مرحباً أحبابي 🌼💜
-----------------------------
+ حبِيبُ الأَمسِ إن أَضحَي عَدو اليَومِ لا تَغضَب +
.........
" ما هي السعادة "
التفت الجميع حولهم وكأنهم يسألون هل هذا السؤال موجه لهم؟
قد يبدو السؤال بسيطاً أو ضعيفاً نوعا ما ولكنه في النهاية بالتأكيد يحمل مغزي بداخله
" لا تنقبضوا هكذا ، هو سؤال بسيط ولكنه يحمل معانٍ كثيرة "
مازال الجميع صامت ولا يعمل بمَ يجاوب حقاً أنه سؤال خَفي
تقدمت ماريا بالكلام وهي تسأل
" أتسألين عن السعادة من المنظور العام أم المنظور الشخصي لكل منا ؟ "
ابتسمت الطبيبة واعجبت بذلك السؤال
" من الجيد الوصول لتلك النقطة ولكن لندع كل منا يخبرنا بـ أين يشعر بالسعادة ؟ "
همهم الجميع حولهم من الفهم وبدأ الصوت يعلو
تحدث فيليب وهو يمزح
" الطعام كفيل بإسعاد الكوكب "
قهقهت الطبيبة بصوت منخفض بعد سماعها لإجابة فيليب ولكنها اكملت خلفه
" ربما ذلك ولكن الفيل يأكل ويشرب عشرة اضعاف الإنسان لذا هناك من هو اسعد منك "
عبس فيليب في حين غمزت الطبيبة في النهاية من ما جعل الآخرين يضحكون خلفه
طرح جاس خلفه رأيه
" الحركة ربما ؟ "
سألت خلفه الطبيبة
" أي نوع من الحركة ؟ "
اجابها جاس وهو يبدو متحمس
" القفز لمسافات مثلا اعني الوثب"
سخر البعض من اعتقاد جاس ولكن ردت عليه الطبيبة بكل إعتيادية وهدوم مماثل
" اتعلم ايها الشاب ان الإنسان يستطيع قفز اربعة اضعاف طوله مثل ما فعل مايك باويل في طوكيو في الأولمبياد ولكن في نفس الحين البراغيث الصغيرة تقفز مائة وتسعون اضعاف طولها الخاص لذلك هناك من هو أسعد منك "
ضحك الجميع بصوت عالً حين تمتم جاس هو يفرك اقدامه في الأرض الرملية اسفله
" ليس عدلا "
ظلوا يضحكوا قليلاً ولكن ما اصمتهم جميعاً وجعلهم في حالة دهشة حين نطق تايهيونغ من وسطهم بصوت عال
" الجنس ! "
وتم قرص تايهيونغ في فخذه سريعاً بعد نطقه واعطاه جونغكوك نظرات تحذيرية وفي المقابل تايهيونغ قلب عينه علي ذلك ولم يهتم ، تحدث وكأنه اكثر شئ اعتيادي
معظم الجالسين شعروا بالإحراج لذكر امر كهذا علي الملأ امام الطبيبة ولكنها في المقابل قابلت تلك الإجابة بإبتسامة رزينة ولم تمنع أذناها الحمراء من إضاحة كم هي محرجة من ذلك السؤال ولكنها اجابت بـ إعتدال
" أولاً ذلك أمر مؤقت للسعادة ثم أتعلم بأن حيوان الشامبانزي يستطيع ممارسة الجنس يومياً واحيانا تصل
لـ سبعة مرات في اليوم ! , بالتأكيد هو أسعد منك "
ضحك جونغكوك بصخب علي تعابير تايهيونغ التي ابداها وكان فمه مفتوح وكأنه لا يصدق الذي يُقال أمامه ويشعر بالإنذهال
" يا ألهي أرغب بقدرته "
تمتم تايهيونغ بصوت شبه مسموع جعل الجالسين يضحكون ثانيا ولكن نغزه جونغكوك في وركه لكي يصمت بهذا الحديث المحرج والذي يعلم بانه لن يسلم منه حين يعود مع اصحابه
