𝐓𝐡𝐞 𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫 𝐬𝐢𝐝𝐞 |...

By AyaSllover

3.3K 214 4.4K

" أ لن تخبرني من أنت؟" "أنا من ستؤدي بكِ كل الطرق إليه ، أنا وجهتك و ملجأك أنا كل خياراتك و قراراتك ، أنا بار... More

[01 البوابة]
[02 اللقاء الاول]
[03 خبر وفاة]
[04 جريمة قتل؟]
[05 على سبيل الخيال]
[06 في البعد لنا لقاء]
[07 أعمق جروحي؟]
[08 القلادة !]
[09 عودة]
[10: حفل سنوي]
[11: سفر نحو المجهول]
[12: رسالة دموية]
[13:ذات مساء]
[14 : شفتيها نعيمه]
[16 : حدّثيني عن اللاشيء ]
[17: على سبيل الصداقة]
[18 : إعدام]
19 : [بداية النهاية]
20 :[ خلف الستائر]
21: [ انفصال ! ]
22 : [ تضحية؟]
[23 : أعين من أسفل اللثام ]
[24 : بين الحياة و الموت]
[25 : ولادة من جديد]
[26 : التعويذة الأولى]
[27 : أوراق مخفية]
[28 : تتويج]
النـهـايـة...

[15 : أعين الشيطان]

71 6 138
By AyaSllover

-----

احم احم دي اول مرة اتكلم داخل الرواية 👈👉

مش عارفة اقول ايه بصراحة انا بس عايزة اشكركم كلكم على الدعم ، الرواية دي زي بنتي بجد و بقيت حاسة انها بتكبر قدام عيني بشكل مخليني سعيدة أوي و راضية على مجهودي

[قراءة ممتعة 👁️👄👁️]

______________


الحب هو أن لا أعزلك عن العالم ..

الحب هو أن أتركك بالزحام و أعلم تماماً إنَّ قلبك لي

- إلى أحدٍ تاه مني بين دروب الدنيا...

_________________


منذ مدة و هي تمشي ذهابا و إيابا داخل
غرفتها ماسحة على عنقها بقلق إلى أن شعرت بالدوار ،

وقفت أمام المرآة لبرهة ثم أخدت تحدق في انعكاسها بوجه متجهم

"كلامه كان غبيا و سيئا و جارحا كذلك ، لما عليه أن يتفوه به أصلا ؟!"

ضربت قدمها بقوة مع الأرض تحتها ثم عادت للمشي بضياع داخل الغرفة

لكنها توقفت للحظة و ملامح الاستياء واضحة على وجهها

"حسنا كلامي ايضا كان قاسيا ، لا اعلم لما تحدتث معه بتلك الطريقة ؟!

لقد أخبرته انني ساتحمل غضبه و انفعالاته لما قمتُ بذلك ؟ اللعنة عليك يا إيڤدوكيا ، كان قلقا بشأنك فقط ، اللعنة عليكِ !"

نظرت الى مزهرية الورود ثم اقتربت منها ، قوست شفتيها بطفولية لتحدثها و كأنها صديقة لها

"لقد قال أنه لا يهتم لأمري ، أ يريدني حقا أن أرمي بنفسي إلى الجحيم؟"

عضت على سفليتها بوجه عابس لتردف

"إنه أناني غبي مستفز تبا له !"

ضربت يدها على منضدة أمامها لتتأوه بسبب ألم جرح يدها الذي لفته بالشاش الطبي سابقا

"أيها الجرح اللعين ليس وقتك لكي تُشعرني بالألم ! "

تأففت بانزعاج بالغ ، تشعر بالاختناق و الغضب

تريد حقا أن تذهب إليه و تحطم رأسه و لكن في الوقت ذاته تشعر بأنها مذنبة أيضا

"سأذهب قليلا إلى الخارج فإن بقيت هنا حتما سأرتكب في حقه جريمة شنعة"

-------------

بعد أن جهزت حصانها بنفسها امتطته ثم همّت بالمغادرة لكن مناداة جونغكوك لها استدعت توقفها

وقف أمامها ثم انحنى باحترام بالغ

"مولاتي إيڤدوكيا هل أنتي ذاهبة إلى مكان ما؟"

"و لما تسأل؟"

مزاجها حقا لا يؤهلها لتتحدث مع اي شخص في الوقت الحالي

"أمرنا جلالته بأن لا نسمح لِسيادتك بمغادرة القصر سوى بإذنه"

ضحكت بسخرية لكن سرعان ما عادت إلى نفس الملامح الحادة التي تتلثم بها منذ الصباح

"لقد طلبتُ إذنه بالمغادرة لا تقلق"

