ريحانتُه.

By YaraBaniissa

2.3K 93 53

السقِف ينزِفُ فَوقَ رأسِها ، والجِدار يئِنُ مِنْ هول المَطرِ ، وهي غَريقه بَين جِدار الغُرفةِ وجِدار قَلبِه... More

أُفرط بك
لا أُسامحَك
ريتَانَتي.
غريقتُه!
لأجلك
لم تحبني
بدونِك
مأمني
يداكِ

قُطفت لي!

808 25 7
By YaraBaniissa

كانت تقف امام المرآه قد منعها من الحضور اولًا ولا احد يتوقع قدومها ثانياً ،

نظرت للمرآه وابتسمت ابتسامه جانبيه لقد ارتدت ما يمنعها من ارتدائه دائمًا ، يمنعها من ارتداء اي شيء يظهر جسدها يمنعها من اظهار مفاتنها ويمنعها من وضع الكثير من مستحضرات التجميل على وجهها ويمنعها من ارتداء الكعب العالي ، يمنعها من تجسيم خصرها مهما كان السبب ، ممنوع منعاً باتاً ان ترتدي قصير لا يجب ان تظهر قدماها ، يمنعها من بعض تسريحات الشعر التي تظهر طوله ، يمنعها من وضع عطرها بأي مكان لا يجب أن تضعه سوى له ، منعها من حمرة الشفاه الغامقه ويمنعها من اظهار عظمتي الترقوه خاصتها ، منعها من الضحك او الابتسام حتى لا تظهر غمازتيها ، ممنوع أن تجلس وتحرك قدمها اثناء جلوسها حتى لا تلفت انتباهه الرجال لها ،

تنهدت بهدوء وهي تنظر للمرآه وابتسمت بسخريه : ستموتي اليوم .

كان قد بدأ الحفل الجميع مشغولين بالحديث مع بعضهم البعض ، رجال اعمال وزراء صحافه اعلام ،خطت بخطوات واثقة بين الحضور وحرصت على أن يتمايل خصرها مع كل خطوه من حذائها العالي ،
رائحة عطرها جذبت الجميع للالتفات لها ،
رائحة انثوية مُدمرة عرفت الان لما يمنعها من وضعه ،
شعرها الغجري المتناثر بإحترافية ،
حمرة شفاهها المثيرة ،
فستانها الاسود المغري اقتحمت الحفل بنعومة وهي تبتسم بوجه كل من يراها ابتسامة تظهر غمازتيها حدق الجميع بهذة الانوثة المتحركة وابعد البعض اعينهم عنها فالجميع يعلم ما هي ممتلكات آلب اردام.

كان يقف مع مجموعة من رجال الاعمال يتكلم بهدوء فجأه تجمد مكانه واتحدت عيناه وشعر كان الأف الليترات من المياة الساخنة وقعت على رأسه ، شعر بعضلاته تتشنج وعيناه لا يبعدها عنها ،

وقفت بجانب رَيم لتهتف الاخرى : ما هذا الجمال يا اختي ؟ ستموتي يا اختي .
ابتسمت لتهتف : اعلم يا اختي ، اعلم.

مسك ساهر ذراعه قائلاً بتوتر : آلب اهدأ.

كان ينظر للبركان الثائر امامه ولم يسمع ما يقول كرر كلامه : آلب انظر للصحافة ، وانظر للناس ، ستفضح نفسك الان .
صر على اسنانِه بقوة

لياخذ ساهر الكأس منه بصعوبة ،
تمسك بذراعية بقوة عندما هم للوقوف ليقول بخوف : آلب آلب اهدأ ماذا ستفعل!

مر بعض الدقائق عليه كالجحيم وهو ينظر ويخوف كل احد يتجرأ ينظر لها حتى شعر بالجميع انشغل ببعض ولا احد يوجهه نظره لها ،

انشغل عنه ساهر فهو الوحيد الذي يقرب آلب وهو غاضب ، عندما لم يجده مكانه نظر لريتان ، ليجده يقترب نحوها وضع يده على وجهه والاخرى توسطت خصره بقلق ،

اما ريتان تلك التي تصنمت مكانها وشعرت كأنه يصرخ بوجهها بسأقتلك ،

ولكن كلمته لم تكُن سوا ( حَياتي )

التفتت بسرعه لتجده يقف امامها بهالته المُخيفة ، عيناه الغاضبة التي توحي الى كارثة على وشك الوصول ،
لا يعلم كيف سيطر هكذا على اعصابه ولم يصفعها صفعه تدوي بالارجاء ،

اردف والجمود في مُحياه : فلنذهب .

نظرت للفتيات ولا زالت تجد تلك الغيره في وجوههن ، نظرت لناز لتؤما لها بأطمأنان

عندما اعادت النظر له وجدته يمد كفه امامها
خافت بداية وضعت كفها ببطىء بكفه مسك بيدها لتمشي جواره ،

خرجوا من الفندق شدت على نفسها وهو يغرز اظافره بيدها دون أن يتفوه بشيء ،

فتح لها باب السياره ليدفعها بقوه للداخل حتى انها كادت أن تقع بسبب كعبها ، لف ليركب بالسياره قادها بسرعه عالية جداً للحد الذي لا يتوقعه احد ، حاولت أن تمسك نفسها وهي تتشبت بيد الباب وهي أكثر ما تخشاه السرعه ، لم تشعر بنفسها سوا وهي تصرخ ببكاء : لا تسرع .
ضرب المقود بيده وصرخ : اقسم لاقتلك ، اقسم لاضيق الدنيا عليكِ انتِ تعصين اوامري انتِ .

