كانت أثناسيا تُقيم أول حفل شاي لها في حياتها وبصراحة شديدة لم تعجبها الفكرة على الإطلاق ، لقد كرهت دائمًا لقاء النبلاء الشباب من كلا الجنسين في سنها وفي كل مناسبة كانت تتعرض للإذلال بطرق مختلفة.
لم يحترمها أحد سواء لأنها كانت إبنة الإمبراطور أو كشخص.
"من العار أن تحمل لقب العائلة الإمبراطورية!"
سارت عبر أروقة قصر الزمرد إلى الحديقة حيث كان ينتظرها شابات النبلاء اللائي اختارتهن والدتها.
توقفت خطواتها فجأة لتتكئ على أحد الأعمدة وتأخذ نفساً عميقا ، كان عليها أن تبقى هادئة فهي لا تعرف الفتيات اللواتي ستراهن لكنها دعت أنهن ليسو نفسهن اللواتي أهانها في حياتها السابقة.
لن يكون من اللطيف أو بمقدورها التظاهر باللطف أمامهم.
' يمكنك فعلها اثناسيا! كوني شجاعة ، لا يمكنكي أن تكوني ضعيفة. '
كان فيليكس ينتظرها عند مدخل القصر حيث سيكون مرافقها في ذلك اليوم من الخلف حتى تصل إلى الحديقة حيث تولى منصبه كحارس بالقرب من ظل شجرة.
"صباح الخير سيداتي ، أرحب بكم ويسعدني وجودكم هنا."
قامت بتحيتهم بلطف ، ومن بين ضيوفها كانت أختها الكبرى ، حيث تظاهرت فقط بعدم معرفة أي شيء وحيتها وكذلك الآخرين ثم قدموا أنفسهم وقدموا احترامهم لأميرة الإمبراطورية. كانت سعيدة لأن أيا من السيدات المزعجات لم يكونو هنا.
كانت السيدات لطيفات للغاية ولم يفعلوا شيئًا سيئًا لها في الماضي ، بدوا جميعًا حزينين عندما تم إزعاجها ومع ذلك لم يتمكنوا من فعل أي شيء ، كانوا خائفين من الدفاع عنها امام الامبراطور.
"الشاب جارفيس أكثر وسامة كل يوم! هالته الكئيبة والبعيدة تجعلني فقط أريد أن أقترب منه."
"صحيح ، إنه لطيف للغاية~ سيكون رائعًا إذا نظر إلينا مرة واحدة على الأقل."
"أوه! شقيق السيدة هيلينا أيضًا جميل جدًا ، فهو مثل الزهرة البرية في الجبال~"
"لا ، من فضلكِ لا تتحدثي عنه ، لدي ما يكفي من الرسائل التي تأتي إلى المنزل."
"ههههه .."
' أي نوع من الحديث هذا؟ '
"أميرة! هل هناك شاب ترينه وسيمًا أم لطيفًا؟!!"
' حبيبي لوكاس هو الأفضل في العالم كله. '
"لا~"
"بالمناسبة ، من هو أحمر الشعر اللطيف في الخلف."
"أوه! هذا فيليكس ولقد كان يعتني بي دائمًا ، ليس كل يوم لكنه يرافقني معظم الوقت."
"فيليكس؟! هل هو .. إبن الدوق روبن؟!"
"نعم إنه كذلك. هل تعرفين فيليكس؟"
"كيف لا نعرفه؟! إنه جندي الدم القرمزي الأسطوري. أحد أفضل الرجال في الإمبراطورية."
' انتظر ... الدم القرمزي؟ هذا جداً ... مضحك جداً- هاهاهاها ، لم أكن أعرف هذا اللقب ، سأخبر الجميع. '
"إذا لم يكن فارق السن كبيرًا فسأقدم له هدية فهو وسيم جدًا~"
"مظهرك جميل. إنه رجل مثالي."
' حسنًا ، حسنًا هدئوا حماس أرواحكم ، فيليكس ينتمي إلى ليلي الجميلة وأنا أعلم أنه يحبها. يمكنكم النظر إليه لكن لا يمكنكم لمسه. '
كانت محادثة غريبة بعض الشيء ومع ذلك وجدت أنه من الجيد مشاركة وقتها مع السيدات الشابات من نفس عمرها ، حتى أنها كانت قادرة على التقرب من أختها حيث كانت تتمنى دائمًا أن تتحدث إلى جانيت دون أن يراقب أحد كلماتها.
"أميرة! السندوتشات لذيذة."
"هذا جيد ، الخادمات في المطبخ ماهرون جدًا-"
"أختي آثي!!"
انقض الصبي الصغير ذو الشعر البني على ساقي أثناسيا من ما جعل نظرات الشابات تُثبت على المخلوق الرائع والصغير مع خدوده المستديرة والرقيقة.