تحدتث خاتمة كلامها بابتسامة زائفة لعله يصدقها

"حقا؟"

سألها بشك واضح لتقابله بأعينها الحادة و حاجبها المرفوع

"و هل أبدو لك كاذبة رُبما؟"

نبرتها المُحتدمة جعلت منه يطرق نظره أرضا و يعتذر بصوت منخفض

"أعتذر يا مولاتي ، كوني بأمان"

انحنى بخفة ثم ابتعد عن طريقها لتنطلق نحو المجهول ، هي فقط تريد تصفية ذهنها بعيدا عن الجميع

_____________


يشتغل داخل مكتبه و تركيزه مشتت بالكامل ، منذ شجاره معها و هو يحاول أن يلهي نفسه بالعمل لكنه لم يفلح في ذلك

رمى عنه تلك الخريطة التي كانت تحتضنها أنامله ثم ألقى بجسده إلى الخلف مغمض العينين

لكن صورتها و هي تصرخ أمامه جعلته يفتح اعينه مجددا و ينتفض من مقعده بانزعاج

"عنيدة و متهورة ! لما عليها أن تكون مصرة على أذية نفسها بهذا الشكل أ لا تفهم أنني أخشى عليها أكثر من نفسي؟"

مسد أعينه بتعب ليتذكر كم كانت معرضة للخطر داخل الغابة ، مجموعة ذئاب جائعة كانت تتربص بها لو لم يبعدهم عنها لأصبحت فريستهم في لمح البصر

تنهد بقلة حيلة محاولا ازاحة الانقباض الذي شعر به في صدره عندما تذكر الأمر

"فليحميك الإله"

صمت قليلا ليتحدث بعدها بتبرّم

"لقد اخبرتني أنها ستستحمل غضبي لما غضبت مني إذن؟

هل جننت يا جيمين ، لما ستكون مظطرة لتحمل حماقاتك و نوبات غضبك و مزاجك المتقلب؟"

تافف بغضب بالغ ليضيف باغتياظ

"تبا لي ، لقد كنت قاسيا في كلامي ! كيف سمحت لي نفسي بأن اقول ذلك

[يمكنك رمي نفسكِ إلى الجحيم إن أردتي]

أنت غبي يا جيمين غبي ، حتما ستكون مستاءة منك و بشدة !"

مسح على وجهه بحيرة ثم أردف

"سأذهب لرؤيتها"

__________


طرق برقة على باب غرفتها لمرات عديدة لكنها لا تجيب

"إيڤدوكيا؟"

نادى عليها بهمس بنية عدم جذب انتباه أي من الحراس في الخارج هو لا يهتم لهم حقا لكنه في الأخير يبقى ملك ذو هيبة لا يجب كسرها أمام من هب و دب

فتح الباب على مصراعيه ثم دلف إلى الغرفة و مشطها بأعينه ، عطرها الخفيف يملأ المكان لكنها ليست فيه

تنهد ثم غادر الغرفة بخيبة و في طريقه صادف جونغكوك ليوقفه قصد سؤاله

"جونغكوك أ لم ترى الأميرة إيڤدوكيا ؟"

ارتبك الآخر لسؤاله ، أ لم تخبره انها تمتلك إذنه بالخروج؟

"لكن يا مولاي...الأميرة إيڤدوكيا غادرت منذ مدة"

عقد حاجبيه بغير فهم ، إلى أين غادرت؟

"ما الذي تقصده؟"

"صادفتها هذا الصباح عند مخرج القصر و أخبرتني أنها قد حصلت على إذنك...قبل أن تخرج"

احتدت ملامح الآخر ليقترب من جونغكوك بطريقة مريبة

"لقد أمرتك بشيئ بسيط و لم تقدر على تطبيقه يا جونغكوك ، بسيط للغاية ! "

"اعتذر منك يا مولاي و بشدة ،  سأذهب الآن للبحث عنها إن أذِنت لي"

ضحك الآخر ساخرا قبل أن تتغير معالم وجهه إلى أخرى مخيفة

"جهز لي حصاني و في الحال !"

"أمر جلالتك"

انحنى بجذعه ثم انتقل إلى حيث أرسله جيمين و مزامنة مع ذلك ظهر سوكجين و على وجهه يبدو القلق و الإرتباك

"ما بك؟"

سأله جيمين بجفاء

"مولاي قبل قليل وجدنا حصان الأميرة إيڤدوكيا عند مدخل القصر"

تغيرت ملامحه في الحال ليقترب من سوكجين بسرعة

"ما الذي تقصده و أين هي إيڤدوكيا ؟ هيا انطق !"