وضعت يدها على وجهها ليبدأ صدرها يعلو ويهبط ،

مسك رسغها بقوه ليصرخ : انا ساريكِ سأعلمكِ سأريكِ ماذا يحصل لمن يخالف أوامر آلب اردام .

دفع يدها ووصل القصر لينزل بسرعه يسحبها خلفه بغضب حارق ،

لعنت غبائها الاف المرات وهي من اوصلت نفسها لهنا ، وتعلم انها كل مره تحاول أن تطعنه بقلبه ويريها معنى العذاب الحقيقي .

اول ما فتح باب الغرفه دفعها على الارض لتسقط بقوه ، رفعها عن الارض وصرخ : انتِ كيف تخالفي اوامري ها كيف فعلتيها ؟
شهقاتها بالبكاء كانت تلفح وجهه ليهزها قائلاً : اجيبي يا ريتان ابنة خالد اجيبي !!

ترك يدها ليمشي في الغرفه وهي تبقى مكانها

رفع يده بوجهها ليصرخ : اتيتي للحفل وانا منعتك ، ارتديتي الكعب ، وارتديتي فستان قصير ، ووضعتي مستحضرات التجميل ، ووضعتي العطر ، وتبتسم آه تبتسم أبنة خالد تبتسم ،
كان يمشي ويعود امام وجهها ليقف امامها يمسك ذقنها رفع رأسها ليقول : كيف سمحتي لهم النظر اليكِ ؟ كيف جعلتيهم ينظروا لكِ ؟ اخبريني

صرخ الاخيره ليشد على وجهها

شد على فكها لتشعر بألم يكسر فكها ودموعها تفيض من عينيها ليصرخ : منذ الان كل شيء سيتغير ، خروج من المنزل لا يوجد ، ملابس تظهر كفك لا يوجد ، هاتفك سأراقبه ، ستخبريني بكل شيء ، كل شيء ، لن تتكلمي بدون اذني ، ولن تبكي بدون اذني ، ولن تتنفسي بدون اذني ، ستفعلي كل ما اجبركِ عليه ، منذ الآن كُل شيء غصب عنكِ لا يوجد شيء برضاكِ ،

ترك وجهها ليصرخ : لا يوجد شيء .

نظرت لتعاليم وجهه بصدمه وهي تفكر هل تفعل كل هذا ، هل اصبحت عبده او جاريه عنده ، كيف وهو يحبها جعلته يفعل هكذا !؟

انهارت بالبكاء لتصرخ : لاا يمكنك ، انت لا تُقيدني.

التفت لها فور سماعه لصوتها ليصرخ : انا اقيدكِ واخنقكِ واقتلكِ حر زوجتي .

صرخت ببكاء هستيري : لا يمكنك لا يمكنك فعل هذا بي انا لست عبدتك .

مسك شعرها ليردف : لا ترفعي صوتكِ بوجهي ، هل فهمتي ؟
شد على شعرها عندما اجابته بتحدي لم افهم !
فرك اسنانه ليقول : هل افهمكِ انا .
هتفت بصوت متقطع وسط شهقاتها : انا اكرهُك

لم تشعر بنفسها سوى وهو يدفعها على السرير ليصرخ : لا تلعبي بأعصابي يا ريتان ، لا تتكلمي

اعطاها ظهره ليدفع المقعد بقدمه ويصرخ بغضب هستيري: لا اريد ان اسمع صوتك لا اريد.

إتجه نحو النافذة ليأخذ شهيق ويغمض عيناه بشده يحاول أنّ يجمع اعصابُه التي اتلفتها ,,

صوتها الممزوج بالبكاء والغضب الصارخ اخترق أُذنه : انت ماذا تريد مني ماذا ؟
لماذا تريدني بجوارك حُب لا تحبني ، احترام لا تحترمني ، حياه لا تمنحني ، ماااذا تريد مني ؟؟؟

التفت لها وقد زاد غضبه ليقول بقسوٍ : انا أُريدك انتِ عاهره .

شعر بالصدمه على مُحياها فبلا شك هو ادنئ شخص صادفته بحياتها لربما هو العاهِر !

اجابته وهي تقابل عيناه بقسوه اشد منه : نعم انا عاهره انا اكبر عاهره حينما تقبلت أنكَ زوجي ، كان يجب علي منذ اعلامي بإنك زوجي ، قتلت نفسي انت الظالم والعاهر ،انا يجب ان ابقى بين احضان الر..

فقدت توازنها لتسقط على الارض على رُكبتيها،

جلس القرفصاء ليمسك فكها بقوه رفع وجهها ليُقابل خاصتُه فتحت عينيها الممتلِئه بالدُموع

ليقول بفحيح : لا يذكر اسم الرجال على لسانك اقطعه لكِ يا زوجتي العزيزه.

