شَتَّان ما بينَنَا (مكتملة)

Ahlam_ELsayed tarafından

84.3K 3.2K 1.4K

مختلفان هو أقل ما يقال عنهما .. تكافح هى لتواجه مصاعب الحياه ، بينما هو يعيش برخاء وراحه بال. شتان بين الإثنا... Daha Fazla

«تعريف بالشخصيات»
الفصل الأول : البدايه ♡
الفصل الثانى : خبر صادم
الفصل الثالث : وصيه
الفصل الرابع : جمعتنا الصدفه
الفصل الخامس : أصبح أمراً واقع
الفصل السادس : أول لقاء بعائلته
الفصل السابع : زواج
الفصل الثامن : هل هو يغار؟
الفصل التاسع : تُخفى الأمر عليه
الفصل العاشر : إعتذار أخر
الفصل الحادى عشر : يحاول إرضائها
الفصل الثانى عشر : مخطط دنئ
الفصل الثالث عشر : رحلت
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر : لقد كان هو
الفصل السادس عشر : ستنتقم منه
الفصل السابع عشر : مشاعر
الفصل الثامن عشر : أعتراف
الفصل التاسع عشر : تركته
الفصل العشرون : ماضى مؤلم
الفصل الواحد والعشرون : علاقات متوتره
الفصل الثانى والعشرون : شخصيات جديده
الفصل السادس والعشرون : أعترفت إليه
الفصل السابع والعشرون : يومُاً سئ
الفصل الثامن والعشرون : سعاده أم حزن
الفصل الثالث والعشرون : ذكرياته
الفصل الرابع والعشرون : رحله
الفصل الخامس والعشرون : زياره غير متوقعه
الفصل التاسع والعشرون : تفكير
الفصل الثلاثون : دفئ
الفصل الواحد والثلاثون : خِصام
الفصل الثانى والثلاثون : أحداث متفرقه
الفصل الثالث والثلاثون : قلوب تائهه
الفصل الرابع والثلاثون : لحظةُ قلق
الفصل الخامس والثلاثون : خبر مُفرح
الفصل السادس والثلاثون : ماذا يحدث؟!
الفصل السابع والثلاثون : صدمات مُتتاليه
الفصل الثامن والثلاثون : سيتغير كُل شئٍ للأفضل
الفصل التاسع والثلاثون : لقد وقع فى الفخ
الفصل الأربعون : مصيبةً خلف الأُخرى!
كلام مهم جداً🤍
سؤال ليكوا على السريع💜
الفصل الواحد والأربعون : بكى لأجلِها
ميمز على الروايه😂♥
الفصل الثالث والأربعون : قبل النهاية
الفصل الرابع والأربعون : النهاية
سؤال خاص بالرواية💜🐰
رواية جديده♥

الفصل الثانى والأربعون : يومً لا ينتهى

1.1K 53 34
Ahlam_ELsayed tarafından


بسم الله الرحمن الرحيم .

أذكر الله .

صلوا على سيدنا محمد ﷺ🌼🤍.

ڤوت وكومنت لأستمر بدعمكم💜🐰.

تجاهلوا أى أخطاء إملائية إن وجد فضلاً .

.
.
.
قراءة ممتعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

'أحياناً ينتصر الجانب الشرير بداخلك ، ويجعلك ترتكب أخطاءً ، لم تكن يوماً ستخطُر على بالِك ، ثم ماذا يحدث فى النهاية؟!! ، تُصبح الأمور خارج سيطرتك ، وفوضوية للغاية!! ، وتنقلب أعمالك ضدك ، لتُلقى بك فى أعماق الهاوية'

..............

هرولت كاريمان للأسفل ، وهى تُغلق أزرار معطفِها ، وأنفاسِها تتسارع ، هى على تلك الحالة ، منذ أن تلقت مُكالمة ، من إحدى المستشفيات ، يخبرونها بوجود شاهيناز لديهم ، أو لنكون أدق وصفً! ، جُثة شاهيناز أجل.

فتحت الباب ، عازمةً على الخروج ، فقابلها كُلاً مِن ، أكرم العابس بضيق ، وسلمى المُبتسمة بسعادة ، وحينما لاحظ أكرم ، إرتباكِها.

بادر بسؤالِها بترقُب.

"مالك يا كاريمان؟! ، لونك مخطوف كدا ليه!!"

أمسكت يدية ، كردة فعل عفوية ، وهى تستغيث بة.

"ماما يا أكرم ، ناس كلمونى ، وقالولى إنها ، فى المستشفى ، أنا لازم أروحلها!"

حاول طمأنتِها ، مُربتاً فوق كتفِها ، ونظرات سلمى ، تتُابع المشهد بتركيز .

