دخلنا قاعة الأكل فوجدنا طبقين من لحم الخنزير المقدد و البيض مع الخبز و السجق مقابلان بعضهما البعض، و كوبان مملوءان بمحتويات كريمية اللون لم احدد ماهيتها بعد ، و وعاء متوسط الحجم مليء بالفواكه.
"اخيرا"، زفر جافيير راكضا نحو المائدة الطويلة. سحب الكرسي إلى الوراء ،حاول بصعوبة تسلقه للجلوس لكن دون جدوى. هززت رأسي بابتسامة ناعمة على شفتي لأساعده على الجلوس على الكرسي.
"شكرا"، تمتم بخجل ليلتقط الشوكة و يبدأ في الأكل. سرت لاجلس مقابلة إياه.
نظرت نحوه لأجده يأكل كما لو انه لم يتناول شيئا معي الليلة الماضية، "جافيير" قلت، توقف مؤقتا لينظر إلي، "كل ببطء و إلى ستختنق" تابعت ناظرة إلى فمه الممتلئ مما جعله يبدو كسنجاب ، مضغ ببطء قبل أن يبتلع و يومئ برأسه. عاد لتناول طعامه لكن هذه المرة كان أبطأ. أومأت بابتسامة قبل أن اشرع في تناول طعامي.
أخذت رشفة من الخليط الكريمي، وااه عصير الموز بالعسل، المفضل لدي على الإطلاق.
"اعتقدت أننا لن نلتقي اليوم"، قال.
نظرت إليه، "و ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟" .
"حسنا أبي قال أنك أتيت مبكراً من أجلي لكني كنت نائما فغضِبتِ و غادرتِ".
"ابن ال---" بدأت في شتمه لكني تذكرت وجود جافيير معي. سعلت لاكمل في محاولة لترقيع غلطتي "-البسكويت".
اخذت قطعة من لحم الخنزير المقدد بينما هو ضحك، "لا داعي لكتمها. أبي يلعن كثيرا ايضا، حتى انني أستطيع تخمين ما كنت ستقولينه، لكن لا تخبريه اني أعرف".
اختنقت بقطعة اللحم و سرعان ما ضربت كأس الماء بالطاولة، "ابن ال--!"، صرخت لكن أوقفت نفسي مرة اخرى. نظرت إليه لكنه يأكل طعامه و يبدو بريئا جدا. أيّ نوع من الآباء يلعن أمام طفله.
"ماذا أردتُ أن اقول؟" قررت أن اختبره فقط في حال كان يمزح أو يخادعني لكنه هز رأسه.
"إنها كلمة سيئة و لا أعتقد أن آلهة القمر ستكون سعيدة بسماع هذه الأشياء مني. مازلت فتى بريئا.
"من الجيد أنك تعرف هذا، لكن الدادي خاصتك أخطأ " تمتمت.
"هل يجب أن يُعاقب؟"
هذه المرة حرفيا كدت اختنق بلعابي. استعدت انفاسي بسرعة، لا تزال نفسه البريئة تنتظر إجابة بريئة مني. يبدو انني سيئة مثل ألفا كاسبر. ربما أحتاج الى العقاب أيضا. سبع سنوات بدون ممارسة الجنس و هذا ما اصبحتُ عليه...امرأة تبلغ من العمر أربعة و عشرين عاما تسيء تفسير كل شيء يقال ببراءة.. أحسنتَ صنعا ماسون، لقد دمّرتني رسميا.
"لا، لا يحتاج إلى المعاقبة"
قال نويل و هو يدخل القاعة :"من الذي يجب أن يعاقب أيتها الفتاة الشقية؟"
من الواضح انه لا يستطيع رؤية جافيير لأن مسند الكرسي مرتفع فيخفيه تماما.
"عليك أن تغلق فمك حالا"، قلت في محاولة لإسكاته لكنه أستمر في الثرثرة
"انتِ لا تريديني أن أعرف مع من تمارسين جانبك الغريب؟"، قال ليقف جانبي ليفزع حال رؤيته لجافيير.
"اللعنة المقدس-" صاح ليبلع ما كان في جعبته "أعني---الهة مقدسة"
أعطاه جافيير ابتسامة مسننة "أنا جافيير".
التقط نويل تفاحة، " سررت بلقائك يا فتى و لكن عليك أن تنسى كل ماسمعته في الدقائق الثلاثة الاخيرة لان والدك سيقتلني"
"اوه لا تقلق أبي أيضا يلعن كثيرا"، لوّح جافيير على كلام نويل متكلما كما لو انها محادثة عادية لطفل في الخامسة من العمر.
"جافيير هذا نويل، أخي التوأم".
اتسعت عينا جافيير، "حقا؟..لابد أن هذا رائع جدا" اردف بحماس. "هل يمكنكما فعل هذه الاشياء حيث تستطيعان قراءة عقول بعضكما البعض؟"
"تقصد التخاطر " قال نويل كما لو ان مثل هذه الكلمة يجب أن يتقنها طفل يبلغ من العمر خمس سنوات.
