السلامُ على من لا سلام لهُ ، والكلامُ لِمن لا كلام له
والخِذلانُ كُل الخِذلان على عُمرٍ أضعتُهُ
والغضبُ كُل الغضب على سرابٍ تَبِعتُه
انت الذي مهما اسميتُك لم اُنصِف
ومهما وصفتك لم اعرف!
صديقاً اسميتُك ، خليلاً ، صاحِباً ورفيقاً
وهَل استحقيتَ أيً مِنها؟
غضيتُ البصر عن سوئك ، كذبتُ عيناي لخاطِرِ عيناك
حشوتُ اذناي بالتجاهُلِ عمن يلوموني
وتبرأتُ من افكاري التي تنهرُك
وعيناي التي كانت تفيضُ شوقاً تفصح عن مافي فؤادي لك للعالمين
تفيضُ الان خجلاً وخزياً كلما تلاقت عيناي بِهم
سنيناً تايهيونغ ، سنيناً ابكي ، سنيناً اشكي ويلي ، سنيناً وانا اشحذُ مِنك كلماتٍ على ورق تسِدُ فيها جوع قلبي
سننياً وانا اراك بعيونٌ تُجملك ، وبقلبٍ يسترُ حقيقتك ، وبروحٍ تصُد عني إن فكرتُ يوماً أن املّك
ومن يصدق أنني الآن اكرهُ سماع اسمك؟
وابصُقُ على طيفك إن مر بِجانبي؟
من يصدق يامن اسميتُهُ يوماً رفيقاً ولم يكن إلا جرحاً بليغاً؟
من يصدق؟
لن يصدق أحد، فأنا بنفسي لازلتُ غيرَ مُصدق
غير مُصدِقٍ لانقلاب الامور
للكره بعد الحب ، للنفور بعد الانتظار
اخبرتني العمةُ ايليت ولم اُصدِقها
ولُمتُها في نفسي على ما قالته
ولكن بعد ان انكشف عني حجابُ الاوهام
واتضحت لي حقيقتك
كانت بشعةً شنيعة ارعبتني
وقالت انني سأجلِسُ واضِعاً كفي على وجنتي مُتحسِراً على ما ضاع مِن سنينٍ في انتظارك ، وصَدَقت فيما حدث إلا أن الفرق هُنا
أنني مُتحسِراً على كُلِ يومٍ قضيتهُ معك
كُل ابتسامةٍ ابتسمتُها في وجهك
كُل حرفٍ كتبته لك كان خسارة
وكل خطوةٍ خطوتها نحوك كانت مضيعةً للوقت
اوتعلم ما المُضحك في الأمرِ تايهيونغ؟
انني على علمٍ أن رسائلي لم ولن تصل إليك يوماً
إلا أنني أكتب ،كُنتُ اكتب لاشعر بأننا على تواصل وإن لم يأتيني ردك
والآن اكتب..لتكون هذهِ آخِر احرفي ، آخر كلماتي
آخر خطواتي نحو البريد ، وآخر أحزاني
مؤسِفٌ جداً ، ومُخيبٌ لدرجةٍ لا اظُن انك ستفهمها
ولا انتظر منك ان تفهمها ، لم اعد انتظر منك شيئاً على أي حال..
