Situationship | YM

By AthenaKun_

7.9K 455 326

[مُكتَمِلَة] جِيمِين يَرغَب بِشَخصٍ لِيَمنَحه حُبِه، ويُونغِي يَفتَقِر لِلحُب I need someone to love, and you... More

مُقَدِمَة

مَلَاذِي الآمِن

4.2K 251 306
By AthenaKun_

فوت وكومنت♡

...............................

بِأحَد الأيّام العَادِيّة كَانَ الشَابّان بِمَنزِلِ أكبَرهِمَا -يُونغِي- وكَانَا يَشعُرَا بِالكَثِير مِنَ المَلَل. إقتَرَحَ الأخَر أن يَقُومَا بِلَعِب أحد الألعَاب الوَرَقِيّة التِي قَامَا بِشِرائهَا مُؤخَرًا لَكِنَهمَا لَم يَفتَحَاهَا بَعد

كِلَاهُمَا يَجلِس عَلَى الأرض بِغُرفَةِ المَعِيشَة التِي يَطغَى عَلَيهَا اللَون الأزرَق الفَاتِح، الأثاث باللونِ الأزرَق الغَامِق، خَلفِهما الأريكَة وأمامِهمَا التِلفَاز الذِي يُشَغِل شَيئًا عَشوائيًّا. الغُرفَة تَحتَوِي فَقَط عَلَى الأسَاسِيّات وهَذا مَا يُحِبه جِيمِين بِهَذَا المَنزِل

"مُمِل. لِنُكمِل فَقَط ألعَاب الڤيديو"

قَلَبَ عَينَاه
"بِرَبِكَ يُونغِي. كُلَمَا نَلتَقِي وَحدَنا لَا نَفعَل شَيء إلّا ألعَاب الڤيديو"

مَسّدَ مَا بَينَ حَاجِبَيه وأردَف
"حَسَنًا. نَحنُ لَم نَفتَحهَا عَلَى أي حَال"
وَافَق لِأنَه بَعلَم كَم أن الأشقَر غَير صَبُور وعَلَى الأرجَح هُو مَن سَيُخبِره أن يَعُودَا لِلحاسُوب

وضَعَ جِيمِين صُندُوق اللُعبَة عَلَى طَاوِلَة القَهوَة الزُجَاجِيّة أمَامِهمَا وبَدَأ يَقرَأ البِطَاقَة الخَاصَة بِالتَعلِيمَات

"البِطَاقَات تَجتَوِي عَلَى أسئلَة عَلَيكَ سُؤالِ نِصفِهَا لِشَرِيكِك أو الشَخص الذِي تَلعَب مَعه عَلَى أي حَال، والنِصف الأخر سَيَسأله لَك. مَن يَعرِف الشَخص الثَانِي أكثَر يَكُون لَه طَلَب سَيُحَقِقه لَه الخَاسِر"

نَظَرَا لِبَعضِهمَا وقَهقَهَا، عَادَ الأصغَر لِلحَدِيث
"مَعكَ حَق، لِنَعُد لِللُعبَة"

جَذَبَ يَدُه قَبلَ أن يَتَحَرّك
"لَا، لَا. أنَا نَوعًا مَا فضُولِي لِأعرِف مَا تَعرِفه عَنِي"

قَهقَه بِخِفّة مُجَدَدًا ثُمّ جَلَس
"حَسَنًا إذًا، لَن أتَسَاهَل مَعَك"
قَسّم الأورَاق لِنِصفَين بِشَكلٍ عَشوائي ووضَع نِصفَهَا أمَام الشَاحِب عَلَى ظَهرِهَا، خلفيّتهَا سَودَاء تَمَامًا
"اسحَب أولًا"

سَحَبَ القَهوِيّ أوّل بِطَاقَة وقَرَأ السُؤال
"مَا لَونِي المُفَضَل؟"

"هَذَا سَهل. الأسوَد" سَحَبَ وَرقَة أيضًا "مَا تَخَصُصِي الجَامِعِي؟"

"الأدَب الإنجلِيزي"

مَرّت بِضع بِطَاقَات عَلَى هَذَا الحَال، أحيَانًا يُخفِقَا بِالأشيَاء التَافِهَة حَقًا ك"مَن أوّل مُعَلِمَة أُعجَبت بِهَا" وأحيَانًا يَقُولَا إجابَاتٍ صَحِيحَة

لَم تَخلُوا جَلسَتِهِمَا مِن الضَحِكَات العَالِيَة ومُشَارَكَة القِصَص التَافِهَة. لَم يَكُن هُنَاك أسئلَة مُهِمَة كَذَلِك حَتَى أتَت بِطَاقَة عَشوائيّة. سَحبَهَا الأصغَر وقَرَأ بِمَلَل

"مَا يَوم مِيلَادِي؟"
كَانَ يَظُن أن هَذَا سَهل جِدًا، لِذَا لَم يُلقِي بَالًا فِعلًا.

أَخَذَ بِضع لَحظَات يُفَكِر بِهَا ثُمّ أردَف

"مَا كَان التَارِيخ؟ نُوفَمبر، صَحِيح؟"

أخَذَ لَحظَة ليستَوعِب الأمر
"أنت لَا تَتَذَكَر؟"

قَهقَه بخفُوت
"لَا، أظُنُ أنَه تَارِيخ يَصعُب تَذَكُره. ثُمّ أنتَ تَعلَم كَيفَ هِي ذَاكِرَتِي عزِيزِي"

أومَأ وأردَفَ بِنَعَم خَافِتَة. استمرّا بِاللَعِب لِمُدَة تَجاوَزَت السَاعَة حَتَى تَمَدَدَ الأصغَر وقَال
"لَقَد تَعِبت، كما تَعلَم لَدَيّ عَمَل بِالغَد كَذَلِك. لِذا سَأذهَب"

"حَسنًا"
قَبّلَ شَفَتَيه وأوصَله لِلبَاب، وَضَعَ قُبلَة أخِيرَة
"هَل سَأرَاكَ غَدًا؟"

هَمهَم فَقَط مِمّا أثَار رَيبَة الشَاحِب، لَكِنَه لَم يُفرِط بِالتَفكِير وتَرَكَه يَذهَب

بَعد مُدَة بسِيطَة أصبَح إرتَمَى جِيمِين عَلَى سَرِيرِه الخَاص. لَم يَستَطِع مَنع الأفكار من التدفق لعقله، الكثير والكثير من مراحل الإفراط بالتفكير التي قام بها عقله خلال مدة زمنية قصيرة كانت متعبة نفسيًا. زمّ على شفتيه في محاوَلة مفرطة أن يمنع تدفق دموعه

استلقى على بطنه ودفن رأسه في الوسادة، لثمَ عبَق الشاحب عليها، هو من أهداه إياها وكان نائمًا عليها بالأمس. إنهالت الدموع تلقائيًا حينما جال بعقله أنه يتذكر مدى عشق الأكبر للعطور، لهذا دومًا رائحته تكون ثابتة لمدة ليست بقصيرة وحينما تبدأ بالزوال فهو يأتي ليجددها

استلقى مجددًا على ظهره، مرر يده بشعره وابتسم وسط بكائه متذكرًا كيف تعرف على يونغي وكيف كانت البداية

انتقل الأشقر لسيول مؤخرًا حينما قرر الإستقلال بعيدًا عن أهله. قيل له أنه لن يكون صعبًا أن يحصل على وظيفة بالمدينة لكن على ما يبدو أن هذا كذب. لم يكن يمتلك الخبرة الكافية بمجال محدد لقد عمِل منذ الثانوية في أشياء مختلفة وليست لأغلبها علاقة ببعضها

تمنى لو أنه قد يوجد مكان يقبل أن يعينه كمترجم لأنها شهادته الجامعية، لكن حتى الآن لم يحالفه الحظ. الجميع كان يطلب خبرة عامين على الأقل. وهنا بدأ يتسائل إن كان الجميع يطلب خبرة، من سيحصل عليها؟!

