لَافِـنْـدَرْ | J.JK

By lafinivrea

13K 1.8K 879

الفَتى المَهووسُ بالعُطور ، يبحثُ دائِماً عَن المميزْ له لكن ماذا سيحصُل إنْ وجدَ وصفةً لعطرِ نادر مقرراً تجر... More

1 - مَتجرُ العُطورْ
2 - فَتاةُ اللَوحةْ
3 - عَصيرُ البُرتُقال
4 - صَديقْ
5 - إنتِحار وَ قاتِل
6 - غِيرَةْ
7 - عَقَبةْ
8 - تَخلِّي
9 - فَراغ
10 - نُضوجْ ؟
11 - خِصامْ
12 - إصلَاح
13 - سأختَفي !
14 - تَوضِيح
15 - أُرجوانيّ وَفضّي
16 - حفلَة
17 - إرتِباط ؟
18 - الرَقصةُ الأخيرَة
19 - ماذا حَصل ؟
20 - مُحَطَمْ
21 - مَريضْ ؟
22 - ساحِرة
23 - غَيبوبة
24 - حَقيقة أم وَهم ؟
25 - سوياً مُجدداً
27 - أمنيَة النِهايةْ

26 - زِفافٌ وإعتِراف

363 50 31
By lafinivrea

- هذا البارت هدية لأكثر حلوة متفاعلة معي واللي دعمت الرواية من أول حرف حتى النهاية Lucille_19

°°°

إستيقَظ الأدعجُ المونقُ بنشاطٍ لهذا اليَوم

يُمددُ جسدهُ قبلَ أن يستقيمَ بسرعةٍ ناحيةَ الحمامِ يأخذُ حماماً دافِئاً طَويلاً ، فهُم في شهرِ ديسمبر

حالَ إنتهائهِ إرتدى زيهُ الرَسمي ذو اللونِ الكُحلي الداكِن مع قميصٍ أبيضٍ ناصعٍ مِن الساتان مُتجاهلاً إرتداء ربطةَ عنقٍ لأنهُ يَكرهُها

وَضعَ القليلَ مِن عطرهِ الزمردي ذاكَ بينما يبتسمُ لإنعكاسهِ في المرآة

صففَ شعرهُ بطريقةٍ مُرتبة ليرن هاتفهُ فيجيبَ عليهِ بينما يتجهُ ناحيةَ المَطبخ

" أينَ أنت يا رَجُل ؟ "

تحدثَ الشخصُ الآخر عبرَ الهاتِف فيما تناولَ الأدعجُ تفاحةً مِن الثلاجةٍ يغسلها بعجلةٍ بيد واحدة

" سأكونُ لديكم بعدَ أن اُحضِرَ ليز مَعي حَسناً جيم "

أومأ الأشقرُ مُتنهداً يستمعُ لصوتِ قضمِ الغرابيِ للتفاحةِ ثُم سؤالِه بنبرةٍ شبهِ ساخِرة

" كيفَ حالُ عريسِ الليلة ؟ "

قهقهَ الأشقر لينطِقَ بهمسٍ ضاحِك فيستنتجَ الغرابيُ أن الآخر معه

" تَشعُر أنهُ ذاهبٌ لِحربٍ ما ليسَ وكأنهُ زفافه "

ضَحكَ الأدعجُ بشدةٍ حينما إستمعَ لإنتحابةِ الأشقر فعلمَ أن صديقهما قَد سمعه وحصلَ على نصيبه

" لا يُمكنُكَ لَومُه جيمين .. في النهاية سيحصُل على ما أرادهُ مُنذ أعوام طَويلة "

قلبَ الأشقر عينيهِ ليتحدثَ بسخرية

" كِلاكُما أصبحتُما مُمِلَين مُنذ إرتبطتُما هؤلاءِ الفتيات يغسِلن عقولَكما صَدقاني "

ضحكَ الأدعجُ بشدةٍ حينما تَذكر أنهُ كانَ يقولُ هذا الحديثَ ذاتهُ للأسمر سابقاً قبلَ أن يقعَ لليليز ..

