبب!، كان قاسيًا مَعها حَتي في لَحظاتها الأخيرة، مَسح عَيناه بِهُدوء ونَظر إلى الساعة

"اعَلم بِإن قُدومي لَهُنا، لَن يَرجعك مَرة اُخرى، أعَلم إن بُكائي لا يُفيد بِشيء، ولَكن هَل هُناك ما يُمكنني فِعلُه؟!، أنا السَبب في مَوتك؛ ألم قَلبي لا يُحتمل، رائحة النَدم والذَنب تَنبعث مِني؛ أنا لَم اتَزوج إلى الآن، هَل تَعرفين هذا؟!، أندرو يَنصحني بِإكمال حَياتي واُحب مَرة اُخرى، لا يَفهم إني قَد دَفنت قَلبي مَعك." نَظر إلى ساعتُه مَرة أُخرى، نَهض ونَفض التُراب عَن مَلابسُه، وَضع زُهور الجُوري بِشَكل جَميل حَول قَبرها، امسَك صُورتهما مَعًا وقَبلها بِرِفق

"يَجب علي الرَحيل، سأعود لَكي مُجددًا." قال ونظر إلى صديقه الواقف عند الباب، كانوا يبدون فارحين

"إذًا؟!."

"إذًا.....قَد اُلقي القَبض على رومان أخيرًا بِتُهمة تَرويج المُخدرات وتَم مُداهمتُه أثناء بَيعُه للأسلحة، وتم حبس والده ايضًا بِتُهمة العُنف المَنزلي، لَقد كان يُعنف زوجته أثناء علاقتهُم، ويَضرب اطفالُه الصُغار، واعترف كِلاهُما بِعُنفهما مَع اليسون." نَظر مِن بِعيد لِقَبرها ونَظر إلى السَماء يَتأملها

"هيا إذًا لِنَرحل." قال وهو يتحضنهم واحدًا تِلو الاخر، ركبوا جَميعًا السَيارة، الجَميع كان فَرحًا لِلقَبض على رومان ووالده اخيرًا، أما هو يشعر بِالخِسارة، شُعورُه بِالخِسارة يَهزمُه في كُل مَرة، يُريد أن يُشارِك فَرحتُه مَعها، ولَكن كَيف وهي لَم تَعُد مَوجودة؟!؛ لَاحظ أندرو شُرودُه، لِذَلك نادي عَليه

"ماذا؟!."

"أنا لَن اعيد كَلامي ويليام، أليسون لَيست سَعيدة بِحالتِك تِلك، إنها قَد أنتحرت لِتَخليص نَفسها مِن النَدم، وما دَفعها أكثر... أنت!!، لا اقصِد بِكلامي إنك السَبب الرئيسي في موتها، بل اقصِد إنك سَبب مِن الأسباب، كان هُناك عِدة أسباب دَفعتها لِلإنتحار وأولهُا والدها واخيها، إنما أنت... أنت مَن أوصلها لِلهاوية لَيس إلا؛ هذه رِسالة ارسلتها أليسون لي قَبل إنتحارها بِساعات قَليلة، تَفضل؛ رَجاءًا اعِد التَفكير في حَياتك." اخذ الرِسالة مِنه بِيَد مُرتَجفة، لا يُريد قِراءتها، يَعرف ماهو مَكتوب، إنها رِسالة إنتحار!!، اعتذار على الرَحيل المُفاجئ وما شابه.

الساعة الآن مُنتصف الَليل، البَعض نائِم والبَعض الآخر يَتسكعون مَع فَتيات الليل، والفئِة الثالِثة...المَجرحون، اللذين لا تَلتئِم جَروحهم مَع مُرور الأيام، اللذين يَستهلكُم التَفكير الزائِد في ما حَدث ويَحدُث وسَيَحدُث؛ كان ويليام مِن تِلك الفئِة في ذَلك الوَقت، جالِسًا في غَرفتُه، ضُوء المِصباح الكَهربي يُنير الغُرفة

مَسح وَجهه بِكِلتا يَديه، طَوي الوَرقة أخيرًا بَعد إعادة قِرأءتها لِلمَرة الخامِسة، وَضعها في الدُرج بَين اشيائُه الخاصة، امسَك الصُورة يَتأملها، يُعيد الكَلمات في رأسُه

