والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـم

By Blackfitsu

75K 9K 4.1K

«أنـا تايتاي! وأنـا أبٌ جيّـد!» يُعاني تـايهيـونغ مِن إعاقةٍ ذهنيةٍ تَجعل عقلهُ عقلَ طفلٍ في السّابعة مِن عُم... More

~مـدخـل~
الفصـل الأوّل
الفصـل الثّـانِي
الفصـل الثّـالث
الفصـل الرّابـع
الفصـل الخـامِس
الفصـل السّـادس
الفصـل السّـابع
الفصـل الثّـامِن
الفصـل التّـاسِع
الفصـل العـاشِر
الفصـل الحـادِي عشـر
الفصـل الثّالـث عشـر
الفصـل الرّابِـع عشـر
الفصـل الأخيـر

الفصـل الثّـاني عشـر

2.7K 441 192
By Blackfitsu

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

🥀

إنّمـا خلقنَا اللّه مختلِفين، لنُكمّل بعضنَا، لَا
لِنؤذي غيرَنا، ولعلّ أكثَر من يطبّقُ ذاك القـانون هم ذوي الإحتِياجاتِ الخاصّة، فلاَ هُم يعرفونَ الكِبر
ولاَ يتلَوّنونَ ڪسائِر البشر.

أفيُعقَل أنّهُ وَبعـد كلّ هذا التّقـدّم
الذي وَصل لـهُ العالم، هنـاك أشخاصٌ يفكرونَ
بِالإعاقة على أنّهـا عجـز! المُعاق ليس شخصًا ناقص! النّقص الحقيقي فِي من يُحقّـر البشر.

«ألفـاظُكِ!»

«إلهِي! مابِك يونغِي؟! لَم أقُل شَيئًا يستدعِي
ڪلّ هذا الغضب؟!»

عقَدت أنـامِلها بِهلعٍ عِند صدرِها. هِي
للآن لا تفقـهُ علاقـة شقيقِها يونغي به ولاَ لِمَ
يُدافِعُ عنهُ بهذِه الشّراسـة.

«لَرُبّمـا لم تقُولِي، لڪنّك فعلتِ! أُنظُري جيّدًا
إلى مَا آل إلَيـه الشّابّ الذِي قابلتِه هذا الصّباح
وَترڪتِه مُعلّقًـا بِالمحڪمة ينتظِركِ»

أجـاب بِصوتٍ حـادٍّ بعضَ الشيئ خَوفًـا مِن
إستيقاظِ الأصغـر الذي يبدو علَيه التّعبُ والإرهـاقُ.
والذِي لـم تنتبِـه لهُ مِيـراي منـذ دُخولِها.

«هل تعنِي..؟»

«أجل ميراي! لقـد تعرّض للضّرب مِن طرفِ
عناصِر الأمـن فقط لأنّهُ وثِق بِكِ! ڪما فعلتُ أنـا!»

«أنـا حقًّـا آسِفـة أخِي!»

أطرقت رأسها أرضًـا مُشخّصـةً بصرها لِلعدمِ
تقضِم شفتَـها السّفلِيّـة وقـد تملّڪهـا حُزنٌ شدِيد،
وهذا مـا أدرڪهُ الأڪبر، إذ أنّهُ أعلَمُ بِرِقّة قلبِها
وطيبتِها على خلافِ أفعالِها الطّائِشة.

«لا تعتذِري مِنّي، بل مِنـه»

أطرقت رأسها أرضا مُعکّرة المزاج، ثمّ أرست
بصرها لرُکن الغرفة حيثُ تايهيونـغ، تُطالعهُ قاضمةً شفتها السّفلِية بتأنيب ضميـر.

«مـاقِصّتـه؟ وَلِمَ هوَ يهذِي بِاسـمِ آرِي؟»

«آرِي تڪون اِبنتـهُ، وأنتِ ستڪونين
مُحامِيته، ميـراي، سَأعملُ على مُساعدَتِكِ بِالقدرِ الذِي أستطِيع فخصمُنـا لَيس سهلاً!»

