لو في اخطاء إملائية ضعوا نقطة كي يتم التعديل عليها.
نبدأ.
__
أحب قراءة الكُتب بِشدة مُنذ صغري، حِينما أقرأ مجلات الرسوم المُتحركة و غيرها ، و لكن منذ فترة طويلة قد وَجدت راحتي بِقراءة نوع جديد مِن الكتب، الذي كان مُحتواه عِلم النفس و الأمراض العقلية ، و بعض الكُتب الدموية ، وجدت أنني أرتاح بِقرائتها و أحبها بِشدة ، و لكن أبي كان له قرار آخر.
فهو قد وجد ان دراستي أهم من هذا الهراء
و أخذ مني كل الكتب التي قمت بِجمعها لأعوام ، ثم بدأ بِسحب هاتفي كل أسبوع كي يطمأن علي عقلياً
فأصبحت جلِيس نفسي في غرفتي
أجلس أنا و كِتاب المدرسة أذاكره منذ طلوع الشمس حتى ظهور القمر
لم يكن عقلي فارغ حتى في إنشغالي
فقد شعرت أنني دائِماً مشغول حتى اذا كنت فارِغ بأي وقت
الكثير من القرارات ، الكثير من المشاعر ، الكثير من الأقوال و غيرها
كانت بِعقلي اتناقش بها مع نفسي
لم يكُن يسمح لي بأن أكتب ما بِخاطري في مُذكرات
او ان أتعرف على أشخاص أتحدث معهم أشاركهم سعادتي .
إلا انني قررت كسر قوانين أبي مرة واحِدة
و جعلت من احد الكُتيبات الصغيرة للدراسة ، مُذكرةً لي و أخفيتها داخل الكُتب خاصتي . و كل يوم أكتب بها داخل المِرحاض عدة صفحات..
لطالما كان داخلي الكثير من المشاعِر المُتناقضة
لطالما كان الكُره و الحقد يُسيطر على قلبي دائِماُ
و الحزن و الحسرة على حَياتي
و إشتياقي لأمي الذي لا أعلم أين هي..و مَن هي..و هل هي تحبني ام لا .
هل تعرفني أم لا ..هل هي حيّة أم ميتِة ؟
أنا لا أعلم.
" السيد يونغي يُريدك بِغرفة المعيشة "
- " ألا يُمكنك انتِ ايضاً طرق باب الغرفة ؟ لدي خصوصية ! "
" انا آسفه سيدي و لكن هذه أوامر السيد يونغي "
- " ماذا لو كنت أخلع ملابسي ماذا لو كُنت نائِم ؟ "
" انا آسفه سيدي ."
تنهدت بِقوة و أنا أقِف من مكاني
لا أعلم لِما أبي يتعامل معي هكذا
فأنا أحتاج بعض الخصوصية لِبعض الوقت .
" لا عليك، ليس بِذنبك على أي حال."
تحركت من أمامِها ذاهباً لأبي
" لماذا تجلس بِغرفتك ؟ "
جلست أمامه بِهدوء لأفكر بسؤاله
هذا غريب..لماذا أجلس بغرفتي ؟
رُبما لأنني كلما أجلس معك تجعلني أكره اليوم الذي وُلدت به و تظل تعاتبني على أقل الأشياء و تفهمني بطريقة سيئة و تُحاول تنظيم حياتي بالطريقة التي أنت تريدها؟
" انا لا أعلم ، عادي أعتقد أنا أدرس و أنام و أجلس بها و فقط ."
- " لماذا لا تجلس معي ؟ "
" لأتك مشغول بالعمل و لا أريد إرهاقك حينما تعود "
كذبت
بل لأنني لم أعد أحب الجلوس معك
" و أوقات أجازتي لا تجلس بها معي ؟ هل يجب أن أناديك لتأتي؟"
- " أعتذر يا أبي و لكني لا اعلم حتى ماذا أفعل معك حينما حينما نجلس سوياً ! "
تحدثت بِصوت عالٍ و أنفاسي تعلو و تهبط.
" لا تعلم؟ جيمين ما الذي بِعقلك تِجاهي ؟! "
- " أنت ! انت الذي تغزو عقلي و لا أستطيع فعل أي شئ معك !
تطلب مني الجلوس معك و كلما أفعل تظل تتشاجر معي و تعاتبني على أشياء ليس لي ذنبٍ بها
و تخبرني بأنني عالة عليك و تقوم بإذلالي بأموالك اللعينة و بأنني أعلى مقاماً من كل شخص بالحياة فقط لأنك السبب !
الذنب يأكلني بِقوة كل يوم بسببك و انا أقول كم انا سئ لأنني أرهقك هكذا ، و كُرهي للحياة و المال يزداد لأنك بكل سهولة تظل تذكرني بها كل ساعة و دقيقة !!
تظل تذكرني بكل شئ تفعله و لكن هل احتضنتني يوماً ؟
هل اخبرتني انك تحبني يوماً ؟
هل فعلت شئ ما لأجلي و لم تقم بإذلالي عليه ؟؟
لا ! انت دائماً ما تفعل هذا !! "
شعرت بالندم الشديد بعدما أخرجت جزء صغير فقط مِن ما بِداخلي..
كان جزء فقط..مازال لم يعلم شئ.
كان يستمع لِحديثي و هو يُناظرني بِسخرية و عتاب..
لم يغضب..لم يحزن..لم يشعر بالذنب!!
شعرت بالشفقة و السخرية على نفسي من نظراتِه
إنهدت حصوني و طاقتي من ملامحه الساخِرة علي..
لم يحتضني..لم يعتذر..لم يفعل شئ و أنا أنهار أمامه..