إستطاعَ سماعَ بعض التحركات في الجانبِ الآخر ليظهر صوتُ الأسمر تالياً ويبدو أنهُ فتحَ مُكبِرَ الصوت

" أعتقدُ أن هُنالكَ أعزباً وَحيداً هُنا "

قهقهَ الأدعج بخفةٍ ليوافقَ حديثَ الأسمرِ ثُم يُجيبه

" أوه يا لهُ مِن مِسكين كُف عن إغاضتهِ تايهيونغ
كُل الفتيات تَعتقدُ أنهُ أصغرُ مِنهُن بسببِ طولِه فَقط لا يوجد شيءٌ مهم "

ضحكَ الأسمرُ بشدةٍ بينما بدأ الأشقر بشتمهما ومشاجرةِ الآخر على الهاتف ليُغلقَ الأدعج المكالمة بعد أن علمَ أن شجارَهُما سيطول

ليسَ وكأن أحدهما عريسٌ يجبُ أن يكونَ وقوراً وهادئاً ..

حينما وصلَ إلى سيارتهِ قامَ بتوصيلِ سماعته بالهاتفِ وإتصلَ بالشاحِبة التي لَم تتأخر كَثيراً في الإجابة

" أهلا جونكوو "

إبتسمَ حينما سمِع صوتها المُبتهجِ لينطِق بهدوء بينما يُحركُ سيارتهُ المُزينةَ حَتى شقتها المُشتركةِ مَع إحدى الفتيات المَدعوة بآنيا ..

" أهلا حُب ، هل أنتِ جاهزة سأكونُ لديكِ بعد خمسةِ دقائق تقريباً "

" مِثالي ، أنا وآنيا جاهِزتان لَكن هان لَم يأتِ بَعد لهذا ستذهبُ مَعنا إتفقنا "

همهمَ الأدعجُ بصوتٍ مسموعٍ لينطقَ بهدوء

" لَكن عليهِ إقلالُنا مَساءً فتايهيونغ سيأخُذ سيارتي ذكِّراهُ بهذا "

همهمت الأخرى تسند هاتفها على كتفها بينما تضعَ القُرطَ الذهبي الذي نسيت إرتداءه

" لا تَقلق سيكونُ متواجِداً وقت عودتِنا ، قُد بآمان جونكوو سأُغلق الآن "

أنهت حديثها بإغلاق الإتصالِ بسرعةٍ ليقلبَ عينيهِ بخفةٍ مُبتسماً

حتى بعدَ مرورِ عامٍ على تعافيهِ بشكلٍ كامِل إلا أنها لا تزالُ حريصةً على سلامتهِ ولا تزالُ خائفةً عليهِ مِن أي حوادثٍ مُحتمَلة

نعم لَقد مَر عامٌ كامِلٌ مُنذ إنهائه لعلاجه
وحينما ذهبا مَعاً إلى زفاف شقيقته تعرفَ على هان وقَد صُدمَ أنهُ كانَ إبنَ أحدِ جيرانِهم ولَم يذكُره

وبعدَ عودتهِ إلى روسيا لإتمامِ دراستهِ في أكاديميةِ أحلامِه تَعرفَ هُناكَ على آنيا تماماً كالحُلم ..

هيَ تكبرُه بعامٍ إلا أنها تبدو أصغر بسببِ ملامِحها الناعمةِ وبسببِ قِصَر قامتِها طَبعاً

لَم يَعلمْ كيفَ حصل الأمر إلا أن أغلبَ ما رآهُ في غيبوبته قد تحقق كغيرةِ الشاحبةِ مِن السمراء ثُم وبطريقةٍ ما هما أصبحتا صديقتين

وحينما زارهُ صديقهُ البُندقي في حَفلٍ أقامتهُ الأكاديميةُ لتكريمِ المتميزين
تعرفَ على السمراءِ وبطريقةً أو بأخرى وجدَ البُندقي واقعاً لها حَتى أنه إستقر في روسيا لوقتٍ طَويل

أما علاقتهُ هو وليليز خاصته ..

حسناً الأمرُ مُعقدٌ قليلاً ، هما يتصرفانِ كالأحباءِ دونَ أن يعترِف أيٌ مِنهُما للآخر
كَما أنهُما يفترقانِ ويعودانِ لبعضهما بشكلٍ متكرر بسبب أعمالِهما وإنشغالاتِهما

لَكنهُ قرر إنهاءَ هذا في حفلةِ زفافِ صديقه

أوه أجل لَقد حَصلَ أمرٌ خارقٌ للطبيعة في حَفل زفافِ شقيقته

وبدلَ أن يتقدمَ الشابُ لخطبةِ حبيبته
قامَت هيذر بصعود مِنصةِ الزواج وأخذ المايكروفون مِن القِس لتنطِقَ أمامَ آلاف الحِضور ببساطة

