𝐃𝐄𝐉𝐀 𝐕𝐔: 𝐓𝐇𝐄 𝐁𝐑𝐄�...

By readbyrawan

674 66 85

❞كُل الأشياء التي فعلتها فقط من أجل أن تكون مِلكي.❝ - إينهايپن. بُدِأت: ١٥ أكتوبر ٢٠٢٢ أُكمِلَت: - لا يُسمَح... More

مُقَدِمَة.
المُقابلة الثانية: نادِ اسمي ↞ پارك چونجسونج.

المُقابلة الأولى: خائن ↞ لي هيسونج.

218 18 22
By readbyrawan

أخذ هيسونج نفسًا هشًا وكانت ساقيه تهتز بقوة من التوتر ، سترته الجلدية السوداء جعلته يشعر بالحرارة بالرغم من برودة الجو. كان عقله يجري بالأفكار السوداوية ألف ميل في الثانية ، كان يسب ويلعن صديقه الذي أتى به إلى هنا ، ولكن لو كان مكان صديقه لفعل ما فعله بالمثل.

”هيسونج ، بحق الرب أهدأ ، لقد نشرت توترك في أنحاء الأستوديو ، أهدأ.“ قال أحدٌ من طاقم الإخراج بحدة ليُوقِف الشاب اهتزاز قدميه. اعتذر بهدوء وأخرج هاتفه يُقلِب فيه ليُشتت نفسه.

شعر بأنفاسه تحتبس في حلقه عندما سمع صوتها يتردد قريبًا منه ، كان خائفًا من رفع رأسه ويُقابل عينيها ، كان يشعُر أن قلبه على وشك أن يخرج من صدره ، سماع صوتها فقط كان كافيًا لجعله يشعر هكذا ، فماذا سيحدث إن قابل بُندقيتيها؟ كان يشعُر بهالتها قريبة منه ، كان قلبه يخفق بقوة ، صوتها العذب كان يتحدث بأريحية مع أحدهُم لم يعرف جيدًا من هو ، هل كانت تعرف أنه هو الذي كان بانتظارها؟ أم تتوقع شخصٌ آخر؟ شعر بغصة في قلبه عندما تخيل أن هُناك شخصًا آخر في حياتها ، لم يمنع أنانيته بالرغم من أنه لا يحق أن يتدخل في حياتها الشخصية.

تشجع هيسونج ورفع نظره أخيرًا.

رآها أخيرًا ، كانت أكثر جمالًا ، بدا وكأنها في حالة جيدة للغاية ، كان سعيدًا لرؤيتها تلمع هكذا ، ففي آخر مرة قد رآها كانت ضعيفة وهشة ، كانت مُنكِسرَة وتركته ورحلت حتى عندما حاول جاهِدًا جعلها تبقى. ارتدت فُستانًا زهريًا واسعًا مع حذاء عالٍ أبيض وحقيبة صغيرة وضعتها على كتفها من نفس لون الحذاء. كان وجهها يحتوي على بعض مساحيق التجميل الذي أبرز جمالها الهادئ. شعرها المموج لامعًا ، لقد صبغت شعرها... تغير من لونه الأسود إلى الكستنائي المائل إلى البُرتقالية ، لقد زادها جمالًا ولكنه كان يُفضل اللون الأسود عليها.

”ماريلا.“

نظرت ماريلا إلى الشاب الذي كان جالسًا يُطالِعُها بعينين لامعتين وشعرت الغضب يشتعل داخلها ، كيف يُمكنه أن ينظُر إليها هكذا؟ إذا كانت نظرة الإعجاب في عينيه اعجبتها ولكن شعور الغضب كان يطغى على أي شيء آخر. كان يرتدي سُترة زرقاء وفوقها چاكيت أسود ، وكان يرتدي بنطالًا أسود ولُف حول خصِره حزامٌ جلد بُني اللون. كان شعره الأسود مُنسقًا عدا خُصلتين سقطت على وجهه فزادت من جاذبيته. أقسمت ماريلا أنها كانت ستقع في حُبه مُجددًا عندما طالعها بعينين واسعتين بريئتين مثل ظبي صغير ، ولكنها قبضت على قلبها عندما تذكرت ماذا حدث.

جلست ماريلا إلى جانبه ونظرت أمامها ، جاءت واحدة من طاقم العمل لتأخُذ منها حقيبتها وأثنت على شعرها مما جعل ماريلا تبتسم ابتسامة برَّاقة وتسببت في جعل قلب هيسونج يخفق بقوة عندما رأى ابتسامتها اللثوية التي لطالما أحبها أكثر من أي شيء آخر.

”مرحبًا ، ماريلا.“ قال شابٍ ما وقدم نفسه أمامها لتنحنِ له بإحترام واستمعت إليه بحذر. ”أُدعى تشوي يونچون مُخرج برنامج ’ديچا ڤو‘ ، فكرة البرنامج قائمة على استضافة أحباء سابقين ليكشفوا عن حقائق رُبما لم يكشفوا عنها من قبل في العلاقة عن طريق بعض الأسئلة بسيطة تُطرح على هذه اللوحة الصغيرة وستُجيبين عنها بصراحة. لذا ، هل هذا جيدًا معكِ؟ أنا أعلم بعض الأشياء البسيطة عن علاقتك بـ هيسونج ، لذا أنتِ بخير في تصوير هذا؟“ سأل يونچون لتومئ ماريلا بالموافقة.

لقد وصلها بريدًا من طاقم العمل يدعونها للحضور وتصوير لقاء مع حبيبها السابق ، كانت مُترددة في البداية ولم تعلم ماذا تفعل ، أرادت أن تعتذر وتنسحب ، ولكنها أرادت أن تُريه كيف حالها أفضل بدونه ، أرادت أن تتباهى أمامه أنها تخطته ولم تعُد تعتمد عليه كما مضى ، إنها حُرة الآن.

”حسنًا ، جيد. سنبدأ في التصوير بعد دقيقتين.“ قال يونچون وعاد إلى كُرسيه وهو يضبُط اللمسات الأخيرة.

”تبدين في حالة جيدة.“ قالها هيسونج ولم يكبح مشاعره أكثر من ذلك ، رمقته ماريلا بعينين جامدتين وقالت.

