على ضفاف الأمل ٢

Por Coldsnow5

4.6K 463 688

الجزء الثاني من رواية على ضفاف الأمل نلتقي ... الأحلام ما هي سوى طريق طويل مليء بالصعاب و الأشواك يستسلم المُ... Más

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السابع

الفصل السادس

523 46 80
Por Coldsnow5

في بعض الأحيان يتمنى المرء لو أنه لم يولد , أو لو أنه ما كان سوى نجمة أو حتى شهاب مصيره الإحتراق و الإندثار بالنهاية على أن يتواجد بهذا العالم !

خاصة عندما تشعر بأن روحك تائهة كما لم تكن من قبل .. عندما يخذلك واقعك الذي تحياه , تضيق بك الأنفاس دون قدرة على التعبير !

و ربما هذه كانت حالة ذلك الذي إنضم للجلوس بمكتب شقيقه الأكبر بملامح هادئة بل مُغيبة عن الواقع بشكل أثار إنتباه و قلق المتواجدين جميعاً !

شيءما حدث و سيء أيضاً هذا كان واضحاً من ملامحه فحسب , كارل نهض ليجلس بِجواره كما فعل آلفريد , و هو فقط حدق بِكلاهما قبل أن يبتسم بطريقة لا يعرفها حقاً :" لا داعي لهذه الملامح أنا بخير ! فقط متعب قليلاً و أرغب بالنوم حسنا ؟ "

_:" لويس ! "

نطقها آلفريد بحذر فبالطبع ملامحه ليست لشخص مرهق من المرح بل لشخص مُتعب نفسياً , و الأصغر وقف بكل هدوء ينطق :" قلت أنني بخير آلفريد فقط منزعج قليلاً لذا سأرتاح قليلاً موافق ؟ "

هنري قطب حاجبيه بهدوء فهل هو منزعج لغياب لوسيان أم وقع ما هو أسوء ؟!

_:" لوسيان أين ؟"

و كلارنس نطق بالسؤال الذي أراد هنري طرحه بالفعل لتزداد تقطبية المعني بينما يشد على يده :" لا أعلم "

هو أنهى جملته ليغادر الغرفة بينما حرفياً أي منهم لم يصدق حرفاً مما يقول لذا تنهد آلفريد يفرد كف يده بخصلاته ذات لون البن :" و الآن أهما أكملا شجارهما اليوم ؟ فقط سيكون لدي حديث مع لوسيان عند عودته "

و ابتسامة ساخرى ارتسمت على ملامح كلارنس ينطق :" أجل من فضلك تحدث أنت معه لئلا يضطر للحديث مع مصلح اجتماعي فاسد ! "

و الجميع حدق به بحيرة و عدم فهم فأي مصلح اجتماعي هو يتحدث عنه حقاً ؟؟

هنري قلب عيناه بنوع من الملل قبل أن ينهض و نيته الإتجاه و البحث عن لوسيان بالفعل إذ بدى له أو شعر بأن هنالك شيء خاطئ أو ربما هو حدسه فقط لكنه شعر بحاجة مُلحة لرؤيته الآن و فوراً لذا لم يتجاهل مشاعره هذه و غادر فحسب !

و ما وقع دفع كل منهم للرحيل بأي حال بنية حل الأمر غداً و لو بالإجبار أو هذا ما خطط له كلارنس ...

__________________

بِمكان آخر تماماً الظلام كان يعم المكان ، لم يكن هنالك أي شيء قد يجعل الرؤية واضحة و رُغم هذا كان من الواضح وجود شخص ينتقل بالمكان بكل خِفة دون الحاجة للأضواء حتى !

الرطوبة ملئت الأرجاء بينما ذلك الشخص المجهول لمعت عيناه ذات لون الكرز الصافي بالظلام ...

بصره تشبث بِزاوية أكثر ظُلمة من غيرها يميل برأسه باستمتاع مُطلق بينما يراقب ذاك المُقيد بتلك الزواية ..

يده تشبثت بكأس من النبيذ الأحمر ، سار بخطوات هادئة نحو نافذة صغيرة للغاية متواجدة بمنتصف المكان و لا ترسل إلا القليل جداً من ضوء القمر الخافت بالخارج ليقف أسفلها مُحدقاً بالنجوم من تلك الفتحة الضيقة مما جعل ملامحه و هيئته تتضح أكثر فأكثر !

هو امتلك ملامح لشاب بمنتصف العقد الثالث حادة رغم الابتسامة الهادئة التي ارتسمت على شفتيه ، مُقلتيه كانت واسعة بشكل بديع ...

جسده كان متوسط البُنية إذ ما كان مليء بالعضلات و بذات الوقت لم يكن خالياً منها .. ! ..

ارتدى بِنطال أبيض ناصع البياض مع قميص أحمر داكن كما عيناه ثُم هو وضع معطف قصير باللون الأبيض بأزرار حمراء داكنة ، خُصلاته كانت بلون البُن الداكن حيث انسابت بضع خُصلات على جانب وجهه الأيسر ..

حضوره كان يوحي بالهيبة و القوة ! إلا أن عيناه مُلئت بنظرات غير مُفسرة و مُخيفة ..

أعاد بصره باتجاه السجين الذي قيد بالزاوية إذ رفع جسده عن الأرض لئلا تلامس قدميه الأرضية لكون يداه مُعلقة بالسقف بهدوء .. و ما جعل أنظاره تعود له كان صوت الأنين الذي أطلقه الأصغر !

هو وضع كوبه على طاولة صغيرة مُهترأة يسير باتجاهه ليبتلعه الظلام كما ملامح الفتى المُعلق و الذي أراد بجد معرفة ما يحدث حوله ..