بلع سوكجين ريقه بصعوبة لينبس بصوت منخفض

"لا نعلم يا مولاي"

"اللعنة عليكم جميعا ، إنني محاط بمجموعة من الفاشلين حقا !"

أخد يصرخ بنفاذ صبر ، دفع طرف ردائه الملكي بوغر إلى الخلف ثم أخد خطواته الهائجة إلى بوابة القصر حيث حصانه سيكون في انتظاره حتما

"لما تفعلين هذا يا إيڤدوكيا لما ! "

صاح متذمرا من أفعالها ، هي حقا غير آبهة من الخطر الذي يحاول حمايتها منه

_____________


في عمق الغابة داخل مخزن شاسع المساحة و في وسطه تماما توجد هي

أيديها مكبلة بأصفاد موصولة مع سلاسل طويلة تأتي من الجدران البعيدة على جانبيها

تنظر الى الأرض فاقدة للطاقة و القوة و بالكاد تحرك أناملها ، المخدر الذي جعلها تستنشقه تركها فاقدة للقدرة على الحركة لمدة طويلة

كانت فقط تنظر بأعينها إليه كيف أرسل حصانها بعيدا و وضعها فوق جواده لينطلق بها إلى حين وصوله بها إلى هنا ثم أخد يكبل يديها بهذه الأصفاد الثقيلة

صوت وقع أقدامه على الأرض جعلها تجاهد لرفع رأسها إليه

توقف أمامها بهيئته الشامخة ، و اعينه الحادة التي ترمقها بصَمته المريب

تريد أن تتحدث ان تصرخ أن تفعل أي شيئ لكنها تشعر و كأن لسانها أصبح صخرة ثقيلة داخل ثغرها

اقترب منها بشكل أكبر ليجلس القرفصاء أمامها

"هل تشعرين بالتعب؟"

رفعت اعينها الذابلة إليه ليكتفي هو بالهمهمة فقط ثم أردف

"هدفي ليس هو أذيتك لذا لا تخافي مني ، أنتي بأمان"

بالرغم من تعبها و طاقتها المفقودة استطاعت تغيير نظرتها الذابلة إلى أخرى حادة

"تريدين ماء؟"

من دون أن ينتظر اي جواب يصدر من فاهها استقام من مكانه ثم اقترب من طاولة كان عليها كوب ماء حمله و عاد إليها

حشر أنامله به ثم رشها قليلا حتى انتفضت من مكانها ، شعرت و كأنها كانت محجوزة داخل ألف قيد و قيد و الآن تخلصت منهم جميعا

فتحت فمها بثقل لتنبس بضعف

"ما الذي تريده مني يا كيم نامجون"

"إسمي يبدو جيدا على ثغرك"

ابتسم بجانبية ثم وضع الكأس على الأرض بقربها و استقام من مكانه ينفض الغبار الوهمي عن يديه و يعطيها بظهره

"هل أخبركِ سرا؟"

رفع نظره الى بوابة المخزن أمامه ليتحدث مبتسما

"تمتلكين طاقة غريبة أستطيع الشعور بها من بعيد ، لا أعلم ما الذي تؤول إليه طاقتك بالظبط لكنها..."

توقف قليلا عن الكلام ليستدير اليها و يتحدث ممسدا على خنصره

"تروقني"

تنفسها بات سريعا ، كلامه يغضبها و يثير سخَطها للدرجة التي جعلتها تشعر بالدوار

"لما أنا هنا أيها اللعين؟"

صوتها كان عاليا بعض الشيء بحيث بدأت في استرجاع قوتها قليلا

"بصراحة أنتي هنا كطُعم فقط ، أعلم أن جلالة الملك سيأتي باحثا عنكِ في الحال"

حاولت كظم غيضها بالتنفس الجيد لكنها الآن تصارع الشياطين داخل رأسها و التي توسوس لها بأن تهشم وجهه البغيض

"ما الذي تريده منه أيها الوضيع ؟ ابتعد عن طريقه !
أ لا ترى أنه هو من يحق له الانتقام و ليس أنت؟

أمك سلطت عليه هو و أخته الأذى و أنت تريد الأخد بالثأر؟ أي غباء هذا الذي يتمتع به عقلكَ الصغير ؟"

ضحكته اخدت تعلو بالتدريج إلى أن اصبحت صاخبة للغاية ، صاخبة ألى القدر الذي جعلها تتمنى لو تقتلع حنجرته من مكانها

"يبدو أن ذلك المحتال لم يخبركِ سوى بالجزء البريئ في القصة أ ليس كذلك؟ لا ألومه سأكمل أنا ما بدأه