إلي عَزيزي ويليام....عِند قِرأءتك لِتِلك الرِسالة سأكون قَد رَحلت؛ اولاً اعتَذر عَن رَحيلي المُفاجئ والغِير مِتوقع بِالمَرة ولَكن نَفذت طاقتي لِلعَيش؛ ثانيًا أنت الرَجُل الوَحيد الذي احببتُه بِصِدق، وبِكُل غَباء قَد اضعتُه؛ كُنت اتَمني أن نَتقابل في وَقتًا أفضل....لِكُنا عِشنا عِشقنا، لِكان كُل شيء بِخَير

اُقسِم بِإني حاولت التَغاضي عَن أفعال رومان ووالدي وإكمال حَياتي لإن هُناك شَخصًا يَجب العَيش لَأجلُه ولَكن هذا الشَخص قَد أسقطتُه مِن أناملي عَمدًا، وقُوتي لِلتَحمُل قَد نَفذت، إذًا لا يُوجد شيء اعَيش لَأجلُه؛ وفي لِمح البَصر قَد تَجردت مِن أحلامي ومِن الشَخص الذي احبُه.

في تِمام الساعة الثامِنة مَساءًا، قَد اصَدرت الحَياة حُكمها عَلِي ويليام، حَكمت عَلِي بِالمَوت، كُنت عِبئًا على الحَياة وعلى الجَميع، وقَد قَررت الرَحيل لِتَخفيف الحِمل على الأكتاف؛ أنت لَست السَبب ويليام، أنت مَن دَفعني إلى الهاوية، شُعوري بِالذنب وحَسرتي كِلاهُما السَبب، لَقد كَسرتك وتِلك الفِكرة بِمُفردها تُؤلمني، يالَيتني لَم استَمع إلى رُومان حِينهُا واستَمعت إلى صَوت قَلبي، يالَيتني لَم اسَمح لِلخَوف بِإمتَلاكي، وجَعلت قَلبي يَقودني.

إستَمر في حَياتك ويليام، لا تُدمِرها لأجلي، اُعثر على شابة جَميلة تَستحقك وتَستحقها، أحبها وتَزوج بِها وانجِب أطفالاً يَشبهونك؛ قُم بِتَكوين عائِلة جَميلة، ولا تَوقف حَياتك على مَوتي، لَإني صِدقًا الذَنب سَيأكلني حَتي وأنا في الجَحيم.

مَسح دُموعه التي على الصُورة، وَضعها مَكانها ويُفكِر في ما كَتبتُه؛ لا يُمكنه الكَذب لَقد أراح قَلبُه قَليلاً؛ اغمَض عَيناه يَتخذ قَرارُه فِما سَيفعلُه

نَقر عِدة أرقام وبَقي مُنتظرًا حَتي أجاب الطَرف الآخر

"مَرحبًا، اُريد حَجز أول طائِرة ذاهِبة إلى باريس_فرنسا_  مِن فَضلك....نَعم شُكرًا لَك." بَدأ في حَزم بَعض المَلابس حَقيبتُه الظَهرية، سَيُغادر لَندن لِبِضعة اشهُر وسَيعُد مَرة أُخرى، فَقط يَحتاج بَعض الهُدوء في حَياتُه، الابتَعاد عَن مَصدر ضَجيجُه الداخِلي؛ كاد يأخُذ الصُورة وحَزمها ولَكن تَراجع وبَقي يَنظُر لَها بِشُرود؛ إنُه سَيبتعد لِإخماد نِيرانُه، لِما سَيأخذ شيء يَحرقُه أكثر؟!؛ قَبل الصُورة بِرِفق ووضعها مَكانها، اغلَق الحَقيبة ثُم ارتَدى مِعطفُه الاسود الطَويل، نَظر إلى الغُرفة مُطولاً قَبل إغلاقُه لِلباب.

رَكب سَيارتُه ونَقر رَقم أندرو؛ حان وَقت الرَحيل ويليام بورتو، حان وقت هُدوء قَلبك.