لذا هو قلب عيناه للون الأحمر الداكن لتلتمع بِالظلام مُتيحاً لنفسه مجال الرؤية و ما إن وقع بصره على الرجل المجهول أمامه حتى نطق بضعف بسبب الخدر الذي يحتل جسده :" من تكون أنت !؟ كيف وصلت إلى هنا ؟ "

و الآخر لم ينطق أو يُجب بأي حرف هو بكل بساطة ابتسم بشكل أثار الخوف بقلب الآخر قبل أن يُمسك بِخُصلات السجين بقوة يُقربه منه ثم هو آمال برأسه ليفتح فمه مُظهراً أنيابه شديدة الحِدة و التي التمعت كسكين ما بوسط الظلام قبل أن يغرسها بكل قوة داخل عنق الآخر مما دفع عيناه للتتسع بصدمة بينما و لوهلة هو فتح فمه محاولاً إستيعاب كمية الألم قبل أن يظهر صوته أخيراً مُحرراً صرخة الألم ..

لم يفهم ما يحدث معه حقاً ، كيف وصل إلى هنا و من هذا الرجل ؟ لا كيف يمكنه امتصاص دمائه ؟

حسناً سيمكنه ببساطة لأنه مصاص دماء أيضاً ؟! لكن ماذا يحدث ؟ جسده كان يرتجف دون إرادة فمخالب الآخر كانت تتجول بحرية تامة على طول ظهره و معدته و يغرسها فجأة بأي مكان يحلو له لتنتشر رائحة دِمائه بالمكان و صوت صرخاته ! ..

_______________

خُصلاته السوداء كانت مُنتشرة على وسادته بِكل عشوائية بينما عيناه مُغلقة بِشكل كامل ! ..

أنفاسه بدت مُنتظمة لكونه غارق بالنوم ، لم يستطع البقاء مُستيقظاً بعد كُل تِلك الأحداث التي ما استطاع استيعابها ..

إلا أن جُزء منه كان واعياً أو لا يعلم حقاً سوى أنه يسير بِمكان غريب لا يعرفه .. ! ..

المكان أشبه بغابة واسعة للغاية ، أشجارها كانت شاهقة لدرجة أنه ما كان قادراً على رؤية نهايتها بل شعر بكونه مجرد قزم بمنتصف كل هذا ..

قلبه كان ينبض بقوة شديدة ، شيء ما يُشعره بِالخوف الحقيقي ! ..

بينما جُزء آخر أدرك أن هُنالك شيء ما خاطئ تماماً ، لذا خطواته كانت تركض حرفياً بالأرجاء و مُقلتيه تبحث بِكل زاوية بالمكان عن شيء هو يجهله ..

المُهم أنه يود العثور على ذلك الشيء مهما كلفه الأمر ، قلبه سينفجر و يشعر بأن بصره يتشوش بسبب الدموع ...

لكن تلك الخطوات توقفت تماماً و عيناه اتسعت كما لو أنه يرى موته أمامه ! ..

_:" أخي ! "

هو بالكاد نطق تلك العبارة بِرعُب تام ، و من أمامه و من خلف إحدى الأشجار كان الآخر يسير بخطوات متعرجة ، يترك بقعة دماء كبيرة مع كل حركة بينما الألم واضح على ملامح وجهه المطابق لمن يقف أمامه ..

لويس ارتجفت يده قبل أن يركض باتجاه توأمه مُجدداً يمسك به بِحذر تام :" لوسيان ، أخي ماذا حدث لك ؟ أصمد قليلاً موافق ؟ سأعالجك أنا ، أُنظر يُمكنك شرب دمائي للتتحسن موافق ؟ "

و المُصاب رفع بصره باتجاه ملامح لويس المُرتعبة ثم رفع يده المليئة بالدماء يضعها على وجنة توأمه ينطق بصعوبة و الدماء تنهمر من فمه مع كل حرف ينطقه :" آسف ! سامحني لم أستطع التعبير عما يزعجني بشكل واضح ! حقاً آسف أخي سامحني "

هو أراد أن يتابع إلا أن الآخر اتسعت عيناه يومئ سلباً بينما يضع يده على فمه :" لوسيان فقط أصمت ! عما تتحدث و أنت بهذه الحالة أيها المختل لا تجعلني أُحطم عِظامك لك أكثر مما هي محطمة فقط أصمت و اشرب من دمائي حالاً "

ابتسامة خافتة ارتسمت على شفتي لوسيان دفعت دموع الاخر للانهمار :" أنت ! فقط لعين موافق ؟ لوسيان أقسم لك لن أسامحك أبداً إن مت يا أخي لذا أياً كان مكانك و مهما حدث لك و إن كانت نبؤة لعينة لا يهمني سوى أنك ستكون بخير و إلا لن أسامحك مطلقاً "

لا يعلم متى و كيف هو أدرك أنه يحلم لا أكثر ، لكن ضربات قلبه لم تكن تقبل الهدوء حتى ..

لذا عندما انتفض جسده من نومه فجأة دموعه كانت تنهمر على خديه بينما جسده يرتجف بقوة .. !

لوسيان بخطر ، توأمه ليس بخير و هو عليه إيجاده ، نبرة صوته كانت عالية بشكل مُثير للهلع كونه بِحد ذاته يشعر بالرُعب الحقيقي :" آلفريد ، جاك ، ديفيد .. لوسيان علينا إيجاد لوسيان الآن ! هل أنتم تسمعونني ؟ "

هو انتهى به المطاف يقف بمنتصف الرواق ليصحو كل من جاك و آلفريد فوراً يقفان بِجواره بقلق مطلق ثم انضم ديفيد لهم ..

بِالنهاية هو طالبهم بالبحث عن لوسيان مُجدداً و بهذا انطلق الأربعة للبحث عن شقيقهم الخامس بينما الرُعب ملئ عيونهم بسبب ردة فعل لويس الخائف !!

______________

طالما كان الليل يمتلك معزوفة خاصة به ، مشاعر مُختلفة تتسلل للقلوب مُذ لحظات غروب الشمس و اختفائها ..

