شيء ما 𝙎𝙊𝙈𝙀𝙏𝙃𝙄𝙉𝙂 (إي...

By moonsky0606

50.9K 2.6K 1K

لا لا يمكن أن يكون هو بعد كل هذا الوقت، كم مر من الوقت أنا خائف ألا يكون هوولكن مازالت تلك الرائحة تميزه، ماا... More

اخيرا قابلتك (1)
ساجعلك لي 2
قرار متهور 3
"مرحبا امي بالقانون"
"اليوم الاول" 5
أهلا بك سيد غريب 6
يقين بحبك (7)
خاتم لن يرتديه يوما 8
قواعد المنزل 9
انفصال وعلاقة جديدة 10
دعني احبك 11
يوم جديد 12
جحيم بارد 13
الشوكولاتة14
اليس هذا افضل؟ 15
ضيف غير مرحب 16
ادراك 17
دار الايتام 18
شعور غريب 19
مباراة 20
جزر كيراما 21
"Rose or Slap"22
جدال لاينتهي 23
الدراسة في الخارج 24
رسائل25
قلب فارغ 26
عناق 28
زهرة الرياح 29
ضائع بين دفاتر الماضي 30
محاولة هروب 31
مفاوضة 32
رسالة بحبر كالدم 33
معارف 34
مشروع 35
رموز تعبيرية 36
مرحبا مجددا (37)
عشاء في الخارج 38
فيليز 39
بدلة زرقاء (40)
يوم الخطبة (41)
خلف الكواليس(42)
تفكير ومواجهة 43

معارف؟ 27

1.2K 72 33
By moonsky0606

-"يجب عليك التحدث معه على الاقل" اردفت تلك المزعجة التي اقتحمت غرفتي دون اذن

-"وماذا سيفيد ذلك؟ ألم يفعل مايريد بالفعل؟" اردفت اقوم بمسابقة تحديق بيني وبين السقف اثناء استلقائي على سريري، قضيت طوال اليوم في هذه اللعبة الممتعة

-" لن يفيد بشيء، ولكن على الاقل لتحددوا موعد فسخ الخطبة"

نظرت اليها رافعا حاجبي بسخرية ثم اطلقت قهقهة خفيفة قائلا
-" بفتت حقا؟! هل قرر اخيرا اخذ رأيي بشيء؟ لقد اقيمت الخطبة دون الاخذ باعتباري، فلتنتهي هكذا افضل"

-" إن كنت الفا حقا وليس فقط غبي ذو راس فارغ فلتحاول اعادته ولا تقبل بفسخ الخطوبة، ايليت يتأثر بكلامك بشدة حتى لولم يظهر هذا، يمكنه التراجع عن كل هذه السخافات إن ابديت عدم الرغبة بالانفصال"

-"ومالذي يجعلك تفكرين أنني لا ارغب بالانفصال؟ النكتة تعود عليك (joke's on you) لانني من كنت انتظر فسخها بفارغ الصبر طوال الوقت!" اردفت بملل ومازلت احدق بالسقف لم احرك ساكنا

-"احمق سافل!!" اردفت اختي الغبية في غضب وخرجت من غرفتي بخطوات ثور هائج لتغلق الباب خلفها لتكاد أن تكسره

تنهدت وغطيت عيناي بيدي، هي تقول الحق، يجب أن نجتمع على الاقل مرة قبل أن نفسخ خطبتنا، لا أعلم لما اشعر بسوء حيال هذا الاجتماع ولكنه ليس خيارا

قضيت ساعتين و اكثر في السرير مماطلا فقط، حتى استجمعت شجاعتي واستقمت من سريري للاستحمام وارتداء ملابسي، ليس وكأنني ذاهب لأحارب او شيء ما إنه مجرد نقاش سيدور بيننا ولنحدد موعد انفصالنا لا اكثر ولا اقل

