الكتـابات الكـاذبة

By roma_7m

7.3K 841 494

إذا كنت من عشاق الروايات الرومانسية و تبحث عنها دائمًا يسعدني أن أرحب بك في عالمنا الصغير السعيد.. للغاية. و... More

المقدمة..
الفصـ1ـل {جثتين}.
الفصـ3ـل {سيارة محترقة}.
الفصـ4ـل {ليس في صالحك}.
الفصـ5ـل {بفعل فاعل}.
الفصـ6ـل {ألستِ القاتله؟!}.
الفصـ7ـل {سأثبت}.
الفصـ8ـل {تشبه والدتها}.
الفصـ9ـل {ستأتي}.
الفصـ10ـل {عم مدمن}.
الفصـ11ـل {إنتصار دَنِيءٌ}.
الفصـ12ـل {لذة مؤقتة}.
الفصـ13ـل {خبر حصري}.
الفصـ14ـل {تزييف الحقائق}.
الفصـ15ـل {ليمار}.
الفصـ16ـل {حديث فارغ}.
الفصـ17ـل {عوض في صورة مختلفة}.
الفصـ18ـل {عبث بعد الزواج}.
الفصـ19ـل {رسالة خفية}.
الفصـ20ـل {حقيقة مبعثرة}.
الفصـ21ـل {مصدر أمان، أم أذى!}.
الفصـ22ـل
الفصـ23ـل
الفصـ24ـل
تنويه هام صدقني
الفصـ25ـل {ليتك لم تصارحني}.
١- الكتـابات الأخيـرة .
٢- الكتـابات الأخيـرة .

الفصـ2ـل {ماستها الرقيقه}.

294 34 4
By roma_7m

الكتابات الكاذبة..
الفصل الثاني :

مر بعض الوقت و وقفت بسيارتها على بداية الحي الذي يقطن بيه خالها و زوجته و أبنائهم " حسن " و " فاطمه " .

" حسن " و الذي يعتبر اليد اليمنى لأبيه و بجانبه بكل ما يفعله ، أما عن " فاطمه " فهي فتاه في المرحله الثانويه تعيش حياتها بشكل طبيعي .

ترجلت من سيارتها و ذهبت في خطى مسرعه للجهه الأخرى لتفتح الباب لابنتها ، مالت بداخل السياره قليلاً جاذبة " ماسه " خارجها ثم حملتها على ذراعها مغلقة باب السياره خلفها ، وضعت قبله صغيره على وجنتيها بينما تبتسم إليها في حنان .

نظرت " ماسه " حولها تستكشف المكان بعينيها بينما بدأت ليمار تتحرك بها الي داخل الحي ، انعقدت ملامح " ماسه " بتقزز و هي تنظر إلي المكان من حولها لتقول بينما تضع أناملها الصغيره على أنفها:
- ماما المكان في زباله كتير و الصوت الناس عالي أوي هنا

نظرت " ليمار " إلى ابنتها بطرف عينيها بسخريه ها هي ابنتها لم تطيق المكان من أول لحظة دلفت بها إليه ، فما بالك بمن تربت فيه و عاشت سنوات طويلة وسط كل هذا ؛ مراهقتها ، شبابها كان هنا بعد وفاة والدتها و والدها الغالي الذي تزوج بعدها و لم يهتم لها ، كما أن تعامل خالها جاف جداً معها و كأنها أمر ثقيل يجب الاعتناء به فقط حتى لا تتشرد في الشوارع ، و زوجته دائماً ما تزجرها بنظراتها في كل مره تراها بها ، حتى جاء من انتشلها من وسط كل هذه الحياه التي لا تعجبها و لكن..
عفواً فهي قتلته!!

وصلت إلى البنايه التي يقطن بها خالها ، كادت أن تصعد و لكن استمعت إلى صوت ما خلفها ينادي باسمها ، ألتفتت فوجدته " حسن " إبن خالها رجل سمج و لكن لطيف نوعاً ما ، الشخص الوحيد الذي كانت تستطيع التعامل معه في ذلك المنزل ، كان بمثابة شقيق جيد لها .