الهدوء كان سِمته الخاصة رُغم الضجيج الذي يُشعله بالقلوب و العقل ، الفوضى تحتل معظمه !

سريع هو لمن استطاع النوم براحة دون تفكير و ألم و بطيء كالسنين لمن استهلكت روحه و عقله ..

و رُبما هذه كانت حالت الأشقاء الذين لم يستطع أي منهم التوصل للمكان الذي قد يكون به لوسيان ! .

الشاب اختفى دون أي أثر ! الأسوء أن لويس لم يشعر بشيء خاطئ لولا ذلك الكابوس الذي قد يكون نبؤة ..

رغم أنه يفترض أن يكون أول من يشعر بألم توأمه و إن كانت المسافات بينهم كبيرة ..!!

هم اتجهوا لمنزل الشقيقان كلارنس و كارل حيث بحثوا عنه هناك دون نتيجة فقط انضم كلاهما فوراً للبحث !

بينما اتجه لويس لحيث هنري ليجده بالمكتب يعمل كالمعتاد وحينها أدرك أن الثاني أراد البحث عن لوسيان للحديث معه ؟

بالنهاية هو شعر كما لو أنه من أشعل نار الفتنة بينهما لذا أراد محاولة اطفائها لكنه لم يعثر عليه بأي مكان توقع وجوده به فاتجه للعمل .. !

لأنه بأي حال لم يشعر بكون الأكبر بخطر ؟ لكن الآن عدم ظهوره للان و سماعه لذلك الحلم جعله ينهض فوراً لبدأ البحث عنه هو الآخر

لا يُمكنهم تجاهل حدوث شيء كهذا ، اختفاء لوسيان غير طبيعي حتى لو كان على شجار قوي مع لويس ..

بل إن كلارنس و كارل اتجها أولاً لمنزل دارين ؟! بِالنهاية هو إن أراد تصحيح الأمر سيبدأ من منزلها هي دون غيرها ..

و الأخيرة أكدت عدم رؤيتها له منذ مغادرتها المطعم أولاُ !

ثم انتقلوا لرفاقه و منازلهم واحداً تلو الآخر و آخر مكان تم رؤيته به كان المطعم حيث انسحب الجميع و بقي هو به ...

لذا باتفاق غير مُسبق تجمع البقية بالمطعم للبحث عن أي دليل قد يقودهم لمكانه ! ..

فهو إن لم يكن بخطر حالياً سيكون كذلك إن صح حُلم لويس ..

____________

عينا لوسيان كانت بالكاد مفتوحة بينما يجهل حرفياً كيف لازال واعياً حتى اللحظة دون أن يفقد وعيه أو حتى دون ظهور عقله الباطن الذي يظهر بوجود حياته بخطر !

عيناه تحركت متتبعة خطوات من أمامه بحذر تام ، هو ليس بشخص عادي بل إن حضوره مُخيف حتى بالنسبة له و هو فرد من الأسرة الحاكمة !..

يمتلك هالة و حضور مختلفين عن كُل من قابلهم يوماً بِحياته ، عض على شفتيه ما إن رآه يحضر آداة ما ليستخدمها عليه و على جسده مرة أخرى ..

يقسم أنه يود حتى التوسل له لئلا يفعل ، يريد أن لا يؤلمه بعد اللحظة ، تسائل بأعماقه أين لويس ؟

هنري ؟ ألا يشعر أي منهما بأنه يتألم بشدة ؟ لماذا لم يتتبعوا هالته حتى اللحظة ؟ هل توأمه غاضب منه لهذه الدرجة ؟ سيتجاهله ؟ لكنه بالنهاية و رغم غضبه اختاره هو ، أجل كان غاضباً و منكسراً لكن لم يفرط به فهل يفعلها الآن ؟

أغلق عيناه عندما أمسك المختل أمامه بكف يده الأيمن ليقلع له أظافره بقوة دفعته لإطلاق عدة آنات خافتة فهو ما عاد قادراً على الصراخ يقسم !

الدموع تجمعت بعيناه دون إرادة بينما نطق الرجل أمامه بكل هدوء كما لو أنه لا يقوم بتعذيبه منذ ساعات طويلة :" لن يشعر أي أحد بألمك لوسيان ! لا لويس و لا هنري ، هنا بهذا المكان يا عزيزي تصبح كل الروابط بلا فائدة ، أفعل ما يحلو لي بك و أنت كل ما عليك فعله هو تلقي هذا بتهذيب مطلق دون انتظار أحد يا صغيري فلا يمكن إيجادك مهما حدث .. "

عيناه اتسعت اكثر برعب فهل هذا ممكن ؟ أجل يذكر أنه سابقاً ذات مرة لم يستطع كارل أو ديفيد تحديد مكان كلارنس لكن كلاهما شعر بألمه و كادا يُجنان حتى فلماذا لن يشعر توأمه به ؟

هذا يرعبه فهم قد يفسرون غيابه بكونه غاضب من لويس و بسبب الشجار الأخير فقط ! لن يبحثوا عنه إلا بمرور وقت طويل و ربما حتى لن يجدوه أبداً مهما حاولوا ..

_:" لماذا لا أفقد أنا وعيي ؟ "

هو همس بجملته تلك بتعب شديد ، لما لازال مُستيقظاً كل ما يريده هو القليل من الرحمة فقط ، لا يود أن يتألم إلى هذه الدرجة ، إن كان الأمر سيطول ألا يستحق القليل من الراحة فحسب ؟؟

_:" لأنني لا أسمح لك بهذا ! كل شيء يسير كما أريد أنا و أود رؤية ملامحك بكل ما أفعله بك لوسيان ، عليك تقبل كل شيء و مصيرك هذا فحسب "

نطق جملته تلك بينما يده كانت تمسح دماء الأصغر بخصلاته السوداء عندما ربت عليها ببساطة!

