✥xenization | 1918✥

By Biatritcia

1.2K 126 530

' عِندَما تـكون واقِفاً عَلي أرض وطنَك، لَكِنَّك لا تَنتَمي إليه ' xenization : the act of living as a strang... More

ما قَبل القِراءة
♤الفَصل الأول♤
♤الفَصل الثاني♤
♤الفَصل الثالِث♤
♤الفَصل الرابِع♤
♤الفَصل الخامِس♤
♤الفَصل السادِس♤
♤الفَصل السابِع♤
♤الفَصل الثامِن♤
♤الفَصل التاسِع♤

♤الفَصل العاشِر♤

61 4 6
By Biatritcia

موسيقي الفَصل:chopin - Noctrune op9 No.2
*:..。o○ ○o。..:*

الساعة السادِسة صَباحاً.
صَوت الصَمت هو كُل ما يُسمَع عَدا عن زَقزَقة العصافير
يجلِس هو أمام النافِذة التي يتخلل منها الضوء مُنعَكِساً علي صَفحات كِتابِه البيضاء، يترنح به بروية كُرسيه الخشبي الهَزاز.

يقرأ مِن دواوين الشِعر ما إشتَهاه قَلبُه مِن مَعانٍ و مَذاقٍ بَلاغي مُميز.

" تايهيونغ!"

صوتٌ ناداه.

لَكِنَّه نَظَر حَولَه لَم يجِد أحَداً.

" تايهيونغ! إهرُب أنت! لا تَهتَم لي! "

سيصيبُه الجُنون!
فهذا الصوت ليس لأحدٍ ممَن يعرِفهم.

بات الصوت يبادر عقله مُسبباً لَه صُداعاً حاداً.

أغلَق عينيه لوهلة لتتبين بعقله صورةٌ لصاحِبة الصوت.

و التي رآها قَبلاً بإحدي أحلامِه عن حياة تايهيونغ السابِقة.

كان إسمها...چانيت؟

هو يتذكرها بصعوبة كونه رآها بالحُلم حتي و ليس بالواقع.

أمرُ ذِكريات تايهيونغ القَديمة يجعله مُحتاراً، ماذا تَعني؟ و ما علاقتها بوجود الآخَر المُستَمِر برأسِه؟

طَرقٌ عَلي الباب جَذَب انتِباهه ليتجاهَل ما حَدَث تواً مُتَجِهاً للباب كي يفتَحه.

تساءل مَن قَد يزورهم الساعة السادسة صباحاً و أهلُ المَنزِل نِيام.

و ما أن فُتِح الباب تبينت هوية الطارِق للمصدوم الواقِف بغير إستيعاب.

" آرثَر؟ "

إرتَمي عليه آرثَر يُعانِقه بقوة بينَما بدي أنه سيبكي.

"أخيراً وجدتُك....لِماذا لَم تُخبِرني بمكانِك تحديداً؟ لم تتصل بي أو تُراسِلني، أقلَقتَني عَليك!"

قال آرثَر بوجهٍ قَلِق يكوب وجه أخيه بيديه يتفقد وجهه.
أمسَك تايهيونغ برسغيه ليبعد يديه عن وجهه.

" كيف عَلِمت مَكاني؟"

حَزِن آرثَر من تَصَرُّف أخيه الذي أشعَرَه بأنه غير مُرَحَّب بِه.

" مررت علي المنازِل بالريف أسأل عَنكَ كالأبله، ألا تُدرِك كَم إستَغرَقني هَذا؟ "
صاح بِه آرثَر لعَلّ أخيه يشعر بِه.

و لَكِن لا حياة لمَن تُنادي، فلا شئ قَد حَرَّك مَن أمامه.

لاحَظ آرثَر أن التِفات تايهيونغ لشئ خَلفِه، و حين إستَدار رأي فَتاةً شَقراء جَميلة آتية لجِهَتِهما رَكضاً مِن نهاية الحَقل بثوبِها الأبيض المَنزِلي.

ظَل مُحَدِّقاً لتِلك الغَريبة لَه التي تَجري بثياب نومِها للعلَن حتي وصلَت لَهُما.

" مَن أنتُما؟ أين السيدة إيزابيلا؟ !"
قالت الشَقراء بين لُهاثِها نَتيجة رَكضِها، و ما كاد أحدهما أن يرد إذ ظَهَرَت إيزابيلا بالفِعل نازِلةً مِن علي الدَرَج تَمسَح النُعاس مِن عَينيها.