" تايهيونغ أيها الأحمق تعالَ وتزوجني "

هذا سببَ حالةً هيستيريةً مِن الضَحك في الصالةِ الكَبيرةِ تَحت صدمةِ الأسمر الذي تَصنم لمدةِ خمسةِ دقائق كاملة

وحينما إستوعب الأمر هو صرخَ بـ " أخيراً " ليهرولَ ناحيتها ثُم يُقبلها أمامَ الجَميع

الأمهات أغلقن أعيُن أطفالهن بغضبٍ لقبلتهِ تلك أمامَ الجميع والعجائز رجالاً ونساءً تحسروا على شبابهم

بينما إحمرت وجوه الفتياتِ بخجل ، مثلَ ليز التي كانت جالسةً بقرب الغرابي

إنتهى الأمرُ بغيابهِ لعدةِ دقائق حتى يُحضرَ خاتماً ويلبسها أياه بإبتسامةٍ بلهاء ويتلقى التهاني مِن الجميع والكثير من التوبيخات من العروسين لسرقتهما الأضواء مِنهما

حالَ وصولهِ إلى المبنى التي تَقطُن به الشاحِبة أرسل لها رسالةً تعلمها بوصولِه

ثُم حَصل على رسالةٍ مِن هيذر تخبره أنها ستهرب وتترك الزواجَ إن تأخروا عليها ثانيةً واحِدة

قهقهَ ليكتُب لها بكل بساطةً أن تَهرُب حتى يقومَ بتزويجِ تايهيونغ فهناكَ الكثيرُ مِن مُعجباتِه سيحضُرنَ الحَفل

لترُدَ لهُ بأنها لَم تُفكِر في الهَربِ أساساً وترك قُرةِ عينها

ضحكَ بشدةٍ حينما أرسلت له رسالةً طويلةً مليئةً بالشتائم وأنها ستقتلهُ بكعبِها الذي يخافُ مِنه إن رأت إحدى مُعجباتِ تايهيونغ في الحَفل ..

فأرسلَ لها رسالةً أخيرة يُخبرها فيها بأنهُن سيقتُلنها قبلَ أن يستطيعَ تايهيونغ لَفظ موافقتِه على الزواج

ثُم أغلقَ هاتفهُ حتى يستمتعَ بإغاضتها أكثر
وقبلَ أن يلتفتَ حتى للصوتِ الذي إقتربَ مِنهُ كانَ قد حصلَ على قبلةٍ لطيفةٍ على وَجنتِه

ليبتسمَ حينما جلسَت الشاحبةُ قربه بينَما إحتَلت السمراء المقعد الخَلفي

" كيفَ أبدو ؟ "

تساءَلت الشاحبةُ ليتأملَ ما تَرتدي
كانَت ترتدي ثوباً أبيضَ اللون يمتلكُ بعض النقوش الفضية كَما يحيط خصرها حزامُ من اللؤلؤ المَطلي باللون الفضي كذلك

يظهرُ الفُستانُ عُري كتفيها بينَما ترفعُ شعرَها بطريقةٍ مُرتبة معَ بعض الخصل الصغيرة العابثةِ التي تُعطيها مَظهراً عفوياً وشهياً لعينيهِ التي إفتَقدتها

عيناها الواسعةُ إرتسمَت زواياها بكحلٍ داكنٍ وحادٍ كَنصلِ سيفٍ يَزيدُ مِن سعةِ عينيها ويُظهرُ طولَ أهدابها الداكنةَ والكَثيفة

وشفاهُها المُرتسمةُ بدقةٍ بأحمرِ شفاهٍ وَردي باهِت يُناسبُ تَوردُ وجنتيها الخفيفَ وأطرافَ أصابعها

" أتساءلُ أينَ يُمكنكُ إخفاءُ جناحيكِ ؟ .. "

نطقَ بهمسٍ بنبرةٍ هادئةٍ وعميقةٍ يدنو مِنها ببطءٍ حتى طَبعَ قُبلةً لطيفةً على أنفها المُحمَر بخفةٍ لبرودةِ الأجواء

خَفضت نظراتها بِإستحياءٍ مِن حديثهِ ونظراتهِ العميقةِ تلكَ لها باسمةَ الثغر

" يا رفاق أنا هُنا .. "

نَطقت السَمراءُ وحينما إلتفتا إليها وَجدا بأنها تَقومُ بتصويرهما دونَ إنتباههما لتتسعَ عينيهُما بإحراج

" إلهي تَبدوانِ لطيفينِ بشدة "