طريقة حديثه وحدها بثت بدواخل الأصغر الكثير من الرعب و اليأس ، هو واثق بشدة كما لو أن لا شيء بهذا العالم يمكنه هزيمته حتى !! ..

لذا أغلق عيناه باستسلام تام لأياً كان ما سيحدث له ! و الآخر رسم ابتسامة هادئة ، صغيرة على ثغره عندما شاهد استسلامه لينطق بينما يمسك بكف يده الأخرى :" أحسنت يا صغير ،لا تقلق أنت لن تبقى هنا للأبد و لن تموت ! هي مجرد ترحيب مني لكم فأنا أمتلك دميتي بالفعل و رغم عدم رؤيتي لها مؤخراً لكن قريباً جداَ سأستعيده .. "

تلك الكلمات بدت بلغة مجهولة الهوية، ما معنى ما يقوله هذا حقاً ؟!

ربما أكثر ما أهم لوسيان بالوقت الحالي هو أول عبارة له ، سيحرره ؟ بدت كحلم منحه الأمل فوراً و كم كان غريباً منه أن يثق بهذا المختل الغريب بهذه السهولة ..

أو قد تكون هذه من أفعال الغريزة التي نولد عليها بالاعتقاد التام و المطلق بأننا سننجو من أي خطر نواجهه مُتاجهلين حقيقة أن هنالك خطر ما سيكون هو خاتمة وجودنا على هذه الأرض !

______________

الساعات كانت غارقة بالجريان دون شعور من أنهكهم التعب و الخوف على من فقدوا كل أثر له...

رعب مُطلق أحاطهم من نهاية مآساوية تنتظرهم عند نهاية ذلك البحث..

و تلك الساعات التي تمضي دون توقف و دون منحهم أي دليل مهما كان بسيطاً و صغيراً على أن لوسيان بخير كانت شديدة الوطئة على قلوبهم..

فقط ماذا يحدث؟ لما لا يشعر لويس بتوأمه؟. تلك الرابطة التي ولدت مع كلاهما بكونهما خُلقا بذات اللحظة برحم والدتهما و تشاركاه معاً كيف لها أن تختفي؟؟..

و ماذا عن الرابطة التي جمعته بهنري؟ لما هو لا يمكنه الشعور بلوسيان رغم أنه بالفترة الماضية كان قادراً على هذا؟..

لا يريد و بكل صدق أن يفقده، ليس ممن قد يعقد أي صداقات و غيرها بسهولة لكنه إن حصل و بناها فهو يرغب دائماً بحمايتهم بأقصى ما يملك لذا أن لا يستطيع حتى الوصول له هذا أقسى مما يمكنه تخيله..

مشاعر بقية اخوته ما كانت شيء يمكن الحديث عنه..

اليأس كان يزداد كلما انقضى الوقت، الشمس كانت قد أشرقت بل و توشك على الغروب مرة أخرى بشكل قاسٍ غير مقبول..

ترفض هي التوقف لئلا يمضي المزيد من الوقت، تغرب مودعة إياهم برسالة مفادها أن الحياة لن تقف لأجل أي مخلوق على هذا الكوكب بل ماضية هي بكل ما تملكه لهم من مفاجآت!

لذا بمنتصف الليلة الثانية من البحث كان الجميع مجتمعون بمبنى مهجور انهوا تفتيشه تواً بملامح مرهقة حد الموت!

أي منهم ما حظي بلحظة نوم واحدة، الجميع يشعرون بحيرة لا نهاية لها حقاً..

العديد من التساؤلات و الكثير من الأجوبة الغير كافية، لا شيء بأيديهم يوصلهم و لو لطرف الخيط

يبدوا كما لو أن لوسيان اختفى بذاك المطعم كونه اخر مكان شوهد به حقاً..

كيف و من هذه الأسئلة بقيت تحلق بالأرجاء دون اجابة..

لكن السؤال الذي لم يجرؤ أحد على طرحه حقاً هو.. هل لوسيان لازال حياً؟

لماذا إن كان كذلك لا يشعر لويس به أو بألمه؟ لماذا ظهر يودع توأمه بحلم ما معتذراً منه؟؟!

الصمت كان يحيط بهم كما لو ان لا أحد منهم حي! أي منهم ما رغب بالنطق و لو بحرف واحد بل كانوا يفضلون الغرق بأفكارهم و مخاوفهم كل منهم حدة بمنأى عن الآخرين..

لكن عدة دقائق مضت عندما شهق لويس بقوة بينما و دون أي استئذان صدرت هالة هنري بأعلى مستوياتها تشع بقوة كما لو كانت راغبة بإحاطة شيء ما؟

و كل ذلك كان تزامناً مع شعورهم بظهور هالة خفيفة للغاية من لوسيان جعلتهم مُجدداً يتحركون بأقصى سرعة دون حديث أو اتفاق مسبق..

و فقط على أمل انقاذه و معرفة ما حدث من غموض!!

و ما علاقته بتلك النبؤة التي ظهرت قبل فترة بالأرجاء...

_________

تلك الغرفة متوسطة الحجم الذي اعتادت ضم التوأمين بها احتوت اليوم ضعف العدد الذي يمكنها احتماله بمعجزة ما!

إذ تواجد الاشقاء جميعهم بها رفقة كين و من ثم كان هنالك كلارنس، كارل، ليو و ريو، كريستي، و هوري بالتاكيد..

الجميع كان يراقب انفاس ذاك الشاب النائم بنوع من القلق التام، هو رغم علاجهم له لم يستيقظ للحظة..!

بالأمس عثروا عليه بإحدى الغابات القريلة منهم ملقي ارضاً و دمائه تنهمر من انحاء جسده و قد ظهرت آثار تعذيب عليه ، أنفاسه كانت بالكاد مسموعة و ربما لولا هالة هنري التي انطلقت لحمايته فور ظهوره من اللامكان لما نجحوا بالحفاظ على حياته!