ارتديت قميصا بدون ازرار وبنصف كم وبنطال جينز، شعرت أنني عادي جدا ولا ابدو جيدا لأغير ملابسي لأخرى رسمية مرتديا بدلة كحلية وتحتها قميص، اللعنة أنا لست ذاهبا في مقابلة عمل لما هذا التوتر والرسمية!! اخرجت جميع محتويات حقيبتي فلم يتسن لي الوقت لترتيبها، حاولت إيجاد طقم ليس رسميا جدا ولكن منمق ويبدو مناسب ولكنني لم أجد ما أريد، تنهدت مستسلما عن البحث عن ملابس مناسبة اكثر وشرعت في تمشيط شعري للوراء، زجاجة العطر الموضوعة على منضدة التزيين لفتت انتباهي، هل اضع منها أم لا، اقصد بخة واحدة لن تضر اليس كذلك؟ هي لن تبقى كثيرا علي على اي حال

*

نزلت من غرفتي الى غرفة المعيشة لأطلب من امي رقم الاوميغا، لغبائي نسيت أنني لا أعرف رقمه أو أين يعيش، في الواقع لم أكن اعرف انه ترك منزل والداي وانه يعيش في سكن الآن، تقدمت من غرفة المعيشة لأرى امي وأدالي يتكلمان، أدالي تبدو حزينة كثيرا وغاضبة وامي لاتقل عنها في الحزن، قررت ألا اقاطعهما الان ليس لسبب ولكن كيلا اخوض نقاش آخر مع أدالي اعرف نهايته

جلست في الصالة افكر كيف سأحصل على رقمه لأخبره بمجيئي دون التصادم مع أدالي، تذكرت ذلك الرقم الغريب الذي كان يراسلني طوال فترة دراستي الجامعية والذي بلا شك كان رقم الاوميغا، فتحت هاتفي على آخر رسالة وصلتني من هذا الرقم، لقد كانت قبل اسبوع فقط عندما علم باقتراب عودتي الى المنزل وتمنى لي يوما سعيدا فقط، تشه يال نفاقه! رسالة طبيعية يظهر فيها المودة الزائفة والحب الكاذب ولكن عقله كان مشغول طوال الوقت بالتخطيط لتركي

على أي حال أخذت الرقم وحفظته في هاتفي باسم 'ذلك الاوميغا'، ترددت في الاتصال لا أعلم لماذا ولكنني في النهاية ضغطت خانة الاتصال، رن هاتفه قليلا وجلست أنا منتظرا حتى تم الاجابة على الهاتف

-"مرحبا؟" أجاب ذلك الصوت بتساؤل ولم أكن لأتعرف عليه فقد اخشوشن اكثر من آخر مرة سمعت صوته بها إن لم تخني الذاكرة، ولكنه مازال يحتفظ بنفس نبرته الهادئة والناعسة

-" ... مرحبا ايليت؟" اردفت بعد لحظات عندما افقت من تحليل صوته في مخيلتي، أحلام يقظة غبية

-"اوه، اهلا ماثيو!" اردف وقد تحمحم قليلا في صوته ليبدو أكثر نعومة وحيوية، ولكن لما يجيب وكأنه لم يحفظ رقمي؟ او انه لم يتوقع اتصالي

-" ... امي.. ترغب بأن نتقابل، تعلم لكي نحدد موعد فسخ الخطبة" اردفت احك مؤخرة رأسي، آسف امي لقد استعملتك بدون اذن ولكني لا اعلم عن ماذا أتكلم لذلك دخلت في الموضوع مباشرة

-"اوه اجل ... لم أقصد أن أُأَجل الانفصال، آسف لقد كنت متعبا بعض الشيء ولم أعد من المستشفى سوى صباحا، كنت ساتصل بك اولا ولكن لا بأس، إذن هل نلتقي الليلة؟" ماذلك التعب الذي يجعله يجلس في المستشفى لثلاثة أيام بعد العملية؟! اوه اجل لقد سمعت عن حدوث مضاعفات او شيء من هذا القبيل ولكنها ليست خطرة جدا، اتمنى ذلك