كذبتُ الجميع وصدقتك ، كفرتُ بِهم وآمنتُ بِك
حتى نفسي تايهيونغ!حاربتُها فداءاً لمبسمك
وظننتُ أنّي فِزتُ الحربَ حين كان خياري هو انتظارك
إلا أنني كُنتُ كُل الخاسرين ، كُل القتلى ، وكل الراثيين
انا من قُتِل والعزاءُ لي ، ما من أحدٍ لي يبكي عليّ
فبكت عيناي نيابةً عن أعيُنهم جميعاً
عَشِيَت عيناي مِن طول البكا
لم الُمك على ذلك ، قلبي وحدهُ من يُلام
لأنني لم أخشى شيئاً يومها ، أكثر من ان تَمُر بِجانبي فلا أراك
ولكن الآن تروعني فكرة رؤيتك ، امقُتها من عمق قلبي ، لا اريدها ولا ابتغيها
ولا أرجوا من الله أن يجمع طرقاتنا ابداً
وها انا واخيراً اتصالحُ مع الحياة
ارفعُ لها رايحة الاستسلام ، فترفعُ لي راية السلام
اعطيتُها ما ارادتهُ منذ سبع سنين
وما حرّمتُهُ على نفسي طوال هذه الاعوام وكأنهُ إثّمٌ عظيم
كان يليقُ بي ان اصبح شيئاً كبيراً
ان اسعى وراء حلمي ، ام انك ظننتَ ان من هم مثلي لا احلام لهم؟
وظننتَ أنني في أتمِ الرضى عن حياتي التي احياها؟
لقد حَلِمتُ تايهيونغ ، ولكن خطأي انني لم اسعى
وظللتُ في نقطتي انتظرُ اوهاماً وترهات
فعلتُ الكثير من اجلك ، الكثير مِما ذكرت ومِما لم اذكر
كُل ما اردته منك هو العودة ، اكان هذا كثيراً عليّ؟
انتظرتُك سنيناً كي لا تتوه عني إن قررتَ العودةَ يوماً
وظللتُ اتجولُ في ارجاء منزلي الموحش ، الذي كان يظمُ عائلتي التي غادرت هي الاخرى ، اسمعُ امي تناديني ، واسمعُ تعليقات والدي على جريدة اليوم ، إلا أنني لا استطيع الرد على امي ، ولا استطيع مشاركة ابي رأيي فيما كُتِب من احداث
اشُمُ رائحة طبخ والدتي فاهرول الى المطبخ ، فاجدهُ فارِغاً من اي شيء
اسمعُ صوت الباب يفتح فاظُن ان والدي قد عاد من العمل
اركضُ اليه فلا اجدُ احداً
اجلسُ على الرصيف البارد ، أبي يدعوني من بعيد لنلعب معاً في الثلوج صانعين رجل جليدٍ ليكون صديقاً لي ، إلا أنني أتجاهل ندائهُ لعلمي أنه ليس موجوداً وليس هذا إلا وهماً صنعتهُ الحياة لتؤذي قلبي للدرجة التي تُرضيها
فأظلُ جالِساً بمفردي لا اذهب نحو والدي الذي يشير لي من بعيد
الثلوجُ تنهمرُ من فوقي ، والدموعُ تنهمِرُ من على وجنتاي
اسمعُ تهويدة والدتي حين اضعُ رأسي على وسادتي لانام ، وأشعرُ بأناملها تُلاعِبُ خصلات شعري ، اخافُ فتح عيناي فتتلاشى ، أرغم نفسي على أن اضل مُغلِقاً إياها بقسوةٍ..إلا أن هذا لا يمنعُ الدموع من ان تتسرب من جنبيهما
استيقظُ من النوم في منتصف الليل لتذكري انني لم اداوي سمكتي
التقط الدواء من على الطاولة واذهب ركضاً الى غرفة المعيشة
لاجد حوضها قد تحول الى قبرٍ صغيرٍ نبتت بعضُ الحشائِشِ عليه
اخرجُ الى عملي ، اقطعُ الطريق ، اسمعُ صوت بوقِ احدى العربات ليرتجف كلي ، اتكورُ احياناً على ذاتي في منتصف الطريق ، لاسمع الكثير من الشتائم التي تطلبُ مني الابتعاد عن الطريق ، ولكنني لا اكونُ في العالمِ حينها
بل عند لحظة وقوع ذالك الحادث ، عند لحظة خسارتي لِكُلِ شيء
ام ، اب ، ونفسي
ارى ظلك في إحدى الازِقة ، اركضُ وراءه حتى ينقطع نفسي ، إلا أنني لا اجدك في نهاية الزقاق
الِجُ الى المقهى ، اتذكر الكثير منه ، ومالذي عليّ ذكره
