حَتى تُشرِق مِن مَغرِبها

By is17rr

198K 16.3K 12.8K

يؤسِفُني انه في الوقت الذي كُنتُ انظر لكَ فيه على انك مُعجزةً ما جميعُ الاهلِ والاصدقاء الشمسُ والقمر الفجرُ... More

1-طيفٌ زائِل
2-البريد
3-طريحُ الشوق
4-رفيق الباب المجاور
5-قائمة الامنيات
6-لائحة امنياتي
7-سمكتي ذهبية اللون
8-نفحات مِن الماضي
9-تَنمُر
10-هدية مرفوضة
11-نادم
13-اُمنيتي الأُولى
14-إرسُمني جونغكوك
15-عِراك
16-سجين
17-هروب
18-نَفس
19-نَدبة
20-كفالة
21-فريزيا
22-مُقلتاي
23-لأنَك أحببتني
24-عِناق
25-مُحاكمة
26-حتى الأزَل
27-خائِب
28-تجاهُل
29-آخِرَ مكاتيبي
30-الحَقيقة
31-كاذِب
32-أَنانِيّ
33-خَشبة المَسرح
34-عَبَقُ ذِكراك
35-دَنِف
36-انتَ وأنا
37-عَتيقُ ليلانا
38-تَلاَق
39-ثَمِل
40-ليلَ قَلبِهِ وغَيثُ عيناي
41-تَهْويدة
42-مَنسي في كَنَف الشجون
43-لنهايتنا بداية يا شَمسي وقَمري
آراء..

12-البصارة والفتاةُ الصهباء

3.9K 370 387
By is17rr

مرحباً لِصديقي الغائب منذُ ستةِ أعوامٍ وإحدى عشر شهراً وثمانِ أيامٍ وخمسِ ساعات وسبعةَ عشر دقيقة
سامِحني لخيانتي إياك.

أعتذرُ لعدم رسمي إياك في لوحتي الأخيرة تايهيونغ
أعلمُ أن هذا رُبما يُزعجك
على الرغم من أنك لا تعرفُ بأمر اللوحات أساساً..

المهمُ أن عُذري هو أنني اردتُ حقاً أن اُهدي روح سمكتي هديةً لصمودها لأجلي طوال تلك السنين وكان رسمي لها هو اقلُ ما اُقدمه إليها

ان هذهِ عادتٌ بي لا استطيعُ تغيير خِصالِها ، ان احببتُ أحداً ، رَسمتُه.

وهناك امرٌ يجولُ في بالي ياصديق ويسبب لي الارق منذُ ليالٍ مَضت
صديقتي لم تستطع الصُمود والإستماعُ لأحزاني
كيف تراني أصمُدُ تايهيونغ والحُزنُ في قلبي انا؟

جالسٌ على اريكتي احدقُ بساعةِ السقف وكُل ما يكسوني هو السواد ، اشعلتُ الشُموع في ارجاء غُرفة المعيشة ، وقبرُ سمكتي يرتَكِزُ امامي باللوحة التي تضمُ هيئتها مُعلقةً على الحائطِ فوقها

جعدتُ حاجباي بإستغرابٍ وأشحتُ عيناي عن الساعة أُحدقُ بالباب إذ سمعتُ طرقاً خفيفاً عليه
إنه وقتُ الظهيرة والعمةُ ايليت لا تزورني في هذا الوقت عادةً كونها مُنشغلةً بأعمال الخياطة التي تسرقها حتى أطرافِ المساء

وقفتُ أخطو نحو البابِ كي اُصمِت فضولي ، وفي كُل خطوةٍ تحطُ على الارض كان يصدرُ صوتَ طرقٍ على الباب

امسكتُ بالمقبضِ البارد أُديره ولازال التساؤل يُفرشُ على وجهي

وحين فتحتهُ ورأيتُ من يكونُ خلفهُ إزدادت عُقدةُ حاجباي استغراباً وتساؤلاً
اذ رأيتُ مُسنةً بوجهٍ بشوش تقفُ عند بابي وبرفقتها فتاةٌ شابة بشعرٍ احمر وبشرةٍ بيضاء ينثرُ على معالمها النمش بشكلٍ بديعٍ يسلِبُ الانفاس،وهُناك شامةٌ صغيرة تملكها على وجنتها اليمنى تزيدها جمالاً وفتنة

