بسم الله الرحمن الرحيم .
أذكر الله .
صلوا على سيدنا محمد ﷺ🌼🤍.
ڤوت وكومنت لأستمر بدعمكم💜🐰.
تجاهلوا أى أخطاء إملائية إن وجد فضلاً .
.
.
.
قراءة ممتعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
'أحياناً ينتصر الجانب الشرير بداخلك ، ويجعلك ترتكب أخطاءً ، لم تكن يوماً ستخطُر على بالِك ، ثم ماذا يحدث فى النهاية؟!! ، تُصبح الأمور خارج سيطرتك ، وفوضوية للغاية!! ، وتنقلب أعمالك ضدك ، لتُلقى بك فى أعماق الهاوية'
..............
هرولت كاريمان للأسفل ، وهى تُغلق أزرار معطفِها ، وأنفاسِها تتسارع ، هى على تلك الحالة ، منذ أن تلقت مُكالمة ، من إحدى المستشفيات ، يخبرونها بوجود شاهيناز لديهم ، أو لنكون أدق وصفً! ، جُثة شاهيناز أجل.
فتحت الباب ، عازمةً على الخروج ، فقابلها كُلاً مِن ، أكرم العابس بضيق ، وسلمى المُبتسمة بسعادة ، وحينما لاحظ أكرم ، إرتباكِها.
بادر بسؤالِها بترقُب.
"مالك يا كاريمان؟! ، لونك مخطوف كدا ليه!!"
أمسكت يدية ، كردة فعل عفوية ، وهى تستغيث بة.
"ماما يا أكرم ، ناس كلمونى ، وقالولى إنها ، فى المستشفى ، أنا لازم أروحلها!"
حاول طمأنتِها ، مُربتاً فوق كتفِها ، ونظرات سلمى ، تتُابع المشهد بتركيز .
"طب أهدى ، خليكى هنا ، وأنا هدخل أجيب هادى ، وهنيجى معاكى ، متروحيش لوحدك تمام؟!"
لم يكن أمامها ، سوا الموافقة ، شاكرةً أياه بداخِلها ، فهى حقاً ، لن تقدر على ، مواجهة الموقف بمُفردِها ، تركهما أكرم معاً ، وذهب للبحث عن صديقة .
أقتربت سلمى ، بِضع خطواتٍ من ، إبنة عمتِها ، وهمست لها ببرود.
"حلو أوى ، دور الغلبانة ، اللى أنتى مُتقمِصاة دة ، وقدرتى تخدعى الكُل بية! ، بس أنا فهماكى كويس أوى ، كاريمان تربية شاهيناز ، مش هتتغير؟!"
أعطتها إبتسامة ساخرة ، لتُنهى حديثها ، وذهبت للداخل ، تنهدت كاريمان بإرهاق ، فما كان ينقُصها ، كلمات سلمى الجارحة.
•••••••••••••••••
مكث داخل سيارتة ، يُراقبهم وهم ، يصعدون إلى سيارتِهم ، وهى معهم ، كما أن تعابيرها ، تبدو حزينة ، ومُتعبة!! ، هو يعلم جيداً ، ما سبب كل ذلك ، كيف لا؟ ، وهو الذى كان يراقب الجميع ، ولكن من بعيد ، ولقد حان الوقت ليتدخل.
أنطلقت السيارات ، ليُشير إلى سائقة ، بالتحرك خلفهُم ، فنفذ الأمر بطاعة.
••••••••••••••••••
وقفت نور داخل شُرفتِها ، وهى تفرُك يديها بتوتر ، لقد أتى أكرم بالفعل ، وقام بسحب هادى وذهبا ، لا تعلم إلى أين!؟ ، ولكنها لمحت كاريمان ، أثناء ذهابِها معهما ، فتملكها القلق.
طرق باب غُرفتِها ، فكانت سلمى ، أذنت لها بالدخول ، لتتقدم وتجلس ، فوق الأريكة.
تحدثت بنبرةٍ ، تحمل الكثير من المعانى.
"مش ملاحظة ، إن من ساعة ما كاريمان شرفت! ، والبيت مقلوب!؟ ، بصراحة .. أنا مش مطمنالها"
زفرت نور بضجر ، فهى ليست بحال ، لتحمُل ألغاز سلمى الأن! ، أجابتها برجاء.
