الكتـابات الكـاذبة

By roma_7m

6.6K 749 468

إذا كنت من عشاق الروايات الرومانسية و تبحث عنها دائمًا يسعدني أن أرحب بك في عالمنا الصغير السعيد.. للغاية. و... More

المقدمة..
الفصـ2ـل {ماستها الرقيقه}.
الفصـ3ـل {سيارة محترقة}.
الفصـ4ـل {ليس في صالحك}.
الفصـ5ـل {بفعل فاعل}.
الفصـ6ـل {ألستِ القاتله؟!}.
الفصـ7ـل {سأثبت}.
الفصـ8ـل {تشبه والدتها}.
الفصـ9ـل {ستأتي}.
الفصـ10ـل {عم مدمن}.
الفصـ11ـل {إنتصار دَنِيءٌ}.
الفصـ12ـل {لذة مؤقتة}.
الفصـ13ـل {خبر حصري}.
الفصـ14ـل {تزييف الحقائق}.
الفصـ15ـل {ليمار}.
الفصـ16ـل {حديث فارغ}.
الفصـ17ـل {عوض في صورة مختلفة}.
الفصـ18ـل {عبث بعد الزواج}.
الفصـ19ـل {رسالة خفية}.
الفصـ20ـل {حقيقة مبعثرة}.
الفصـ21ـل {مصدر أمان، أم أذى!}.
الفصـ22ـل
الفصـ23ـل
الفصـ24ـل
تنويه هام صدقني
الفصـ25ـل {ليتك لم تصارحني}.
١- الكتـابات الأخيـرة .
٢- الكتـابات الأخيـرة .

الفصـ1ـل {جثتين}.

938 51 30
By roma_7m

الكتابات الكاذبة..
الفصل الأول:

"انهارده يعتبر من أجمل أيام حياتي، وأخيرًا جت اللحظه إللي كنت بحلم بيها من أول يوم بدأت فيه طريقي، انهارده يبقى حفلة توقيع روايتي الورقية الأولى متحمسه أوي جوايا أحساسيس كتيره أوي مش عارفه أفسرها بس إللي أعرفه أنه انهارده هيبقى أسعد يوم في حياتي أتمنى يتم على خير".

وضعت نقطة في نهاية كتابتها لحديثها بحماس كبير، مشاعر كثيرة تهاجمها منذ أن عقدت معها دار النشر إتفاق بنشر أول عمل ورقي لها واليوم نظمت دار النشر حفلة توقيع لكُتابها وكانت هي منهم لتجدها فرصة رائعة لمقابلة مشجعيها واللذين لولا دعمهم لها وكلماتهم ما كانت وصلت إلى ما هو عليه الآن لتكون أكثر من ممتنة لهم ولكل شخص قال لها كلمة طيبة في يوم، تشعر بالفخر والسعادة بنفسها ومن ما يحدث معها، حلمها الصغير الذي كانت تراه بعيد تحقق في غمضة عين، تتمنى فقط أن يمر اليوم على خير.

تنهدت بسعادة غامرة وهي تغلق قلمها الخاص ذا الحبر المميز والتصميم الذي يجعلها تنظر للقلم بإنبهار في كل مره تنظر إليه فيه لتقرر أخذه معها للحفل اليوم..
أغلقت مفكرتها ووضعتها في إحدى إدراج مكتبها المنظم بعناية وهي مازالت محتفظه بإبتسامتها المشرقة على ثغرها، توجهت ناحية حقيبة يدها لتلتقطها سريعًا وتأكدت من مظهرها الأخير في المرآة لتقول بمشاكسة:
-قمر يا "شوشو".

أعطت لنفسها قبله في الهواء ومن ثم خرجت من غرفتها، توجهت إلى غرفة المعيشة حيث تتجمع عائلتها، أبتسمت بإتساع وهي تقترب منهم حتى أصبحت أمام والدتها لتنحني وتقبل جبينها قائلة:
-ادعيلي يا أمي انهارده يوم مهم جدًا بالنسبة ليا.

نظرت إليها والدتها بإبتسامة راضية لترفع يديها للأعلى قائلة برجاء من الله أن يتقبل دعواتها:
-ربنا يوفقك يا بنتي ويمنع عنك كل شر يارب.

أبتسمت بإتساع لتستمع إلى صوت والدها وهو يقول بعتاب خفيف:
-وأنا مليش نصيب في الحب ده كله ولا إيه؟

ضحكت بخفوت وهي تذهب ناحيته لتنحني وتقبل يده بإحترام قبل أن تقول:
-لأ طبعًا ده أنت قلب "شوشو" من جوا.

لتنظر إلى والدتها وهي تقضم جانب شفتيها السفليه قائلة بخفوت مرح:
-كده وكده يعني عشان الحج يبقى راضي عني وأنا رايحه الحفلة دي.

ضربها والدها بخفة على ذراعها بينما يقول بحدة مصطنعة:
-أمشي يا بت بدل ما اقوم لك، يلا من هنا.

ضحكت بصخب قبل أن تتركهم وتخرج من المنزل بينما تتنهد بقوة، وصلت إلى أسفل البناية فوجدت صديقتها أمامها تقف بجانب سيارتها مستندة عليها بجزعها وهي تنظر في هاتفها تتصفحه بلا اهتمام لأي شئ يقابلها، رفعت عينيها من على الهاتف عندما شعرت بها أمامها لتضع الهاتف في جيب بنطالها الواسع وهي تقول بعبوس:
-أنا واقفه بقالي ساعه لحد ما الشمس كلت دماغي كل ده يا "شروق"!