تخيلي معي يا إيڤدوكيا بأنكِ طفلة لا يتعدى عمرها تسع سنوات شهدت على حدث إعدام والدتها أمام ناظريها

الأمر يحتاج توضيحا أكبر أ ليس كذلك ؟"

لم يتلقى منها جوابا ، كانت فقط تنظر اليه بعدم فهم
ليهم هو بإكمال حديثه بعدما حشر يديه في جيوبه

"في عيد ميلادي التاسع تعرضنا للهجوم من طرف جنود الملك بارك سويونغ...والد جيمين

سُحبنا عُنوة أنا و أمي من داخل منزلنا و عندها استُدرِجنا إلى مكان مخفي وسط الغابة

حيث كان ينتظرنا الملك رفقة أسرته السعيدة

اخدوا أمي الى المقصلة و وضعوني أنا أمامها لأشهد على موتها بأمّ عيناي

و بغير رحمة فصلوا رأسها عن جسدها ليتدحرج و يتوقف بين قدماي

طفل صغير يرى رأس أمه مستقرا أمام قدميه بما سيشعره ذلك في نظرك؟

حقيقةً لم أشعر حينها بشيئ ، رفعت نظري نحو الملك ثم الى أبنائه و عندها عقدت عهدا بيني و بين روح أمي بأنني سأكمل ما كانت تريد إنهاءه

سأدمره هو و أسرته اللطيفة"

كان يتحدث و يروي قصته ببرود تام و كأن ذلك لا يؤلمه

كلامه جعلها تشعر بمشاعر مختلطة ، الأسف و الحقد و كذلك الإشمئزاز

لا تعلم من تلوم حقا ، في النهاية أخطاء الوالدين
أوقعت الأبناء في دوامة انتقام لن تنتهي سوى بقاتل و مقتول

"آسفة لكَ حقا"

صوتها الضعيف و طريقة اعتذارها اللينة جعلته يبتسم بطريقة لم يفعلها منذ مدة ، بل منذ سنوات

ربما لأن لا أحد اعتذر له بصدق على كل القرف الذي عايشه في حياته؟

"أ تعلمين ؟ أحيانا أشعر بأن إيليڤ و جيمين لا يستحقان الانتقام لأنهما في الأخير لم يقترفا شيئا خاطئا"

ابتسمت بأمل على كلامه لكن سرعان ما ابتسامتها انكسرت حينما أردف

"لكن ليس ذنبي أنهما أبناء ذلك اللعين ، كانا يعيشان في سعادة و رفاهية أما أنا فقد تذوقت المرار بعد موت والدتي

لما لا أجعلهما يتذوقانه أيضا؟"

لم تكن تعلم ما الذي يجب عليها قوله ، لم تعد ترى أنه المذنب الوحيد هنا

هي حقا تشفق عليه ، ليس من ذنبه أن يعيش كل هذا الألم

فقد أعز شخص لديه بطريقة بشعة للغاية ، لن تلومه إن أصبح على حاله هذا

لكن في نفس الوقت لا ذنب لجيمين و إيليڤ ، إنهما ضحايا أيضا !

و لن تسمح له بأذيتهما أبدا

مسح نامجون على وجهه عدة مرات ليتحدث بقلة صبر

"لقد تأخر؟ دعينا نساعده قليلا كي يعرف الطريق الصحيح إلى هنا"

اقترب منها بملامح متحمسة ثم مد أنامله الى رسغها الذي يحمل السوارة

"ما الذي تقوم به؟"

من غير أن يجيبها انتزع السوارة برفق منها ثم أخد يلعب بها بين يديه قليلا

"هكذا سيستطيع الشعور بمكانك"

"كيف علمت بأمر السوارة؟"

سألته بارتباك

"همم ، ربما لأنني أنتمي لواحدة من أكبر سلالات السّحرة و هذه الأمور لا تخفى عني"

زفرت الهواء بعمق لتنبس بنبرة راجية

"نامجون من فضلك إن أتى إلى هنا لا تؤذيه ، يمكنك أن تنتقم مني أنا عوضا عنه فقط ابتعد عنه هو و السيدة إيليڤ...أرجوك"

قهقه بشكل ساخر ليردف

"حبّك لهما نقي يا إيڤدوكيا لكن للأسف لن أستطيع اذيتك أبدا"

شعرت بأن غضبها عاد إليها مرة أخرى مرفقا بشيئ لم تشعر به من مدة طويلة اعتادت على الإحساس به عند الغضب

ألم عسير يصيب أضلعها و كأن هناك شيئا ما بداخلها يحاول الهرب

انكمشت ملامحها و أخدت تئن بخفوت و ذلك جعل من نامجون يكور حاجبيه بقلق ، ذلك الشعور الذي لم يخالجه منذ زمن بعيد