لذا وظيفته الحالية هى ما تطعمه بالوقت الحالي، وتدفع إيجار الشقة الصغيرة التي إستأجرها. لم يكره هذه الوظيفة لكنه كذلك لم يتمنى أن تكون هي ما يفعله طوال حياته. بالرغم من هذا لم يمانع الإختلاط بالبشر، في بعض الأحيان الأمر يكون سيئًا للغاية حينما يضطر لنقل الثملين أو من يقومون بمطاردة لسيارة أخرى أو الأشخاص الذين لم يسمعوا عن الإستحمام والنظافة قبلًا

لكن أحد الأشياء التي أحبها بهذه الوظيفة هو سماع حكايات الناس، البعض يصعدوا مع أصدقائهم أو أي شخص عمومًا ويتحدثوا فيستمع، البعض يكون هادئ جدًا فيحاول هو استنتاج حكاية له من مظهره الخارجي ونقطة إلتقائه معه. فقط يحب تمرير الوقت بتشغيل عقله بأي شيء بجانب الحصول على المال بالطبع

أنهى حرق أخر قدر من التبغ وألقاها على الأرض وهرسها بقدمه، لم يكن مدخنًا بشكل دائم، لكن من وقت لأخر يحب أن يُدخِن. كان يأخذ استراحة بسيطة قبل العودة للمنزل، ليس لديه وقت محدد للعودة، لكنه لاحظ أنه كلما يأتي إشعار لكل السائقين يقبله أحدهم فورًا قبل أن يستطيع هو لذا قرر منح العالم ما يرده وأن يعود

استوقفه رنين هاتفه بإشعار من أحد الرُكاب، نظر للشاشة ووجد أن الإشعار موجود منذ خمس دقائق ولم يقبله أحدهم بعد. نظر على الوجهة والسعر بتعجب فالوجهة المحددة بين سيول ودايغو. فقط نقطة في الطريق الصحراوي بينهما. الطريق بهذه النقطة يعني فوق منحدر جبلي عالي، وبالتأكيد السعر مرتفع جدًا، والوقت متأخر أيضًا إنها العاشرة مساءًا

من المؤكد أن جميع السائقين ظنوا أنه شخص مجنون أو طفل يلعب أو ما شابه، لكن جيمين لم يكن يرغب بالعودة للمنزل كما أنه رغب بمعرفة من ذلك الأحمق الذي قد يدفع هذا المبلغ فقط ليتم الإلقاء به على طريق خطر في الصحراء بين مدينتين

نظر لنقطة الإلتقاء وكانت بأحد فروع ماكدونالدز الذي لا يبعد كثيرًا عن موقعه الحالي. أكّدَ الطلب بعد أن نظر على السعر مجددًا. ودخل السيارة متوجهًا للمطعم

قبل الوصول بحوالي دقيقة قرر تخمين قصة الشخص
'بما أنه مطعم وجبات سريعة فبالتأكيد ليس شخصًا ثملًا، أتمنى على الأقل. المستخدم ذكر لذا على الأرجح إن كان وحيدًا فهذا يعني أن هناك إنفصال عاطفي حدث، أما إن كان أكثر من شخص فعلى الأرجح أنهم لم يضبطوا الموقع جيدًا وغالبًا يقصدوا وجهة أُخرى أو نُزُل بين المدينتين مثلًا'

لم يجد أحدًا خارج المطعم المضئ، ألقى نظرة على الزجاج الشفاف، كان مصدومًا نوعًا ما أن يكون المكان ممتلئًا بالمراهقين والقليل من الشباب بهذا الوقت، خاصة وأن الغد يوم بوسط الأُسبوع أي أنه يوم عمل ودراسة

قبل الضغط على زر الإتصال، تمنى أنه إختار شخصًا لن يتسبب له بالمتاعب بهذا الوقت، لأنه في غنى عنها ولأنه حقًا يرغب بالمال المعروض.

حينما تمّ رفع الخط أردف
"مرحبًا أُستاذ، لقد وصلت لماكدونالدز"
لم يسمع ردًا من الأخر، تمّ إغلاق الخط وبعدها بلحظات استطاع رؤية شاب يخرج من بين الظلمات تحت أحد أعمدة الإنارة الموجودة بالمكان ويأتي نحوِه، كان يرتدي بذلة رسمية

نظر الشاب بالداخل لذا لوّح جيمين بخفة وفتح باب السيارة من الداخل. بمجرد دخوله لاحظ السائق أنه يحمل حقيبة ظهر متوسطة الحجم، على الأرجح أنها تلك التي يتواجد فيها الحواسيب المحمولة، لكن هذا ليس ما جعله يفكر

وجه الشاب كان أحمر من كثيرة البكاء، بعض الدموع الجافة تُزين وجهه وأُخرى جديدة تُغادِر عينيه الحمراوتين كذلك، لم يستطع رؤيتة وجهه جيدًا بسبب قبعته

نظر له للحظة قبل أن يُشغل السيارة ويقبض على عجلة القيادة، فكر بأنه ليس من شأنه أي شيء، وعلى كل هو ليس الشخص الوحيد الذي يدخل هذه السيارة بحال يُذرى لها

نظر للهاتف ليؤكد الرحلَة، عيناه وقعتا على اسم الراكب وتذكر أنه يجب عليه التأكد من مسألة الوجهة والمال
"مرحبًا يونغي، هل أنت متأكد من وجهتك؟ وأنك ستكون هناك وحدك؟ على الأرجح بلا شبكة هاتف في الصحراء كما أنه لا يوجد رفيق معك؟"
مجرد إجراء يتم القيام به مع كل الرُكاب لأنه دومًا يتواجد أشخاص أغبياء يُحددوا مكان بالخطأ، على الرغم من أنه لا يوجد مجال للأخطاء

نظر الشاب نحوه وحينها شعر جيمين كما لو أنه أخذه من جنازة ما وليس فقط مطعم ليلًا. أبعد الراكب قبعته فاستطاع السائق رؤية شعره الأسود المنسدل الذي يزين وجهه الجميل، وعيونيه المنتفخة من شدة البكاء والتي لا تزال تزرف بعض الدموع حتى الأن

لم يكن مظهرًا غريبًا على عمله، دومًا يقل أشخاصًا يمروا بنوبات بكاء سواءًا كانوا في وعيهم أم لا، وبمختلف الأسباب كذلك، لكن ليس بهذا السوء

أومأ الباكي فقط وأخرج 'نعم' خافتة، كما لو أنه استنفذ كل طاقته في الحزن ولم يمتلك مياه ليشربها، ولم يتحدث منذ ساعات

"لا تقلق، أنا جاد بخصوص الرحلة، أرغب بالذهاب لهناك"

تسائل عن سبب الحالة التي وضِع بها ذلك الفتى، بالرغم من أنه تفهم لِمَ قد يصل شخص لهذه المرحلة، لقد مر بها قبلًا وشعر بالكثير من الأوجاع أيضًا. جزء بداخله كان يتمنى أن يكون هذا الشاب بحال أفضل منه حينما وضِع بنفس المكان على الأقل

كلمات الراكب لم تكن واضحة تمامًا بسبب حشرجة صوته، لكنها أجبرت جيمين للنظر للهاتف مجددًا والضغط على زر التأكيد

مدّ يده للخلف وأحضر حقيبة بلاستيكية ومدها للشاب وأردف
"يوجد بها مياه وبعض المُسليات"

أخذها من يده وتمتم
"شكرًا"
بحث بالداخل على زجاجة المياه

تلامُس يديهما أصاب جيمين بالمزيد من القلق، يد الفتى كانت باردة للغاية، نعم هذا يحدث حينما تبكي لمدة طويلة، لكن هذا لم يعني أنه لن يقلق نوعًا ما

"يمكنك تغيير درجة حرارة المُكيّف إن أردت"
سمع همهمة الفتى فقط مما جعله يُعاود التركيز على نظام تحديد المواقع

استَمَرّ الصمت لعدة دقائق حتى وضع الشاحب يده على الراديو وبدأ يعبث بالقنوات قليلًا. يده كانت ترتعش بشكى مبالغ فيه، كذلك حينما توقف على إحدى الأغاني الحزينة لاحظ جيمين زيادة إرتجافه وقبضته التي اشتدت على الحقيبة خاصته

لم يسأل، ليس من الأغنية أن يفعل على أي حال. استمع بهدوء لكلمات الأطروحة، كانت تتحدث عن فراق الحبيب وعن كيف ستستمر بتذكر الكثير من الأشياء عنه بالرغم من أنك لا ترغب فعلًا بهذا

كما يُقال دومًا، الأشخاص يرحلوا ويتركوا بقاياهم التي يكون من الصعب تركها.