تركها ليتجهه للباب يخرج ويطرقه خلفه بقوه ارتمت على الارض لتحتضن نفسها وتصرخ بألم وتهتف وسط دموعها : لا أُسامحكم ، اقسم لا أُسامحكم على ما فعلتوه بي.

إتجه نحو غرفة المكتب خاصتُه ،
جلس على المقعد ليسحب سجائره ينفثها بسرعه ،
لا يعلم كيف تركها يشعر انها اخذت عِقاب اقل مِما تستحِق
كيف تفعل بي هكذا ؟
كيف سمحت لنفسها أن تظهر مفاتنها ؟
كيف سمحت للجميع أن ينظر اليها ؟
انها عاهره بفعلتها ؟

نهض بسرعه ليعود يضربها
كيف تفعل هذا كيف؟
هي ورده قُطفت لي فقط !

فتح الباب ليعود يدخل ويضرب احد الطاولات امامه ويصرخ باعلى صوتِه ،
لف يديه حول رأسه ليغمض عينيه ويحاول إدراك تلك الحرب العارمة برأسه ،
احبها ويحبها بكُل ما فيه ، ولكن ايؤذي من يُحب!
لا ورب مُحمد لا يجتمع الحُب والأذية في قلب واحد.

‏حرك رأسه بسرعه ليدرك انه يُحبها حد الهُيام ولا يهم قسوته ،
يجب ان تُحبه كما هو يفعل ،
لكنها تخبره دائمًا انها وحيده بالرغم من انه جوارها ، وكأنه لا يعني لها شيء،
ففي النهاية خرج من الغرفة رامٍ عليها شعور قاسي جدًا ،
بإن اللوم كُله عليها وهو حاول مرات عديده بأن يحبها ويحتويها إلا انها سرعان ما تدفعه وتبعده عنها.

ريتان بقيت محتضنه جسدها ونائمه على الارضيه البارده
دخلت الخادمة للغرفه جلست جوارها على الارض لتهتف بأحترام : سيده ريتان هل انتِ بخير ؟

ريتان ببكاء : اخرجي من هنا .
بقيت فوق رأسها
الخادمه : هل تريدين شيئًا ؟
ريتان : اخرجي من هنا أقول اخرجي .
الخادمه : حسناً سأذهب ولكن لتجلسي على السرير الارضيه بارده .
جلست لتصرخ بوجهها : لا اريد اي شيء اخرجي من هنا اخرجي من عندي .

خرجت الخادمه عادت لتنام على الارض ،
طوال الليل لم تجف دموعها وهي تبكي حتى نطف قلبها هل تستحق كل هذا العذاب ؟
من غار منها ودعا عليها بعز والديها لتتحول حياتها الى جحيم هكذا ؟

خبأت رأسها بين يديها لا تريد لضوء الشمس أن ينور دنياها والظلام قد عمها ،

دخلت الخادمه الغرفه الساعه ما تقارب السابعه صباحًا ،
لتنظر لها بحزن وهي على وضعيتها منذ امس اغلقت الستائر وبدأت تنظف الغرفه ، بعد دقائق وضعت الخادمه يدها على ذراع ريتان لترفع رأسها وجدت الطعام بجانبها
الخادمه : تناولي يا سيدة طعامك .
خرجت الخادمه لتغلق الباب خلفها ،

نهضت ببطىء عن الارض لتشعر انها تلتصق بها اتجهت الى المرآه لتجلس على المقعد امامها ، نظرت لوجهها الشاحب ، مكياجها السائح، شعرها المبعثر بفوضويه
لم تعد تشعر بدموعها وهي تسقط بغزاره ، ضربت كل شيء امامها ليسقط كل ما على المرآه ، لا يخطر ببالها سوى الخروج إلا الشرفه ورمي نفسها للأسفل خرجت شهقه من اعماق صدرها لتضع يدها على فمها لتنهار وتفيض دموعًا على تلك الحَياة ، التي اكبر طعناتها كانت من آلب ،

شدت على شعرها عندما تذكرت صراخها عندما علمت بعقد زواجها بآلب حيث كانت تبلغ من العمر الواحد وعشرون عامًا ،

Flash back

طرقت الباب ليسمح جدها بالدخول ، نظرت لآلب الجالس مقابل جدها ،
لتتوقع أن يخبرها ان تنتظر حتى يكمل حديثه مع آلب إلا انها تفاجئت به يسمح لها بالدخول قائلًا : تعالي يا ريتان.

دخلت الغرفه لتغلق الباب خلفها جلست جوار جدها
،
حيث انها دائمًا كانت ترفض الجلوس جوار اي احد من ابناء عمها ،
وما كانت تشاركهم الجلوس على الطعام سواء بايّام العطله ،
ودائمًا ما كان يراودها سؤال لماذا لا تشعر بالانتماء لهم, ولماذا تعتبر نفسها غريبه بينهم ،

نظرت لجدها لتقول : جدي لقد ناديتني هل حصل شيء!