"سلمى ، من فضلك! ، بلاش الكلام دة دلوقتى ، أنا فعلاً قلقانة خلقة"
أومأت سلمى بتفهُم ، وأردفت بمواساة.
"متدايقيش منى ، أنا بهلفط بالكلام ، المهم عايزاكى تطمنى ، شاهيناز فى المستشفى ، عشان كدا هُما خرجوا"
قطبت نور حاجبيها ، وقد هدأ توترِها قليلاً ، فتسائلت بفضول.
"مستشفى!!! ... ليه؟؟"
رفعت الأخرى كتفيها ، كعلامة على جهلِها ، وردت بإختصار.
"معرفش! ، بس كاريمان قالت ، إن إدارة المستشفى ، كلموها وقالولها الخبر دة ، لكن مقالتش حصلها أية"
هزت نور رأسِها ، وهى تُفكر بعُمق ، ياترى؟! .. ما الذى أصاب شاهيناز؟! ، ستعلم حينما يعود زوجِها ، فلن يرتاح بالِها ، قبل أن تعرِف كل شئ.
••••••••••••••••••••
وقف ثلاثتِهم ، أمام تِلك الغُرفة ، والتى حينما قامت كاريمان ، بقراءة عنوانُها ، أصابها الذُعر ، فلم تكن سوى ، ثلاجة الموتى! ، أصبحت قدميها كالهُلام ، وكادت تسقط ، ليلتقطها كلاً مِنهما من جهة .
نطقت ببحة مُعترضة.
"أكيد لا!! ، مش دى النهاية صح؟؟"
أردف هادى ، يحاول التخفيف عنها.
"دى أقدار يا كاريمان ، وأنتى مؤمنة بالله! ، ولازم تتأكدى ، إن دة عُمرها؟"
عصرت عينيها بقوة ، وكل كلمةٍ من فمة ، تخترق أُذنيها ، وتصل إلى أعماق قلبِها ، لتطعنة بقوة.
دخلت إلى الغرفة ، ووقفا هُما أمام الباب ، ينتظِران تِلك اللحظة الحاسمة ، أمسكت الغطاء الأبيض ، والذى تلطخ ببعض الدماء ، ويديها ترتعش ، أزالتة ببُطئ عن وجهِها ، لتخرُج من فمِها ، شهقة مُرتعبة.
رغم تشوة ملامح الجُثة ، ولكنها هى .. والدتُها! ، لم تتمالك أعصابِها ، ليرتطم جسدها بالأرض ، بعدما دخلت فى حالة إغماء ، هرول كلاهُما إليها ، وناديا المُمرضات ، فقاموا بأخذِها ، ليتفحصُها الطبيب.
أتى أحد أفراد الشُرطة ، والذى كان شابً فى مقتبل العُمر ، وألقى نظرةً خاطفة فوق جسد شاهيناز الراقد ، ثم قال.
"ها يا هادى بية؟! ، أتعرفتوا على الجُثة؟"
أومأ هادى بتأكيد ، ونطق شاعراً بصُداع ينخر رأسة.
"أيوة ، هى شاهيناز عمران"
نطق الشاب بعملية.
"البقاء لله سيادتك ، بس حالياً ، كُنت محتاج أخد رأيك؟ ، تحب نقفل القضية؟ ، ونأيدها ضد مجهول!؟ ، ولا فية شخص معين شاكك فية؟؟"
ألتمعت عينا هادى ، مُنذرةً بالشر ، وأجاب دون تردد.
"عشماوى ، هو اللى قتلها"
تسائل الشاب ، بطريقة مهنية بارعة.
"تمام ، سيادتك عندك أى دليل ، على كلامك دة؟"
أجاب أكرم من خلفهم .
"أعتقد! ، كاريمان تقدر تفيدنا ، بس لما تفوق وحالتها تسمح ، نبقى ناخد أقوالها"
وافق الشاب ، وشكرهما وذهب ، عائداً من حيث أتى.
••••••••••••••••••••
عاد حسين مِن عملة ، وبحث عن إبنتة ، فقد أشتاق لها ، وجد شقيقها مجدى ، يتحرك تجاة البوابة ، ويجُر خلفة ، حقيبة سفر متوسطة الحجم ، وقف حسين أمامة ، ليسألة بفضول.