قَد إستيقظت نَتيجة الضَجة.

" ماذا هُناك، آريلا؟ "
سألت بصوتٍ ناعِس تِلك القَلِقة.

"إنه أخي! هو مَريضٌ للغاية و لا أنا و لا جَدَّتي نستطيع مُساعدته! نحتاجُكِ سَريعاً!"

أخبرَتها آريلا لتتوسع عينا إيزابيلا مُرتَديةً حِذاءها سَريعاً، تَسحَبها آريلا لمَنزِلها، ذَهَب خَلفَهما تايهيونغ و آرثَر لعل يكون الوضع حَرِجاً و بإمكانِهما المُساعدة.

*:..。o○ ○o。..:*

ربطت إيزابيلا قُماشةً نَظيفة حول وجهها تُغَطي أنفَها و فَمها، فمِن الأعراض التي سَمِعَتها إيزابيلا مَرَضٌ خَبيث ينتَشِر كالزُكام.

"هل هي طَبيبة؟ "

سأل آرثَر تايهيونغ بينَما يُراقِب إيزابيلا التي دخلت لتتفَحَّص حالة المَريض.

"أأنتَ جَديدٌ هُنا؟"
تَدَخَّلَت آريلا ليَشعُر آرثَر بالإحراج قَليلاً.

"نَعَم لِذا لا أعلم الكثير عن أهل القرية.."
قال آرثَر يحُك مؤخرة رأسه بحرج.

"السيدة إيزابيلا ليسَت طبيبة، لَكِنها درست الكثير عنه في السَنوات الفائتة"
قالَت آريلا لتشفي فضوله.

"حقاً؟ ما الذي جعلها تَدرسه رغم صعوبَته و انها تَعلَم انها لَن توظف فقَط بدراسَتها هَذه؟ "
سأل آرثـر مرة أُخري بفضوله الذي يعجب آريلا التي تُحِب الحَديث.

" بما أنك جديد بالقَرية إذاً أنت لا تَعلَم أن السيدة إيزابيلا أرملة، صحيح؟"

اومأ آرثَر، فهو يجهُل كُل شئ عَن المَنزل الذي استَقبَل أخاه و كان يريد ان يعلم اكثر عنهم.

إبتسمت آريلا جالِسةً بجانِبه ليضطرِب هو قليلاً فهو ليس مُعتاداً علي قُرب الناس مِنه.

"إيزابيلا كانَت مُتزوجة مِن إحدي الضباط المُقاتلين، تحديداً مُقدِم بالجيش يدعي چونغكوك، و إيزابيلا كانَت.."

قاطَع حَديث آريلا جَدَتها التي شَدَّتها مِن أُذُنِها.

" ماذا قُلنا عَن إزعاج الضيوف بأمور لا تخُصهم؟ "

وبخَتها جدتها لتنظُر آريلا لها مُحاولةٍ التَبرير.

" أُقسِم هو مَن كان يريد أن يعلَم!"

قالَت مُشيرةً علي آرثَر ليزيد غَضَب جَدتها.

" و هل كانَ الأمرُ أمرَاً مِن أُمورِك لتحكيه مَتي شئتِ؟
إن أرادَت إيزابيلا أن تُخبِره ستُخبره أما أنتِ فإذهَبي الآن للمَطبَخ و أعِدِّي للضيوف الشاي!"

تأففت آريلا لتَستقيم مُتجهةً للمطبَخ بضَجَر.

" أعتَذِر حَفيدَتي مُزعِجة قَليلاً "
قالَت الجَدة لتعود لوقوفِها بجانِب الباب الخاص بغُرفة حَفيدها المَريض تنتَظِر خُروج إيزابيلا لتُطمئنها.

بَعد وقتٍ وجيز خَرَجَت إيزابيلا و قَبل حَتي أن تنطِق بشئ إتجهت إلي الحمام أولاً لتغسِل يديها جيداً و رَمَت بالقُماشة التي ربطَتها بسلة المُهملات.

" ما بِه حَفيدي؟ "
سألت الجدة بقَلَق حين إتضَح لَها وجه إيزابيلا الجاد و مُلاحظَتها للإجراءات الإحترازية التي اتخذتها.