"أنتي بخير؟"

"نـ.ـعم"

امسك بذقنها رافعا برأسها للأعلى برفق

"ارفعي رأسك إلى الأعلى و تنفسي جيدا"

و ذلك ما فعلت من غير تردد و بعد لحظات من التنفس العميق أخد الألم يزول شيئا فشيئا لتغمض بعدها أعينها براحة

"كيف تشعرين الآن ؟"

سألها باهتمام بالغ

"أنا بخير"

نظر اليها مليا ثم اقترب منها ليعيد السوارة الى رسغها و أخد يفك أصفادها لكن ذلك الصراخ الهائج باسمه الآتي من خلفه جعله يتوقف و يبتسم بمكر

استقام من مكانه و استدار اليه ثم أخد خطواته البطيئة إليه

"ها أنت ذا"

اقترب منه في لمح البصر و وجه لكمته إلى أنفه و حينها ركض إلى إيڤدوكيا و جثى على ركبيته ثم أخد يتحسس وجهها المتعب بأنامله و القلق يفتك به

"هل أنتي بخير أخبريني؟"

"أنا بخير يا جيمين لا تقلق"

رفع نظره الى يديها المعلقة بالأصفاد لتتجهم ملامحه بشكل أكبر

"لما يدك ملفوفة بالشاش الطبي ، ما الذي فعله بكِ؟"

"جرحت نفسي بالخطأ هذا الصباح ، ليس له أي ذنب"

تنهد بضيق ثم رفع نفسه قليلا و مد يده الى الأصفاد قصد إبعادها عنها لكنها أوقفته صارخة

"جيمين توقف ! "

نظر اليها بقلق

"ماذا هل تشعرين بشيئ؟"

"إنها اصفاد حديدية ستتأذى"

"لا يهمني!"

هو حقا لا يهتم ، كيف سيفكر في نفسه و هو يراها على هذا الحال

وجهها شاحب و أعينها ذابلة و كذلك بشرة وجهها باردة للغاية

مد يده الى الأصفاد ثم و بسحبة واحدة كسّر الأولى متجاهلا الألم الفضيع الذي شعر به في كلتا يديه

ثم قام بنفس الشيء مع الثانية و بهذا فيده أصبحت متضررة بشكل كبير لكنه لا يهتم

احتضن وجهها بين يديه و أخد يتفحص ملامحها بلهفة

"أنتي حقا بخير؟ اخبريني أرجوكِ"

"جيمين أنا بخير لا تشغل بالك"

أبعدت يديه عن خديها ثم قبلت كلتا كفيه برفق شديد كي لا يشعر بالألم

"انظر الى ما فعلته بيديك"

تحدتث تعاتبه بملامح عابسة

"لا يهمني يا إيڤدوكيا ، حقا لا يهمني"

تنهدت بثقل ثم اقتربت منه لتلف ذراعيها حوله ، لم تكن تفقه أنها في الحاجة الماسة إليه لتشعر بالقوة مجددا

عبَقه الذي سكَن رئتيها مدّها بالسكينة و الراحة أما هو فقد اغمض أعينه و عانقها بقوة و كأنها ستندثر من بين يديه

"أنا آسف يا نجمي ، آسف للغاية على كل ما بدر مني هذا الصباح ، غادرتي القصر بسببي أ ليس كذلك؟"

صوته المرتعش و الضعيف يؤلمها

"لا تعتذر أرجوك ، ثانيا انت لا دخل لك فيما حدث معي ، أنا مغناطيس للنحس و الحظ السيئ..."

ضحكت ساخرة على حالها أما هو فقد تنهد براحة عارمة اجتاحت صدره ،

الدفئ الذي يجده بين ذراعيها يجعله يجزم بأنه كافٍ لإخماد الحرب و نشر السلام

"آسف لكن وصلتنا الرومنسية قد انتهت"

صوته المستفز دمر تلك الراحة التي كان يشعر بها كليهما

"جيمين إهدأ"

تحدتث قرب أذنه بهمس و ذلك لم يجدي نفعا ، فصل العناق برفق تام ثم استقام ليستدير بابتسامة مريبة تزين وجهه

"كيم نامجون"

لفظ اسمه من بين اسنانه بشكل مُستفز آخدا خطواته البطيئة إليه

"أتشرف بأن ينطق جلالة الملك بإسمي"

تحدث بشكل ساخر للغاية لا يزيد الآخر سوى اهتياجا

أخد يقترب منه خطوة وراء خطوة الى أن وقف أمامه مباشرة مرفوع الرأس متجهم السُّحنة

كان الآخر واضعا يديه داخل جيوب بنطاله و يبتسم بخبث

"أ لن تبتعد عن طريقي يا ابن شايونغ؟"