"خير؟! ، على فين العزم؟ .. فى نصاص الليالى كدا!!"
تأفأف مجدى ، وأجابة بلامبالاة.
"مسافر باريس"
أومأ حسين بسخرية ، وقال.
"رايح تتسرمح مع الخواجات طبعاً؟ ، وياترى المرادى هتقعد قد أيه؟! ، شهر ولا أتنين!"
أبتسم مجدى بغيظ ، فهو يعلم جيداً ، بأن والدة يتعمد التقليل منة ، ونطق.
"لا شهر .. ولا سنه حتى ، أنا مش راجع مصر تانى أصلاً"
أشتعل غضب حسين ، بفضل ما قالة مجدى للتو ، هل حقاً سيترك موطنة ، ويذهب لقضاء المتبقى من عُمره ، بعيداً عنة ، ليس وكأن وجوده يعود بفائدة! ، فدائماً ما كان مجدى ، كالحاضر الغائب بينهم ، فما الفارق إذا ظل بمِصر ، أو إذا رحل لبلدٍ أخر؟! .
أردف حسين ، بنبرةٍ يملؤها خيبة الأمل ، ونظرتة لمجدى ، تحمل الكثير من الإزدراء.
"وأنا اللى فكرتك ، كبرت وبقيت راجل ، يُعتمد علية ، وكُنت بجهز عشان تستلم مكانك ، فى إدارة شركتى؟ ، أتاريك زى ما أنت ، بل بقيت أسوأ كمان ، ودلوقتى عايز تهرب ، وتتخلى عن مسؤولياتك!"
ربت حسين كتِف ولده ، وقال بتهديد صريح.
"روح يا مجدى ، سافر وعيش حياتك .. فى بلد غريب ، بس عايز أفهمك حاجة ، أنا عملت توكيل ، بكُل أملاكى لأُختك ريهام ، هى بس اللى تستحق فلوسى وثروتى ، لإنها تعبت معايا كتير ، وقت ما أنت كنت داير ، تتمسخر مع الحريم ، هى كانت واقفة فى ضهرى فى الشغل"
ظن حسين ، أن مجدى سيثور ، ويرفُض كون ثروة والده ، ستذهب لشقيقته ولن يبقى له أى شئ ، ولكن على العكس تماماً ، فمجدى لم يتفاجأ ، ورد بكُل هدوء.
"أنا مش عايز منك حاجة ، ومش مسافر ، عشان أتسرمح زى ما أنت بتقول! ، كل الحكاية ، إن واحد صاحبى ، عرض عليا ، نفتح شركة أزياء فى باريس ، والمكسب النُص بالنُص ، فوافقت"
صمت قليلاً ، وأكمل بجدية ، لم يتحدث بها من قبل.
"الموضوع مش موضوع شركة وبس! ، الفِكرة كلها إن دى حاجة ، هتكون بإسمى وتحت إشرافى ، أنا حابب أعمل نفسى بنفسى ، مش أبقى مجرد ضِل ليك! ، وأمسك إدارة شركات حسين بية ، عايز يكون ليا اسمى وفلوسى وحياتى"
هربت دمعة يتيمة ، من عين حسين ، يشعر بالتأثر ، وعدم التصديق ، والسعادة ، أحقاً هذا مجدى؟ ، ولده المُستهتر ، الذى كان لا يعبأ بشئ ، أهو ذات الشخص ، الذى كان يركض خلف الفتيات!! ، ليلاً ونهاراً باحثاً عن التسلية ، كيف ومتى تغير هكذا؟!!.
كاد حسين أن يتحدث ، فقاطعة مجدى ، وهو يستأذن مُعتذراً.
"أعذرنى .. مش هقدر أقف معاك كتير ، طيارتى بعد نُص ساعة ، ومش عايز أتأخر ، سلام يا ... بابا"
لم يعطة فُرصة ، ليودعة ، لم يترُكة يُعانقة لأول وأخر مرة ، فقط ذهب واختفى ، وهو يعلم أنه لن يراه أبداً بعد الأن ، أتت ريهام من الداخل ، ورأت والدُها ، يقف بمُنتصف الحديقة ، وكأنه تجمد على ذلك الوضع ، فعلمت أنه بالتأكيد ، قد تصادف مع شقيقها ، وهذا ما تسبب بجعلة فى تِلك الحالة.
