ملاحظه :البلد التي تتم فيها الأحداث هي بلد خياليه لا وجود لها والأحداث أيضا كذلك.
.
.
حرك شفتيه قائلاً:
"لا تتعجل في الحكم فلازلنا في البداية،
كان هذا الجزء الأول فقط من اللغز،
تبقي ثلاثة أجزاء لتشاهدها لذا . . .اتبعني"
قام بسحب عبائته والتحرك أمامك مرة أخرى ،
لتتبعه أنت مثل سجين يتبع حارسه...
تجاهلت ما يحدث حولك للتجه معه نحو باب آخر مختلف عن الباب السابق
وعلي غير المتوقع بدت نقوش ذلك الباب جميله..
ألهاك صوت فتح القفل عن هذه العيون التي تراقبك
قام بفتح الباب ببطء
والتفت إليك ليمسك بملابسك بعنف قائلا
" إحرص علي أن تفهم هذه المره!!"
قام بدفعك إلي الداخل قبل أن يغلق الباب بقوة
تاركا إياك في مكان مجهول
وقبل أن يرمش لك جفن
إختفي ذلك الباب
هذا متعب..
أليس هناك وقت لتريح فيه جسدك؟
شعرت بلألم في عينيك نتيجه لتسلل حبيبات الرمال إلي الداخل
شعرت بالحراره المرتفعه القادمه من هذه الشمس الحارقه هذه الرمال الساخنه تحتك
أنت في صحراء
استقمت في الوقوف وتحركت خطوات دون وجهه
لتصل مسامعك هذه النغمات الجميله القادمه من بعيد
بعد التدقيق استطعت رؤية هذه القافلة العظيمة المارة من أمامك
خطوات متلاحقة تتناسب مع بريق الذهب المحمول فوق العربات..
هذه الجِمال المهيبة صاحبت اللون المميز،
وهؤلاء الرجال عريضوا البنية أصحاب البشرة الخمريه يسيرون بهمة نحو مكان ما
هذا القافله الكبيره التي سدت الأفق
صدرت منها النغمات الساحره
التي تدعوك للرقص بلا توقف،
صوت دقات الطبول..
هذا الغناء الخلاب وهذه الكلمات اللامعة، التي تجعل الفخر يتسلل إلي النفوس
وقفت وأنت لا تجرؤ علي الرمش لتضيع لحظة واحدة من رؤية هذا الجمال
(غناء)
"تقول رأيت لكنك لم تري"
"تقول عجبت، لكنك لم تعجب"
"نحن العجب والعجاب"
"نحن الجمال الخلاب"
"أليس اسمنا مهيبا؟"
"فقط احرص علي أن تنال الرضي فبدونه أنت مفقود"
"لسنا عبيدا أو أحراراً "
"فقط كطير كاره للطيران"
"يغني أو يغرد ..ما الفارق؟"
"فلازال هذا الخوف مسيطرا "
"تقول عجبت لكن لم تعجب"
في الخلف
كان هناك هذه الألوان الجميلة لهذا
الملابس الحريرية..
هذه الأصوات الرنانة لهذه الزينة التي تزين نحور وأرجل هؤلاء النساء الجميلات..
يسرن علي الأقدام حافيه ويرقصن ببؤس وأوجه جامده علي هذه الألحان
إنهن جواري
ولكن من بينهن جميعا لفتت أنظارك تلك الجارية الجميله صاحبة الأعين الكحيلة السوداء والقوام المميز
ترقص مثل الحورية لتفوق بجمالها الطاغي علي جميع من حولها من النساء
اقتربت من القافله ببطء ساعيا نحو المزيد من هذا العجب
وطمعا أيضاً في رؤية هذا الذهب
ولكن عندما وصلت إلي هناك...
فوجئت بتلك النظرات الحادة الموجهة إليك من تلك الجواري، ومن بينهم نظرت إليك تلك الجارية المميزة بعيون ساخرة وكأنها تقول (انتهي أمرك)
ما هذا! كيف يرونك؟ أليس من المفترض أنك خفي مثل الجزء الأول من اللغز؟..
لم يكن أمامك الوقت للتفكير
فقد قام ذلك الحارس عريض البنيه بإمساكك بالفعل
" ومن تكون أنت هاه؟!"