فقط هذا يتركهم مُتسائلين حول كل ما يحدث و حدث!!!

فقط كيف و متى تم اختطافه؟ كيف لم يستطع أحد الشعور بهالته؟

لابد ان المكان كان مغلف بطاقة سحرية عظيمة، فقط من يمكنه فعلها؟

جاك رفع رأسه فجأة مُحدقاً بِكلارنس قبل أن ينطق بشك و عِدائية :" هل لك يد بهذا كلارنس؟!"

الاستنكار ظهر على عدة أشخاص و أول من نطق كان كارل الذي وقف أمام توأمه محدقاً بمن طرح أسخف سؤال سمعه بحياته :" هل جننت أخيراً جاك؟!"

ديفيد كان قد حدق بشقيقه بتهديد واضح :" لا تشعل حرباً لن يمكنك إخمادها جاك!"

و الأكبر عاد ينطق باستياء خالص :" و لناذا هذه الثقة المُفرطة حقاً؟! النبؤة قالت انه سيرتكب ما يدفعنا لختمه بعيداً! و هو تعرض لشيء كهذا عندما قام عدوه باخفاء مكانه لذا ان طور تقنية أكبر يممنه اخفاء حتى هالته.."

_:" هذا يكفي! "

صوت لويس هدر بغضب عارم، اي نوع من التفاهة هذا الذي بحدث حالياً؟!

توأمه لم يصحوا للآن و هم على ماذا يتشاجرون حقاً؟!

مقلتيه نظرت للجميع يقوم بطردهم من الغرفة جميعا، ليس بمزاج جبد للاستماع لكل تلك التفاهة بل هو فور ان فرغت الغرفة جلس قرب فراش الأصغر و قد بدأت دموعه بالانهمار بشكل تدريجي..

هذا مؤلم للغاية، لماذا كان أحمقاً و تشاجر معه؟! لما لم يحاول التنازل لأجل الاحتفال معا؟

ربما حينها كان ليتواجد معه و ان خطفا معاً،. كان ليتواجد هناك معه ليعلم ما تعرض له توأمه بعيدا عنه..!

ليته فقط ما تشاجر معه ...
_

___________


النوم لم يزرهم مُجدداً هذه الليلة بل إن الأجواء بدت مضطربة حقاً بحيث كان كارل يحرك قدميه بنوع من العصبية..

فقط جاك ذاك ألا يتجاوز حدوده كُلها بكل مرة ام ماذا؟  يتسائل إن كان هنالك من ضربه على رأسه بطفولته مما أدى لحدوث هذا الخلل بالأفكار لديه..

و من جهة أخرى كان ديفيد يجلس بجوار سيده دون الحديث حقاً و ماذا يجدر به القول؟ هلا عذرت أخي و أفكاره المجنونة هو فقط خائف عليه.؟

أهو وقت الشجار أساساً أليس هنالك عدو يعبث بهم حالياً؟

هو عقله مشغول بما وقع للوسيان فما حدث ما كان شيء طبيعي حقاً!

و بذات الوقت هم بالكاد جعلوا كلارنس يغادر حالته تلك بسبب النبؤة فلماذا يفسد جاك الأمر؟

هنري كان قد جلس مستندا للأريكة خلفه يفكر بكل ما حدث و الخيارات المتاحة امامه...

هو للحق لا يلوم جاك بالنهاية ما حدث امر يصعب فعله لذا من الطبيعي محاولة اتهام الأعلى رتبة بالسحر لاسيما مع تلك النبؤة..

و بالطبع يدرك ان كلارنس سيقتلع قلبه بنفسه و لن يفعلها للوسيان إذن فقط ماذا وقع!!

تنهيدة عميقة صدرت من جوفه هو أراد و بشدة البقاء رفقة لوسيان لكنه كره التطفل و هو يشعر بلهفة لويس للبقاء معه وحده..

لذا أسند جسده للخلف عله مريحا عيناه و إن بقيت الأفكار تعصف به..

أما كلارنس فهو كان يتأمل سقف الغرفة دون أي ملامح يمكن تفسيرها بل بدى أن ما يفكر به بعيد للغاية جداً عما وقع اليوم و عن اتهام جاك له بتلك الطريقة!!

فقط ألا تنهار هذه المجموعة و الثقة التي بينها بشكل تدريجي غريب؟

بالنهاية كلارنس نهض مُقرراً السير بالخارج و قد منع أي شخص من اللحاق به حقاً هو فقط أراد بعض الوقت لنفسه دون الحاجة لتدخل اي احد..

_______________
--------------

تلك الأُمسية رغم هدوئها الظاهر فهي احترت بباطنها على العديد مِن الخفايا غير المُعلنة!

و بالنهاية أبت أن تنتهي إلا بالمزيد من المشاكل إذ أنه و عند الفجر تقريباً اجتمع العديد ممن يستيقظ ن بوقت مبكر للذهاب لأعمالهم خارج هذا الجبل المعزول على ذلك الشاب الذي كان مليئاً بالدماء فاقداً الوعي بشكل كامل..

إصابته بدت شديدة الخطورة و ملامح وجهه أوحت ربما عما واجهه من رعب مجهول !

و هذا آثار الخوف بقلوب الجموع بالنهاية الشاب المُستلقي هنا ليس أي شخص بل هو رئيس أسرة ليغان!

ريو ليغان القائد الشاب الذي بذل كل ما بوسعه يوماً ما لإنقاذ مصير السحرة من الإنقراض !

لذا ان يتواجد بمنتصف الطريق بالجزء الخاص بالسحرة لهو أمر يثير بداخلهم الكثير حقاً..