نظر لها الجد برفق ليقول : نعم حصل .
عقدت حاجبيها لتقول : ماذا؟

وضع يده فوق يدها ليصمت قليلًا ويتكلم قائلًا :
ريتان يا حبيبتي ، انتِ فتاه قوية ومُحاربه، انتِ اكثر شخص تأذى بهذه الحياه لكنك كُنتي دومًا تلمعين بالنور ولا بحياتي توقعت ان تكوني منطفئة بيوم من الايّام.
عقدت حاجبيها بتساؤل وهو مستمر بالحديت :

والدك المرحوم اوصاني عليكِ وهو بفراش الموت ان احميكِ لأخر يوم بعمرك ،
لمعت عيناه بالدموع ليقول : انا اودع اخر ايّامي معكم.
نظرت له بخوف لتسأله بإندهاش عندما ادركت كلماته :
ماذا يعني ؟

احتضن كفيها ليقول بحنان : انا مُصاب بمرض **.

صمتت لعدة قليلة وهي تدرك ما قاله لتشد على يده وتقول بإندفاع : حسنًا إنهض لنذهب للطبيب ونجد له علاج .. سنذهب لأفضل الاطباء لا تقلق..

قاطعها ليقول ريتان يا ابنتي ، اكملت بدموع : لماذا تقول اخر ايامي جدي لنذهب للطبيب..

مسك يديها ليقول مقاطعها : اسمعيني ، اسمعيني ، اسمعيني يا عزيزتي .

صمتت لتنظر لآلب المتابع الموضوع بهدوء لتنظر لجدها حالما وضع يده على وجنتها ،

ليتكلم : انا مريض والمرض بآخر مراحله.

انتقل نظرها بينهم الاثنين لتدرك ان آلب يعلم بكل هذه الأمور ،
هو الابن الأكبر لهذه العائلة وعمره ما يُقارب ال27.

الأعزب المُفضل للجميع الأمير الاسمر غضبه سيء ولا احد يجرأ على مُعارضته ، باستثناء والده واخواته من الأُم الثانيه ،
والدُه "قدير"  رجل تقليدي جاء من الصفر ، يعرف جيدًا متى الدخول الى الأمر ومتى الخروج منّه ،
نقطة ضعفه هي "ناسلي" زوجته الثانية ترك زوجته من اجلها كانت مُحامية ذات قيمه بين الجميع ،

هو ولي العهد الاساسي ولكنها تقاتل من اجل ان يستلمه لفانت ابنها.

آيلام : أخته من الأم الثانية.

كلما حاولت زوجة والده ان تبني جدار بين ابنائها وبين آلب كان يقابلها دائمًا باحتضانهم.
__

انتِ امامك مستقبل ودرب طويل ولكن انا اودع بكم واحد واحد ،
انتِ فتاه شابه ولا يمكنك الإقامه لوحدك وانا اخاف عليكِ من الاقرباء قبل الاغرباء ،
وإذا تأذيتي انا لا يمكنني مسامحة نفسي ولهذا قررت ان اعقد زواجك على آلب ابن عمك .

لحظة استوعاب لصدمة عمرها ،
اغمضت عينيها لتفتحهم بعد عده قليلة تأملت ان يكون حلم إلا انها تفاجئت به كعلم.

إنتفضت لتقف بسرعه قائله : انا لا اوافق.
نظروا لها بصدمة ليحاول جدها مسك يديها وهو ينادي بها ،
دفعت يديه لتصرخ : انا لا اريد الزواج.

اغمض الجد عيناه بإدراك فهو يعلم ردة فعلها ، نظر لآلب ليتذكر الحديث الذي دار بينهم قبل مجيء ريتان .

: يا جدي ريتان او غيرها هل توافق بينما تقف امامها قائل ستتزوجين.

حرك الجد رأسه بقلة حيله فهو حافظ عليها دائمًا لكِ لا يأذيها احد او يلمس شعره برأسها.

نظر له آلب بالرغم من عدم شعوره بمسوؤلية فتح بيت والعيش مع زوجه غير مرغوبه فيه ،
إلا انه تفادى هذا كُله في ظل قرار جده انه هو الحامي والسند الوحيد لها.

..........................................

وقفت بجانب الطاولة بينهم الاثنين لتقول : لا يمكن ان يتم هذا الزواج ، انا لا اريد الزواج من احد ، وانا يمكنني حماية نفسي انا سأتخرج السنة المقبلة واكون محامية اكبر من البلد وسأدافع عن نفسي ،
انا لا اريد الحماية من احد منكم .

وقف الجد على قدميه بقيت ساكنه احتضن كفيها الناعمة بين يديه الكبيره الخشنه.

: ريتان انا ربيتك بيدي وكبرتك بيدي انا احببتك اكثر من اي شخص بالدنيا ،
انا طلبت منك ان تصبحي محاميه لماذا !
حتى تكبري بنفسك وتصبحي محامية ومن ثم نائبة حتى تكوني اقوى امرأه في هذه الدنيا ،
انا دائمًا سندتك وكنت لكِ والد ، وانا اخاف عليكِ كوالد يخاف على صغيرته ،
سيقوموا بتهميشك وتحطيمك سيأذوكِ بكُل انواع العنف إذا كنتي لوحدك وانا لا اريدك كذلك ،
انا اريد ان اتطمن عليكِ قبل وفاتي يا ريتان ، انا اريد ان اتأكد انكِ بيد امينه ،
وآلب ها هو نائب كبير ومعروف بكل انحاء الدولة سيحميكِ من ابناء عمك ، سيكون سندك وزوجك وسيضعك بعينيه ،
ستكملي دراستك في بيته وتصبحي محامية مشهوره بكل البلدان ،
ستكبري في بيت آمن لا يوجد احد يأذيكِ او يذلك .