أقتربت إلية ، وقامت بمُعانقتة ، وهى تواسية بكلِمات ، تعلم أنها لن تعوضة ، عن فُراق شقيقها ، ولكن على الأقل ، ستهون عليه قليلاً.
"مسيرة هيرجع ، ولو غاب عشرين سنه ، فى الأخر هيرجع لينا ، بس هيكون إنسان تانى ، أحسن وأوعى من مجدى القديم ، هو محتاج فُرصة ، يثبت نفسة للكُل"
أبتعدت لتُزيل بقايا دموعة ، وابتسمت بمُشاكسة ، قائلة.
"وبعدين ، ينفع العيون السود دول .. يعيطوا؟!"
حاول حسين ، السيطرة على عواطفة ، وتحدث بعدما أرتدى قناع الجدية المزيفة.
"أنا مكنتش بعيط! ، دول شوية تُراب ، دخلوا فى عينى"
قهقهت ريهام ، وهى تراه ينفى بُكاءة ، فقط ليُحافظ على كبرياءة ، فهزت رأسِها ، وكأنها تُصدقة ، وقامت بجذبة خلفِها من يده ، قائلة بمُزاح.
"ماشى يا سيدى ، هصدقك بس بمزاجى ، المهم تعالى نتعشىٰ سوا ، ده أنا عملالك صينية بطاطس بالفراخ ، إنما أية! ، هناكُلها ونروح القصر العينى على طول"
•••••••••••••••••
أنهى الشُرطى ، أستجوابه لكاريمان ، طالباً مِنها ، وصف ملامح عشماوى ، وهيئتة ولم تبخل هى ، عن الإدلاء بأى معلومة لديها ، فرُغم تخلخُل علاقتِها بوالدتها ، ألا أنها لا تريد ، أن ينعم عشماوى بالحُرية ، بعد ما أرتكبة من جرائم ، لقد علمت للتو ، ما حقيقة ذلك المُجرم ، وأن هادى وأكرم كانا الضابتان ، المسؤولان عن قضيتة.
دلف هادى وأكرم إلى الغُرفة ، لتطرح سؤالِها بفضول.
"هُما هيلاقوه مش كدا!؟ ، هيقبضوا علية يا هادى صح؟"
أومأ لها هادى ، فى محاولة لبث الطُمانينة لقلبِها ، فرؤيتها لجُثة والدتِها ، لم يكن بالأمر الهين أبداً ، تحدث أكرم موضحاً لها.
"أنا وهادى اللى ماسكين القضية ، وعشماوى هيتقبض علية قريب ، وصدقينى أقل واجب هيتعمل معاه ، أنه ياخد إعدام"
زفرت بإرتياح ، فهذا ما أرادت سماعة ، قاطع هدوء الأجواؤ بينهم ، دخول رجُلاً فى مُنتصف العُمر إلى الغُرفة ، يرتدى بذلة أنيقة ، ويستند بجسده ، فوق عُكاز ذهبى اللون أنيق ، ويُخفى خُصلاتة الرمادية ، تحت تِلك القُبعة الدائرية ، فمن يراة ، سيظُن أنه أحد الأثرياء الأجانب.
أول من قابلت عيناه ، كانت كاريمان ، حيث ظلت نظراتِها ، مُتعلقة فوق ملامِحه ، تتفحصُها بتركيز ، وهو يبادلها بإشتياق ، بينما أكتفى هادى وأكرم ، بتبادل النظرات المُتعجبة ، لا يعرِفان من هذا؟ ، أو ماذا يفعل هنا ، ولما يرمُق كاريمان هكذا؟!.
فتملكت الصدمة مِنهما ، حينما نطقت كاريمان ، بنبرةٍ مُشككة.
"بابا؟!!"
أزال إبراهيم قُبعته ، ليظهر وجهة ، بصورةٍ أوضح ، فهب هادى واقفً ، وهو يصيح بغضب.
"إبراهيم؟ ، أنت أزاى تيجى هنا!!؟ ، وليك عين بعد اللى عملتوا؟"
قهقة إبراهيم بسُخرية شديدة ، بالطبع شاهيناز هى من لعبت بعقولِهم ، وأخبرت الجميع بهروبة ، لتظهر أمام عائلتها وإبنتِها ، بمظهر الأُم المُضحية ، التى تركها زوجِها الفاسد ، ورحل غير عابئاً بطفلتِة القادمة .
