خطر الرفيق 1 (مكتملة)- Mate d...

By d099_na

30.8K 1.8K 611

~•الجزء الثاني من رواية فتاة الغابة •~ لقد خسرت كل شيئ ، خسرت عائلتي وشقيقتي ، خسرت أعز أصدقائي والآن أنا أ... More

مقدمة
{2} قرارات طائشة
{3} ليلة بـقربها
{4} كُشف أمري
{5} رُفضتُ ثانيةً!
{6} أمر لم يكن بالحسبان
{7} عيد ميلاد سعيد
{8} ألم الرفض
{9} أسرار الرفيق
{10} تحقق الحلم
{11} مات الألفا
{12} جميعكم قتلتموه
{13} عودة الرفيق
{14} العروس الهاربة
{15} ليلة في الجحيم
{16} خطر
{17} لحظات ضعف
{18} العودة
{19} الحقيقة
{20} خسارة جديدة
{21} إفتراق
{22} هل تقبلين؟
{23} النهاية
رواية جديدة

{1} بداية غير موفقة

2.8K 129 16
By d099_na

سلام يا جميلات ، أتمنى شوف دعمكم على هالرواية وحماسكم
وأتمنى تعجبكم
قراءة ممتعة
⁦。◕‿◕。⁩

~•DYMEN P.O.V•~

في مكان شديد الظلام ، حيث كنت أجلس فوق مقعد خشبيّ مكبل اليدين والقدمين ومغلق الفم ، حاولت التحرك كثيراً لأحرر نفسي لكن القيود الفضية التي تحيط بجسدي كانت تمنعني من ذلك!

وفجأة ظهر صوت وقع أقدام على مقربة مني فنظرت فوراً للناحية التي ظهر منها الصوت ورأيت فتاة بجسد ممشوق تقف هناك وهي تنظر لي بغضب

وعندما أقول تنظر لي أقصد فقط عيناها الزرقاوتنا التي شعت بإتجاهي ، لكن لا معالم أخرى بسبب الظلام!

كانت كالظل!

ومع ظهورها وغضبها ظهرت السماء الملئية بالغيوم فوقي وضرب البرق أمامي لتتوسع عيوني بصدمة وأحرك رأسي بالنفي وأنا أحاول التحدث لأيقافها أو فهم ماتريده مني لكن لا فائدة!

ومع كل حركة منها وإقترابها مني كان ضوء البرق يضرب بشكل أقوى وصوت الرعد يكاد يؤذي أذني ، حتى أنني شعرت بالدماء تخرج منهما وظننت أنني سأفقد بعدها الوعي !
.
.
شهقت بقوة ونهضت وقد فتحت عيوني لأنظر للمكان حولي بإرتباك في محاولة لفهم مايدور حولي لكنني لم أجد نفسي سوى على سريري في القصر وقد حل الصباح بالفعل!

كما تصبب العرق من رأسي ليصل لرقبتي فتنهدت براحة وسحبت شعري لأرفعه عن وجهي

لا أدري لما ، لكن في كل مرة أقرر فيها الذهاب إلى المدينة البشرية وتحديداً للجامعة التي كانت ملك أمي كنت أرى هذه الفتاة في حلمي ، لكن ذات مرة كانت تجلس على العشب الأخضر والسماء صافية فوقنا ومئات المرات التي كانت غاضبة والغيوم تملأ سماءنا لتمنع حتى ضوء القمر وأنا مكبل اليدين هكذا!

"ألفا صباح الخير ، الفطور سيجهز قريباً" فُتح الباب وظهر الحارس ليخرجني من دوامة أفكاري فنظرت له لثوان ثم اومأت برأسي ونهضت لأخذ حماماً سريعاً وأنزل لأنضم لشقيقتي دالين ووالدي الألفا السابق آندروس

"صباح الخير أخي ، هل حلمت اليوم بتلك الفتاة؟" سألت شقيقتي ساخرة لأقلب عيني وأمسك بشوكتي وقد جلست على يسار أبي وهي كانت مواجهة لي