-" اجل لنفعل ذلك، هل ... الساعة الثامنة جيد لك؟" سألت محدقا بساعة يدي، انها السادسة والنصف الان، لقد اعطيته وقتا كافٍ ليتجهز

-"هذا يبدو جيدا، اممم هل أحدد مكان اللقاء ام تفعل أنت؟"

فكرت قليلا قبل أن اجيبه
-"فلتفعل أنت" فأنا لا افكر في مكان معين الان

-" امم مارايك بمنتزه سوميدا؟"

-"منتزه سوميدا؟" أليس هذا مكانا شعبيا ومنتزه عام؟ ظننته سيفضل مكانًا رسميا ومغلقا أكثر

-"اجل منتزه سوميدا، انه يطل على النهر واعتقد أن منظره سيكون خلابا في الليل، ام سيكون بعيدا قليلا عن منزلك؟ إنني ساذهب بالقطار لذا لن يكون بعيدا جدا أما عنك فاعتقد انه سيكون صعب الوصول اليه بالسيارة، اليس كذلك؟"

منظرا خلابا؟ هل يظننا سنذهب في موعد او شيء ما؟ إننا سنتقابل حرفيا لفسخ خطبتنا، أعتقد أن دماغه معطلة كما كانت، ولكن لنسايره
-" لا، لا بأس استطيع الوصول في الموعد، اعتقد سيكون مناسبا ل' مناقشة أمر الانفصال' اكثر من غيره من الأماكن" أردفت وفي نبرتي سخرية طفيفة لم اقصدها، ولكنني وعيت على نفسي عندما وجدته قد سكت

لأتحمحم واقول
-" اذن سأكون هناك في تمام الثامنة، الى اللقاء" وانهيت المكالمة

وبالفعل كنت في منتزه سوميدا في تمام الثامنة، حسنا ليس تماما فقد وصلت مبكرا قليلا والساعة الان 7:45 حسنا ليس مبكرا كثيرا اليس كذلك؟ كل هذا بسبب كثرة التفكير، لما انا متوتر؟ لا اعرف، لما أنا أشعر بالسوء؟ ايضا لا اعرف ولكنني لايمكنني التوقف عن الشعور بتلك المشاعر السلبية

وصل ضيف الشرف على الساعة 8:10 اعتقد انه متاخر
-"مرحبا، عذرا على التاخير" اردف الاوميغا

-"لا بأس لقد وصلت للتو أيضا" كذبت

-"اممم، اذن ل-لنذهب للجلوس، هناك" اردف واشار على المقاعد الخشبية، حقا اثنيه على ذوقه الرهيب في اختيار الاماكن

كلانا كان متوترا بلا سبب لذا لم يفتح احدنا موضوعا حتى الان بعد خمس دقائق من التحديق في اللا مكان

كانت له الخطوة الاولى في المبادرة للحديث فقال
-"امم، كيف حالك؟" اذن سنبدا بمجرد سؤال عشوائي؟ لا بأس به

-"أنا بخير، ماذا عنك" اجبت

-" بأفضل الاحوال" بالطبع ستكون كذلك بعد انفصالك عني دون سابق انذار

-" اذن ..." اردفت ولم اجد ما اقوله

-"اذن ..." اجابني بنفس الشيء ثم ابتسم بتوتر واستكمل " اعلم انه مكان غريب لمناقشة أمر الانفصال ولكني أردت رؤية النجوم أثناء التحدث، هي تساعدني على الاسترخاء" حسنا كانت تلك معلومة غير ضرورية

-" هذا جيد اذن ... بشأن فسخ الخطبة" اردفت

-" اجل، س-سنفعلها ..؟" اردف بنبرة مؤكدة ثم في نهايتها استفهام وكأنه يسالني هل حقا سننفصل