قابلها وجه "شروق" المتأثر بوجودها فانمحى تمامًا أي ضيق موجود على وجهها وهي تنظر إليها بإبتسامة صادقة..
اقتربت منها "شروق" لتحتضنها بحب وعينيها تدمع:
-أنا مبسوطه أوي بوجودك وإنك عملتي إللي في دماغك وجيتي بردوا.

ضحكت صديقتها بمرح وهي تربت على ظهرها بحنان لتخفيف حدة الموقف:
-وأضيع أهم حدث في حياة صحبتي بردوا! اللحظه إللي أشوف صحبتي فيها بتحقق حلمها بعد كل السنين دي.

ابتعدت "شروق" عنها وهي تضحك بخفة وسعادة، سعيدة بما يحدث معها حقًا، وإمتلاكها صديقة كتلك، مسحت عينيها التي امتلأت ببعض الدموع لتقول صديقتها بفزع:
-لا بلاش عياط الله يباركلك، الماسكرا تروح مننا.

لتقول الأخرى بمرح وهي تلوح بيدها على وجهها لكي يهدئ من انفعالاته:
-لا water proof لا تقلقي.

ضحكت صديقتها بشدة قبل أن تقول:
-طب يلا يا قلبي.

ضمت "شروق" شفتيها على بعضهم وهي تنظر إلى صديقتها بإمتنان حقيقي ثم توجهت إليها لتحتضنها مجددًا، ممتنة لها على كل لحظه كانت هي بها بجوارها تستمع إلى كلماتها المشجعة التي تبعث في روحها السعادة والحيوية:
-شكرًا جدًا بجد على كل حاجه عملتيها عشاني أنا لولاكي مكنتش هقدر على الضغط ده كله، ربنا يديمك في حياتي.

بادلتها صديقتها العناق وهي تمسد على ظهرها بحنان ثم قالت:
-دايمًا وأبدًا يا روحي يلا بقى عشان منتأخرش.

لما لا نتركهم قليلًا في سعادتهم تلك ونتوجه على مكان آخر تملأه الدماء، حسنًا أنا هنا لا أقصد في تلك اللحظه أنه مكان بشع يعملون فيه بأعمال غير قانونية بشعة المكان حقا تملأه الدماء.

تقف أمام جسدين هامدين وفي يدها أداة حادة تقطر منها دماء تنظر إلى هؤلاء الجاثمين لا حول لهم ولا قوة، ملابسها ووجهها وحتى يدها ملطخين بالدماء، نظراتها الحادة مصوبة ناحيتهم بينما تلهث بغضب وخصلات شعرها القصيرة مبعثرة بشدة، عينيها حمراء كما الدماء، ألقت على الجثمانين نظرة أخيرة حاقدة بغل وتوجهت إلى خزانة ملابسها، أخرجت منها ما التقطته يدها ودلفت إلى المرحاض مباشرةً بخطوات سريعة تكاد تأكل الأرض أسفلها، أغلقت الباب خلفها بحدة وتقدمت عدة خطوات حتى أصبحت تقف أمام المرآة التي تعلو الحوض، تمسكت في الحوض بشدة بكل ما تملك من قوى وهي تنظر إلى نفسها بغضب وأنفاسها متسارعة وكأنها خرجت من سباق للتو، رفعت يدها وهي تغمض عينيها بعنف وشدت على خصلات شعرها بعنف وبدأت بلا وعي تضرب بيدها على رأسها عدة ضربات قوية تريد إخراج تلك الأحداث المتضاربة التي بداخل رأسها، أحداث شملت حياتها بالكامل، حياتها بالكامل تمر أمام عينيها بعنف ولا تستطيع السيطرة عليها، صرخت بعنف فجأة قبل أن تسقط على الأرضية بينما تنظر أمامها بشرود..
هل حقًا فعلت ذلك؟! هل حقًا قتلتهم ولا يخيل لها الأمر! فهي كانت تتخيل ذلك كثيرًا ولكن الآن الأمر ليس خيالًا! ولكن هو من خانها من بادئ الأمر..
زوجها معشوقها الذي لم ترى في حياتها من هو أفضل منه لتحبه في بادئ الأمر ولكن ماذا فعل هو، لم يرى أفضل منها لخيانتها، خانها بكل بساطة لم تفعل شئ في حياتها سوى إرضاءه وهو.. وببساطه قام بخيانتها، عند تلك النقطة انهمرت دموعها تتسابق على وجنتيها، ضمت ركبتيها إلي صدرها تبكي بحرقة شديده وصوت شهقاتها يعلو شيئًا فشئ في أرجاء المكان، دقائق مرت وبدأت تهدأ قليلًا وتهدئ أنفاسها، استقامت لتذهب وتغتسل وتحاول إزاله آثار الدماء من على يديها ووجهها، ما إن انتهت وأبدلت ملابسها بأخرى وقامت بعقد خصلات شعرها للأعلى لتتناثر بعض الخصلات على وجهها بعشوائية، خرجت من المرحاض بل من الغرفه بأكملها وتوجهت إلى المطبخ، قامت بإحضار حقيبة كبيره سوداء من البلاستيك وعادت إلى الغرفة مجددًا، لملمت بيها ثيابها التي بها آثار دماء وأخذت الأداة الحادة ووضعتهم جميعًا في الحقيبة، أغلقتها جيدًا من ثم التقطت هاتفها تضعه في أحدى جيوب بنطالها وبعض الأشياء الخاصة بها وألقت عليهم نظره أخيرة بتقزز هي حتى لا تشعر بالحزن عليهم أو حتى الندم!
توجهت إلى الخارج وخرجت من المنزل بأكمله تغلق الباب خلفها بحدة، هبطت من البناية بواسطة المصعد وتوجهت إلى أقرب صندوق قمامه وكادت أن تلقي فيه الحقيبة ولكن وقفت تفكر، إذا علم أحدًا بالذي حدث ربما سيجدون وقتها الحقيبة سريعًا عندما يتواصلون مع الشرطه، زفرت بحنق لتتجه ناحية سيارتها وما أن لامست يديها باب السيارة حتى استمعت إلى صوت أحدهم يصيح بإسمها في الخلف، قبضت بيديها على الحقيبه البلاستيكية تلقائيًا لتلتفت بحذر وتنظر إلى تلك الفتاه جارتها وصديقتها في آن واحد والتي تكون في بداية العشرينات من عمرها ابتسمت إليها بتكلف وهي تقول:
-خير يا "أميرة" في حاجة؟