"ما الذي يحدث عندك ؟"
" لا شيئ أمسكت بجرذ متسلل "
حركت شفتاك كمحاوله للحديث لكن
لا صوت
ماذا الآن هل فقدت القدره علي التحدث
لماذا لا يتحرك لسانك
حاولت وحاولت لكن لا فائده
لماذا؟
ببساطه لأن هذا ما يريده منك الساحر
فقط ابقي صامتا حتي ينتهي هذا الجزء من اللغز
إذا فالجزء الأول من اللغز كنت غير مرئي والجزء الثاني أنت لا تستطيع الكلام
قبضت علي يدك لتتوقف عن المحاولة وتستسلم لأمرك
منتظرا ما هو آت
قام ذلك الرجل بوضع يده علي كتفك ممسكا بك بعنف وهو يتحدث إلي صديقه
"يبدو أنه أبكم أو شئ من هذا القبيل ...ماذا نفعل به؟ "
ر
د الآخر بينما يتفحصك كسلعة للبيع:
" يبدو ... جيد الجسد، عبد آخر للحاكم لن يضر، ضعه في العربة"
نظر إليك قائلا
"أنت سعيد الحظ يا هذا، لولا أنك عبد الحاكم لكنت قد قتلتك "
قام بدفعك نحو العربه بعنف ليغلق خلفك
مكان مظلم
مليئ بالعديد من الأشخاص فاقدي الأمل في أن يصبحوا أحرارا
وبدا وكأنهم متجهون نحو جحيم لن يخرجو منه أبدا
الصمت
هذا كل ما ستفعله
ابقي صامتا حتي ينتهي هذا
اقترب منك شخص عريض البنيه يرتدي ملابس باليه
يبدو عليه القوه ليمد إليك يده قائلا
" ستكون رحلة طويلة، لذا لا يجدر بك الجلوس علي الأرض"
دققت النظر في وجهه قليلا، هذه العيون اللامعة المصبوغة باللون العسلي ،
وهذا الأنف الحاد والفك العريض..
ملامحه أقرب إلي ملك منه إلي عبد
أمسكت يده ليساعدك علي الوقوف والجلوس علي المقعد المخصص لك
وبعد الجلوس نادي مسامعك صوته قائلا
" من أين أنت ؟ إنها المرة الأولى التي أري فيها مثل هذه الملابس... أنت لا تنتمي للشمال أو للجنوب
هل أنت أجنبي؟ يبدو عليك... الثراء"
لم تستطع أن ترد لذا أكتفيت بالنظر إليه
"... لماذا تحدق بي هكذا ؟ ألا يمكنك الحديث"
رفع حاجبيه عندما حركت رأسك بالنفي
ليجيب قائلا
" فهمت ....أنا خالد "
"...."
" واثق أن لديك اسم غريب يليق بك، لذا لا داعي للمحاوله. يكفيني كونك علي معرفة باسمي فسوف تسمعه كثيرا في الأيام القادمه"
كانت لديه هالة جذابة
تجعل من حوله يشعرون بالراحة وفوق ذلك لديه ذلك الحس الفطري بالقيادة....
شعرت وكأن شيئا ليس بمحله
كيف لهذا أن يكون عبدًا؟
فقط الوقت هو ما سيعطيك الجواب
وكل ما يجدر بك فعله هو الصبر
مرت عدة ساعات وأنت تهتز داخل هذه العربة التي تجرها الخيول..
الحراره مرتفعه والأكسجين يقل في هذا المكان الضيق..
جسدك أصبح متعرقا وبدأت تشعر بالضيق
ولكن في لحظه توقفت العربه عن الحراك معلنتا عن الوصول
قام أحدهم بفتح العربه وجرك للنزول
يدك أصبحت مقيده بالحبال لتُجر مثل الماشيه نحو هذا البناء العظيم صاحب الأبواب الضخمه التي يحرسها حراس أشداء..
وبعد فتره من الوقوف فتحت هذه الأبواب
لتكشف عن ما بداخلها من جمال،
حدائق واسعه وأشجار عالية الفروع..
صوت تدفق المياه يخطف الأنفاس
تم سحبك إلي القصر الداخلي
وإغلاق الأبواب خلفك وحينها بدأت الطبول تدق في داخلك
هذا السكون الذي يسبق العاصفه لم يدم طويلا..
فقط لحظات جميلة قبل أن تسقط نحو الهاوية
تقدم أمامك شخص بوجه تعلوه تعابير ملتويه،
متملق معسول اللسان ليلقي الشعر في الملك
لكن هذا غريب ؟
أنت لا تري أحدا
يوجد حجاب يمعنك من الرؤية من علي هذا العرش المرصع بالذهب
هل حقا يجلس الحاكم هناك أم ....
"جميل ... "
صوت قوي دوا في أرجاء المكان
لم يكن من الأمام حيث العرش
بل جاء من الخلف
وخاصة حيث توجد الجواري
هناك وقف رجل عريض البنية عيناه سوداوان ،ذو بشرة بيضاء تبدو وكأنها لم تمسها حرارة الشمس..
بملابس فضفاضة تبرز ملامح جسده ،وشعر أسود قصير
توجد حلقة ذهبية صغيرة لامعة تحيط بأذنه...
كان واضحا بالنسبة لك من يكون ذلك الرجل المرفه الذي ينظر لتلك الجارية الجميلة،
وبدا واضحاً أيضا
أي نوع من الأشخاص هو
.
.
يتبع
رأيكم❤️☁️