"مرحباً!"
كان هذا نداء المُسنة الذي اخرجني من شرودي في من يكونان عوضاً عن سؤالهما بذلك
"اهلاً؟"
اجبتُ بترددٍ انظرُ بينهما لتقول المُسنة تسألني
"هل لنا بالدخول بني؟"
صُدمتُ داخلياً لطلبها ولكنني لم اوضح ذلك وسريعاً اجبتُ اشير لهما للدخول
"بالطبع..تفضلا بالدخول"
دخلتا بالفعل يجلسان على احدى الارائك ومعالم الاستغراب من شكل غرفة المعيشة تتجول على وجهيهما
سريعاً ذهبتُ اشعلُ الانوار وانا اتنحنح خجلاً كونّي كُنتُ أطفأه لاجل مراسم الحداد خاصتي التي اُفسِدت..

"اعذراني للحظة"
قلتُ مُتلبكاً وانا اُزيدُ المدفئة حَطباً لاجلِهما فالغُرفةُ باردة
وهذه عادةٌ اخرى لا استطيعُ تغيير خِصالها ، ان اهتم بالاخرين اكثر من الاهتمامِ بذاتي

"تعال لِتجلِس بُني سنغادر بعد قليل"
قالت المرأة المُسنة لاذهب بتردد وخجلٍ غير مُبرر اجلسُ جانبها
رُبما لخبرتي الرديئة في التعامل مع النساء
فلم اتعامل مع احداهن قَط سوى العمةُ ايليت!

"بِصراحةٍ نحنُ ، أي أنا وحفيدتي لم نراك تأتي الى البريد مُنذُ خمس أيام لذا قلِقنا عليك..اقصِدُ أنني قلِقتُ عليك فأصريتُ على حفيدتي أن نأتي للإطمئنانِ على حالك"

نظرتُ اليها بعدم فِهم وتمنيتُ لو أني استطيع سؤالها عن من تكونان ولكنني ارى هذا مُخجلاً جداً ،رُبما يكون عادياً لأحدٍ غيري ولكن ليس لي ابداً

"نعم هذا صحيح..إنني في حِداد"

"لَقد خمنتُ هذا فور رؤيتي لك فأنت لا ترتدي الاسود عادةً"
بدأ القلقُ يتسربُ الي فمن تكون تلك المرأة التي تُدرك حتا ما ارتديه عادةً!

"ليرحمه الله لقد احزنني ذلك حقاً ومن يكونُ لك ياتُرى"
سألت الصهباء بصوتها الشجي الذي تسلل بِرقة الى مسمعي لاتواصل معها بنظري لعينيها دون اجابة ولكنها سريعاً ما انزلت عيناها الى الارض تتهرب من انظاري،ما بالُها؟

"انها سَمكتي"
اجبتُ بعد لحظاتٍ من طرحها للسؤال وكم شعرتُ بالإحراجِ من تعابير وجهيهما على إجابتي تلك
وانني ميقنٌ أنهما تحاولان جاهِداً كبح نفسيهما عن الضحك لهذا
ولاكن لو كانتا تعلمان فقط ماكانت تعنيه لي لشاركتاني عزائي حتماً..

نظرت الجدة إلى حفيدتها وكأنها تسألها أهو مجنونٌ ام ماذا ولكن سريعاً ما تجاوزت الامر لتقول
"صحيح ، نسيتُ ان اُعرفك على حفيدتي ، اسمها لونا ، وهو يعني القمر الصغير ، انهُ ينطبقُ عليها تماماً انظر اليها كم هي جميلة!"
قهقهت نهاية حديثها واكتسحت الحُمرة وجنتي حفيدتها ليغدوا لونها قريباً للون شعرها
بينما انا فقط ابتسمتُ بجانبية لمظهرها اللطيف اجيب
"تشرفتُ بمعرفتكِ آنسة لونا ، انا اُدعى جونغكوك"
رفعت عيناها سريعاً تنظر بخاصتي وبذات السرعة ازالتها تنظر في كل مكان عداي
مابالها حقاً؟
"وانا كذلك"
كان هذا كل ما اجابت بِهِ وهي تنظُر الى الأرض