أبتسمت "أميرة" بسعادة وهي تقول بحماس:
-أيوه يا بنتي انهارده حفلة توقيع الكتاب الورقي الأول لـ"شروق التهامي" أنتِ نسيتي ولا إيه؟

للحظة ودت أن تقول لها من هي "شروق التهامي" ولكن سرعان ما تذكرت، ضربت جبينها بيدها هي حقًا قد نست ذلك الأمر وهذا ليس وقت أي حفالات أبدًا الحقيقة ليس وهي أصبحت قاتلة منذ دقائق فقط، يجب أن تذهب لخالها سريعًا، نظرت إلى "أميرة" قائلة بأسف:

-معلش يا "ميرو" أنا آسفة بس مش هقدر اجي معاكِ أبدًا تتعوض أن شاء الله.

وما كادت تتحرك حتى استمعت إلى صوت "أميرة" في خلف تقول بتعجب ممتزج بحزن:
-تتعوض ايه يا "ليمار" متهزريش إحنا مستنين الحفله دي أنا وأنتِ من زمان أوي، ده إحنا كنا قاعدين الأسبوع إللي فات هنموت من الحماس فاكره؟
عشان خاطري يا "ليمار" عشان خاطري يلا نروح مش هعرف أروح لوحدي عايزاكِ معايا يلا علشان خاطري أرجوكِ.

زفرت بحنق من تلك الثرثارة التي أمامها ثم استسلمت لها قائلة بضجر حاولت أخفاءه لكي لا تجرح مشاعرها:
-خلاص خلاص ماشي، اركبي يلا.

صاحت "أميرة" بسعادة حقيقية وهي تصفق بكلتا يديها بحماس، ذهبت وركبت في المقعد الذي بجوار السائق بينما خارج السيارة تقف "ليمار" توليها ظهرها وهي تتنفخ في غضب شديد، ضربت بقدمها الأرض أسفلها بحنق وذهبت لتفتح الباب الخلفي للسيارة واضعه به الحقيبة السوداء، ذهبت وركبت السيارة وبدأت في تشغيلها، لحظات وانطلقت تقبض بيديها على المقود بشدة لتكبح ذاتها، نظرت إليها "أميرة" بتعجب قليلًا ثم قالت:
-مالك يا "ليمار" في إيه؟ أنتِ متخانقه مع "حاتم" تاني ولا ايه؟

ضحكت في نفسها بسخريه هل تقول لها فقط أنها لم تفكر حتى في المشاجرة تلك المرة بل بحثت عن الحل الأسرع وهو قتله لتتخلص من مشاكله، نظرت إليها تحاول أن تبدو هادئه لتقول:
-لا مفيش يا حبيبتي أنا كويسة.

ما أن ابتعدت عن الحي الذي تقطن به تمامًا حتى توجهت إلى أقرب صندوق قمامه، أوقفت السيارة جانبًا لتهبط منها، فتحت الباب الخلفي وأخذت الحقيبة لترمي بيها بغل شديد في الصندوق تنهدت براحة وهي تنفض يديها قبل أن تعود مجددًا وهناك إبتسامة غريبة مرسومة على محياها، نظرت إلى تلك الجالسة بجانبها تقول بتساؤل:
-قولتيلي الحفلة دي فين؟

كانت تنظر إليها "أميرة" بتعجب من تصرفاتها تلك منذ أن قابلتها، هزت رأسها بينما تقول:
- أنا مقولتش بس.. أنتِ كويسة؟

أومأت إليها "ليمار" وهي تعود لتشغيل السيارة من جديد قائلة وإبتسامة واسعة تبدو مختلة تعم ثغرها:
-كويسه جدًا أنا زي الفل.
______________________

وصلت "شروق" إلى مكان الحفل لتنظر حولها بحماس ممتزج بتوتر أحست بها صديقتها فمدت يديها لها تبث إليها الطمأنينة نظرت إليها "شروق" بإبتسامة مرتبكة ثم هبطوا سويًا من السيارة، دخلوا إلى تلك الصالة الكبيرة والتي كانت عبارة عن مكتبة كبيرة بها العديد من الكتب وهناك جزء خصص للحفل، ذهبت ورحبت ببعض مِن مَن على معرفة بهم ثم ذهبت واتخذت مقعدها وبدأ بعضًا من مشجعيها ومعجبيها يأتون إليها يطلبون توقيعها ويلتقطون بعض الصور معاها وهي تبتسم بصدق لهم وسعادة وخجل..
تنظر حولها بعدم تصديق هل حقًا كل هؤلاء الأشخاص أتوا لأجلها! أحبوها من خلال بعد كتاباتها الإلكترونية التي لم تكن تتخيل يومًا أن تحظى بكل هذا الحب التي ما لبثت حتى تحولت ورقية، نعم فهي "شروق التهامي" كاتبة روايات معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بعض البرامج الإليكترونية، استطاعت أن تخطف قلب البعض برواياتها الرومانسية الخيالية التي مهما تعذب البطل والبطلة سويًا فسوف يجتمعون في النهاية ويبنون عائلة سعيدة للغاية مليئة بالدفئ والحب ولكن.. لم يحدث ذلك لتلك الواقفه هناك مثل ما يحدث في تلك الروايات كانت تحبه نعم ويحبها.. تعتقد ذلك ولكن في النهاية خانها مقابل ذلك قتلته بكل بساطه..
معادلة بسيطة أليس كذلك؟