لاجيبه ب
-"اجل، اعتقد أن هذا نهاية الطريق معنا متى  تريد أن يتم فسخها" أردفت لأن فسخ الخطبة لنا يحتاج محام واوراق لنوقع عليها، الخطبة كانت كنوع من الوعد بالزواج بعد اكمال السن القانوني لأننا كنا مرتبطين بالوسم لذا فهي رسمية أكثر من الخطبة العادية واقرب لزواج غير معلن

-" لا اعلم، يمكنك أن تحدد أنت هذا سيكون افضل، أي وقت سيكون جيد معي" يتكلم بكل برود اتساءل أين ذهبت كل المشاعر التي كان يدّعي امتلاكها لي من قبل، أم أن الوسم كان يؤثر على صحة عقله فلا يستطيع التفريق بين الحاجة الجسدية والحب؟

-"حسنا لنجعله بعد ... اسبوعين؟ أعتقد أن هذا وقت مناسب لأنني ساعود الى مدينة xx لاكمال التدريب بعد شهر" اردفت

-" لا بأس معي أيضا، سيكون وقتا مناسبا لتجهيز اشيائي وتحضير نفسي، اعتقد أن الطبيب قال انني ساكون بخير بعد ثلاث جلسات اخرى" اردف الاوميغا، لاستغرب حديثه واسال

-"جلسات؟" نظر لي بارتباك وكانه لم يكن من المفترض به قول هذا

ولكنه اجاب
-"اجل جلسات، أحتاج الى بعض الجلسات العلاجية ليتاقلم جسدي مع الوضع الجديد، لقد كنت ... لخمس سنوات موسوما، قال أنها مدة كبيرة والانفصال المفاجئ قد يدخل جسدي في حالة صدمة لذا يجب علي زيارة الطبيب مرتين في الاسبوع للعلاج الفيزيائي وكتابة عدد جرعات الدواء كي يبدا جسدي بالعمل كأي اوميغا آخر"

-"هذا جيد اذن، هل تفضل أن تكون كنيسة أم في المحكمة؟" تساءلت رغم اني افضل أن ننهي الامر في المحكمة سريعا فالكنيسة مملة وتقوم بأشياء لا داعي لها

-" اعتقد أن اجراءات المحكمة ستكون ايسر" اجاب الاوميغا

-" سأتفقد الايام الشاغرة لاجراء الامر ثم ساعطيك خبرا" اردفت

-"هذا جيد" اجاب بالمختصر

بقينا صامتين قليلا لم يفتح احدنا حديثا ولم نفترق بعد، وكأننا نريد ان نتحدث أكثر ولكن لايوجد مانتحدث فيه

-"لما فعلت هذا دون علمي؟" سألته بشكل عشوائي، للحقيقة أردت أن أسأله هذا منذ فترة ولكني لم استطع

نظر لي باستفهام وقال
-"ماذا؟"

-"أقصد لماذا اجريت العملية قبل أن اعود من التدريب، هل كنت بهذه العجلة للانفصال عني" اردفت ولم اكن اقصد التفوه بآخر جملة بصوت عالٍ فهاهو يطالعني باستنكار وتفاجؤ

-" أ-أنا، أنا ظننت أن هذا سيسعدك وسيريحك مني"

-"وهل تظن انني سأكون سعيدا عندما تحدث الأشياء وراء ظهري ودون اعلامي؟!!" اردفت بانفعال، اللعنة لم اقصد أن تخرج نبرتي بهذه السيطرة

-" ل-ليس الامر كذلك!" اردف بارتباك، لما يبدو خائفا هكذا هل ابدو مخيفا بالنسبة له؟! ذلك الاوميغا مقارب لطولي ويمتلك بنية جسدية مثالية ولكنه مازال يرتعد كالقطة كلما انفعلت عليه قليلا، جبان

-"اذن ماهو الامر؟!!"