"حسناً قولي ماشئتِ .. سأحضرها لكم يوماً ما ، ثم توقفي عن السخرية من ألفا لقطيعين واذهبي وأعثري على رفيقك فقد بدأت أقلق عليك " قلتها لأغيظها فعقدت حاجبيها ونظرت لأبي.. السلاح القوي دائماً لها

"أبي هل يمكنك أن توقفه عند حده إنه يتمادى مع الوقت وقد بدأ غروره يزداد" قالتها ورفعت حاجبيها ماجعلني أضحك

"لن تكبرا مهما فعلت لكما ، أسفي على القطيع الذي تتولاه بني" قالها أبي مدعياً اليأس لنضحك معاً

"إذاً سأذهب الآن فطريقي طويل إلى المدينة البشرية ، أراكما في المساء" وضعت آخر قطعة لحم في فمي ونهضت سريعاً لأحمل سترتي الجلدية وأتجه نحو باب القصر

"لاتنسى أن تحضر فتاة أحلامك معك" سمعت صوت دالين الساخر من خلفي لأحرك رأسي بالنفي بيأس وأخرج لأخذ الخوذة عن دراجتي السوداء كي أضعها على رأسي وأركبها منطلقاً بها نحو الطريق الترابي المزعج

قدتها طويلاً حتى بدأت المدينة تتشكل أمامي ، لا أدري لما لكن هذه المرة أشعر أنني سأجد هذه الفتاة ، سأجدها اليوم ! هناك شعور قوي بداخلي يخبرني بذلك..

ضغطت على المكابح بقوة عندما خرجت من شرودي ورأيت سيارة سوداء مع نوافذ سوداء تقف أمامي لأعقد حاجبي بغضب وأنحني بالدراجة لأوقفها واضعاً قدمي على الأرض وعاكساً إتجاه العجلات قبل أن أصطدم بها

"اللعنة زاك اللعنة!" صرخت بإنفعال عندما أنزل النوافذ ورأيت قائد المحاربين زاكروس ينظر لي ببرود

"هل كنت تنوي دخول المدينة البشرية على الدراجة وبهذه السرعة الجنونية التي تقود بها!" سألني مستفهماً لأغمض عبنيّ وأشير له بيدي كي يبتعد

"سأخفف سرعتي ، لكنني لن أصعد إلى هذه السيارة ولا تبدأ بإلقاء الخطابات والأوامر عليّ.. لن أخرج اليوم كـ.رئيس للجامعة ربما في المرة القادمة" قلتها وأنا أرفع دراجتي عن الأرض

ففي كل مرة كان يريد مني أن أحضر الجامعة كـ مديرها لا متنكر كـ طالب عاديّ لكنني كنت أرفض دائماً! .. لا أحب أن يروني البشر حاكماً عليهم أيضاً، يكفي الذئاب !

"كما تشاء ، لكن السيد مايكل قد جهز لك خطاباً كي تلقيه اليوم بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة اللونا ورئيسة الجامعة " قالها لتتوسع عيوني وألتفت له بغير فهم

"لم يكن وفاتها بهذا اليوم!" هل يخدعني؟

"أجل لكن خبر وفاتها وصل للبشر متأخراً أنسيت" سألني لأغمض عيوني بضجر وأتنهد

حسناً لقد أقنعني ، إذا اليوم هو اليوم المشؤوم الذي سأفرض فيه هيبتي على البشر

"حسناً إذاً..فالنذهب" قلتها بضجر وترجلت من دراجتي لأركنها جانباً ثم توجهت نحو الباب اليميني لأجلس بقربه لكنه لم يحرك ساكناً

"هيا زاك!" قلتها ليرفع يده مشيراً للخلف

" كلا .. كلا لن أجلس في الخلف" قلتها بضجر

"هيا فقط اليوم سيدي" قال كلمته الأخيرة ساخراً لاقلب عيني وافتح الباب لأصعد في المقعد الخلفي

يبدو أنني سأسمع كلمة سيدي من البشر كثيراً الآن ، آه أشعر بالضجر حقاً، فكلمة ألفا تكفيني!