ابتسمت المُسنة بجانبية وهي تنظرُ الينا وتقول
"أظن انك تريدُ معرفة من نكونُ او كيف وصلنا الى عنوانك على الاقل!"
وقد ابتسمتُ داخلياً انها ستجيب على سؤالي دون طرحه وكم كُنتُ شاكراً لها آنذاك

"إن حفيدتي تقوم ببيع المشروبات الدافئة امام ذاك البريد بينما أعملُ انا بصّارةً،وكُنا نراكَ في كُل مرة تأتي بها وقد اعتدنا على رؤيتك في ذات الوقتِ هناك وعِندما اطلت الغياب لخمسِ أيامٍ بلياليها قلقنا عليك،واما عن كيف وجدنا مكان سكنك فدع هذا سراً صغيراً بيني وبين حفيدتي"
انهت كلامها غامزةً لحفيدتها وهي تقهقه بينما اهتزت عينا الفتاة لابتسم انا بخفة لحركاتها الظريفةِ تلك
وشعرتُ بالإمتنان والدفئ لتفقدهما لي وهُما حتى لا يعرفان من أكون

لِما الغرباء بهذا العطفِ تايهيونغ؟
لنتناسى أنك جُزءاً من روحي
ولتُصبح غريباً لِمرةٍ وتعالَ إلي سائِلاً على حالي.

نظرتُ الى النافذة وإذ بها تُثلِج لأسئلهما بعقدة حاجباي
"هل تعملانِ خارِجاً بهذا الطقس حقاً!"
أومأت المُسنةُ ببسمةٍ باهتة مجيبةً على سؤالي
"إن الحياة ليست سهلةً على أحدٍ يابُني"
رمشتُ بعيناي أؤيدها على ذلك وسريعاً ماخطرت لي فكرة رُبما ستنال على إعجابِهما!

"صحيح ، انا املِكُ مقهىً صغيراً ورثتُهُ عن والداي يقعُ بالقُربِ من هُنا ، سيكونُ رائعاً إن عَمِلت الآنسة لونا بهِ كنادلة ،في حين انتِ تعملين كـ بصّارة للزبائن عوضاً من عملكما خارجاً في هذا الطقس القاسي!
ان كنتما تريدان ذلك بالطبع!"
صفقتُ بيداي في بداية حديثي وكانت الضحكة على وجهي اثناء تحدثي ولكن فورَ أن أدركتُ انني مُنفعلٌ بالحديث اكثر مما ينبغي أخفضتُ نبرةَ صوتي في نهاية حديثي مُزيلاً تلك الضحكة تدريجياً لتصبح ابتسامة صغيرة حين ردت المُسنة مُبتسمةً بوسع
"بالطبعِ نُريد!!"
رفعت لونا حاجبيها بعدم تصديق لرد جدتها السريع هذا ويبدو انه لم يروقها الأمر
"هذا رائع إنها صفقةٌ رابحة"
قلتُ مُمازحاً إياهُما فابتسمتا بِودٍ لذلك

"لم تُخطئ حفيدتي حين قالت بأن الآسيويين لطفاءً ووسيمين أيضاً"
"جدتي!"

