تأوهت بانزعاج و ألم. اعتصرت بطني بشدة لأتدحرج في سريري بحثاً عن وضعية مريحة .
تلك التشنجات اللعينة.
لقد مرّ يومان على إنقاذ الالفا كاسبر لي من ماسون. بدأت دورتي الشهرية في تلك الليلة و ها أنا اعاني من التشنجات الغبية تلك.
صباح أمس، أخبرت سيباستيان أن يبلغ جافيير أنني لن أتمكن من قضاء اليوم معه لانني مريضة جدا، صليت في داخلي أن يصدقني..لانه من النادر جدا أن تسمع عن مرض مستذئب. جافيير كان لطيفا جدا،أستمر في زيارتي و الاعتناء بي لكن والده الالفا منعه خشية "العدوى" و لانه جافيير ..فهو قد تسلل من غرفته بمساعدة سيباستيان و جاء لرؤيتي و بعد بذل الكثيييير من الجهد لإقناعه بالمغادرة نجحتُ أخيرا في إخراجه من غرفتي بعد اعطاءه قبلة على جبينه..في الحقيقة لم أشأ له أن يرى جانبي السيء أثناء الدورة.
لقد أكلت مرة واحدة بالأمس عندما تناولت مسكنات الألم و منذ ذلك الحين لم آكل شيئا. معدتي تصرخ بِ'اطعمينييي!' و لكنني لا أملك القدرة على الأكل. كان الجميع فضوليين بشأن غيابي لكن لا أحد سأل عني بشكل مباشر.
"آلهة القمر ارحميني!!"، زفرت اعتصر بطني بألم. لحسن الحظ أن الألم سيكون أخف في الغد.
تفقّدت الساعة في هاتفي..إنها '1:17' مساءاً. ستائري كلها مغلقة و المصدر الوحيد لنفوذ بعض النسيم هو المكيّف.
"أيتها الآلهة المقدسة لكل ما هو جميل مثلي"..حسنا إن لم تفهموا..إنه نويل يشتم ما إن دخل غرفتي، " يعع..الغرفة تفوح ك-"..."في الحقيقة رائحتها أفضل مما كنت اتوقع".. تحدث ليسرع نحو الستائر فيفتحها.
"نويل"، تأوهت بانزعاج لأدفن رأسي داخل البطانية الثقيلة.
"لا داعي لهذه الأصوات الغبية، أنا هنا لإخراجك من السرير"
اعتدلت في جلستي لانظر له، "هل يبدو لك هذا مظهر فتاة تنوي الخروج من السرير؟"، في الحقيقة يبدو مظهري أفضل مما كنت عليه من قبل لأنني استحممت قبل ساعة لكنني لا زلت أبدو فظيعة.
نظر لي مباشرة قبل أن يقلب عينيه بملل رادفاً، "لا تبدين سيئة. لقد رأيتك في ظروف أسوأ و ثقي بي..آليا ليست ملاكاً أيضا..انا معتاد على هذا المنظر".
"و إن يكن..رجاءا دعني وشأني"، تذمرت "انا أتألم بما فيه الكفاية لا داعي لأن تزيد الأمر سواءا عليّ"
"ثقي بي سأجعلك تشعرين بالتحسن. أنهم ينادونني بالطبيب"، قالها بنبرة مرتفعة و على الأغلب يفترض أن تكون نبرة مثيرة لكنني فقط انفجرت بالضحك على سخافته..
"إضافةً لكوني مثير كاللعنة، لقد طلبت منهم احضار الفطور لغرفتك"
"نويييييييييل" تذمرت.
"لا، لا تعطيني مثل هذا التعبير الغبي، ستتناولين افطارك لأنك لم تأكلي شيئا منذ الأمس و ستأخذين دواءك بعد إنهاء طعامك، و بعد إنهاء هذه المهمة سنقوم بإخراجك من سريرك"
"سأركل مؤخرتك خارجا إن لم تغادر نويل"، غمغمت.