تقف تنظر نحوها بشرود ثواني وبدأت عينيها تتحول إلى غضب شديد فجأة وجميع الأفكار السوداء تجمعت في رأسها من حيث لا تدري ولكن يبدو أن هناك شئ قتل بها عندما اقبلت على قتل أحدهم..
كاذبة مجرد كاتبة كاذبة، بدون وعي بدأت تتحرك ناحيتها، تدهس الأرض اسفلها من الغل الذي بداخلها هي كانت من أكبر المتابعين لرواياتها وكانت تهيم بهم عشقًا وتمنت أن تعيش حكاية مثل تلك الروايات الخيالية يومًا ما ولكن ما حدث عكس تمامًا ما كانت تقصه عليهم تلك المرأة، أنها مجرد كاذبة ومخادعه، وصلت إليها ووقفت أمامها مباشرة تتجاوز ذلك الخط البشري الذي ينتظر كل شخص منهم دوره بحماس لتوقيعها والتقاط بعض الصور معها حاول أحد منظمين الحفل أبعادها ولكن هي دفعته بعيدًا عنها بحدة.

رفعت "شروق" وجهها إليها تنظر إليها بتعجب، نظرت حولها بعدم فهم لما يحدث ثم عادت تنظر إليها مجددًا ظنت أن الفتاه تريد توقيعها رغم أن نظراتها توحي بعكس ذلك تمامًا ولكنها تجاهلت نظراتها وهي تقول بإبتسامة لطيفة رغم التوتر الذي شعرت به في هذه اللحظة رغمًا عنها:
-أنا آسفة بس في ناس قبلك ومستنيين من بدري.

ظهرت إبتسامة ساخرة على وجه "ليمار" مالت قليلًا ناحية المكتب لتهمس بخفوت في أذنها: -فرحانة بإنجازاتك دي أوي مش كده؟ لا بس هايل عرفتي تضحكي على الناس جامد برواياتك الفكسانه دي.

عقدت "شروق" حاجبيها بعدم فهم وشعرت بالغضب بداخلها من حديث هذه الفتاة عن أعمالها ولكن رغم ذلك تحفظت بهدوئها الظاهري وهي تقول:
-أنا مسمحلكيش ولو عندك انتقاد كويس أنا مستعدة أسمعه ونتنافش بس لو مفيش فلو سمحتي بكل هدوء اتفضلي من هنا.

ظلت "ليمار" تنظر إليها قليلًا بنظرات غامضة ثم توجهت ببصرها نحو الكتب المرتصه بعناية كبيرة على سطح المكتب الذي تجلس خلفه "شروق" وبعض الكاتبات الذين يجلسون يتابعون الموقف كذلك بعد فهم وتعجب، أبتسمت بخبث ثم مدت يدها نحو الكتب ودفعتهم جميعًا من أعلى سطح المكتب ليقع كل شئ على الأرضية، انتصبت في وقفتها بينما تلقي الأخرى نظرة واثقة وكأنها انتصرت عليها في شئ والتي انتفضت بفزع وهي تستقيم من مكانها بينما تنظر إليها بدهشة من ما تفعل، لم تهتم لها "ليمار" واستدارت مغادرة المكان بأكمله بخطوات واثقة وثابتة.

كانت "شروق" تتابعها بنظرات مصدومة ولمغادرتها للمكان وكأنها لم تفعل شئ، شعرت بأحدهم يضع يده على كتفها لتلتفت بانتباه وقد فاقت من صدمتها لتجدها كاتبة زميلة لها تقول لها:
-"شروق" أنتِ كويسة؟ إحنا ممكن نعتبره تعدي علفكره ونوديها في داهية.

ابتلعت "شروق" ريقها قبل أن تقول:
-لأ خلاص مش عايزه مشاكل.

لم تستطع بعد ما حدث أن تستكمل الحفل لذا ظلت قليلًا بدون شغف تحاول التماسك ولكنها لم تستطيع لذا اعتذرت وغادرت.
_____________________

وقفت بسيارتها بعد مرور وقت لا بأس به أمام حارة قديمة كانت قد عاهدت نفسها قديمًا أن لا تدخلها مجددًا ولكن ها هي هنا رغمًا عنها ولم يحالفها حظها في الحقيقة، هبطت من السيارة بينما تنظر حولها بتقزز، تقدمت إلى الحارة وهي تسير بخطوات ثابتة لا تنظر حولها فقط تنظر أمامها ببرود فهي تعرف وجهتها جيدًا ولا يهمها شئ، وقفت أمام إحدى المقاهي الشعبية ونظرت بداخلها تبحث بعينيها عن أحدهم وأخيرًا ها هو يجلس خلف مكتب صغير في زوايا المقهى، سارت نحوه حتى وقفت أمامه تنظر إليه مباشرةً.

بينما هو رفع رأسه عندما شعر أن هناك من يقبل عليه وخاصة أنها امرأة ومن غير المعتاد دخول امرأة إلى هذا المكان، ولم تكن سواها.. ابنة شقيقته التي لم تأتي إليه ولا تتذكره حتى في سؤال من بعد زواجها أبتسم بسخرية وهو يعود بظهره إلى الخلف قائلًا بينما يتفحصها بنظراته:
-ايه ده هي الهانم حنت ولا ايه!