"أندرو، إجمَع الرِفاق ولِنلتقي في مَكاننا المُعتاد." اغلق الخَط دون الإستمَاع إلى رَدُه، خَمسة عَشر دَقيقة مِن القَيادة ووَصل إلى مَكانهُم المُعتاد، بِالفِعل أندرو والباقية يَنتظرونُه، إقتَرب مِنه وعانقُه بِقُوة

"شُكرًا لَك أندرو، شُكرًا لَك على كُل شيء، كُنت مَعي في كُل شيء حَتي الآن، لَم تَترُكني ولَو مَرة، عِند إنعطافي عَن طَريقي، تَكون أول مَن يُعيدني إليه مُجددًا ويُساعدني على إكمالُه؛ اشكُركُم جَميعًا يا رِفاق، كُنتم مَعي في السَراء والضَراء؛ مَهما تَكلمت لَن استَطيع أن أوفي بِحَقكُم أبدًا، أنا اشكُركُم مُجددًا، أنا مُمتن لِوجودكُم حَقًا." عَينيه قَد إمتلئتا بِالدُموع، فَرك بَين حاجبيه واخذ نَفس طَويل قَبل مُتابعة كَلامُه

"سأذهب إلى باريس، احتاج إلى الهُدوء قَليلاً، سأبتَعد لِبضِعة اشهُر ثُم سأعود."

"يُمكنك أن تَهدأ بِرِفقتنا!!." قال سايمون بِكُل عَفوية، ابتَسم ويليام وبَعثر لَه شَعرُه، اصغرهُم عُمرًا واكثرهُم عَفوية

"لا يُمكن الشِفاء في نَفس البيئة المؤذية؛ سأحاول إكمال حَياتي، رُغم إنها لا تَستحق هذا، ولَكن لا اُريد إحزانها حَتي في مَوتها." إنتهي مِن كَلامُه ونَظر إلى ساعتُه، يَجب عَليه الإسراع!

"والآن قَد حان مَوعد رَحيلي، إلى الَلقاء رِفاق، سأبقي على تَواصل بَينكُم." قال ويَحتضنهُم واحدًا تِلو الآخر، عانق أندرو بِقُوة، نَظر لَهُم جَميعًا بِإمتنان قَبل أن يَودعهم.

رَكب سَيارتُه مُتجهًا إلى المَطار؛ جالِسًا في أحد مَقاعِد الإنتظار في المَطار، يَنتظر حِين مَوعد طائِرتُه، يَهز قَدمُه مِن القَلق، هَل سَيستَطيع تَجاوز أليسون؟!، هَل سَيُحب غَيرها؟!.

"الرَجاء مِن كُل رُكاب الطائِرة الثامِنة المُتجِهة إلى فَرنسا، أن يَنهوا أوراقهُم الأخيرة، تَنطلِق الِرحلة بَعد عَشر دقائِق." الصَوت الذي انتَشر في أرجاء المَكان، اعادُه إلى الواقِع مَرة اُخرى؛ صَعد على مَتن الطائِرة بَعد إنتهائُه مِن الإجراءات اللازمة، جَلس مَكانُه والذي كان بِجانِب النافِذة، يَتأمل سُحب لَندن لِلمَرة الأخيرة.
__________________________________

"سَيد بورتو، إنها المَرة الثالِثة هذا الإسبوع التي اُبلِغك بِإفتعال ابنتك شِجارًا ." شَبك أصابعُه بِبَعضها ونَظر لِلمُديرة بِتَمعُن

"صَدقيني حَضرة المُديرة، انا اعرِف ابنتي أتم مَعرفة، لا يُمكنها ضَرب فَتاة دُون سَبب." تَجاهلت المُديرة ما قالُه وامسَكت قَلمها وكَتبت شيء

"هذا إنذار سَيد بورتو إذا وَقع شِجار آخر، سَتُعتبر إبنتَك خارِج المَدرسة." كاد ان يَقول شيء ولَكن دُخول بَعض اولياء الامور اسكتُه، استَغل الفُرصة وخَرج بِسُرعة؛ بِالخارِج تِلك الصَغيرة المُشاكِسة فَور أن راتُه اندَفعت لِعِناقُه

"هيا لِكي لا نَتأخر عَن عَمي اندرو." قالت وشَدتُه مِن قَميصُه، رَكضت امامُه إلى أن وَصلت إلى السَيارة، رَكبت في المِقعد الامامي وهي تُدندن اُغنيتها المُفضلة، رَكب بِدورُه ويَنظُر لَها بِتِركيز