تقدّم ڪِلاهُما يجلِسانِ على الأريڪة
المُجاوِرة لِينطقَ بنبرةٍ آمِرة أقرب مِنها للسؤال، إذ أنّه لن يُعطيهـا مجالاً للرّفض. هوَ ومنذ أن رأى الأصغر
وشهدَ على مُعاناتـه قد تعهّد بِحِمـايتِه.

«لِمَ؟ مـن يڪون؟!»

دعكَ الآخـر مابينَ حاجِبَيـه يُعيـد جسدهُ خلفًـا
يسنُدهُ على ظهرِ الأريڪة يتنهّـدُ بِصَوتٍ مڪروب قبلَ أن ينطِق بِقلّـة حِيلـة.

«السّيـد جيـون تـايهـون»

«مـاذا؟! جيـون رجل الأعمـال الشّهيـر ماغَيرُه؟!»

«أجـل، هوَ بِعَـينِه»

لـم يڪن وقعُ الإسم على مسامِعها بِالهيّن، إذ
أنّ لقـب جيـون قد ذاع صيتُه آنذاك، حيثُ أنّ جُلّ
الشّرگات ڪانت تعمـلُ تحت إمرةِ جيـون جونغكوك،
المُديـر التّنفيذي، والذي بِحنڪتِه وذڪائه ساهمَ
برقيّها وتصدّرِها قطاع الإقتِصـاد.

لكن وبعدَ أخـذِهِ لِشقيقـةِ البُندُقي وَسفرِه
للخـارج، سُلِبت مِنه جميع الأملاك؛ لِتعودَ تحت وطأةِ
مالڪها الأصليّ، والِـده السيّد جيون تـايهـون،
واِبنتِـه الڪبرى، لِينـارِي.

«أتعرِفين الكـاتبة كيم يـوث؟»

«أجل أظنّني سمعتُ عنها، أوَليست تلك الفتاة السّبب
الذي جعلَ ولده يتنازلُ عن أملاكهُ لأجلها؟»

فرقع أصابعه حين صدَق ظنّها يوجّه بصرهُ للبندُقيّ.

«أجل بالضّبط! تايهيونغ يكون شقيق يوث الأصغر»

«مستحيـل!»

«بلى أختِي! وَهذا ما يجعلُ عملنـا صعبًا! جيون
جونغكوك ويوث مفقودان ولا خبر عنهُما
منذ ما يقاربُ السّبع سنوات!»

وهڪذا مـرّت تلك اللّيلة، تتسامرُ وَتوجّس
ڪُحليّ الشّعر الذي عانى بِصُعوبةٍ للعودَة إلى نَومِه،
بعدَ أن نالَ مِنهُ الأرق والقلق لِحالِ الأصغر، هوَ على
دِرايةٍ أنّ المسألة لن تكون بتلك السّهولـة، خاصّة
وأنّ السّيّد جيون سيَستغِلّ نفوذهُ في
حالِ طالبَ بالحضانة.

أمّـا عن شقِيقتِه ميـراي، فالنّوم لم يُڪحّل
أجفـانها ڪونها إنشغلت بدِراسة خلفِيّة السّيّد جيون،
وتجمِيع ڪلّ معلومـة مُفيدةٍ عنه، ولعلّ أهمّهـا ڪان
فِي أيّ بُقعةٍ يقطن، حتّى تستطيعَ الذّهاب
لإستِعادةٌ آري والتّڪفير عن ذنبِهـا.

°°°

صباحٌ جديد حلّ على البُندُقي الذي إرتقت
أنامِله لِتدعك جفنيهِ بانزِعـاج نتيجةَ مُداعبةِ أشعّة الشّمسِ لمُحيّاهُ البهِيّ، الذِي تنبعثُ منهُ هالةُ
الطّيبة والنّقـاء، الأمـر الذي غفل عنهُ
الڪثيرون، ومِنهم مِيـراي.

والتِي على سيرتِها هاهِيَ ذِي قد أحضرت بعضًا مِن
الفطائر الطّازجة گإعتِذارٍ مِنها على فِعلتِها بالأمس،
فهِيَ گلّما نظرت لهُ وَتذڪّرت المَوقِف الذي وضعتهُ
بهِ اِهتـزّت أوصالُها لِحـالِه المُنڪسِر.

«أنـا آسِفـة!»