"لا أقصد التطفل، لكن هل تحتاج للذهاب لأحد معارفك أو أهلك بدلًا من وجهتك؟"

ابتسم بجانبية وكأنه يسخر من الكلام أو ربما من ذاته فقط
"لا، فقط كل ما أحتاجه هو هذه الوجهة"

لاحظ السائق أن الشاحب يغير بعض الأغاني المشهورة التي تتحدث المخاطرة من أجل الحبيب، لذا هو تقريبًا استنتج ما الذي جعله يبكي، أو من للذي جعله يبكي بشكل أوضح، لكنه لم يعلم ما الذي يجعله يذهب لمنحدر في الصحراء فقط لأنه مرّ بعلاقة فاشلة

استمرّ صمتهما لساعة كاملة. نظر جيمين لخزان الوقود ووجد أنه ممتلئ بشكل كافي، لكن هناك محطة وقود قريبة لذا فكر بأنها فرصة جيدة كي يترك الرجل بجانبه يعيد النظر ربما، أو علّه يحتاج لغسل وجهه من البكاء مثلاً

"سأتوقف للحظات بالمحطة، إن كنت ترغب بالذهاب لدورة المياه فلا مشكلة"

لم يجب الفتى فقط أومأ بالنفي لذا خرج السائق وحيدًا. جزء منه أراد أن يلغي الرحلة ويترك يونغي في أول ثلث من الطريق، على أي حال لن يقبل أحد بإيصالع لتلك الوجهة.

الجزء الأخر أراد فقط التخفيف عنه وإخباره بأن لا شيء في العالم يستحق هذا الحزن ويستحق تلك الفكرة الغبية التي يقدم على فعلها

لم يكن غبيًا كي لا يعرف أن الغرض من الوجهة هو القفز من فوق المنحدر، أو بنعنى أخر الإنتحار. هو شخصيًا لم يذهب لهناك قط، لكن المكان مشهور بذلك ومن وقت لأخر يأتي خبر بالتلفاز عن شخص جديد قرر إنهاء حياته هناك

توجه لدورة المياه ونظر لمظهره بالمرآة. شعر بالتوتر. إيصال شخص لوجهة قضائه على روحه تمامًا كقتله

لم يرغب بِأن يكون شريكًا بهذا الجرم. ولم يرغب بالشاحب نفسه بأن يفعل هذا، لكنه ليس اختياره او مكانه ليقرر

أخذ نفسًا عميقًا وخرج، رأى الرجل لايزال في السيارة. رأسه مستريح على مقعدة وحقيبة ظهره بين ذراعيه. توجه في خطواتٍ شبه سريعة وتنحنى لمستواه
"لِمَ لا تغسل وجهك؟ سآتي معك إن أردت"

فتح المعني باب السيارة وخرج بالفعل، لم يسمع الأصغر إجابة ما إذا كان يريده معه أم لا، لكنه ذهب خلفه في خطوات هادئة على أي حال

خلال ثوانٍ أصبح كليهما أمام المرآة في دورة المياه الفارغة. وضع الشاحب بعضًا من المياه بيده ونظر لها، قبل أن يضع أيّا منها على وجهه حدّق بمظهره وأردف بهدوء
"أبدو بحالٍ مزري، أليس كذلك؟"

جيمين كان يضع ثقل جسده على الجدار وكان يحاول تجنب النظر للمرآة كي لا يُشعره بالريبة مثلًا، حينما سمعه زفر بخفة شديدة كي يُعطي لذاته وقتًا يختار فيه الكلمات بعناية

"مزري كلمة ليست بمحلها إطلاقًا. أنت فقط تبدو حزين"

زفرة ساخرة هربت من بين شفتيه
"أبدو كطفل باكي، لا تنكر هذا"

"ليس لانك تخرج مشاعرك معناها أنك طفل، جميعنا نحتاج للبكاء من وقت لأخر. أخبرتك أن تأتي لهنا لأنك ربنا لا ترغب بأن تبدو باكي في وجهتك القادمة ربما"

"لن يحدث مظهري فرقًا"

لم يكن هناك شيئًا أخرًا يمكنه فعله أو قوله. كم رغب بأن يخبره 'فقط لا تذهب، لا شيء يستحق' لكنه ليس من شأنه. فكر في بدء بعض الأحاديث حينما يكونا في السيارة مجددًا كي يعرف عنه أكثر

عاد لموقف السيارات وألقى بظهره للخلف مشاهدًا راكِبه أيضًا يجلس. نظر للهاتف وضغط بتردد على زر 'استمرار الرحلة'. خلال ثوانِ أردف بهدوء
"ماذا تعمل؟"

تنهد بخفة
"ملحقات الهواتف، الأغطية بشكل خاص"

"هذا رائع"

"كان ليكون كذلك، لكن لا يوجد ممولين أو ترويج وما إلى ذلك"

همهم
"لدي بعض الأصدقاء الجيدين في مجال الترويج إن كان هذا سيساعدك يمكنني ترشيح البعض"

ابتسم بخفوت
"شكرًا لك، لن أحتاج هذا بعد الأن"

علم ما يرمي إليه الرجل، حاول تجاهله بشدة فهو لا يعرفه إلا من ساعة أو ساعة ونصف ربما. بعض اللحظات الصامتة مرت لم يصدع فيها إلا صوت محدد المواقع الذي يخبره بالإتجاهات حتى قطع الشاحب هذا الصمت

"هل تحب عملك؟"

"أعتقد أني لا أكرهه، لكنه ليس ما أرغب بفعله لباقية حياتي كذلك"

"ما نوع العمل الذي ترغب به؟"

"أرغب بترجمة الأفلام والبرامج التلفزيونية وما إلى ذلك. الأمر ممتع للغاية، لقد ترجمت كتاب الحقيقة المرة لأُوغستين إن كنت تعرفه"

ابتسم حينما تذكر قراءة تلك الرواية
"قرأته حينما جئت لسيول أول مرة ولم أعلم ما أفعل، سمعت كثيرًا أن الترجمة أكثر إضحاكًا من الكتاب نفسه. استمتعت به"

قهقه بخفوت، العديد من الأشخاص يخبروه عن مدى جودة حسه الفكاهي
"شكرًا لك"

"لقد بحثت لك عن أعمال أخرى، لكني لم أجد سوى القليل منها ولقد أحببتها جميعًا"

اتسعت ابتسامته، كان يعلم أن العديد يحبوا ترجمته خاصة في الأشياء المضحكة وجودة انتقائه للمفردات في الأشياء الحزينة ذات القصص الرائعة، لكنه لم يقابل أحدًا يخبره بهذا سوى أصدقائه بالتأكيد. لم يظن أن أحدًا غيرهم سيكون مهتمًا بالبحث عنه تحديدًا فالأغلب فقط يشاهد ما يريده طالما هو بترجمة مناسبة ومفهومة

مازحه قائلًا
"الأمر لا يحتاج الكثير للحصول على جماهير إذًا"

قهقه بخفوت
"مع مهارتك، لا يحتاج"

"بالمناسبة، لقد كنت على وشك الحصول على غطاء جديد لهاتفي لكن الصفحة التي طلبت منها لم تعاود النظر برسائلي"