نَطقت بإنتحابٍ أثناءَ إعادةِ تشغيلها للمقطع
كانَت ترتدي اللونَ الأسود فستانٌ طويلٌ بلا أكمامٍ إلا أنها كانَت ترتدي معطفاً مِن الفَرو فوقَه

تنهد الشاحبُ حينما لاحظَ أن مَحبوبتهُ لم ترتدي أي مِعطفٍ فوقَ فستانها فهو أكثرُ مَن يعلمُ بكرهها لطبقات الملابِس الكَثيرة

لِذا هوَ خلعَ سترتهُ وأحاطَ جسدَ الشاحبةِ الضئيلَ بها وقبلَ أن تعترض أو تُجادل كانَ قد أغلقَ حزامَ الأمانِ على جسدها المُغلف بسترته السميكة تلك ثم تحدث

" لا تقلقي يا أميرةَ الثلج لَن نُفسدَ طَلتكِ ، إرتديها ريثَما نصلُ للصالةِ الدافئةِ فحسب "

ثُم قامَ بتشغيلِ سيارته والإتجاهَ للمكان المَطلوب دونَ الإستماعَ لأي ردٍ مِنها غافلاً عن الإبتسامةِ الحُلوةِ التي كانَت تختفي خَلف ياقةِ سترته

وإستنشاقها خفيةً لعطرهِ الذي يصيبها بالثمالة ..

°°°

كُل شيء كانَ مِثالياً في حفلِ الزفاف
كانَ حفلاً بسيطاً وهادئاً

وفي ذات الوَقتِ كانَ مليئاً بالتفاصيلِ الجَميلة
الترتيبُ والتنسيق كُل تلكَ الأمور كانَت ممتازة

لَم تَكُن هيذر مِن مُحبي الصَخب أبداً
عَكس شخصيةِ الأسمر الذي كانَ يَود قَلب صالةِ زفافهِ إلى مَلهى لَيلي ..

لحُسن الحَظ أنهُ بطريقةٍ ما بقي هادئاً طوالَ الوقت ولَم يُحاول إقامةَ عرضِ تعري وسطَ الحضور

" أتعتَقد أن هيذر هددتهُ بشيءٍ ما ؟ "

تساءَلت الشاحبةُ ناحيةَ الغرابي أثناءَ جلوسِهما في أحد أركانِ القاعةِ يحتسيانِ شرابهما

ضحكَ الأدعجُ بخفةٍ ثُم أجابها وهوَ يتأملُ نَظراتِ هيذر لتايهيونغ الذي يعبسُ كالأطفال وهو ينظر لزجاجات النَبيذ على الطاوِلةِ أمامهما

" نَظراتُها وَحدها تَكفي أراهنُ على أنها قَد منعتهُ من أن يثمل أيضاً "

ضحكَت الشاحبةُ بصخبٍ تَلفتُ قلبَ الأدعج قبلَ عينيهِ التي تأملت ضحتها بخشوع

قامَ المُنسقُ بتشغيلِ أغنيةٍ هادئةٍ في الخلفية وأغلقَ الأضواءَ يتركُ إضاءةً خفيفةً فحسب ليبتسمَ الأدعجُ ثُم ينسحبَ بهدوءٍ من المكان

أخذَت الشاحبةُ بعضَ الوَقت حتى لاحظت غيابه وحينها تَنبهت لوقوفه على المِنصة

كان يحملُ مُكبر الصَوت بينما يبدو واضحاً بسببِ النور المُوجهِ عليهِ وسطَ الظلام

" أعطُوني إنتباهَكُم رجاءً .. "

نَطقَ بصوتهِ الهادئ والجَميل في مُكبر الصَوت لتتلاشى الضجةُ الصادِرةُ مِن أحاديثِ الحضور ويتأملوا هالتهُ المُلفِتةَ بإهتمام

" أنا هُنا اليَوم لأحضُرَ حفلَ زفافِ مهم لأحد أعز أصدقائي .. تايهيونغ "

إبتسمَ الأسمرُ بهدوءٍ لحديثه بينما إستطاعَت الشاحِبةُ رؤيةَ إبتسامةً واسِعةً تُزينُ مَلامِح هيذر أثناءَ تأمُلها للأدعج لتعقد حاجبيها بخفة ..