"و لما يا جلالتك ، هل تجدني مزعجا؟"

أقرب وجهه من الآخر ليهمس من بين أسنانه

"بل مُقرفا و نتنا ، ابقى بعيدا و لا تلطخ محيطي"

استقامت إيڤدوكيا من على الأرض بصعوبة فهي لازالت تشعر بالعجز الشديد و بعض الألم

لكنها حاربت كل شيء و استقامت لتقترب من جيمين و تمسك بكتفه لتنبس

"جيمين دعنا نذهب بهدوء"

"إيڤدوكيا إبتعدي رجاء"

حدثها من دون أن يزيح أعينه عن نامجون

"إنه محق يا إيڤدوكيا البقاء بقرب هذا الملعون سيؤذيك"

ضغط جيمين على قبضة يده محاولا كبح جماح غضبه لكنه لم يستطع لذلك

وجه لكمة إلى أنف من أمامه جعلته يفقد توازنه و يسقط أرضا لكن جيمين لم يتوقف عند هذا الحد

نزل الى مستواه و أمسك بياقته ثم وجه لكمة أخرى و أخرى و أخرى إلى أن تلطخت يده ، تهشم أنف الآخر و سالت الدماء من بين شفتيه

"لا تلفظ إسمها على لسانك اللعين"

قال محذرا بسبابته أمام وجه نامجون بحيث هذا الأخير كان ممسكا بأنفه و يضحك بشكل هستيري

أما عن إيڤدوكيا فقد تراجعت الى الخلف لأنها تعلم أنها مهما حاولت مع جيمين فهو لن يهدئ

رفع نامجون جسده مستعينا بيديه ليتقابل مع جيمين بأعين باردة كالثلج لا مشاعر فيها

"ثوان إضافية فقط يا جلالة الملك و ستشتاق لقوتك تلك"

قال مشيرا بأعينه إلى أيدي الآخر و هو يعلم أن كل حرف منه ما يزيد جيمين سوى اشتعالا

أمسك بياقته ثم اطبق على اسنانه لينطق

"أقسم لكَ يا نامجون أنني اليوم لن أدعك تخرج من هنا سوى داخل لَحْد يحمل جثتك النّتنة"

"افعل ذلك إذن"

أحاط عنقه بقبضة يده محاولا إفراغ كل السخط الذي يشعر به لكن سرعان ما قبضته تلاشت

شعر بضعف شديد و دوار مفاجئ ، كان يحاول أن يظهر العكس لكنه فشل ليسقط ارضا ممسكا بصدره الذي بات يؤلمه و بشدة

إيڤدوكيا شعرت بوخز حارق على يسار صدرها لرؤيته على هذا الحال

اقتربت منه على الفور لكن نامجون دفعها عنه بشكل قوي إلى أن ارتمت بعيدا عنهما تتأوه إثر اصطدامها القوي مع الأرض

"أيها العاهـ.ـر !"

شتمه بصراخ ضعيف ، حاول جاهدا القيام بأي شيئ للدفاع عن إيڤدوكيا و عن نفسه لكنه يشعر و كأن الموت ينهش بداخله رويدا رويدا

نهضت إيڤدوكيا مرة أخرى من على الأرض و اخدت تقترب منهما مسرعة في خطواتها لكن قبل أن تصل بمسافة صغيرة

رفع نامجون جيمين من فكّه ثم رماه على الحائط ليتأوه بألم شديد...شديد للغاية

لعن نفسه داخليا على الضعف الفظيع الذي يشعر به و يجعله عاجزا

أما عن إيڤدوكيا فإن العجز قد غادرها و الحنق تمكن منها و حولها إلى ما ليست هي عليه

خطواتها إليه بطيئة ، و وجهها يحمل ملامحا غريبة من رآها حتما ستدب الرعب في أوصاله

وقفت أمامه بهدوء تام ، رفعت قبضتها إلى عنقه لتحيطه بكل ما أوتيت من قوة ثم رمته على الجدار في آخر المخزن بنفس الطريقة التي قام بها مع جيمين

قوتها كانت غريبة ، بل مُرعبة لا تتقارن مع قوة أي بشري

تحركت بخطواتها الواسعة ثم نزلت الى مستواه ، رفعت وجهه اليها بسبابتها و قد كان مغمض العينين بسبب الألم الذي يفتك بجسده