و دقائق معدودة هي ما فصلت جسده عن الارتفاع لأحضان شقيقه الأصغر الذي هتف بألم :" ريو! أخي أأنت بخير؟ استيقظ رجاءاً"

و من خلفه وقف كل من كارل و كلارنس، هنري و كريستي بنوع من الصدمة فمن حقاً سيجرؤ؟

السحرة أغلبهم ينتمون لأسرة ليغان وبعضهم ممن تم تحويله بفترة الحرب الماضية لكن...

أيقوم أي منهم بفعل كهذا حقاً؟ هل الدافع الانتقام ام هو ذات عدو الأمس؟

بالنهاية تم نقل المصاب للعناية بجراحه و هناك انضم كل من آلفريد و جاك إليهم..

حيث بدت القضية تتشعب بالفعل لكن ليو وجه بصره لجاك بنوع من العدائية النادرة :" أنت السبب صحيح؟ سمعت عن اتهامك لكلارنس بالأمس هل تعتقد أنك ستنتقم هكذا؟"

و المعني أظهر ملامح ساخرة على الفور يجيبه :" و ماذا ستفعل حقاً لو كنت أنا أيها الطفل ! أساسا متى تعلمت الحديث كدت اعتقد انك مجرد دمية تتحرك وفق الأوامر.."

كلماته جعلت الأصغر يكز على أسنانه بقوة بنية الهجوم حتى لولا تدخل كارل الذي أبعده بينما هتف آلفريد بنفاذ صبر :" جاك كف عن افتعال الشجارات التي لا داعي لها "

مجدداً كل شيء بدى ضبابياً، كل منهم غرق ببحر من شكوكه الخاصة و الاتهامات التي يبني عليها تصور الأحداث بعقله !

و بعيداً عن أفكارهم تلك وقف كلارنس يستند للحائط مراقبا ملامح كل منهم بهدوء غريب حقاً..

هو منذ الأمس و اتهام جاك له خارج عن طبيعته المُعتادة فماذا يحدث حقاً؟!

لكن مهما نُظر للأمر فإن السلام الذي تم تحقيقه بات مُهدداً بالفعل إن كانت هذه التصرفات صادرة عن الأسر الحاكمة لكلا الجنسين..

___________
----------

~ كلارنس ~

اسبوع كامل مضى دون المزيد من الأحداث و أخيراً، خلاله تحسنت صحة لوسيان بالفعل و كذلك الأمر لريو..

الجميع متواجد بمكتبي حالياً و لا أزال حافظاً على صمتي بعد اتهام جاك لي..

فعلياً كنت أجلس بتكاسل مطلق كعادتي أراقبهم جميعا، لوسيان لم يستطع تذكر ما حدث له و لا بأي شكل كان هو مهما حاول لا يذكر بل بدى مستغرب من إصابته فآخر ما يذكره هو شجاره مع لويس بالمطعم و مغادرته للشاطئ فقط..

لذا أجل هو استمر بشجار مع لويس الذي كان يحاول جعله يسامحه؟

و الآن الصمت كان طاغياً بشكل كبير كالعادة منذ وقت بات طويل نسبياً..

حدقت بريو الذي كان يعمل باعتيادية عندما آتاه أمرين أحدهما من كارل و الاخر من هنري مما دفعه لاتوقف بمكانه يفتح فمه بشكل بسيط محاولا فهم ما يحدث و لما هذان متشاجران حقا؟

مظهره كاد يدفعني للضحك حقاً خاصة و هو يحدق بكلاهما بمحاولة لتقرير أمر من سينفذ أولا لكن بالنهاية تقدم ليو لينفذ احد الأمرين مما انقذه؟!

بالنهاية املت برأسي باتجاه التوأم بمرح :" هي لو و لوسيان أخبراني هل أثر شجاركما على سيد كل منكما ام ماذا ؟أهو امر مُعدٍ؟"

و سؤالي هذا جعل نظرات كلا السيدان تنظران لهما بحيرة ، بالنهاية لم يعد هناك شجار سوى من جهة لوسيان الذي لا يذكر حتى حالته الصعبة التي كادت توصله للموت حقاً..

فقط لوسيان قلب عيناه بملل :" لا ، لكن لويس بالفعل بات مزعجا للغاية ! "

و الاخر شهق من فوره بنوع من العبوس، هو بالفعل اختاره، ابتعد حتى عن رفيقته التي يحبها لأجله فماذا يريد منه أكثر و اعتذر مئة مرة حتى!

بالنهاية لويس بالفعل نطق مدافعاً عن نفسه بينما منحت كل من آلفريد و جاك إشارة لئلا يتدخل أحدهما حقاً..

و كلاهما توجها بينما نطق كل منهم ما يزعجه و حسناً توضحت أسباب انزعاج لوسيان الغير مبررة و التي ما استطاع التعبير عنها بشكل مباشر مما جعلته يختلف عدة مبررات الشجار مع توأمه..

إذ بخلاصة النقاش توضح ان لوسيان من كونه لا يكبر و لا زال مظهره بالسادسة عشرة بينما كل رفاقه و اصدقائه يكبرون و بهذا هو سيضطر قريبا لعدم مقابلتهم حتى، هو يحبهم و مستاء للغاية من نفسه كما أنه يشعر بالخجل من مظهره و يشعر بالوحدة خاصة مع ارتباط توأمه..

ثانياً أفكاره تلك جعلته يفكر انهم سيموتون بوقت قصير مقارنة بما سيبقى هو، ليس أمامه الكثير من الوقت قبل أن يراهم يكبرون و يموتون و لا يمكنه تحويلهم فقط لأنه يريد لهم البقاء معه لذا هذا أعاده لذات الاستياء الأول حيث هو رغم ذلك لن يكون قادر على رؤيتهم بسبب لقائه بهيئة طفل..

و كل تلك المشاعر المظلمة و المليئة بالشعور بالوحدة ازدادت مع انشغال لويس بدارين لذا هو وجه كل مشاعره السلبية اتجاهه وحده

فدارين بالنهاية ستعيش معهم ببساطة كونها تحولت بالفعل!