كان يتكلم ونبرة الحزن بصوته ادركت الأمر ، لتنظر لعينيه اللامعه بالحزن ووجهه الشاحب ،

لم تشعر بدموعها وهي تنسكب لتجلس على الأريكه وتضع كفيها على وجهها وتنزل رأسها للأسفل ،

وقف آلب ليقترب نحوها حالما شهقت تلك الشهقه ، وضع يده على كتفها لينادي باسمها ،

إلا انها استمرت بنوبة بكائها ،

آلب : ريتان ارفعي رأسك وكفِّ عن البكاء.

رفعت رأسها بغضب من نبرته الأمِره ، دقق بملامح وجهها عيناها العسلية الغارقة بالدموع ،
وانفها الصغير المدبب ، وشفتيها الحمراء المرتجفه ،

لربما هذه اول تكون قريبه منه لهذا الحد ، ومشاهد ملامحها بهذه الدقة..

قبل ان تتفوه بحرف وجدت جدها يجلس جوارها ، نظرت له احتضن وجهها بيديه ليبعد شعرها الملتصق بوجهها بفعل البكاء ،

حركت رأسها بألم ليسحبها لحضنه ازداد بكاءها بحرقه سقطت تلك الدمعه حارقه وجنته ،

مسح على شعرها ليقول بنبره حزينه : لا تبكِّ يا ريتان افديكِ لا تبكِّ.

ازداد نحيبها لتردف بصوت متقطع : ما ذنبي انا ما ذنبي !

قبل رأسها ليمسك اكتافها ويبعدها عنه قليلًا ، مسح دموعها ليقول : لا تفعلي بنفسك هكذا اتوسل اليكِ يا ريتان..

وقفت لتنسحب من الغرفة مكسورة الظهر ، الى ماذا ستستمر الحياه بتقديم الطعنات لها ،
الا يمكن ان يحن وقت السعاده !
الا يمكن ان تعيش آمنه مطمئنه !

نظر الجد لآلب ليحرك رأسه بأسى ربت آلب على كتفه ليقول : سأذهب للبيت.

وقف الجد ليقول : نام هنا يا بني ، الوقت تأخر ، وستتحدث مع ريتان غدًا .

لربما هو اكثر شخص يكره هذا البيت لكنه ما ان سمع اسمها حتى اؤما بالموافقة.

الساعه ما تقارب الثالثة منتصف الليل ،
شعر بأحد يمسح على شعره ،

فور ما ادرك وجود احد حتى فتح عينيه ،
حرك رأسه بضجر ليقول: ديلان ، اذهبي لغرفتك.

غرزت يدها بشعره لتقول بلا وعي : لا يمكنك ان تتزوج احد غيري يا آلب ، انت لي فقط ،
لا يمكن لأي انثى ان تأخذك مني.

دفع يدها ليتجلس بغضب ويقول بنبره حاده : ديلان اذهبي من هنا ،
هيا انهضي واذهبي قبل ان يراكِ احد .

مدت يدها لتضعها على وجنته لكنه دفع يدها وتكلم بغضب : ديلللللااااان.

اقتربت منه لتقول بتذمر : لماذا تفعل معي هكذا يا آلب لمااذا ،
انا احبك لماذا لا تفهم انا احببك ..

قفز عن السرير ليمسكها من ذراعها ويمشي بها نحو الباب ليقول : ديلان ، اخرجي من هنا ولا تعودي ، إستيقظي من وهمك هذا يكفي.

صفع الباب بوجهها لتسقط دموعها بحرقه فهي احبته دومًا وتمنت قُربه ولكنه كان يرفضها دائمًا.

غادر من بيت جده ليعلم انها لم تخرج ابدًا من غُرفتها طوال النهار ،

كان بغرفة جده يتحدثون بنفس الموضوع ،
يحاولون إيجاد اي طريقة لعل وعسى ان توافق على هذا الزواج ،

آلب الذي لم يفوته متحججًا بحمايتها ، ومن يا ترى يرفض ريتان !

: لا ما زالت بغرفتها منذ امس.

: والحل ؟

: سأخبر الخادمة تناديها اجلس.

بعد مده قصيره دخلت الغرفة الخادمة لتقول : سيدي اخبرتني انها تريد البقاء بمفردها قليلًا.

الجد : جربي مرة اخرى اخبريها انني سأتكلم معها كلمتين فقط ولا تخبريها ان آلب هنا.

خرجت الخادمة لتطرق الباب على غرفة ريتان ،

ريتان : اخبريه سأنزل على العشاء ولا تعودي مرة اخرى .

خرج آلب من المنزل ليقضي ساعات في عمله ،
كان يدخل المنزل يعاود المحاولة للتكلم معها ،

سأل الخادمة عن جده ليصعد لأحد الغرف ،

فتح الباب لتبتسم عيناه اخيرًا وجد فرصه للنظر إليها والتحدث معها ،

اول ما دخل الغرفة وقفت بغضب لتقول : انا سأخرج.