زفرت بضيق من تهكمه قبل أن تقول:
-عيزاك في حوار مهم يا خالي.

ازداد سخريته بينما يقول:
-خالي! لسه فاكرة أنك عندك خال، وياترى ايه اللي رماكِ علينا يا بنت أختي.


نظرت حولها ولهؤلاء العدد من البشر الشعبيين المتواجدين في المقهى كما أن أنظارهم مصوبه ناحيتهم بتعجب وفضول لما يدور بينهم لتعود بنظرها إليه مجددًا قائله بخفوت:
-اكيد مش هنا يعني ومينفعش التأجيل.

ليجيبها بلامبالاة وهو يعاود للنظر أمامه ببرود:
-خلاص اطلعي عند "صفية" وعلى بليل كده لما أخلص هجيلك أشوف حواراتك دي.

رفعت إحدى حاجبيها بغضب من تجاهله هذا ومن طريقته اللامبالية وتلعن الظروف التي اضطرتها للجوء إليه، حقًا تشعر بغضب الأن لم تشعر به من قبل، ألم يكفي ما حدث حتى الأن يريدها أن تنتظر أكثر! لا هي لن تنتظر:
-بس الجثة مش هتستنى لليل يا خالي.

نظر إليها بفزع واعتدل في جلسته بينما يقول:
-جثة ايه!

: أنا قتلت "حاتم".

أردفت بها بعدم إهتمام أو مراعاه لأي شئ، فكما هو غير مبالي أو مهتم بها هي لن تهتم أو تراعي أي شئ، بينما هو نظر إليها بأعين متسعه وخضة من ما تقوله، نظر حوله بقلق وريبة من أن يكون هناك من أستمع إلى ذلك العبث الذي خرج من فم ابنة شقيقته للتو وجد الأعين عليهم بالفعل ولكن يبدو أن ليس هناك أي أحد أستمع لما دار بينهم، بل فقط يحاولون استراق السمع.

وقف أمامها جاذبًا ذراعها نحوه وهو يقول بغضب بينما يجز على أسنانه:
-إيه الهباب إللي بتقوليه ده أنتِ اتجننتي!

قالت بملامح باردة:
-لو عايز تستنى لليل معنديش مانع بس اظن الجثة هيبقى عندها مانع لما ريحتها تطلع.

اسودت ملامح وجهه بغضب أكثر قبل أن يجذبها خلفه بحدة نحو المخزن، أغلق الباب خلفه جيدًا قبل أن يلتفت ويجعلها تجلس على إحدى المقاعد بعنف لتقول هي ببرود مازالت تمارسه باحترافية:
-الجثه في شقتي ياريت تبعت حد يخلص الدنيا.

صاح بها في عصبية وغضب شديد:

-إيه العبط ده يا بت قتل إيه وجثه إيه اللي بتتكلمي عليهم!

ابتلعت ريقها قبل أن تقول:
-خاني ومحستش بنفسي غير وأنا بقتله هو واللي معاه.

نظر إليها بعدم استيعاب قبل أن يقول بصدمة:
-يعني جثتين مش واحدة! اتنين يا "ليمار"!

تنفست بقوة يحاول السيطرة على انفعالاته قبل أن يقول بتهكم:

-وأنا المفروض اعملك ايه بقى!

رفعت رأسها له تقول بغضب وحدة:

-هو إيه إللي تعمل إيه، أومال أنا إللي هعمل! أنا جيالك عشان تساعدني أتخلص من الهم ده.

: وأنا مالي ما تشيلي شيلتك يا بنت أختي.

نظرت إليه بصدمة قبل أن تصرخ به وكأنها لم تكن تتوقع أن يقل هذا ولكن ليس أمامها غيره:
-يعني مش هتساعدني!

لم تجد منه أي رد فعل سوى أنه ينظر إليها ببرود فقط! حاولت أن تهدئ من نفسها لأنها تعلم أنها لن تستطيع إقناعه بطريقتها الحدة تلك، لذا اخذت نفس عميق وأخفضت رأسها للأسفل في خزي مصطنع تحاول كسب استعطافه:
-يا خالي أنا عارفه أن إللي عملته ده غلط بس مقدرتش أمسك نفسي وبعدين يرضيك أروح في داهية وأنهي عمري في السجن أرجوك يا خالي ساعدني أنا مليش غيرك.

أنهت حديثها وهي تنفجر في بكاء شديد ولكن.. بالطبع مصطنع!
نظر إليها خالها قليلًا قبل أن يزفر بضيق ورغم أنه يعلم تصرفاتها جيدًا إلا أنه رفع إصبعه في وجهها بتهديد وتحذير:
-ماشي بس لو اتكررت تاني ملكيش حاجه عندي.

أنهى حديثه وتركها وخرج من المخزن بدون كلمة إضافية، رفعت وجهها وكان عينيها حمراء بقوة، ابتسمت بسخرية على أثره بينما تقول:

-محسسني أنك بتبيع سبح يعني!

نعم.. فخالها يعمل في أعمال غير قانونية وممنوعات كثيرة لذا فهي ساخرة من اعتراضه هذا فهي ليست المرة الأولى التي يفعل بها شئ مماثل أو شئ أخر غير قانوني، لذا فلم تجد أفضل منه حتى يحل لها مشكلتها.

خرجت من شرودها على صوت رنين الهاتف، أخرجته من جيب بنطالها وما أن رأت الإسم المسجل حتى انقعدت ملامحها بضيق وضربت بإحدى أقدامها الأرض بحدة فقد نست تمامًا ذلك الأمر في وسط كل ما يحدث، نست أهم شئ في حياتها تقريبًا.