"ماذا كانوا يفعلون في هذا اليوم عادةً؟" سألته مستغرباً فهو على صلة بالبشر أكثر مني كونه ساحر فقط ، لا ذئب أو وحش آخر بداخله!

"كان السيد جيمس يلقي الخطاب لكنه مريض اليوم لذلك لن يستطيع القدوم" أجابني لاتنهد

حظي الجميل!

توقفنا بعد عدة كيلومترات أمام مبنى الجامعة الضخم ليركض الحارس الواقف هناك ويفتح لي باب السيارة وهو ينحني

"ألفا دايمن" قالها بإحترام .. إنه مستذئب ، جميع الحراس هنا كذلك

نزلت من السيارة وربتت على ذراعه ليستقيم ونبدأ بالسير نحو البناء الجامعي كما تبعنا زاكروس بعد ثوان قليلة

"سيد دايمن .. أهلاً بك " نادى صوتٌ ما وركض نحوي ليتبين أنه السيد مايكل نائب الرئيس التنفيذي جيمس ليصافحني ويعبر لي عن سعادته وفرحه من قدومي إلى الجامعة كما كان ورائه عدّة أشخاص تبين بعد أن عرّفهم لي أنهم المعلمين الخاصين بالجامعة.. أو كما يقولون.. دكاترة الجامعة

كنت أعرف بعضهم من قبل بسبب زياراتي المتكررة إلى هنا كطالب كما وحضرت بعض محاضراتهم بالفعل لكن البعض الآخر كانت مرتي الأولى في مقابلتهم!

أدخلني إلى مكتبه وأحضر لي كوب قهوة وبدأنا نتحدث عن أمور الجامعة وأخبارها كما وقدم اعتذاراً نيابة عن المدير التنفيذي جيمس ووضح لي مرضه

"أستاذ مايكل ، كل شيئ جاهز" قالها شخص ما وهو يقف عند الباب ليومئ له السيد مايكل ثم نهض مشيراً نحو الباب

"يمكننا أن نذهب لتلقي خطابك الآن ، بعدها سآخذك في جولة على الأقسام إن كنت ترغب في ذلك" قالها بإحترام شديد

"لا بأس لا داعي لجولة الأقسام فقد اطمئننت على الجامعة من حديثك" قلتها ممازحاً ليضحك بإرتباك

فقد كان يتحدث عنها وكأنها أفضل جامعة في العالم! أجل صحيح أنها الأفضل في المدينة البشرية لكنه بالغ في كثير من الأمور!

خرجنا إلى ساحة كبيرة مليئة بالطلاب الذين وقفوا بإستعداد وإحترام منتظرين وصولي وسماع كلمتي والتعرف عليّ

أشار لي السيد مايكل أن أصعد إلى المنصة فتوجهت إلى السلالم لأجد أن الجميع قد نظر لي ، بعضهم مستغرب من صغر سني وبعضهم فقط يراقب بدون مشاعر وبعضهم كان معجباً؟!

"أليس هو ذلك الفتى الذي أعجبتي به؟" "أليس هذا الفتى الذي جاء إلى محاضرتنا مرة واحدة؟" "انظري انظري هل هو المدير؟"

كنت أسمع تلك العبارات من بين الحشود ، حسناً لا بدّ أن بعضهم لاحظني مسبقاً رغم أنني حاولت أن لا أكون مرئياً أمامهم!! تنهدت بهدوء وتابعت سيري حتى توقفت خلف مكبر الصوت وألقيت نظرة على الجميع قبل أن أبدأ كلمتي

"أهلاً بكم جميعاً ، يشرفني أن أظهر اليوم أمامكم وأعرفكم بنفسي ، أدعى دايمن وأنا هنا لأرثي والدتي التي توفيت في مثل هذا اليوم منذ أكثر من عشر سنوات ، يؤسفني جداً خسارتها لكن يسعدني أن أرى الأجيال تقف احتراماً لروحها في كل سنة ، أود أن أشكركم لجهودكم وأن أشكر السيد جيمس والسيد مايكل على حفاظهم على هذه العادة الرائعة وعلى حفاظهم على الجامعة في غيابنا ، لا أريد أن أطيل عليكم أكثر لذا دعونا نقف دقيقة صمت على روحها الطيبة" قلتها وتراجعت قليلاً لأوجه نظري للأسفل ففعل الجميع ذلك بصمت