" لِذا أنا أودُ القيامَ بشيءٍ مُهم أمامَ جميعِ الحُضور "

نَطقَ الأدعج لتستقيم آنيا مِن مكانِها قرب إحدى الطاولات وتَصرخ بحماس

" أجل يا رَجُل تستطيعُ فِعلها "

عقدت الشاحبة حاجبيها لصراخِ السمراءِ الذي تبعهُ بعضُ قهقهات الحُضور ومِن ثَم تصفيرٌ قويٌ تلاهُ كانَ مصدرهُ هان الذي بقربها مَع جيمين

" مالذي يجري هُنا ؟ "

نَطقت بصوتٍ أقرب للهَمس مستهجنةً أفعالَهم

" ليليز .. "

نَطق الأدعجُ بصوتٍ هادئ وإبتسامةٍ ناعمة
لتتسعَ عينيها حينما إتجهَ أحد الأضواءِ إليها وَسط الظلام ..

" أتُراقِصينني .. هُنا والآن ؟ "

نَطقَ يُشيرُ للمنصةِ الواسعةِ بينما إتجهت أنظارُ الحظور جميعاً تجاهها

إبتلعت مافي جَوفها وتصنَمت مكانَها بتوترٍ وَصدمة لا تَعلمُ ما سَتفعل وسطَ أنظارِ الجَميع

كَما أنها لا تعلمُ سَببَ طلبهِ هذا بعدَ أن كادَت الحفلةُ تنتهي ولَم يَطلب الرَقص منها حينما فعلَ الجَميع

" تَحركي ليليز "

صَاحت السمراءُ مرةً أخرى تُفيقها مِن شرودها لتومِئ ثُم وبهدوءٍ هيَ إستقامَت تسيرُ ناحيةَ المِنصة

الحشدُ تَفرقَ يصنعُ طريقاً لَها
بينما كانَ الضوءُ الموجهُ إليها يتبعها أينما تَحركت

تسيرُ بخيلاءٍ تلفتُ أنظارَ الجميع
كانَت واضحةً بشدةٍ كَنجمةٍ سَقطت سَهواً إلى الأرضِ إلا أنها وَجدت قَمرها ..

عينا الأدعجِ الغزالية لَم تُغادِها ولو خَطأً
بثوبها الأبيضِ ذاك والذي يبدو داكِناً إن قورِن ببهائها ونُصوعِها

عينيها الواسعةُ التي تَنظر إليه بتشتت أثناءَ سيرها وكأنها تستمدُ القوةَ والثقةَ مِنه

وهو مُستعد .. مُستعدٌ لأن يُعطيها كُل الثقةِ التي تحتاجُها وُكل الدعم

حينما وَصلت للمنصةِ أخيراً تصعدُ الدرجاتِ القليلةَ ببطءٍ وَحذر ثُم خَطت بضعةَ خطواتٍ حَتى قابَلت الغُرابيَ أخيراً وتَبادلا النَظرات فيما بينهما

" الموسيقى لَو سمحت "

نَطقَ قبلَ أن يرمي مُكبر الصوت بإهمال على الأرضية

ثُم يَمُد يدهُ للشاحبةِ غرابيةِ الخُصلات التي تَمسكَت بها دونَ أي تردد

بدأت الموسيقى الهادئة ، خاصةِ إحدى أكثرِ الأغنياتِ المُفضلةِ لديها

لتبتسمَ بخفةٍ وتشعرُ بالحماسِ فقد رَقصا سابقاً على ذاتِ الأغنيةِ وهما يَحفظانِ حركاتِها

بدآ معاً بالتَمايل بهدوءٍ مع اللحن الناعِم
ثُم إبتعدا دونَ أن يترُكا كفيهما ليعودا للإلتحامِ بسرعة

إلتفا مَعاً يساعدها تالياً على الدورانِ حولَ ذاتِها
ثم يعودا للوضعيةِ الأولى

خطوتينِ للأمامِ وخطوةٌ للخلف
بينما كانَت شفاهُ الشاحبةِ تردد كلماتَ الأغنيةِ بصوتٍ لا يسمعهُ سِواه

أعينُ الحُضور لَم ترمِش حَتى لتناسُقهما المِثالي
جَمالُهما مَعاً كانَ مُلفتاً كلوحةِ ليلةٍ مُرصعةٍ بالنجوم

" ليز .. "

همسَ الأدعجُ حينما إقتربت مِنهُ يشددُ قبضتهُ على خصرها
همهمتها كانَت سريعةً تعلمهُ بإنصاتها لَه حتى يُتابعَ حديثه

" أعلمُ بأنكِ تعرفينَ هذا ، لَكِن .. "