"طب أهدى ، خليكى هنا ، وأنا هدخل أجيب هادى ، وهنيجى معاكى ، متروحيش لوحدك تمام؟!"

لم يكن أمامها ، سوا الموافقة ، شاكرةً أياه بداخِلها ، فهى حقاً ، لن تقدر على ، مواجهة الموقف بمُفردِها ، تركهما أكرم معاً ، وذهب للبحث عن صديقة .

أقتربت سلمى ، بِضع خطواتٍ من ، إبنة عمتِها ، وهمست لها ببرود.

"حلو أوى ، دور الغلبانة ، اللى أنتى مُتقمِصاة دة ، وقدرتى تخدعى الكُل بية! ، بس أنا فهماكى كويس أوى ، كاريمان تربية شاهيناز ، مش هتتغير؟!"

أعطتها إبتسامة ساخرة ، لتُنهى حديثها ، وذهبت للداخل ، تنهدت كاريمان بإرهاق ، فما كان ينقُصها ، كلمات سلمى الجارحة.

•••••••••••••••••

مكث داخل سيارتة ، يُراقبهم وهم ، يصعدون إلى سيارتِهم ، وهى معهم ، كما أن تعابيرها ، تبدو حزينة ، ومُتعبة!! ، هو يعلم جيداً ، ما سبب كل ذلك ، كيف لا؟ ، وهو الذى كان يراقب الجميع ، ولكن من بعيد ، ولقد حان الوقت ليتدخل.

أنطلقت السيارات ، ليُشير إلى سائقة ، بالتحرك خلفهُم ، فنفذ الأمر بطاعة.

••••••••••••••••••

وقفت نور داخل شُرفتِها ، وهى تفرُك يديها بتوتر ، لقد أتى أكرم بالفعل ، وقام بسحب هادى وذهبا ، لا تعلم إلى أين!؟ ، ولكنها لمحت كاريمان ، أثناء ذهابِها معهما ، فتملكها القلق.

طرق باب غُرفتِها ، فكانت سلمى ، أذنت لها بالدخول ، لتتقدم وتجلس ، فوق الأريكة.

تحدثت بنبرةٍ ، تحمل الكثير من المعانى.

"مش ملاحظة ، إن من ساعة ما كاريمان شرفت! ، والبيت مقلوب!؟ ، بصراحة .. أنا مش مطمنالها"

زفرت نور بضجر ، فهى ليست بحال ، لتحمُل ألغاز سلمى الأن! ، أجابتها برجاء.

"سلمى ، من فضلك! ، بلاش الكلام دة دلوقتى ، أنا فعلاً قلقانة خلقة"

أومأت سلمى بتفهُم ، وأردفت بمواساة.

"متدايقيش منى ، أنا بهلفط بالكلام ، المهم عايزاكى تطمنى ، شاهيناز فى المستشفى ، عشان كدا هُما خرجوا"

قطبت نور حاجبيها ، وقد هدأ توترِها قليلاً ، فتسائلت بفضول.

"مستشفى!!! ... ليه؟؟"

رفعت الأخرى كتفيها ، كعلامة على جهلِها ، وردت بإختصار.

"معرفش! ، بس كاريمان قالت ، إن إدارة المستشفى ، كلموها وقالولها الخبر دة ، لكن مقالتش حصلها أية"

هزت نور رأسِها ، وهى تُفكر بعُمق ، ياترى؟! .. ما الذى أصاب شاهيناز؟! ، ستعلم حينما يعود زوجِها ، فلن يرتاح بالِها ، قبل أن تعرِف كل شئ.


••••••••••••••••••••

وقف ثلاثتِهم ، أمام تِلك الغُرفة ، والتى حينما قامت كاريمان ، بقراءة عنوانُها ، أصابها الذُعر ، فلم تكن سوى ، ثلاجة الموتى! ، أصبحت قدميها كالهُلام ، وكادت تسقط ، ليلتقطها كلاً مِنهما من جهة .

نطقت ببحة مُعترضة.

"أكيد لا!! ، مش دى النهاية صح؟؟"

أردف هادى ، يحاول التخفيف عنها.

"دى أقدار يا كاريمان ، وأنتى مؤمنة بالله! ، ولازم تتأكدى ، إن دة عُمرها؟"

عصرت عينيها بقوة ، وكل كلمةٍ من فمة ، تخترق أُذنيها ، وتصل إلى أعماق قلبِها ، لتطعنة بقوة.

دخلت إلى الغرفة ، ووقفا هُما أمام الباب ، ينتظِران تِلك اللحظة الحاسمة ، أمسكت الغطاء الأبيض ، والذى تلطخ ببعض الدماء ، ويديها ترتعش ، أزالتة ببُطئ عن وجهِها ، لتخرُج من فمِها ، شهقة مُرتعبة.