”وأنت تبدو في حالة يُرثى لها.“

شعر بوجنتيه يتوردان في حرج من ردها المُعادِ وفكر ، تبًا ، كان عليه أن يبقى صامتًا. تحمحم ونظر أمامه يتمنى أن يُسرع المُخرِج من بدأ التصوير لأنه لن يحتمل هذا الصمت الحرج أكثر من هذا.

”سنبدأ الآن!“ أذاع المُخرج مما جعل الاثنان يلتفتان إلى الكاميرا. ”عرفوا أنفسكُم.“ قال المُخرج لينظُرا إلى بعضهما أولًا ثم التفتا إلى عدسة الكاميرا.

”مرحبًا ، أنا يوون ماريلا.“ قالت ماريلا وهي تلوح بإبتسامة خجلة على وجهها.

”وأنا لي هيسونج.“ قال هيسونج بصوتٍ هادئ وكأنه يُحاول تمالُك نفسه.

متى وكيف تقابلتُما؟

نظر هيسونج إلى ماريلا التي لم يبد على وجهها أي رد فعل ، فقط ظلت تُحدق به وكأنها تُريد أن تحرقه بعينيها مما جعله يتحرك في مقعده بعدم راحة ونظر لها في حرج.

”هل تودين أن أبدأ أنا أم تُفضلين أن تبدأي؟“ سأل هيسونج بلُطف مما جعلها تبتسم بتصنُع وتُشير أن يبدأ هو.

”تفضل أنت.“

تنهد هيسونج بثُقل ونظر إلى الكاميرا. ”لقد تقابلنا في الجامعة ، كُنت الطالب الجديد وكُلِفَت هي بأمري حيثُ طلب منها رئيس الجامعة أن تُريني الجامعة وتُساعدني فيما فاتني حتى لا أتأخر في دراستي. كانت لطيفة وخجولة للغاية ، في بعض الأحيان كانت تتجنب النظر إليّ وعندما تفعل تتورد خجلًا—“ قال هيسونج وهو يبتسم عندما تدفقت الذكريات من عقله ولكن قاطعته ماريلا.

”لم أفعل ، أنت تختلق أشياء ليست بحقيقية.“ قالت ماريلا وهي تتورد خجلًا بالفعل عندما ذكر هذا ، أمال هيسونج رأسه وابتسم ابتسامة جانبية وحدق في عينيها مُباشرة.

”هل هذا صحيح؟“ سأل بصوتٍ خافت ليشعُر بالنصر عندما نظرت إليه بعينين واسعتين وازداد تورد وجنتاها ثُم نظرت بعيدًا. ”حسنًا ، كان هذا لقائنا الأول.“ ختم هيسونج قوله.

”أوه ، يبدو أنك قد نسيت كيف تقريبًا بكيت لأنك ضللتُ طريقك وهاتفتني وصوتك يرتجف تطلُب مني أن آتي إليك لأنك لا تتذكر أين كانت المكتبة بالضبط.“ قالت ماريلا وابتسمت بتكلُف لينظُر لها هيسونج غير مُصدقًا وهو يشعُر بزيادة درجة حرارة جسمه من الحرج.

إذًا هي تستخدم نفس أسلوبه ، هو يعلمها جيدًا ، لن تسمح له أن ينتصر أو يحرجها بسهولة ، لم تتغير حتى وإن فات عامًا كاملًا. نظرت له ماريلا وهي تشعُر بشعور جيد يَسري في جسدها عندما رأتهُ يُحاول أن يجمع الكلمات في فمه. لن يفوز عليها بسهولة ، لن تسمح له بالتسلُل إلى قلبها كما فعل من قبل ، لن تُكرر نفس خطأها.

”لـ... لا أتذكر أن هذا حدث. هل أنتِ من تختلقين الأشياء الآن؟“ قال هيسونج وقهقه بقلق مما جعلها تبتسم له قائلة.

”أي شيء لتنام قرير العين ، هيسونج.“

كيف ومتى أصبحتُما ثُنائيًا؟

نظر هيسونج إلى ماريلا ، كان يُريدها أن تتحدث وتُشاركه ، حتى لو كان لا يوجد شيء يُقال بينهم ، هو فقط أراد أن تتذكر اللحظات الجميلة بينهُم ، ليس فقط الإنفصال السيء ، كان يُريد أن تفقد كُل هذه الواجهة الباردة.

بادلته نظراتها وشعرت ببعض الحرج يتسلل إليها بنظرته تلك وكأنه يتوسل إليها أن تقول أي شيء ، فقط تُبادله الحديث معه وتُشارك به مثلما يفعل هو ، لم تستطع أن تظهر كالحبيبة السابقة التافهة ، هي أفضل من ذلك. لذا جعلت نفسها مُستريحة على كُرسيها.

”كان هذا في الثاني والعشرين من فبراير ، لقد كُنا نجلس معًا في المُحاضرة وهو إلى جانبي ، مرر ليّ ورقة صغيرة يقول بها ’هل تودين أن أُريكِ شيئًا يُبهرُك؟‘ أخبرته نعم بالطبع فمرر إليّ ورقة أُخرى يقول فيها ’سأُريكِ الليلة.‘ وهذا سبب لي إزعاجًا كبيرًا إن كُنت صادقة.“ قالت ماريلا بإبتسامة خافتة لينظُر إليها هيسونج بتعجب.

”لماذا؟“

”لأنني تحمست فجأة أخبرتني إنه علي الإنتظار وعندها عقلي قال ’ويحك! ولِمَ التشويق؟!‘ أُقسم أنني كُنت سأقوم بخنقك وقتها.“ قالت ماريلا وهي تضحك بكثرة مما جعل هيسونج يضحك أيضًا وهو يستمع إلى كلماتها التي لم تبوح بها من قبل.

”أردتُ أن تعيشين ليلة خيالية مثل الأميرات ، لذا خططتُ كُل شيء خِفية!“ دافع هيسونج عن نفسه سريعًا وابتسم بدفء قائلًا. ”لقد كُنتِ سعيدة للغاية...“

نظرت له ماريلا وشعرت بقلبها يخفق عندما رأت الابتسامة الحزينة التي كانت على وجهه ، ولكنها في نفس الثانية وبخت قلبها ومنعته من الشعور بالأسف تجاه الشخص الذي تسبب لها في ألم لا نهائي. لذا ردًا عليه اومئت رأسها وعقدت ذراعيها أمامها. ”لقد كانت مُفاجأة مُميزة ، لقد قضيت ليلة خيالية حرفيًا ، هل ترغب أن تقُص ماذا فعلت؟“ قالت ماريلا ليومئ الشاب بحماس وعلى وجهه ابتسامة عريضة.