" العبادة ؟ "
صوت ريان الذي صدح في الجو جعل الطلاب يوقفو الضحك ويستمعوا له
افادت الطبيبة بإجابتها وجعلتهم مقتنعين حين قالت
" الملائكة حولنا تسبح طيلة الوقت منذ خلقها الي الفناء هي الأحق بالسعادة منا ! "
همهم ريان وهو مقتنع تماما بحديث تلك السيدة التي شعر بأنها تحمل كما ثقيلا من المعلومات
" إذا لم يصل أحدكم الي الآن ما هي السعادة ؟ "
لُم يجب احد بعدها وهي صمتت قليلا تعطيهم الوقت المزيد لكي يفكروا اردات البداية في حديثها الخاص وحين فتحت فمها للبدأ في الكلام سبقها صوت جونغكوك الرزين وهو يشرح ما كان يَحفظه في جُعبته
طوال الوقت
" السعادة ليست شئ مُطلق نحصل عليه طوال الوقت
فـ بهذا سنفقد لذتها ، لذلك السعادة مؤقتة نحصل عليها من الداخل او من الخارج ، لا اعلم كيف اصف ما بداخل رأسي ولكن لا اعتقد بأن السعادة ستأتي دائما من نفس السبب "
رفعت الطبيبة حاجبيها بإعجاب وهي تسمع شرح الشاب أمامها وبدا علي وجهها الإعجاب الشديد بما قاله ومازالت صامتة تستمع إن كان سيضيف جديد
هي رأت ما عنده من التفكير لا يجوز التفريط به
ولكن ما إذن رأته يصمت حتي بدأت هي في الحديث المنطلق
" قال الكاتب دانييل جيلبيرت في كتابة stumbling on happiness أن البحث عن اللذة الجسدية لا بأس به للخنزير ولكنه هدف لا يرتقي بمقام كائنات معقدة وراقية و متمكنة كـ الإنسان , إذاً السعادة الخاصة بنا لا يجب علينا البحث عنها وسط الملذات الإعتيادية لأي حيوان مخلوق برغبات مثلنا تماما نحن البشر ، الأمر أرقي بـ كثير "
صمتت بعد قليل حين رأت الرغبة في الحديث في أعين بعض الطلبة امامها
رأت توهج أعينهم والسماحة في وجوههم وهم يسمعون حديثها بصدر رحب
أول شخص كان يتكلم سريعاً والتي ردت بما جال في خاطرها هي ماريا التي تشبثت بمعتقادتها الدينية
" ولكن قال بوذا القدير أن الحياة السعيدة هي التي تغيب فيها المعاناة ! "
سمعت اصوات استهزاء خلفها ثم صرح آيزيك وهو يتحدث لأول مرة منذ بدأ ذلك الحوار
" و كيف ستغيب المعاناة إذ كانت هي التي تُعرفكي معني السعادة بـ وجود النقيض ! "
صمتت ماريا ولم تعرف بم ترد حقيقة
" ولكن قِيل عندنا في السعادة انها هي التي يتحد فيها الإنسان مع روح الخالق فـ يُصبحان واحداً فـ لا يري الإنسان نفسه "
تحدث جاس وكان يبدو أنه يقرأ في كتاب بين يديه يبدو عليه العراقة والقِدم
ولكنهم صُدموا حين رأو اندفاع ريان فجأة في شكل أهوج وهو يقول
" ذلك قول لا دليل له من الصحة ، كيف إتحاد الخلق مع الخالق ؟ أيأمُركَ هو بأن تُهمل ذاتك التي خلقها هو لك ؟ "
صمت جاس ثم تحدث بعدها بإندفاع وسرعة