"اسالك سُؤالاً واحِد، هَل ضَربتك؟!." نَظرت لَه بِإبتَسامة يَعرف مَعناها، إنها ابنتُه يَعرف إنها لَن تَدخُل شِجارًا إلا وتَفوز بِه

"اخبريني مالذي فَعلتُه هذه المَرة؟!." ابتَسمت لَه وبَدات في سَرد ماحَدث، كانت تَحكي ما فَعلتُه مَع الفَتاة وتَجنبت ذِكر السَبب

"إذًا ما السَبب؟!." ضَيقت عَيناها ونَظرت خارِج النافِذة

"ما السَبب أليس؟!." مَسحت عَيناها وتَضغط على يَدها بِقُوة

"كانت تُعايرني لإني لا املُك اُمًا، لإني مُتبناة." عِند تِلك الجُملة، ألمُه قَلبه، إرتجاف صَوتها وحُزنها قَد اوجعه اكثر؛ اوقف السَيارة جانِبًا واطفئ المُحرِك

"أليسون، تَعلمين....انتي بِمِثابة أُختًا لي قَبل إبنتي، انتي كُنتي السَبب في إعادتي لِلحَياة مَرة اُخرى؛ بَعد مَوت أليسون حَبيبتي، قَررت عَدم الزواج، لإني لَن استَطيع أن احِب بَعدها، أليسون كانت حياتي وعِند رَحيلها، اخذت حياتي مَعها

سافِرت إلى باريس، حاولت إكمال حياتي وفَشلت، ذَلِك اليَوم رايت عائِلتك وهي تَضعك امام المَيتم، تَذكرت والدي حِينها، القي بي في المَيتم، وبَعد بِضِع سَنوات تَبنتني السَيدة بُورتو، حَملت كِينتها وتَخليت عَن والدي وقَطعت كُل ما قَد يَصلني بِه؛ انا قَد غرست في حُزني وأُلمي، لَم ارد لَكي نَفس المصير، كَونك إبنة الخامِسة أعوام

كُنت تائِهًا في هذا الطَريق، انتي ارشَدتيني وانرتي لي الطَريق أليسون الصَغيرة، رَجاءًا لا يَنطفئ نُورك." قال كُل ما خَطر على بالُه، لا يَهتم إذا كان كَلامُه مُرتبًا ام لا، اهم شيء إلا تَشعُر بِالحُزن، أن يُخفِف عَنها، هو قَد غَرق في جِراحه وهو لَيس بِسَباح ماهِر.

النهاية | The and.

اليوم العاشر من ديسمبر، كتبت آخر كلماتي في رواية ويليام، تلك الرواية التي برغُم أحداثها القصيرة إلا إنها تحتل مَكانًا خاصًا في قلبي

اتمنى ان اكُون قد أوصلت هدف الرواية الصحيح إلى عقولكُم. 💙

واخيرًا رأيكُم بِالرواية؟
رأيكم بِشخصية ويليام؟
اي شخصية كانت الأفضل في نظركم؟!.

Continue Reading

You'll Also Like

44.5K 2.2K 15
"أذكر جيدا عندما كنت تتصلين بي متوسلة عودتي سريعا لأكون بقربك" أستدرت بوجهي للجهة الأخرى أمنعه من رؤية تأثير كلماته علي،ألمتني كلماته،كنت صريحة وصاد...
1.9K 97 29
يبدو ان لا احد يعلم ما الفرق بين ان تحب .. وان تعشق .. او ربما قلة قليلة من تفقه ذلك فالأول يحكمة العقل.. اما الآخر فهو منطلق الجنون ، وقد يكون تعب...
21.7K 1K 13
أحيانًا القدَر يثبت لنا دائمًا ان النهايات ليست سوى بدايات جديدة، وان الماضي البائس لهُ حاضرًا اجمل. فماذا عَن فتاة انتقلت من عام ١٩٩٧ الى عام ٢٠١٩،...
3.8K 395 51
كان مجرّد منحَرف ينظُر إلَى جَسدي بقذَارة، يَا ترَى كَيف؟ كَيف أوقعَني فِي حبِّه؟ ألَيس مِن السيِئ الوقُوع فِي حب الشّخصِ الّذِي لطَالما كرِهته؟ لَا...