رغم تشوة ملامح الجُثة ، ولكنها هى .. والدتُها! ، لم تتمالك أعصابِها ، ليرتطم جسدها بالأرض ، بعدما دخلت فى حالة إغماء ، هرول كلاهُما إليها ، وناديا المُمرضات ، فقاموا بأخذِها ، ليتفحصُها الطبيب.

أتى أحد أفراد الشُرطة ، والذى كان شابً فى مقتبل العُمر ، وألقى نظرةً خاطفة فوق جسد شاهيناز الراقد ، ثم قال.

"ها يا هادى بية؟! ، أتعرفتوا على الجُثة؟"

أومأ هادى بتأكيد ، ونطق شاعراً بصُداع ينخر رأسة.

"أيوة ، هى شاهيناز عمران"

نطق الشاب بعملية.

"البقاء لله سيادتك ، بس حالياً ، كُنت محتاج أخد رأيك؟ ، تحب نقفل القضية؟ ، ونأيدها ضد مجهول!؟ ، ولا فية شخص معين شاكك فية؟؟"

ألتمعت عينا هادى ، مُنذرةً بالشر ، وأجاب دون تردد.

"عشماوى ، هو اللى قتلها"

تسائل الشاب ، بطريقة مهنية بارعة.

"تمام ، سيادتك عندك أى دليل ، على كلامك دة؟"

أجاب أكرم من خلفهم .

"أعتقد! ، كاريمان تقدر تفيدنا ، بس لما تفوق وحالتها تسمح ، نبقى ناخد أقوالها"

وافق الشاب ، وشكرهما وذهب ، عائداً من حيث أتى.


••••••••••••••••••••

عاد حسين مِن عملة ، وبحث عن إبنتة ، فقد أشتاق لها ، وجد شقيقها مجدى ، يتحرك تجاة البوابة ، ويجُر خلفة ، حقيبة سفر متوسطة الحجم ، وقف حسين أمامة ، ليسألة بفضول.

"خير؟! ، على فين العزم؟ .. فى نصاص الليالى كدا!!"

تأفأف مجدى ، وأجابة بلامبالاة.

"مسافر باريس"

أومأ حسين بسخرية ، وقال.

"رايح تتسرمح مع الخواجات طبعاً؟ ، وياترى المرادى هتقعد قد أيه؟! ، شهر ولا أتنين!"

أبتسم مجدى بغيظ ، فهو يعلم جيداً ، بأن والدة يتعمد التقليل منة ، ونطق.

"لا شهر .. ولا سنه حتى ، أنا مش راجع مصر تانى أصلاً"

أشتعل غضب حسين ، بفضل ما قالة مجدى للتو ، هل حقاً سيترك موطنة ، ويذهب لقضاء المتبقى من عُمره ، بعيداً عنة ، ليس وكأن وجوده يعود بفائدة! ، فدائماً ما كان مجدى ، كالحاضر الغائب بينهم ، فما الفارق إذا ظل بمِصر ، أو إذا رحل لبلدٍ أخر؟! .

أردف حسين ، بنبرةٍ يملؤها خيبة الأمل ، ونظرتة لمجدى ، تحمل الكثير من الإزدراء.

"وأنا اللى فكرتك ، كبرت وبقيت راجل ، يُعتمد علية ، وكُنت بجهز عشان تستلم مكانك ، فى إدارة شركتى؟ ، أتاريك زى ما أنت ، بل بقيت أسوأ كمان ، ودلوقتى عايز تهرب ، وتتخلى عن مسؤولياتك!"

ربت حسين كتِف ولده ، وقال بتهديد صريح.

"روح يا مجدى ، سافر وعيش حياتك .. فى بلد غريب ، بس عايز أفهمك حاجة ، أنا عملت توكيل ، بكُل أملاكى لأُختك ريهام ، هى بس اللى تستحق فلوسى وثروتى ، لإنها تعبت معايا كتير ، وقت ما أنت كنت داير ، تتمسخر مع الحريم ، هى كانت واقفة فى ضهرى فى الشغل"

ظن حسين ، أن مجدى سيثور ، ويرفُض كون ثروة والده ، ستذهب لشقيقته ولن يبقى له أى شئ ، ولكن على العكس تماماً ، فمجدى لم يتفاجأ ، ورد بكُل هدوء.

"أنا مش عايز منك حاجة ، ومش مسافر ، عشان أتسرمح زى ما أنت بتقول! ، كل الحكاية ، إن واحد صاحبى ، عرض عليا ، نفتح شركة أزياء فى باريس ، والمكسب النُص بالنُص ، فوافقت"

صمت قليلاً ، وأكمل بجدية ، لم يتحدث بها من قبل.