" ليس ان تهمل ذاتك ولكن ان تكرسها للخالق فحينها ستشعر بالسعادة الروحية حين ترتقي لتلك المقامات العالية ! "
ضحك ريان بسخرية و وجهه بدلا يظهر عليه الغضب المُكتسح
" إذا كانت السعادة محلها الروح فما فائدة الجسد إذاً ، الإله ليس متناقض ليخلق شيئاً وينهَ عنه ! "
إندفع بعدها صوت جعل الجميع يتفاجا لأنه لم يُري بينهم كثيراً وييدو أنه جديد بينهم
" بَلي هو يفعل ذلك ، أنظر مَن خَلق الشهوة بـ نفوسنا ؟ اليس هو ، ثم ينهي عن إرتكاب الفحشاء ، من خلق النفس برغباتها والملذات المرغوبة ، ثم يَنهَي عنها بقوله هي ضارة إذاً لماذا خلقها "
تحدث تايهيونغ وهو منفعل واستقام من مضجعه يتحدث وهو واقف يشير بأصابع الإتهام لكل شخص امامه
" انت قُلتها بـ لسانك! الفحشاء يافتي إنه إثم لا غُفران له ، وهو وضع لنا الحدود المباحة لنسير داخلها ليس للهو اينما كُنا "
ارتفعت اطراف شفاه تايهيونغ بإستهزاء وهو يرد عليه
" إذن انت بقلوك كهذا وكأنك تعبر أننا بـ حدود كـ الحيوانات لا يُسمح لها بالتجول خارجاً ، إذا كانت إثم ولا غفران له فـ كيف وَضعها في قلب كل نفس وأشتهاها ، هل هو يحب ان يرانا نعاني ! "
سأل تايهيونغ بسخرية وذلك جعل وجه ريان يبدو
كـ الشمس الحارقة لكثرة إحمراره
" تأدب وانت تتحدث عن الخالق ، لا يعني انك تنكر وجوده بانه غير موجود ! "
رد عليه ريان واراد إكمال حديثه بـ سخط ولكنه صمت حين رأي البروفيسور كيم يأتي من الخلف وبدا أنه يجلس طوال ذلك الوقت خلفهم يستمع لهم
" هَل لأني تواريت عنكم سـ تفتعلون شجاراً أم ماذا ؟ "
تقدم كيم و وقف أمام تايهيونغ ينظر له داخل عيناه
" من أنت ؟ "
رجع تايهيونغ خطوتان للوراء وشعر بالخوف
القليل فقط من الخوف وهو ينظر للرجل
" كيم تايهيونغ سيدي "
تحشرج صوت تايهيونغ وهو يتحدث ولكنه ثبت في نهاية تعريفه والغريب بأن البروفيسور ترك تايهيونغ امامه ثم تقدم من ريان
" فـ لتأت معي "
استقام ريان بـ دون أن يجادل وسار بجانب البروفيسور
بـ لا حديث يذكر
" أتريدون الإكمال أم إكتفيتم "
تحدثت الطبيبة بعد ان استشعرت سكون الأجواء حولها
" بلي سيدتي أكملي "
تحدث جونغكوك وهو ينظر حوله ولاحظ إختفاء تايهيونغ ولكنه تركه علي اي حال لا ينوي التشبث به
" دعوني ألخص لكم جميع تلك الجدالات التي حدثت وستحدث في المستقبل في جملة افلاطون حين قال السعادة هي التي تكون بناءً علي المبادئ والاخلاق
بـ غض النظر عن اللذة والألم ، افلاطون ارتقي بنفسه جسدياً وروحانيا الي مقام اعلي من ان يذكر ، هو صنف السعادة والحياة السعيدة خاصتة عن نقطة التقاء وهي نقطة محيرة لمن لا يفهمها ، نقطة التقاء قرار القلب بالعقل ، ستجد الكثير حاليا يفكرون بما الصعب بذلك ولكن دعونا نفكر بمثال بسيط ، ذلك الشاب الذي تحدث عن السعادة في الطعام "
