𝐓𝐡𝐞 𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫 𝐬𝐢𝐝𝐞 |...

Av AyaSllover

3.3K 214 4.4K

" أ لن تخبرني من أنت؟" "أنا من ستؤدي بكِ كل الطرق إليه ، أنا وجهتك و ملجأك أنا كل خياراتك و قراراتك ، أنا بار... Mer

[01 البوابة]
[02 اللقاء الاول]
[03 خبر وفاة]
[04 جريمة قتل؟]
[05 على سبيل الخيال]
[06 في البعد لنا لقاء]
[07 أعمق جروحي؟]
[08 القلادة !]
[09 عودة]
[10: حفل سنوي]
[11: سفر نحو المجهول]
[13:ذات مساء]
[14 : شفتيها نعيمه]
[15 : أعين الشيطان]
[16 : حدّثيني عن اللاشيء ]
[17: على سبيل الصداقة]
[18 : إعدام]
19 : [بداية النهاية]
20 :[ خلف الستائر]
21: [ انفصال ! ]
22 : [ تضحية؟]
[23 : أعين من أسفل اللثام ]
[24 : بين الحياة و الموت]
[25 : ولادة من جديد]
[26 : التعويذة الأولى]
[27 : أوراق مخفية]
[28 : تتويج]
النـهـايـة...

[12: رسالة دموية]

78 6 187
Av AyaSllover


مولاي آرتميس ، بعد أن حصنتها بكل تعاويذي ، تفضل هذه القلادة ضعها حول عنقها و كن حريصا على أن لا تقلعها أبدا قد تجدي نفعا في يوم من الأيام

"و ما وظيفة هذه القلادة؟"

"قد تحتاج يوما ما العودة نحو الأصل ، و هذه القلادة ستكون مفتاحها و بَوصلتها

لكن لا تنسى يجب أن تكون مرتبطة بقلادة أخرى من هناك ، يبدو أن مولاي آرثر قد يساعدك في هذا الأمر أكثر مني"

_________________

مر أسبوع على سفر جيمين ، و إيڤدوكيا لازالت تقضي أيامها في قصر أخته

تقضي وقتها أحيانا مع إيليڤ أو في الحديقة و أحيانا أخرى تذهب إلى الورشات

لكن أكثر ما تقوم به هو الشيئ المعتاد لديها ؛ التفكير

أثناء تفكيرها وجدت أنها لم تتخطى بعد أشياء عدة خُيّل لها أنها تخطتها حقا

و موت جدها سيكون خير مثال ، تشعر بأنه خلف فراغا عظيما بداخلها

و لن تنسى أيضا ما صدر من أسرتها ، احتواها الغريب بطيبة و دفئ و طعنها القريب بسيف سام قاتل

لكنها ستحاول كعادتها في التقبل و التخطي

______________


جالسة داخل المكتبة تحتضن بين يديها كتابا يضم معلومات حول الفضاء و علاقته بعلم الفلك

هي فقط أرادت أن تكسر الملل بأي شيئ تراه أمامها لذلك توجهت نحو المكتبة و من دون أن تشعر وجدت نفسها تسبح وسط الكتب و الروايات القصيرة

أنهت قراءة ذلك الكتيب الذي بين يديها ثم وضعته على الطاولة أمامها

شعرت بالتعب لذلك لم تقرأ أي كتاب آخر استقامت من مكانها ثم اقتربت من النافذة

المنظر من هناك مريح ، الثلوج تتساقط برقة على أغصان الشجر التي نفضت عنها أوراقها الميتة

سحبت الهواء الى رئتيها ثم رفعت نظرها نحو السماء تتأمل بعض الغيوم البيضاء ، تجد منظرها مريحا و صافيا

و لسبب مجهول صورته بادرت ذهنها  ربما هدوء ملامحه يشبه صفاء الغيوم

شعورا غريبا اجتاح صدرها جعلها تنزل نظرها نحو رسغها لتتأمل السوارة التي أهداها إياها

ثغرها ارتفع مبتسما من غير إذن مسبق منها ، و كأنها شعرت بوجوده حولها بمجرد امتلاكها شيئا يخصه