هل ضَحِكاتنا ، هل هيئة والدي الذي كان يركضُ في ارجائِهِ ليلحق على طلب الزبائن ، ام والدتي التي كانت تنحني عِدة مرات مُعتذِرةً عِندما يسقطُ كوب القهوة ارضاً فيرمِقونها بتلك النظرات المتعجرفة على طريقة اعتذارها الغريبة لهم ، ام ذكري انا؟..حين سندتُ رأسي على احدى طاولاته لمدةٍ طويلة من الوقت ، لا احد يطرقُ بابه طوال هذا الوقت ، لا غريب ، ولا حتى صديق اعتدتُ حضوره
ولكن على أي حال قد سُلِب مني الآن ، وعلى انتظارٍ لان تُسلب جميع ذكرياته هذه
اتجول في الشوارع الباردة كل ليلةٍ
المحُ طيفك هُناك ، اتقدمُ واعانقه ، يتلاشى من يداي فجأةً ليتضح ان كل ما اعانقه هو الهواء
اكُنتَ تظُن ان كل هذا كان سهلاً على فؤادي تايهيونغ؟
ام انه لم يخطر على بالك من الاساس ؟
ولست الوحيد من كان لهُ نصيبٌ بإيذاء فؤادي
فأنت ، وشعبك ، وهذهِ الحياة ، جميعكم قسوتم به
فما كان ذنبي إلا أنني آمنتُ بالصداقات..آمنتُ بِصداقتك ، صدقتُها ووثِقتُ بِها وبكلِ قوتها داست على صدق مشاعري وإيماني
اتظُنني حزيناً بائِس وانا اكتبُ هذه الكلمات؟
على العكس تماماً ، لقد كنتُ حزيناً بائِساً طوال سنوات التعلق
اما الآن فأنا أشعرُ بأنني حُرٌ من زيف ما عِشتُ فيه
وها قد تخليتُ عنك اخيراً ، فما اجمل شعور التخلي وما احلاه
واظُنك تفهمُ قصدي هذه المره وتفهم هذا الشعور
ارخيتُ تشبثي بالاشياء التي احبها
فلا يؤلمنا كثيراً ، إلا ما أحببناهُ كثيراً
ولا رغبة لي بالمزيد من هذا الشعور
لقد مللتُه
لم يكن يحزنني انك لم تعتبرني صديقاً لك صدقني
إنما ما أحزنني ، هو عدم إيمانك بصداقتي
بأنك لم ترغب بها يوماً إنما كُنتَ كاذِباً في مشاعرك
كاذِباً في تقربك ، كاذِباً في كل شيء يخصك
رُبما تصل لك رسائلي..تقرأُ اسمي عليها ولا تتذكر من يكون صاحبه
ولكنك لستَ المُلام في هذا ، انا من اعطاك شعوراً كبيراً عليك ، انا من اعطى صداقتنا هذه الاهمية التي لا تستحقها
انا من اسرف وبالغ في شعوره ، انا وحده من عليهِ كُلُ اللوم
لذا لن ارهق نفسي بهذه المشاعر بعد اليوم ، المشاعر التي لن تفهم أياً مِنها
سأشفقُ على نفسي وأمُد لها يد المساعدة
بعد سنيناً من الصد عنها لخاطِر عيناك
وبعد أن ظننتُك وطناً يحويني ، ماكُنت إلا دمعاً ينهمر على وجنتاي ، وجرحاً مَر عليه الزمانُ حتى تقرح ، وكذبةً عذبة كذبتُها على نفسي وصدقتها
قد كان في عينيك شيئاً لا يخون ، لستُ أدري كيف خان
وكم مِن رسالةٍ انهيتُها مُطمئِناً اياك بأنني
سأنتظرك حتى تشرق الشمسُ مِن مغربها
ولكن هذه المره
يسعدني أن اخلف جُل وعودي التي قطعتها علي نفسي اولاً ومن ثم عليك
وبِكُل صدقٍ ، وبرحابة صدرٍ
وبِرضىً تامٍ عن نفسي أقول..
خسارةٌ فيك الانتظار لِـ اللحظة القادِمة
وحسافةٌ ما ضاع من وقتٍ انتظرتُك فيه
لن انتظرك بعد اليوم تايهيونغ
ولن اتخيل اطيافك في الارجاء
لن ابتسم او ابكي عند مرورك في ذكراي
وسأنهيك كما ابتديتك
لا تُريني وجهك
فَلم تأتي يوماً أهلاً ، ولم تطأ على هذا الفؤادِ سهلاً
ولا مرحباً بِك في ديارٍ حللت بها عبثاً
ولا مرغوبٌ بك في روحٍ كانت يوماً موطنك
امضي واذهب بعيداً من حيثُ اتيت
واياك والمرور بجانبي ولو صدفةً
وتأكد بأنه في اللحظة التي اراك بِها ، سوف احرقك!
لن انتظرك حتى تشرق الشمسُ من مغربها تايهيونغ
لن انتظرك أبداً.