إزداد غضب هادى ، من ضحِكاته الساخرة ، وظن أنه يستهزأ به ، ولكن إبراهيم ، جلس بهدوء فوق أحد المقاعد ، وأردف بِصدق.
"ليك حق تعمل أكتر من كدا! ، شاهيناز قدرت تلعب دورها صح ، أتفضل أُقعد يا هادى ، وهنتكلم ونتفاهم ، وهحكيلكوا على كل حاجة ، من البداية"
رفض هادى الجلوس والإستماع لأكاذيبة ، فقام أكرم بتهدأتة ، فهو يشعُر أن ذلك الرجُل صادق ، ولا يعلم لما؟ ، فأقترح أن يستمِعان لما لدية ، فلا ضرر أو ضِرار بالنهاية!.
بدأ إبراهيم بسرد الماضى ، بعدما تأكد من جلوس هادى .
"بعد جوازى مِن شاهيناز ، اللى جدك عمران الله يرحمه ، كان رافض إنه يتم ، بسبب مستوايا المادى ، وإن أزاى إبراهيم خريج كليه حقوق ، يتجوز شاهيناز هانم بنت عمران باشا ، وبعد ما عملت أراجوز قدام الكُل ، عشان يوافق ، لإنى كُنت بحبها بجد ، وللأسف كُنت فاكر إن هى كمان ، بتحبنى!"
...........
F.B
وقفت شاهيناز ، بطالتِها التى تخطِف أنفاسة ، وهى تستمع لما يُمليه عليها ، بسعادةٍ كبيرة.
"أخيراً أبوكى وافق ، وهنتجوز يا شاهى ، أنا مش مصدق نفسى ، حاسس إنى بحلم؟"
ضحكت هى بغنج ، وأردفت بنبرةٍ رقيقة.
"لا يا إبراهيم ، أنت مش بتحلم ، دى حقيقة ، كلها شهور وهبقى مراتك وفى بيتك ، بس..."
بترت حديثها ، وهى ترمُقه ، مُتسائلة ببعض الشك.
"مش غريبة ، إن بابى يوافق على جوازنا ، بعد ما كان مُصمم إننا منتجوزش؟!"
أنزل إبراهيم رأسة ، حينما تذكر ما فعلة ، لأجل أن يُتمم تِلك الزيجة ، ويفوز بشريكة العُمر ، التى لطالما تمنى قُربها ، أقتربت شاهيناز منة ، وقامت برف وجهة ليُقابل ، نظراتِها الحنونة .
وهى تتسائل بقلق.
"مالك يا إبراهيم؟ ، بابى عملك أى حاجة زعلتك؟!"
تنهد إبراهيم ونفى ، موضحاً لها بطمأنة.
"أبداً ، كل اللى حصل ، إنه مضانى على وصولات امانة ، وقالى لو فيوم زعلتك ، أو حتى مديت إيدى عليكى ، هيسجنى"
قطبت حاجبيها ، وهى تصيح غير مُصدقة.
"يا خبر !! ، أزاى بابى يعمل معاك كدا؟ ، أنا هدخل أكلموا ، واخليه يقطع الوصولات دى فوراً"
أستدارت ناوية العودة للقصر ، فمنعتها قبضته ، وهو يُعيدها نحوة ، وقال بعِشقٍ والة.
"رايحة فين؟ ، ده أنا مصدقت إنه وافق! ، كُلة يهون لأجل إنك تبقى مراتى ، والوصولات دى ، مش هيعمل بيها حاجة ، لإنى عمرى ما هزعلك فيوم ، ولا أجرحك ، حبى ليكى أكبر من كل حاجة يا شاهى"
............
END • F.B
أكمل إبراهيم ، والعِبرة تظهر داخِل عيناه ، ولكنها تأبى الهبوط .