ابتسم بخفة
"إن كان هناك يومًا أخرًا كنت لأصممه لك"

لم يعاود أحدهما الحديث. صوت الأغاني بالراديو والمحدد فقط مجددًا هما مصدر الصوت الوحيد. لم يكن السائق منتبهًا لأي ما كان يصدع من الجهاز حتى شعر بأنفاس الراكب المتلاحقة وزيادة قوة قبضته على حقيبته

أنصت بهدوء لكلمات الأغنية التي كانت تتحدث عن كيف أن نفس المغني هانت عليه، وكيف أنه تم التخلي عنه من جميع النواحي مما جعله يرغب بالتخلي عن كل شيء أيضًا

أغمض يونغي عينيه بقوة في محاولة بائسة لحبس الدموع
"هل أنت بخير؟"

دقيقة كاملة مرت حتى إنتهت الأطروحة، مرت على من بالسيارة كأنها عام كامل من شدة ثقلها

"أكره هذه الأغنية. أنا آسف"
إنكسر صوته بأخر الجملة

فهم جيمين الأمر على أن الشاحب مر بمشاعر تشبه خاصة المغني. تنهد بخفة لأنه أيضًا مرّ بنفس المرحلة ويعلم مدى صعوبتها، ولأنه لن يستطيع المساعدة فيونغي شخص لا يعرفه ولا يعرف ما مر به كي يصل لتلك المرحلة من المشاعر البائسة

"لقد أحب هذا المغني وتلك الأغنية كثيرًا" ابتسم بجانبية مبعدًا القطرات المالحة التي أصبحت على وجنتيه "كان يخبرني أنه لن يسمح بأن يصل لتلك الدرجة من الحزن على ذاته وأنه لن يرغب بأن يتخلى حبيب عنه. أخبرته أني لن أتخلى عنه مهما حدث، لكن كانت المفاجأة أنه تخلى عني أولًا"

أنصت الأشقر بصمت غير عالم ما قد يتفوه به. لم يمر بالحب قبلًا، نعم لقد كانت له تجارب سابقة في العلاقات، لكنه لم يمر بحب حقيقي. لطالما استمع لقصص أصدقائه حينما يدخلون بعلاقة أو حينما تنكسر قلوبهم فيبقى معهم، لكنه لا يعرف الفحمي كي يعرف كيف يخفف عنه أو حتى ليخبره بأي شيء. لحسن الحظ أن الأخر تابع

"يستحيل أن يصدقني أحد حينما أقول أنه تركني بأبشع الطرق الممكنة وفي أسوأ الأوقات كذلك. الكثير من الأشخاص يحبونه، جميع معارفي هم في الأصل أصدقائه. أشعر أني وحيد وضائع، لا شيء يسير على ما يرام

عملي الحالي سخيف وأكرهه، والمشروع الذي أحبه كثيرًا إنتهى أمره قبل أن يبدأ حتى.. أنا فقط-"
لم يكمل جملته بسبب شهقاته التي حطمت جميع كلماته كما حطمته كذلك
"لقد خسرت كل شيء"

لعن جيمين بداخله لتوريط ذاته بهذا الموقف، ليس أفضل الأشخاص بالمواساة. في العادة سيكتفي بعناق الأشخاص حينما يحزنوا ويقول بعض الكلمات المهدئة بقدر ما يستطيع، لكنه لن يعانق غريبًا

نظر له وهو يبكي لثوانِ ثم ضغط بخفة على كتفه ليخبره بأن كل شيء سيكون بخير بالرغم من أنه يشك بهذا أحيانًا

الإنفصال سيكون صعبًا إن كنت الشخص الذي أحب بصدق، لقد رأى هذا كثيرًا مع أصدقائه وبضع زملائه مما جعله يفكر لِمَ دومًا يكون طرف واحد هو الذي بذل جهدًا بهذه العلاقة؟ لا إجابة ففي بعض الأحيان تقابل درسًا من دروس الحياة على هيئة أشخاص

جميعنا نقابل أشخاصًا ذوي صفات حسنة، لكن دخولهم لحياتنا يجعل لها أثرًا سلبيًا لا يشبههم، وحينها تكتشف أن هذا الشخص لم يتواجد كي يكون في المنزلة التي وضعتها بها سواء صديق أو حبيب وغيرها بل تواجد كي يمنحك منظور أخر للعالم

"لم أرغب أبدًا بخسارة ذاتي. لقد فعلت كل شيء لأُحافظ على علاقتي وعملي ثم شاهدت كل شيء ينهار أمامي. حتى حملة الدعايا رُفِضَت"

ذلك فسر تواجده ببذلة رسمية، جيمين لم يعلم حقًا ما يمكنه أن يقوله ليخفف عنه فهو بنفسه لديه مشاكله التي لم يحلها، ولديه ذاته التي خسرها بشكل ما كذلك. من المحزن أن ترى شخصًا بنفس حالتك أمامك حتى وإن اختلفت الأسباب

"أخذ وقتي، أيامي، حبي، ومرّاتي الأولى بالعديد من الأشياء. أمسكها جميعًا بيدٍ واحدة وألقاها بعيدًا. لقد جاهدت لتصبح هذه العلاقة قائمة كي ينهيها هو فقط بكلمة. لم يدعمني بعملي حتى رغم أني كنت أُساعده بقدر ما استطيع.. لقد إجتهدت لأُنجح هذا المشروع، لكن على ما يبدو أنه أيضًا تركني"

استمر الصمت لدقائق مما جعل يونغي يبعد الدموع عن عيناه بخشونة، نظر للجهة الأخرى لأنه لم يرغب من السائق أن يرى وجهه، كان خجل من نفسه كثيرًا. كره أن يراه الناس ضعيفًا لكن ما كرهه أكثر هو أنه طوال الرحلة كان يسبب المتاعب لشخص لا يعرفه وعلى الأرجح لن يراه مجددًا أبدًا ليرد له الجميل

"أنت أكثر من علاقة حب فاشلة وحملة دعايا يونغي" أخذ علبة المناديل الورقية ومدها باتجاه الشاحب "لا أحد يمكنه إخبارك بأن تتوقف عن محاولة إنجاح عملك مجددًا" لم يعرف حقًا ما يفعله أو يقوله الأن لذا فقط فتح ذراعيه قليلًا

خلال ثواني أصبح يمتلك شخصًا سنهار على كتفه. بالرغم من أنه لم يتعرف على الراكب إلا منذ ساعتين تقريبًا إلا أنه يلاحظ أنه لا يستحق ما وضع به. في الواقع لا أحد يستحق ذلك، لكن فقط في العديد من الأحيان تشعر وكأن العالم أجمع إتفق على الإطاحة بك وإخبارك بأنك لا تستحق ومجهودك كله بلا فائدة، لكن قد لا يكون هذا صحيحًا بالضرورة

حينما هدأت شهقات الشاحب سمح له السائق بالإبتعاد. قميصه أصبح مغطى بالدموع، لكنه لم يعطي هذا أي إهتمام

عاد يونغي لوضعيته الصحيحة بالجلوس، مُدَّت يد بزجاجة مياه فأخذها بيد مرتعشة وشرب. أطلق قهقهة ساخرة على نفسه
"بدأت أشعر بأني لا أستحق السعادة"

"هل هذا نابع منك حقًا، أم أنه بسبب الحالة الحالية؟"

رفع كتفيه
"لم أعُد أعلم"

جهّز السيارة لتتحرك مجددًا
"الجميع يستحق قدرًا من السعادة، قد تكون سعادتك في مكان ما لم تذهب إليه بعد"

لم يُسمَع إلا صوت الهواء الذي يرتطم بوجه الشاحب أثناء القيادة. لم يشغل أحدهما الراديو مجددًا، كما أن جيمين شعر بأنه عرف يونغي بشكل زائد عمّا كان يرغبه. هذه حتما أحد أكثر الرحلات الغريبة التي قام بها في حياته والتي بشكل ما لن يرغب بتجربتها مرة أُخرى.