وفجأة رائحة رائعة ضربت أنفي وجعلت ذئبي يهيج داخلي كما جعلتني أعيد نظري للطلاب بلا وعي وأنا أبحث عن صاحب أو صاحبة هذه الرائحة

عقدت حاجبي وتقدمت قليلاً من الحافة لأحدد الوجهة لكنها كانت منبعثة من داخلهم ويستحال أن أجدها من بين آلاف الطلاب!

{دايمن مالذي تفعله إنها دقيقة صمت عن ماذا تبحث الآن؟!} ظهر صوت زاكروس عبر الرابطة لأنتبه لنفسي وأشعر أن بعض الطلبة قد نظروا إلي بالفعل فتراجعت بهدوء وأنزلت رأسي حتى اكتملت تلك الدقيقة فشكرتهم سريعاً ونزلت عن المنصة

{زاك إنها هنا .. لقد شممت رائحتها} قلتها عبر الرابطة وأنا أقترب من زاكروس لينظر لي بغير فهم بينما كان السيد مايكل يبدي أعجابه بكلمتي

"إذاً سيد دايمن هل ترغب بالرجوع إلى المكتب أم.." سألني لأعيد تركيزي إليه وأقاطع كلامه سريعاً

"كلا سنذهب في جولة الأقسام التي تحدثت عنها" قلتها ليبتسم لي ويشير إلى إحدى الإتجاهات كي نذهب فيها

"هنا قسم الهندسة الجميع هنا..." كان السيد مايكل يشرح ويشرح عند دخولنا لكل قسم لكنني لم أتذكر أياً مما قاله فقد كان عقلي مشوش بتلك الرائحة ولم أستطع أن أشتمها من بين الطلاب حتى الآن

{هل حقاً يعجبك هذا؟!} كان زاكروس عبر الرابطة

{انتظر ، أرغب بالوصول لصاحبة تلك الرائحة ، لن أغادر قبل أن أجدها} أجبته وأغلقت تواصلي معه كي لا يزعجني وعدت لتركيزي على الروائح الموجودة

".....قسم الكيمياء ، هناك محاضرة فالندخل كي تفهم مقصدي" قالها وفتح الباب لندخل إلى المدرجات ويلتفت جميع الطلاب نحونا

لحظة.. أي مقصد كان يقصده؟؟!

"أهلاً سيد دايمن" قالها المعلم الذي كان يلقي المحاضرة وتقدم ليصافحني فرفعت يدي سريعاً لأصافحه وأنا أبتسم

وفجأة فُتح الباب من أعلى المدرجات ودخلت تلك الرائحة الرائعة فألتفت إليها متجاهلاً المعلم لأرى الفتاة التي دخلت..

لقد كانت ناعمة جداً بشعر كستنائي يصل إلى وسط ظهرها وعيون بنية مرتبكة لا أدري من ماذا!

"أنتِ.." ناديتها وأنا أشير نحوها لتنظر لي ما إن جلست على إحدى المقاعد الفارغة

"أجل؟" سألت بإستغراب بينما إلتفت الجميع نحوها

"انهضِ يا فتاة انهضِ" قالها المعلم لتنهض سريعاً وتنظر لي مباشرةً ، لكن نظرة القلق قد اختفت واحتل البرود مكانها !

"فـ..في الواقع طلابنا عادةً لا يتأخرون عن المحاضرات لذا لا تلقي لها بالاً" قالها السيد مايكل من جانبي لكنني لن أدعها الآن..بعد أن وجدتها!

"تعالي إلى مكتب المدير .. حالاً" قلتها بصرامة وانا أحاول إخفاء مشاعري وهيجان ذئبي بداخلي

خرجتُ من هناك متجاهلاً السيد مايكل والمعلم اللذان أظهرا الإرتباك بينما تبعني زاك ببروده المعتاد وصمته .. يبدو أنه بات يعرفني جيداً وفهم أنها الفتاة التي أبحث عنها

دخلت إلى مكتب المدير لتدخل خلفي وتنظر لي بنظرات غريبة ! هل هي غاضبة أم خائفة أم مرتبكة أم ماذا؟ لماذا لا أستطيع قراءتها الآن؟!