نبست بلگنةٍ خفِيضة تُطرِقُ رأسها أرضًـا بينمَا
يدُها قد إمتدّت لِشعرِها تُرجع بعضًا مِن خصلاَته
خلف أذنِها لِشدّةِ إحراجِها، لگنّ إجابة البُندُقي
جعلت مِنها ترفعُ رأسها على عجلٍ
جاحِظة المحجرَين.

«تاي تاي سـامحكِ!»

«سـامحتنِي!؟ بِهذه السّهولـة؟!»

«أجـل! هل علَيّ أن لا أفعل ذلك؟»

أومأ بِابتِسامةٍ أوّل ڪلامِه، ثمّ همهمَ أواخِرهُ
گسؤال، وڪم ڪان يبدو لها بريئًا، حيثُ أنّه ڪان يُبصِرُها بِعينانِ صافيتان تخلُوَان مِن أيّ حِقد
أو ضغينة، فتردِف بِتعجّب

«بل قصدتُ..؟! هل أنتَ وبالصّدفةِ ملاك؟»

«ڪلاَّ! أنـا تاي تاي»

«تاي تاي؟»

أعادت نُطق الإسم الغريب عن مسامِعها
تبتغِي التّوضيح مِن البُندقيّ الذي لازالَ يُطالِعها
مُتسّع الجفنَين مُستغرِبًـا هوَ الآخـر. هُوَ يفتقِرُ لِمهاراتِ
التّواصُل مع الآخرِين وبِشدّة، لذلك يضعُ ثقتهُ بڪُلّ
من صادفهُ ويلتمِسُ مِنه العَون والتّفهّـم.

«أجل! إختِصارٌ لِإسـم تايهيـونغ، وهوَ أبٌ جيّـد!
أليسَ ڪذلك أيّها البطل؟»

تدخّل الأدعج مُجيبًـا شقيقتـهُ الصّغرى فورَ
أن أدركَ أنّهـا قد بـاشرت بِطرحِ أسئلتِها اللاّمُتنـاهِية،
صحيحٌ أنّ ذلك ضرورِيّ لِعملِها، لڪنّهُ بإجابتِه
تلك أراد ان يُذڪّرها بِأن تُراعِي قُدراتِه
العقلِيّة المحدودَة.

«أوه، أجـل أجل! بِالطّبع هوَ والـدٌ جيّد! لذلك سأذهبُ
اليَوم إلى السّيّد جيـون حتّى أُعيـد طِفلتـه»

تدارڪت الوَضع بِإبتِسامـةٍ بلهـاء، ثمّ وعلى
حِين غرةٍ شهقت بِفزعٍ مِن البُندُقي الذي إنتفضَ عنِ
الفِراش بِوجهٍ مُشرِق وإبتِسامة واسِعة برزَت
مِنها نوَاذِجُه، يُصفّقُ بِصخبٍ وَيدُور
حَولَ نفسِه بِحلقةٍ مُفرغة.

«الرّحمـة! مابَالهُ يفعلُ هڪذا! إِنّـهُ مُـريب!»

نطقت مِن بَينِ شِفاهِها بِهمسٍ تختبِئ
خلفَ ظهرِ شقيقِها الذي لازالَ بِبدلتِه السّوداء
فَيجذِب ذرَاعها يُعيدُها للأمامِ مُجيبًـا إيّاها
بِنوعٍ مِن الفخـر والأسفِ بالوَقتِ آنِه.

«هذِه طريقتُه للتّعبير عن فرَحِه ميـراي، علَيكِ
أن تُدرڪيِ أنّهُ إنسانٌ مِثلنـا بِالنّهايـة، هوَ فقط مُتميّزٌ
عنّـا بعضَ الشّيء، لذلك لاداعِي لِهذا الخَوف»

«أرى ذلك بِالفِعل!»

«أمم حسنًـا! فلأذهبِ الآن، وسأوافِيك بِما
يحدُث معِي، أخِي»

«ء ء خُذِينِي معكِ! أريدُ رُؤيةَ آرِي»

نطقَ البُندُقي بِنبرةٍ طفولِيّة مُتلعثِمة بعدَ
أن لحِقهـا على طولِ الرّواقِ المُؤدّي للخـارِج، وعلى
إثرِ إنتِحابهِ ذاك وتمسّڪِه بِطرفِ سُترتِها تسمّرت
مگانها، إذ أنّها لازالت تشعُر بالخَوفِ مِنه
ومِن تصرّفاتِه الغريبة.