لكن لويس لم يفكر بالاتصال به و الاعتذار منه و لم يمنحه وقت خاص.. لذا اجل هو فقط ألقى كل ما استاء بسببه فوق رأس توأمه لكونه لم يشعر به

و لويس أخفض رأسه يشعر بالذنب لكونه ما شعر بكل هذا حقاً بل وفقط لم يفهم اسباب شقيقه و ظلمه رفقته..

لكن هنري كان أول نطق بعد نهاية حديث لوسيان :" يوجد أشخاص لا يكبرون بالعمر و لا تطول قاماتهم بسبب مشاكل صحية ! يمكنك قول أنكما اكتشفتما مرض سبب هذا ! و تتعالجان و بشكل تدريجي سينمو جسدكما و نحن سنستخدم السحر بشكل تدريجي"

حسناً هذا واحد من أسباب علاج المشكلة الرئيسية لذا نهضت من مكاني لأقف أمام لوسيان بابتسامة هادئة :" لوسيان أنت تعلم أن لا أحد يمكنه منع الموت حقاً، و نحن واجهنا الموت للآن مئات المرات بل نحن أقرب له منهم بوضعنا الحالي لذا بدلاً من التفكير بمن سيموت أولاً عليك فقط بذل جهدك لئلا تندم و لو للحظة واحدة عند رحيل احدهم بسبب انشغالك عنهم بالنهاية كما قلت انت لديك آلالاف السنين "

بالنهاية و قبل أن يجيبني مرة أخرى اتجهت للويس الذي كان يحدق به بندم بالفعل لأضربه على رأسه :" و انت كن اكثر حساسية !! شقيقك غاضب رغم هذا سمحت لمشاعره السلبية بالتكاثر هكذا .."

و لو عبس فوراً بينما  أصدر لوسيا ضحكات دلت على رضاه أخيراً ثم و بلا تخطيط مسبق كلاهما اتجه  لإحتضان الأصغر بامتنان لأنطق بينما أبادلهما:" انتما توأم بحق الإله !! لا تسمحا لشجار كهذا بمنع اي منكما الحديث مع الاخر ! نحن بخطر جميعاً و مثل هذه الخلافات الصغيرة قد تؤثر كثيرا او قد يحدث لأحدنا مكروه فجأة و حينها لن ينفع الندم صحيح ؟!"

و اجل لويس بالفعل تجرع شيء كهذا اذا أومئ فورا و قد تمتم للآخر باعتذار ما مجددا و الذي قبله بسعادة هذه المرة و أخيراً..

لذا فور ابتعادي عنهما أملت برأسي اتجاه شقيقي و هنري، كلاهما غرق بخلاف ما أيضا تبادلا على إثره عدة اتهامات قاسية!

_:" إذن و انتما ؟ ما الأمر معكما ؟"

هنري كالعادة قرر المبادرة اولا بسخرية :" انه لا يحتمل الحقيقة"

حينها أجابه كارل بسخرية مباشرة و سريعة :" و هل فعلت انت؟"

كلاهما حدق بالاخر باستياء بعدها و صمت لذا عدت أنا للحديث مكتفاً يداي لصدري :" اي حقيقة هي هذه؟"

و كلاهما لم يجب حقاً حينها بصري اتجه للتوأم الذي انسحب فورا من الرد فأي منهما لا يود اغضاب سيده كما يعلم كلاهما ان الموضوع حساس لذا بالنهاية نظرت لريو الذي أومئ سلباً بدوره

جدياً ذلك الشجار وقع أمامنا جميعاً، ندرك ما سببه لكن الجميع يتصرف بشكل مزعج و كأن إعادة تلك الكلمات خيانة من نوع ما!

لذا منحت ريو امر ما للحديث فهو لن يخالفه و هو نطق باختصار تام :" اتفاق كارل مع أسرتك لقتلك و مدى دناءة والد هنري و تجاهله لك اساسا وقتها"

إعادة الحديث عن تلك المسألة دفعت توأمي للعض على شفتيه قبل أن يقرر الرحيل ليس و كأنني لا أفهمه فمسألة الخيانة تلك لا احد ناقشه بها سابقا

لا احد سأله و تم طي صفحتها ببساطة عندما قررت أنا نسيانها فحسب دون أي سؤال لذا أن يعاد فتحها و هو اساسا يحاول نسيانها او حتى التأكد من كوني أتجاهلها حقا تؤرقه بل و أمام الجميع أيضا..

رغم معرفتي بكل ذلك أمسكت بيده مانعا إياه من المغادرة هكذا و ملامحي ما كانت لطيفة حقاً بل نظراتي له احتوت على كمية تهديد تجعله يدرك انني سأبقيه هنا و لو بالقوة..

بالنهاية عندما تأكدت من ان شقيقي لن يذهب لمكان اغلقت عيناي و نطقت بعد أن وجهت بصري لجاك و ليو  :" تلك النبؤة ستجعلنا نتفكك قبل ظهور عدونا كما أرى "

ثم أعدت فتح عيناي محدقا بهم واحدا تلو الاخر قبل ان يستقر بصري على هنري :" دعنا لا نحكم بالماضي هنري ! لا يقاس كل شيء بالتجربة و العقل و الا لما استطاع اي منا النظر بوجه الاخر !! "

أملت برأسي بينما تشكلت ابتسامة غير ودودة على ثغري حقاً  :" جميعنا هنا قمنا بإيذاء بعضنا البعض ! ، لنرى .. لويس خان كارل سابقاً و بخطة من جاك ! "

و شهقة صدرت من الأول بينما قلب الاخر عيناه بلا اهتمام حقيقي و أنا تابعت فحسب..