قبل ان يتفوه الجد بحرف كانت تهرول نحو الباب حتى وجدت يد قوية تمسك بذراعها ،

إنتفضت من بين يديه لتعود للخلف قائلة بشبه صراخ: لماذا تمسكني !

اردف بهدوء عكس البراكين التي تدفعه للصراخ بوجهها قائلًا ستتزوجيني غصب عنّك

: انا سأتكلم معكِ جملتين واخرج .

: ولكنني لا اريد التكلم معك.
نظرت لجدها الجالس لتقول : جدي ليبتعد عن الباب انا سأخرج ولا اريد التحدث.

وقف الجد على قدميه ليمشي خطوه نحوها ويتفوه برفق : ريتان ، انا من اخبرت آلب إنكِ هنا ، سيتحدث معك بعض الكلمات حول موضوع زواجكم اسمحي له.

انفجر شيء ما بداخلها كيف لها الدنيا ان تقسى على احد بهذه الدرجة ،

احتضنت رأسها لتغمض عينيها وشيء ما يصرخ بكلمة ،
زواجكم، زواجكم، زواجكم،

شدت عينيها بقوه لتشعر انها طير اضاع طريقه وبقي وحيدًا يسافر لشهور طويلة ، لم يستطع فيها النوم ولا الشعور ،
لكنها على عكس الطير الذي سقط ميتًا ، قد سقطت الروح وبقيت محلقه بلا اجنحه وبلا رفيق.

دفعت الكرسي بقدمها لتصرخ بلا وعي : يكككفي.

وقفت جانب الطاولة لترمي كل ما بها على الأرض وهي تبكي بحرقة ،

لتكرر بصوت مقطع : يكككفي....

ارجوكم يكفي

نظر آلب لجده ليؤما له بحسنًا ، اتجهت نحو الباب لتخرج مسرعه.

آلب : واضح ان تعب السنين خرج عليّ.

خرج من القصر ليعود الساعة الواحدة صباحًا مهرول للمشفى ،

ليجد الجميع واقف امام الغرفة ،

أسرع نحوهم ليقول : ماذا حصل ؟

لتجيبه ديلان مسرعه : بعد ذهابك وجدناه بغرفة المكتب مغمى عليه واحضرناه إلى هنا وما زال بالداخل.

التف للخلف ليمسح وجهه بضيق فلا احد يعرف عن مرضه سواه هو وريتان.

دقائق قليلة مضت ليلتف الجميع على ذلك الصوت الانوثي وهي تقول ببكاء : جدي.

نظروا لها وكان اولهم آلب اسرعت نحوهم لتقول : اين جدي اين هو ؟

اجابها ثائر : انه في غرفة العمليات.

ريتان : هل اخبروكم شيء ؟
اندفعت زوجة عمها لتقول بصوت مسموع : انظر انظر الى الكذب !
نظرت لها لتقول بإستغراب: ماذا تهذي ؟

تكلمت ديلان بدل من والدتها قائلة : انتبهي لكلامك مع والدتي سيحدث شيء لا يعجبك.

تقدمت ريتان خطوتين لتجيب الجميع : هيا احدثي شيء لا يعجبني هيا ،
انتم عائلة مجنونه جميعكم من كبيركم لصغيركم.

اقترب ثائر منها ليقول : ريتان انتِ تتعدي حدودك.

قطعت المسافه لتقابل وجهه قائلة : ماذا ستفعل يعني؟

للحظه شعر بانه رجل ليقول بصراخ : اكسر رأسك.

ما ان سمع صرخته بوجهها بلا وعي تقدم منهم  ليمسك ذراعها بخفه ويعيدها للخلف وقبل ان تتفوه بحرف دفع ثائر من ذراعه ليهتف بغضب : عد مكانك.

خاف من نبرة صوته ليقف بعيد قليلًا ،
التف لريتان رفعت نظرها نحوه ليتأمل تفاصيل وجهها وعيناها الذابلة من شدة البُكاء ،
ليسألها بإطمأنان : هل انتِ بخير !

اما ديلان التي لمعت عيناها بالدموع فور سماعها لكلامه ،

هي التي عاشت معه منذ ١٨ سنه وكبروا وشربوا سويًا يفضل ريتان عليها التي ما ان بدأت بالجامعه حتى بدأ يعرفها.

اما ريتان نظرت له لتقول بود : بخير.

مضت الساعات وخرج الجد وكانوا جميعهم متجمعين حوله بغرفته ، عدا ريتان الجالسة بجواره على طرف السرير تحتضن يده فهو أمانها الوحيد في الحياة ،
لطالما كان أحن منها عليها ولم يأذيها بعُمره
فمن يبقى لها بالدنيا بعده ؟
ومن سيحميها بعده ؟
من سيحن ويخاف عليها بعده ؟

كانت بفوضى عارمة داخلها واعظم من فوضى كان صراع بين عقلها وقلبها ،
عقلها الذي يحاول إقناعها بإن عُمرها واحد وعشرون فلا يوجد ادنى شك بانّ شخص بهذا العُمر
لا يستطيع حماية نفسه !

وقلبها الذي يذكرها كُل ثانية بما فعله جدها لها منذ صغرها ،
بأي وجه سترفض له طلبه !
وهو بالاساس لصالحها ؟

خرجوا جميعهم وبقيت ريتان جوار جدها نظرت له بعد خروجهم ليقول : اذهبي لغرفتك ارتاحي.