لن تنكر أن غيابه خلّف شعورا غريبا لديها ، هي تعرف ماهية ذلك الشعور لكنها لا تريد الاعتراف به لنفسها ، لا تريد الاستسلام للشوق الذي تكنه له

هي تعيش مع نفسها صراعا بسببه ، قلبها يدفعها للتعمق في مشاعرها ناحيته

و عقلها يضع لها حدودا تمنعها من التفكير به و تبعدها عنه قدر المستطاع

لكنها حتما ستضع حد لتلك الحرب و الفائز يسكون واحد ، هي فقط كانت تحتاج بعض الوقت

"آنسة إيڤدوكيا ؟"

صوت بغيض أتى من خلفها و كم كرهت تواجد صاحبته حولها في تلك اللحظة

تنهدت بثقل ثم استدارت نحوها

"نعم آنسة ڤانيسا"

"يبدو انكِ تحبين القراءة و المطالعة"

قالت مشيرة بسبابتها نحو الطاولة التي تحتوي على الكتب التي قرأتها إيڤدوكيا

"أحب كل ما يبعدني عن الإزعاج و التدخل في شؤون الناس"

اختفت ابتسامة الأخرى لتتكلم بنبرة جافة

"إن كنتي تقصدين شيئا ، لما لا تقولينه بوضوح؟"

"لا أظن أن كلامي بحاجة للتوضيح إن سياقه مفهوم ، استسمحك عذرا."

ابتسمت لها إيڤدوكيا بلطف مصطنع ثم غادرت

"انتظري فقط أن أنهي ما أتيت لأجله و بعدها سأتولى أمرك أنتي و من حولك"

خبطت بقبضتها على الحائط ثم غادرت المكتبة هي الأخرى


----

ملامح إيڤدوكيا كانت تدل على مدى ٱنزعاجها من لقائها بڤانيسا ، طوال مدة مكوثها هناك و هي تتفادى الكلام معها و التواجد في نفس المكان برفقتها

رؤيتها تخنقها و هي لا تعلم ما هو السبب حتى

تنهدت بخفوت ثم توجهت نحو الإسطبل ، هي نوعا ما تعودت على الوجود هنا و الخدم اعتادوا أيضا على وجودها و خدمتها

وصلت إلى الاسطبل ثم طلبت منهم حصانا كي تستطيع الذهاب الى الخارج قليلا ، الملل يفتك بها

_____________


منذ ربع ساعة و هي تمشي حول القصر و بين أشجار الغابة المقابلة للقصر ، لا تريد الإبتعاد لأنها لا تعرف المنطقة جيدا و رفضت أن يرافقها الحراس

لكنها توقفت فجأة عن الحركة عندما شعرت و كأن شخصا يراقبها ؛ يمكنها الشعور بذلك

راقبت كل الجهات الى أن لمحت طيف شيئ ما يتحرك بين الأشجار بخفة نزلت من على حصانها ثم اخرجت خنجرها من تحت حزامها

لا تعلم هل كان حيوانا أم شخصا هي فقط يجب أن تتأهب إلى أي خطر

تجمدت مكانها و ارهفت سمعها لعل اذنها تلتقط حركة أو خطوة لكن كل شيء كان صامتا للغاية

حدسها أخبرها أن تستدير بسرعة نحو الشجرة خلفها و ذلك ما فعلت

لتتفاجئ بوجود شخص لم تتوقع رؤيته ؛ كيم نامجون

"هيه أنت!"

ما أن صرخت باسمه حتى اختفى من هناك بفضل سرعته الفائقة

و مهما حاولت اللحاق به لن تنجح في ذلك فهي ستكون كمن يلاحق الرياح

"ما الذي يفعله هذا هنا؟!"