"الموضوع مش موضوع شركة وبس! ، الفِكرة كلها إن دى حاجة ، هتكون بإسمى وتحت إشرافى ، أنا حابب أعمل نفسى بنفسى ، مش أبقى مجرد ضِل ليك! ، وأمسك إدارة شركات حسين بية ، عايز يكون ليا اسمى وفلوسى وحياتى"

هربت دمعة يتيمة ، من عين حسين ، يشعر بالتأثر ، وعدم التصديق ، والسعادة ، أحقاً هذا مجدى؟ ، ولده المُستهتر ، الذى كان لا يعبأ بشئ ، أهو ذات الشخص ، الذى كان يركض خلف الفتيات!! ، ليلاً ونهاراً باحثاً عن التسلية ، كيف ومتى تغير هكذا؟!!.

كاد حسين أن يتحدث ، فقاطعة مجدى ، وهو يستأذن مُعتذراً.

"أعذرنى .. مش هقدر أقف معاك كتير ، طيارتى بعد نُص ساعة ، ومش عايز أتأخر ، سلام يا ... بابا"

لم يعطة فُرصة ، ليودعة ، لم يترُكة يُعانقة لأول وأخر مرة ، فقط ذهب واختفى ، وهو يعلم أنه لن يراه أبداً بعد الأن ، أتت ريهام من الداخل ، ورأت والدُها ، يقف بمُنتصف الحديقة ، وكأنه تجمد على ذلك الوضع ، فعلمت أنه بالتأكيد ، قد تصادف مع شقيقها ، وهذا ما تسبب بجعلة فى تِلك الحالة.

أقتربت إلية ، وقامت بمُعانقتة ، وهى تواسية بكلِمات ، تعلم أنها لن تعوضة ، عن فُراق شقيقها ، ولكن على الأقل ، ستهون عليه قليلاً.

"مسيرة هيرجع ، ولو غاب عشرين سنه ، فى الأخر هيرجع لينا ، بس هيكون إنسان تانى ، أحسن وأوعى من مجدى القديم ، هو محتاج فُرصة ، يثبت نفسة للكُل"

أبتعدت لتُزيل بقايا دموعة ، وابتسمت بمُشاكسة ، قائلة.

"وبعدين ، ينفع العيون السود دول .. يعيطوا؟!"

حاول حسين ، السيطرة على عواطفة ، وتحدث بعدما أرتدى قناع الجدية المزيفة.

"أنا مكنتش بعيط! ، دول شوية تُراب ، دخلوا فى عينى"

قهقهت ريهام ، وهى تراه ينفى بُكاءة ، فقط ليُحافظ على كبرياءة ، فهزت رأسِها ، وكأنها تُصدقة ، وقامت بجذبة خلفِها من يده ، قائلة بمُزاح.

"ماشى يا سيدى ، هصدقك بس بمزاجى ، المهم تعالى نتعشىٰ سوا ، ده أنا عملالك صينية بطاطس بالفراخ ، إنما أية! ، هناكُلها ونروح القصر العينى على طول"

•••••••••••••••••

أنهى الشُرطى ، أستجوابه لكاريمان ، طالباً مِنها ، وصف ملامح عشماوى ، وهيئتة ولم تبخل هى ، عن الإدلاء بأى معلومة لديها ، فرُغم تخلخُل علاقتِها بوالدتها ، ألا أنها لا تريد ، أن ينعم عشماوى بالحُرية ، بعد ما أرتكبة من جرائم ، لقد علمت للتو ، ما حقيقة ذلك المُجرم ، وأن هادى وأكرم كانا الضابتان ، المسؤولان عن قضيتة.

دلف هادى وأكرم إلى الغُرفة ، لتطرح سؤالِها بفضول.

"هُما هيلاقوه مش كدا!؟ ، هيقبضوا علية يا هادى صح؟"

أومأ لها هادى ، فى محاولة لبث الطُمانينة لقلبِها ، فرؤيتها لجُثة والدتِها ، لم يكن بالأمر الهين أبداً ، تحدث أكرم موضحاً لها.

"أنا وهادى اللى ماسكين القضية ، وعشماوى هيتقبض علية قريب ، وصدقينى أقل واجب هيتعمل معاه ، أنه ياخد إعدام"

زفرت بإرتياح ، فهذا ما أرادت سماعة ، قاطع هدوء الأجواؤ بينهم ، دخول رجُلاً فى مُنتصف العُمر إلى الغُرفة ، يرتدى بذلة أنيقة ، ويستند بجسده ، فوق عُكاز ذهبى اللون أنيق ، ويُخفى خُصلاتة الرمادية ، تحت تِلك القُبعة الدائرية ، فمن يراة ، سيظُن أنه أحد الأثرياء الأجانب.