"اخرج.. من فضلك يجب أن أتحدث معها" قلتها للسيد مايكل الذي كاد أن يدخل الغرفة لكنني منعته وقد عاد أدراجه بإرتباك

"إذاً.. آنسة..؟" كتفت يدي وتهديت بالمكتب خلفي وأنا أنظر لها

"كاثرين.." قالتها وهي تمسك كتبها بين يديها وقد شعرت بضغطها عليهم.. لكن.. صوتها كان جذاباً وناعماً كهيئتها

أقسم أنني أكاد أفقد السيطرة على ذئبي!

"حسناً يا آنسة كاثرين ، ألا تعلمين أن التأخر ممنوع في جامعتي ؟ مالذي جعلك تتأخرين؟" سألتها بفضول أكثر من أي سبب آخر

"لقد أوصلت أخوتي إلى المدرسة" قالتها وأبعدت نظرها عني لأعقد حاجبي وأنا أستمع لدقات قلبها المتسارعة ..

رائع! إنها تكذب!

"لا يمكنك خداعي يا آنسة فقد كنتِ موجودة عند رثائي للمديرة لذا سبب تأخرك في الجامعة وليس خارجها " قلتها وأنا أتذكر رائحتها هناك لإرى عيناها تنظران نحوي مجدداً

"لابد أنك استشبهتني بواحدة أخرى من بين ذلك الحشد من الطلاب!" قالتها وهي مازالت مصرة على كذبتها وقد شعرت ببعض الإحباط..

أنا أكره الكذب! ومن يكذب أيضاً ، لماذا تفعلين هذا بي يا فتاة ، مالذي تخفينه؟

"حقاً؟ حسناً قدومك إلى الجامعة كان في التاسعة والنصف ، إذا كان ماقلته صحيح فهل أوصلت أخوتك في التاسعة إلى المدرسة؟ أي مدرسة تقبل بهم في هذا الوقت؟" سألتها لتبعد نظرها عني.. ثانيةً

"إن كنت ترغب بسحب منحتي فـ لك ذلك ، لا أحتاجها بعد الآن" قالتها واستدارت! إنها تريد الخروج!! وبلا إذن مني حتى!!!!

قبل أن أتحرك أو أبدي أي ردة فعل لما فعلته فُتح الباب وظهر شاب وهو يلهث وكأنه عبر المحياطات كي يصل إلى هنا، تقدم نحوي وانحنى قليلاً ثم أشار إليها

"سيدي أرجوك لا تعاقبها ، إنها تتأخر في أول حصة بعد كل رثاء ، إنها فقط تذهب وتبكي وحدها في الحمام وعندما تهدأ تعود إلى القاعة" قالها ذلك الشاب ذو الشعر الأسود الحالك والعيون التي تعكس نفس اللون

"ألبيرت!" صرخت بغضب من خلفه ليلتفت لها ثم تجاهلها وأعاد نظره لي

"أقسم لك سيدي هذا مايحدث لذا أرجوك لا تعاقبها أو تسحب منحتها" تابع بنفس متقطع لأشعر بغضب في داخلي ، من هذا؟!! ولماذا واللعنة يدافع عنها!

"اذهبـ.. اذهبا الى محاضرتكما ، سأفكر في الأمر" قلتها لينحني لي ثانيةً وهو يبتسم ثم ذهب إليها وسحب يدها كي يخرجها فضغطت على أسناني وضربت طاولة المكتب بقوة

من يكون واللعنة!!!

"سيد دايمن.. سيد دايمن ماذا حدث؟" دخل السيد مايكل بعد الصوت الذي صدر من ضربي للطاولة لأغلق عينيّ بسرعة كي لا يرى ظلامهما ، فقد كدت أن أفقد سيطرتي على ذئبي ولابد أن لون عيوني قد تحول للأسود

"هل أنت بخير؟" سألني وهو يتقدم لأفتحهم بسرعة وقد عدت لطبيعتي

"أنا بخير.. بخير لا تقلق لم يحدث شيئ ، من ذلك الشاب ؟" سألته بفضول وأنا أتقدم نحو الكنبة لأجلس عليها ، لا أريد أن أفقد زمام الأمور الآن!