”حسنًا ، لقد أخبرتني ذات مرة كيف أن أميرتها المُفضلة في ديزني هي سندريلا ، لذا أقمتُ حفلة بمُساعدة بعض الأصدقاء في قصر عتيق ، رُبما هذا كان الجُزء الأصعب ، استئجار القصر ولكن عندما علمت زوجة المالِك أنني أفعل هذا من أجل الفتاة التي أُحبُها وافقت وساعدتني أيضًا في التجهيزات. بعدها قررت تأجير عربة مثل تلك التي كانت في الفيلم مع الإضاءات الخيالية ذات اللونين الفضي والأزرق ، أيضًا خصصتُ أحد أصدقائي الشغوفين بالملابس والموضة أن يُصمم لها فُستانًا مثل فُستان سندريلا وأرسلته لها مع الحذاء الزُجاجي ، وأيضًا جعلت العربة تلتقطها من منزلها إلى القصر ورقصنا سويًا في حديقة القصر لفترة طويلة.“

كان هيسونج يروي تفاصيل الموعد وعلى وجهه ابتسامة مُغرمة وهو يتذكر أوقاته مع ماريلا وكيف رقصا ، كانت الذكرى لا تزال صافية في ذهنه وكأنها حدثت بالأمس ، تذكر كيف كان مُغرمًا عندما رآها ترتدي الفُستان الذي صُمم لأجلها ، شك أنه كان أكثر قلقًا منها طوال الوقت وكان يخجل من أن تنظُر إلى عينيه مُباشرة لوقت طويل. صدقه وهو يحكي الأحداث هكذا ازعجت ماريلا كثيرًا ، لم يكُن لديه حق ليكون سعيدًا وهو يروي هذه القصة ، إن سماعها مرة أُخرى منه تؤلمُها كثيرًا ، ليس لديه أي حق ليُفسِد ذكرى ثمينة لها كتلك.

كان هيسونج بإمكانه رؤية الشرر الذي يتطاير من عيني الفتاة الجالسة بجانبه ، كان هذا خارج إرادته ، إنه الآن يفعل ما بوسعه حتى يتلقى أي رد فعل منها ، يُريد أن يرى تلك النظرة التي اعتادت أن تُحدق بها له ، عيناها اللامعتين وابتسامتها اللثوية اللطيفة المُعدية التي تُشرق يومه. لذا تحمحم وأكمل الجزء المُتبقي من قصتهُما.

”في نهاية الحفل ، مع اقتراب الساعة الثانية عشر ، اخبرتُها أنني أُريدها أن تكون حبيبتي ، لذا اتفقنا إذا وافقت تترُك لي حذائها ، أما إذا لم توافق فيُمكنها الرحيل بحذائيها الاثنين ولن أُخبرها أي شيء. لذا عند تمام الساعة الثانية عشر هربت وانتظرتُها بضع دقائق واتبعتُها ، ودعني أُخبرُك كيف شعرتُ بالارتياح والسعادة عندما رأيت حذائُها على درج السُلم قفزت سعادةً فانزلقتُ كالأبله وكان عليّ الانتقال إلى المُستشفى لأنني آذيت قدمي ، ولكن كان يستحق العناء.“

”لم أتوقع في حياتي أن أقضِ أول ليلة مع حبيبي في المُستشفى بدلًا من مكان لائق.“ علَّقت ماريلا لينظُر لها هيسونج بإبتسامة جانبية يتجاهل رفرفة جناحي قلبه عندما سمع منها ’حبيبي‘ أجابها بهدوء.

”أنا لستُ كأي حبيب.“

صفا علاقتكُما.

نظر هيسونج إلى ماريلا التي قرأت السؤال بصمت وبدا وكأنها تتذكر كُل شيء بينهُم ، فالألم الذي في عينيها والابتسامة الحزينة التي رُسمت على شفتيها جعلت قلبه يعتصر ألمًا ولعن نفسه ألف مرة لما تسبب به. ولكن سُرعان ما تغيرت ملامحها ونظرت له بإبتسامة مُزيفة.

”لا أتذكر جيدًا ، ماذا عنك؟“ قالت ماريلا مما جعل قلبه يتحطم. قد نست كُل شيء بينهُما؟ بهذه السهولة؟ ألهذه الدرجة قام بإيذائها؟

شعرت ماريلا بالأسف عندما رأت عينيه البُنية تلمع في صدمة وكأنه على وشك البُكاء ولكنها تماسكت نفسها. فهي أرادت أن تُضايقه وتجرحه كما فعل هو معها. فهو لم يُراعِ مشاعرها لذا لماذا عليها أن تُراعي مشاعره في الأساس؟ هو يستحق أن يشعُر بالألم ، فهو ليس أفضل منها ومشاعره ليست ثمينة أكثر من مشاعرها. 

تحمحم هيسونج في حرج واعتدل في جلسته وبدأ حديثه وهو يُحاول التماسُك مُقينًا أنها لا تقصد أي من هذا وأنها تقول كلام كهذا لتستفزه وتُضايقه.

”كانت الأفضل لي ، فأنا لم أشعُر قط بتلك المشاعر مع شخص آخر ، أبدًا.“ قال هيسونج وهو ينظُر لعينيها مُباشرة حتى تُصدقه. ”كانت علاقتنا رومانسية وقوية ، فكان الجميع يحسدنا على بعضنا البعض ، يقولون لها أنها محظوظة لأنها حبيبتي ، ولكن من صدقوا من أخبروني أنني محظوظًا بها ، فهي أفضل شيء حدث لي على الإطلاق.“ ابتسم هيسونج وهو يتذكر أيامهما كثُنائي.

صمتت ماريلا وهي تستمع لكلماته بثُقل ، فكُل كلمة قالها اصابتها في قلبها ، كانت تشعُر بالضيق ولكن ما ضايقها أكثر هو ابتسامته وعينيه الصادقة ، كان يعني كُل كلمة خرجت من فاهه ، فهي ما كانت دائمًا تقرأ مشاعره من عينيه كالكتاب المفتوح. فعيناه لم تعرف الكذب مُطلقًا.