جميعهم حولوا أنظارهم لـ فيليب الذي إبتسم بإحراج
" لنفترض بان ذلك الشاب يملك مرض السُكري وأمامه قطة حلوي هناك نقطتان امامه ، يأكلها وسيعاني من مرضه ولكنه سيحصل علي اللذة ، يتركها ويترك الذة ولكنه سيعاني من وجودها اماه والرغبة فيها وعدم الحصول عليها ؟؟ "
صمتت الطبيبة تستمع لهم وهم همسون ويهمهمون مع انفسهم يفكرون بصوت شبه عالٍ
" إذن تلك النقطة التي تتحدين عنها هي وصول ذلك الشخص لقناعة انه لا يحبها لأنها تؤذيه جسديا فبذلك يُرحم من المعاناة النفسية ويحصل علي اللذة الجسدية بغير ذلك الشئ "
هتفت الطبيبة بصوت شبه عالٍ
" تماما ، هي تلك النقطة أفلاطون تحدث عن تلك السعادة ولكنه وصل لها في جميع مراحل حياته وليس فقط في الأكل او أي شئ من الملذات الملموسة ، السعادة هي عندما يُصدر العقل قراراً فـ يتبعه القلب ولكن بـ رضاه ، وفوق كل ذلك والسعادة السائرة معنا طوال حياتنا هي سعادة الإختيار "
هزت الطبيبة رأسها تأكيداً علي كلامها وهي تكمل الحديث واستقامت تخطو خطيً صغيرة امام الشاطئ
" سعادة الإختيار وربما الكثير منا يغفل عنها ولا يشعر بلذة الإستمتاع بها ، سعادة بأنك مُخير في حياتك ولست مُسير مثلك مثل سائر المخلوقات ، وتلك الميزة التي ميزنا بها الإله عن الحيوانات او المخلوقات كـ أعم ، هُم مسيرين بـ تخييرات ولكنهم يظلوا مسيرين أما البشر فلهم متعة الإختيار ولذة التجربة "
قطع صوتها شاب تحدث بصوت متهكم ويبدو عليه الإنزعاج
" إذا كان الإختيار في اموري الشخصية فلربما هناك بعض اللذة ولكن اكبر الأمور في الحياة ليس لي عليها سلطان كـ عائلتي لم اخترها شكلي لم أختاره وجميع تلك الأشياء "
قطعت كلامه فتاة ذات شعر قصير لم يبدو عليها تقبل حديث الفتي المتهكم
" اجل ولكن بإستطاعتك ان تختار نهايتك وهذا هو الأهم ! "
إتفق الجميع معها وأيدها جونغكوك حين قال
" أجل انت ربما لم تختر اسرتك ولكنك تختار إذ كنت تريد الإكمال معهم ، شكلك انت من تختار ان تُحسنه او تحعله بشع أنت من لديك الحق بالتفكير وأمامك اكثر من اختيار ولكنك لا تنظر سوي للأراء المصمتة الماضية "
سمع الجميع من خلفة يهمهم ثم صوت تصفيق من الفتاة ذات الشعر القصير وهي تصفر
" أسقنا من حكمتك ارجوك "
سخرت الفتاة وهي تضحك فـ ضحك معها ولم يركز إذ كانت تسخر منه أم تمزح بدافع الضحك
رفع يده وكأنه يزيح التُراب من علي كتفاه وهو يضحك معهم
" ربما تختلط الأمور عليكم قليلاً ولكنكم تملكون حق الإختيار حقا ، انت تمتلك عقلا لتفكر وتميز بين الصواب والخطأ لذلك انت تملك الإختيار انت من تحدد إذ كانت نهايتك مرضية أم لا ، نهايتك محتمة اجل والموت لا مفر منه وذلك لا شك به ولكنك تريد ميتة السوء أم تبحث عن ما هو أفضل ، واعتقد يكفي وجودكم هنا لـ يثبت ان لكل شخص منكم حق الإختيار والتفكير "