"إنه ألبيرت ، لقد ظهرت منحة له مع كاثرين بسبب ذكائهما في المدرسة وقد أتمو عامين إلى الآن" قالها وهو مازال قلقاً من القرار الذي سآتخذه ضدهما

"هل يقرب لها؟" سألته.. لا أريد أن أخرج وأقضي عليه

"في الواقع نحن لا نعلم ماصلة القرابة ، فقد سجلوا اسماءً قد ماتت منذ زمن كـ اسم الأم والاب لذا لسنا متأكدين من صحة معلوماتهم

أخذت نفساً عميقاً وشبكت يدي ببعضها محاولاً فهم مايدور لكن صوت زاك منعني كالعادة!!

"سيدي يجب أن نعود الآن" قالها بإحترام لأنظر له وابتسم

{يجب أن نذهب إلى التدريب} قلتها عبر الرابطة ونهضت ليقلب عينيه ويخرج من هناك

"شكراً لك سيد مايكل على مافعلته اليوم ، وسنعود قريباً" قلتها وأنا أصافحه وابتسم ثم خرجت من هناك نحو الباب الخلفي للجامعة وأنا أتتبع رائحة زاكروس

وقفت بين الأشجار في ساحة ليست سيئة لأنظر إلى الأعلى وأمسك بقميصي لأمزقه وأخلعه مع سترتي الجلدية

"تعال هنا زاك" قلتها بصوت ذئبي فقد أراد تفريغ غضبه لأجد زاك يقفز من فوق شجرة ليقف أمامي وقد خلع هو أيضاً قميصه

"هل حقاً تريد ذلك؟ ستخسر ثانيةً وستغضب أكثر وتعود للقطيع بهيئة ذئبك كالعادة" قالها ساخراً لأضع إبتسامة جانبية على وجهي وأرفع حاجبي

"تعال لنرى" قلتها بتحدي وهجمت عليه بإندفاع ليتجنب لكماتي لثواني حتى بدأ هو الهجوم فتجنبتها بسرعة ورفعت يدي لأمسكت به من عنقه وركلته بقوة لأطرحه أرضاً

"ذلك الوغد سيدفع الثمن ، من يكون كي يمسك بيدها ويسحبها خارجاً ، ولماذا أتى كـ محامي الدفاع لها" قلتها من بين أسناني وقد ثبتت زاكروس على الأرض لأبدأ بلكم وجهه بقوة

"ولماذا كذبت عليّ.. لماذا واللعنة تكذب ومالذي تخفيه!" صرخت بها ولم أنتبه لما فعلته بزاكروس بين يديّ حتى ظهر أنينه

"حسناً حسناً دايمن توقف ، لقد تغلبت علي توقف ، تباً دايمن!" صرخ بصوت مرتفع لأنتبه لنفسي وأنهض عن جسده ، لقد كدت أقتله!

"هلـ.. هل أنت بخير؟!" سألته وأنا أمد يدي ليمسكها وينهض ، لكنه لم يقف بإستقامة بل انحنى قليلاً ووضع يده على صدره أثر لكمتي كما كان وجهه مليئ بالكدمات ..

اللعنة هو لا يشفى من تلقاء نفسه مثلنا إنه ساحر بشري ضعيف!

"بخير ؟ هل تسمي هذا بخير؟ حسناً أستسلم أنت حقاً غاضب ، دعنا نعود إلى القطيع كي لاتفقد السيطرة ونصبح في خبر كان.." قالها وهو يسير عائداً للسيارة لأرى قدمه التي أصيبت أيضاً فقد كان يعرج

أنحنيت لأخذ ملابسنا من الأرض ثم توقفت لوهلة عندما إلتقطت تلك الرائحة الرائعة ثانية فعقدت حاجبيّ وألتفتت لأبحث حولنا لكن لا أثر ! لابد أنني بدأت أهلوس بالأمر!