"لَستُ مُتخصصة لِذا لا أضمَن لَكِ كَلامي
لَكِن ما يصيب حَفيدُكِ الآن هو حالةٌ مُنتَشِرةٌ بالفِعل بالمُدُن المُجاورة مُنذ نِهاية الحَرب
إنها عَدوي الإنفلونزا الأسبانية
لَكِن لا تقلقي، ما يجعل هذه الانفلونزا مميتة و خطرة هو وجود العدوي الثانوية المُتسببة بالبكتيريا
هذا يعني إن تَم حجره و مُداواته بالطَريقة الصحية المُثلي دون الاختلاط بأي مُسببات للعدوي سيتحسن بسرعة
لذا يجب علينا أن ننقله للمدينة سَريعاً حيثُ الحجر الصحي بالمشفي"

حاولَت إيزابيلا بقَدر الإمكان وصف الامر بشكل هَين لكن ذاك لَم يقلل من خوف و هَلَع الجَدة التي كانت تنتظر أن تكون نَزلة بَرد عادية.

" لكننا لا نَملِك سيارة أو عَربة حَتي لننقله بشَكل سَريع!
ماذا أفعَل؟ "

تساءلت الجدة بهَلَع و حَسرة عَلي حال حَفيدها.

" لا تقلقي، سيدتي.
أعلَم مِن أين قَد استأجر سيارة لذا سآتي بها بسُرعة.
إيزابيلا، أرجوا مِنكِ تجهيزه لأن الطريق طويلة و إلي ان تنتهي من تجهيزه سأُحضر سيارة"

قال تايهيونغ مُنتَصَباً مِن مَكانه، هَذه العائلة لطالَما إعتَنوا بإيزابيلا، لذا سيعمَل جاهِداً ليرد جَميلهم.

خَرَج في طَريقه سَريعاً بينَما إيزابيلا فعلَت كَما أخبَرها و جهزت المريض بالأدوية التي قَد تُساعده مؤقتاً حتي وصولِهِم و ألبسَته الجدة ثياباً أُخري.

" قومو بتهوية الغُرفة جيداً و عرضوها لأشعة الشَمس، لا أوصي بأن تدخلوها كثيراً او النوم هنا الا بعد التنظيف و التعقيم الجيد "

أشارَت إيزابيلا بحَزمٍ بينَما بَدَت الأكثَر قَلَقاً، فهي تَدري أن ذاك المرَض الخَبيث قَد قَتَل عَدَداً لا يُحصي مِن البَشَر.

تُريد أن تَتجَنَّب فِقدان أعِزائها لِذا هي تَبذُل أقصي جُهدَها.
*:..。o○ ○o。..:*

بَعد رِحلَةٍ بالسيارة التي 'اقترَضها' تايهيونغ من جيلبرت وصَل أخيراً إلي العاصِمة بصُحبة إيزابيلا و أخ آريلا او كَما يُدعي ب'آريديان'

تَم فَحص آريديان و التأكُد مِن حالَته و التي تَم تَشخيصها بالفعِل بتِلك الانفلونزا الخَبيثة.

لَكِن الطَبيب طَمأنهما بأن حالته ليسَت سيئة.

مما جَعَل إيزابيلا تَتنَفَّس أخيراً براحة، إرتَخي جَسَدها ساقِطاً علي مِقعَد المَشفي القَريب.
جَلَس تايهيونغ إلي جانِبها مُراقِباً وجهها القَلِق و هو يتحول لآخر مُمتَن.

" شُكراً لَك سيد تايهيونغ، لا بُد أنني أثقَلت عَليك اليوم"

قالت تتحدث برسمية كعادتها ليعقد هو حاجبيه.

" لا كَلِمة شُكراً لوحدِها لَن تكفي"
قال لها بجدية لتتفاجأ هي مِن كَلامِه الغَريب.

نَظَرَت لَه بتيه بمَعني " إذاً ماذا أفعَل؟ "

فَتَح فَمه اخيراً ليوضح لَها.

" أظُن أن التَخلُّص مِن الرَسمية و مُناداتي بإسمي هو فقط ما يمكنني قُبوله لِقاء أتعابي"

رَفَعَت حاجبها كونه مازال مُصِرَّاً علي هذا الامر.
هي تُحِب دائماً وضع الحدود، و هو يُصِر علي كسر إحداها.

"حَسناً"
قالت بإستِسلامٍ أخيراً.

و هو إبتَسَم بنَصر خِفية~
*:..。o○ ○o。..:*

في الوقت ذاته بالريف...