-"أ-أنا أردت في البداية أن أجري العملية في عيد ميلادك ك-كي تكون هديتي الاخيرة لك، و-ولكن هذا يعني انتظار عام كامل، ل-لذا ..."

-"لذا؟؟"

-" لذا قررت اجراءها في يوم اتمامي الواحد والعشرين، اعلم أن الاشخاص يحصلون على هدايا في عيد ميلادهم ولكنني قررت اهداءك أنا هذا المعروف رغم ذلك ههههه" اردف بارتباك مع ضحكة متوترة وحك مؤخرة عنقه

-" ودون اخباري؟ هل تعتقد أن هذا من حقك؟؟"

-"أ-أردت أن اجعلها م-مفاجأة، في النهاية هذه ارادتك منذ البداية، ه-هل يهم حقا اخبارك متى واين ولماذا فعلتها؟"

-" اجل انه مهم! لماذا تتصرف دائما من عقلك وحدك دون الاهتمام بالطرف الآخر! لطالما كنت كذلك، وهل تظن أن انفصالنا سيكون هدية جيدة؟ هل أنت اخرق؟ ارتباطنا خطأ ماكان يجب أن يحدث وأنت فقط صححت ذلك الخطا هذه ليست شيئا اسعد عليه" هل اعتدت الانفعال عليه لذا لا استطيع التحكم في اعصابي الان، أم أن حديثي منطقي لا اكثر؟

-"أ-أنا اعلم" تمتم بصوت شبه مسموع

-"أنت تعلم؟!! وهل تعلم ماذا حل بحياتي بعد تطفلك عليها؟!" مجددا تمكن الغضب مني، اعلم انني يجب ان اطبق فمي الان واترك الامر يمر ولكنني لا استطيع

-" أجل، أنا اعلم، أنا هو سيء هنا ولأجلك احاول تصحيح مافعلته، حسنا؟" اردف بنبرة مرتفعة وصوت جهوري ولكنه مختنق

-" وهل تظن أن ابتعادك الان سيعيد الخمس سنوات التي افسدت فيها حياتي؟"

-"أفسدت حياتك؟ إنني بالكاد كنت موجودا في ذكرياتك!! الايام التي تشاركناها معا بعد انتهائك من الثانوية تعد على الاصابع!!"

-" أجل افسدتها، كل شيء كان يسير بالشكل الصحيح له قبل اقتحامك منزلي بلا حياء، حصلت على اموال والدي وكأنها ملك لك وعشت في منزلي طوال الخمس سنوات الفائتة ولم يكفيك ذلك لتجعل عائلتي في صفك وكل مايفعلونه فور لقائي هو تأنيبي بسببك! كل شيء أصبح يتركز حولك حتى في حياتي الخاصة وليتك تقدم تعويضا عن ذلك!" اللعنة ليس هذا ماكنت اريد قوله، فقط فلتصمت لساني الغبي انني ازيد الامر سوءا

رأيت ملامحه الذابلة بالفعل تزداد تعاسة وبدى عليه مدى تأثره بكلامي حتى أن عينيه تلمع ببريقا أكثر تنعكس عليه النجوم بوضوح، وكأنه على وشك البكاء

-" أعلم، أعلم أنني استغلالي مقرف- ... اعلم أنك لا ذنب لك في التورط مع شخص مثلي، وها أنا احاول اصلاح كل شيء، أنا آسف حسنا؟! لم اقصد أن يؤول الأمر الى كل هذا فقط أردت- ... فقط أردت أن اعيش حياة الشركاء اللعينة أن استطيع أن اعطي الحب واتلقاه بلا مقابل، وأنت لم تكن هذا الشخص الذي سيبادلني تلك المشاعر وهذا ليس خطأك أنا اعرف" حديثه كان متقطع لأبتلاعه غصته ومحاولته كتم بكائه ومنع دموعه من السقوط، رغم أن الليل دامس وانوار المنتزه ضعيفة الا انني استطيع رؤية بوضوح مدى محاولاته البائسة للظهور بمظهر قوي