ليس لأنه سئم من الأخر، لكن بسبب كمية الضغط التي شعر بها والتي تغزوا جسده حاليًا. تبقى ما يعادل النصف ساعة على الوصول للوجهة المُبهمة الخاصة بالرحلة

"أخبرني أني أكثر مما يمكن أن يتحمله أي شخص. وأخبرته بأني سأفعل أي شيء كي نبقى معًا وكي يخبرني لِمَ قرر فجأة بأني لست الشخص الذي سيبقى معه بالرغم من مخططاتنا الكثيرة كي نعيش معًا مستقبلًا. كما يقولوا حينما تكون غارقًا بالحب فأنت تتخيل شريكك بكل مكان بمستقبلك. لم أعلم إن كان هو يفعل، لكن بالنسبة إليّ مستقبلي كان متمحورًا حوله. لأجد نفسي فجأة بلا غد"

كليهما نظرا بعينا بعضهما للحظة قبل أن يعاود السائق النظر للطريق، فقط أضواء السيارات والقليل من أعمدة الإنارة هي ما تجعل كل شيء واضحًا أمامهما. المنحدر الذي يريده الشاب أصبح مرئيًا مما زاد من توتر جيمين

"لا تذهب"
تمتم بخفوت، لكن الأخر استطاع سماعه

استنشق ماء أنفه
"لا استطيع حقًا"

إنحرف عن الطريق الرئيسي وركَنَ السيارة بالقرب من المنحدر غير آبه بما قد يفكر به السائقين القلّة الموجودين بالمكان

وضع الشاحب يده على الباب ليوقفه الأخر بصوته
"لا تذهب بعد"

أخذ ورقة من المفكرة خاصته وقلمه الذين كانوا موضوعين أمامه وكتب رقمه ومد الورقة للأخر

"سأُراسلك من العالم الأخر"
النكات المليئة بالكوميديا السوداء كانت أقبح شيء يمكن لأحد فعله في الوقت الحالي، ندم لأنه أخبر السائق بخطته التي كان يفضل بجعلها غير معلومة

ابتلع ما بحلقه
"رجاءًا، حدثني وأنت مُعافَى" ضغط على زر إلغاء الرحلة أمامه "لا أُريد المال، عُد به"

إستمر التواصل البصري بينهما للحظات قبل أن يُظهر الشاحب إبتسامته اللثوية
"شكرًا لك جيمين"

جزء بداخله أراد جذب الشاحب من يده وإرجاعه للسيارة، لكنه إكتفى من هذه الرحلة. قد لا يكون ساعده اليوم بأي شيء، لكنه يعلم أنه حاول، وبشكل ما كان واثقًا بأن كل شيء سيكون على ما يرام لقد رأي القليل من الأمل بعينا راكبه.

راقبه وهو يضع حقيبه ظهره ويذهب لمكان أبعد من الذي تواجدت به السيارة. لم يستطع التحرك من مكانه لحوالي عشر دقائق كاملة. لم يعد يرى الشاحب أمامه مطلقًا، يديه كانتا ترتعشان رعبًا من أن يتحقق ما يحاول إنكاره وأن يكون أوصل شابًا لمكان إنتحاره فعلًا

استطاع العودة بصعوبة، حينما عاد للمنزل كانت الساعة السابعة صباحًا، تلك كانت أحد أطول الرحلات التي قام لها ولم يأخذ نفقتها حتى. نام لليوم التالي بأكمله وحينما استيقظ ألقى نظرة على هاتفه ولم يجد أي رسائل مما جعله يقلق

مرّت الأيام وحاول بقدر ما يستطيع تناسي تلك الليلة بكل ما حدث فيها مخبرًا ذاته بأنه ربما فقد الورقة، أو لم يرغب بالحديث معه مجددًا لأن الرحلة بأكملها كانت محرجة بالنسبة إليه والعديد من الأسباب التي إختلقها كي يحاول إخبار ذاته بأنه لم يذنب

لنكن واقعيين حتى لو كان يونغي إنتحر فتلك ليست غلطة جيمين، الشاحب خطته كانت واضحة منذ اختياره للوجهة

في أحد ليالي ديسمبر الباردة كان جيمين يجلس بأحد المطاعم الشعبية برفقة صديقه تايهيونغ يتحدثا بأشياء عشوائية حتى وجد رسالة على الإنستاغرام الخاص به

ما تصميم غلاف الهاتف الذي ترغب به؟
وما نوع هاتفك؟

في البداية ظن أنها الصفحة التي حادثها منذ شهرين، لكن حينما دخل على الرسالة لم يجد أي رسائل سابقة. دخل على الصفحة ووجد في التعريف الخاص بها حساب المالك مين يونغي

فتح فاهه ودخل على الحساب المذكور بسرعة ووجد أنه حقًا هو مما جعله يبتسم بوسع.

دومًا ما نسمع بأنه إن وجدنا شخصًا يبكي في الشارع فأول ما علينا القيام به هو عناقه، للأن كل ما يحتاجه هذا الشخص هو كتف ليبكي عليه بهذه المرحلة من الحزن وهذا تمامًا ما منحه جيمين للشاحب

تصرف لطيف من شخص غير متوقع ساهم في إنقاذ شخص بشكل ما

لِمَ لا تختار تصميم من ذوقك؟

سأفعل إذًا!
أعطني عنوانك كي أُرسله لك حينما ينتهي

لا، لتعطيني إيّاه بنفسك
لا بأس معي بالمجئ لأي مكان

حسنًا إذًا، سأتحدث معك حينما أنتهي منه

كانت تلك مقابلة تابعتها سلسلة من المقابلات بلا شك. إتضح أن التصميم الذي اختاره له يحتوي على شخصية من الميثولوجيا المصرية وهو أنوبيس الملقب بالحارس والحامي. جيمين كان مثقفًا كفاية ليعلم، شعر بالكثير من الإمتنان

مقابلة تلتها مقابله والكثير من التشجيع من الطرفين لبعضهمها في العمل وفي الحياة بشكل عام. يونغي إقترح على جيمين أن يقوم بالترجمة الحرة بما أن هناك الكثيرين ممن يبحثون عن مترجماته بالاسم وبعد ذلك سيأتي العمل له وحده، بالطبع دون التخلي عن عنله الحالي وهذا ما فعله الأصغر

كما أن جيمين دعم عمل الشاحب كثيرًا خاصة بعد أن رأى عمل يديه بنفسه والذي كان مبهر بالمناسبة

ستة أشهر من التعارف مرّت عليهما كأفضل الأيّام على الإطلاق، تعرفا شخصيات بعضهما وخلال هذا وقع الأصغر في الحب.. لأول مرة في حياته

دخل مسبقًا في بعض العلاقات الغير جادة، لكنه لم يشعر بهذا الإنجذاب الذي يشعر بها نحو الشاحب أبدًا، شعور جميل جدًا وسئ للغاية بنفس الوقت

يونغي ليس متاحًا عاطفيًا، لطالما قال أنه لن يكون متاحًا للحب مجددًا لذا كبح مشاعره ناحية الأكبر لبعض الوقت

أصبح يقضي الكثير من الأيام في التفكير الزائد بخصوص نفس الموضوع وأخيرًا توصل لنتيجة أنه يرغب بمنح يونغي الحب الذي يستحقه دون الإهتمام لنقطة أن يكون بعلاقة رسمية معه، لم يرغب بأن يدع أول حُب بحياته أن يذهب هباءًا

كان متوترًا لإخباره بهذا القرار فليس معنى أن وافق على هذا النوع من العلاقات أن الشاحب سيقبل كذلك، لكن لحسن الحظ الأكبر أيضًا لم يرغب بأن يدعه يذهب من بين يديه لذا وافق كليهما على أن يكونا بعلاقة غرامية بلا مُسمى تحت شرط واحد من القهوي، هو ليس شرطًا فعلًا وإنما حد لعلاقتهما المستقبلية