"أتجوزنا ، وعيشنا أول كام شهر فى حياتنا ، زى أى إتنين بيحبوا بعض ، بس بعد كدا ، بدأت ألاحظ تغيرات كتير أوى على شاهيناز ، زى تأخيرها برا لنُص الليل ، أو كلامها فى التليفون طول اليوم ، وخناقها معايا ، حتى على أتفة الأسباب ، وكأنها كانت بتتلكِك ، عشان أزعقلها! ، فقررت أراقبها ، قلبى مكانش مطاوعنى إنى أشُك فيها ، وقولت يمكن دى أعراض حمل مش أكتر ، وفعلاً ، فى يوم جاتلى وقالتلى إنها حامل ، فرحت جداً ، بس هى مكنتش فرحانة!"
أستنشق بعض الهواء ، وحاول إكمال القصة لهم ، مُتجنباً جرح إبنتة باى طريقة.
"عدى شهر ، كانت علاقتنا فيه كويسة ، وكُنت شيلت أى شك فى قلبى من ناحيتها ، لكن ربنا محبش إنه ، يخفى عنى الحقيقة ، وفيوم كان عندى شغل مُهم ، وقولتلها إنى هتأخر وهاجى على الفجر ، وروحت شغلى ويشاء القدر ، إنى أخلص كل اللى ورايا بدرى ، وأنا مروح جبتلها بوكية ورد ، بحاول أفرحها زى الأول ، ولما دخلت البيت ، أتصدمت ، كانت قاعدة فى حُضنة ، وبتضحك معاة بكُل بجاحة ، ولما شافتنى مخافتش ، ولا أتفجأت ، بالعكس أبتسمتلى ، أكنها مش فارق معاها وجودى"
رمق كاريمان ، ليُكمل بحسرة.
"قربت مِنة ، حاولت أضربوا ، أو أقتلوا ، بس للأسف كان أقوى منى ، وضربنى لحد ما فقدت الوعى ، ولما صحيت ، لقيت نفسى مرمى فى حتة مقطوعة ، وجمبى شنطة فلوس ، وجواب مكتوب فية ، إنى أخد الفلوس دى ، وأهرب برا البلد خلال يومين ، وإلا هيقتلونى وهيقتلوا بنتى ، خوفت .. أترعبت من فكرة إن ، بنتى اللى لسة مجتش للدنيا ، تموت بسببى ، فأخترت الهروب ، وخلال يومين ، جهزت ورقى وسافرت إيطاليا ، قضيت هناك خمسة وعشرين سنه ، نُصهم مرمطة وذُل ، فى مليون شُغلانه ، وبقيتهم عملت فيهم اسمى ، وحلفت إنى مرجعش مصر ، إلا وأنا أقوى ، ونفذت حلفانى ، وفى مقابل دة ، كانت شاهيناز ، معيشاكوا فى تمثيلية ، إنى الأب الشرير ، اللى ساب مراتو وبنتوا وهرب!"
أنهى حديثه ، وقابل تعابير إبنته الجامده ، تمنى لو أنها تنطق بأى شئ ، لقد شعر بالعاطفة تجتاحة ، حينما نطقت كلمة بابا لأول مرة ، حتى دون أن تتأكد ، إن كان والدها بالفعل أم لا ، تدارك هادى الأمر ، فقرر إعطائهما فُرصة .
خاصتً بعدما رأى ، تدهور حالة كاريمان النفسية ، خلال تلك الأيام ، مع خبر وفاة والدتِها أيضاً ، يجب أن تجد من يعوضها ، عن كُل ما حُرمت منه ، من حنان وأحتواء ومحبة وتفهم.
قام بالغمز لصديقة أكرم ، وأستعدا للخروج ، فأعتذر أكرم بتهذيب.
"طيب ، أنا وهادى هنستأذنكوا ، هنروح نشوف الجماعة فى البيت ونطمنهم ، وهنرجع علطول"
أومأ لهم إبراهيم ، وشكرهما بإبتسامه خافتة ، وقبل أن يغادر هادى ، أستدار موجهاً كلماتة لإبنة عمتة ، كى لا تشعر بالغُربة.
"كاريمان ، لو أحتجتينى ، أتصلى عليا بس ، وخلال ربع ساعة ، هتلاقينى قدامك ، وكمان أنا كلمت عامر ، وعرفتوا اللى حصل ، وأصّر إنه يجى يشوفك"
ألقى كلماتة ، وتركهما سوياً.
.................
تقدم هادى إلى السيارة ، ولكنه صعد إلى المقعد ، المجاور لمقعد السائق ، وقبل أن يستعجب أكرم منه ، ألقى المفاتيح إليه ليلتقطها ، وقال وهو يُدلك جبينة بتعب واضح.