: عاش من شافك يا " ليمار " إيه كل دي غيبه من ساعة ما تجوزتي و مشوفناش خلقتك خالص

حسناً اسفه كنت سأترك الحياه الرائعه التي كنت أعيش بها و آتي إلى ذلك المكان الذي لم تطيقه ابنتي من اللحظه الأولى..

ماذا لا تنظر لي هكذا ، هذا حديثها الداخلي ليس لي دخل فهي قد قالت بـ ابتسامه صفراء:
- و اديني جيت أهو إيه رأيك بقى

ربت " حسن " على صدره كترحيب بها و هو يقول بابتسامه واسعه:
- ده أنتِ تنورينا طبعاً اتفضلي اتفضلي

افسحت له الطريق إلى البنايه لكي يتقدم أولاً بينما ابنتها كانت تنظر في أثره بريبة و كأنه كائن فضائي جاء حديثاً على كوكبهم الراقي ، همست لـ " ليمار " في أذنها قائله:
- ماما أنا عايزه أروح

عقدت " ليمار " ما بين حاجبها و هي تنظر إليها بتعجب:
- مالك يا قلب أمه

: عمو ده شكله غريب اوي

ضحكت " ليمار " ضحكه ساخره بخفوت ثم انزلتها لتقف بجانبها ممسكه بيدها جاذبة اياها خلفها:
- تعالي تعالي دول ناس طيبه خالص

تمسكت " ماسه " بقدم والدتها أيضاً بخوف و هي تسير بجانبها ، صعدوا على الدرج سوياً خلف " حسن " حتى وقفوا أمام إحدى الشقق..

ضغط " حسن " على زر الجرس الذي بجانب الباب عدة مرات متتاليه حتى جاء من الداخل صوت والدته و هي تصيح به من الداخل أن يتوقف..

: ما خلاص يا إلي على الباب الله هي الدنيا هتطير

فتحت والدته باب المنزل و كادت أن تصرخ في وجه " حسن " و لكن توقف الحديث في حلقها عندما رأت " ليمار " التي تقف تنظر إليها بهدوء و تمسك بيد فتاه صغيره بينما تلك الفتاه تتمسك بقدمها و هي تنظر حولها بريبة..

: شوفتي يا حجه مين الي جه يزورنا انهارده ده الدنيا نورت والله

أومأت والدته و هي مازالت تنظر إلى " ليمار " بصدمه قائله:
- شوفت يا خويا شوفت أدخل

دخل " حسن " إلى الشقه بينما نظرت السيده " صفيه " زوجة الخال إلى " ليمار " بغضب مكتوم قائله:
- منوره يا حبيبتي اتفضلي اتفضلي أنتِ و القموره الصغيره

دخلت " ليمار " إلى الشقه و هي تشعر بضيق للحظه شعرت بالذنب لقتلها حاتم لو ما كانت قتلته لكانت الآن تجلس في منزلها حديث الطراز تشاهد التلفاز مع فنجان من القهوه الساده يالمتعه التخيل..

لا داعي أن أقول إن هذا تفكيرها هي ليس لي دخل انا فلقد فهمنا شخصيتها المختلة و أخيراً .

توجهت إلى الداخل جالسه على أول مقعد قابلها ، بالطبع لن تجلس " ماسه " بجانبها في وسط مكان هي لا ترتاح فيه ابداً بل صعدت جالسه على قدميها واضعه رأسها على صدرها و هي تحاوط جسدها بيديها الصغيرتين و مازالت عينيها تجول المكان بنظرات بها ريبة..

احاطتها " ليمار " بذراعيها و هي تبتسم بحنان لها مستشعره قلقها من المكان ، جاءت إليها " صفيه " لتجلس أمامها قائله بسخريه:
- و ده إيه سر الزياره الغريبه دي بقى ؟؟!

رفعت " ليمار " عينيها من على ابنتها و وجهتها لتلك التي تجلس أمامها و تزجرها بعينيها كعادتها..

ابتسمت بسخريه مماثله لها و هي تقول:
- و أنتِ مين قالك أن هي زياره !!