"لا تتوقع الحب مني، لا استطيع منحك ما منحته إيّاه، ولست مُعافى كي أمنحك الحُب الذي قد يُعطيه لك شريك، لكن استطيع أن أعدك بأن أكون وفيًّا لك وألّا أجرحك عن عمد أبدًا"

وقد إمتلك صفة الرجل الحقيقي، حافظ على كلمته تمامًا. كان رائعًا لجيمين، عامله جيدًا جدًا وكان وفيًا للغاية حتى مع علمه أنهما ليسَ مرتبطين فعلًا، وكان بالتأكيد يرضيه جنسيًا كما يجب أيضًا

الأيام جعلت جيمين يكتشف أنه يُحب يونغي أكثر مما قد توقع. وقع بحب كل تفصيلة في الشاحب من طريقة تفكيره وشخصيته التي لا تُعَوّض إلى الأشياء البسيطة كصوته، ضحكته، النكات البذيئة التي يُخبره إياها، وحتى حماقته في بعض الأحيان، وقع بحب كونه حنون ومُشجِع له بكل خطوة بعمله وبحياته والكثير من الأشياء الأُخرى

يونغي يمنحه الكثير من الحب والتقدير، لكن فقط في بعض الأحيان تشعر بالحاجة للشعور بهذا كلاميًا، على الأقل هو يشعر بالحاجة لسماع أنه محبوب. ما كانت الكلمات لتكون مشكلة لولا ٱن يونغي أخبره ذات مرة بأنه لن يقول كلمات لا يعنيها، تلك الجملة جعلته يبقى مستيقظًا لأيام

لم يستطع تجاهل الأشياء الصغيرة كأن الأكبر لا يخبره أبدًا إذا ما كان يفتقده إن غاب، في بعض الأحيان حينما يختفي ليوم كامل مثلًا فهو لا يستمع لأي كلمة من الأخر إلّا حينما يبادر هو برسالة مازحة مثل "افتقدتني؟" ليجبه الأخر بنعم. لا يطلب عناق أو قبلات صغيرة، لا يتحدث معه مطلقًا إن كان بالخارج بالرغم من أنه حتى لو مشغول وحتى لو مع أصدقائه أو أي شخص أخر فهو سيجيب عليه إن راسله

الأشقر دومًا يجعله مطلعًا على أفكاره بقدر ما يستطيع بالرغم من أنه كتوم جدًا وخجول جدًا حينما يتعلق الأمر بالحب لعدة أسباب أهمها أنه أخر شخص بدأ علاقة ممن يعرفهم، لم يفعل الكثير من الأشياء المبتذلة التي على الأرجح قام بها الجميع في المتوسطة، لذا حينما يقول أشياء مثل "كنت أفكر بك طوال اليوم" أو "أرغب برؤيتك بأحلامي" فهذا يعني الكثير له

حينما يقول كلمات كتلك فغالبًا يرسلها برسالة لأنه أكثر خجلًا من الإفصاح عن هذا وجهًا لوجه. وحتى حينما يرسلها فهو يغلق التطبيق كاملًا ويُبقِي الهاتف بعيدًا، والرد الذي يجده دومًا على هذا هو نفس الجملة "هذا لطيف" لذا دومًا يتذكر بأن يكبح باقي أفكاره لأنه من الواضح أن الأخر غير مهتم

أصبح يفكر كثيرًا بالشاحب لدرجة أنه يراه كثيرًا بأحلامه، أحيانًا يكره الاستيقاظ إن كان الحلم يعجبه حقًا إن كان يحقق رغباته التي لا يفصح عنها، لكنه لا يخبره بهذا أبدًا.

كان يعلم أنه وافق على هذا النوع من الإرتباط، لكنه أبى أن يكون الطرف المتحمس هنا. لم يرغب بأن يعيش بوهم أنه في علاقة حب ليستفيق من هذا الوهم ويجد نفسه وحيدًا. قد يرغب يونغي في أن ينهي هذا وأن يظلوا أصدقاء فقط

وبمعرفته للشاحب جيدًا فإن سئم العلاقة الغير مسماه فهو على الأرجح سيفضل أن يصبحا غرباء بالكامل كي لا يتأثر أيًا منهما

ما حدث منذ قليل جعله يفكر ما إن كان عليه مصارحته بالأمر أم لا.

لم يكن يهتم بعيدميلاده، لم يقدس هذا اليوم كما يفعل البعض، وهو ينسى الكثير من الأشياء أيضًا.. صحيح أن هذا التاريخ يفترض أن يكون هامًا بحياة الشاحب إذا ما كان يطمح لأن يكون هناك "هما" مستقبلًا

نام دون شعور منه متجاهلًا كمية الأفكار السلبية التي اقتحمت عقله. شعر بقرب نهايتهما. فكر بأنه ربما يونغي يخطط لتركه قريبًا ولهذا أصبح ينسى الأشياء الأساسية عنه لأنها لم تعد تهمه

أخر ما قد سأله لذاته بهذا اليوم
'هل ساستطيع تخطي يونغي؟'

باليوم التالي استيقظ الأشقر بسبب كثرة الرسائل على جوّالِه والرنين. تعابير وجهه كانت منزعجة بوضوح

نظر للساعة بهاتفه بأعين شبه مغلقة ووجد أنه تأخر على العمل، لحسن الحظ أنه صاحب العمل فقد استمع لنصيحة الشاحب من وقتها وتوسع عمله قليلًا حتى أصبح لديه مكتب صغير باسمه ويعمل بعض الأشخاص في الترجمة معه

تنهد لأنه ظن أنهم زملائه فهو لم يخبرهم بغيابه منذ الأمس، يمكنه العمل في المنزل لا مشكلة لذا لم يلقي بالًا للرد الأن. لم يكن بالمزاج لفعل أي شيء بعد

وقعت عينيه على اسم المرسل لكل تلك الرسائل التي لايزال يتم إرسالها. جميعها من يونغي. أكثر من مئة وخمسين رسالة. ظنّ أن الأكبر يراسله عن تحديث اللعبة أو فيلم ما وفي الحقيقة هو كان كسولًا جدًا ليجيب على هذا خاصة وأنه لا يرغب بأن يرد بأسلوب مزيف، دومًا يحب مبادلة الطاقة الحماسية التي تصدر من رسائل الشاحب حين يراسله وحاليًا هو طاقته صفر، لم يُبدِل ملابسه منذ الأمسِ حتى

ترك الهاتف من يده وتقلب بالسرير، سمع صوت أخر معلنًا عن صدور رسالة جديدة. نظر بهاتفه بدافع الفضول عمّا يتحدث الأخر عنه

سآتي الأن، لقد أنهيت عملي

تنهد بعمق. نعم كان يرغب برؤيته كالعادة، لكنه لا يمتلك القدرة ليُزَيّف أي شيء. فكر لوهلة بأنه قد يتجاهل أمر نسيان ما حدث بالأمس ويتعامل بأنه لم يحدث، لن يدع لعبة أوراق غبية تفصل بينه وبين الشخص الذي يحبه

سمع طرقًا خفيفًا على الباب ومن بعدها رأى الأكبر فهو يمتلك نسخة من مفتاح شقته. بالرغم من أن باب غرفته مفتوح إلّا أن هذا لم يمنع الضيف من الطرق

ابتسم الأشقر وأردف بصوت متحشرج
"تفضل"

قهقه القهويّ بخفوت وصعد على السرير بحيث أصبح جيمين أسفله، حينما ألقى الأصغر نظرة على وجهه وأدرك إجابة سؤاله بالأمس

لن يستطيع تخطي يونغي أبدًا

كوّب وجهه بكلتا يديه ومسح بإبهاميه على وجنتيه وشرد بابتسامة لوهلة، رغب بتقبيل شفتيه كثيرا، لكنه لم يكن بالمزاج الذي يسمح له بالإستإذان الأن.