أول من قابلت عيناه ، كانت كاريمان ، حيث ظلت نظراتِها ، مُتعلقة فوق ملامِحه ، تتفحصُها بتركيز ، وهو يبادلها بإشتياق ، بينما أكتفى هادى وأكرم ، بتبادل النظرات المُتعجبة ، لا يعرِفان من هذا؟ ، أو ماذا يفعل هنا ، ولما يرمُق كاريمان هكذا؟!.

فتملكت الصدمة مِنهما ، حينما نطقت كاريمان ، بنبرةٍ مُشككة.

"بابا؟!!"

أزال إبراهيم قُبعته ، ليظهر وجهة ، بصورةٍ أوضح ، فهب هادى واقفً ، وهو يصيح بغضب.

"إبراهيم؟ ، أنت أزاى تيجى هنا!!؟ ، وليك عين بعد اللى عملتوا؟"

قهقة إبراهيم بسُخرية شديدة ، بالطبع شاهيناز هى من لعبت بعقولِهم ، وأخبرت الجميع بهروبة ، لتظهر أمام عائلتها وإبنتِها ، بمظهر الأُم المُضحية ، التى تركها زوجِها الفاسد ، ورحل غير عابئاً بطفلتِة القادمة .

إزداد غضب هادى ، من ضحِكاته الساخرة ، وظن أنه يستهزأ به ، ولكن إبراهيم ، جلس بهدوء فوق أحد المقاعد ، وأردف بِصدق.

"ليك حق تعمل أكتر من كدا! ، شاهيناز قدرت تلعب دورها صح ، أتفضل أُقعد يا هادى ، وهنتكلم ونتفاهم ، وهحكيلكوا على كل حاجة ، من البداية"

رفض هادى الجلوس والإستماع لأكاذيبة ، فقام أكرم بتهدأتة ، فهو يشعُر أن ذلك الرجُل صادق ، ولا يعلم لما؟ ، فأقترح أن يستمِعان لما لدية ، فلا ضرر أو ضِرار بالنهاية!.

بدأ إبراهيم بسرد الماضى ، بعدما تأكد من جلوس هادى .

"بعد جوازى مِن شاهيناز ، اللى جدك عمران الله يرحمه ، كان رافض إنه يتم ، بسبب مستوايا المادى ، وإن أزاى إبراهيم خريج كليه حقوق ، يتجوز شاهيناز هانم بنت عمران باشا ، وبعد ما عملت أراجوز قدام الكُل ، عشان يوافق ، لإنى كُنت بحبها بجد ، وللأسف كُنت فاكر إن هى كمان ، بتحبنى!"

...........

F.B

وقفت شاهيناز ، بطالتِها التى تخطِف أنفاسة ، وهى تستمع لما يُمليه عليها ، بسعادةٍ كبيرة.

"أخيراً أبوكى وافق ، وهنتجوز يا شاهى ، أنا مش مصدق نفسى ، حاسس إنى بحلم؟"

ضحكت هى بغنج ، وأردفت بنبرةٍ رقيقة.

"لا يا إبراهيم ، أنت مش بتحلم ، دى حقيقة ، كلها شهور وهبقى مراتك وفى بيتك ، بس..."

بترت حديثها ، وهى ترمُقه ، مُتسائلة ببعض الشك.

"مش غريبة ، إن بابى يوافق على جوازنا ، بعد ما كان مُصمم إننا منتجوزش؟!"

أنزل إبراهيم رأسة ، حينما تذكر ما فعلة ، لأجل أن يُتمم تِلك الزيجة ، ويفوز بشريكة العُمر ، التى لطالما تمنى قُربها ، أقتربت شاهيناز منة ، وقامت برف وجهة ليُقابل ، نظراتِها الحنونة .

وهى تتسائل بقلق.

"مالك يا إبراهيم؟ ، بابى عملك أى حاجة زعلتك؟!"

تنهد إبراهيم ونفى ، موضحاً لها بطمأنة.

"أبداً ، كل اللى حصل ، إنه مضانى على وصولات امانة ، وقالى لو فيوم زعلتك ، أو حتى مديت إيدى عليكى ، هيسجنى"

قطبت حاجبيها ، وهى تصيح غير مُصدقة.

"يا خبر !! ، أزاى بابى يعمل معاك كدا؟ ، أنا هدخل أكلموا ، واخليه يقطع الوصولات دى فوراً"

أستدارت ناوية العودة للقصر ، فمنعتها قبضته ، وهو يُعيدها نحوة ، وقال بعِشقٍ والة.

"رايحة فين؟ ، ده أنا مصدقت إنه وافق! ، كُلة يهون لأجل إنك تبقى مراتى ، والوصولات دى ، مش هيعمل بيها حاجة ، لإنى عمرى ما هزعلك فيوم ، ولا أجرحك ، حبى ليكى أكبر من كل حاجة يا شاهى"

............

END • F.B

أكمل إبراهيم ، والعِبرة تظهر داخِل عيناه ، ولكنها تأبى الهبوط .