”كانت علاقتنا قوية ومُتفاهمين للغاية ، كان عراكُنا نادرًا ما يحدُث ، فقد اخترنا الصدق عند حدوث شيء يُزعجنا ، لم ننم قط ونحن بداخلنا ذرة حُزن مُكمنة للآخر. ماريلا كانت من علمتني هذا ، فهي شخص كتوم ولكنها تعلمت أن تُفصح عن مشاعرها معي حتى لا يحدُث ما لا نتمناه ، وكنت غارقًا في حُبها ولم يكُن الرفض أحد اختياراتي.“ شرح هيسونج وهو يبتسم ابتسامة فاترة.

كان هذا يؤلم هيسونج كثيرًا أكثر مما كان يتوقع ، فهذا كله قد تغير الآن ، وهو يعرف ماريلا القديمة جيدًا ولكن لا يعرف تلك التي كانت تجلس أمامه يشعُر أنه ليس بالسهولة إرضاءها بكلماته حتى لو كان لها أثر على قلبها. كان وجهها يحمل نفس النظرة المُملة ، مُستمعة فقط لكلماته وهي لم تكُن كذلك يومًا ، تعلمت كيف تُخبئ مشاعرها وردود أفعالها مُجددًا ، تعب كثيرًا في بداية ارتباطهما لتغيير ذلك ، وهو نفس الشخص الذي جعلها تعود لتلك العادة.

كان هيسونج مُحقًا ، لقد تأثرت فعلًا بكلماته قليلًا ولكن عقلها لم ينسَ. تنهدت ماريلا وعقدت ذراعيها أمامها وابتسمت قائلة.

”يبدو أن ذاكرتُك قوية ، السؤال التالي من فضلك.“

ما هي ذكراكُم المُفضلة؟

كان هيسونج يعرف إجابة هذا السؤال جيدًا ، فهما مُتفقان على هذا مُنذ وقتٍ طويل. كانت الذكرى الأسعد لهُم على الإطلاق. نظر كلاهما وهيسونج على وجهه ابتسامة واسعة بينما حاولت ماريلا أن تُخفيها لتُظهر قوتها.

”هذه الذكرى لا تُنسى ، ما رأيك أن تقُصيها أنتِ نيابة عني؟“ اقترح هيسونج بعينين آملتين ، تنفست ماريلا الصعداء واومئت رأسها بالموافقة ليبتسم هو في انتصار أنه استطاع اختراقُها ولو أقل من واحد في المئة ، ففي رأيه هذا تطورٌ كبير.

”كانت الذكرى السنوية الأولى لنا ، سمعتُ أن مجلس الطُلاب يُنظم رحلة إلى روما ذاك الشتاء ، كان هيسونج يعلم كم أن شغوفة بالميثولوچيا الرومانية لذا أخبرته أنني أُريد أن أذهب هُناك ليُخبرني أن هذه الرحلة نُظِمت خصيصًا له ، بصيغة أُخرى استغل منصبه كرئيس مجلس الطُلاب ونظم رحلة من أجل حبيبته المهووسة بالأساطير. كانت رحلة خيالية ، استطعنا أن نهرب من الحشد ونستمتع بوقتنا سويًا. ذهبنا لأشهر معالم روما ، أخذني إلى البانثيون لأرى آلهة روما القديمة وأخذ لي صورة تذكارية في الخفاء مع الآلهة ڤينوس ؛ عندما رأيت الصورة قال ’أعتقد أنكِ بُعثتي من جديد مُحتفظة بجمالك كڤينوس قديمًا.‘“ ابتسمت ماريلا وهي تتذكر نظرة الحُب التي كانت في عينيه وقتها.

”لم أكذب ، فأنا مازلتُ عند رأيي ، ڤينوس.“ قال هيسونج بلُطف مما جعلها تتورد خجلًا ويبتسم هو بقوة لتُكمل.

”ومن ثُم متاحف الڤاتيكان التي تضُم أضخم المعالم الفنية ، وقلعة سانت آنچلو التي جعلتني اتخطى خوفي من المُرتفعات عندما رأيت روما من فوق. بعدها ذهبنا لمكاني المُفضل على الإطلاق معرض بورجيزي الذي جعلني أود أن أبقى بداخله واقضي ما تبقى من حياتي أتأمل التماثيل والمنحوتات. بقينا هُناك قرابة الأسبوع ، كانت محطتنا الأخيرة هي نافورة تريڤي ، ألقى كُلٌ منا عملة معدنية وتمنينا عليها حتى تتحقق.“ روت ماريلا بإستفاضة عن ذكراهم المُفضلة.

”وأمام هذه النافورة أخبرتُك أنني أُحبك للمرة الأولى.“ اختتم هيسونج كلام ماريلا التي طالعته في تأمُل ثم اقترب منها وهمس في أُذنها.

”تعلمين ، لقد كُنت هُناك قريبًا.“

ما هو أكثر شيء أحببتُموه في بعضكُما البعض؟

صمت الإثنان لفترة طويلة ، نزل هذا السؤال كالصاعقة على رأس ماريلا ، فهي لا تُريد أن تُجيبه خوفًا من تذكيرها بصفات هيسونج الحسنة فتقع في حُبه مُجددًا. ولكن هذا لم يكُن بمُشكلة لهيسونج ، فهو كان ينتظر هذا السؤال حتى يُفصِح عما يكتمه داخله ، يُريد أن يُريها كم يُحبها بصِدق ، وأن هذا لم ولن يتغير أبدًا.

لاحظ هيسونج إضطرابها وابتسم سريعًا قائلًا. ”دعيني أبدأ ، حسنًا؟“ قال هيسونج لتومئ ماريلا رأسها بالموافقة وهي تشعُر ببعض الراحة.