وقحه!! نعم " صفيه " تعلم جيداً أخلاق تلك الفتاه التي لا وجود لها بالاصل و لكن ليس إلى تلك الدرجة ، اتسعت عينيها بعدم تصديق من وقاحتها تلك و لكن حاولت أن تتمالك ذاتها قائله و هي تغصب نفسها على الابتسام لها:
- أومال يا حبيبتي خير أن شاء الله

:يعني اظن إني صاحبة بيت برضو ولا إيه ده أنا قضيت عمري كله هنا وسطكم اجي وقت ما أحب

ليقول ذلك الذي خرج من غرفته للتو و أستمع إلى حديثهم فجاء سريعاً حتى ينقذ الموقف قبل أن تقوم والدته بقتلها:
-طبعاً طبعاً ده أنتِ منورانا والله ولا إيه يا حجه

أومأت إليه " صفيه " و هي تنهض بغضب قائله:
- لا خير أن شاء الله ، هقوم انا اعمل ليكم حاجه تشربوها انتوا جايين من طريق طويل برضو .

و توجهت بخطوات سريعه إلى المطبخ و هي تجز على أسنانها بغيظ ، جلس " حسن " في مكان والدته أمام " ليمار " ليقول بحرج:
- لا مؤخره أنتِ عارفه أمي بقا مش غريبه عليكِ لكن انتِ صاحبة بيت طبعاً

ابتسمت " ليمار " بتهكم ثم قالت:
- لا محصلش حاجه أنا مش هطول هنا عموماً هو كام يوم لحد ما يرجع حاتم من السفر

او ربما لن يعود.!!

أبتسم " حسن " بتوتر و هو يفكر في ردة فعل والدته التي من الممكن أن تموت بصدمتها إذا علمت ذلك : احم تنورينا طبعاً ي....

قطع حديثه عندما أستمع إلى صوت تكسير زجاج بداخل المطبخ من ما جعل " ماسه " الصغيره تصرخ بفزع ، بينما هو ذهب سريعاً ناحيه المطبخ ليرى ماذا حدث..

ضمت " ليمار " ابنتها إليها و هي تقول بخفوت:
- ششش متقلقيش يا روحي محصلش حاجه

نظرت إليها " ماسه " بأعين متسعه و هي تقول:
- أومال إيه الصوت ده ؟؟

ضحكت " ليمار " بخفوت و هي تقبل وجنتي " ماسه" :
- كوبايه انفجرت من الغيظ جوا

نظرت " ماسه " حولها بقلق حسناً هي تشعر الآن أنها لا تريد رؤيه أناس جديده أبداً لأنها لم تسعد بذلك كما كانت تتخيل هي تريد أن يعود والدها من السفر و يعودوا هم إلى منزلهم الدافئ في هدوء .

بينما في الداخل بمجرد أن دلف " حسن " إلى المطبخ حتى شهق بفزع عندما وجد والدته تجذبه من قميصه بحده قائله:
- هو إيه دي إلي منوره منوره إلي طلع لي فيها دي هو إحنا ما صدقنا خلصنا منها عشان تجيلنا تاني و جاره بنتها في ايديها

نظر إليها " حسن " بتعجب قائلاً:
- إيه ياما مالك و فيها إيه يعني هي كانت غريبه ولا غريبه

ضربته بضيق في كتفه و هي تقول بخفوت بينما تجز على أسنانها:
-ايوه يا خويا غريبه مش فاهمه أنا إيه إلي جبها دي و تقعد عندنا تاني بتاع ايه معندها بيت جوزها ولا يكونش متخانقين و جايه تعاملنا فيها مقموصه هنا و شويه و نلاقي جوزها جاي و يعملولنا فضيحه في أم المنطقه

: فضيحه إيه ياما و متخانقين إيه و بعدين هي ليها غيرنا كانت هتروح فين يعني و جوزها مسافر

تشدقت بتهكم ثم قالت:
- مسافر آه ؛ و هو كان أول مره يسافر يعني عايز تفهمني أن حد زي " حاتم مأمون " ده مش كل شهر في محافظه شكل بيقضيله فيها كام يوم علشان مطاعمه المرميه في كل حته ما كان يخدها معاه أسهل ، لكن فجأه كده افتكرتنا و جايه تقعد معانا كام يوم عقبال ما ييجي من السفر يا أخي سبحان الله