«ڪلاّ! أمم.. تايهيـونغ، أنت ستنتظِرُنِي هُنا حتّى
أعود إلَيك، أفهِـمت؟»

«ء ء لاَ! لاَ! المُحامِية ستترُك تاي تاي مُجدّدًا!
تاي تاي يُريدُ رؤيةَ طِفلتِه آرِي الآن!»

فاهَ البُندُقي بِنوعٍ مِن التّرجّي يـرتدِي
أعيُن الجـراء، يلتمِسُ مُوافقة المُحـامِية، والتِي على
ذِگرِها هاهيَ ذِي تتنهّدُ بِصوتٍ مڪروب لِإضطِرارِها للتّعامُل مع هذا الطّفل الباكِي على حدّ
تفڪيرِها، فينطِق الأدعجُ بِابتِسامةٍ
ماڪرة يحسِم الأمـر

«خُذيه معكِ ميـراي، أظُنّها فرصةً مُناسِبة حتّى
تتعرّفي علَيـهِ أڪثر»

°°°

«هـل السيّـد جيـون هُنـا؟»

نبسَت ذاتُ العينـانِ الغزالِيّتان لِحـارِسِ البـوّابة
الخاصّة بِالقصر تنتَظِرُ برهةً مِن الزّمن حتّى يُوافيها
بِالرّد، لم تڪن تعلمُ أنّهُ يمتلكُ مثل هذا المڪانِ
طاغي الرّفاهِية، ولا البُندقِيّ فعل.

«تفضّلِي سيّدتِي! مِن هُنـا»

بِمُجرّد أن وطأت أقدامُهما ساحةَ القصر
الأمامِيّة مُترامِية الأطراف، أخذا ينظُرانِ ذات اليمِين
وذات الشّمـال، ناهِيك عن تـايهيونغ الذي ما إن رأى
سِربًـا مِن الفراشات تهلّلت أسارِيرُه وراحَ يرڪُض
ورَاءها يَرفعُ يدَيهِ عالِيًا يَمرحُ معها.

«تـايهيونغ! ربّاه! أمِن كلّ عقلك تركضُ وراء الفراشَات؟!»

هسهَست مِن بَينِ أنفاسِها بِسخط، ثُمّ سُرعان
مَا تذڪرّت أنّهُ يفعَلُ ذلك مِن قلبِه بِالفِعل، وأنّ حجم
عقلِه لَيس بِنُضجِ أقرانِه مِن الشّبـاب، هُوَ لا يزالُ
طِفلاً، لڪن بجَسدِ شخصٍ بـالِغ.

«تاي تاي آشِف»

إستڪان عِند أقدامِها يعڪِفُ شِفاههُ
بِعبُـوسٍ لطيف بعد أن إعتذرَ لها بِنبرتِهِ الطّفوليّة المُتلعثِمة، ناهِيك عن نطقِه لِحرفِ الشّين بدَل السّين،
نتيجة اللّدغة التِي تعايشَ معها مُنذُ الصّغـر، وقد
وجدت مِيـراي ذلك نوعًـا مـا، لطيـفًـا؟

تَنفسّت الصّعداء مُجدّدًا مُخلّلةً أنامِلها
الطّويلة بين خصلاَتِ شعرِها تُعيـدُه لِلـورَاء، ثُمّ
زفرت أنفـاسها بِقلّةِ حِيلـة.

«لا علَيك، فلندخُـل هيّـا»

لـم يڪن باطِنُ القصرُ أقَلّ ترفًا مِن ظاهِرِه، إذ
ڪان ملِيئًا بِالأثاثِ الرّخامِيّ الأقمـر، والدّيڪور طغى
علَيه الطّابع الڪلاسيكِيّ العتيـق، إضافَةً إلى الصّور القديمة المُعلّقـة على جُدرانِه.

لم يدُم الأمرُ طوِيلاً عِندما أرشدتها خادِمة
القصر الى مڪتبٓ السيّد جيون الواقِع بالطّابق
الثّانِي، والذي ڪان يتوسّط العديد مِن الغُرف
على طُولِ الممـرّ الذي لا ينتهِي.

