ارتميس || 𝑉𝐾

By suli1is

7.9K 487 207

جالست وحدتي في الظلام تستتر ايُّ ساعٍ كان لكِ من انيس؟ اجابتني وللحن الكمان تجتبر لترانيم العشق امسيت هسيس ع... More

تمهيد
Uno
Due
Tre
Quattro
Cinque
Sei
Sette
Otto
Dieci
Undici
Dodici
Tredici
Quattordici

Nove

315 24 11
By suli1is

أدركتهُ والحُلمُ اغشاني والضيا
فأذا بالدُبُرِ وافاني والعيا






ليلة السادس عشر من نوفمبر
ليلةٌ تهوي اليها الشُهبُ بين لحظةٍ واخرى، ليلةٌ سمراءُ هادئةٌ تملؤها ثنايا السمر، فما اجملها من ليلة وذلك الادعجُ يختلي تحت ظلالها مع لوحةٍ والوانٍ وفرش، ينطوي بخمرهِ وفنه

قُبيل قماش اللوحة تندثر صورةُ فتاةٍ حسناء بنيةُ الشعر صاحبةُ عيونٍ جاحظةٍ تنافس غابات ايطاليا اجمعها بخضرتها، لها معالمٌ عاديةُ الملمح لكنها وبشكلٍ من الاشكال مميزةٌ لدى الادعج

جَّلُ تركيزهِ مُبنى على الركن الذي يربط الاذن والفك، يَشدُ نظرهُ يحاول دمج الالوان الى حدِ المثالية، لم ينتبه على الظِل الذي اردى حجرتهُ متعجباً عدم خروجهِ منها هذا اليوم على غير العادة، متفقداً احوالهُ ان كان ينوي فعل شئٍ ما


"صوفونيزبا انغويسولا"
تركيز جونغكوك تناثرَ لوهلة ليكتظ الصمتُ فِكرهُ الذي كان قد غرس التركيز سِماه، هديرُ حركته تشتتَ ليملئ الفراغ كأسَ مرعاه

لم يلتفت بعدُ لمصدر الصوت، ليس وكأنه بحاجةٍ الى ذلك لمعرفةِ هويةِ المتحدث، هو يحفظُ صوتهُ عن ظهرِ قلب، يحفظُ وتيرةَ انفاسهِ وصوت طرقِ حذوهِ وخُطاه
"شخصيةٌ فذةٌ لجعلها محورَ لوحتكَ ايها الادعج"

ذلكَ الصوت الذي كان مصدرهُ عتبةُ الباب اصبحَ يتربصُ خلفه تماماً، كيف وبهذهِ السرعة انتقل ليلاصقَ بدنهُ به؟ قهقهةٌ حاذقةٌ اطلقت زفيراً ساخناً ضد رقبة جونغكوك بِتَمرُّح

"عذراً أرتميس اعتذر عن غيابي لدرسِ اليوم لكنها ذكرى وفاتها"
"العلم ثم العلم ثم العلم ثم الفن جونغكوك انهُ القانون الاول"
استطاعَ الاخير الشعور بأنفِ أرتميس وهو يهازل نحرهُ بوتيرةٍ طولية قبل ان يتحسس احد ظوافرهُ تكدمُ فكهُ الايمن من الناحية الاخرى

قطرةُ دمٍ تسير وتهوي الى اسفل ملبسِ جونغكوك ممتزجةً بدمعه، مُفكراً بِحُمقهِ الذي ارداهُ الى حالهِ هذا الان عليهِ ان يدفعَ ثمن مُخالفتهِ لاحد قواعد أرتميس ولَكَم يحملُ من المٍ ذا العقاب

لطالما تسائلَ جونغكوك عن سبب نعت نظيرهِ لهُ بالفراشة، كيفَ لكائنٍ يحملُ بين طياتِ صفاته كل معاني القسوةِ والفتك ان يُعطى اسماً يحملُ كل معاني الرِقة واللين

لكنهُ علم الان مسبابَ الامر، حيثُ أنهُ فراشةٌ في عرينِ شباكِ العنكبوت، محاصرةٌ من جميع النواحي والزوايا، تودُ الهرب لكن ما من طريقٍ ومركن لهذا المُبتغى، فراشةٌ هو يُردى واهناً الى حِجر مفترسه الذي اتخذ كرسيَّ مرسمهِ كمقعدٍ لالتهام وجبته

مقلتيهِ ما زالت تناظرُ لوحةَ محبوبتهِ القُدمى، يُحاول ان ينتسي انه على وشك تذوق المٍ لا يُكتب ولا يُنسى، المٌ لا جسدياً فقط انما نفسيٌ ايضاً، كل عضةٍ تُرسغُ في جسدهِ تَدُبُ سماً يجعلهُ يعيشُ حالةً من الهذيان على غرارِ اللاوعي