اخذ " حسن " خيار من على الطاوله و قضم منها تحت أنظار والدته التي تنظر إليه باستنكار:
- ياما بلاش سوء الظن ده يعني ده جازتها أن هي افتكرتنا و راعت صلة الرحم و استغلت أن جوزها مش موجود و جتلنا لا ياما بلاش خنقتك منها السنين الي فاتت تأثر عليكِ كده

نظرت إليه بغضب ثم أخذت منه الخيار و قامت بدفعه الى الخارج بكلتا يديها:
- تصدق أنك عيل بارد ، بره بره يخربيتك و متنساش و انت نازل تديها واحده كمان منوره علشان النور يكمل

قالتها بسخريه لاذعه بينما هو توجه إلى الباب و قام بارتداء حذاءه ثم قبل أن يفتح الباب نظر إلى " ليمار " بابتسامه مستفزه عندما شاهد والدته قادمه من المطبخ و في يدها صينيه بها اكواب عصير:
- طب والله منوره يا عسل

توقفت " صفيه " أمامه و هي تنظر إليه بغيظ و صدرها يعلو و يهبط من فرط ما بها من عصبيه مما جعله يفتح الباب و يخرج سريعاً ليختفي من تحت انظارها..

أدارت " ليمار " وجهها بالناحية الأخرى و هي تبتسم بتهكم ، اقتربت منها " صفيه " واضعه صينيه المشروبات أمامها ثم قالت بابتسامه مصطنعه:
- اتفضلي يا حبيبتي اشربي و شربي بنتك

حسناً ستحاول " صفيه " التأقلم مع الوضع ليس أمامها حل آخر كما استطاعت تحمل " ليمار " عشر سنوات من قبل لما تتزمر على بعضة أيام فقط و سينتهي كل هذا و ستذهب في النهايه صحيح ؟!!

نظرت " صفيه " إلى " ماسه " التي مازالت تنظر حولها بأعين بريئه ، ابتسمت " صفيه " لاإرادياً إلى تلك الصغيره البريئه و التي و للأسف تشبه والدتها كثيراً في الشكل ، فتحت إليها ذراعيها تدعوها لتأتي لها بابتسامه صغيره لطيفه:
- بسم الله مشاء الله اللهم بارك تعالي يا حبيبتي متخفيش

نظرت " ماسه " إلى والدتها تسألها بعينيها اتذهب أم لا ، أومأت " ليمار " إليها بابتسامه و هي تمسد على خصلات شعرها ثم قبلتها على رأسها و انزلتها من على قدميها ، ذهبت " ماسه " إلى " صفيه " بخطوات بطيئة خجله حتى وصلت إليها ، ابتسمت إليها " صفيه " بحب فقد شعرت بنقاء تلك الطفله الصغيره ضمتها إليها بشده و هي تقبل وجنتيها:
- يختي على الجمال ايه الحلاوه دي يا ناس ، القمر اسمه ايه؟!!

ابتسمت إليها " ماسه " بخجل و هي تخفض رأسها الي الاسفل لتقول بصوت يكاد يكون مسموع:
- ماسه

ضحكت صفيه على مقدار لطافة تلك الفتاه:
- إيه الإسم الحلو ده هاتي بوسه

قبلتها من وجنتيها ثم حملتها على ذراعها و هي تقول:
- لا ده أنتِ تيجي معايا اجبلك حاجه حلوه بقى

توجهت بها ناحية المطبخ ثم اجلسها على الطاوله ، نظرت إليها قليلاً ثم أردفت بهمس و هي تتجه ناحيه إحدى الرفوف تخرج منها حلوى لها:
- حسرة عليكِ يا بنتي و أنتِ كلك شبه أمك كده على الله تطلعي زيها بس

