أسبق وأن ذكرت مدى حُبي لشخصية كوكـي بالرواية؟ 🥺🐰❤
مرّت بِضع أيامٍ مُنذ أن بدأ تايهيونغ العمل في محطة الوقود رسمياً ومُنذ ذلك الوقت، هو قد أدرك بعض الأشياء.
في البداية، كان يظن أنّ جونغكوك هو الأسوء. الفتى لَم يترك إنطباعاً أولياً جيداً بدفع الممسحة في يد تايهيونغ، آمراً إيّاه تنظيف الحمّام. حمّام محطة وقود. ومروعةٍ كذلك.
ولكنه أمضى بعض الوقت في هذِه الوظيفة، هو أدرك أنه بينما لَم يكن جونغكوك مُعجباً به بوضوح، وإستمر بإعطائِه المزيد والمزيد من العمل... لكِنه لَم يُعامل تايهيونغ بغير إنصاف. ليس وكأن جونغكوك وضع عاتِق عمله على ظهر تايهيونغ.
عوضاً عن ذلك كان تايهيونغ من يأخُذ إستراحةً من وقتٍ لآخر، بينما أشغل جونغكوك نفسه طوال الوقت. عندما لَم يكن الفتى ينظّف المكان أو يُعيد ترتيب الرفوف، كان يذهب إلى المخزن لتصنيف كُل شيءٍ هناك مُخبراً تايهيونغ أن عليه الجلوس وشطب اللّائحة فحسب.
كان دوام عملهما متأخراً للغاية لذا لَم يكن الأمر وكأن الكثير من الأشخاص يمرون بالمكان حقاً لذا حصل تايهيونغ على فُرصة فعل ما يُريده أثناء هذه الأوقات.
أجل هو لا يروق لجونغكوك بوضوح ولَم يكن رد فعل الفتى جيداً حقاً عندما حاول تايهيونغ فرض سيطرتِه عليه، وهو أمرٌ فعله من دون قصد العديد من المرات الآن، خصوصاً في البداية، لكنه لَم يكن لئيماً مع تايهيونغ.
ولحدٍ ما، تايهيونغ الذي بالكاد إستمع لأي شخصٍ في حياتِه، يكنّ بعض الإحترام لجونغكوك. لأن الفتى بدا وكأنه الأفضل في فعل كُل شيءٍ دائماً. لا يترك أي شيءٍ يهزمه إطلاقاً.
يعمل بكدٍ ويعرِف تماماً كيفيّة التحدث إلى الزبائن بطريقةٍ تجعلهم يتركون المتجر بإبتسامةٍ كبيرة.
حتّى مع أنه غير مُعجبٍ بتايهيونغ، إلّا أنه دائماً ما يأخذ وقته لشرح الأشياء التي سأل عنها، وحتّى تكرارها عند الحاجة. لَم يحكُم عليه حتّى عندما طرح تايهيونغ ذات الأسئلة الغبية بِضع مرات.
والآن وجد تايهيونغ نفسه لا يكره العمل هناك بقدر ما كان يتوقّع. الوظيفة كانت مريحةً بشكلٍ عام. لَم يكن هناك الكثير لفعله وطالما لَم يكن هناك شيءٌ عاجل فبإمكان تايهيونغ فعل ما يحلو له معظم الوقت.
لَم يقُل جونغكوك أي شيء عندما أمسك بتايهيونغ على هاتفِه أثناء مناوبتِه، أو قام بإيقاظِه ببساطة بالنقر على كتفِه عندما وجده نائماً خلف المنضدة.
اللّعنة، حتى أنه قام بسؤالِه عن سبب كونه مُتعباً وما إن أراد العودة إلى المنزِل مُبكراً.
لكِن بقدر ما كان جونغكوك لطيفاً معه، كان النوع المُهذب من اللُطف. وكان الأمر أكثر من واضِح أنّ جونغكوك يحمِل درجةً مُعينةً من الكراهية أو الضغينة ضدّه.
أخِر شيءٍ لاحظه تايهيونغ خلال البِضعة أيامٍ السابِقة، وهو ما لَم يكن له أي علاقةٍ بالأشياء الأخرى في الحقيقة، أنّ جونغكوك إما كان مثليّاً ويمتلِك عدداً من العُشّاق، أو أن عدداً من الرِجال يسعون خلف مؤخرتِه.
لَم يمُر يوم عملٍ واحد بدون مرور زوارٍ يعشقون اللّمس. المرة الأولى التي حدث فيها ذلك إستغرب تايهيونغ كاللّعنة. كان جونغكوك يأخُذ إستراحته، يُدخّن سيجارةً في الخارج حيث كان في موقعٍ مثالي ليُشاهده تايهيونغ من مكان جلوسِه.
إقترب منه رجلٌ ما، وفي البداية توقّع تايهيونغ أن يكون أحد الزبائن، ولكِن بدلاً عن دخول المتجر الصغير هو بدأ التحدث مع جونغكوك، من كان بالحُكم على وضعية وقوفِه وللطريقة التي إستمر فيها بنفث الدُخان في الهواء، كان يعرِف الرجُل.
عندما إقترب الرجُل ووضع يده على مؤخرة جونغكوك هامِساً بشيءٍ ما في أُذنه، ليومئ جونغكوك فحسب، إستنتج تايهيونغ أنّ جونغكوك كان مثليّاً ويمتلِك حبيباً بالفِعل. مُثير للإهتمام حقاً، فتايهيونغ لَا يعرِف العديد من الشُبّان من كانوا خارِج الخزانة، ولكِن برأيه، كل شيءٍ جيّد. مان ذلك قرار جونغكوك وهو لا يؤذي أي أحدٍ به.