"أتجوزنا ، وعيشنا أول كام شهر فى حياتنا ، زى أى إتنين بيحبوا بعض ، بس بعد كدا ، بدأت ألاحظ تغيرات كتير أوى على شاهيناز ، زى تأخيرها برا لنُص الليل ، أو كلامها فى التليفون طول اليوم ، وخناقها معايا ، حتى على أتفة الأسباب ، وكأنها كانت بتتلكِك ، عشان أزعقلها! ، فقررت أراقبها ، قلبى مكانش مطاوعنى إنى أشُك فيها ، وقولت يمكن دى أعراض حمل مش أكتر ، وفعلاً ، فى يوم جاتلى وقالتلى إنها حامل ، فرحت جداً ، بس هى مكنتش فرحانة!"

أستنشق بعض الهواء ، وحاول إكمال القصة لهم ، مُتجنباً جرح إبنتة باى طريقة.

"عدى شهر ، كانت علاقتنا فيه كويسة ، وكُنت شيلت أى شك فى قلبى من ناحيتها ، لكن ربنا محبش إنه ، يخفى عنى الحقيقة ، وفيوم كان عندى شغل مُهم ، وقولتلها إنى هتأخر وهاجى على الفجر ، وروحت شغلى ويشاء القدر ، إنى أخلص كل اللى ورايا بدرى ، وأنا مروح جبتلها بوكية ورد ، بحاول أفرحها زى الأول ، ولما دخلت البيت ، أتصدمت ، كانت قاعدة فى حُضنة ، وبتضحك معاة بكُل بجاحة ، ولما شافتنى مخافتش ، ولا أتفجأت ، بالعكس أبتسمتلى ، أكنها مش فارق معاها وجودى"

رمق كاريمان ، ليُكمل بحسرة.

"قربت مِنة ، حاولت أضربوا ، أو أقتلوا ، بس للأسف كان أقوى منى ، وضربنى لحد ما فقدت الوعى ، ولما صحيت ، لقيت نفسى مرمى فى حتة مقطوعة ، وجمبى شنطة فلوس ، وجواب مكتوب فية ، إنى أخد الفلوس دى ، وأهرب برا البلد خلال يومين ، وإلا هيقتلونى وهيقتلوا بنتى ، خوفت .. أترعبت من فكرة إن ، بنتى اللى لسة مجتش للدنيا ، تموت بسببى ، فأخترت الهروب ، وخلال يومين ، جهزت ورقى وسافرت إيطاليا ، قضيت هناك خمسة وعشرين سنه ، نُصهم مرمطة وذُل ، فى مليون شُغلانه ، وبقيتهم عملت فيهم اسمى ، وحلفت إنى مرجعش مصر ، إلا وأنا أقوى ، ونفذت حلفانى ، وفى مقابل دة ، كانت شاهيناز ، معيشاكوا فى تمثيلية ، إنى الأب الشرير ، اللى ساب مراتو وبنتوا وهرب!"

أنهى حديثه ، وقابل تعابير إبنته الجامده ، تمنى لو أنها تنطق بأى شئ ، لقد شعر بالعاطفة تجتاحة ، حينما نطقت كلمة بابا لأول مرة ، حتى دون أن تتأكد ، إن كان والدها بالفعل أم لا ، تدارك هادى الأمر ، فقرر إعطائهما فُرصة .

خاصتً بعدما رأى ، تدهور حالة كاريمان النفسية ، خلال تلك الأيام ، مع خبر وفاة والدتِها أيضاً ، يجب أن تجد من يعوضها ، عن كُل ما حُرمت منه ، من حنان وأحتواء ومحبة وتفهم.

قام بالغمز لصديقة أكرم ، وأستعدا للخروج ، فأعتذر أكرم بتهذيب.

"طيب ، أنا وهادى هنستأذنكوا ، هنروح نشوف الجماعة فى البيت ونطمنهم ، وهنرجع علطول"

أومأ لهم إبراهيم ، وشكرهما بإبتسامه خافتة ، وقبل أن يغادر هادى ، أستدار موجهاً كلماتة لإبنة عمتة ، كى لا تشعر بالغُربة.

"كاريمان ، لو أحتجتينى ، أتصلى عليا بس ، وخلال ربع ساعة ، هتلاقينى قدامك ، وكمان أنا كلمت عامر ، وعرفتوا اللى حصل ، وأصّر إنه يجى يشوفك"

ألقى كلماتة ، وتركهما سوياً.

.................

تقدم هادى إلى السيارة ، ولكنه صعد إلى المقعد ، المجاور لمقعد السائق ، وقبل أن يستعجب أكرم منه ، ألقى المفاتيح إليه ليلتقطها ، وقال وهو يُدلك جبينة بتعب واضح.