لكن سرعان ما فتحهما عندما شعر بها تضغط على فكه و تكاد تحطمه بين أصابعها

و ما رآه أرعبه حقا

وجهها لم يعد طبيعيا أبدا ، أعينها كاملة السواد تغطيها طبقة قرمزية لامعة و مقلتيها قد أُحيطت بعروق داكنة اللون برزت على جلدها و جعلتها تبدو و كأنها

أعـين الشيـطان

شعرها اصبح داكنا أكثر مما كان عليه أما يدها فقد بابتت و كأنها جمرة من جهنم ؛ ساخنة للحد الذي شعر به يحرق جلد وجهه

"إيڤـ.ـدوكيا"

نادى عليها بصوته الضعيف لكنها لا تستجيب ، هو لا يرى وجهها لكن الطريقة التي هاجمت بها نامجون لا تبدو له طبيعية أبدا

"تستحق الموت"

هسهست بصوت جعل من نامجون يتنفس الصعداء عند سماعه ، كان خشنا و لا يشبه صوتها الطبيعي أبدا ، بل لا يشبه صوت الإنس من الأصل

أبعدت يدها عن فكه لتحيط رأسه بكلتا يديها و شرعت تظغط عليه بكامل قوتها

شعر بالظغط يكاد يفجر رأسه و هو لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه لأنه يشعر و كأنه قد أصابه شلل

و حتى من الكلام فلسانه مكبّل و مُثقل بطاقة غريبة

"إيڤـ.ـدوكيا ابتعـ.ـدي عنه"

بالكاد استطاع تكوين جملة وصلت إلى مسامعها و التي كانت كالصفعة التي أخرجتها من حالتها

شهقة عالية أفلتتها من ثغرها

تنفسها كان مضطربا و جسدها يرتعش بشكل هستيري

و ذلك لحقه دوار ساحق و ألم غريب في أضلعها جعلها تسقط أرضا و تصرخ بكامل قوتها

نامجون لم يكن يعلم ما الذي يحصل معها بالظبط يُحسّ بالضياع و الشلل أمام حالتها

أما عن جيمين فقد شعر و كأن قلبه قد اقتُلع من مكانه عندما سمع صراخها

جاهد بكامل قوته لينهض من مكانه لكنه لم يستطع ، ضرب الأرض بيده عدة مرات بسبب الفشل الذي يجتاحه و لن ينكر أنه شعر برغبة في البكاء

هي تتألم أمامه و تصرخ بشكل يؤذيه و هو غير قادر على حمايتها

لكنه شعر ببعض الأمل عندما رأى هوسوك و سوكجين يدخلان المخزن و يتجهان اليه

فقد لحقا به دون علمه و عندما أبصروه يدخل الغابة توقع سوكجين مجيئه إلى هذا المكان

أشار إلى هوسوك بأن يتوجه إلى إيڤدوكيا مسرعا و سوكجين ركض اليه

"مولاي ما الذي أصابك و بما تشعر هل أنت بخير؟"

"خدني إلـ.ـى إيڤدوكيا"

"يجب أن نعالـ..."

"خدني إليها"

حاول الصراخ في وجهه لكنه بالكاد يتحدث

ساعده على النهوض ثم سار به ببطئ في اتجاهها ليقابلهم وجه جيهوب المرعوب و نامجون التائه

و ذلك زاد من شعور جيمين بالفزع و القلق

ما ان اقتربا منهما حتى رمى نفسه بقربها و أدار وجهها اليه ، شهق بعدها بخفوت مفرقا شفتيه بصدمة

لكنه سرعان ما تمالك نفسه و أخدها في حضنه يمسح على شعرها برفق

"إيڤ"

صوته كان أضعف من دي قبل و أكثر ارتعاشا ، روحه تحترق عندما يراها تعاني

تصرخ بشكل عال جدا و جسدها يلتوي بين ذراعيه من فرط الألم الذي يفتك بجسدها و رأسها بالخصوص

شد على حضنها و بكى بصمت ، لا يعلم اي شيء و لا يعرف ما الذي سيقوم به ، هو حقا يحس بالضياع

"مولاي يجب أن نأخد كلاكما الى القصر"

صوت هوسوك الذي لتوه استيقظ من صدمته ايقظ الآخر أيضا و جعله يفقه بأنها حقا يجب أن تذهب إلى القصر و تتعالج في أقرب وقت

"ساعدني على حملها"

قال مخاطبا هوسوك لكن نامجون أمسك برسغه يوقفه بصوته المرتعش

"انتظر!"