تجعلهُ يعيشُ حُلماً في اليقضة، حُلماً بأنه وحيدٌ في الفراغ، في الظلام، في اللاشئ، يجري مُسرعاً طالباً النور، طالباً شعاعَ املٍ يستغيثُ بهِ على مرأى الظنون، لكنه يقضي ذلك الحُلم بالركضِ اللامتناهي حتى ينتهي أرتميس من تناوله لينتهي بهِ الحال مغمً عليه

"لما لا أُخفف عنكَ قصاصكَ الليلة، بأعتبارِ انني عاشقٌ للوحات هذهِ الفنانة"
ما تلفظَّ بهِ الناطق قد نتر انتباه جونغكوك عن لوحتهِ وذكرياته، قد يفعلُ اي شئ في سبيل اخلاء سبيلهِ من بين قفصِ أرتميس المصنوع من يداه والمُلتف حول نوى خصره

"قُم برسمي"
بِضعُ احتمالاتٍ كانت تدورُ عقل الادعج عما سيكون عنوان مطلبه، لكن رسمه؟ لم يخطر على خاطرهِ والبال من الاساس

"انا لستُ برسامٍ أرتميس"
"ما اراهُ يُثبت العكس عزيزي"
جزئٌ صغيرٌ منه قد شعرَ ببعضٍ من الاغترار للمديح الغير مباشر من المقتبل، لكن الخوف قد طغى على الكيان

"انا..انا رسمتُها تمجيداً لروحها ولذكراها فقط..هي كانت حبيبتي في يومٍ من الايام واعتدتُ على احياء ذكرى احبتي في شئٍ مميزٍ يُمثلُ جزءاً منهم"
'لهذا كان يعزفُ في تلك الليلة'
يُفكر تايهيونغ داخلياً مستذكراً تلكَ الليلة الوحيدة التي عزفَ فيها، مُعتقداً انها عادةٌ له لكن عدم تكراره لها والشرحُ المُقدمُ له الان قد قدمَ لهُ خيرَ مبرر

"لا اجدُ هذا سبباً كافياً لك في عدمِ رسمي"
روى الاشهل بما لديهِ موجزاً انتباههُ من عُنقِ الذي يستقعد حِجرهُ الى الصليبِ الذي يرتديه هو، ويدي جونغكوك اللتان تستحلانهِ لعباً وعبثاً باللآلئ المُحيطة به


"أعجبك؟"
دعجاءُ جونغكوك تنتقلُ الى سؤال الاشهل وهو يستفهم سبب عبثهِ بقلادته
"أُحبُ الاشياء اللامعة، اعتذر"
يُعاود نظرهُ نحو لوحتهِ لبرهة حتى شعر بذلك الصليب الذي كان مُلتفاً حول رقبة أرتميس امسى الان مزداناً حول عُنقه واصابع الاشهل تقوم بأحكام اغلاق السلسال الفُضي حوله

"لم تُجبني عن سؤالي جونغكوك"
عيني المعني تعاين الحُلي الجديدة التي زينتهُ وتزينت به، لا يجدُ جواباً للناطق امامه وهو ملتاهٌ بجمال ولمعانِ قطع اللؤلؤ الصغيرة التي تلمعُ تحت ضوء القمر


"قد قيل لي اني لي نوعٌ في اختيار من اتخذهم للحبِ مبادل، واقتنعت بهذا في نهاية الامر اكتشفت انني فعلاً لا اراودُ الا من التاعَ الفنُ حِسه، من الرسامين الى النحاتين الى الشعراء والكُّتاب نزولاً الى العازفين، في كل ذكرى وفاةٍ او ميلادٍ لهم اقوم بتمجيد ذكراهم بما برعو يوماً في حياتهم"

صمتُ تايهيونغ قد اعطى اشارةً لجونغكوك بأستكمال ما يسرد على رِياه
"اجدها بادرةً حثيثةَ الفعل وعميقة المعنى لارواحهم لذا...لن يكونَ عدلاً لكَ او لها ان ارسمكَ الان"

تنتقل عينيَّ جونغكوك من مبسمِ الاشهل الى يدهِ التي بُسطت امامه، المرةُ الثالثة لهُ بفعلها ظاناً انهُ سيستلمُ له اخيراً ويُسلمهُ يده ليخيب اظنانهُ بالامتثال الى مافعلهُ في مرتهِ السابقة بأن يبسطَ ذقنهُ مكان معصمه