«تفضّلِي يا آنِسة! بِمَا أُساعِدُكِ؟»

فاهَ ذو العقدِ السّادِس الذي غزى الشيبُ
لِحيتهُ فبات ذقنُه ذا حُدودٍ رمـادِيّة، يستنِدُ بجِذعِه على مقعدِه الدّوار المُريح مُطالِعًا إيّاها بِإستِفهام، ولم يدُم ذلك طوِيلاً حِين أردف وقد تعڪرّت ملامحُه
لِرؤيةِ بُندُقِيّ الشّعـر يدلِف خلفهـا.

«مـالذي يفعلُـه هذا المُعاق هُنـا»

«تـايهيـونغ لدَيه أمـانة وهوَ هنـا لإستِرجـاعِها!»

أجـابت ذاتُ الأعيُـن الغزالِيّة بِنوعٍ مِن الحـدّة
حِين لاحظت تجهّم وجهِ السّيـد جيون وتعلِيقَه
المُستفِـزّ، لَيس وڪأنّها لم تنعتهُ بِالمُختلّ في سِرّها،
لڪنّها تراجعت فَور أن أخبرَها الأدعج بِمـا قاساه
البُندُقِيّ طوَال فترةِ تربِيتِه لطِفلتِـه، آرِي.

والتّي على سِيرتِها، هاهوَ ذا صوتُ صُراخِهـا
على الخـادِمات يغزو السّاحة الأمـامِيّة للقصر! يجذبُ إنتِبـاهَ ڪُلّ من بِالأرجـاء.

«لا أعلـمُ عمّا تتڪلّمين يا آنسـة! وَلا علاقة لِي بِهذا
الطّفل المُعـاق الذي تجُرّينهُ وراءكِ!»

أشـار بيدِهِ بِهمجِيّة نهايـة حديثهِ مُشيـرًا لِلبُندُقِيّ
الذِي مـا إن سمِع صوتَ صُراخِ صغيرتِه، أطلق العنان
لِقدميهِ لِيُغادِر المڪتب راڪِضًا يتّخِذ صَوتها دلِيلاً لهُ
وبِالِمثل قامت هِيَ، بعدَ أن عضّت يدَ الخـادِمة
التّي وقفت حائِلاً بَينها وبَينَ والِدهـا.

«آري عزيزتِي!»

«أبِي!»

تلاحمت أجسادُهما وتعانقَت أروَاحُهما الطّاهِرة
الأڪبر يضحكُ صاخِبًا لِعَودتِهِ لهـا والتّشبّعُ بِأحضانِها
والأصغـر تبڪي ظنًّا مِنها أنّهُ لَم يكُن
لِيعـود وَقد تخلّى عنها.

«أبِي! أين ڪنت! لقد إنتظرتُك مُطوّلاً!»

«عزِيزةُ أبيكِ! تاي تاي آسف لأنّهُ لَم يستطِع حِمايتكِ»

تحدّث بِشوقٍ دفينٍ يرڪُن أنـامِلهُ عندَ
وجنتَيهـا الرّطبة التّي تڪسوها سحابـة زهريّة نتيجة البُڪاء. ڪلّ ذلك ڪان على مرأى مِن السيّد
جيـون والمُحـامِيـة ميـراي التي لانت نظراتُها
فأصبحت هشّة، لـم تتوَقّع أنّ اللّقـاء بينهُمـا
سيڪون صاخِبًـا هڪذا!

«هيّـا أبي! فلنذهب بِسُرعة! لا أريدُ البقاء مع هؤلاء!»

صاحت آرِي مُمسِڪةً بِأنـامِل والِدها تجُـرّهُ
إلى خارِج البوّابـة على عجلٍ، وقد ڪان تايهيـونغ
مثل الأطرَشِ بِالزّفـة، لا يعلَمُ لِم علَيهِ الهُروب وهوَ قد
أتَى لإستِرجـاعِ حـقّه وَفلذة ڪبدِه.