أجابت على المكالمة ورفعت الهاتف على أذنها لتستمع إلى الطرف الآخر يردف بلهفه ونبرة باكية:
-مامي أنتِ فين أتأخرتي أوي.

أخذت نفسًا عميقًا تهدئ بيه ذاتها قبل أن تقول:
-أنا أسفه يا نور عيني انشغلت شويه متعيطيش وأهدي وأنا دقايق وهكون عندك متقلقيش.

أغلقت المكالمة معها وخرجت من المخزن سريعًا بل من المقهى بأكمله وذهبت إلى سيارتها التي تركتها على بداية الحي.

ركبت سيارتها وثوان وبدأت في تشغيلها ثم تحركت إلى وجهتها في أسرع ما يمكن.
_____________________

منذ أن وصلت الي منزلها و هي في غرفتها لا تريد الخروج منها ولا تريد محادثه أحد كانت تظن أن اليوم سيكون من أجمل أيام حياتها و لكن انتهى بطريقه لم ترغب بها أبداً ، تلقائياً بدأت تفكر في كتابتها حسناً هي تحب بشده ما تكتبه و ما جعلها واثقه أكثر من ذلك معجبيها الذين يعشقون ما تكتب حتى لو كانت جمله بسيطه ، و لكن بسبب ما قلته تلك الفتاه اليوم جعلها تفكر ما السوء الذي تكتبه هي في النهاية كتابات خياليه و من صعب قليلاً ان تحدث في الواقع..

هل حقاً هناك من يرى كتابتها بتلك التفاهه و يراها *فكسانه* كما تقول تلك و أيضاً بماذا ضحكت على الناس جميعنا نعلم أنها مجرد خيااال..!!

و هذه نتيجه الجمله السيئه يا سادة تجعل ضحيتها عقله يذهب في مليون إتجاه ليرى بماذا أخطأ و لكن ليس هو الخاطئ بل من يتجرأ و يوجه لأحد كلمات سامه هو المخطئ بل المريض أيضاً..

خرجت من شرودها على صوت دقات على باب الغرفه ، زفرت بتعب و لم تجيب ثوان و سمعت صوت يأتيها من الخارج:
- " شروق " سبيني أشوف مالك طيب متقلقنيش عليكِ

تنهدت " شروق " ثم أردفت بنبرة عاليه بعض الشيء:
- أدخلي يا " رحمه "..

دخلت شقيقتها " رحمه " الى الغرفه بابتسامه واسعه ثم اقتربت من فراشها و جلست بجانبها ، ظلت تنظر إليها قليلاً ثم قالت:
- في إيه يا ستي مالك بقى ده بدل متكوني قاعده دلوقتي فرحانه و بتنزلي صور من الحفله انهارده حابسه نفسك في الاوضه كده و مش راضيه تكلمي حد ده غير أنك كمان راجعه بدري

اعتدلت " شروق " في جلستها متنهده و هي تفكر في القص على شقيقتها ما حدث اليوم لعل عقلها يهدئ قليلاً لذا بدأت تقص عليها ما حدث و قدوم تلك الفتاه و ما تفوهت به..

" رحمه " بضيق ما أن أنهت " شروق " حديثها:
- يا ستي فكك تغور في داهيه هي تعرفك منين أصلاً عشان تقول ليكي كده بعدين دول أعداء النجاح يا غبيه

ضحكت " شروق " بخفوت ثم قالت:
- أعداء النجاح إيه يا بنتي و هو انا كنت لسه عملت حاجه

: ايوه كتاباتك الي بتوصل لمليون views و كمان بقى عندك كتاب ورقي مش شايفه أن ده نجاح ؟!!

زفرت " شروق " بضيق و هي لا تعلم ماذا تقول فـ حقاً كلمات تلك الفتاه أثرت بها بشكل كبير و بعثرت كيانها..

شعرت " رحمه " بحيرتها تلك فوضعت يدها على كتفها تربت عليه:
- يا " شوشو " فكك طب خلينا واقعين شويه أنتِ في الفتره كتابتك دي كلها عمرك مجالك تعليق سلبي ؟!!

نظرت إليها " شروق " قليلاً ثم قالت : جالي طبعاً

: و كنتِ بتعملي ايه؟!!

: عادي كنت بحاول اطنش علشان أعرف أكمل الي بعمله

: خلاص بقى ايه الي اختلف دلوقتي!!

أردفت " شروق " بضيق:
- عشان دول ناس جبانه كلمهم كله من ورا الشاشات بس لما يجيلك حد في وشك و يقولك الكلام ده بكل برود و يعتبر اصلا كمان بوظلك الحفله فالموضوع يختلف..

: لا ميختلفش يا " شروق " أنتِ زي ما كنتِ بتطنشي كلامهم و ترميه في الزباله طنشي كلام البنت دي كمان و خليكِ مستمره و موتيهم بغيظهم أنتِ كل ده بتعمليه عشانك مش عشان حد

اشاحت " شروق " وجهها بعيداً و هي تفكر في حديث شقيقتها لتضيف " رحمه " بعقلانيه:
- و زي ما دول مكنش عندهم أي تفسير لتعليقهم السلبي ده فـ البنت دي مكنش عندها أي تفسير لكلامها ده ، فـ ده معناه أن هي زيها زيهم و أن هي مش مهمه برضو..