ما لم يعلمهُ جونغكوك ان تايهيونغ كان على درايةٍ منهُ انه لن يحتضنَ يده بل وعلى العكس هو كان يرغب بأستحواذِ وجههِ بدلاً عن يده، يتلمسُ شفتهُ السفلية بين بشرةِ ابهامه والظفر لينتقي كلماته بهدوء

"زاهٍ ما ردفتَ بهِ ايها الادعج، لكن فقط لو كنتَ تعنيهِ كما تعيه"
خُنصرهُ يلتقط سلسال الصليب الذي انتزعهُ من خُلجِ رقبته الى خاصةِ الادعج الذي يرتقدُ افخاذه

"أتظنُ انني جاهلٌ عن ماهية الشرِ الذي تحملهُ في دمائك الحُلوة عزيزي؟ استطيع قراءتك كالكتاب المفتوح، تُنعي بذكراهم بعدما قتلتهم؟ اي حبٍ هذا يا من ارتكى السوادُ قلبكَ قبل عينيك"

"الحُبُ ليس له للواقعِ من وجود، انا كنت انفذُ لهم كل مطلبٍ، كل احتياجٍ، كل رغبة وبالمقابل اصبحو اوعيةَ دماءٍ لي"
"وعند امتلالكَ منهم اعتصرتَ عروقهم حتى الممات"

"لان هذهِ هي طبيعةُ الحال وهذا ما يجبُ علي فعله، هم غذاءٌ لي بعد كل شئ"
"الامر لا يتعلقُ بغذاءك عزيزي، انت تستطيع الاغتذاء عليهم وقتلهم عند اول لمحة، الامر يتعلق بنهمكَ للاهتمام وجذب الانتباه اكثر من نهمكَ للدماء"

ارتعاشٌ وارتقافٌ خفيفين، زارا جسدَ جونغكوك نتيجةَ صرخةِ  أرتميس الاخيرة ومحتواها، ذلك الارتعاش الذي شعرَ بهِ الاخير بمعصمهِ نتيجة اتصالهِ بذقن وبدنِ الادعج، حينها فقط قرر تهدئة روعهِ واخفاضِ نبرة صوته

"انت تدعي بأنك ترتعب مني وتلتاعُ لوجودي، لكن الحقيقةَ التي ترفضُ انت تقبلها انك خائفٌ من ذاتكَ عزيزي، انت تشعرُ بالخوف من تعلُقكَ بأرواحهم والندم لجعلهم عاشقين لك، لهذا انت تحفظُ تواريخ ميتتهم وبعثهم للحياة، انت خائفٌ جونغكوك لكن ليس مني، انت خائفٌ مما انت عليه"

"أ.أأرتميس...."
لم يُمهل وقتاً كفاية لاستكمال ما ارادَ ان يردده نتيجةَ وخز انيابِ الاخير للحفرة التي تتوسط ترقوته مُتلذذاً بحلاوةِ ما يُستذاق، ينتهمُ بهِ وبخوفه ويستمتعُ بدمعهِ الساقط على شحوب بشرته مبللاً اياها

"تايهيونغ..نادِني تايهيونغ فراشتي الدعجاء"









~اكتمل~
———————————————————

-بورتريه جونغكوك لعشيقتهِ السابقة-

-قلادة صليب تايهيونغ (مُلك جونغكوك الان)-
__________________________

<معلومة البارت>

صوفونيزبيا انغويسولا، هي رسامة ايطالية شهيرة عُرفت برسامة للبلاط الاسباني وكوصيفة للملكة اليزابيث دي فالو التي كانت بدورها رسامةً هاوية، عُرفت انغويسولا برسمها الممُيز للوحات البورتريه

__________________________

10.26.22

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 52.1K 27
اغرقيني في حبك دعيني ارتشف من عشقك لاتحاولي ابعادي لأنني أصبح متملكا هذا لا يعجبك "كوني عطر حياتي لذلك فل تقبلي بي حتى و ان كنت مصاص الدماء " 🍷احب ا...
534K 26.1K 31
إميلي فتاة سعيدة محاطة بأصدقاء وعائلة محبة. لكن كل هذا سيتغير عندما يتم اختطافها من قبل مصاص دماء وبيعها لأكثر الأشخاص رعبا ، جيمس بلاك. ماذا سيحدث ع...
69.7K 2.3K 31
حيث ذالك الفتى الجميل اللذي يبحث عن عمل في احد الشركات وعندما تم قبوله في احد الشركات المشهوره والتقى بذالك المدير الوسيم ومتحمس لبداية يومه ولم يعلم...
26.5K 1.7K 27
مملكة الظلال هي احد الممالك العظيمة والمثيرة للشك والريبة، أعيد تسميتها بهذا الاسم بعد موت آخر وريث للاسرة الحاكمة السابقة وانتقل الحكم إلى عائلة دخي...