"لا وقت لدي لك"

"دعني أساعدها"

مد يده الى إيڤدوكيا لكن الآخر أمسك بها و ضغظ عليها بضعف

"جيمين اقسم لك أنني غير قادر على أذيتها ، دعني أساعدها على أن ترتاح ، لن تستحمل هذا الألم إلى حين وصولكم إلى القصر"

نظر اليه بتردد بالغ ثم نظر إليها و هي تتألم بين يديه نامجون عادة لا يقسم كذبا لكن لا أحد يستطيع توقع أفعاله

نظر إليه نامجون مطولا ليفهم من نظراته بأنه يوافق على ذلك ، أي في الآخر لا حلا بديلا يملكه

مد كف يده إلى رأسها ليضعه فوقه و يبدأ في التمتمة ببعض الكلمات الغير المفهومة و كأنها تعاويذ

و سرعان ما جسدها أخد يهدئ و صراخها يقل الى أن فقدت وعيها بشكل كامل

"مـ.ـما الذي فعلتَه لما فقدت الوعي؟"

تحدث بينما يشد على جسدها اليها و هو يرتعش خوفا ، قلبه يخبره أنه هناك خطأ ما

تنهد الساحر براحة ثم رمى بجسده الى الحائط خلفه ليتمتم بهدوء

"إنها بخير الآن من الأفضل لها أن تذهب الى القصر لتنعم ببعض النوم و الراحة"

"ما الذي حدث معها؟"

نبرة سؤاله كانت مهتزة ليقابله الآخر بأعينه الحادة لكن بعض الإرتباك قد تخللها

"لا تسأل كثيرا و دعها ترتاح"

رمقه بحيرة ثم حول نظره الى وجهها الذي بدأ في العودة إلى وضعه الطبيعي

رغبة شديدة في البكاء باغتت قلبه لكنه قاومها ليستقيم من مكانه بصعوبة بالغة

"دعني أساعدك"

نطق سوكجين قبل أن يهرع اليه و يمسك بذراعه

"ساعدني في حملها إلى الخارج"

"فقط إنعم بالراحة يا مولاي سأحملها عنك"

نظر إليه مليا ثم أومأ له بملامح مترددة هو حقا غير قادر على الحركة و خشي إن حملها قد تتأذى بسببه

أسرع سوكجين إلى إيڤدوكيا ثم حملها بين يديه برفق تام

أما عن هوسوك فقد اقترب من جيمين و أمسك به لأنه حقا كان على وشك السقوط

"مولاي هيا لنذهب يجب أن ترتاح"

نظر اليه جيمين ثم نطق بهمس متقطع

"تكلف بأمـ.ـر ذلك الحقـ.ـير أولا"

"لا تقلق يا جيمين ، لن أهرب"

نامجون هو الآخَر كان متعبا و صوته به ضعف ، فما افتعلته به إيڤدوكيا لم يكن هيّنا ، حتى و إن أراد الهرب لن يستطيع...

أسرع سوكجين بإيڤدوكيا الى العربة التي أتى بها تحسبا لأي شيء قد يحدث ثم وضعها داخلها بحرس شديد

ليساعد بعدها هوسوك على جيمين في الصعود ، رمى جسده الهزيل بقربها ثم أخدها إلى حضنه يتأمل ملامحها بهدوء

قبّل جبينها برفق و أغمض أعينه مستسلما لعَبراته المكتومة

يبكي لحالها و لحاله ، العجز الذي يشعر به كل مرة عند إصابته أصبح مُتعِبا و مُرهِقا

يشعر بالذنب ينهش صدره ، لم يكن قادرا على حمايتها هذه المرة

هو لا يعلم حتى ما أصابها ، كل ما يرجوه الآن هو أن تفتح مقلتيها و يهنى قلبه بسلامتها

ابتلع غصته و شد على جسدها إليه لعل الدفئ يصلها و يُطمئن قلبها

بل و يُطمئن قلبه بدفئها هو الآخر .

_______________


لا أستطيع أبداً أن أكشِف للناس عن ما يجول بخاطري من أفكار بشكل كافي ، حتى لا يبتعدوا عني هلعاً ورُعباً.

- فرانز كافكا

[أشعر و كأن خاطرتنا هذه المرة تعبر عن شخصية كيم نامجون...]

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

34.5K 2.2K 24
"عندما يقال أن الحب يأتي في وقت محدد لا تعرفه لا انت ولا أنا ... عندما تنظر لمن تحب أنت تنظر له بروحك لا بعينيك لأن عينيك لا ترى من تحب ... عندما تنت...
514K 20.7K 54
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...
1.9K 267 18
يطرق الباب بعنف لتتنهد بقوة وتفتحه قبل إثارة المشاكل ، ليدفعها للداخل ويغلق الباب خلفه -مالذى تفعله بحق السماء ؟ أخبرتك بالفعل..لا يمكنني إعطاؤك أى ش...
313K 26.8K 79
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...