”كانت أفضل الأشياء التي أُحبها في ماريلا هو لُطفها ، فهي دائمًا عطوفة وعلى وجهها ابتسامة جميلة ، لا تترُك أحدهُم في محنته ، ترى دائمًا الجمال داخل القُبح والخير داخل الشر ، تُعامل الجميع بعطف حتى وإن لم تستقبله. هي أيضًا شخص سخي ، تؤثِر الآخرين على نفسها ولا تنتظر مُقابل ، مِع٠طاءة ، تكُن دائمًا بجانب أحدهُم إذا احتاج لها حتى وإن كان عدوًا لها. تستمع بتمعُن وتنصت جيدًا ، تُعطِ النصائح نابعة من قلبها ، دائمًا ما تتمنى الخير للجميع وتتمنى لو تُساعِد في جعل العالم مكانٍ أفضل.“ تنفس هيسونج بإبتسامة شغوفة وأكمل.

”كل هذا جعلني أقع في حُبها ، ولكن أكثر شيء أُحبه فيها هو اعتمادها الكُلي عليّ ، هذا يُشعرني بالراحة لأنها تهرب إليّ عندما يشتد الحُزن والعالم بها ، تجد بيّ راحتها وأمانها. أحب أيضًا عندما تُشاركني شغفي فقط لأنها تُريد أن تعرف ما أُفضله حتى لو كانت سيئة به ، دائمًا ما تُشجعني وتقف إلى جانبي عندما أشعُر بالوحدة ، تفتخر بي أمام الجميع وهذا حفزني أن أجعلها أكثر فخرًا بي.“ قال هيسونج وهو ينظُر للكاميرا وشعر ببعض الدموع تتجمع في عينيه ليُقهقه ويمسحها سريعًا. ”أشعُر أنني تحدثتُ بإستفاضة أكثر من اللازم ، أنا آسف ولكن لم أتمالك نفسي.“

كان قلب ماريلا يتحطم من كلمات هيسونج ، ظنت أن كلامه عنها لن يُحرِك مشاعرها ولكن كم كانت مُخطِئة ، كان عليها أن تعرف أن هذا سيؤثر بها كثيرًا ، فهي تعرف كم أحبها هيسونج ، ويبدو أنه لا يزال يفعل وبقوة وكأن لم يتغير شيء. عيناها لمعت بالدموع ولكنها أبت أن تدعهم يهربوا ، عليها التماسُك والتظاهُر أن هذا لم يؤثر بها حتى لا يستغله هيسونج لصالحه ويجعلها تتحطم وتدعه إليها.

راقبها هيسونج جيدًا وهو يُحاول قراءة مشاعرها ، كانت كل كلمة نابعة من داخله حقًا ويقصدها. أراد أن تعرف إنه صادقًا.

”لقد تحدثت بإستفاضة فعلًا.“ علّقت ماريلا ليتوقف قلب هيسونج بسبب افتقارها لرد الفعل الذي كان يتوقعه بل وأنها ضحكت ونظرت إلى طاقم العمل وأكملت. ”هل لا يزال لدي وقت لأتحدث عنه؟“ سألت ماريلا ليومئ المُنتج وتنفست الصعداء.

”لم تكذب عندما قُلت أنك كنت مهربي ، لقد أحببتُ كيف كُنت تجعلني أشعُر بالأمان والراحة ، أحببتُ كيف كُنت تصنع يومي بكلمة لطيفة منك كجُملة. ’تبدين جميلة للغاية‘. كُنت تعتني بيّ وتهتم لأمري ، تُعطيني سُترتك إذا كان الجو باردًا ، تجلب لي الطعام عندما أُخبرك أنني لم أتناول أي شيء ، تحتضنني عندما أشعُر بأنني بحاجة ماسة أن أكون بين ذراعيك  ، تستمع ليّ بتمعُن وأنا أتحدث عن أغرب الأشياء وكأنني أُخبرك عن كنزٌ ما ، تفهمني دون أن أتحدث وتشعُر بي. أحببتُ كيف كان لك القُدرة على أخذ حُزني بعيدًا ، تُخبرني أنك تُحب ابتسامتي لابتسم وأنسى ما كان يُحزنني في الأساس ، وعندما نُشاهِد فيلم رُعب تضمُني إليك وتعدُني أن لا شيء سيمسني وأنك ستحميني لآخر نفس تتنفسه. أحببتُ كيف لم أهتم لما يحدُث حولي من مصائب لأنني كُنت مؤمنة طالما أنك إلى جانبي ، لا يُهم أي شيء آخر في العالم.“

انتهت ماريلا من حديثها بإبتسامة دامعة وترى الذكريات تتحرك في ذهنها وكأنها حدثت بالأمس ، رأت كُل موقف قصته وآلمها قلبها وهي تتذكر كم كانت سعيدة حينها. شعرت بقلبها ينكسر أكثر عندما تذكرت أنها واجهت المآسي والأحزان وحدها بعده ، دون أحد أن يضُمها إليه ويُطمئنها.

لم ينطق هيسونج بحرف ، فقط يبتسم وهو يستمع إليها تروي كُل ما تُحبه فيه ، ولكن ما آلم قلبه أكثر هو استخدامها للفعل الماضِ. أحببت.

”أعتقد أنه كان عليّ أن أترُككِ تتحدثين أولًا.“ همس هيسونج لتنظُر له ماريلا وهي غير قادرة على الإبتسام من الألم.

ما أكثر شيء كرهتموه في بعضكُما البعض؟

صمت هيسونج بُرهة وهو يقرأ السؤال ، حطم هذا السؤال مُخططاته وفي هذا الوقت بالأخص ، علم أن لو كان قلب ماريلا قد تحرك فسيكون صعبًا الآن لأنها ستتذكر عيوبه ، وكل ما يُمكنه تمنيه الآن هو أن تتغاضى عن هذا وتظل مُتذكرة صفاته الحسنة.

”كان عليكُما وضع هذا السؤال قبل الآخر.“ مازحهم هيسونج بقلق وعقد ذراعيه أمامه.  ”لا يوجد هُناك شيء كرهته بها ، ولكن إذا كان عليّ قول شيء فهو حتمًا قلة ثقتها بنفسها ، كان يؤلمني عندما تُشكك بنفسها وبقُدراتها بالرغم من أنني أُطمئنها ، هذا لم يزعجني أو كرهته ولكن فقط يؤلمني.“ قال هيسونج وهو ينظُر لماريلا بإبتسامة كي يُخفف من حدة الجو ولكنها نظرت إليه بقوة وبدون رد فعل.