في الواقع، اليوم التالي حصل جونغكوك على زائرٍ آخر. في البداية إعتقد تايهيونغ أنه ذات الرجُل، لكّن شعره كان طويلاً بينما كان خاصّة السابِق قصيراً للغاية. قام بالتكلم مع جونغكوك من بدا أكثر رفضاً مما بدا عليه البارِحة، ولكِن بعد بِضع لحظات، بدا وكأنه قد إستسلم وراقب تايهيونغ الرجُل ينحني لتكاد شفتيّه تلمِس خاصّة جونغكوك الذي قام بدفعه بعيداً قبل قول شيءٍ ما ويختفي الرجُل.
في الواقع المرة التالية حدثت في نفس اليوم. كان جونغكوك قد عاد إلى داخل المتجر يتأكّد من تاريخ صلاحية عُلب الحليب عندما دخل رجلٌ ما، وقد بدا أكبر حجماً من السابقيّن. ملامح جونغكوك تغيّرت بالكامِل فور مُلاحظتِه. تحدّثا بصوتٍ مُنخفض للغاية. الكلمات الوحيدة التي إستطاع تايهيونغ تمييزها كانت 'ليس هُنا' و 'لاحِقاً'.
بدا جونغكوك مُرتاحاً تقريباً بعد رحيل الرجُل ليُرسل نظرةً خاطفةً تجاه تايهيونغ من نظر إليه كذلك قبل العودة لقراءة الكتاب الذي أحضره فهو يحصل على الكثير من وقت الفراغ هنا ليجلس فحسب.
بالعودة للوقت الحاضر. بعد أن حدث كل ذلك خلال اليومين السابقين، لَم يكن تايهيونغ مُتفاجئاً على الإطلاق عندما دخل المنطقة الرئيسية من المتجر بعد التغيير لملابِس العمل، التي كانت لاتزال أكثر من مُقززة، وهناك كان جونغكوك، يحاول الوصول للمُنتجات على الرّف الأعلى، ورجلٌ ما خلفه، لا يُخفي دفعاتِه ضدّ مؤخرة جونغكوك جيداً.
بدا جونغكوك أكثر من مُنزعج للموقف، لكن تايهيونغ كان مُتفاجئاً بالفِعل عندما إستدار جونغكوك وقام بدفع الرجُل ضدّ الرّف المقابل. بوضوح لَم يكن الرجُل يتوقّع الدفعة ليتعثّر بقدميه والشيء الوحيد الذي كان بينه وبين الأرضية كان إمساك جونغكوك له من ياقة قميصِه ودفعه ضدّ الرّف. شعر تايهيونغ بالقليل من القلق بشأن المنتجات الموضوعة عليه، ولكنه نسى الأمر تماماً عندما راقب جونغكوك وهو يُمسك منطقته الخاصّة عبر بنطالِه، جاعِلاً من الرجُل ينتحِب، وبكُل تأكيد لَم يكن في مُتعة.
"أخبرتُك... بأن... تغرب... لعنتك... عن وجهي.." زمجر جونغكوك وإستطاع تايهيونغ الشعور بالقُشعريرة تسري في جسده.
"أنت على القائمة السوداء بسبب إخفاقك أنت. هذِه ليست مُشكلتي. لذا، إن رأيتُ وجهك حول هذا المكان مرةً أُخرى بعد، سأقوم بسحق خصيتيّك... أكلامي واضِح؟" لَم يسبق لتايهيونغ سماع جونغكوك يتحدّث بنبرة الصوت المُسيطِرة تِلك مما كان مُثيراً للإعجاب كاللّعنة.
أومئ الرجُل بقوة وتركه جونغكوك قبل دفعه نحو المدخل. مُتعثراً بضع مرات، مرّ الرجُل بجانب تايهيونغ الذي وقف هناك مُحدقاً بجونغكوك فحسب.
بدا وكأن جونغكوك لاحظه الآن فقط. بدا وكأنه يُفكّر ما إن كان عليه قول شيءٍ ما، ولكن من الواضح أنه قرر عدم فعل ذلك ليستدير بسُرعة ويُتابع عمله.
مع ذلك، تايهيونغ لن يسمح له.
"ما كان ذلك؟"
" ما كان ماذا؟" سأل جونغكوك دون الإلتفات والنظر إليه.
زمجر تايهيونغ، "اوه هيّا، لا تتصرف وكأنّ شيئاً ما لَم يحدث الآن. من كان ذلك الرجُل؟ لمَ كان هُنا؟ أي لائحة سوداء؟"
عضّ جونغكوك على سُفليتِه ناظِراً بإتجاه تايهيونغ، غير مُتأكدٍ مما عليه قوله بوضوح، "لاشيء."
"تعلم جيداً كاللّعنة أنني لن أقبل 'لاشيء' كإجابة."
رمقه جونغكوك بنظرة غاضبة لثانية قبل ضمّ ذراعيه إلى صدرِه والإستدارة ممُيلاً رأسه بإستفزازٍ تقريباً. "هو أحد زبائني، يقوم بمُضاجعتي لأجل المال. في السابق على الأقل. فعل بعض الأشياء التي لَم تكن جزءاً من الإتفاق. بالطبع هو نادمٌ على ذلك الآن، ولكِن هكذا تجري الأمور."
نظر جونغكوك نحو تايهيونغ بطريقةٍ جعلت الفتى يُدرك مدى توقّع جونغكوك منه الحُكم عليه.
تردد تايهيونغ للحظة، ولكنه قرر السؤال بأي حال. فلَم يكن النوع من الأشخاص الذي يترك الفُرصة تمُر فقط ليندم عليها لاحقاً.
"كم الثمن؟"
نظر إليه جونغكوك بإرتباك، "ماذا؟"
"كم ثمن اللّيلة؟"
_________________
🐰❤🐯
Show Me Some Love,
Joomie..💛