بينما في الصاله حيث " ليمار " ، مدت قدميها على الطاوله أمامها و هي ترجع رأسها للخلف و تغمض عينيها ، تنهدت بتعب من هذا اليوم الذي لا ينتهي حقا تشعر بالارهاق جسدياً و نفسياً و فكرياً ، في لحظه ذهب منها كل شئ زوجها حياتها و بسبب من؟! بسببها هي بالطبع و لكن هي لا ترى ذلك هي ترى أن كل اللوم كان على زوجها ، لما خدعها من البدايه بحبه لها طالما سيكون كذلك بعد الزواج ، شخصيه لا تهتم سوى بعملها و اللهو فقط إذًا لما تزوجها من البدايه ظلت معه لأنها تحبه و لأنها لا تريد العوده و العيش في تلك الحاره البسيطه حتى عندما وضعت ابنتها لم تجده بجانبها ولا بجانب ابنتها و تحول سبب تحملها إلى رغبه في الحفاظ على منزلها و ابنتها و حياتها و قررت أن تحاول أن تصلح منه و لكن ماذا حدث في النهايه خانها ؛

عارٌ عليه!!

قطع أفكارها السلبيه صوت ضحكات ابنتها البريئه من الداخل مما جعلها تبتسم تلقائياً و هي مازالت مغمضه العينين ، ابنتها هي الشئ الوحيد الجيد في حياتها لن تتخيلوا أبداً إلى أي مقدار هي تحبها ؛ "ماستها الرقيقه".!!

فتحت عينيها و استقامت متجهه ناحيه الشرفه وضعت يديها على السور و ظلت تنظر حولها..
حقاً هذا المكان يجعلها تشعر بالضيق بشده..!!

جاء المساء و كانت الساعه العاشره مساءً و كانت هي تنام بمنتهى الهدوء و السلام على الفراش و لكن لما تعقد حاجبيها كل فتره و الأخرى بضيق هكذا و خوف كأنها تحارب شئ أو ترى شئ يزعجها.؟!!!

ااه حسناً فهمت هي كانت ترى كابوس سئ.!!

واقفه بمنزلها من جديد و أمامها زوجها ينظر إليها ببرود و الدماء في كل مكان حولهم و تمسك في يديها السكين الذي قتلته بها و الدماء تقطر من السكين على الارض ثوان و وجدته يقترب منها بسرعه كبيره لم تلاحظها هي حتى ، سرعة فهد ينقض على فريسته ، أمسك عنقها بحده دافعاً بها ناحية الحائط خلفها و كان يضغط على عنقها بشده يريد أن يفصل الهواء عن رأتيها بينما هي كانت تقاومه و لكن قوته كانت تفوق قوتها بكثير رفعت السكين بايدي مرتعشه و غرزته بحده في جسده و لكن وجدته لم يتأثر بل زاد من ضغطه على رقبتها فأخرجت السكين من جسده ثم غرزتها مره اخرى و لكن وجدته لم يتأثر أيضاً بل زاد ضغطه فكررت فعلتها تلك اكثر من مره و لكن مع كل طعنه كانت تطعنها في جسده كانت قوته تزداد و ضغط يده يزداد حول رقبتها دارت بعينيها في المكان لعلها تجد ما ينقذها و لكن لم تجد ، أغمضت عينيها فقط مستسلمة لـ مصيرها .

انتفضت من على الفراش مرات عديده ثم فجأة استيقظ بعنف و هي تشهق بفزع و اخذت تنظر حولها بأعين متسعه ، وضعت يديها على صدرها تحاول التقاط أنفاسها أخذت ثوان لتهدئ أنفاسها و لكن ضربات قلبها مازالت سريعه ظلت تربت على قلبها بيدها حتى يهدئ من ضرباته السريعه..

نظرت إلى سقف الغرفه بشرود و بدون شعور منها سقطت دموعها على وجنتيها ، تسطحت على بطنها و هي تدفن وجهها في الوساده ممسكه بكلتا يديها الوساده ثم انفجرت في بكاء حاد تشعر أنها ليست بخير أبداً تريد ماستها..