مررت اصابعها في شعرها بقلق ثم عادت نحو حصانها لتقوده بأقصى سرعتها نحو القصر لعلهم يتمكنوا من اللحاق به في الوقت المناسب

______________


بعد انتهاء اجتماع الملك و عقيلته مع الوزراء انصرف الجميع إلى عمله و ظل هذين الاثنين يراجعان الرسائل و الوثائق التي وصلت هذا الصباح

إلى أن طرق الباب وزيره الأول جيوم ليسمح له يونغي بالدخول من دون أن يرفع رأسه عن أوراقه

"جلالتك لقد توصل القصر بهذه الرسالة للتو"

رفع الاثنين رؤوسهم إليهم لتهم إيليڤ بسؤاله

"من أرسلها؟"

"إنه مجهولة المصدر يا مولاتي"

جعد يونغي جبينه باستغراب ثم أشار لجيوم بأن يسلمه إياها

"من أتى بها؟"

قال ذلك بينما يفتح الرسالة

"لا نعلم يا مولاي لقد وجدها الحرس أمام بوابة القصر و أتينا بها مباشرة إليك"

شهقت إيليڤ بخفة أما يونغي فقد تجمدت ملامحه مما رآه أمامه

"وقتكما قد انتهى"

ثلاثة كلمات كتبت بخط عريض و لكن ليس بمداد أو رصاص ، بل بالدم

ضرب يونغي بكفيه على الطاولة أمامه ثم استقام من مقامه و الغضب واضح على ملامحه ليتحدث من بين أسنانه

"أحضر لي حراس البوابة الخارجية حالا!"

"أمرك جلالتك"

انحنى له ثم غادر راكضا نحو الخارج و هناك أوقفته إيڤدوكيا

"سيد جيوم من فضلك أريد مقابلة جلالة الملك حالا"

"آسف يا مولاتي لكن الوقت غير مناسب ، أعتذر منك يجب أن أغادر"

انحنى لها بخفة ثم أكمل ركضه أما هي فقد ضلّت تقضم أظافرها بتوتر و قلق

وجود نامجون هناك لا يبشر بالخير ما الذي يضمن لها أنه لم يأتي بغرض أذية إيليڤ أو أي شخص هناك؟

------

"يونغي إهدأ"

"كيف لي أن أهدأ يا إيليڤ و أنا أتلقى رسالة تهديد داخل قصري؟"

"من الممكن أن يكون هدف المُرسل تشتيت الانتباه فقط ، يجب أن نشدد الحراسة و الحماية لا نعلم ما قد يحدث"

"لن يحدث شيء أبدا ، ما دمت أنا حاكم هذه المملكة لن يصيب أهلي أو شعبي أي مكروه أعدك بذلك"

"و أنا أثق بك"

دعك جبينه بتعب ثم عاد للجلوس مكانه

لكن دخول إيڤدوكيا المفاجئ عليهما جعل كل منهما ينتفض من مكانه بفزع

"آسفة جدا على دخولي بهذه الطريقة لكن الأمر طارئ"

"ماذا هناك يا إيڤدوكيا هل أنتي بخير؟"

سألتها إيليڤ بقلق

"كنت أتجول قرب القصر و رأيت نامجون يحوم في الأرجاء"

انتفض يونغي من مكانه ثم اقترب منها مسرعا

"هل أنتِ متأكدة من ذلك؟"

"نعم لقد رأيته ، كان يتربص و يختفي بين الأشجار لكنني استطعت تمييزه بسهولة"

"اذن هو صاحب الرسالة"

"لا أظن ذلك يا يونغي ، أنا أعرف نامجون جيدا إنه ليس من النوع الذي يختبئ خلف الرسائل

و الجواسيس إن كان ينوي على شيء فإنه يتجه اليه مباشرة"

"اعتذر عن مقاطعتكما لكن أية رسالة تتحدثان عنها هل الأمر خطير؟"

تنهد يونغي بثقل ثم هم بالجواب

"لقد توصلنا اليوم يا آنسة إيڤدوكيا برسالة تهديد مجهولة المصدر و أشك في أن نامجون هو صاحبها"

دخل جيوم من غير طرق للباب و دخل خلفه أربعة حراس

"مولاي ها هم الحراس"

تقدم اليهم يونغي بخطواته البطيئة التي دبت الرعب بداخلهم أما عن نظراته فلم يستطيع أي منهم تحملها لذلك حشروا رؤوسهم في الأرض

"من أحضر هذه الرسالة؟"

السكوت عم في المكان بعد سؤاله إما لأنهم لا يعرفون من صاحبها أو بسبب نبرته المرعبة

"لا أعيد كلامي مرتين"