مدت اقدامها على السرير لتضع رأسها بوسطه قريبه من يد جدها ،
لتمسك كفه وتحتضنه قائلة : لأبقى هنا .

اما الجد لمعت عيناه بحزن ليضع يده على وجنتها ويقول : هيا انهضي لغرفتك نامي.

رفعت رأسها لتنظر له قائلة : هل انت بخير ؟
هل يؤلمك شيء ؟

إبتسم بخفه ليقول : لا يؤلمني شيء يا حبيبتي اقسم لك .. هيا اذهبي لغرفتك نامي.

انحنت لتقبل جبينه وتنهض قائلة :
تصبح على خير يا جدي.

إبتسم بوجهها ليقول : تجدين الخير يا صغيرتي.

خرجت لتستند على الجدار وتفيض دموعها فجأه، كتمت شهاقتها لتشعر كأن الدُنيا كلها تقف في حنجرتها تمنع صرخاتها من الخروج ،
كأنها تختنق ولا يوجد هواء للتنفس ، كانت تسقط على الأرض شي فشيء،

يد قوية امتدت لها قبل ان تنال الأرض منها رفعت نظرها له لتتغير ملامحه للضجر حالما راى وجهها المبلل بالدموع ،

تسارعت دقات قلبها مسكت بذراعه لتكاد تفقد السيطرة على نفسها ،
كلمته بلا وعي قائلة ودموعها تتساقط على وجنتيها : كيف سأعيش لوحدي ؟
كيف سأكون بهذه الحياه بدونه !

كُل تركيزه كان بنبرة صوتها المتقطعة رفع ظهرها ليقول بصوت حنون : تعالي لأخذكِ لغرفتك.

مشى بها نحو غرفتها كانت تضع يدها فوق يده الواضعها حول خصرها ،

دخل غرفتها وضعها على السرير رفع وجهها بخفه ليقول: لاعطيكِ الماء.

وضع الكأس على فمها لترشف منه قليلًا وتقول بصوت مرهق : يكفي.

وضع الكأس جانبًا لترفع الغطاء وتندثر اسفله ،
نظر لها ليقول : هل تحتاجي شيئًا !

طالع وجهها قليلًا كانت مغمضة عينيها تحاول الهروب من القلق الذي لا يمكنها التعافي منه.

خرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه بهدوء ،
وقف قليلًا فكم تمنى قُربها اكثر ولكنها قابلته بالهروب ،

قادته اقدامه نحو غرفتها الساعة ما تقارب الخامسة فجرًا ،
دخل الغرفة بهدوء ليجدها تنام على جنبها شعرها الغجري منثور على وجهها بإحترافية ،
انفها الصغير وشفتيها الذي يود إلتهامهم الآن،
لم يشعر بيده سوا وهي تمتد نحو خصل شعرها الحريري ليبعدهم عن وجهها ويعيدهم خلف اذنها وهو يتأمل تفاصيل وجهها
خرج من الغرفة خائف أن تخرج عواطفه من عينه وهو يتأمل هذا الكم الهائل من الجمال والبراءة ،
كيف لها ان تحمل كل هذه الصفات ؟

بعد مرور عدة ايّام وبعد صراعها الدائِم مع نفسها ، بعدما ساءت حالة الجد ودخل المشفى لعدة ايّام طلب منها واخبرها انه طلبه سيكون وصية له
ان تتزوج آلب قبل وفاته ،
خرجت إنهارت وبكت حتى تقطعت حبال صوتها ، وعادت لجدها لتخبره انها ستوافق على هذا الزواج ،
عقد قرآن سريع وأعلن زواجهم فآلب من اهم نواب الدولة حيث توالت عليه مباركات وتهنئات ،

إنتقلت ريتان لبيته واتفقوا على انه زواج شكلي فقط.
........................................................

وضعت يديها على الطاوله لتسند رأسها عليهم ، انهارت بالبُكاء استمرت عده قليله

ونهضت لتجلس على السرير تتمسك بالغطاء تكورت اسفله لم تشعر بنفسها وسلطان النوم يسحبها

نامت لساعات عديده حتى استيقضت الساعة التاسعة مساءًا،
ايقضتها الخادمه لتتناول وجبة العشاء
جلست بهدوء : ألم اخبركِ انني لا اريد أن اتناول ؟
الخادمه : يا سيدة انها اوامر السيد آلب .

حملت طبق الطعام لترميه على الارض وتصرخ : لا اريد اي شيء ، لا اريد طعامه ولا ملابسه ولا اي شيء منه .
عادت الخادمه للخلف لتصرخ بها مرة اخرى : اخرجي .