رفعت وجهها من على وسادتها و اخذت تدور بعينيها في أرجاء الغرفه باحثه عنها علها تكون بجانبها الآن و لكن وقعت عينيها على تلك التي تجلس على الفراش الآخر المقابل لها و تنظر إليها بعدم فهم و هي تمسك هاتفها قالت الفتاه سريعاً عندما وجدتها تنظر إليها:
- أن..انتِ كك..كويسه؟!!

ظلت " ليمار " تنظر إليها بدون أن تجيب مما جعل " فاطمه " تنظر حولها بحيره و هي لا تعلم ماذا يجب أن تفعل ثم عاودت النظر إليها مره اخرى و أردفت بأول شئ جاء في عقلها:
- اجبلك مايه؟!!

لم تجب عليها " ليمار " بالطبع بل نهضت سريعاً و هي تمسح دموعها بيديها ثم توجهت الي باب الغرفه ، خرجت من الغرفه بخطوات شبه راكضة إلى الصاله تبحث عن ابنتها..

و أخيراً وجدتها كانت جالسه بين احضان " صفيه " و بجانبهم " حسن " و خالها أيضاً و تشاهد التلفاز معهم بينما تأكل الحلوى و تطلق ضحكتها البريئه بين حين و آخر و من الواضح أنها استطاعت التأقلم عليهم سريعاً ، ذلك التأقلم الذي لم تستطيع هي الفوز به طوال سنوات حياتها معهم ؛ ظلت تنظر إليها بلهفه و كأنها وجدت من سوف يحميها من الكابوس الذي رأته منذ قليل..

بينما شعرت " ماسه " بأحدهم ينظر إليها فوجهت بصرها ناحيته فوجدتها هي ، والدتها و هي تنظر إليها بلهفه و الدموع تهبط من عينيها ، صاحت بسعاده كبيره عندما وجدتها قد استيقظت أخيراً فعندما علمت أنها قد غفت حزنت كثيراً و شعرت بالخوف و القلق مجدداً لأنها ليست بجانبها في مكان جديد عليها و لكن " صفيه " طمأنتها أنها معها و أن والدتها متعبه و يجب أن تنام قليلاً..

هبطت من على قدمي " صفيه " و ركضت في إتجاه " ليمار " بسعاده و هي تصيح قائله:
- ماميييي

ضحكت " ليمار " بخفوت من بين دموعها و هي تهبط على الأرض لتصل إلى مستواها مستقبله إياها بين أحضانها بحب..

احتضنتها بقوه و حنان و هي تقبل رأسها ، ثم وقفت و هي تحملها و توجهت بها إلى الداخل متجاهله تلك الأنظار التي كانت عليها بعدم فهم لحالتها تلك..

دخلت الى الغرفه مره اخرى لتقع عينيها على حقيبه بجانب الفراش ، نظرت إليها بتعجب لتضع " ماسه " على الفراش و تذهب إلى الحقيبه ، فتحتها فوجدت بها العديد من الأشياء الخاصه بها و بابنتها و من الواضح أن خالها من أتى بهم ، ابتسمت بتهكم رغماً عنها ثم تركت كل شئ كما هو و تسطحت على الفراش بجانب ابنتها و أخذتها في أحضانها ، ابتعدت عنها قليلاً لتقبل عينيها ثم قال بلوم خفيف:
- كده تسيبني و أصحى و متكونيش جمبي !!

عبست ملامح " ماسه " بحزن ثم قالت:
- أنتِ إلي نمتي و سبتيني

ضحكت " ليمار " بارهاق ثم قالت:
- ااه قولي بقى انك بتقلبي الطربيزه هاا

انطلقت ضحكات " ماسه " الصاخبة من فمها عندما بدأت " ليمار " في دغدغتها:
- ااااه ماماا خلاااص

توقفت ليمار و هي تضحك ثم قبلتها على وجنتيها و هي تقول بحنان:
- متسبنيش خالص بعد كده ماشي

أومأت إليها " ماسه " بابتسامه لطيفه ثم مدت يدها إلى وجنتي " ليمار " تمسح الدموع التي عليهم بيدها الصغيره ثم قالت و هي تحاول أن تتصطنع الجديه في حديثها و لكن ظهرت منها لطيفه للغايه:
- بس أنتِ كمان متعيطيش تاني ماشي