-"يالك من أناني! أن تربط شخصا أنت تعلم انه لن يكون لك لمدة طويلة فقط لأجل مشاعرك الخاصة؟!" اردفت، أنا لا افهم لما اخرج تلك الكلمات السامة من فمي ولما أنا بهذا الغضب والألم رغم أنه في الحقيقة لم يؤذيني جسديا او معنويا مطلقا، ولكن قلبي مازال يعتصرني ألما ويزيد غضبي كلما رأيته يخضع ويقبل كلماتي الجارحة بتصديق

-" أجل أنا اعلم، أنا أناني، لم يكن يجب علي فعل شيء كهذا، كنت صغيرا وطائشا، هذا ليس عذرا ولكنني فقط-... ظننت أن الأشخاص يمكن أن يتغيروا ان ضغطنا عليهم كثيرا، ظننت انه طالما سأكون بجانبك دائما سيأتي يوم وتنظر إلي، ولكنك لم تفعل ولم أفهم لماذا، غير أني فهمت متأخرا أن الحب لا يأتي بالاجبار وأنه ليس كما يذكر في الأساطير يُخلَق عندما يربطنا القدر معا وأن اجبارك لن يجعلك تحبني انا آسف" إنه يقبل مجددا ما اقول ولايحاول الدفاع عن نفسه، ماهدفه من الظهور بمظهر المذنب النادم؟ هل يظنني ساشفق عليه بهذه الطريقة !!

-" لقد أخبرتك منذ البداية ولكنك لم تستمع، هل ... انفطر قلبك الآن؟ رغم اني حذرتك بالفعل" اردفت، أليست تلك اشواكا تخرج من فمي؟ والتي تغرس في قلبي أنا قبل أن تؤلمه! ولكني مازلت اقولها

رأيته يبتسم وسط دموعه المنهمرة والتي لم افهمها ثم قهقه بخفة أثناء مسحه لدموعه وقال
-" أجل لقد أخبرتني ولكني كنت عنيدا جدا لأستمع لك، ليس بيدي شيء سوى أن احزن حتى ان كانت تلك هي النهاية المتوقعة منذ البداية" اردف ووقف ثم نظر إلي بابتسامة رغم تعابيره المتألمة

بقيت صامتا ريثما أخرج شيئا من حقيبته وقال
-" أعلم أنني وقح وكثيرا، ولكن هل يمكنني أن اطلب منك طلبا أخيرا؟ واتمنى أن تنفذه"

اومأت له ليستكمل حديثه
-" هل يمكنك لو، فقط لو تقابلنا بالصدفة في المستقبل أن تنسى كل شيء حدث بيننا وأن تغفر لي؟ لا أريد أن احصل على الكراهية من طرفك حتى بعد رحيلي، لا أقصد أن تدعي عدم معرفتي، فقط لنلقي التحية على بعضنا البعض كمجرد ... معارف او زملاء دراسة قدامى؟ وأيضا، أعلم أنه شيئٌ تمقته بشدة ولكن فقط اقبله هذه المرة كما تفعل دائما، فقط هذه المرة" اردف ومد الي صندوق البينتو، اراهن أنه كان ينفق نقوده كلها في شراء صناديق البينتو التي كان يقدمها لي والتي لم اعدها له فارغة يوما

نظرت الى يده التي تهتز بشكل خفيف ولكنه واضح، اخذت صندوق البينتو وأومأت له، لأراه يبتسم وتسقط آخر دمعة رأيتها من عينيه ثم استدار راحلا بعد أن نبهني أن اتصل به ان وجدت موعدا شاغرا لاجراء فسخ الخطبة