اندفعت لونا بنبرةٍ مُعاتبة بينما انا قهقهتُ لذلك أُكتفُ يداي أضمهم لصدري بتباهٍ  قائلاً بنبرةٍ عميقة ورافعاً إحدى حاجباي
"هل حقاً؟
وماذا تقولُ أيضاً ياتُرى؟"

ازدادت الحُمرة في وجنتيها وقد راق لي ذلك لابتسم مُستلطفاً اياها بشدة
بينما الجدةُ تبتسمُ بفرحٍ أجهلُ سببهُ لتجيب قائلة
"أُفضلُ أن تُخبرك بنفسِها فيما بعد"

رفعت الفتاةُ رأسها نحوي تنفي بيديها قائلة
"لا يوجد شيءٍ اخبرك بِه ، إن جدتي تمازحك فقط!
اليس كذلك جدتي؟"
هسهست مُبتسمةً نهاية حديثها وهي تنظرُ في عينا جدتها

تصرفاتهما غريبةً نوعاً ما ولكن بدتا لطيفتان بالنسبة لي

"إذاً سأقومُ بشكرك على عرضك لمُساعدتنا عن طريقِ إبصاري لِمُستقبلك دون مُقابل"

ضحكتُ لهذا وقد كان غريباً ، أنا لا اؤمنُ بهذه الأمورِ بتاتاً ولكن لا بأس من مُسايرتها وإعطائها ردة الفعلِ التي تُعجِبُها

وافقتُ لذالك فوراً بينما أخذت هي كفي بينَ كفوفِها تنظرُ لباطنها مُبتسمةً بجانبية

"اوووهه"
قالت العمةُ البصارة جاعلة من الفضول يلتهمني لأرفع حاجباي اسألها
"ماذا ماذا رأيتِ؟؟"

ظلت على هذه الحالة وقتاً لا بأس بهِ ، مرةً تبتسمُ ومرةً تختفي ابتسامتها
ورغم أني لا اؤمنُ بما تقومُ بهِ الا ان حركاتها تجعلني انفجرُ من الفضول لما تراه!

"انظُر يا بُني"
همست لي لأصب كل تركيزي عليها
"ان باطن كفِك مُصطبغاً باللون الاحمرِ كما ترى وهذا يرمزُ للحُب ، وهذا يعني أن هناك شيئاً أحمر قريباً مِنك سيعجبك كثيراً في المستقبل!"
جعدتُ حاجباي لغرابة تفسيرها اسألها
"اولا يرمزُ لون كفي على شدة البرد في مثل هذا الطقس؟"

قهقهت البصارةُ بخفةٍ لردي ويبدو انه لم يروق لها لتجيب ممازحة
"هل تفهمُ في عملي أكثَر مني ياترى؟"
نفيتُ سريعاً قائلاً أنني لم أقصد هذا ابداً لتخبرني بأنهُ لا بأس بذلك وتُكمل قراءة كفي

"انظُر لهذه الشامة الصغيرة هنا هذه تدلُ على أن الشيء الأحمر ذاك يوجد بهِ ذاتُ العلامة ،ولكن ليس بالضرورة ان تكون في كفه او رُبما تكونُ بهيئةٍ مُختلفةٍ حتى"
نَظرت نحو حفيدتها تغمزُ لها لتضع الاخرى كفيها على وجهها هامسةً
"يا الهي!"
وأيقنتُ أن الغمزات هذه عادةً لطيفة لا تستطيعُ البصارة إيقافها

"أما عن هذا الخطُ في يدك فهو يرمزُ على أن المسافة بينك وبين ذاك الشيء قصيرةٌ جداً ، انظر كم هذا الخط قصير"
نظرتُ اهمهمُ لها بإهتمامٍ شديد مُتعجباً لارتباطِ موضوعٍ كهذا بإحمرار باطن كفي من البرد وشامةٍ خُلقتُ بها وخطوطٍ توجدُ في يدِ كُلِ انسان!

"اما عن هذا ال.."
قاطع كلامها طرقاً على الباب لأعتذر منها مُنسحباً من جانبها اخطوا نحو البابِ لأفتحه

"أغمِض عيناك وإياك وفتحها!"
قالت بسرعة العمةُ ايليت تجعلني اضع كفي على موقع قلبي
"يا إلهي لقد أفزعتِني"
قلتُ هامساً بضحكةٍ صغيرة وناظراً لوقفتها الغريبة اذ كانت تضعُ يداها خلف ضهرها تخبئ شيئاً عني لتعيد قولها
"قلتُ لك أغمض عيناك!"