جلست الطبيبة مكانها ثانية وهي نتظر للساعة في يدها وكانت الشمس علي وشك الغروب
" إذا لا أريد منعكم من ذلك المنظر لذا سنكتفي بهذا القدر "
استقام الفتيان يحركون اجسادهم إثر تعب الجلوس وسمعوا صوت فيليب وهو يتجه للطبيبة
" اعتذر عن سؤالي ولكن هل لي الشرف بـ التمشية معكي سيدتي الحسناء "
ضحكت الطبيبة وغطت يدها بـ فمها وانتشرت الحمرة الطفيفة علي اطراف وجهها
" لا بأس ولكن لأعلمك لدي خطيب "
عبس فيليب في الحال ولكنه مد يده بالرغم من عبوسة وعدم رضاه
" لا بأس لـ نستمتع باللحظة "
ضحكت الطبيبة وهي تمد يدها له يسيران بحانب بعضهما البعض واستمعا للقليل من التصفير والتصفيق خلفهم جعل فيليب يشغر بالإحراج لذلك التفت وقال
" فالتصمتوا حمقي ! "
هز جونغكوك رأسه يمينا ويسارا وهو يري ما يحدث ولكن إبتسامته لم تتزحزح من علي شفتاه
هو اعجب بذلك الجو حولهم من الطبيعة ومن البشر حوله بغض النظر عن الأجواء السلبية الي ربما تنبعث من حين لآخر ولكنه يشعر بـ النقاء
لطالما كان جونغكوك مُحب الطبيعة الصماء المتحدثة !
احب ذلك التناقض احب سماع صمت الأرض وحديث البحر يحب سماع صرير الرياح بين الشجر يُحب الإستماع الي زقزقة العصافير وصمت الأرض كان جونغكوك يهيم بتلك التفاصيل الصغيرة
ملئ رئتاه بالهواء ثم زفرها في موجة واحدة وتبدو عليه تهاليل السعادة والراحة
لف رأسه ينظر لآيزيك أمامه وجده يلعب الحصا ويبدو انه مازال غاضب ونظر بعيدا يري الرفاق يلعبون سويا منهم من يتمشي والآخرين يثيرون الصخب في المكان
افتقد ريان حوله ولم يجد له أثرا بعد ان استدعاه البروفيسور كيم ، اخذ خطاه للأمام بإتجاه ليليان والتي استمعها تتحدث مع ايزيك الصامت
" الهي جونغكوك هل رأيت ذلك الدخان !!! "
صرخت ليليان بذلك فرفع جونغكوك رأسه لحيث تشير وايزيك رفع رأسه ينظر معه
" لا اري اين هو ؟ "
تمتم ايزيك وهو يلتف حوله ولم يلاحظ بأن اصابع ليليان تشير لفوق رأس ايزيك
" يخرج من رأسك أيزيك "
سخرت ليليان فرفع ايزيك عيناه بحدة ممزوجة بالغضب وامسك حصويات صغيرة وهم برميها علي ليليان التي احتمت بـ جونغكوك ولسوء الحظ كان ايزيك ألقي الحصي فأرتطمت بـ فك جونغكوك الذي تأوه بألم
" اللعنة عليكما ما دخلي انا "
التقط جونغكوك حصاً من فوق الأرض والقي واحدةً علي ايزيك الذي تمسك بيد ليليان واخذوا يركضون مبتعدين عن جونغكوك الغاضب
تنفس جونغكوك الصعداء وهو يهدئ غضبه ثم شعر بالألم في فكه يزداد تمتم بـ بعض الشتائم وفجأة ظهرت في راسه صورة تايهيونغ
" تبا تايهيونغ اين هو ؟!! "
التفت حوله سريعا ينظر للطلاب حوله فـ لم يراه امسك هاتفه ليرن عليه ولكنه توقف بـ صدمه