لم يعرفوا من أين أتى لكنهم لم يهتموا لأنهم شعروا بالسعادة لوجوده.
"ما الذي تفعله هنا؟!"
"لو ليس هنا؟"
"أنا آسفه إلياس ، أخوك في اجتماع وأعتقد أنه سيحظى بيوم حافل."
"أميرة! ... من هذا الطفل؟"
"آسفه لتجاهلكم ، هذا الصغير هو الإبن الأصغر لساحر البرج."
"... الساحر العظيم له عائلة؟!!!"
"أجل ، سمعت عن ذالك منذ زمن بعيد عندما كنت طفلة."
"هل تعرف والدتك أنك هنا؟"
"لا ، جئت وحدي."
"-تنهد- لابد أنها قلقة ، لا يجب أن تخرج بمفردك هكذا فقد يحدث شيء لك."
"آسف .."
"إنه فتى لطيف للغاية!"
"حلو جداً~"
"إلياس مثل الأخ لو." إبتسم بوجه مليئ بالفخر ، حركاته جعلته يبدو رائعاً جداً. "لطيف وذكي!"
"اوووه~"
صرخوا جميعًا بفتتان ، إنهم نساء ضعيفات أمام سحر الأطفال الصغار ، كل شيء فيه يجعلهم يحبونه.
جعل هذا الموقف أثناسيا تضحك بهدوء ثم حملت الطفل وأجلسته في حجرها ، إنها تعشق شقيق لوكاس الصغير وتحب كيف يمكن أن يكون ملائكيًا.
"هل تريد بعض الوجبات خفيفة؟ هنالك الكثير."
"هل يستطيع إلياس أن يأكل؟"
"بالطبع! كل ما تريد ، تناول الكعك أو البسكويت أو أي شيء تريده."
"... أريد بسكويت ، المفضلة لدى إلياس."
"كم عمرك؟~"
"أنا ... هذا." رفع إصبعين من يده اليمنى. "إلياس فتى كبير."
"أنت فتى جميل للغاية!!! ستكون شابًا وسيمًا في المستقبل وسيكون لديك الكثير من المعجبات~"
"سيكون إلياس مثل أخي!"
"صحيح! كيف هو الإبن الآخر للساحر العظيم؟ يُقال أنه في سن الأميرة."
' لا أريد التحدث عن لوكاس ، أشعر أنه سيكون موضوعاً سيئًا بالنسبة لي ، إنه يمنحني شعورًا سيئًا '
"أخي ساحر عظيم!!!"
"همم! ...ساحر؟!"
نظرت الفتيات إلى بعضهن البعض بعيونهم الماكره ، كان من الواضح أنهن سيطرحن أسئلة لا نهاية لها على الطفل الصغير الذي يستمر في أكل البسكويت.
شعرت أثناسيا بعدم الارتياح وشعرت جانيت بهذا ، من العدم اقتربن الفتيات من الطاولة ونظرو إلى الولد الصغير.
"إلياس~"
"همم؟!"
"كيف هو مظهر أخوك؟"
"اممم ..." وضع الصغير إصبعه السبابة على ذقنه بينما كان وجهه متأملًا وهو يفكر في أخيه الأكبر ، كان لديه الكثير من الأشياء في ذهنه لدرجة أنه لم يكن يعرف من أين يبدأ ، بدا رائعًا وهو يحرك رأسه من جانب إلى جانب. "أخي لو ..."
"إلياس!"
بدا الصوت المجهول وكأنه لحن وسط الحديقة. كان شعره الأسود القصير يتحرك بشكل متمرد مما منحه مظهرًا أثيريًا وعيناه المحمرتان تتألقان مثل الجواهر تحت الماء ، طوال الوقت كانت الشابات يتأملون جمال الشاب الذي اقترب ببطء منهم.
"لو!!!"
' هذا شقيقه ...! الابن الآخر لساحر البرج! '
"لوكاس ، هل انتهى اجتماع السحرة؟"
"أجل ، انتهيت منذ بضع دقائق ، لم تستطع والدتي العثور على إلياس لذا افترضت أنه سيكون معك."
"كان الشقي الصغير يعتقد أنك هنا ، كان يبحث عنك."
"أعطتني الأخت آثي حلويات!!!"
"أرى ذلك ... أعتذر عن أي إزعاج قد سببه أخي يا أميرة. سآخذها الأن وآسف لمقاطعة حفل الشاي."
"لم يسبب لي أي مشاكل ، أنت تعلم أن إلياس فتى ساحر~"
"هيا دعنا نعود ، أمي قلقة."
"حسنا ..." إستدار مره اخرى إلى أثناسيا قبل خدها. "إلياس يغادر ، شكراً جزيلاً لك على الحلويات أختي آثي."