نبرته زادت حدتها مما جعل من أحد الحراس يتقدم اليه و يهم بالحديث

"ل-لا نعلم يا مولاي ، لقد...لقد وجدناها مرمية على الأرض و لم نرى أي أحد هناك"

تقدمت إيليڤ نحوهم بنفس بطئ خطوات زوجها القاتلة مشابكة ذراعيها أمام صدرها لتضيف بنبرتها الهادئة

"اذن ، هل أتت بها الرياح؟"

ابتلع الحارس ريقه بتوتر ثم أنزل رأسه مرة أخرى نحو الأرض و صمت

"اغربوا عن وجهي جميعا"

صرخ بهم يونغي ليهرع الجيمع نحو الخارج باستثناء جيوم الذي بدا و كأنه يريد التحدث بشأن شيئ ما لكنه كان مترددا

"ما الذي تنتظره أنت؟"

سأله يونغي بنبرة جافية

نظر جيوم إلى إيفدوكيا بطريقة خاطفة مما جعلها تفهم أنه لا يريد التحدث بوجودها

"سأنسحب أنا الآن"

"حسنا لكن من فضلك لا تغادري القصر في الفترة الحالية"

أومأت لإيليڤ ثم انحنت بخفة و غادرت بعدها

"هل تريد التحدث بشأن الرسالة؟"

سألت إيليڤ جيوم الذي لازال واقفا يبتلع ريق جوفه بتوتر بالغ

"مولاتي عندما وجدنا الرسالة لم يكن هناك أحد غير..."

توقف للحظة ينظر إليهما بقلق

"تكلم!"

صرخ به يونغي بغضب مما جعله يجفل من مكانه

"لم يكن هناك أحد غير الأميرة إيڤدوكيا ، كانت تتجول بحصانها حول القصر"

"إذن أنت توجه ظنونك نحو الأميرة إيڤدوكيا؟"

سالته إيليڤ رافعة حاجبها بحنق

"أنا فقط أقول ما رأيته يا مولاتي"

"انصرف أنت الآن و انشر المزيد من الحراس حول المنطقة و أرسل بعضا من رجالك كي يبحثوا عن شخص يدعى كيم نامجون افعل ما يفوق وسعك لإيجاده و إحضاره إلي"

انحنى له بجذعه ثم غادر مسرعا لتنفيذ أوامر الملك

تنهد كل منهما بعمق ثم توجهوا للجلوس لعلهم يتمكنوا من التفكير بهدوء

بعد دقائق من الصمت بينهما نطقت إيليڤ بما يدور في ذهنها

"يبدو أنك صدقت ما قاله جيوم؟"

"و ما الذي أدراكِ بذلك؟ أنا لا أشك في إيڤدوكيا"

"يونغي ، أنا أعرفك أكثر من نفسك لذلك لا تخفي عني في ما تفكر"

نفخ الهواء من بين شفتيه ثم أضاف

"حسنا أنتي محقة ، أشك أن ظنون جيوم في محلها"

"يونغي لا يمكنني أن أصدق شيئا كهذا ، لا أظن و لا أشك قطعا بأن إيڤدوكيا هي صاحبة الرسالة"

"و ما الذي يجعلك متأكدة الى هذه الدرجة يا إيليڤ ، أنا الآن يمكنني أن أشك في أي شخص هنا حتى و إن كانت نفسي و إضافة الى ذلك لا تنسي أنها تبقى بشرية كسائر بني جنسها"

"و لما لا تشك في ڤانيسا؟ على الأقل هي لديها رابطة سياسة بنا أما إيڤدوكيا فلا يجمعنا بنا شيئ سيجعلها تطمح إلى أذيتنا"

"ڤانيسا مجددا يا إيليڤ هل ستحشري سيرتها حتى في هذا الموضوع؟"

"أنا لا أحشرها يا يونغي ، لا تنسى أن والدها هو عمك الذي حارب والدك سابقا على الحكم ، ما الذي يضمن لي أن سبب تواجدها هنا هو حقا توتر الأوضاع السياسية في بلدها؟"

"لن أقول أنني أستثني ڤانيسا من الشكوك ، قد يكون أي شخص من داخل القصر أو من الخدم أو ربما يكون جيوم بنفسه الذي قدم لنا الرسالة