حركت قدمي سريعاً وتقدمت من زاكروس لأضع يده حول كتفي كي يستند علي وسرت به إلى السيارة

"سأقود أنا إذاً" قلتها وأنا أغلق الباب بعد أن وضعته على الكرسي الأيمن ثم توجهت إلى خلف المقود لنبدأ الإنطلاق

"انتظر.. هل انتهت المحاضرة؟ لما الجميع يخرج؟" سألته وأنا أرى الطلاب يخرجون من الجامعة

"إنها الحادية عشر والنصف بالفعل ، وقت الطعام" قالها لأهمهم وأركز على الطريق حتى وصلنا إلى الطريق الترابية ولمحت دراجتي المصفوفة جانباً فراودتني فكرة جنونية

"زاك عزيزي قد السيارة وتابع للقطيع سوف أعود مساءً.. يجب أن اتأكد من شيئ" قلتها وأنا أركن السيارة بجانب الدراجة وإلتقطت قميصه مع سترتي الجلدية من المقعد الخلفيّ

"دايمن حقاً؟ كيف سأقود بقدم مكسورة!" قالها مستنكراً لكن ليس لدي الوقت لأضيعه في نقاشه

"أخذت قميصك فـ قميصي قد تمزق بالفعل" قلتها وأنا أشير للملابس وأغلقت باب السيارة لأرتدي ما أحمله بسرعة وأضع الخوذة على رأسي وانطلق بدراجتي نحو المدينة البشرية

عدت أدراجي نحو الجامعة وأنا أراقب الطلاب إلى أن شممت رائحتها فعقدت حاجبي ونظرت حولي حتى رأيتها تستقل إحدى الحافلات وما جعلني أستشيط غيظاً هو ركوب ذلك الوغد ألبيرت معها

لحقت بالحافلة بهدوء ووقفت معها عند كل محطة إلى أن نزلا .. وكانا معاً أيضاً!!

ضغطت على أسناني وحاولت تنظيم أنفاسي ، لا أريد أن أتحول الآن وانقض عليه!

تابعتهم وهم يسيرون نحو إحدى الأفرع فركنت الدراجة وأبقيت الخوذة على رأسي ثم تبعتهم حتى رأيتهم يدخلون في زقاق قديم جداً ومهترئ

وما صعقني هو تقدم ألبيرت وهو يحمل مفاتيح منزل قديم مهترئ وفتح بابه ليخرج ثلاث أطفال من هناك ويركضوا نحوهم ليعانقونهم

وقفت هناك بدهشة لتتوسع عيناي أسفل خوذتي وقد أعتراني الشعور بخيبة الأمل!

مـ.. ماهذا ؟ ومن هؤلاء؟! ولماذا يدخلون جميعهم إلى الداخل ؟؟؟ من يكونون لها بحق الله !؟
•~~~•~~~•~~~•

To be continue...

Continue Reading

You'll Also Like

9.5K 551 31
تحركة قدماي من غير ان أشعر وقفت ورأها فور أن اغلقت الباب التفتت ونضرت الي وجهها ومن غير ان أشعر خارجة منِ جمله واحد ...
13.2K 1.4K 18
__________ اغلبنا لدينا أوهام.. اما ان نتجاهلها أو نهتم بها، لكن ماذا لو كانت هذه الأوهام سبب هلاكنا؟، ماذا لو يوجد شخص يلاحقنا ويسعى لقتلنا بإستخدام...
591K 30.7K 61
عندما رايتُك أول مرة شعرت وكأن الزمن قد توقف من حولي .... أختفت الاصوات وكان معها إختفاء البشر .... عيناي لم ترى سواكِ قلبي وكأنه ينبض من أجلكِ وكان...
3.4K 255 30
دخلت داخل الجزيرة وانا اتأمل الاشجار الطويلة والعصافير التي تصفر بأصوات خفيفة ولطيفة رهيب "ستعتادين على الامر" قالها الفتى مقاطعني بنظرات لطيفة توقف...