"أراك في لحقاً~"
بعد أن إنتها من تقبيلها حمله لوكاس بين ذراعيه كي يذهبو.
"وداعاً أيها السيدات ، إلياس سيغادر."
لوّح بيديه الصغيرتين كعلامة وداع بينما انحنى لهم لوكاس فقط وودّعهم بلطف واحترام مع العبارة النموذجية: "البركات والمجد لشمس أوبيليا"
كانت تلك الكلمات تحية تُعطى دائمًا لأفراد العائلة الإمبراطورية ، كان من الشائع سماعها ولكن في فم لوكاس بدا الأمر فريدًا جدًا بالنسبة لهؤلاء الفتيات.
راقبتهم أثناسيا أثناء ذهابهم بعيدًا أكثر فأكثر حيث كان الصبي الصغير يحرك ساقيه في نفس الوقت الذي كان يلعب فيه بشعر أخيه الأسود ، كان من الطبيعي أن ترى كيف تحمل لوكاس كل ما فعله أخوه الصغير وكيف بدوا جميلين معًا.
"حسنا ، ما الذي كنا نتحدث عنه؟"
"إنه جميلة جدًا! لا أصدق وجود مثل هذا الساحر!"
"كادت أنفاسي تنفذ!!"
"كانت نظراته شديدة لدرجة أنها أسرتني ، لقد كان سحقًا!"
"بدا وكأنه ذئب صحراء ، كانت هالته المنعزلة لا تصدق ، أود أن أبقيه معي وأن أحمي قلبه~"
لم يتوقفوا عن قول الكلمات عن عينيه الحمراء التي أسرتهم في دقائق معدودة ، الفوضى التي أحدثها مع وجوده غير المتوقع كان مذهلاً.
شعرت أثناسيا بالضيق قليلاً ولم تعجبها فكرة قيام هؤلاء الفتيات بالتعليق على زوجها ورؤيتهم مفتونين به. إنه لها ولا يمكن لأحد أن يلمسه أو ينظر إليه أو حتى يمتدحه.
"أميرة هل الساحر الشاب لوكاس أعزب؟ يجب أن يكون كذلك ، فهو بعيد المنال للغاية لمجرد كونه ابن الساحر العظيم ومظهره يضاعف من صعوبة الفوز بقلبه!~"
"هل ترغبن في التجول في الحدائق؟~"
"إذا كان بإمكاني تأمل هذا الجمال طول الوقت سأمتلك الطاقة كل يوم ، إنه جميل مثل الشاب إجيكيل ألفيوس.
"إنهما متقاربين جدًا! الذئب الأسود الوحيد صاحب الكاريزما الناعمة!!!"
تلك المجموعة من الفتيات لم يتوقفو عن الحديث عن هذين الشابين ، والمشكلة أنهم لم يروا كيف كان الجو يتحول إلى الكآبة ومظلم بسبب الحالة الذهنية للأميرة وصديقتها ، لا أحد منهما أحب أن يتحدثوا عن رجالهم.
قامت أثناسيا بصب القليل من الشاي المفضل لديها كما فعلت أختها ، كلاهما بدا عليهما عدم الارتياح بسبب محادثات الاخريات ، أرادوا تغيير الموضوع لكنهم تجاهلوهما
من العدم فتاة قالت. "أجل الساحر والشاب ألفيوس هوما المفضلان لدي"
في نفس الوقت تقريبًا كان يمكن سماع صوت كسر كوبين على الطاولة لتسقط النظرات على الفتاتين ذوات العيون الزرقاء.
"عفوًا! آسفه يا أميرة أعتقد أن يدي إنزلقت!"
"لا مشكلة ، نفس الشيء حدث لي آنسة ماجريتا."
في تلك اللحظة فقط لاحظوا الانزعاج على وجوههم وتوصلوا إلى نتيجة فورية مفادها أن كلاً من الرجولين قد تم إمتلاكهما.
"هيهي! أعتقد أننا تحدثنا كثيرًا عن الرومانسية ، ما رأيكم إذا تحدثنا عن شيء آخر؟"
"فكرة جيدة يا آنسة إيرين!"
' سيقتلوننا إذا واصلنا الحديث. '
كانت تلك الحفلة مميزة للغاية حيث حدثت أشياء كثيرة ومع ذلك سارت الأمور على ما يرام ، على الأقل بالنسبة للأغلبية ، لأن هناك ساحرًا و نبيلاً سيعانيان الأن من عواقب محادثة تلك الفتيات.
خصوصا الساحر المسكين.
.
.
.
"مابكِ؟"
"لا شيء. فقط أخرس ولا تنظر إلي."
"هاه؟!!!"
~~~~~~~~🥀
في حالة اعجبك الفصل : ⭐💬