خرجت الخادمه من الغرفه لتتجه لغرفة المكتب الخاصه بآلب ،
طرقت الباب لياتها صوته : ادخل
فتحت الباب لتنظر للارض وهي تتكلم بأحترام : سيدي الهانم زوجتك لا تلمس الطعام
وقف ليقول بغضب : ماذا يعني لا تلمس الطعام ؟
الخادمه بخوف : لا تتناول منذ امس .
صرخ بوجهها : لماذا لا تخبريني منذ أمس ؟ لماذا ؟

اردفت بسرعه وخوف : انا اسفه سيد آلب
صرخ بوجهها : لماذا لا تخبريني ؟ هل تموتي الآن ؟

خرج من الغرفه ليتجه لغرفتها دخل الغرفه نظر في الارجاء ليجد الزجاج على الارض

اقترب منها ليرى الطعام على الارض ايضًا ،
ضمت جسدها اكثر اسفل الغطاء عندما شعرت بخطواته تخطو نحوها ،
آلب : هل تدمري كل شيء على نفقتي ؟
لم تجبه سحب الغطاء عن وجهها

بقيت مغمضه عينيها مد يده ليبعد تلك الخصله عن وجهها دفعت يده لتفتح عينيها وتقول : لا تلمسني .

ابتسم بسخريه وقال : لماذا ! 
نظرت له لتقول : لأنك مُقرف ومقزز ايضًا.

نظر جانبًا ليأخذ نفسًا عميق ويزفره بقوه ،
نظرت ريتان للطعام الذي وضعته الخادمه على السرير وخرجت ،
نظر للطعام ليردف بخبث : ما رأيك ان تطعميني ؟ منذ وقتاً طويل لم أكل .

تمسك نفسها بصعوبه لكي لا تدفعه من امامها الآن ، تجلست لتقابل عينيه الحاده بقسوه ،

ريتان : بماذا تهذي ؟
مسك يدها التي رفعتها امام وجهه شد على معصمها ليقول : هل تموتي الان ؟ تناولي طعامك .

ريتان : لا اريد اي شيء منك .
سحب الغطاء ليقول : وهذا مني ايضاً .

ريتان : خذه .
رمى الغطاء بعيداً نظرت له لتهتف : كم انك قاسي وبلا قلب

أتمنى ان تجد ناس يشبهوك.

مسك يدها ليضعها خلف ظهرها ويقول : ستنجبي طفله هكذا عنيده مثلك .

قربت وجهها من وجهه لتقول بنبرة حاده : انا بحياتي لن اكون والدة لطفلك .

غرز يده الاخرى بشعرها ليقبلها قبله طويله يدمر شفتيها يخبرها بأنها لا يمكن أن تكون يوماً والده لغير طفله، حاولت أن تبعده عنها لكنه اقوى منها اسند جبينه على جبينها ليقول : ستكوني اعدكِ .

عندما افلت يديه عنها نهضت بسرعه لتمسح وجهها بغضب وصرخت : انا لا اريد أن انجب منك انت ، المشكله بك ليست بي ، هل أنجب طفل يرى والديه كل يوم بذباح ، هل انجبه ليرى كره والدته لوالده ، هل انجبه ليرى كيف والده يعامل والدته ، كيف يضربها ويتملك بها بحجة انه يحبها ،
هل انجبه ليرى هذا ؟
هل اعيشه حياتي ؟
هل يعيش عذابي ؟
انا اكرهك يا آلب هل تعلم ماذا يعني اكرهك ؟
انا لا يمكن أن أنجب طفلاً انت والده ،

وقف امامها ليردف بغضب : ماذا اعذبكِ انا ؟
ما شآني بكرهك ؟
انا لا اريد طفلاً الا منكِ ، أن لم تتقبلي سيكون غصب عنكِ .

صرخت به : انت لا يمكنك ان تجبرني على شيء ، اقسم لك سأرحل ولن تجدني .

جلس على المقعد ليقول : ارحلي لارى كم يأخذ مني وقت لايجادك !

وقفت امامه لتقول : انا سأذهب من دنياك كلها ، انا لا أبقى بها ، انا احمل على نفسي بقوه حتى ابقى معك كيف وانت تجبرني .

سحب كأس الماء ليرشه بوجهها شهقت لتضع يدها على وجهها نهض ليقف أمامها ويتحدث بأمر : عودي لرشدك .

مسحت وجهها بكفها لتهتف : طلقني يا آلب طلقني .
لم تشعر سوى بدموعها وقد أخذت مجراها جلست على الارض لتضرب بيديها وهي تصرخ : انا ماذا فعلت لك ؟ ماذا فعلت لتفعل بي كل هذا ؟

جلس على الارض بجوارها شد رأسها لحضنه واحتضنها حاولت الابتعاد عنه لكنها فشلت بهذا ،
كان يحتضنها ولا ينكر انه غضب من طلبها للطلاق ولكن انهيارها غلب على غضبه ، كان يشعر بشهقاتها ودموعها على عنقه قبل رأسها ليردف بنبره حنونه عكس ما عهدت منه طوال اليومين
: لا تبكي حسناً انا اسف ، انا لا اجبركِ على شيء لكن لا تبكي .

ابتعدت عنه ليترك رأسها نهضت بسرعه لتمشي وتخرج من الغرفه ،

Continue Reading

You'll Also Like

811K 36.2K 28
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
537K 31.5K 39
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
2.1K 245 10
هذه القصة هي تجربتي الاولى في عالم الكتابة الروائية ضمن مسابقة #الملحمة المشتقة من سلسلة #مزرعة_البشر للكاتبة المبدعة sanacubbins@ على حساب king_g_...
5.8M 131K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...