لكنني لا أريد توجيه أصابع الإتهام إلى أي كان ، لا أريد ظلم أي شخص مهما كان"

"الحيلة أجمل من العار يا يونغي لذلك دعنا نفكر في طريقة تجعلنا نصل الى جواب واحد بأقل أضرار"


_____________

تمشي ذهابا و إيابا داخل غرفتها ، ذهنها مشوش منذ أن رأت نامجون

لا تعلم ما الذي أتى به الى هنا ، هل هدفه أذية إيليڤ أو ربما لا يعلم أن جيمين مسافرا لذلك أتى من أجل إتمام ما بدأ سابقا

هي لا تعلم إلى أين سافر جيمين و كم المدة التي سيقضيها في سفره لذلك هي خائفة من أن يعترض طريقه و يتجرأ على أذيته

لا تريد أن يصيبه و لو خدشا واحدا ، تريده فقط أن يعود سليما و بصحة جيدة

تمنت لو بإمكانها الذهاب اليه و تحذيره أو حمايته إن استدعى الأمر لكنها ستحاول إقناع نفسها أنه بعيد عن الخطر و نامجون لن يتمكن من إيجاده

-------------

بعد ثلاثة أيام من الواقعة لم يجدوا أثرا لنامجون لكن الأمور بدأت تهدأ قليلا داخل القصر و استطاع الجميع التصرف

كعادته مجددا بأريحية لذلك قررت إيڤدوكيا الخروج إلى الحديقة الخلفية لأنها عادة ما تكون فارغة

كانت فقط تمشي بين الشجر شاردة الذهن تفكر فيه هو فقط

لكن شد انتباهها شيئ متوسط الحجم حط على كتفها

توقعت أن تكون حشرة عادية لكن عندما أدارت رأسها لتنظر اليها جيدا وجدت أنها فراشة زرقاء ساحرة جعلت منها تبتسم لرؤيتها

قربت سبابتها من الفراشة لتقف عليها و هذا ما فعلته

أخدت تمرر أصبعها على جناحيها برفق و الابتسامة تشق وجهها ، هي فقط تشعر بالسعادة للطافة الموقف

و كيف أن الفراشة اختارت أن تأتي إليها ، و كذلك وجود فراشة في فصل الشتاء وسط الثلوج شيء نادر الحدوث

"يبدو أن الفراشة استطاعت تمييز الزهرة الحقيقية هنا"

صوت دافئ أتى من خلفها جعل من جسد يقشعر لسماعه

استدارت إليه بسرعة و رؤيته جعلت من ابتسامتها تتسع و أعينها تتلألأ

"مرحبا"

قال رافعا يده أمامه كتحية

"م-مرحبا"

"كيف حالكِ يا إيڤدوكيا؟"

"أنا بخير"

نعم هي بخير ، بخير لرؤيته على ما يرام

"هذا ما أريد"

"و هل أنتَ بخير ، أقصد كيف كان السفر؟"

"كان جيدا و أنا بخير ، أخبريني كيف قضيت أيامك هنا؟"

"المكوث هنا مريح ، أحببت التواجد في هذا المكان حقا"

لا تريد إخباره أي شيء مما حدث ، هو لتوه وصل لن تشغل باله بشيئ كهذا

"اذن هل أرحل أنا و أدعُك هنا؟"

"لا ! أقصد افعل ما يبدو لك صحيحا ، على أي متى وصلت إلى هنا؟"

سألت بتوتر محاولة تغيير الموضوع و هو قهقه بخفوت على ذلك

"منذ ساعة و نصف تقريبا ، و عندما سألت عنك أخبروني بأنكِ هنا لذلك أتيت لألقي التحية

اشتقت إليكِ"

سحبت الهواء بعنف إلى رئتيها لأنها نوعا ما نسيت الطريقة الصحيحة للتنفس

"و أنا أيضا اشتقت إليكَ"

نطقت من دون أن تشعر ، هي فقط تحدتث بما يصرخ به قلبها

ابتسم جيمين بإشراق لكلامها و ابتسامته تلك جعلت منها تصمت و تتأمله فقط

لن تتراجع عن كلمتها و لن تبرر لماذا قالت أنها اشتاقت إليه هي فقط ستتأمله و ربما ستقوم بخطوة لم تتخيل يوما أنها ستقوم بها