" لم أأخذ رقمه ذلك اللعين "
وضع جونغكوك هاتفه في جيبه ثانيةً وقرر التمشي قليلاً الي ان يفكر بـ كيف سيعثر علي تايهيونغ
ظل يسير علي الشاطئ قليلا و وجد بأن الغابة ممتدة مع الشاطئ أي انك تري في ظهرك غابة خضراء وامامه المياه الصافية تسير بـ موجٍ هادئ
تنفس جونغكوك نفس عميق واخرجه بإبتسامة تلقائية للمنظر أمامه
جلس علي صخره ومدد قدمه في المياة يري المد والجزر وهو يذهب ويعود
شرد بـ عينه هناك في نقطة ما هو لا يري يشعر بالضوء الضعيف في عينه ولكنه لا يَري شيئاً واضحا وبدأ الصداع يداهمه يشعر بـ تلك الأصوات تجري في رأسه ثانيةَ
صوت ضحكات طفل وبكاء آخر أقدام تجري يشعر بالهمسات تحوم حوله ولكنه لا يلتقط شيئاً حاول بقدر إمكانه ان يركز بما يَجري في رأسه ولكن لا يستطيع الصداع يفتك برأسه وفجأة صمتت كل الأصوات حوله ولم يعد يستمع لـ شئ و ظهر صوت من الخلف جعله يعمض عيناه لـ يُركز بقدر ما يستطيع
" سَنُريِهِمْ آياتِنَا فِي الآَفَاقِ وفَي أَنفُسِهِم حَتَي يَتَبَينَ لَهُم أَنَّهُ الحَق "
رددها جونغكوك مراراً وتكرارا ولسانه يقول بلا عقلٍ واعٍ يشعر بنقص الجملة التي خرجت من عقله
حاول ان يضغط علي رأسه ليكمل الجملة لـ يحصل علي معنيً كامل ولكنه شعر بالصداع يزداد وتأوه بـ صوتٍ عالٍ
ثم ارتمي فوق الأرضية الرملية خلفه وهو يتنفس
بـ صعوبة بالغة وزخات العرق تجمعت علي جبهته الناصعة أراد البكاء حقا لأنه لا يعلم مالذي يحصل معه
تلك الجمل التي تجري بـ ذهنه لم تترك له سبيل من السؤال
ظل يسئل في كل بقاع الأرض ولم يحصل علي ما يفقده في عقله
يشعر أن النقص به هو وليس بالعالم حوله نظر حوله يري تلك الآيات في السماء والأرض والبحر والشجر والنجوم
اراد البكاء لعدم فهمه ما الذي يحدث ، احياناً يصل المرء لقدر من العلم يشعر انه يفهم بكل شئ وتأتي دقيقة تُشعره انه نقطة في بحر ، رضيع فُقد وَسطَ السوق من يدان أمه
نفض الأفكار من رأسه لأنه لم يحتمل ذلك واذا اكمل لن يضمن بأنه سينزل ذلك الماء البارد ولن يكتفي بتجمد اطرافه
تمتم جونغكوك وهو يلعب بـ الرمال بين يداه يتغني بما حوله من الطبيعة الخلابة
" الأَرضُ قد لَبست رِداءً أَخضرَا وَعَبيرُها لَاحَ فِي الآَفاقِ
فـ ذَلِكَ مَا قَدرَا ، وكَأَن سَوسَنُهَا يُقابِلُ وَردَهَا ، ثَغراً يُقَبِلُ مِنُ خَداً أَحمَرا "
تغني بذلك جونغكوك وهو يقلب أبصاره ولم يكد يُكمل غنائَه حتَي شعَر بِـ قُبلَةٍ عَمِيقةٍ حَطت فَوقَ خَده الأَيمن جعلت منه يجفل ويستعدل جلوسا
" ما اللعنة ! "
_____________________
تتوقعون مين اللي قَبل جونغكوك ؟!؟🌚🌚
عجبكم الباَرت ؟
رأيكم في نقاش اليوم ؟
ايه هو اكتر حاجة بتحسو فيها بالسعادة ؟