لَثم خَدها بقُبلةٍ سَريعةٍ جَعلت عينيها المُغلقةَ تُفتح بصدمة تَنظرُ لِعينيهِ الناعِسة
في حين تَوقُفِ جَسدها عَن الحَركةِ تَماماً

" أنا أُحبُكِ ليز "

تَوقَف الأدعجُ عن الحركةِ كذلِك يَنظُر في عينيها اللامِعةِ تَحت الإضائةِ الخافِتة

تَوقفت الموسيقى كَذلِك وأنطمسَ المُحيطُ الذي يَحوفُهما تَماماً وكأن الزَمن قَد تَوقف

أيُعقلُ أن كلمةً بسيطةً كَهذهِ ستصنعُ كُل ذلكَ الصَخب في قلبها ؟

أيعقلُ أن نَظرةَ الغرابي وَحدها قادرةٌ على خلقِ ألفِ شعور ؟

كيفَ يُمكنُ لصوتهِ ونبرتهِ أن تصنعَ تلكَ الرعشة في جسدها وذلكَ الألمُ الطفيفُ المحببُ في معدتها .. ؟

" أ..أنا "

همست مُبعثرةً ليزدادَ تشتُتها حينما إبتسَم بدفئٍ ينطقُ بهدوء

" أنتِ تعلمينَ هذا سابِقاً إلا أنني أردتُ قولَها فحسب
لا يَجبُ أن تَقولي أيَّ شيءٍ في المُقابِل
سأتقبلُ أيَّ شيءٍ مِنكِ حَتى لو كانَ رَفضـ.. "

علقت الكلماتُ في فمهِ وجَحظت عيناهُ بِصدمة

حينما قاطَعت كلماتهُ بلثمِ فاههِ بشفاهها وإبتعدَت بسرعة ..

هوَ لَم يَعتقِد أبداً أن تُقدِم على هذهِ الفِعلةِ مُطلقاً
تعالى صُراخُ الحُضورِ وعادت الأضواءُ للعَملِ يُذكِرانهما بأنَ المكان لا يزالُ مزدحِماً

توشحَ وجهُ الشاحِبةِ بالحُمرة لتبتعدَ عن الأدعجِ تَهُم بالنزولِ عَن المِنصةِ في حينِ كانَت عيني الأدعجِ المُتوسعةُ تتبعُها

وقبلَ أن تَنزلَ الدرجاتِ هي إلتفَت صَوبهُ ونطقت بإبتسامةٍ عَذبة

" رُغمَ أن جوابي واضحٌ إلا أنني سأقولها لَك
أنا أُحبُكَ ومولعةٌ بكَ أدعجي .. الآن وللأبد "

────────────────┈ ✦
- إنتهى ~

- رأيكم بشكل عام ؟

- أحس مُبتذل كثير لَكن أحب لَحظاتهم اللطيفة هاي

- الأغنية اللي رقصوا عليها فوق
وأصعب شي كان بدي أكتبو هو وصف حركات الرقص

- البارت الجاي هو الأخير سوو .. كيف شعوركم تجاه الرواية حتى الآن ؟

- كونوا بخير وإبتسموا ♡

Continue Reading

You'll Also Like

1.6K 183 20
لقد تعرضو بارك هيسو وكيم تايهونغ للخيانه ماذا سوف تفعل بارك هيسو ؟ "سوف اعذبك حتى الموت" "لقد كذبتم علي " "لم اعد اثق فيك هيسو" "سوف اخنقك بيدي ايته...
30.9K 2.4K 11
كانت رِحلتي مُجرد صدفة، و مُقابلتكِ كَذلكَ صِدفة، لَكن إتضحَ أنهُ القَدر!. قصة قَصيرة، بتحديث يَومي. Start: 250319 End:010419
1.1K 72 9
✧وَ تَظُنِينَ أَن عَيْنَاكِ هَـٰذِهِ عَادِيَةٌ لَكِنَكِ لَا تَعْرِفِينْ أَنْهَا تَجْعَلَنِي أثْمَلْ فِي بُحُورَهَا،،،، جَسَدِكْ مِثْلْ النَبِيذِ عِن...
198K 13.2K 28
تخيل تقوم من نومك تلاقي نفسك في جسم بشري ؟ _ايدا ماهو ده الطبيعي اه سوري نسيت اقولك انك في الأساس قطة _ايه ؟؟ ايه !! حينما صمم الفراعنة تماثيل...