الغصه إنتصفت حلقي و دموعي وقفت عند عيناي
لا يمكنني البكاء..لا استطيع.
" لا تنظر لي هكذا و اللعنه لا تناظرني بتلك الطريقة !! "
صرخت بِه بِقوة و هو لا يفعل أي شئ..
لماذا تحدثت.
الندم أصبح يعتلي ظهري و لا يبتعد عني.
" انت أحمق جيمين ، أنت أحمق كبير و غبي و لا تفكر سِوى بأنك الضحية ، اللعنة عليك أيها الغبي ، إنها غلطتي أنا أنني ظننت أن إبني عاقل و قوي ، تأكدت الآن أنك ستظل هكذا دائماً. "
سخرت من نفسي بِشدة لأقف من مكاني
آه..كم أنا مُثير للشفقة و غبي؟
شعرت بأنني شخص مُقرف و قذر بَعدما تحدثت
كرهت نفسي بِشدة و شعرت بأنني إفتلعت خطيئة حينما قلت لأبي ما بِعقلي.
اللعنة علي..بكل أسى و حزن و ألم و حقد و كُره
اللعنة علي.
_
خرجت مِن المنزل بعدما إستأذنت أبي أنني سأذهب لِشراء بعض الحاجِيات
لربما كان كذب مني ، اردت إستنشاق بعض الهواء وحدي فقط.
دخلت أحد المقاهي القريبة من المنزل كي لا أبتعد كثيراً
كنت على وشك أن أطلب قهوة بارِدة و لكن شعرت بِيد على ظهري
إنتفضت سريعاً لأدير ظهري
ثم أفتح عيناي بِصدمة..إنه هذا الفتى
" جيميني كيف حالك! "
- " ج.جونغكوك انت اخفتني .."
همست أمامه ثم ضحِك علي..
إن جونغكوك غريب بِشدة بِشكل لطيف.
" يا إلهي انا آسف ، ماذا تفعل هنا ؟ "
- " تعلم، سأشتري قهوة و أمشي قليلاً ؟ "
" تسمح لي بأن انضم معك؟ "
اومئت له بِخجل ثم أخرج مِحفظة المال كي يشتري قهوة له
" إثنان قهوة إذا سمحتِ "
- " هل ستشرب إثنان ؟ "
سألته و عاد للنظر لي
" لا بل واحدة لك و واحدة لي"
- " انا اعتذر لا ، سوف ادفع لِنفسي "
إعتدت على أن لا اجعل أحد يحضر لي شئ، فقط إما أنا او أبي
أبي علمني هذا .
أن أكتفي بِنفسي و بذاتي في كل الأحوال و أن لا أحتاج أي شخص
" لماذا انها مُجرد شئ بسيط جيمين ؟ "
- " لا اعتقد ، لوسمحت إدفع لنفسك فقط ، انها امور معقدة بالنسبة لي."
وافق بعد إلحاح شديد مني ليبتاع كل شخص منا بمالِه الخاص.
حِينما جئنا لِنخرج من باب المقهى لمحت الأشخاص التي كانت تتنمر علي في تلك الحادِثة داخل المقهى ..
هذا غريب..أعتقد أنها صدفة فقط.
_
" لماذا لا أراك بالمدرسة كثيراً جيميني ؟ "
كان إلإستماع لِلقب جيميني منه شئ جميل للغاية و لطيف، راقني
" لا أدري ، إنني فقط أُفضل الدراسة بالمنزل."
كُنت هادِئ بِشدة و خجِل في الحديث معه،
التوتر نال مني لكني حاولت أن اكون جيد فقط
" حاول أن تأتي، يُمكنني أن أقابلك و نستمتع سوياً "
- " مم بالطبع سأفعل "
لم أكن أنظر له او أتقرب له جسدياً
على عكسِه هو كان لا يُبعد أنظارِه عني و يضع يداه شعري أو كتِفي
" هل أنت بخير جيمين؟ "
أعتقد أنه لاحظ توتري منه
إنه شخص جيد و لكن انا الذي لا أستطيع أن أتفاعل مع شخص ..
ابي منعني ان يكن لدي أصدقاء أو أتعرف على أي أحد
كان يقول أنهم أفاعي و لن يحبوني لأنني سأكون أعلى منهم
و سوف يؤذوني لأن البشر سئ بِشدة و سوف يستغلوني
و لكني لا أعتقد هذا
جونغكوك لطيف للغاية و لم يكن أفعى كما يقول أبي
لقد ساعدني
شعرت أن الدموع تقف عند عيناي حينما ازداد التفكير علي
التفكير الزائد لا يخرج من عقلي بل يزداد كل يوم علي ، يا إلهي ما الذي يحدث بي..
" لا أدري."
تحدثت بدون وعي مني لِيقف أمامي
لم أنظر له حينما إقترب مني قليلاً
بل شعرت بالتوتر
" ماذا يعني لا تدري ؟ تبدو مرهق "
اومئت له على آخر جُملة
لا اريد البكاء..لا اريد أن أضعف.
لكني لم أشعر بشئ إلا حِينما قام بضمي لِصدره و مُعانقتي
حينها بكيت بِصمت و هدوء...
وضع يداه على خصلات شعرِي و هو يُحركها ببطئ
" لا بأس صغيري..كل شئ سوف يكون بخير "
جونغكوك كان شخصاً جميلاً و لطيفاً..
حنوناً معي و يُعاملني بِأرق الطرق..
لم أستطع ان أفهم او أرى أي شئ سئ به أبداً..
إلا بعد فوات الأوان.
__
نهاية الفصل .
دمتم سالمين.♡