سخِر "أنت مريضة، لم تتناولي طعامك أو أي شيء قد يعطيكي القوة و تبدين مثل حبة بطاطا نشات بين الاموات، أتساءل كيف ستركلين مؤخرتي الجميلة"
"إن كنت تعلم اني مريضة و متعبة إذن لماذا تستمر في إزعاجي و اللعنة!؟"
"إنه جزء من ان يكون لك اخ أيتها الطفلة السخيفة، أم عليّ أن اشتري لك كتابا يعلمك معنى الأُخُوّة؟!" قال.
لم اتعب نفسي في الرد عليه او قول اي شيء، أغلقت عيني في انتظار أن يغلبني النوم. لم يأتي أي نوم، لكن بدل ذلك سمعت طرقاً على الباب.
سمعت اصواتا مختلفة..بعض الكلام الغير مفهوم، خطوات، و أصوات غريبة تلاها صوت نويل و هو يقول : الطعام جاهز، عليك ان تتناوليه"، قال.
هززت رأسي لأسحب البطانية فوقي . لكن على ما يبدو..لنويل رأي آخر.. سحب البطانية عن جسدي ليرميها أرضا.. تأوهت بانزعاج لأتكور في وضعية الجنين احيط نفسي بذراعاي.
"أرجوك اوديتا..كُلي" قالها هذه المرة بصوت ناعم.
جلست لألقي نظرة على وجبة الإفطار الثقيلة الموضوعة على العربة. "لماذا و الجحيم السابعة عازم على جعلي آكل؟" قلت بانزعاج.
لانت عينيه ليقول: "أريد أن أكون مفيدا هذه المرة "
"ماذا تقصد بهذه المرة؟"
تردد لبضع ثوان قبل أن يبتلع و يجيب، "عندما كنتِ..امم...كما تعلمين"، يبدو أنه يتحدث عن مسألة رفضي، "لم تأكلي لأيام، و عندما فعلتي.. سمعتُ انك استفرغت كل شيء في الحمام و بعد فترة وجيزة، توقفت عن تناول الطعام تماما"، تابع، "كنت اجلس بجانب بابك و اسمعك تبكين و تؤذي نفسك و لم أستطع فعل اي شيء حيال ذلك و لسبب غريب هذا يذكرني بتلك الفترة و لكن هذه المرة سأعتني بك.."
بقيت مصدومة في صمت. نظرت إليه و كان يتجنب نظراتي. تحركت أخيرا لابتسم و امسك يديه.
"لا بأس ..كل شيء على مايرام. أنا افهمك..و من كان يدري انه خلف هذا الرجل الطفولي..يوجد أخ أكبر لطيف؟"
سطعت عينيه بسعادة ليقول :"إذن ستأكلين؟".
أومات برأسي ليضع الصينية على ركبتي. عرف نويل بالضبط ما أريده دون أن اخبره، أنهيت كوب عصير الفانيلا بحبوب الشيا، شريحة البيض بتوست الافوكادو، بانكايك الموز و شريحتين من خبز القمح.
"الخطوة الأولى تمّت بنجاح، و الآن الخطوة الثانية هي اخراجك من السرير"، قال لأخفي يدي خلف ظهري حين حاول امساكهما.
"لقد أكلت للتو نويل"
"إذن، أصبحت لديك الطاقة الكافية للخروج الان"، قال محاولا الوصول الي لاتدحرج نحو الجانب الاخر من السرير.
"اوديتا" زمجر ، "عليك أن تحظي ببعض الاتصال البشري، ناهيك عن سؤال جافيير عنك طيلة الوقت ما إن كنت بخير"
"لست بحاجة ل'لتواصل البشري' أما عن جافيير سأجد حلّا لاحقاً"
"اوديتا فقط جولة قصيرة في الحديقة"
فتحت فمي لاعارضه لكن الألم ضرب منطقة بطني مجددا لاعتصر نفسي بألم
"أو..بالتفكير مجددا..انتِ فقط ارتاحي هنا ..حسنا؟" تمتم بسرعة
--------------------------------------------------------------------
(لو كنت الكاتبة ما كنت رح اعمل هيك بارت ما فيه أحداث غير آلام الدورة و اصرار نويل على إطعام اوديتا ಠ~ಠ )
لا تنسوا الإعجاب التعليق و مشاركة الفصل مع اصدقائكم.
نلتقي بالفصل القادم
شكرا.