اغمضتهما بترددٍ وانا ابتعدُ عن أمام الباب طالباً منها الدخول وانا مغمض العينين ومُبتسم الوجه لغرابة مايحدث

"والآن يمكنك فتحهما"
ووقفتُ ناظراً لما بين يديها ومشاعراً دافئة فاضت في قلبي فأغرقتهُ حُباً وعطفاً ليتشكل بعضها على هيئة دموعٍ على اطرافِ عيناي مُتحدثةً عن امتناني الشديد

"هل أعجبتك؟"
سألت بصوتها الحنون لابتسم أخيراً بعد شرودٍ طويل وأندفعُ نحوها مُحتضناً اياها لتضيع بين أحضاني
ولم تشهد أحضاني دفئاً كدفئ أحضان الامهات
انه كدفئ صديقٍ وحيد ، او كرسالةٍ طويلة بعد طول انتظار ، او روايةٍ مُفضلة ضحكت وبكيت بها كثيراً ، انهُ يضمُ دفئ الحب والصداقة والاخوة معاً
انه شيء جميل ومميز ، جميلٌ جداً ولا يُدرك جماله إلا من حُرم منهُ سنيناً ومن ثم بليلةٍ غير متوقعة يحصل عليه
حضنُ الامهاتِ ثمينٌ للغاية واتمنى من أعماقي ان لا يفقده أحدٌ ويشعرُ بما شعرتُ بهِ لسنينَ من مرارة الفقد والحنين إليه

ابتعدتُ بهدوءٍ عن أحضانها ومددتُ يداي التقط ما تحملهُ يديها من هديةٍ لي والابتسامة لم تغِب عن وجهي حتى الان..

نعم يا اصدقاء أنا أحصل على هديةٍ للمرةِ الاولى في حياتي وأظنُ أن هذا كان واضحاً لكم!
يال روعة هذا الشعور يارفاق تمنيتُ لو أني أستطيع أن  أتقاسمهُ مع الجميع لشدة جماله..

كانت كنزة صوفٍ حمراء بأكمام طويلة وذات عنق ، زُينت بقلوب صغيرة وُزعت عليها بالكامل ،والأهمُ من هذا كُلِه أنها هي من احاكتها على يديها
لا أنكر حقيقة أن شكلها طفولياً قليلاً
ولا تصلحُ لرجُلٍ في الخامس والعشرون من عُمره
ولكنها أعجبتني كثيراً لدرجة أنني قررتُ أن لا ارتديها ابداً كي لا تتسخ

"شكراً لكِ كثيراً ، إن كلمة أعجبتني لا تُنصِفُ شعوري الان"

قلتُ مُبتسماً لها لتشاركني الإبتسامة هي الاخرى مخبرةً اياي ان هذا أسعدها جداً
ولوهلةٍ نسيتُ أمر الجالسات في غرفة المعيشة ويحدقن بنا طوال هذا الوقت

"أوه أعتذر منكما ، تفضلي بالجلوس رجاءاً"
قلتُ للعمة ايليت لتتفاجئ برؤيتهن ويبدو انها الان قد لاحظت وجودهن ايضاً
القت السلام عليهن وقُمت بتعريفهم على بعض
وقفتُ قليلاً أُحدقُ بالبصارة ولما بين يداي لاشهق بخفة لافتاً انظار الجميع الي

"كُل ما قُلتيه قد أصاب!!!"

نظر الجميعُ لي بعدم فهمٍ لأكمل
"لقد قُلتي أن هُناك شيئاً أحمراً سوف أُحبه في المستقبل وايضاً يوجدُ بهِ اللون الأسود وهو قريبٌ جداً الي،كل هذا ينطبقُ على هدية العمة ايليت، ان هذا عجيبٌ حقاً!"

ابتسمت البصارة ببطئ وهي تنظرالى لونا التي مسحت على وجهها وتنهدت تستندُ على الأريكة خلفها

"لاكون صريحاً معكِ لم اكن اؤمنُ بما تقولين ولكن الان كل تفكيري تغير"
همهمت البصارة لي وهي ترمشُ عدة مرات وكأنها هي أيضاً مُتفاجئة لإصابتها لما حَدث!