”لا تتوقع مني أن أضعف بعد قولك هذا ، فأنا لستُ من يتوتر بالكلام. لذا ، أعذرني إن كان كلامي سيؤلمِك قليلًا.“ بدأت ماريلا وعلى وجهها ابتسامة ساخرة جعلت قلب هيسونج ينبُض بقوة في صدره بخوف.

”أنت أناني حقًا ، مُتهور ، لا تُفكِر غير بنفسك ، لا تهتم بأولوياتك التي تستبدلها كملابسك وكُنت واحدة منها ، تستخدم لسانك العذب وكلامك المعسول في إخراج نفسك من المواقف الحرِجة. لا تستمع لنصيحة أحد ، فقط تُفكِر في كيف جعل نفسك أفضل ، لا يهُم فيما كُنت الأفضل. لقد كنت الأفضل بالفعل ، تهانيّ! أفضل أسوء حبيب على الإطلاق!“ ضحكت ماريلا وهي تُصفق له بقوة وفي عينيها شيء من الجنون. ”تقول ’أنتِ فتاتي.‘ وأنت تتغزل بالفتيات الأُخرى ، تقول ’أنتِ الأفضل لي.‘ وأنت من تقول أنه لا يُمكنني فعل شيء عند شجارنا. تقول ’أُحبُكِ ماريلي!‘ وأنت في قلبك فتاة أُخرى.“

كانت ماريلا تتحدث بصوتٍ عالٍ ولم يُهمُها شيء آخر ، كانت تُريد أن تواجهه مُنذ فترة طويلة ، فهو يفعل الآن ما كان يفعله سابقًا ، يمتص غضبها بكلامه المعسول حتى تُسامحه وتنسى سبب خلافهما. يهرب من المواجهة وكان يخشاها ، لا يُريد شيئًا أن يمسه أو يمس كرامته حتى لو كان هذا يؤذي أحَّبُ الناس إليه. كرهت أفعاله لدرجة أنها نست لماذا هي موجودة الآن في الأساس ، كان هذا أسلوبه دائمًا ، يؤذيها وهي سئمت إنتظاره حتى يفيق ، كان عليها فعل هذا مُنذ وقتٍ طويل.

”أنت لست سوى خائن ، لي هيسونج.“

طعنته كلماتها بوحشية. خائن... ترددت الكلمة على مرمى سمعه وأصدرت صدى قويًا في ذهنه ، تتكرر كالدُعاء لدرجة أنه يكاد يرى الكلمة أمامه وتتخذ هيئة إنسان ، هيئته هو. كانت تراه خائنًا ، إنها تكره الخائنين ، لقد أخبرته هذا سابقًا ، مما يعني الآن أنها تكرهه. لا... لا يُريدها أن تكرهه ، فهو يُحبها كثيرًا ، سيكره نفسه ولن يُسامحها للأبد إذا حدث هذا. تلك النظرة التي كانت تنظُر له بها جعلت قلبه يعتصر ألمًا ويشعُر بالخجل أكثر ، كان خجلًا من تصرفاته. الآن لا يتمكن من النظر إلى عينيها دون الشعور بقلبه ينفطر في كُل مرة ، كان هو السبب في كُرهها له ، هو من دفعها لتلك المرحلة ، لم يكُن في حُسبانه أن ماريلا ، حبيبته اللطيفة التي تُحب الجميع تكرهه بهذا الكم ، أكثر شخص أحبته في حياتها.

كانت ماريلا تشعُر بالنيران تشتعل في قلبها وهي ترى كم آذته كلماتها ، أرادت أن تؤذيه أكثر ، فلقد أمضت الكثير من الوقت مُتألمة بسببه والآن حان وقته أن يتجرع مرارة الكأس نفسه. لاحظت هدوء المكان ونظرت إلى المُخرج ، يونچون الذي كاد فكه أن يلمس الأرض صدمةً من كلماتها. نظر هيسونج إليه واومئ رأسه يُشير إلى السؤال التالي.

لماذا أنفصلتُما؟

رمقت ماريلا هيسونج الذي كان يتجنب النظر إليها ، لقد قسى قلبها أكثر من الأول الآن ولن تخشى مواجهته والدفاع عن نفسها وكشف ماذا فعل بها حتى يصل الأمر بهما هكذا.

”لقد خانني.“

أجابت ماريلا بصراحة مما جعل هيسونج ينظر إليها بعينين مُتسعتين من صراحتها وكيف قالتها بسهولة هكذا ، كان يتنفس بصعوبة وهو يُحاول أن يُلملم شتات نفسه. كان هذا صعبًا عليه ، حاول كثيرًا أن يدفع تلك الأفكار عن رأسه ويتجنبها حتى لا يخسر احترامه لنفسه ، لم يعلم أحد ماذا فعل لينفصل عن ماريلا ، وكانت تلك هي المرة الأولى بمواجهته بفعلته تلك ، كان يستحق كُل شيء سيأتي لطريقه. يعرف أن ماريلا قد مرَّت بالكثير وحدها ، كان هذا عدلًا أن يرى قليلًا مما مرت به ويتصرف كرجُل لمرة واحدة في حياته.

”كانت أفضل أصدقائه تزور المدينة ، كنت أثق به أكثر من اللازم ، كُنت سعيدة لرؤية واحدة من أصدقائه من موطنه ، ولكن لاحظتُ كيف تتلامس معه ولم يمنعها مرة واحدة ، أخبرته أن هذا يُضايقني ولكنه أخبرني ، ’لا تقلقي بشأنها ، هي فقط هكذا مع الجميع.‘ لم يهتم بمشاعري عندها ، كانت سببًا في شجارنا الدائم وهو لم يتقبل حقيقة هذا. كان عيد ميلاد أحد أصدقائنا وفور دخولنا سحبته بعيدًا وتركني وحيدة ، ذهبت لأبحث عنه ورأيته يتبادل القُبل معها كما لم يفعل من قبل.“

غرِّق وجه ماريلا بدموع الغضب وهي تنظُر إلى هيسونج الذي كان يبكي بصمت ، ازدادت ماريلا غضبًا عندما رأته يبكي. لا يحق له البكاء ، لا تدري أن دموعه كانت بسبب شعوره بالذنب والخجل ، كان غاضبًا من نفسه كثيرًا. يتذكر هذا اليوم جيدًا ، لقد شرب الكثير ولم يكُن يعي بماذا يحدُث حوله ، ولا يتذكر كيف قبَّل صديقته ولكنه كاد أن يُقسم أنه رآها ماريلا. لم يفق إلا أن رأى ماريلا أمامه وهي تبكي واضِعة يدها على فمها من الصدمة ، حاول أن يتحدث معها ولكنها هربت دون أن يعلم إلى أين. يعلم أن هذا لا يُبرر فعلته ويعلم أن غضب ماريلا هو أقل رد فعل تجاه فعلته ، لقد عاهدها ألا يكسر قلبها ولكنه فعل هذا بتهور ورمى بوعده عرض الحائط ولم يهتم بها ولا بمشاعرها ، لم يهتم أنه جرّدها بكُل وحشية من مكانها الآمن ، قلبه.