وقد خابَ أملُهمـا مَا إن قطَع حرّاس القصر
طرِيقهُمـا بِإشارةٍ واحِدة مِن السّيّد جيـون، وَمعَ أنّ
البُندُقِيّ قد حاولَ التّمسّك بآري وإخفاءها وراءَ ظهرِه،
إلاّ أنّهُم تصدّوا لهُ بعُنفٍ جعلَ مِنهُ يفترِشُ الأرضِيّة
القـاسِية تحت بُڪاءِ آري وَصُـراخِ مِيـراي
المُطالِبة بِتـرڪهِ وعدمِ التّعـرّض لـه.

«أيّها الأشرار لا تضرِبوا أبي! أُتـرُڪوه!»

صراخ آري مِن بين قواطِعها التي تُحکم على بنطالِ
أحد الحرّاس دوّى أرجاء السّاحة. مع ذلك، لا أحد
منهم اِهتّم، ولا حتّى رفّ له جفن.

«لـيس لك الحقّ أن تمنعهُ مِن رُؤيةِ إبنتِه بِهذا الشڪل، أيًّـا كُنت تڪون!»

صـاحت مِيـراي بِصاحِب اللّحيـة البيضاء الذِي
وبڪُلّ بُرودٍ رمقهـا مِن رأسِهـا لأخمصِ قدَميهـا
وَهِيَ تُحاوِلُ إبعادَ البُندقيّ عن شِباڪِهم
يرمِيها بِحجـارة السّخـرية.

«هـه! بِصِفتِك من تقـولِين هذا؟ والِدتـه؟»

«بـل مُحـامِيتُـه! تايهيـونغ يڪون مُوَڪّلي!»

«حقًّـا! أراكِ بِالمحڪمة إذن»

وَعلى الرّغم مِن تلك الفَوضى، لـم يستطِع
البُندُقي إلتِزامِ الهُدوء، فبِمُجـرّدِ سحبِهم لآري
بعِيـدًا عنـه للمـرّة الثّـانِيـة، ورڪلِه خـارح حُدودِ القصر، كان قد بلغ أوّج ذروتِه إضطِرابًـا، فباتَ يضرِبُ جانِبَي رأسِه المُطرق أرضًا بِيَدَيـه بِقُوّة، بينمـا
يدُورُ حَول نفسِه والدّمع قد شنّ هجُومهُ
على ساحةِ وجنتَيـه.

«آري! تاي تاي يُريـدُ آرِي!»

يُتبـع..

____________

السّـلام علَـيڪم! أسـأل اللّـه أن تڪون بِخيـر!

هاهوَ الفصل مثـل مـا وعدتڪم! شڪرًا لِڪل
مَن يقـرأ، يُصوّت ويُعلّق، أنـا حقًّـا مُمتنّة لأنڪم
تُشـارِڪونني ردُود أفعـالِڪم~

أرجـو أنّ الفصـل قد نـال إعجـابڪم؟

أيّ سـؤال أو إنتِقـاد؟

أيّ أحداث تودّون رُؤيتهـا بِالمُستقبـل؟

شُڪرًا للقِراءة! دُمتُـم في حِفظ الرّحمـن~

Continue Reading

You'll Also Like

5K 602 17
_"من الأفضلِ ان تُحاول النَوم؛ و الا فَلنْ تَجدَ عُذراً لمُغادرةِ الكوابيسْ ان زارتْك يقِظاً." PSYCHOLOGICAL HORROR JEON JUNGKOOK FF STARTED 21/8/20...
8.2K 1.2K 17
-محب للوحده كنت أنا ، عاشقا للسكينه كنت و سأكون ، ما اجمل الموسيقي حين تكون هادئه ، مع الأمطار اللامعه المغريه من ثم كوباّ من القهوه ، اُليس هذا مثال...
74.2K 2.7K 24
هي جميلة ،رقيقة، بريئة و نقية كنقاء الثلج الابيض ، مرحة تعشق الحياة رغم قسوتها، نعم !! وأي قدر أكثر قساوة من أن يحرم الإنسان من حقه في الرؤية. عمي...
259K 12.2K 50
هيونجين إبن عائلة هوانغ الثالث ،ألفا ورئيس اكبر مافيا بآسيا ذات اصل روسي . مينهو الابن الأول، ألفا ورئيس العائلة الحالي ملياردير ذو مكانة قوية. تشانغ...