"سأذهبُ لِصُنعِ شيءٍ دافئٍ نحتسيه"
قلتُ ناوياً المغادرة ليوقفني قول  البصارة
"حفيدتي!!"
نظرنا جميعاً لها بوجهٍ مُستغرب لتقهقه مخفضةً نبرة صوتها
"أعني دع لونا تساعدك وتقومُ هي بذلك فهذا ما تبرعُ بهِ اساساً
لترافقيه الى المطبخِ عزيزتي"
وجهت كلامها نحو حفيدتها لابتسم في وجهها واطلبُ منها أن ترافقني وقد فعلت بترددٍ شديد
وقد لاحظتُ خجلها المبالغ من أي أمرٍ تقومُ بهِ او أي كلمة تقولها
وحتى بتظاهرها أنها تنظرُ لأي مكانٍ سواي حين أُمسكُ بها تنظرُ الي!
إنني حقاً أجهلُ ما بالها ، ولكنني أظنُ أنه لا يعنيني ،لذا سأتجاهلُ الأمرَ بِهدوء

جلسنا بعدها نرتشفُ مشروب الشوكولاتة الساخنة وأحاديثنا لا تنقطع بضحكاتنا التي ملئت زواية الغرفةِ الدافئة ، تحت نظرات العمة ايليت المُشككة في البصارة وحفيدتها ،انني أكثرُ إنسانٍ يجهلُ ما يجولُ في فكر النساء حقاً

ولا أنسى ذِكر أن العمة ايليت أجبرتني على إرتداء تلك الكنزةُ الصوفية وأخرجُ أمامهم بها ، ويا إلهي كم شعرتُ بالإحراج حين رأيتهن يحاولن كبح نفسهن عن الضحك
ولكن سريعاً ما تلاشى ذلك لأضحك أنا أولاً على هيئتي الطفولية سامحاً لهن مشاركتي ذلك دون حرج
لا بأس إن تنازلنا قليلاً لأجل إضحاك أحدهم..

أعيشُ شعوراً كهذا لأول مرةٍ منذُ رحيلك ، شعور أن هناك أنيساً لي ، صدقني تايهيونغ أنني لم أنساك في جلسةٍ كهذه ،وأنني لم أتمنى شيئاً أكثرُ من أن تكون بيننا الان

أُحدقُ في النافذة وأرى تلك الثلوج تتساقطُ بهدوءٍ على المباني والأرصفة ضوءُ النار المشتعلة في المدفئة تنعكسُ على جانِب وجهي
الجميعُ يتحدثُ مع بعضه بينما انا شردتُ في ما أشغل بالي كثيراً

متى ياترى سيكونُ لقائنا ياخليلي ، هل سيكون صيفاً أم شتاءاً؟
هل سيكونُ ليلاً أم نهاراً؟
هل سيكونُ صدفةً أم مُدبراً؟
لن أُطيل التفكير في هذا ،فلا يهمُني كيف الطريقة التي سنلتقي بها
بقدر ما يهمني أن نلتقي تايهيونغ ، بأي شكلٍ من الأشكال ، فقط دعنا نلتقي!

افتقدك كثيراً في هذا الوقتِ من النهار
والأهمُ من هذا أنني سأظلُ أُراقب الوقت إلى أن يأتي لي بك

سأنتظرك يامن سكن الحنينُ قلبي منذُ لحظةِ فراقه
حتى تُشرِقُ الشمسُ مِن مَغربها تايهيونغ
حتى تشرق الشمسُ من مغربها.

تعليقاتكم✨؟

Continue Reading

You'll Also Like

2.7M 56.4K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
2K 1.7K 13
" فَلـ تَعُود حُباً بالَرب . . فَقد ارهَقني شَوقِي لمُقلتاك" ∆للكَاتب جُونَاثّان ∆ ∆الغلاف من صُنعي∆ ∆لا أحُلل السَرقة ∆ تنويه: بطل روايتي شرير مما ي...
4.1M 61.8K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1.1M 42K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...