"سوق أنت ، عشان تعبان جداً ، ومش شايف قدامى"
نفذ أكرم طلبة ، فهو يبدو مُرهقاً بحق ، وأنطلق نحو القصر ، وأثناء قيادتة ، ظل يُفكر ، هل هذا هو الوقت المُناسب ، لكى يخبر هادى برغبته ، فى عقد قرانة ، على شقيقتة سلمى؟ ، وفى النهاية ، قرر أن يترك الأمر فيما بعد ، فحالة صديقة الأن ، لا تسمح بأى حديث كان.
...................
داخل ذلك المخزن المهجور ، والذى لا يبدو مُخيفً ، بالقدر الكبير ، جثى عشماوى ، فوق الأرضيه الباردة ، وكِلا ذراعية ، مقيد بسِلسالٍ من الحديد ، مُثبت فوق الجدار الضخم ، حتى لا يتمكن من أتخاذ أى حركة.
وكان قد فقد قدرتة ، على الصراخ وإلقاء السُباب ، فهو فعل ذلك طوال الليل ، ولم يستجيب له أى مخلوق ، لا يعلم كيف أنتهى بة الأمر هُنا ، كل ما يتذكرة ، هو حينما خرج من شقه الزمالك ، بعد إتمامة لجريمتة ، وبنيتة التوجة نحو قصر آل عمران ، ليأخذ بثأرة ، من ذلك المدعو هادى.
وفى طريقة للتنفيذ ، وجد بعض الرجال ضِخام البنية ، يلتفون حولة كدائرة ، وقبل أن ينطق بحرف ، قام أحدهم بضربة من الخلف ، فوق رأسه بشئ معدنى ، وحينما أفاق ، وجد نفسة داخل هذا المكان.
سمِع خطواتٍ تقترب إلية ، فرفع وجهة ليرى من صاحبها ، ولم يكن سوا ، رجُلاً فى بداية الأربعينات ، ملامحة حادة ، وصارمة للغاية.
سأل عشماوى ، بصراخ مُشتعل بالغيظ.
"أنت مين؟ ، وعايز منى أية!!؟"
أشار الرجل بسبابتة نحو فمة ، كإشارة له بأن يصمت ، وأجابة بجمود.
"ملكش أى حق إنك تسأل ، لإنك هتعرف كل حاجة ، بس مش دلوقتى ، لما الباشا يجى"
ضغط عشماوى فوق فكيه ، لبرود من يمكُث أمامة الأن ، وقال بهيستيريا.
"باشا دة عليك أنت ، مش علياا!! ، أنت متعرفنيش شكلك ، لو مخرجتنيش من هنا! ، أنا هقتلك ، هقتلكوا كلكوا"
لم يعبأ الرجل بعويلة ، وأستدار عازمً على الرحيل ، فالوقوف أمام ذلك الأخرق ، لا يُنتج عنه أى إفادة ، لذا فالأفضل ، هو تركة بمُفردة ، حتى يأتى صاحب الشأن ، ليتصرف معة كما يشاء.
••••••••••••••••••
أقترب إبراهيم من فِراس المشفى ، التى كانت مُضجعةً علية ، فسألها بشوق .
"حرمانى من صوتك ليه يا بنتى؟ ، مش كفايا إنى إنحرمت منك ، طول السنين دى كلها! ، أتكلمى! ، قولى كل اللى فى قلبك ، لكن متبُصليش وتُسكتى كدا؟"
إخترقت الدموع عينيها ، لتبتسم بمرارة ، وهى تُردف وأخيراً ، بعد فترة من الصمت.
"عايزنى أقول أية؟! ، أخدك بالأحضان ، وأتعامل بشكل طبيعى!! ، وى أى أب وبنتوا؟!! ، ولا عايزنى أواسيك ، ونقعد نتكلم ، فى قد أية شاهيناز ، كانت ست فاسدة؟!"
مد يدة ، مُربتاً فوق وجنتِها ، مُجيباً بِبُكاءٍ مكتوم.