استقامت " رحمه " من على الفراش ما أن أنهت حديثها و أخذت هاتف شروق من على الطاوله و مدت يدها بيه إليها قائله:
- خدي يا بنتي تلفونك الدنيا مقلوبه عليكِ في الجروبات و انا هروح أعملك كوبايه نسكافيه تروقي بيها على نفسك

أخذت هاتفها من " رحمه " ثم تنهدت بتعب مصطنع و هي تقول:
- بس بالشوكولاته يا " ري " الله يكرمك علشان أعرف أروق على نفسي كويس

أخذت " رحمه " الوسادة و دفعتها في وجه " شروق " قائله بغيظ:
- مستغله

ضحكت " شروق " بشده ثم ذهبت إليها و احتضنتها بحب قائله:
- ربنا يديمك ليا يا ري

بادلتها رحمه العناق و هي تقول بحب:
- و يديمك ليا يا روحي..

ثم ابتعدت عنها " رحمه " قائله بابتسامه : يلا اسيبك أنا بقى تظبطي الدنيا عندك و هروح أعملك النسكافيه

أنهت حديثها ثم خرجت من الغرفه..

بينما جلست " شروق " على الفراش ممسكه هاتفها ، فتحت الهاتف تتفحص مواقع التواصل الاجتماعي خاصتها..

وجدت من الأشخاص المستاءه لما حدث اليوم ما يكفي و يزيد و الأشخاص الذين يسبون تلك الفتاه التي خربت عليهم و عليها الحفل و بالطبع هناك من يهاجمون بشراسه قليلاً و يرون أنه من الوقاحه أن تتركهم فجأة هكذا و البعض الذين لم يستطيعوا المجئ الي الحفل و كانوا بتسائلون ماذا يحدث و أخيراً هؤلاء الفئه المفضله لقلبها الذين يبررون ما حدث بأي شئ..

ضحكت بخفوت و هي ترى شجارهم مع من يهاجمون و هم يحاولون تبرير الموقف بهدوء أولاً ثم فجأه يتحول الي شجار عنيف بين الطرفين..

شعرت أنه لابد من أن تبرر هي حتى تنتهى من كل هذا هي تعلم انهم سيظلوا يتحدثون حتى إذا بررت ما حدث و لكن هي أيضاً من الواجب عليها ان تبرر ثم تترك لهم حريه الحديث فيما يريدون..
_

____________________

وصلت " ليمار " الي وجهتها و كانت إلى إحدى المدارس التي بها روضة الأطفال الخاصه بابنتها ، للتي تترك فيها ابنتها في الصباح و تعود إليها فيما بعد على الظهيره و لكن الأن كان ما بعد العصر فلقد تأخرت عليها كثيراً بسبب كل ما حدث اليوم..

دلفت إلى مكان الروضه سريعاً بخطوات شبه راكضة تود الاطمئنان على ابنتها ، توقفت فجأة و هي تنظر حولها تبحث عنها بعينيها حتى فجأه سمعت صوتها من خلفها تنادي عليها بصوت عالي:
- مامي

ألتفتت إليها سريعاً ثم جثت على ركبتيها و هي تاخذتها بلهفه بين أحضانها ثم أخذت تربت على ظهرها بحنان و هي تقول:
- شش أهدي يا حبيبتي بتعيطي ليه خلاص أنا هنا

: أحنا اتصلنا بأستاذ " حاتم " كتير اوي بس هو مكنش بيرد خالص لحد ما في الاخر ادانا غير متاح عشان كده اتصلنا بحضرتك بس هو يعني استاذ " حاتم " كويس؟!!

زفرت " ليمار " بضيق عندما ذكرت إسم هذا البني ادم ، حملت ابنتها على ذراعها و استقامت ناظره لتلك المرأة المستفزه من وجهة نظرها لتقول:
- سيبك من أستاذ " حاتم " دلوقتي أنتِ إزاي أصلا متتصليش بيا أنا الأول؟!!

نظرت إليها المرأة بحرج و ما كادت أن تقول شئ حتى قاطعتها " ليمار " قائله بغضب كبير:
- كلامكم معايا أنا بعد كده خرجوا " حاتم " من الليله خالص

شعرت المرأة ببعض الخوف من نبره حديثها:
- بس يا مدام استاذ "حاتم " يبقى ولي أمرها

أنزلت " ليمار " ابنتها و التي تدعى" ماسه " و نظرت إلى تلك المرأة قائله بحده و عينين تملؤها الغضب:
- هو علشان كان موجود وقت التقديم على المخروبه دي فخلاص بقى ولي أمرها ، هو مين الي بيجبها و يخدها من هنا هاا مش أنا ؟!! مين الي واخد باله من أدق تفاصيلها مش أنا يبقى متجيش أنتِ و تقولي أن أستاذ حاتم ولي أمرها إلي أصلاً ميعرفش عنها أي حاجه أنتِ فااااهمه ؟!!!

أنهت حديثها و هي تصرخ في وجهها بغضب أخفضت المرأة رأسها في الأرض بخوف و هي تومئ برأسها ثم قالت:
- فاهمه أنا بعتذر لحضرتك

ألقت إليها " ليمار " نظره اخيره غاضبه ثم التفتت إلى " ماسه " و هي تجذب يدها بغضب إلى الخارج..

حملتها " ليمار " و جعلتها تركب السياره بجانبها ثم التفت إلي مقعد السائق..

جلست مكانها قليلاً تتنفس بغضب ثم مالت برأسها تستند على المقود خرجت من حالتها تلك عندما استمعت الي صوت شهقات خافته بجانبها ، نظرت سريعاً إلى ابنتها ، رأتها تنظر إلي الأسفل و تبكي بخفوت..