فكر بكم أنه هناك الكثير من الأشياء البسيطة التي يتمنى فعلها معه دون الحاجة لسؤاله قبلها كتقبيله ومعانقته وحتى إمساك يديه

سبب حبه لسؤال الأكبر هو أنه في البداية حينما كان يفعل أي من هذا كان يجد شيئًا من اثنين، إما أن الأكبر لا يبادله، أو يسحب ذاته بسرعة. وبالتأكيد هو لم يرغب أبدًا بأن يُشعره بعدم الراحة لذا يفضل السؤال قبل أن يقوم بأي ملامسات جسدية

أيقظه من شروده صوت الأخر
"لم تذهب للعمل"

همهم دون إزاحة بصره عن وجهه

"لم تقرأ رسائلي كذلك"

لعق شفتيه ليرطبها
"لقد استيقظت للتو، لم أُبدِل ملابسي كذلك"

أومأ بتفهم
"هل ترغب بالإستحمام وتبديل ملابسك أولًا؟"

"لِمَ؟ هل ترغب بالذهاب خارجًا؟"

عدّل جلسته ليصبح بجانب الأشقر الأن
"لا، أرغب بالحديث"

إبتلع لعابه فالأكبر غالبًا لا يقوم بال"حديث" هو فقط من يفعل
"عَمّ؟"

"عنّا"

وقع قلبه بقدميه حرفيًا. كان على علم تام أن يونغي يتفادى الحديث عن علاقتهما لأنه لا يرغب بأن يطورها ولا أن يضع لها مُسمى، كذلك لم يكن يرغب بتركها، هو فقط أراد من الوضع أن يكون مُعَلّق كما هو

بالرغم من أن جيمين لم يرغب بأن يظل بلا مُسمى طوال حياته إلّا أنه بهذه اللحظة لا يرغب بأكثر من هذا مطلقًا، لكن الأمر ليس باختياره. خلال لحظات لن يتمكن من رؤية الأطول مجددًا أصلًا

أخذ نفسًا عميقًا وفكر بأنه لن يرغب بأن يماطل على ذاته، أخذ الخبر السئ الأن أفضل من لاحقًا
"لا بأس، سأقوم بروتيني الصباحي لاحقًا، قُل ما لديك"

عدّل جلسته مجددًا ليصبح مواجهًا للمستلقي، وأمسك بيديه ونظر بعينيه وأردف بصدق
"أنا آسف. أنا حقًا آسف"

عضّ وجنته من الداخل مُحاولًا ألّا يبكي الأن فهو يرغب بالبكاء وحيدًا لباقي اليوم وليس أمامه
"لا تكن، أنت لم تخالف إتفاقك منذ البداية على أي حال، وكنت أعلم أن هذا اللحظة ستأتي عاجلًا أم آجلًا، لكني فقط كنت مستمتعًا بالكذب على ذاتي"

أصبحت تعابيره مشوشة
"أي إتفاق؟ وأي لحظة؟ أنا لا أفهم"

إبتلع ما بحلقه
"إن لم يكن ما أفكر به، عمّ تعتذر إذًا؟"

"عن الأمس، لم أقصد أن أنسى يوم ميلادك حقًا"

زفر بخفة
"لا يهم يونغي، لسنا صغارًا وليس وكأن والدي نفسه يتذكره"
قهقهات خافتة غادرت فمه كي لا يظهر الأمر مأسوي جدًا

الأكبر كان يعلم بأن جيمين لم يحظى بعائلة جيدة خصوصًا والده، كذلك يعلم أنه لم يرزق بمشاعر حب خارج نطاق الصداقة طوال حياته وهذا جعله يحس بالذنب يأكله أكثر

كوّب وجه الأصغر ولثم شفتيه ثلاث مرات
"وهذا لا يعني أبدًا أنه على حق، كما أني لست هو، أنا لا يجب أن أكون شخصًا ينسى تفاصيلك لأني لست شخصًا عابرًا"

وضع كفيه فوق كفيّ الأكبر وأبعدهما عن وجنتيه دون أن يتركهما، أخذ ثانية لستشعر ملمسهما كما ألقى نظرة على جمال أيديهما معًا

"هذا لا يعني أنك تمتلك إلتزامات نحوي، ليس عليك تذكر يوم ميلادي أو تذكر أي شيء يخصني، حينما بدأنا ع-.. حينما بدأنا.. نحن، كل حديثي كان عبارة عن إعطائي الإهتمام لك لذا لا تُثقل ذاتك"

ابتسم ثم قهقه
"أعرف أنك تحبني كثيرًا، لكن لا تدعمني بأخطائي. تذكر معلوماتك الأسياسية هي أقل شيء يمكنني فعله لك، ونسياني لشيء كهذا غير متعمد بالمرة، وليس صحيحًا كذلك. رجاءًا أخبرني بكم شعرت حقًا بالحزن بسببي، وأخبرني لِمَ لم تخبرني بوقتها كذلك بالرغم من إتفاقنا بمشاركة ما يزعجنا. حاولت الوصول لك منذ الأمس لكن برؤيتك لم تبدل ملابسك حتى فهذا يشعرني بالذنب"

"لم أقصد أن أجعلك تشعر بأي سوء"

ضغط على يديه بخفة
"جيمين، لا تطمئني، ولا تجعلني أشعر أنك لا تشعر بكم أنت مهم لدي. أنت لست بليلة عابرة، ولست بمجرد شخص أقابله لأحظي بالدعم. أنت من أهم الأشخاص بحياتي. قد لا يظهر هذا بحديثي، لكني أُحاول التعلم"

لم يستطع حبس دموعه أكثر، أجهش بالبكاء مما جعله يُدير ظهره بسرعة. وجهه كان مقابلًا للوسادة

قهقه الشاحب بخفوت ومسّد كتف الباكي بخفة وحاول أن يجعله يواجهه لكن الأخر كان يبذل مجهودًا في ألّا يفعل

"لِمَ لا تدعني أرى وجهك؟"
تذمر بمزاح ليسمع إجابة خافتة

"لا أُريدك أن تراني أبكي"

"وما المشكلة؟ أنت بأول مرة رأيتني فيها كنت أبكي وكأنه ليس هناك غد، صحيح أني بوقتها كنت أُفكر أنه لن يكون لي يوم أخر، لكن ها أنا ذا"

واجهه أخيرًا مما جعله يُبعد الدموع عن وجنتيه الممتلئتين باللحاف
"أعلم أنك لا تقل إلّا ما تعنيه، لكن كلينا نعلم أنه لو إمتلكت فرصة العودة للماضي قبل أن يحدث إنفصالك فستفضل هذا عن البقاء معي"

قهقه بعلو هذه المرة على طريقة تفكير الأصغر
"أنت مُخطئ، لن أرغب بالعودة وتكرار كل هذا مرة أُخرى. وب"هذا" أعني كل تلك الإنكسارات وليس مقابلتك، إن إمتلكت خيار مقابلتك بوقت أبكر من الذي قابلتك فيه، أو إن كنت إمتلكت الشجاعة لأًحدثك بوقت أبكر لفعلت"

دون إنتظار إجابة من الأشقر، سحبه في عناق
"لم يدعمني أحد كما فعلت أنت، ولم يمنحني أحد ما منحتني أنت إيّاه. قد أكون خسرت بالأمس، لكني ربحت اليوم. معك وبفضلك"

إستنشق ماء أنفه
"لم تأخرت كثيرًا بالحديث معي في البداية؟"

"أنت أخبرتني أن أُحادثك وأنا مُعافى، لذا فعلت"

إبتعد من العناق وهز رأسه بالنفي
"لطالما علمت أنك أحمق"
سحب منديلًا ورقيًا ليمسح وجهه

ابتسم فقط ثم أردف
"هل ظننت أني سأُحدثك لننفصل؟"

أردف بخفوت
"نعم، ظننت أن الأمس كان تمهيدًا لهذا.. والفترة الماضية بأكملها" كان مترددًا بطرح أخر جملة، لكنها فرصة للتحدث بما أنهما لا يفعلها هذا كثيرًا