اشتياقها إليه جعلها تقترب منه بخطواتها الواثقة ،

وقفت على أطراف أصابعها ثم أمسكت بياقة قميصه لتسحبه اليها و تلصق شفتيها مع خاصته

تروي عطشها بشفتيه و تشبع نفسها بعطره الذي لا يشعرها سوى بالأمان

لم يكن جيمين يفقه ما الذي يحدث هو فقط يقف هناك مستسلما لشفتيها

قلبه يكاد يفجر صدره من الصخب الذي يشكله بنبضه

بعد ثوان عديدة استطاع و أخيرا استيعاب أن محبوبته قامت بخطوة جعلت منه يفقد عقله

احاط خصرها بذراعه اليمنى أما يده اليسرى فقد وضعها خلف رأسها ليستطيع مبادلتها بطريقة جعلت من كليهما يضيع في الآخر و يذوب في كيانه

بعد دقائق من غيابهما عن الواقع و انعزالهم في عالمهم الخاص فصلت إيڤدوكيا القبلة ثم أخدت تنظر داخل أعينه بعمق لتنبس

"في غيابك علمت أن نجمك لا يسوى شيئا من غير ضياءه ، علمت أنني لا أكتمل سوى بقربك ، علمت أن الهواء خانق من دون عطرك ،

علمت أن كل الأماكن ضيقة من غير وجودك ، علمت أن الليل مظلم من غير عينيك ، علمت أن قلبي لا يرضى النبض سوى بإسمك

جيمين أنا أحبك ، أحببتك بكل ما امتلك قلبي من هوى ، و بكل امتلكت جوارحي من قوة"

لم تتلقى من أي رد فعل أو اية حركة ، هو فقط تجمد في مكانه ينظر إليها بطريقة مبهمة فقط يرمش بصمت

رويدا رويدا بدأت الابتسامة تنمو على وجهه و الابتسامة تحولت الى قهقهة ثم الى ضحك صاخب كمن فقد عقله

كان فقط يضحك من غير توقف و إيڤدوكيا لا تفعل شيئا سوى النظر إليه بتوتر

اقترب اليها بسرعة ثم أمسكها من كتفيها و أخد ينظر إليها و كانه و لأول مرة سترمقها عيناه

"هل كلامك صحيح ؟ أقصد هل أنتي متأكدة من ما تتفوهين به ؟ و اللعنة أقصد..."

"فهمت قصدك و أنا متأكدة جيدا مما أقوله و من مشاعري نحوك"

كان يبدو بابتسامته تلك كطفل صغير سعيد بعودة والده من الحرب أو كعجوز رأت ابنها منذ سنوات من الغياب

هو فقط سعيد و كأن كل اللحظات الجميلة اجتمعت في وجودها و كلامها

و من شدة سعادته و حماسه حملها بين ذراعيه و أخد يدور بها حول الشجر و الورود و قد بدا كل شيء في تلك الحديقة سعيد بهم

كان صوت تضاحيكهم يعلو و يغزو المكان بأكمله و يجعله أكثر بهجة و إشراقا

هم فقط تذوقوا طعما آخرا للسعادة ، طعم حلو و لاذع في الوقت ذاته

لكنه يظل الطعم المحبب للمرأ عندما يلاقيه القدر برفيقه الروحي .

______________

"عيناك نافذتان على حلم لا يجيء ، و في كل حلم أرمّم حلمًا و أحلم"

-محمود درويش

يتبع...

Fortsett å les

You'll Also Like

313K 26.8K 79
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
1.8K 106 7
أرض الخيال والعجائب قد تعتقد بأن الستايلار ارض عاديه الا انها يوجد بها ما لم يصدق ارض تحتوي على الخيال والغموض تحت ما يسمى اورسيليانا الارض صاحبه ال...
33.6K 2.2K 52
'𝐇.𝐒' Mon, 10 Nov 22 10:07 AM - يَقولون أن الحُب هو روحان ضائعتَين تُحاولِان مُداوة بعضُهما البعض. لكن؛ ليسَ في حالتنا، فلقد علمتُ أننا سَننتهي بت...
513K 20.7K 54
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...