رحل ..... رأيت ظله يزحف وراءه حتى توارى تماما عن ناظري، وانا بقيت ..... جالسا على ذلك المقعد الخشبي في المنتزه العام، ثلاث دقائق حتى اشتعلت الالعاب النارية، صوت المفرقعات عالية ولكن صوت قلبي ذو النبض الثقيل أعلى في اذني من صوت المفرقعات والالعاب النارية، مازالت آخر جمله تدور في رأسي وتعاد في ذاكرتي 'أن اسماحه'؟ ' أن نتصرف وكأننا زملاء دراسة او ماشابه'؟ هل سأستطيع فعل ذلك؟ حسنا ليس الأمر أنني سأمقته عندما لا يكون هناك شيء يربطنا معا وعندما يكون حقا مجرد عابر في طريقي

اشعر بالثقل في قدمي وعدم الرغبة في الاستقامة، لذا شاهدت الالعاب النارية بصمت التي يطلقونها دائما نهاية شهر تموز، اذن هو ولد في الشهر السابع من السنة الميلادية، وأنا قد ولدت في شهر حزيران، إننا حقا بيننا شهر واحد، لم اكن اعلم ذلك، ليس وكأنني كنت اعلم أي شيء عنه مسبقا *

عاد ايليت الى استوديو سكنه، وبطريقة ما كان قلبه أخف وكأن همومه قلت، حسنا البكاء في النهاية قد يريح أيضا، يقولون عن المنافق يكذب الكذبة ويصدقها، هو حاول حقا

حاول تصديق أنه لايحب ماثيو وأنه يفعل كل هذا فقط لأجل اموال عائلته الثرية، وكاد يصدق ذلك حقا فظن أنه بمجرد اجراء العملية سيفقد ذلك الشعور المميت بالطوق لألفاه، ولكنه فقط يخدع نفسه، منذ التقاء عيناه بمجرة ماثيو السوداء هو شعر بها داخل قلبه، تلك الزهور المتفتحة والفراشات التي تملؤ معدته بدات بالانتشار، حتى مع الفيرمونات التي كان يقمعها ماثيو عنه

هو كان يحب ذلك الشخص، كان يطوق لماثيو لشخصه وليس بسبب الوسم او القدر كما اقنع نفسه، ظن أن كل شيء يسير حسب خططه الطفولية ولكن قلبه كان له شأن آخر، فخطة اغواء ماثيو جعلته يقع له أكثر فقط وعسرت عليه الابتعاد عنه، حتى هو لايفهم لما وقع لذلك الالفا بالأخص، ولكن قلب ايليت استمر بالنبض لأجله والتأثر بكلماته وأفعاله، لكثير من الوقت ظن أن المشكلة فيه وأنه فعل شيئا خاطئا لذا ماثيو لا يظهر مبادلته هذه المشاعر، فأصبح يزيد الاهتمام، يزيد الوقوع له ويزيد من عطاء قلبه، و بالطبع لن يكون ذنب قلبه المسكين عندما ينكسر عند الانفصال من علاقة لم تكن قائمة بالاساس، علاقة كانت اقصى حدودها تخيلاته وخططه

كل ما أراده هو الحب، ولكنه حاول الحصول عليه بالطريقة الخاطئة، كان طفلا ولم يتعلم كيف يفهم مشاعر الطرف الآخر، كان طفلا ولم يتلق الحب ليعرف كيف يمنحه بطريقة صحيحة، كان طفلا وأراد التمسك بأي وهم كيلا يموت لبؤس حياته واحتاح وهما يمنعه فقدان عقله والسعي بلا رقابة وراء فساد العالم، ولكنه لم يعلم أن ذلك الوهم سيصبح كابوسا ويدمر قلبه

*****************************
*************
ايليت بعمر 21 ربيعا

Continue Reading

You'll Also Like

2.8M 57.9K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
16.3M 347K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
10.4M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
1.1M 44.5K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...