كان كِلا آريلا و آرثَر بمَنزِل إيزابيلا للعِناية بأطفالها، و اللائي كانو أنضَج مما تَخيلا.

إيما و أليس يحُلَّان معاً واجبهما المدرسي بَعد أن تناولا الإفطار الذي أعدَّته آريلا.

و چوناثان الصغير كان يحاول ان يقوم ببعض الاعمال بالإسطبل لكي يساعد إيزابيلا، و كَم كانَت محاولاته صعبة ان يقوم بكل شئ بذاك الجسد الضئيل.

حَضَّرَت آريلا الشاي و جلبت بعضاً مِن بقايا فَطيرة التوت و وضعت إياهُم علي طاولة الحديقة جالِسةً أمام آرثَر.

صَبّ كِلاهُما الشاي و بدءآ يتشاركان الأحاديث المُختَلِفة، كانَت المُحادَثة تَمُر بسلاسة رَغم كونهما غَريبان و ذاك ما أعجَب آرثَر للغاية.

"ألَستِ قَلِقة عَلي أخيكِ؟ "
سأل واضِعاً كوبَه برِفق بَعد إرتشافِه.

"لا أظُن أن زُكاماً هو من سيجعل فَمه الثَرثار يتوقَف عَن التنفس"

قالَت و أدرَك آرثَر كَم هي كاذبة، فهو يتذكر هلعها لإيزابيلا صَباحاً.

أراد الإثنان فَتح أحاديث أكثَر عُمقاً كونهُما إرتاحا مَعاً بطريقة غَريبة.

و الأمر أعجَب كِلاهُما.

" ما فِكرَتُكِ عَن الحُب؟ "

سألها حين إستقاما كِلاهما للتمشية قَليلاً حول المَرج.

" لَقَد قرأتُ عَنه كَثيراً بالروايات و القِصَص
لِذا رُبما تَكون نـظرَتي حالميةٌ قَليلاً و غير واقعية"
قالَت بخجل ليومئ آرثَر مُبتَسِماً.

" لا بأس، سألتُ عَن فِكرَتِك ليس عَمَّا يكون فِعلاً، فلَم يتفِق الناس علي مَعني واحدٍ لَه
مَن يراه غِطاء للرَغبة و الشَهوة
و مَن يراه شُعوراً لطيفاً لَكِن لا فائدة مِنه
و هُناك الكثير من الأراء الأُخري"
قال آرثَر و عَقَدَت آريلا حاجبيها مُشمئزة مِن تِلك الآراء.

"رؤيتي بَعيدةٌ عَن هذا
أُريد حُباً كالذي كان بين السيد جونغكوك و إيزابيلا"

و هُنا كان آرثِر مَن انعَقَد حاجِباه مِن ما سَمِع.

"السيد جونغكوك؟ "
هو متأكِد أنَّه سَمِع ذاك الإسم قَبلاً.

"أجَل
أخبَرتُك أن إبزابيلا أرمَلة، يا لَها مِن نِهاية مأساوية لقِصَتِهِما الجَميلة
تَبادلا الحُب دون شُروطٍ و بإخلاص، قَدَّم كِلاهُما تَضحيات لأجل الآخر، حتي فرقهما المَوت و حينها أقسَمَت إيزابيلا أنها لَن تَعرِف بَعده أحداً، ستظَل في حِداد مُرتدية السواد إلي أن تُقابِله يوماً ما"

كانَت تَقول آريلا بأعين تَلمَع إعجاباً بالدراما التي حدثت أمامها علي الواقِع.

بينما آرثَر عَقلُه بمكانٍ آخر بَعد أن تذكر أخيراً أين سَمِع ذاك الإسم.


Continue Reading

You'll Also Like

198K 7.6K 27
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
58.4K 2.2K 42
" سُكري الأسمرَ هو مُلكً لِي ، خـصرُه الرقيق لأنامِلي ، ثُغره لشفتايَ و عُنقُه مقبرةً لِقُبلاتِي " TOP : Jk TK : ✓ © : rune_vk
226K 18.6K 158
جسد ممل ، شخصية خجولة و لطيفة. الأميرة البدينة التي تم نبذها ، روبيتريا ديولوس. "يا إلهي ، دائماً ما تكون الأميرة في متجر الحلويات في كل مرة أراها ،...
267K 11.7K 24
مالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أ...