”أأنتُما بخير يا رفاق؟“ سأل يونچون بتعاطُف وهو يشعُر بالأسف تجاه ماريلا ، كان يشعُر بالسوء أيضًا تجاه هيسونج ولكن بدت له ماريلا أنها من كانت تحتاج إلى الدعم النفسي أكثر.

تنفست ماريلا بقوة وهي تُجفف دموعها بحذر قائلة. ”نعم ، السؤال التالي من فضلك.“

ما مدى سوء تأثير هذا عليكُم؟

”أسوء الشعور.“ قال هيسونج دون أن ينتظر ماريلا تتحدث. ”الشعور بالخجل الدائم من نفسي ، دائمًا ما أشعُر بتلك الغصة في حلقي في كُل الأوقات وتخنقني حتى يصعُب عليّ التنفُس ، لم أتمكن من النظر في المرأة دون أن أرى انعكاس هذا الوحش البشع الذي يُحدق بي ، كان يختبئ بداخلي ولكن الآن ظهر للعلن ، ليُثبت للجميع كيف اخفيته طوال هذه المُدة دون أن يشعُر به أحدًا. يُطاردني في كُل مكان حتى في أحلامي ، يُفزعني بالكوابيس التي لم تخلُ من نظرة الإنكسار التي كانت في عينيها وقتها. يُذكرني دائمًا إنني أفسدتُ كُل شيء ، حطمت وعودي لأُرضيه ، ولكن لا ألوم أحد غير نفسي ، لم أكبحه وتركته يُفسِد حياتي. سامحيني لخُذلانك ، أنا آسف.“

كان هيسونج يبكي ، كبح مشاعره كثيرًا وأخيرًا حررها ، تحدث عن شعوره الدائم بالذنب ، الشعور أنه المسؤول عمَّا أصابهما ، لقد كان مُحقًا ، ولكن مواجهة نفسه بهذا والاعتراف به كان أصعب كثيرًا. نظر إلى ماريلا أخيرًا والتي كانت تنظُر له بألم وقال بصوت مبحوح.

”أنا آسف ، حقًا.“

نظرت له ماريلا بذهول وعينيها واسعتين تجمعت بهما الدموع وهي تُحاول ألا تدع شهقاتها تهرب من حلقها. هل هذا كُل ما هو قادرٌ عليه؟ آسف؟ فقط؟ كان كُل ما يدور بخاطرها ’لماذا؟‘ ، لماذا فعل هذا بها والآن يطلُب أن تُسامحهُ بكُل سهولة؟ لماذا لم يُفكِر بحدوث هذا عندما قرر أن يخونها مع من أخبرها ألا تقلق بشأنها؟ لماذا فعل هذا إن كان يعرف أنه خطأ ويعرف أنها غلطة لا تُغفر؟ لقد أخبرته أنه إذا فعلها سترحل بلا عودة ، لذا لماذا لم يُفكِر برحيلها قبل أن يفعلها؟ إلا إذا لم يهمهُ أمرها من الأساس. نظرت له وملامح الغضب والحُزن مُرتسمة على شفتيها قائلة.

”ماذا قُلت؟ ’أنا آسف.‘؟ هل آسف هذه ستُصلِح ما حطمته؟ هل آسف خاصتك ستُعيد لي ثقتي بنفسي؟ هل آسف ستُعيد إليّ فرحي الذي سلبتني إياه؟ هل آسف تلك ستُعيد ثقتي بمن حولي؟ هل آسف ستأخُذ مني نوبات التوتر التي ازدادت بسببك؟ هل آسف ستُعيد الزمن وتنهِك عن فعلتك؟ أخبرني ، هل آسف تلك ستُصلِح ليّ قلبي المُنكسِر؟ تعلم؟ لقد قضيتُ أشهُر أمنع نفسي من مُحادثِتك ، لن أنسى نظرات الشفقة التي تلقيتُها من الجميع في تلك الليلة ، أعيُنهم تتحدث ’ياللمسكينة! لقد شهدت حبيبُها يخونها مع صديقة طفولته!‘ ولكن اتعلم ما كان يؤلم أكثر؟ هؤلاء الذين قالوا أنني السبب الذي دفعك للخيانة ، أنها تمنحك شيئًا لا يُمكنني إعطائه لك... هل هذا كان السبب حقًا؟ هل هذا كافٍ ليُبرر فعلتك؟ عانيتُ أشهُر من نوبات القلق ، تحطمت ثقتي بنفسي ، لم استطع أن أدخُل بأي علاقة بعدُك لأنني آمنتُ أنني سأفعل شيء يجعله يفعل مثلما فعلت بيّ. لا استطيع أن أُكمِل حياتي بسببك ، فقط بسبب خطأ ظننت أنه لا ضرر به ، والآن أنظُر إلى الضرر الذي تسببت به الآن.“

كان صوتها مُنكسِر ، لقد أسقطت كُل القوة التي أظهرتها أمامه والآن تُظهر ضعفها وهشاشيتها الذي كان هو السبب بهما. بدت مُحطمة أكثر مما رآها من قبل ، ستُطارده خيبة الأمل التي كانت بعينيها أحلامه للأبد. لا يُصدِق أنه الذي كانت تعتبره مهربها الآمن وأخبرها أن تعتمد عليه كُليًا قد حطمها أرضًا هكذا.