_ :" كارل قام بإيذائي بعقد اتفاق مع جدي و أشقاء أمنا ، و كين حاول قتلي "

و كلاهما أخفض رأسه بذنب لكنني ادرت بصري  بخفة لأتابع موجهاً حديثي لهنري :" ريو قام بشرائك و كريستي ! حولكما لسحرة و عذبك عدة مرات .. "

فتح ريو فمه قليلاً بينما عبست كريستي فحسب لتلك الذكريات..

حدقت بآلفريد الذي كان ينظر لي فحسب :" الفريد قتل كارل تقريبا و  ديفيد اخترقت مخالبه جسد ريو !!"

تابعت دون مبالاة نظراتهم التي كانت تتبدل شيئا فشيئا للحيرة ثم للفهم ربما؟

_:" و ديفيد ايضا ضرب جسدي المصاب بالحائط حتى عاد للنزيف !  لذا إم كنا  سنتحاسب على الماضي حقا فنحن يفترض بنا حمل الاسلحة فقط"

أغلقت عيناي بعدها بنوع من الهدوء :" انا اسف لأنني اضطربت بالفترة الماضية و دفعتكم للبحث اكثر مما يجب ، لكن انا أثق بكل فرد بهذه الغرفة ، اعلم انني لن أتلقى اي طعنة من احدكم لذا هنري أولا أنت عليك ان تغفر الماضي لتمضي قدماً ! مشاعرك باتت أكثر سوءا لأنك عاجز عن ان تغفر لوالدك ما حدث .. بت تستقبل ما يلقيه عليك عقلك دون مشاعرك "

أمسكت  بيد كارل :" و هذا هنا هو توأمي ! أنا لم أنسى أن قلبه توقف عن العمل فقط لأن الفريد ألقى عليه قدرته بجعله يذكر كل الالام التي خاضها! حتى لو كان مجرد انسان وقتها لم يكن الموت أمرا سهلا للوصول إليه بتلك الطريقة ! "

اخفضت رأسي بينما شددت على يد الاخر بقوة و نبرتي باتت مظلمة فجأة :" انا لا أعلم ما عاناه هو ليتفجر قلبه من الألم الذي خاضه بالماضي و لدي اعتقاد أن اي منكم لا يعرفه أيضاً .. لذا لا يحق لأي احد ان يمنحه حكما ما و هو لا يعرف الحقيقة الكاملة و لم يكن بمكانه وقتها.. "

كارل فقط عيناه اتسعت بصدمة عند سماعه لي  بينما اكملت له :" و الأمر ذاته بالنسبة لك ! لم تكن متواجد لترى ما حدث بيني و بين هنري طوال تلك السنوات ، كل منكما عرف الاخر لفترة وجيزة و قررتما ان لا تنسجمان معاً و قلت لا شأن لي لكن أمنعكما حقا من ايذاء الاخر لأنكما تعرفان القليل عن بعضكما ! "

_ :" امنعكما من استخدام الماضي لجرح مشاعركم، سواء بوجودي او ان حدث ما جعلني اختفى "

أردفت بعدها بينما التفت للجميع بهدوء  :" علينا الثقة ببعضنا البعض أو سنهلك لا محالة! جاك ان لم تثق بأني لن أقوم بايذاء لوسيا فهذه مصيبة بحد ذاتها و الأمر ذاته موجه لك ليو!  ان تعتقد أن احدهم يحاول قتل شقيقك منهم بعد كل ما خضناه سابقاً فلنقم منذ الان ببدأ معركة تجعلنا نفنى هذه المرة.."

قطبت حاجباي بعدها لأنطق بصدق :" أنا خائف لكن ليس بسبب النبؤة بعد الآن بل لأنني أرى أنه و خلال أقل من ثلاث أيام تمكن أحدهم من زرع كمية كبيرة من الشك بداخلنا لبعضنا البعض، أن ما تعبنا لبنائه خلال السنوات الثلاث الماضية يوشك على التحول لحطام ما.. لذا اتوسل إليكم مهما كان ما سيحدث و ان اختفيت من وسطكم او قمتم بنفي او أيا كان فقط لا تسمحوا لما بنيناه ان يتحطم رجاءاً لأننا أسرة واحدة.. "

اختتمت كلماتي لأغادر المكان فقط بواسطة السحر، قلبي يؤلمني بشدة و أشعر بالعجز التام حقاً لا فكرة لدي للان عن عدونا فلا ريو و لا لوسيان يذكرانه حتى.. 

<<<<<<<<

نهاية الفصل

قراءة ممتعة 🌹🌹

أفكاركم و توقعاتكم لعدو الابطال الجديد؟

اهو ساحر ام مصاص دماء...

ماضيه و لما يود تحطيمهم؟

أرغب حقا برؤية توقعاتكم حوله

بحفظ الله و رعايته

Seguir leyendo

También te gustarán

148K 6.5K 25
هـو ألـفا لقطيع القمر الدموي الذي يملك ذئبا متمردُ و قـويـًا وشـعبا أقـوى يقـود قـطيع بـ حكمهِ قبـْل ان يقوده بـ قوتهِ يـملك هـالـه مـُضلمه تحيط بـَ...
2.8K 351 25
مات الجميع.. في النهاية خالفت وعدي لنفسي وانهيت حياتي بيدي. "مفاجاة! عيد ميلاد سعيد" عندما فتحت عيني، وجدت نفسي في الماضي، بجسد طفل، نظرت للقصر الذي...
352K 14.9K 39
لم تكن نهاية قصتهم عندما إنتهي الجزء الأول من هذه الروايه بل كانت بدايه جديده لحكيات كثيره ومختلفه عن بعضها ولكن كلها بإسم واحد وهو الحب سنحي مع كل و...
13.3K 811 20
[مكتمل] بصفته شخصًا مهووسًا حقيقيًا ومحبًا للكتب المصورة والألعاب الإلكترونية، لا يعرف بارك جيمين ماذا يفعل مع أخته. الفتاة مفتونة بالرومانسية الم...