تنهدت بارهاق ثم جذبتها إليها لتجلس " ماسه " على قدميها ، احتضنتها ليمار بقلق و هي تقول:
- مالك يا " ماستي " بس بتعيطي ليه ؟؟

أردفت " ماسه " بتساؤل دون النظر إليها و هي مازالت تبكي:
- ماما هو بابا مش بيحبني ولا عايزني؟!!

عقدت " ليمار " حاجبيها بتعجب ثم قالت:
- ليه يا حبيبتي بس بتقولي كده

أردفت من بين شهقاتها بصعوبه: - مس" انچي " فضلت تتصل بيه كتير و هو مردش خالص عليها خالص ، و دلوقتي أنتِ قولتي ليها أنه مش ولي امري و مش مهتم بيا و ميعرفش عني حاجه

أغمضت عينيها زافره بضيق و هي تسب ذاتها في سرها لما تفوهت بيه أمام الفتاه فهي في النهايه لا تريد أن يكون الأب سئ في نظر ابنته..!!
حتى و لو كان هو سئ حقاً..

فتحت عينيها ثم نظرت إلى " ماسه " قائله:
- طيب أهدي و بصيلي

رفعت " ماسه " رأسها لوالدتها ، مدت " ليمار " يدها تزيح الدموع من على وجه ابنتها ثم قبلت وجنتيها و هي تحتضنها بحب كبير ثوان و ابتعدت عنها قليلاً قائله بنبره حانيه:
- يا حبيبي أنتِ عارفه أن بابا بيحبك أوي بس هو مشغول في شغله شويه مش معنى كده أنه مش مهتم بيكِ ولا هو مش ولي امرك ، ده حتى دايما لما بيبقى في الشغل بيتصل بيا عشان يطمن عليكِ

كاذبه ؛ هو حتى لا يطمئن عليها هي شخصياً حتى يطمئن على أبنته أو لا يهاتفها من الأساس..
صمتت قليلاً تحاول تبرير ما قالته بالداخل ثم أردفت:
- أنا بس كنت هموت من القلق عليكِ عشان كده اتعصبت على مس " انچي " دي بعدين هو مش أنا إلي بوديكي و باخدك دايما من الحضانه يبقى مين الي غلطان و غبي انا ولا هما

قبلتها " ماسه " على وجنتها برقه ثم قالت:
- ماما مش غبيه

ابتسمت " ليمار " ابتسامه واسعه ثم شدتها لاحضانها قائله بحنان:
- أنا أسفه إني سبتك يا قلبي بس كنت مشغوله في شويه حاجات كده

: طيب هو فين بابا و مكنش بيرد ليه؟!!

ابتلعت " ليمار " ريقها و هي تهرب بعينيها بعيداً عن " ماسه " قائله بارتباك : بابا سافر يا قلبي عنده شغل كتير أوي بره علشان كده معرفش يرد عليهم ، يلا بينا عشان نروح بقا

اجلستها في مقعدها مجدداً ثم أخرجت إليها بعض الحلوى و أعطتها لها ، صرخت "ماسه " بسعاده و بدأت في تناول حلولها ، ابتسمت إليها " ليمار " بحب و حنان ثم تنهدت و بدأت في تشغيل سيارتها ، و أحياناً كانت تشرد في " حاتم " و ماذا سيحدث إذا علمت ابنتها ما حدث لوالدها على يد والدتها..!!

و لكن لما تفكر بتلك الطريقه فـ " حاتم " يستحق ما حدث له إذا ما كان خانها لم يكن ليحدث له ذلك هي سكتت على أفعاله كثيراً لأجل أن لا تخسره و لأجل ابنتها و بيتها ، تفكير ربة منزل اصيله ، و لكن هو لم يكن مقدراً لذلك و قرر أن يخونها و في منزلها.. يستحق ما حدث له هي لم تخطئ بشي و ربما تتفهم ابنتها ذلك فيما بعد عندما تعلم..!!!

ويا ساده هذا ليس حديثي هذا الحديث المختل كان يدور في خلد تلك التي تقود السياره بعقل شارد و هي تحاول أن تقنع ذاتها بتلك الكلمات حتى لا تشعر بالذنب اتجاه ابنتها و اتجاه ما حدث..

فاقت من شرودها على صوت ابنتها:
- ماما ده مش طريق البيت صح

نظرت إليها " ليمار " قليلاً بنظره خاوية من اي شئ فـ ابنتها لديها قوة ملاحظه جيده ، عادت بنظرها إلى الطريق لتقول بشرود:
- صح ده مش طريق البيت إحنا هنروح نقعد عند ناس قريبي كام يوم كده لحد ما بابا يرجع علشان منكونش لوحدنا

نظرت إليها الفتاة بتعجب فتلك ليست المرة الأولى التي يسافر فيها والدها و يبقون وحدهم في المنزل ولكن صمتت رافعة كتفيها بعدم اهتمام و هي تكمل تناول حلواها بينما تتابع الطريق بعينيها وهي تشعر بالسعادة فقط لأنها سترى ناس جديدة .
_____________________

رأيكم يهمني؟!!💜..

Continue Reading

You'll Also Like

338K 17.5K 70
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
7.1K 630 35
لم أشعر يومًا أن الحُب خطيئة بل دائمًا ما علمت أنه أحد أبواب النعيم ولكن هذا يعتمد على الإختيار، عندما اختارك القلب لم يسأل من تحب أولًا وربما كانت ت...
489 87 9
عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة قِصَتك هُنا، أنا أشعُر بِكم؛ لذلك سأذكركم، كونوا على معرفة أنني دائمًا هُنا لأجلكم، مُتواجده لِـ وصف آلامك بطريقة مُختلِ...
2.5K 260 29
هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضعك داخل سطور قصة أسطورية أصبحت حياة أرضها...