"نويل انه في الخامسة"، تمتمتُ، "و نعم يمكننا فعل ذلك من خلال رابطة العقل و يمكنني أن أفعل ذلك مع كل فرد من عائلتي، لذا فهو ليس شيئا مميزا"
"بعد تسعة أشهر من الضغط بمؤخرتي على وجهك و كَوني رفيق رحم معك، هذا كل ما تعتقدينه بشأن علاقتنا؟"
"ما رأيك؟"
"اسمح لي أن أشرح كيف تعمل رابطة العقل يا صديقي" قال نويل بتفاخر بعد أن سخر مني لكن جافيير صدمه
"أعرف ما يعنيه، شرح لي والدي ذلك"
حاولت كتم ضحكاتي من تعبير نويل، "سبب آخر يجعلك أفضل ألفا، و تحتاج لتعليم أخي دروس الألفا"
"لقد ارهبتني بما فيه الكفاية ، سأغادر" قال ليسرق حبة نقانق من الطبق و يغادر مغلقا الباب خلفه لإضفاء مزيد من التأثير على المشهد.
قال جافيير :لقد أحببت اخيك"، أنهى آخر قطعة من لحم الخنزير المقدد في طبقه.
"أنا احبه ايضا، لكن لا تخبره بذلك. سيغتر بنفسه حينها" قلت، "إذن ماذا تريد أن تفعل الان؟"
"اقرأ لمدة طويلة"، استعجبت من اجابته السريعة.
املت نفسي إلى الأمام على مرفقي و وضعت ذقني في يدي "كما تعلم....عندما كنت في الخامسة من عمري، كنت العب، العب فقط"
قال: "أنا أحب القراءة"، و بعد محاولاته الشديدة في الكتمان، نظر إلي بخجل " هل يمكنك مساعدتي في النزول؟"
"بالتأكيد" قلت لاترك مقعدي. رفعته من على الكرسي حاملةً اياه
"أريد الذهاب إلى المكتبة"
"لدينا مكتبة و لكني لا أعرف ما اذا كان بإمكاني العثور عليها"، اجبته عندما غادرنا قاعة الأكل.
رأيت الحراس الذين يحمون الجناح الغربي، "من فضلكم هل يمكن لاحدكم أن يريني المكتبة"
الشخص الذي قادني إلى غرفة ألفا كاسبر أومأ و بدأ في السير
سألته "ما اسمك؟"
بقي صامتا لثوان، "هل تقصدينني انا انستي" سأل
"اجل"
سعل "امم..أنا سيباستيان انستي"
"اسمك 'وسيم'" قال جافيير.
"لا أعتقد أن الأسماء يمكن أن تكون وسيمة جافيير"
هزّ رأسه بعناد بينما سيباستيان يضحك على الموقف " بل يمكنها"
قال بنظرة متعجرفة على وجهه "أبي يقول ان اسمي وسيم"
"هل هذا صحيح؟"
"اجل، مثل اسمكِ 'جميلة'"
ابتسمت له "شكرا "
"هاهو آنسة اوديتا" قال سيباستيان منحنيا قليلا.
ابتسمت بخفة " شكرا جزيلا"
"هل تحتاجين شيئا اخر؟"
"لا أظن في الوقت الحالي و لكن شكرا على أي حال"، قلت لادخل المكتبة.
أنزلت جافيير ، " يا إلهي- مكتبتك مثل خاصتي في المنزل تماما " قال
ركض لاضحك على مدى قصر قامته مقارنة برفوف المكتبة الكبيرة. بعد عشر دقائق، استقرنا انا و جافيير أخيرا على الكتب التي سنقرأها ليجلس بين ساقي على الأرض بينما كان ظهري مستريحا على ذراع الاريكة.
طرق شخص ما على الباب بعد ساعتين من القراءة. كان جافيير يرقد على الأرض على بطنه على بعد بضع أقدام مني و معه كتاب جديد بينما انا على الاريكة مع نفس الكتاب. تنهدت لاقف و افتح الباب.
"أريد حقا أن أتحدث إليك" قال. خرجت من صدمتي بسرعة، "ماسون لا يمكننا الحديث. ليس لدينا ما نتحدث بشأنه. إنتهى الأمر قبل سبع سنوات، دعنا لا نفتحه مجددا"
"لا تتفوهي بمثل هذا الهراء اوديتا، فكلانا يعلم أن لديك أسئلة تريدين الإجابة عليها و سأكون أكثر من سعيد للإجابة "
"لديك اجتماع ألفا عليك حضوره، لذا وداعا" قلت بصدد غلق الباب و لكنه وضع قدمه قبل أن اغلقه تماما.
"إنه وقت استراحة الغذاء، من فضلك لنتحدث"، توسل.
"فقط دعني ماسون"، همست أنظر للارض.
"رجاءا انظري الي، لم يتغير شيء صدقيني"
"مرة اخرى اطلب منك المغادرة ماسون، لديك رفيقة و طفلين مع طفل آخر في الطريق. هذا يغير كل شيء"
تنهد يسحب قدمه لاغلق الباب.
-------------------------------------------------------
مرحبا~
آمل حقا أن تكونوا قد استمتعتم بالفصل.
ما رأيكم في الأحداث حتى الان؟
هل يوجد مشكلة في الترجمة؟
من فضلكم لا تترددوا في التصويت و التعليق و مشاركة الفصل مع اصدقائكم.
شكرا لكم.