لم يكن يعي فعلًا تصرفاته التي قد تجعل جيمين يشعر بهذا
"لِمَ قد تقول هذا؟"

بدأ الأشقر بتذكر يوم مولده الماضي حيث يونغي وبعض أصدقائه كانوا بمنزل الشاحب فقط يحتفلوا به، أعطاه الجميع هديته مع عناق ضيق أما عن القهوي فهو أعطاه الهدية مع كلمة أحبك

حينما رحل الجميع ولم يتبقى سواهما، لم يستطع ألا يستمر بالتفكير. نعم هما يتبادلا هذه الكلمة أحيانًا، بالطبع الأصغر هو الذي يقولها دومًا، لكن لا مشكلة بهذا

المعضلة الأصلية كانت أن الشاحب أخبره أنه لا يقول ما لا يعنيه وهذا هو ما شغل باله. يونغي ليس واقعًا بالحب معه لِمَ يقولها؟

حاليًا هما جالسان على الأريكة بصالة الجلوس متعانقين. القهوي بالأسفل والأخر فوقه وصدريهما متلاصقين

"كل عام وأنت بخير مجددًا"
قاطعه ذلك الصوت المحبب لقلبه من أفكاره

ابتسم فقط على الجملة وثبت بصره بعينيّ الأكبر، زم شفتيه ملقيًا نظرة على شعره المصبوغ لهذا اللون الجميل، لقد كان إقتراحه هو بعد أن تعارفا بمدة

يونغي يحب القهوة كثيرًا، وتغيير لون شعره الأسود كانت فكرة لطيفة للتغيير قليلًا ومن وقتها وهو لم يغير هذا اللون

لم يستطع ألا يبتسم لذا لم يحارب خروجها
"أحب هذا اللون عليك كثيرًا"

نظر باسمًا بينما بدأ اللعب في الخصلات الشقراء
"أنت دومًا تخبرني بهذا"

"لأنك جميل"
أردف بصراحة وكأنها حقيقة علمية مما جعل الأخر يقهقه بخفة

"أنت كذلك"

إعتدل بجلسته حيث أصبحت ركبتيه تدعما جسده ويدي الأكبر على خصره

"بما أنه يوم مولدي، هناك شيء أرغب منك بأن تعدني به"

أومأ منتظرًا التالي

"أريدك بأن تظل على وعدك بألا تخبرني بما لا تعنيه. لا تحاول تغيير هذا فقط لمراضاتي فهذا سيحزنني أكثر"

'لا أرغب بالمزيد من الآمال المزيفة التي ستجعلني أتحطم حينما أقع أرضًا'

"حسنًا أعدك"
من بعدها تبادلا قبلة طويلة هادئة

الأمر سار بشكل مثالي لولا ملاحظة جيمين إختفاء كلمة "أحبك" تمامًا من شفتي الشاحب. مقارنة بالبداية فمحادثاته مؤخرًا أمست جافة، لن يلاحظ أحدًا أنها كذلك، لكن هو يعلم جيدًا

بقدر ما أسعده ألا يكذب الأخر فقط لأجله، شعر بالكثير من الحزن أنه أصبح المُعطي فقط ويتلقى كلمات حُلوة كل أيام كُثّر

بعد ميلاده بحوالي أسبوع الوضع أصبح أسوأ حتى، يونغي أخبره أنه يحتاج فترة راحة من كل شيء، ليس من علاقتهما بل من الناس وبالتأكيد هو احترم رغبته كثيرًا

لم يخبره بالمدة. ظن أنه قد يكون يومًا، اثنين، لكن مر أسبوع كامل ولم يسمع منه أي شيء. لا رسالة ولا مكالمة. لم يرغب بأن يبادر هو كي لا يزعجه، لكن الأمر كان يرعبه بحق

كل ما استطاع التفكير فيه هو أنه بالتأكيد تم التخلي عنه، خاصة وأن فلسفة يونغي في العلاقات أن يتم أخذ فترات الراحة معًا، وأنه لا يحتاج الراحة من شريكه أبدًا

لكن مرة أخرى. هو ليس بشريكه. هو مجرد شخص بحياته. الكثير والكثير من الأفكار السيئة أحاطت بعقله بالفعل خاصة حينما طالت المدة من يوم لأسبوع لعشرين يومًا. ذلك كان مؤلمًا للغاية، هو بطبعه كثير التفكير فما بالك بأن تعطيه سببًا جيدًا ليفكر بسلبية

حينما عاد يونغي مرة أخرى تصرف وكأنه شيئًا لن يحدث وهذا ما فعله الأشقر كذلك كي لا يزعجه بأسئلته وأفكاره ويدفعه للرحيل حقًا

حينما سمع يونغي هذه الحكاية ذُهِل
"لِمَ لم تخبرني أيًا من هذا؟"

تنهد بخفة
"أعلم أنك تحب الحفاظ على خصوصياتك، وأنا ليس لدي الحق بأن أسأل على أي حال. نحن فقط.. لا أعلم، أصدقاء؟"

"نحن لم نكن أصدقاء قط. لم أشعر يومًا بأننا سنكون رفقة فقط، منذ اليوم الأول الذي عرفتني فيه وأنت تفعل الكثير لأجلي ولم أكن لأضيع هذا أبدًا. أعلم أنني استغرقت الكثير من الوقت وحتى الأن لم أضع مُسمى لنا، لكني لا أود خسارتك ولا أرغب بأن تكون لشخص أخر. أنا فقط لا أُريد أن نكون معًا بشكل رسمي دون أن أتخطى ما حدث معي ماضيًا. أتأمل بدء صفحة جديدة برفقتك حينما أشعر بأني... نظيف من الداخل"

عانق يد الأكبر بين خاصتيه بتردد
"لا أشتهي التعجل فيما بيننا، ولهذا لم أُخبرك بأي من أفكاري قبلًا. إن أخبرتني أنك لا ترغب بوضعنا أسفل أي مُسمى فسأخبرك بأنه لا بأس بأن نكون كل شيء بنفس الوقت، المهم أن تكون مرتاحًا"

نظر لليدين التي تُعانقا خاصته عناقًا خفيفًا كما لو أنه سيبعدهما بأي لحظة
"جيمين لم تتردد بلمسي دومًا؟"

لعق شفتيه
"كي لا أُشعرك بعدم الراحة"

وضع قبلة على يد الأشقر اليمنى
"أنا دومًا مرتاح معك، وسأرغب بأن تكون أكثر إنسيابية معي كذلك. نحن نعرف بعضنا منذ الكثير من الوقت! لو لم أكن مرتتحًا لما كنت ستجدني بجانبك أصلا، لكن بصدق ما الذي فعلته بحياتي كي أستحقك؟ أنت حقًا كل شيء لي، لكن لن أرغب بأن نكون لا شيء وكل شيء هكذا للأبد. أمهلني بعضًا من الوقت وسأجعلك ملكي أمام الكُل"

ابتسم بوسع
"أثق بك"

مفتاح أي علاقة يكمن في كيفية التواصل وسرد كل الأفكار التي تجوب بعقولنا مع شريكنا، ليس علينا نسيان الحديث عمّا يؤرقنا ويسعدنا كذلك♡

...............................

استمتعت جدا بكتابته عشان مكتبتش حاجة رومانتيك بقالي مدة طويلة اوي اوي بتمنى يكون عجبكوا زيي كدا

رأيكوا ف الونشوت بشكل عام؟

يونغي

جيمين

تصرفاتهم؟

Continue Reading

You'll Also Like

2.2M 70.8K 20
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
222K 8.4K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...
2.6M 102K 18
[مُكتَمِلة] تايهيونغ تعرض للأستغلال من قبل حبيبه لهذا عوضاً عن البكاء هو قرر أن يعيد الأخر معتذراً و متوسلاً للحصول على رضاته ڤِيكَوك: المُسيطر؛جيون...
20.5K 914 28
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...