"سوق أنت ، عشان تعبان جداً ، ومش شايف قدامى"

نفذ أكرم طلبة ، فهو يبدو مُرهقاً بحق ، وأنطلق نحو القصر ، وأثناء قيادتة ، ظل يُفكر ، هل هذا هو الوقت المُناسب ، لكى يخبر هادى برغبته ، فى عقد قرانة ، على شقيقتة سلمى؟ ، وفى النهاية ، قرر أن يترك الأمر فيما بعد ، فحالة صديقة الأن ، لا تسمح بأى حديث كان.

...................

داخل ذلك المخزن المهجور ، والذى لا يبدو مُخيفً ، بالقدر الكبير ، جثى عشماوى ، فوق الأرضيه الباردة ، وكِلا ذراعية ، مقيد بسِلسالٍ من الحديد ، مُثبت فوق الجدار الضخم ، حتى لا يتمكن من أتخاذ أى حركة.

وكان قد فقد قدرتة ، على الصراخ وإلقاء السُباب ، فهو فعل ذلك طوال الليل ، ولم يستجيب له أى مخلوق ، لا يعلم كيف أنتهى بة الأمر هُنا ، كل ما يتذكرة ، هو حينما خرج من شقه الزمالك ، بعد إتمامة لجريمتة ، وبنيتة التوجة نحو قصر آل عمران ، ليأخذ بثأرة ، من ذلك المدعو هادى.

وفى طريقة للتنفيذ ، وجد بعض الرجال ضِخام البنية ، يلتفون حولة كدائرة ، وقبل أن ينطق بحرف ، قام أحدهم بضربة من الخلف ، فوق رأسه بشئ معدنى ، وحينما أفاق ، وجد نفسة داخل هذا المكان.

سمِع خطواتٍ تقترب إلية ، فرفع وجهة ليرى من صاحبها ، ولم يكن سوا ، رجُلاً فى بداية الأربعينات ، ملامحة حادة ، وصارمة للغاية.

سأل عشماوى ، بصراخ مُشتعل بالغيظ.

"أنت مين؟ ، وعايز منى أية!!؟"

أشار الرجل بسبابتة نحو فمة ، كإشارة له بأن يصمت ، وأجابة بجمود.

"ملكش أى حق إنك تسأل ، لإنك هتعرف كل حاجة ، بس مش دلوقتى ، لما الباشا يجى"

ضغط عشماوى فوق فكيه ، لبرود من يمكُث أمامة الأن ، وقال بهيستيريا.

"باشا دة عليك أنت ، مش علياا!! ، أنت متعرفنيش شكلك ، لو مخرجتنيش من هنا! ، أنا هقتلك ، هقتلكوا كلكوا"

لم يعبأ الرجل بعويلة ، وأستدار عازمً على الرحيل ، فالوقوف أمام ذلك الأخرق ، لا يُنتج عنه أى إفادة ، لذا فالأفضل ، هو تركة بمُفردة ، حتى يأتى صاحب الشأن ،   ليتصرف معة كما يشاء.


••••••••••••••••••

أقترب إبراهيم من فِراس المشفى ، التى كانت مُضجعةً علية ، فسألها بشوق .

"حرمانى من صوتك ليه يا بنتى؟ ، مش كفايا إنى إنحرمت منك ، طول السنين دى كلها! ، أتكلمى! ، قولى كل اللى فى قلبك ، لكن متبُصليش وتُسكتى كدا؟"

إخترقت الدموع عينيها ، لتبتسم بمرارة ، وهى تُردف وأخيراً ، بعد فترة من الصمت.

"عايزنى أقول أية؟! ، أخدك بالأحضان ، وأتعامل بشكل طبيعى!! ، وى أى أب وبنتوا؟!! ، ولا عايزنى أواسيك ، ونقعد نتكلم ، فى قد أية شاهيناز ، كانت ست فاسدة؟!"

مد يدة ، مُربتاً فوق وجنتِها ، مُجيباً بِبُكاءٍ مكتوم.

"عايزك تعملى اللى يريحك ، أنا عارف أنتى مريتى بأية ، وفاهم إنك عانيتى كتير ، ومُتأكد إن بُعدى ، ساب جواكى فجوة ، مقدرتيش تسديها ، بس صدقينى ، هروبى مكنش بإرادتى! ، لو مكُنتش خايف أخسرك ، كُنت فضلت وحاربت وواجهت؟! ، لكن وقتها ، أختيار الهروب كان الأحسن ، عشان اقدر أحافظ على حياتك ، ووعدت نفسى إنى هرجع وأنتقم ، وأدينى أهو قُدامك ، وبوعدك إنى أعمل أى شئ ، فى مقابل إنى أعوضك عن غيابى! ، سامحينى يا كوكى"

رأت الصِدق ينبُع من عينية ، وحديثة أكد لها الأمر ، فلم تستطع الجفاء علية أكثر ، ولا تُريد أن تقسوا على نفسِها ، يكفى ما عانتة ، والأن حان الوقت ، لتُقدم لروحِها ، حياةً جديدة ، وبداية أفضل ، مع والدِها الحنون.