"عايزك تعملى اللى يريحك ، أنا عارف أنتى مريتى بأية ، وفاهم إنك عانيتى كتير ، ومُتأكد إن بُعدى ، ساب جواكى فجوة ، مقدرتيش تسديها ، بس صدقينى ، هروبى مكنش بإرادتى! ، لو مكُنتش خايف أخسرك ، كُنت فضلت وحاربت وواجهت؟! ، لكن وقتها ، أختيار الهروب كان الأحسن ، عشان اقدر أحافظ على حياتك ، ووعدت نفسى إنى هرجع وأنتقم ، وأدينى أهو قُدامك ، وبوعدك إنى أعمل أى شئ ، فى مقابل إنى أعوضك عن غيابى! ، سامحينى يا كوكى"
رأت الصِدق ينبُع من عينية ، وحديثة أكد لها الأمر ، فلم تستطع الجفاء علية أكثر ، ولا تُريد أن تقسوا على نفسِها ، يكفى ما عانتة ، والأن حان الوقت ، لتُقدم لروحِها ، حياةً جديدة ، وبداية أفضل ، مع والدِها الحنون.
أقتربت مِنه بجذعِها ، وقامت بمُعانقتة بقوة ، فتأكد أنها إشارتها الخضراء ، ليمحيان أخطاء الماضى ، ويرسُمان مُستقبل جديد ، بادلها بلهفةٍ كبيرة ، لا يصدق أنها بين يدية ، بعد حِرمانة مِنها لسنون.
أبعدها قليلاً ، وأبتسم بعبث ، ليطرح سؤالة عليها ، وأناملة تُزيل بقايا عِبراتِها.
"أحكيلى بقا ، يطلع مين عامر دة؟؟"
هو يعلم جيداً من هو عامر ، لقد راقبها لبِضعة أيام ، وتعرف عل عامر من بعيد ، وتأكد من طبيعه العلاقه بينهما ، فإبنتة عاشقة لهذا الرجل ، ولكنه أراد إخجالِها ، وها قد نجح ، فتصبغ وجهها بلونٍ وردى ، لتُنزِل رأسِها للأسفل.
ونطقت بصوتٍ مُنخفض ورقيق.
"دة يعنى ، شخص بيحبنى و... ، يووة بقا يا بابا ، متحرجنيش"
تعالت قهقهاتة مُتسلياً ، وقرر عدم التعمق بالأمر الأن ، لينتظر حتى ينتهى كل شئ.
قاطعهما دخول عامر ، مُقتحماً الغُرفة دون إستأذان ، وأقترب إليها صائحاً بقلق ، بينما صدرة يعلوا ويهبط بوتيرة سريعة.
"كاريمان ، حصلك حاجة!؟ ، أنتى كويسة مش كدا؟! ، طب أجبلك الدكتور تانى؟!! ، شكلك تعبانة لسه هنادى علية يطمنا"
كان يسأل ويسأل ، دون إنقطاع ، حتى هدأه إبراهيم ، وهو يرى مدى خوفة على إبنتة ، قائلاً بمٕزاح.
"أقعد خُد نفسك الأول ، وبعدين مالك قلقان لية؟! ، مهى قُصادك زى القردة أهى! ، ولا أنت قلبك رهيف بقا .. وهتتعبنا معاك؟!"
نظر له عامر ، وقد أستوعب للتو وجودة ، فهو لم يراه حينما دلف إلى الغرفة ، فتسائل بتشوش.
"مين دة يا كوكى؟!!"
••••••••••••••••
أنتهى.
عاملين أيه يا حبايب قلبى وحشتونى جداً ، عارفة إنى أتأخرت عليكم بس كنت تعبانه أوى ومازلت تعبانه ، لكن قولت مينفعش لازم أنشرلكوا الفصل الجديد ، طبعاً هو مش طويل أوى ، بس يعنى مناسب ، لإن كدا كدا الروايه فى أخرها ، والأحداث مش كتيرة ، وأنا مش عايزه أمُط فى الاحداث عشان متبقاش ممله ، واكون بملى على الفاضى.
وطبعاً الروايه هتخلص أول ما الأحداث تخلص ، وده ممكن يحصل الفصل الجاى أو اللى بعدو بالكتير أوى يعنى واحد من الفصول الجايه هيكون أخر فصل ، وبس عشان مطولش عليكم أتمنى يكون الفصل عجبكم وحبيتوه.
متنسوش الفولوا يا قمراتى♥🌙.
أشوفكم على خير.
وداعاً.