ماذا فعل بحُب حياته؟

”أسعيد الآن لِما أوصلتنا له ، هيسونج؟ هل يُعجِبك هذا؟ أتتألم لأنك تعلم جيدًا ماذا فعلت؟ آمل هذا ، فأنت تستحق هذا ، تستحق أن تعلم ماهية الشعور بخيبة الأمل والانكسار ، أن تكون أُمنيتك الوحيدة أن تتوقف عن الشعور ، عليك أن تعلم ماذا يعني أن تنام كُل ليلة وتأمل ألا تستيقظ لينتهِ آلامك ، لأن الموت وقتها سيكون أفضل من الألم ، أقلها ستكون بسلام.“ قالت ماريلا بين شهقاتها وهي تضع يدها على وجهها لتُخفيه وشعرت بالغضب لأنها أظهرت ضعفها أمام هيسونج هكذا.

تنفس هيسونج وهو يبكي بقوة ولكن من غير صوت ، أراد أن ينتهي هذا الآن ، إن هذا صعبًا عليه ولا يتحمل رؤيتها تبكي هكذا أمامه وبسببه ، أراد أن يلعن نفسه ألف مرة لِما فعل بها ، كان هذا كله خطأه ولن يُسامح نفسه أبدًا بسبب فعلته تلك. نظر إلى يونچون الذي ارتسم على وجهه معالم الحُزن واومئ رأسه حتى يُكمِل اللقاء.

أخبرا بعضكُما بالأشياء التي تُركِت مُبهمة وتمنيتُما أن تقولونها.

”أتمنى أن آخُذ آلامك بعيدًا.“

”ولكنك من تسببت بها في الأساس.“

أجابت ماريلا على هيسونج وبدا على صوتها الحنقة كما لو أنها ستبدأ بالبُكاء في أي وقت مُجددًا. كان يقين هيسونج يزداد تدريجيًا أنه أفسد كُل شيء بالفعل ويعلم أنه ليس بالسهل أن يتغير هذا ، مازالت ماريلا تحتاج إلى وقتٍ لتلتئم جروحها الذي تسبب بهم ، ووعد نفسه أن يُعطيها كُل الوقت الذي تحتاجه فهي تستحق هذا بعد كُل ما مرت به.

كان هيسونج لا يزال يُحدِق بها لا يعلم ماذا يقول ، فيرى أن أسفه لها لا يعني لها شيء ولا يستحق أن يقوله لها لأن هذا لن يُحسن من الوضع أو يُغير الماضي ، ولكن يُمكنه تغيير المُستقبل.

”لماذا لا تريين كم أنا نادم على فعلتي...؟“ قال هيسونج ببُطء لترمقه ماريلا بغضب ووجهها مُستشيطًا.

”لأن ندمك لا يعني لي شيئًا! ولا يُقارَن بما أشعُر!“ قالت بحِدَّة ليتنهد هيسونج.

”ولكن هذا لا يعني أنني لا أتألم ، فيؤلمني ما وصلنا إليه ، ماريلا ، ويؤلمني أنكِ تظُنين أنني وغدٌ مُتبلد المشاعر ، ألا تظُنين ألا يؤلمني أن أراكِ تبكين بسببي؟“ قال هيسونج بهدوء وهو يُحاول أن يمتص غضبها ولكنها ابتسمت غيظًا قائلة.

”سأبكي لبقية حياتي إن كان هذا يؤلمُك حقًا.“

صمت هيسونج بقلة حيلة وهو ينظُر أمامه ليُرفَع آخر سؤال في المُقابلة أخيرًا.

هل تُفكران في منح علاقتكُما فُرصة أُخرى؟

نظر هيسونج إلى ماريلا ولم تكُن تنظُر له ، كان وجهها مُقتضبًا ، هو يعلم إجابتها وكان يخشى أن تقولها أمامه ، فقلبه لن يطيق أن يسمعها تخرُج من شفتيها. لقد آذاها وكان قلبه يتألم بسببه ، ولكنه يطلب منها بعض الرحمة عليه حتى وإن لم يكُن يستحقها.

”لا ، ولا أنوي على هذا أبدًا.“ قالت ماريلا باقتضاب وأغمض هيسونج عينيه مانعًا دموعه من الفرار.

لقد انتهى كُل شيء ، لقد خسر ماريلا للأبد.

وقف هيسونج على قدميه وهو ينظُر لها مطولًا ويدع عقله يحفر وجهها في ذاكرته لأنه يعلم بعد خروجه من باب هذا الاستوديو فلن يراها مُجددًا. ترك عيناه تحتضنها وهو يتذكر أيامهما معًا وكيف أفسد هذا بغباء في لحظة طيش.

”أنتِ تستحقين من هو أفضل مني ، ماريلا ، تستحقين من يخشى على حُزنك ويضُمك إليه عندما يضيق العالم بك ، تستحقين شخصًا يراكي دُنيته بأكملها ويُحبك بلا قيود ، تستحقين شخصًا وفيًا لا يستغلُك ولا يستغل حُبك له. أنا لم استحقكك أبدًا ، كُنت أعلم أنكِ كثيرة عليّ ، لقد استغللتُ حُبك وأنا أعلم أنكِ لن تُسامحيني ، لقد أحببتُك ماريلا ، ولكن هذا لم يكُن كافي ، أنا آسف لكُل شيء ماريلا ، أنتِ كُنتِ وستظلين حُلمي الجميل ، حُبي الأول ، قُبلتي الأولى ، موعدي الأول ، مرتي الأولى ، وآذيتُك بالرغم من ذلك. أنا لا استحق أن اتوسل إليكِ لتُسامحيني ، فأنا لا استحق فُرصة أُخرى.“

سكت هيسونج بُرهة ونظر لها بعينين مُمتلئتين بالدموع وابتسامة حزينة وقال.

”ولكن بالرغم من هذا ، فإن قلبي لن يتوقف عن النبض لكِ وباسمك للأبد ، وسأظل أُحبك دائمًا حتى مماتي.“

Continue Reading

You'll Also Like

722K 17.7K 65
الكثير يتزوج بمن يحب ولكن ليس الجميع يتزوج بشخصا محبا كأحمد المنشاوي. حصلت علي المركز الاول عام 2022
10K 159 14
تحجي الروايه على طفله تروح فصليه ويربيها البطل اذا صار عمرها 14 يحبها او لا؟ (الروايه خياليه مو حقيقيه) اهم شي التصويت ⭐
31.5K 1.3K 22
كل من يرى القصر يتمنى العيش فيه وكل من عاش فيه يتمنى لو انهُ لم يولد