أدمعت عينيها بدون شعور منها و هي ترى حنان طفلتها الصغيره ، ضحكت و هي تمسح دموعها الساقطه : خلاص مش هعيط تاني قوليلي بقى عملتي ايه و انا نايمه يا هانم

رفعت " ماسه " رأسها إلى الأعلى قليلاً واضعه يديها على ذقنها و هي تسترجع ذكريات اليوم حتى تحكيها لوالدتها ، نظرت إلى والدتها مره اخرى و التي كانت تنظر إليها بابتسامه واسعه و هي تشعر أخيراً براحه كبيره الآن بعد ما عانته منذ قليل..

: طنط " صفيه " ادتني حلويات كتيره أوي و فضلت قاعده معايا و تأكلني و كمان عمو " حسن " لما جه فضل يلعب معايا كتير أوي لحد بقى ما جدو " مختار " برضوا جه و قعدنا نتفرج على التلفزيون كلنا

ابتسمت " ليمار " على حماسها أثناء الحديث ثم قالت لها بتساؤل:
- و اتبسطي معاهم؟!!

صاحت ماسه بسعاده كبيره و هي تقول:
- جداً يا مامي ، لما بابا يرجع خلينا نبقى نيجي هنا علطول كلنا

انمحت ابتسامة ليمار تدريجياً و لكن أجبرت نفسها على الابتسام مره اخرى لابنتها و هي تقول:
- أكيد يا حبيبتي يلا بقى نامي الوقت أتأخر

ماذا هل تشكون أنها ندمت على ما فعلت لا لا هي مازلت ترى أنه يستحق هي كل ما تفكر به الآن ابنتها فقط..!!

بينما منذ قليل خرجت " فاطمه " من الغرفه حتى تتركها مع ابنتها في مشاعرهم الفياضه تلك و توجهت للمكوث مع عائلتها بالخارج..

ما أن رأتها " صفيه " حتى سألتها و الفضول يملؤها : مالها يا " فاطمه " " ليمار " كانت عامله كده ليه ؟!!

توجهت " فاطمه " للجلوس على إحدى المقاعد بجانب شقيقها ثم قالت:
- والله مااعرف أهي البت كانت نايمه في أمان الله فجأه فضلت تنتفض لحد ما صحيت و هي مفزوعه و اسألها مالك مش بترد عليا قولت اسيبها دلوقتي مع بنتها يمكن تهدى كده

نظرت " صفيه " إلى مختار الذي كان يحرك إحدى قدميه بغضب واضح و لكن مازال محتفظ بملامحه الهادئه ، يوجه أنظاره ناحية التلفاز و لم يلتفت لهم حتى:
- " مختار " أنت مخبي حاجه صح؟!!

نظر إليها " مختار " قليلاً ثم تصنع عدم الفهم قائلاً:
- اخبي إيه يعني ؟؟

: البت " ليمار " مالها البت دي فيها حاجه و أنت عارف بس مخبي عننا صح ؟؟!

عاد " مختار " ببصره ناحية التلفاز بنظرات غامضه ليقول بنبره ظهر بها السخريه واضحه:
- آه ليمار ، لا متقلقوش هي هتفضل كده كام يوم و بعدين كل حاجه هترجع زي الأول متشغلوش بالكم انتوا

تبادلت النظرات بين " حسن " و " فاطمه " و " صفيه " بعدم فهم و حيره و لكن فضلوا الصمت فطالما قطع " مختار " المناقشه بتلك الطريقة فمهما فعلوا لن يستطيعوا أن يخرجوا منه بحرف طالما لا يريد هو ذلك..

في منتصف الليل ، من بعد أن رأت ذلك الكابوس و هي تخاف النوم مجدداً فيظهر لها أو هي ربما فقدت القدره على النوم بالأساس ، فظلت مستيقظة بجوار ابنتها التي نامت منذ وقت طويل تُمسد على خصلات شعرها و تقبل وجهها بين حين و آخر ، بدأت تشعر بالاختناق من عدم قدرتها على النوم و خوفها منه ففضلت أن تخرج إلى الشرفه تستنشق بعض الهواء النقي عله يهدئ من تلك الشحنات السالبة التي تملؤ روحها قليلاً..