أقتربت مِنه بجذعِها ، وقامت بمُعانقتة بقوة ، فتأكد أنها إشارتها الخضراء ، ليمحيان أخطاء الماضى ، ويرسُمان مُستقبل جديد ، بادلها بلهفةٍ كبيرة ، لا يصدق أنها بين يدية ، بعد حِرمانة مِنها لسنون.

أبعدها قليلاً ، وأبتسم بعبث ، ليطرح سؤالة عليها ، وأناملة تُزيل بقايا عِبراتِها.

"أحكيلى بقا ، يطلع مين عامر دة؟؟"

هو يعلم جيداً من هو عامر ، لقد راقبها لبِضعة أيام ، وتعرف عل عامر من بعيد ، وتأكد من طبيعه العلاقه بينهما ، فإبنتة عاشقة لهذا الرجل ، ولكنه أراد إخجالِها ، وها قد نجح ، فتصبغ وجهها بلونٍ وردى ، لتُنزِل رأسِها للأسفل.

ونطقت بصوتٍ مُنخفض ورقيق.

"دة يعنى ، شخص بيحبنى و... ، يووة بقا يا بابا ، متحرجنيش"

تعالت قهقهاتة مُتسلياً ، وقرر عدم التعمق بالأمر الأن ، لينتظر حتى ينتهى كل شئ.

قاطعهما دخول عامر ، مُقتحماً الغُرفة دون إستأذان ، وأقترب إليها صائحاً بقلق ، بينما صدرة يعلوا ويهبط بوتيرة سريعة.

"كاريمان ، حصلك حاجة!؟ ، أنتى كويسة مش كدا؟! ، طب أجبلك الدكتور تانى؟!! ، شكلك تعبانة لسه هنادى علية يطمنا"

كان يسأل ويسأل ، دون إنقطاع ، حتى هدأه إبراهيم ، وهو يرى مدى خوفة على إبنتة ، قائلاً بمٕزاح.

"أقعد خُد نفسك الأول ، وبعدين مالك قلقان لية؟! ، مهى قُصادك زى القردة أهى! ، ولا أنت قلبك رهيف بقا .. وهتتعبنا معاك؟!"

نظر له عامر ، وقد أستوعب للتو وجودة ، فهو لم يراه حينما دلف إلى الغرفة ، فتسائل بتشوش.

"مين دة يا كوكى؟!!"

••••••••••••••••

أنتهى.

عاملين أيه يا حبايب قلبى وحشتونى جداً  ، عارفة إنى أتأخرت عليكم بس كنت تعبانه أوى ومازلت تعبانه ، لكن قولت مينفعش لازم أنشرلكوا الفصل الجديد ، طبعاً هو مش طويل أوى ، بس يعنى مناسب ، لإن كدا كدا الروايه فى أخرها ، والأحداث مش كتيرة ، وأنا مش عايزه أمُط فى الاحداث عشان متبقاش ممله ، واكون بملى على الفاضى.

وطبعاً الروايه هتخلص أول ما الأحداث تخلص ، وده ممكن يحصل الفصل الجاى أو اللى بعدو بالكتير أوى يعنى واحد من الفصول الجايه هيكون أخر فصل ، وبس عشان مطولش عليكم أتمنى يكون الفصل عجبكم وحبيتوه.

متنسوش الفولوا يا قمراتى♥🌙.

أشوفكم على خير.

وداعاً.

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

1.1M 31.4K 42
رقيق القلب.. هكذا يظنون حين يسمعون بأسمه، ولكن الحقيقه غير ذلك، لا يعرفون انه قد قلب معنى الأسم رأساً على عقب ليصبح قاسي القلب، سفاح، يقتل بدم بارد،...
11K 283 5
المقدمة " تعالي ألعبك لعبة حلوة" ابتسم لها بأتساع وهو يوليها جم انتباهه " هاغلبك بما اني اكبر" قالها متباهيا بخيلاء رفعت الصغيرة حاجبها بخبث " لكنك...
19 3 1
لا أسواء من أن تقول مالا تفعل.. ثم تفعل عكس ماتقول.. ثم تتصرف وكأنك لم تفعل.
276K 11.1K 30
قفزت فجأة لتتخصر بيديها ترفع احدى حاجبيها بعدم رضى ... وضع اخر و تصرف مفاجيء سيودي به الى الهلاك .... حقا لا يدري ما يحدث له فلك : لا بقى مانا مش هف...