ابتعدت عن " ماسه " ببطئ و حذر حتى لا تستيقظ مستقيمه من على الفراش ثم دثرتها جيداً و وضعت قبله على جبهتها مبتسمه بحب..

خرجت من الغرفه مغلقه الباب خلفها بحذر حتى لا يصدر صوتاً يزعج النائمين ، ثم توجهت إلى الصاله فوجدت بالفعل الشرفه مفتوحه و يقف بها أحدهم يدخن السجائر و يتضح ذلك من رائحة الدخان التي تخرج من السجائر تملؤ المكان..

تقدمت من الشرفه فتضح أن من يقف ليس سوى " مختار " خالها ، وقفت بجانبه مسنده ذراعها على السور أمامها بينما تشبك ايديها في بعضهم ناظره أمامها بشرود قليلاً ثم زفرت بهدوء توجه ابصارها ناحيته قائله:
- عملت إيه في إلي قولتلك عليه ؟؟

أردف دون النظر إليها:
- طالما بتحبي بنتك أوي كده مفكرتيش فيها ليه و أنتِ بتقتلي أبوها

حقاً اغضبها حديثه هذا بشده ، استدارت إليه بكامل جسدها قائله بحده:
- بنتي أنا أعرف أخد بالي منها كويس إنما هو يستاهل إلي حصل له هي عمرها ما كانت محتاجه له كان دايما بعيد عنها

ابتسم بسخرية قائلاً:
- و أنتِ مين قالك أن هي عمرها ما كانت محتاجه له بجد ؟!! بعدين فكرتي في ردة فعلها لما تعرف إلى حصل

: و هي هتعرف منين إلي حصل هي كل إلي هتعرفه أن باباها مات و بس لكن بعد كده لما تكبر هتنسى اصلا طالما أنا معاها و هي أصلاً لسه صغيره و هو كده كده مكونش معاها ذكريات كتير يعني عشان تقعد تفتكر فيها و تعيط

كانت نبرتها في الحديث تملؤها البرود ولا بها ذره من المشاعر بينما هو نظر إليها قليلاً بغموض للتحول نظراته إلى السخريه ثم نظر أمامه مره أخرى ليقرب اللفافه من فمه يستنشق منها بهدوء..

زفرت بنفاذ صبر ثم قالت:
- أيوه يعني برضو مقولتليش ، عملت إلي قولتلك عليه ولا لا ؟؟

ألقى باللفافه خارجاً في الشارع ثم ألتفت إليها بجسده قائلاً قبل أن يتجه إلى الداخل:
- متشغليش بالك الرجاله خلصت كل حاجه و بكره هيكون خبره منتشر في كل حته خلى بالك من بنتك علشان الفتره الجايه مش هتبقى سهله عقبال ما الموضوع يخلص

نظرت في أثره بسخريه لما كل هذا الاهتمام و لما يتعامل كأنه الخال الحنون الطيب الصالح الذي خاب أمله في ابنة شقيقته..

و لكن فجأه ارتخت ملامحها بشرود ، هو معه حق ما سيحدث سيكون صعب قليلاً على ابنتها و لكن لا بأس هي ستكون بجانبها و لن تجعلها تشعر بالحزن .
_____________________

رأيكم يهمني؟!!💜..

Continue Reading

You'll Also Like

8.2K 147 3
عندما تقتطع لأحدٍ عهدًا، فإنك تلزم نفسك .. إما الوفاء أو الجزاء فماذا تفعل إن قُطعت كل سُبلك وأُغلقت كامل طرقك في سبيل الوفاء بهذا العهد؟ أتستسلم للس...
956K 38.1K 89
مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا...
8.9M 599K 51
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
19.6K 1.7K 25
ماذا لو وضعت مصيرك و تركت مهمة إيجاد المزعوم بِتوأم روحك لِتطبيق؟! Cover by : anobeass الغلاف من صنع أنوبيس ♡